المدية، إحدى ولايات الجزائر ورمزها هو 26، يقدر عمر ولاية المدية بألف عام أو يزيد، فالمدية عاصمة بايلك التيطري. يعود تاريخها إلى عهد قديم أي حوالي 350 هـ، بحيث قال أحد المؤرخين (المدية عتيقة قديمة، وأن المدية سبقت بني زيري وأنها أقدم من أشير...)، فقد تداولت عليها عدة حضارات وسكنتها الكثير من الشعوب وهي تقاطع مدينة تلمسان في عدة تقاليد لتشابه أنماط المعيشة لدى سكانها وطريقة عمرانهم، وأسلوب حياتهم ومن الشخصيات التي ولدت وترعرعت بالمدينة الشيخ ابن شنب وفضيل اسكندر، كما أنها كانت عاصمة الولاية الرابعة في حرب التحرير ضد المستعمر الفرنسي. والمدية اليوم من بين ولايات الجزائر تتوفر على منتوج ثقافي، سياحي، وتاريخي، تضم 64 بلدية موزعة على 19 دائرة و5 مقاطعات إدارية هي: المدية، البرواقية، قصر البخاري، شلالة العذاورة، تابلاط. الموقع الجغرافي. تقع المدية في الأطلس التلي على بعد تقريبا جنوب الجزائر العاصمة، وتتربع على مساحة قدرها 8700 كلم2 وعلى ارتفاع من سطح البحر. وتشترك ولاية المدية في الحدود مع العديد من ولايات الوسط: ولأن ولاية المدية مرتبطة بالشبكة الوطنية للطرق رقم واحد (01)الذي يعتبر العمود الفقري لشبكة الطرق الوطنية الرابط بين مناطق الشمال والجنوب، ورقم ثمانية (08) ورقم أربعين (40) من الشرق إلى الغرب، وثمانية عشر (18) ما بين مليانة والبويرة، ورقم (60) ما بين قصر البخاري وشلالة العذاورة نحو المسيلة. هذا ما رشحها لأن تكون حلقة الوصل بين منطقة الساحل والهضاب العليا وكذلك بين الشرق والغرب. التقسيم الإداري. التقسيم الإداري لولاية المدية يضم 64 بلدية موزعة على 19 دائرة و3 مقاطعات إدارية هي: قصر البخاري، شلالة العذاورة، تابلاط دائرة المدية: دائرة البرواقية: دائرة قصر البخاري: دائرة بني سليمان: دائرة تابلاط: دائرة شلالة العذاورة: المناخ. تعتبر الولاية بفضل موقعها الجغرافي همزة وصل بين الساحل والهضاب العليا. وهي ذات طابع فلاحي رعوي إذ تقدر الأراضي الفلاحية بمساحة ومساحة غابية تقدر ب161.885 هكتار، تتوفر على إمكانيات حقيقية للنشاطات الاقتصادية المتعددة يتميز مناخ المدية بخصائص فرضتها عوامل طبيعية منها: وبذلك فإنها تتميز بمناخ متوسطي شبه قاري، بارد ورطب شتاء، معتدل ربيعا، حار وجاف صيفا، وتسمى بوابة الأمطار بحيث تصل كمية الأمطار إلى سنويا بمعدل تساقط مرتفع خاصة في ديسمبر، يناير وفبراير، كما أن الثلوج تغطي عادة مرتفعات بن شكاو فهي تعرف بتساقط الثلوج. ويمكن تقسيمها إلى 4 مجالات هي : المجال الرطب. هذا المجال يخص مرتفعات الأطلس البليدي. المجال شبه الرطب. يغطي هذا المجال هضبة المدية والسفوح الجبلية الجنوبية للأطلس البليدي. المجال القاحل. تساقط الأمطار أقل من 300 مم على كامل المنطقة الجنوبية السهبية للولاية. البنية الطبيعية. ينقسم المجال الحيوي للمدية إلى أربعة مناطق رئيسية هي: المنطقة الجبلية. تتكون من سلسلة جبلية متواصلة وهي تحيط بالجهة الغربية والشمالية للولاية، تمتد المنطقة الجبلية من الونشريس إلى غاية تابلاط وتتميز بقلة السكان واكتسائها غطاء غابي كثيف كما تنتشر بها تربية المواشي. المنطقة التلية. تقع وسط الولاية، تتميز بطابعها الفلاحي، إذ تعرف زراعة الكروم المنتجة لمختلف أنواع العنب، إلى جانب زراعة أشجار الفواكة ويأتي في مقدمتها التفاح، كما تنتشر بها أيضا المراعي والأعشاب على ضفاف الأودية والمجاري المائية. المنطقة السهلية. وتضم هذه المنطقة سهول بني سليمان وسهول مراشدة وهي تقع وسط المنطقة التلية، تعرف سهولها انتشارا واسعا لزراعة أشجار الفواكة وتربية المواشي. المنطقة الجنوبية. تتميز هذه المنطقة بعدم انتظام تساقط الأمطار، وتكثر بها زراعة الحبوب على نطاق واسع بالإضافة إلى تربية الأغنام والأبقار والماعز، تمتد المنطقة الجنوبية من بوقزول إلى غاية شلالة العذاورة. تتخللها سلسلة جبال الونشريس ناحية قصر البخاري وسلسلة جبال التيطري ناحية شلالة العذاورة. الغطاء النباتي. تتوفر المدية على مساحة غابية تقدر بـ معظم أشجارها من الصنوبر الحلبي، البلوط الفليني والبلوط الأخضر بكل من تابلاط والبرواقية، إلى جانب الأشجار تعرف أيضا نمو نباتات مختلفة تستعمل بعضها في التطبيب ومن بينها إكليل الجبل والدردار والخلنج والكاليتوس. هذه الثروة الغابية التي تمثل 18.38% من المساحة الإجمالية للولاية، سمحت بانتشار حيوانات برية متنوعة منها الأرنب البري، القط البري، اليمام والبط المائي، كما تنتشر بغاباتها أنواع حيوانية محمية منها قرد الماغو، الحداية الحمراء، وكاسر الجوز القبائلي...إلخ. السكان. حسب الإحصائيات الأخيرة لسنة 2005 قدر عدد سكان الولاية بـ 896.458 نسمة.تعتبر مدينة المدية أكبر مدن الولاية كثافة(أكثر من 100000 نسمة) تليها البرواقية، قصر البخاري، شلالة العذاورة، وهذه المدن يفوق عدد سكانها 50000 نسمة التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: الصناعة التقليدية. الصناعات التقليدية بالولاية ذات طابع محلي وفني أصيل تعود جذورها إلى عهد قديم توارثته الأجيال وما تزال تصاميم هذه الصناعات تجسدها أنامل أبناء هذه الولاية منها : الجلد – اللباس التقليدي – صناعة الأحذية - المجبود – السراجة – الخزف الفني – غزل الصوف –نسيج الزرابي –الأواني الطينية –النقش على الخشب –الزخرفة – وهذه الصناعات متواجدة في مناطق عديدة من الولاية أهمها : المدية، البرواقية، قصر البخاري، شلالة العذاورة، تابلاط. تمتاز المدية بصناعات تقليدية وفنية معتبرة تمارس في المؤسسات التكوينية ولا زالت حتى بالمنازل، نذكر منها: المجبود، الأواني الطينية، الطرز، السراجة، الفخار (الخزف الصيني)، النقش على الخشب، صناعة الجلود، القشابية، النسيج، الحنبل) وبخصوص الحرفيين في مجال الأعمال الحرفية، فهي في توسع مستمر وتساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي للولاية إلى جانب صناعة النسيج التي عرفت هي الأخرى توسعا ورواجا كبيرين نظرا لارتباطها هي الأخرى بأغراض نفعية من لباس وفراش حتى ذاع صيت بعض مصنوعاتها على المستوى الوطني كزربية"كاف الطير" الأصلية والتي تشتهر بهامنطقة "شلالة العذاورة"، وهي عبارة عن نسيج خشن من الصوف الطبيعي أوالمصبوغ يتميز بحاشية تتألف من أشرطة متوازية في حين تنتشر على طول مساحة الزربية زخارف زهرية وهندسية متنوعة تمارس في المؤسسات التكوينية ولا زالت حتى بالمنازل، نذكر منها: المجبود، الأواني الطينية، الطرز، السراجة، الفخار، صناعة الجلود، اللباس التقليدي (القشابية، البرنوس، النسيج، الحنبل) وبخصوص الحرفيين في مجال الأعمال الحرفية، فهي في توسع مستمر وتساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة. عادات وتقاليد. تمتاز المدية بإحياء الوعدات لأولياء الله الصالحين وتقام بالمناسبة عبر المداشر والقرى بما يسمى الطعمة وترفق بألعاب الفروسية والأنغام والمدائح وذلك في مناطق معروفة في كل من حناشة والشيخ سيدي بن عيسى بوزرة والمدية (العيساوة) والقلب الكبير (سيدي منصور بني معلوم) وزاوية الشيخ بسيدي الزهار ووعدة سيدي بلعباس بسي المحجوب وسيدي علي بالزاوية ووعدة سيدي سعيد بمنطقة شنيقل بشلالة العذاورة وحفل عيد العنب ببن شكاو وغيرها بالإضافة إلى الأعراس والتقاليد في العرضة والزفاف، المحضر، الحزام، وغيرها من الولائم المصادفة للأيام الدينية والموسمية.وكذلك وعدة أولاد بوزيان بشلالة العذاورة وزيارة سيدي ناجي. بصمة الولاية في أكلاتها الشعبية معروفة : كالعصبان، البركوكس، البرغل، الرشتة، الزلوف، الكسكس، الرفيس، قرنينة، بطاطا بالثوم، غمسة فول، تشكتشوكة، وتقاليدها الخاصة في الأعراس والوعدات وغيرها من المناسبات.والحلويات كالمقروط، التشاراك، مقروط اللوز، الغريبية، الطرونية، المسمن، المعارك، البقلاوة، العرايش، البغرير باللوز، حلوة العنب، الرب، المثقبة، المعارك، وغيرها من الأكلات الأخرى ذات الصلة العرفية بين العائلات. كما تقام في ثلاثة الدوائر وعدة سيدي امحمد بين تلاتة الدوائر والمفاتحة في الربيع ويقم فيها السباق للخيول والبارود ويباع فيها التمر وتقام احتفالات كبيرة تدوم من 3ايام إلى اسبوع كامل الجانب الثقافي. للولاية هياكل ومؤسسات ثقافية ورياضية وترفيهية لسكان الولاية يمثلها متحف المجاهد سي عبد الله –دار الثقافة – دور الشباب- المركب الرياضي بوامري -ملاعب كرة القدم بالسدراية -قاعات متعددة الرياضات بالقلب الكبير -قاعة متعددة الخدمات للشباب -مكتبات عمومية، جامعة يحي فارس - معهد عوار للفنون الجميلة - مدينة الملاهي ببنشكاو - دار الشباب والمركب الجواري بشلالة العذاورة. وعدات مواسم وأعياد وعدة حناشة هي إحدى الاحتفالات الشعبية المحلية التي تحييها ولاية المدية، ويطلق عليها أيضا اسم طعام حناشة، تقام هذه الوعدة مرتين في السنة، الأولى عند بداية موسم الحصاد في شهر ماي، أما الثانية فتحيى عند بداية موسم الحرث والبذر في نهاية شهر سبتمبر. يتم الاحتفال بهذه الوعدة (الطعام) عن طريق تحضير قصاع وأطباق كبيرة من الكسكس واللحم، تقدم لكل الزائرين مهما كانت مكانتهم الاجتماعية طمعا من أهل منطقة حناشة وأملا في موسم فلاحي سخي بالخيرات. إلى جانب الإطعام وإخراج الصدقات تقام منافسات الفروسية الشيقة بحيث يتباهى كل فارس بلباسه التقليدي، وأنغام فرق الفلكلور والشعر الملحون، كما تقام أيضا ألعاب شعبية مثل: لعبة الكرة بالعصى، الفلكلور والفنتازيا. بالإضافة إلى مهرجانات شعبية موازية تنظم عبر مختلف المناطق منها: وعدة سيدي بن عيسى، سيدي منصور، سيدي الشيخ وسيدي بلعباس، وهي كلها احتفالات تحمل في أجوائها عراقة المدية التي نسجت وشاحها من عمق تاريخها وأصالة جذورها الضاربة في لب الحقب والأزمنة. عيد الربيع الاحتفال بعيد الربيع هو تظاهرة ثقافية، فنية، رياضية واقتصادية، يتم إحيائها عند دخول فصل الربيع من كل سنة. يعتبر ربيع المدية فضاء يبرز فيه الغنى الثقافي لهذه المدينة وعمق تراثها الشعبي، بحيث تتخلله معارض للصناعات التقليدية المحلية وفن الطبخ الذي تشتهر به المنطقة، كما تنظم مسابقات لأحسن طبخ وصنع الحلويات التقليدية، بالإضافة إلى المنافسات الرياضية وإحياء حفلات فنية تطرب الزائرين بالوصلات الأندلسية الشدية، الغناء الشعبي الأصيل والفلكلور المحلي. عيد العنب الاحتفال بعيد العنب في المدية له تاريخ طويل متداول من جيل إلى جيل تحييه المدية كل سنة بعد موسم جني العنب عن طريق إقامة احتفالات فلكلورية، كما تقام تظاهرة فلاحية بهذه المناسبة تعرض فيها مختلف الأصناف منها: داتي، موسكة، أحمر بوعمر وفرانة وغيرها، بالإضافة إلى منتجات مشتقة من العنب منها الرب، حلويات العنب باللوز. الرب وحلوة العنب باللوز يعتبران مواد ذات سمعة لا يزالان يحضران بطريقة تقليدية لدى العائلات المحافظة على التقاليد. الرب هو عبارة عن خلاصة للعنب المطبوخ يعقد للحصول على سائل عسلي جامد ينتج بعد تحويل نوع من العنب (سانسو). مرحلة الصنع تبدأ أولا بطهي العنب للتخلص من الماء الذي يحتويه لتأتي مرحلة التصفية وتبخر السائل ليعاد مرة أخرى للطهي للحصول على مستخلص مركز الذي يمكن الاحتفاظ به لمدة عام ويقدم للتحلية ولدواعي علاجية خصوصا السعال والاضطرابات التنفسية. صنع حلوة العنب باللوز المسماة أيضا حلوة مليانة أو الكفتة تشبه لحد كبير طريقة تحضير الرب، الاختلاف يكمن فقط في معالجة خلاصة العنب، وللوصول إلى صنع عمود من حلوة العنب يلجأ الحرفيون إلى تشكيل اللوز قبل الانتقال إلى مرحلة التغليف عن طريق التبليل المتواصل للوز وفي خليط مشكل من مستخلص العنب والسميد للتجفيف تدريجيا أثناء العملية للسماح للعجينة بالالتحام مع اللوز لنحصل في الأخير على عمود من حلوة العنب. الاحتفال بعام الدراز "يناير" تحتفل المدية برأس السنة الأمازيغية بكل فخر واعتزاز مثل بقية مناطق البلاد كمنطقة القبائل، الأوراس، الهقار وتلمسان باعتباره حدث كبير تمتزج فيه مشاعر التقارب والدعاء. يناير، الدراز أو العام حسب تسميات الثقافة المحلية يبقى لكثير من اللمدانيين الشاهد الحي والذاكرة التي لا تمحى عن مرور الحضارة النوميدية في المنطقة. تحتفظ المدية بآثار مرور هذه الحضارة من خلال الآثار التاريخية، العادات والتقاليد بالإضافة إلى أسماء الأحياء والمداشر التي تميل إلى النمط الأمازيغي. إن التشابه بين مختلف التظاهرات الفلكلورية والسهرات المنظمة بالمدية أو في مختلف مناطق البلاد تبرز بما لا يدع للشك تلك العلاقة الوطيدة التي تجمع بين العديد من الثقافات الشعبية. ما وراء الحس الروحي الذي يطبع عادة مثل هذه الاحتفالات الاجتماعية خاصة لدى الجمعيات الدينية المنتشرة عبر مختلف مناطق الولاية، ينفرد يناير بتحضير أطباق تقليدية متكونة من اللحوم البيضاء وعجائن مصنوعة في البيت تختلف من منطقة إلى أخرى أهمها الكسكس والشخشوخة وحلويات تقليدية مثل المعارك، الرفيس الذي يقدم مع الشاي بالنعناع طيلة مدة الاحتفال. تتجلى مظاهر الاحتفال في الأسواق بعرض مختلف أصناف الحلويات الموضوعة في قفف الدوم، يقوم رب العائلة أثناء إحياء هذه المناسبة بشراء ديك أو الديك الرومي ليذبح في وسط الدار ويستعمل في تحضير الطبق المفضل للعائلة. وأما في السهرة فتحضر المكلفة بشؤون البيت، القصعة أو الجفنة أو صينية كبيرة من النحاس توضع وسط الدار ويوضع المولود الجديد أو أصغر فرد من العائلة فيها، وتفرغ فوق رأسه الحلويات والفواكه، وبعدها توزع تلك الحلويات والفواكه على أفراد العائلة في جو من السعادة والفرحة. الزوايا. ينتشر عبر المدية العديد من أضرحة الأولياء الصالحين والزوايا التي تعد مزارات طاهرة، يتردد عليها سكان المنطقة وحتى المناطق المجاورة، بغية التبرك والاقتداء بسيرة العلماء الذين شيدوها، ومثلوا أهل الحل والعقد، منها زاوية سيدي الصحراوي بالمدية، سيدي سليمان (بني سليمان)، سيدي يعقوب (موقورنو)، الشيخ الميسوم (قصر البخاري)، سيدي امحمد الخيذر (شلالة العذاورة)، مقامات الشيخين سيدي عامر وعمر ببلدية سيدي دمد ناحية شلالة العذاورة هاته الشخصيات الدينية عملت طيلة حياتها على تقديم النصح والإرشاد للأجيال القادمة. تضم المدية اليوم العديد من زوايا وأضرحة التيطري مثل زاوية مسجد بوحمامة العتيق لبلدية العيساوية الذي أسس في القرن الخامس عشر من طرف الأقلية المسلمة المطرودة من الأندلس، زاوية سيدي سعيد بشلالة العذاورة الذي تفرقت ذريته في مختلف جهات الوطن وهم ملازمين وعدته كل عام، زاوية الشيخ الهادي بن عيسى بوزرة المؤسسة في سنة وتحوي اليوم أتباع الطريقة العيساوية، نظمت هذه الزاوية في صيف 2008 المهرجان الأول للعيساوة الذي ضم ممثلي الطريقة العيساوية لمختلف مناطق البلاد. خلال الفترة العثمانية شهدت ظهور عدد من الزوايا منها: زاوية سيدي علي ببن شيكاو، زاوية سيدي سعيد بشلالة العذاورة، سيدي أحمد بن منصور بتيزي المهدي، سيدي بن يعقوب بوامري، زاوية سيدي امحمد الخيذر بشلالة العذاورة، زاوية الشيخ سيدي علي البعاج بأولاد عنتر وزاوية الشيخ الميسوم بقصر البخاري، زاوية سيدي النذير بشلالة العذاورة، زيادة عن أهدافها الأساسية لعبت دورا هاما في الحفاظ على الهوية الوطنية وتكوين نخبة محلية، إضافة إلى ذلك تقديم نشاطات ذات طابع اجتماعي لفائدة السكان. شخصيات تاريخية شرفت ولاية المدية. في عهد الدولة الموحدية نبغ في هذه الناحية شخصية لها وزنها في الحقل الثقافي والعلمي وكان لها شان عظيم بين كبار العلماء وهو أبو محمد عبد الله الأشيري نسبة إلى بلدة آشير بالجنوب الشرقي من ولاية المدية ببلدية الكاف الأخضر ناحية شلالة العذاورة، في سفح جبل تيطري والتي كانت عاصمة التيطري قبل تأسيس مدينة المدية. كان امام عصره في الفقه والحديث والأدب انتقل إلى الشام وسكن حلب الشهباء ففاق بها جميع علمائها كما قال ياقوت كان امام اهل الحديث والفقه والأدب بحلب خاصة وبالشام عامة يتسابق الناس إلى الاخذعنه والتشرف بالانتساب اليه ويتفاخر الوزراء والملوك بمجالسته والاسترشاد بعلمه وارائه استدعاه الوزير أبو المظفر عون الدين يحيى بن هبيرة وزير المقتفي وطلبه من الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي لاقراء الحديث وتدريس العلومه بدار السلام بغداد فسيره الملك اليه محفوفا بالاجلال والإكرام فاقرأ هناك كتاب الإفصاح وعن شرح معاني الصحاح بمحضر الوزير مؤلف الكتاب نفسه وهو شرح يحتوي على عشرة كتب شرح بها الوزير أحاديث الصحيحين وقد جرت للشيخ مع الوزير منافرة فتقاطعا ثم ندم الوزيرعلى موقفه هذا اتجاه الشيخ فاعتذر اليه واغدق عليه بره واحسانه ثم سار الشيخ من بغداد إلى مكة ثم عاد إلى الشام فمات ببقاع بعلبك سنة (561 ه) 1165 م وهناك شخصية أخرى كان لها مجالها في ميدان العلم والثقافة وكان لها وزنها في بلاد الأندلس حيث مثلت عاصمة التيطري آشير في تلك الربوع وهذه الشخصية هي الراوية الامام الحافظ موسى بن الحجاج بن أبي بكر الأشيري. السياحة والترفيه. تملك ولاية المدية إمكانيات سياحية غنية ومتنوعة، وهي منطقة تمزج بين جمال الطبيعة للأطلس التلي، وحرارة المناخ لمناطق السهوب وبعض من خصائص الصحراء. وهي أيضا منطقة تتيح للزائر فرصة التمتع والاستكشاف لمناظر طبيعية خلابة وغطاء نباتي غزير خاصة على مستوى منعرجات شفة والمرتفعات الغابية بكل من تمزقيدة، الحوضين وأولاد عنتر، كما أن جبالها تشتهر بشلالات ومجاري مائية مصدرها قمم الجبال، تأوي مختلف الحيوانات البرية النادرة، يألف جريان مياهها نغمات لا أحد بإمكانه تفكيك سرها إلا خالق الطبيعة، وتصبح أكثر جمالا عندما تقترن مع زقزقة العصافير المرحبة بزوار المدية، هذه الميزات النادرة تمنحهم إحساسا مرهفا وتحثهم على مواصلة طريقهم لاكتشاف كل جوانب المنطقة وجمالها الساحر. الثروة الغابية التي تزخر بها ولاية المدية تشكل أحد المؤهلات السياحية الرئيسية تغطي مساحة تقدر بـ وهي بمثابة الرئة التي تتنفس بها المنطقة. إمكانيات طبيعية تساعد على بروز عدة أنشطة سياحية يستحسنها الزائر الذي يسعى إلى الراحة والاستجمام منها السياحة الجبلية، الصيد، التجوال والتخييم. تعتبر غابة تمزقيدة إحدى الغابات الكبيرة في المدية وتتربع على مساحة تقدر بـ تأوي مختلف الأصناف النباتية مثل: الصنوبر الحلبي، البلوط الفليني، البلوط الأخضر وثروة حيوانية برية مختلفة تجعل منها مكانا مؤهلا للسياحة الترفيهية والاستجمامية. تزخر ولاية المدية بمناطق أثرية مما يؤهلها لان تكون قطب جذاب للسياح، فقد رسم جمال المناطق السياحية الهضاب والجبال الشامخة وكذا تنوع معالمها الأثرية. المنابع الحموية والحمامات الرومانية. إن أهم ما يميز الحضارة الرومانية عبر كل العصور هو تشييدها للحمامات العظيمة التي كانت تعتمد قبل بنائها على تقصي أماكن المنابع المعدنية والعيون الحموية بصفة طبيعية. ولكون الرومان سكنوا المدية لفترة طويلة وبمختلف أرجائها، فقد تركوا حمامات متعددة منها ما هو معروف وما هو في طور البحث والاكتشاف عن طريق الحفريات التي يقوم بها الباحثون الأثريون. ومن بين المواقع التي تضم هذه الحمامات يتواجد على بعد شمال شرق البرواقية على الطريق الوطني رقم 18، بني الحمام الذي تبلغ مساحته على أنقاض حصن عسكري روماني، أما منابع المياه الساخنة التي تجري عبر أحواضه مصدرها عدة عيون تتواجد في المنطقة. في تصميم المدن الرومانية يقع الحمام عادة في وسط المدينة كما هو الحال بالنسبة للحمام الروماني لترينادي (البرواقية)، إذ يتوسط ثلاث أحياء يبعد كل منها عن الآخر بمسافة 100 م. وقد عثر سنة في هذا الموقع على آثار لمنابع حموية وبيوت حجرية ولوحات تحتوي على كتابات لاتينية ونظام جريان المياه الساخنة في هذا المكان. والحفريات التي أجريت في هذا الموقع أكدت على وجود جزء هام من هذا الحمام مدفون في أعماق الأرض. تحتوي الولاية على عدة منابع حموية علاجية، يمكن استغلالها حاليا. السكان "يستبركون" بالحمامات الطبيعية يقصد سكان المدية الحمامات الطبيعية للتبرك بها وجلب المياه منها والاستحمام في فصول معينة، فهي في نظرهم رمز للطهارة من الأوساخ والأمراض الجسمانية والنفسية وفق طقوس معينة• والأكيد أن أغلب هذه الفضاءات تقصدها النساء على وجه الخصوص، وهذا لأغراض كثيرة، كالترويح على النفس أو الاستبراك• ومن هذه الحمامات نذكر حمام العوينة، الذي يقصده النسوة رفقة الرضع، الذين يشكون من الضعف الجسدي وتتكرر الزيارة لثلاث مرات متتالية، ويتم الشفاء فيها على طريقة "اسأل المجرب ولا تسأل الطبيب"• وحمام سيدي سليمان العتيق الذي يفتح أبوابه للرجال كل يوم ما عدا السبت، فهو مخصص للنساء وتقصده العوانس بكثرة، تمارس فيه الطقوس لجلب حظ الزواج، كما تقصده العاقرات من أجل الحمل•• ويشترط في ذلك تكرار الزيارة لتحقيق الغاية• ويعود وجود الحمامات إلى العهد الروماني بل أن هناك دلالات تاريخية تؤكد وجود حمامات بالمدية تعود إلى فترة ماقبل الرومان. ومن الحمامات المعدنية الطبيعية التي يتبرك بها ويقصدها كثير من سكان المدية نجد حمام الصالحين بالبرواقية، حمام سانق بقصر البخاري، حمام العناصر شلالة العذاورة، حمام أولاد الديلمي بوامري، وسيدي الحبشي ببني سليمان، وكذلك حمام شنيقل بشلالة العذاورة. الجدول التالي يبين أهم المنابع الحموية المعروفة حاليا والقابلة للتثمين البرواقية حمام الصالحين (جهاز الهضم، الجلد والمخاطية، أمراض النساء، الروماتيزم، أمراض الأعصاب) تابلاط حمام التوانزة (الشريان الوريدي، أمراض النساء، الجلد والمخاطية.) شلالة العذاورة حمام العناصر (الجلد والمخاطية.) أولاد امعرف حمام الصواري (الشريان الوريدي، الجلد والمخاطية، الجهاز البولي.) قصر البخاري حمام ينبوع بلدي (جهاز الهضم، أمراض الجلد.) العمارية حمام حمادة (الوريد، الجلد والمخاطية، الجهاز البولي، جهاز الهضم) عين بوسيف حمام جرداني (الوريد، الجلد والمخاطية.) بني سليمان حمام سيدي حبشي (الوريد والروماتيزم.) السواقي حمام الشبيكة (الشريان الوريدي، الجلد والمخاطية، الجهاز البولي.) شلالة العذاورة حمام شنيقل (أمراض الجلد.) الحمامات الجماعية بالمدية تعرف المدية، منذ القدم، بوفرة المياه، فهي تزخر بخزانات باطنية للمياه الطبيعية، لذا أطلق السكان القدامى أسماء بربرية على منابع مياه، كعين تلاعيش وتبحيرين• كما أن سكان المدية كانوا ولا يزالوا يتزوّدون بالمياه الصالحة للشرب من حنفيات وضعت خارج معظم الحمامات، فلا يكاد يخلو حمام واحد منها، بالإضافة إلى الاستحمام الذي تخصص فيه الفترة الصباحية للنساء، أما المسائية فهي للرجال خاصية الحمامات الجماعية، التي يكاد ينفرد بها سكان المدية، جعلت الكثير من أغنياء المدينة يفضلون الاستثمار في هذه المشاريع المربحة، لذلك عدد الحمامات في المدية ينافس عدد المقاهي والمطاعم• العرسان وحكايتهم مع الحمام لاتتم مراسيم الزفاف بالنسبة للعريس والعروسة إلا بذهابهما إلى الحمام• فالعريس يذهب مع رفاقه ليلة العرس على وقع الزغاريد والطبول والغناء، وتخصص له غرفة يقوم بتحميمه فيها شخص يسمى (الموتشو)• أما العروسة فتقصد الحمام مع أهلها وزميلاتها قبل العرس بيوم أو يومين، وتجهز بجهاز خاص بالحمام وتوقد لها الشموع وتتولى تحميمهما امرأة تدعى "الطيابة"، وبعد مرور أسبوعين على زواج الفتاة يذهب بها أهل العريس إلى الحمام، بحضور عائلتها، وتكون العروس في أبهى حلة وتخصص لها غرفة مع مرافقيها تسمى "بيت العرايس" تستحم فيها العروس وتوزع فيها المشروبات والحلويات على الحضور، والتي تصنع خصيصا لهذا الموعد، ويطلق على هذه التحميمة "أربعطاش" نسبة إلى عدد الأيام التي قضتها العروس في بيت زوجها 14 يوما• والمؤسف أن مثل هذه العادات بدأت تتلاشي شيئا فشيئا لأسباب عدة، أبرزها الجانب الاقتصادي، فأهل العروسة هم من تقع على عاتقهم جميع المصاريف التي تفوق قدراتهم المادية في غالب الأحيان• غير أن هاته العادة تغيرت في الوقت الحالي حيث أصبح الزوج هو من يتكفل بجميع هاته المصاريف بالإضافة إلى مصاريف ذهابها لإعادة الزيارة لاهلها، وبالإضافة إلى قصة العرسان مع الحمام، فكذلك الحال مع المولود الجديد وأمه فعند بلوغ الأربعين يوما تأخذ الأم مولودها إلى الحمام لتطهره وتعوده عليه• الحمامات تنافس المقاهي والمطاعم ظاهرة بناء الحمامات في المجتمع المداني أصبحت تنافس بناء المقاهي والمطاعم التي تجدها في كل حي، وتشير الإحصائيات إلى أنه ما بني من حمامات في العشر السنوات الأخيرة في المدية يفوق ما بني طيلة قرون• كما تمثل الحمامات المتواجدة بعاصمة الولاية نسبة 50% من مجموع الحمامات المتواجدة بالولاية ككل، فبالمدية وحدها أكثر من 30 حماما من أصل 61 المتواجدة عبر مناطق الولاية• والعدد في تزايد وبالرغم من أن الحمام المداني حافظ على شكله الهندسي وطابعه العثماني، إلا أن الطابع المعماري عرف تطورا، فمن منبع في الهواء الطلق إلى بيت مشيد بالحجارة الضخمة في العصر الروماني، وصولا إلى شكله الحالي العصري والمتمثل في الحمام البخاري، المسمى "الحمام الشرعي" فحمامات المدية اليوم مبنية بالاسمنت والرخام والسيراميك المحلي والمستورد، مجهز بنافورات وبكل أنواع الزينة والرفاهية، إذ في بعض الأوقات لا تشعر بأنك داخل حمام، بل في أحد مراكز الراحة زيادة على هذا كله، فمبلغ الاستحمام وبالرغم من أنه عرف زيادة في السنوات الأخيرة (60 دج)، إلا أنه يبقى رمزيا مقارنة بالحمامات المتواجدة بمناطق الوطن، وكذا الساعات التي تقضيها داخل الحمام• فالحمام اليوم بالنسبة للعائلة المدانية هو المكان الذي تلتقي فيه كل الطبقات الاجتماعية وتتم فيه مختلف الصفقات من خطبة وزواج وبيع وشراء للمصوغات والموضات الحديثة للألبسة، كما تبقى للحمام الجماعي نكهة خاصة عند المدانية، لا تضاهيه في ذلك لا المرشات الفردية أو الحمامات المنزلية بل نافس حتى الحمامات المعدنية• النسيج الصناعي. تنتشر عبر ولاية المدية وحدات صناعية تدعم النشاط الاقتصادي بها وتجعلها قطبا مهما، من بين الصناعات التي تعرفها الولاية نجد الصناعة الميكانيكية بالبرواقية ومصانع الآجر والصناعة الصيدلانية بالمدية، إلى جانب نشاطات حرفية، مصانع المواد الغذائية ومطاحن الحبوب موزعة على إقليم الولاية. تتوفر الولاية على 37 منطقة للنشاط الصناعي والإنتاجي موزعة عبر بلديات الولاية.منها مناطق صناعية هامة هي : الهياكل الأساسية للطرق. تعتبر الهياكل الأساسية للطرق على مستوى ولاية المدية الدعامة الأساسية للمبادلات ما بين مناطق الولاية لتلبية الاحتياجات وتطوير النشاط الاقتصادي. تتألف شبكة الطرق (الطرق الوطنية، الطرق الولائية والطرق البلدية) من: 10 محاور رئيسية من الطرق الوطنية من بينهم طريقان رئيسيان يربطان الشمال بالجنوب (طريق وطني رقم 01، طريق وطني رقم 08) وأخرى تربط الشرق بالغرب (طريق وطني رقم 18 بين خميس مليانة والبويرة، طريق وطني رقم 60 بين قصر البخاري وشلالة العذاورة نحو المسيلة، طريق وطني رقم 40 بين تيارت والمسيلة) بمجموع 671 كلم. 35 محور رئيسي من الطرق الولائية بمجموع 873 كلم. خطوط هامة من الطرق البلدية بطول 2.448 كلم. القدرات الحالية لشبكة الطرقات تعتبر كافية لمواجهة حركة المرور، إلا أن استعمالها بكثرة خاصة عربات الوزن الثقيل (أكثر من 30%) يجعل من بعض مقاطع الطرق لا تلبي متطلبات حركة المرور، ولتدارك النقص المسجل بذلت جهود في السنوات الأخيرة وجهت أساسا إلى العصرنة، إعادة التأهيل، تعزيز وصيانة الشبكة الحالية لتبقى في حالة جيدة. يعتبر الطريق الوطني رقم 01 أحد المحاور المهمة التي تجتاز الولاية، يمتد من الجزائر العاصمة إلى غاية ولاية تمنراست ويمر عبر العديد من الولايات نذكر منها: البليدة، المدية، الجلفة، الأغواط...الخ. تطويرا لشبكة الطرقات سيتم إطلاق مشروع عملية حديثة ل2x2 من ممرات الطريق الوطني رقم 01 على طول ما بين شفة وحدود ولاية الجلفة. انجاز هذا المشروع سيضفي مرونة أكثر على حركة المرور ومنفذ سريع إلى مختلف مناطق الوسط، كما سيكون له أثر إيجابي على اقتصاد المناطق التي يمر بها. وكذلك مشروع الطريق السيار برج بوعريريج-خميس مليانة مرورا بشلالة العذاورة. النقل يعتبر النقل أداة اقتصادية وعامل موجه لتنقل المسافرين ونقل البضائع، تشمل حظيرة نقل المسافرين على 1.561 مركبة بقدرة استيعاب نظرية تبلغ 39.978 مقعد تضمن الربط بين جميع المناطق الحضرية بشبكة 384 خط، بالإضافة إلى شبكة محددة بـ: 1.345 مركبة متمثلة في سيارات الأجرة. الشيء نفسه ينطبق على نقل البضائع الذي يوفر قدرة إجمالية دون احتساب النقل الخاص والمقدر بـ: 24.832 طن. تتألف قنوات التوزيع والتسويق من مساحات واسعة ومتاجر صغيرة. الفلاحة. تقدر المساحة التابعة للقطاع الفلاحي إجمالا بـ: منها صالحة للزراعة و من الأراضي المسقية. يختلف نمط الزراعة ما بين فلاحة جبلية في الشمال ومساحات سهبية واسعة في الجنوب، تتوسطها السهول الداخلية والهضاب. لهذا فإن نوع الفلاحة المتبع يميل إلى تربية المواشي مع هيمنة الزراعات المتنوعة، المحاصيل الكبرى وتربية الدواجن. لكونه يساهم في تشغيل أكثر من 60٪ من الطبقة العاملة، فإن القطاع يعد من بين أهم القطاعات الاقتصادية في الولاية. الطابع القانوني للأراضي الفلاحية يبين هيمنة القطاع الخاص بـ35.500 مستثمرة تغطي مساحة (أي 84٪ من الأراضي الصالحة للزراعة) و744 مستثمرة تشغل الأراضي العمومية الخاصة بالدولة بمساحة (أي 16٪ من مجموع الأراضي الصالحة). المنتجات الإنتاج النباتي الحبوب الشتوية: تتربع على مساحة بنسبة 35٪ من المساحة الصالحة للزراعة بمتوسط إنتاج سنوي قدره 1.2 مليون قنطار. الأشجار المثمرة: تمثل بجميع أنواعها بمتوسط إنتاج سنوي يقدر بـ 450.000 قنطار. زراعة الكروم: لها طابع خاص في ولاية المدية وتتميز بإنتاجها الجيد والمتأخر وتتربع على مساحة تقارب 7.300 هكتار، إنتاجها السنوي المتوسط يقدر بـ 250.000 قنطار ويتكون من الأنواع التالية : داتي بيروت، مقراني، أحمر بوعمر، موسكا قرباز، سانسو، كارينيا، مزيج (توكاي، اليكانت، كابارني، كليرات)، (أوقني- أبيض). مناطق الولاية المنتجة للكروم هي كالتالي: المدية، وزرة، سي المحجوب، البرواقية، العمارية ووامري. حيث تعتبر بلدية بن شيكاو المصنفة من بين أجود المناطق المنتجة للكروم في العالم. الإنتاج الحيواني تقدر تربية الأغنام بـ: 850.000 رأس تقريبا بمتوسط إنتاج للحوم يقدر بـ: 4.500 طن / سنة. تقدر تربية الأبقار الحلوب بـ: 19.300 رأس ويعطي إنتاج متوسط قدره: 50 مليون لتر / السنة. تربية النحل: تعدادها حاليا 58.000 خلية نحل وتعطي إنتاج متوسط يقدر بـ: 1.500 قنطار / سنة. الوديان. يتضمن إقليم هذه الولاية العديد من الوديان منها: الغابات. تتوفر المدية على مساحة غابية تقدر بـ: 161.320 هكتار، 99٪ من الغابات تتموقع في الجبال: على سفوح أطلس المدية والسهول المرتفعة، على الونشريس و على التيطري. أشجارها الغابية مكونة أساسا من: الصنوبر الحلبي 66٪، البلوط الأخضر 29٪، الأرز البربري 03٪، البلوط الفليني 01٪، الأنواع الأخرى 01٪. إن توزيع الغطاء النباتي وكذا كثافته تتبع التدرج المناخي. المناطق الرطبة. سد بوغزول. بني سنة 1937 تمتد مساحته إلى 24.500 هكتار. صنف كمنطقة رطبة من طرف اتفاقية رامسار وكمنطقة محمية في . يكتسي أهمية كبرى من الجانب البيئي باعتباره خزان للغذاء ومكان لتناسل ثلاثين نوعا من الطيور المهاجرة. وفقا للتعداد الحديث لوحظ أن الأصناف الأكثر هيمنة (بين 300 إلى 1.000 طير حسب النوع) هي: غرة طويلة الذيل، الشهرمان، النحام الوردي، وأنواع من البط هي البط الصافر، بط أبو ملعقة، بط السماري واليمام. ساعدت هذه الثورات الطبيعية على وجود مجموعة كبيرة من الأنواع النباتية الهامة وأكثرها شيوعا هي: الفماريكس، الأوكالبتوس، الأكاسيا، الصنوبر الحلبي، الهندباء، البابونج البري...الخ.. بحيرة تمزقيدة. هي بحيرة معلقة على جبال تمزقيدة يبلغ علوها وعلى بعد شمال شرق المدية، بحيرة الضاية هي عبارة عن موقع طبيعي غاية في الروعة. إن تاريخ المنطقة يرتبط إلى حد كبير بالقبائل القدامى الذين عمروا إقليم الجزء الشمالي لسلسلة جبال الأطلس. بحيرة تمزقيدة الواقعة في قمة جبل تمزقيدة، تعطي صورة واضحة للجزء المشالي لسهل متيجة، واد بورومي وشفة من الناحية الشرقية، مدخل المدية وواد حربيل جنوبا، وجزء من أعالي شلف غربا، تمتد على مساحة هكتارين محاطة بسلسلة غابية تحتوي على أنواع عديدة من النباتات كأشجار البلوط الأخضر، البلوط الفليني، الاسفندان الريفي، الدردار، الخروب، الصنوبر الحلبي، الزيتون والتوت، هذا التنوع النباتي حوّل المنطقة إلى مكان مفضل لمختلف أصناف الطيور مثل: اللقلق الأبيض، الكروان، البجع، طيور الكركي، البوم، الصقر، بالإضافة إلى العديد من أصناف الثدييات كالقرد ماغو، الأرانب، الثعلب، الحرباء والسلحفاة. هذا الموقع الجذاب كان مصدر إلهام للعديد من القصص التاريخية والخيالية المتوارثة عبر الأجيال لتصبح متجذرة في الذاكرة الجماعية لسكان المنطقة إلى يومنا هذا، وأشهر هذه الأساطير التي رويت من طرف مدوّني جيش الاحتلال تحكي أنه في أواخر القرن كان هناك رجلا صالحا يدعى سي محمد بوشاقور أقام في منطقة موزاية التي تضم العديد من القبائل المتقاتلة فيما بينها بشكل مستمر وفي خلال بضع سنوات نجح هذا الأخير في إقامة الصلح بين المتقاتلين المتواجدين في سفوح جبال الأطلس، ومن أجل مكافأتهم على الامتثال للصلح عاهدهم بتطوير بلادهم حيث قام بشق الجبل بفأسه، فنتج عنه سيل جارف أفاض واد متيجة، انبثق عنه واد سمي بواد الشفاء (واد شفة) لأن مياهه تشفي سريعا إصابات مختلف محاربي القبائل. وبعد العودة إلى ديارهم التمس ممثلي القبائل المتصالحة مرة أخرى المساعدة من الولي الصالح لجعل حقول الكروم المزروعة في المنطقة وافرة الإنتاج، سي محمد بوشاقور استقر في جبل تمزقيدة وأمر مختلف القبائل بإحضار في كل صباح قلة من الماء ليصبها على رأس قمة الجبل ومن هنا نشأت أسطورة بحيرة الضاية المعلقة التي لا تجف مياهها أبدا وتبقى وافرة حتى في أوقات الجفاف الشديد، البحيرة المعلقة بقيت لمدة طويلة مكان يزوره سكان المنطقة للبحث عن علاج شاف، من خلال رحلتهم يحافظ الزوار على الطقوس القديمة الموروثة عن أجدادهم، بحلول موسم الحرث أو الجني يقوم الزوار بالصعود إلى قمة الجبل لأجل الاحتفاء وملئ 500 قلة التي توجد بالقرب من ضريح الولي الصالح. أصبح الموقع بعد الاستقلال وحتى نهاية الثمانينات مكان اصطياف للعديد من العائلات والشباب المتعطش للخلوة والهدوء أو التماس الجو اللطيف والهواء المنعش. الحيوانات والنباتات. النباتات. إن عملية تعداد النباتات كشفت عن وجود 816 صنف منها 15 محمية. في مخطط علم النباتات فإن المنطقة تشمل ما يلي: شجر الأرز: يغطي مساحة تبلغ ويحمي 237 نوع نباتي منها 46 من نوع خاص و08 محمية. البلوط الأخضر: ينتشر على مساحة تغطي المرتفعات التي يتراوح علوها ما بين إلى يحمي أصنافا متنوعة تتألف من 397 صنف نباتي منها 103 من نوع خاص و05 محمية. الصنوبر الحلبي: هو نوع متوفر بكثرة في الجهة الجنوبية يحمي 135 صنف نباتي منها 25 نوع خاص و02 محمية. البلوط الفليني: يقتصر على عدد قليل من جبال تمزقيدة في الجهات الباردة والرطبة على ارتفاعات منخفضة نسبيا تتراوح بين إلى 450 م. الحيوانات. تعتبر المنطقة موطن لأنواع عديدة من الكائنات الحيوانية. تم إحصاء حتى الآن ما يقارب 394 صنف حيواني منها 49 صنف محمي بموجب القانون. في فرع الفقاريات هناك 160 صنف موزعة كالآتي: 119 صنف من الطيور منها 30 صنف محمي. 22 صنف من الثدييات منها 10 أصناف محمية. 07 أصناف من البرمائيات. 09 أصناف من الزواحف. 03 أصناف من الأسماك. في فرع اللافقاريات هناك 234 صنف موزعة كالآتي: 214 صنف من الحشرات وفصائل العنكبوتيات منها 09 محمية. 12 صنف من الرخويات. صنفين 02 من القشريات. 06 أصناف من كثيرات الأرجل. وهناك أيضا: 78 صنف من الثدييات والمفصليات منها 38 من نوع خاص. 85 صنف من مفصليات الأرجل منها 33 من نوع خاص و04 محمية. 105 صنف من المفصليات منها 53 من نوع خاص و07 محمية. العديد من الثدييات بما فيها القرد المغاربي (Macaca sylvanus) والعديد من الطيور الجارحة منها: العقاب الأشقر، النسر الملكي وعدة صقور. الصناعات والحرف التقليدية. تعتبر ولاية المدية رائدة في ميدان الصناعات التقليدية والحرف، وخاصة الفنية منها، كما تعرف تنوعا في المنتجات الحرفية، أملاه الثراء الثقافي والطبيعي لهذه المنطقة، تتصدرها الصناعات التقليدية وعلى رأس هذه المنتجات نجد: صناعة الخزف الفني والزليج. صناعة الحلفاء والسلال. الفتلة والمجبود. الرسم على الحرير. القرقاف. نشاطات الصناعات التقليدية حسب النوع: 01 الأغذية 02 العمل في الأرض، الجبس، الحجر، الزجاج وما شابه 03 صناعة المعادن 04 صناعة الخشب والنجارة ومشتقاتها 05 صناعة الصوف ومشتقاتها 06 صناعة النسيج 07 صناعة الجلود 08 صناعة المواد المختلفة 09 حرف الإنتاج والتصنيع أو التحويل المتعلق بقطاع المناجم والمقالع 10 حرف الإنتاج والتصنيع أو التحويل التي تهم قطاعات الميكانيك والكهرباء 11 حرف الإنتاج والتصنيع أو التحويل المتعلقة بقطاع العدانة 12 حرف الإنتاج والتصنيع أو التحويل المتعلقة بالأغذية 13 حرف الإنتاج والتصنيع أو التحويل المتعلقة بالنسيج والجلود 14 حرف الإنتاج والتصنيع أو التحويل المتعلقة بقطاع الخشب، الأثاث، الخردوات والمواد المنزلية 15 حرف الإنتاج والتصنيع أو التحويل المتعلقة بقطاع الأشغال العمومية والبناء ومواد البناء 16 الإنتاج الحرفي السلع المتعلقة بقطاع صناعة الحلي والمجوهرات 17 الإنتاج الحرفي للسلع المختلفة 18 الخدمات المتعلقة بالتجهيز والتركيب، الصيانة وخدمات ما بعد البيع لكل التجهيزات والمعدات الموجهة لمختلف فروع النشاطات الاقتصادية 19 الخدمات المتعلقة بالتصليح وصيانة التجهيزات والمعدات المستعملة في المنازل 20 الخدمات المتعلقة بالأعمال ذات الطابع الميكانيكي 21 الخدمات المتعلقة بالتهيئة، الصيانة، الديكور، محلات الاستعمال الصناعي، التجاري والمنازل 22 الخدمات المتعلقة بالنظافة والصحة المنزلية 23 حرف إنتاج الخدمات المتعلقة بالسكن 24 حرف إنتاج الخدمات المتنوعة فن الطبخ وتخصصات المنطقة. فن الطبخ هو أحد مؤشرات العادات والتقاليد العريقة لمدينة المدية، يترأس قائمة الأطباق التقليدية اللمدانية طبق العصبان الذي يتوج الموائد في المناسبات، كالأفراح وفي الأيام العادية للأسر، ويطلق عليه في بعض المناطق اسم الدوارة أو البكبوكة، يستهلك في فصل الشتاء لاحتوائه على مواد دسمة. يعتبر العصبان الطبق التقليدي المفضل وبدون منازع لدى العائلات الحضرية للمدية، من بين العديد من المأكولات المحضرة في المطبخ التي تزين مائدة العائلات اللمدانية خلال شهر رمضان طبق المثوم (كريات اللحم) المقدمة مع شربة المقطفة المحضرة محليا بالكرفس والفول اليابس، يبقى العصبان يحتل المكانة الأولى ضمن الأطباق المفضلة المستهلكة في مدينة المدية. هذا الطبق ذو أصول تركية عرف لأول مرة في المنطقة في أواسط القرن السابع عشر من طرف الجنود الانكشاريين ذوي الأصول الصربية. تبقى هذه العادة مستمرة ومتجذرة إلى يومنا هذا مع نفس نمط التحضير أما تشكيلة العناصر الأساسية المكونة لها فهي كرشة الخروف، الأحشاء، الأرز وكثيرا من أنواع التوابل. تبقى أغلب العائلات اللمدانية تحافظ على هذا النوع من الطبخ التقليدي خاصة في المناسبات العائلية الكبرى مما يعكس شخصية أهالي المنطقة المتوارثة أبا عن جد عبر العصور ومختلف الثقافات والحضارات (البربرية، الرومانية، العربية والتركية)، حيث أن هذا التأثير تولدت عنه عادات وتقاليد خاصة بهذا النوع من الطبخ. طبق العصبان يعرف في مناطق أخرى بتسميات مختلفة فبالنسبة للعائلات الحضرية "الدوارة" وعند سكان المناطق الريفية "البكبوكة" بطريقة تحضير مختلفة. البلبول هو أيضا من أشهر المأكولات التي تختص بها المدية، يحضر عن طريق الخبز اليابس يهرس ويفتل كالكسكس ويضاف إليه الزعتر ويقدم كطبق بالسكر وهو ذو أصول تركية مفضل لدى سكان الحضر. إلى جانب هذين الطبقين نجد أيضا الكسكس بأنواعه المختلفة فهناك ما يحضر بالمرق الأبيض أو الأحمر ويضاف إليه أحيانا الزبيب، ومنه ما يحضر بواسطة البازيلاء والفول (المسفوف) الذي يقدم باللبن أو الحليب وهذا النوع يطهى عند استقبال فصل الربيع. هناك أطباق أخرى تحضر خصيصا بمناسبة إحياء بعض المناسبات ذات الطابع الاجتماعي أو الديني، أشهرها "الروينة" المعدة أساسا من القمح المحمص مهروس ومطحون ويضاف إليه السكر، ثم يعجن ليشكل في كريات كبيرة وتوزع في الوعدات والاحتفالات المحلية التي تسمى "المعروف". كما لا ننسى الأطباق التقليدية لجنوب الولاية نذكر منها الكعبوش المعد من التمر والدقيق والسمن، الحموم وبوصلوع. ترقية السياحة. ترقية النشاط السياحي في ولاية المدية يمكن تحقيقه تدريجيا بإشراك كل الفئات المعنية وبهدف مشترك، كما أن ترقية السياحة لها نتائج ايجابية على كل القطاعات الناشطة في المنطقة وتعطي مصدر لخلق مناصب الشغل والتنمية المحلية. إمكانيات الولاية الطبيعية، الثقافية والأثرية تؤهلها لجعل السياحة نشاطا محركا للتنمية، فمن وجهة نظر اقتصادية، يمكن للقطاع أن يؤدي إلى دفع ديناميكي ليس فقط لجلب العملة الصعبة لكن أيضا في مخطط النشاط (خلق مناصب شغل مباشرة ومتوقعة). إحدى الإمكانيات لتنمية السياحة ترتكز على حماية مناطق التوسع السياحي بالأخذ في الاعتبار القيمة الطبيعية ومؤهلات الموقع المحدد مع إمكانية توسيعه واستعداده لزيادة التدفقات السياحة. إن الولاية تطمح إلى التنمية والعصرنة وهي تفتح ذراعيها لكل من يرغب في إنشاء استثمارات مربحة ودائمة، وهذا بإتاحة الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية الكبيرة الناشئة عن مناخ ملائم، بفلاحة ترتكز على زراعة الأشجار خاصة الكرز والسفرجل والتفاح وأيضا الكروم التي منها بعض الأنواع المشهورة التي تتواجد فقط في حوض المتوسط، تربية الدواجن...الخ. جبالها وسهولها ذات الجمال الباهر، مواقعها الأثرية، الطبيعية، التاريخية والدينية، الفن المطبخي فيها، صناعاتها التقليدية، كما أن حسن ضيافة سكان المدية يجعلها وجهة ممتازة للزوار الذين يطمحون للراحة، الترفيه والاستكشاف. تاريخ الولاية الروماني. قبل أن يمتد النفوذ الروماني إلى المدية كانت تشكل جزءا هاما من مملكة نوميديا، التي كان على رأسها البربر الرافضين للوجود الروماني، وقد قاد الزعيم البربري تاكفاريناس ثورات عارمة ضد الرومان خاصة بمنطقة البرواقية التي جعل منها نقطة إستراتيجية في خططه الحربية. وقعت المدية تحت وطأة الحكم الروماني في أواخر القرن الأول الميلادي لتأخذ بذلك اسم ادمدياس، وقد شكلت في هذه الفترة مركزا عسكريا رومانيا ومكانا لإقامة الجالية الرومانية، كما عرفت انتشار المخيمات العسكرية الرومانية ومما يدل على ذلك العثور على قلادات عسكرية تضمنت كلمات كتيبة وفيلق وهي مصطلحات استعملت في المعسكرات الرومانية قديما. لمبدية LAMBADIA يبدو أنها ظهرت في القرن الأول الميلادي أو في القرن الثاني الميلادي على أكبر تقدير ولكنها لم تكن مدينة كبيرة ويغلب على الظن أنها كانت مدينة استعمارية تقيم فيها جالية رومانية مع خليط من الأهالي ليس مؤ كد قيام تعايش ووئام بين الجالية الرومانية وأهالي المدية من البربرالسكان الأصليين. أصبحت المدية في نهاية القرن مدينة رومانية كباقي مدن موريطانية القيصرية مثل سور الغزلان(أوزييا) التي جعل منها سبتموس سوازيوس مستعمرة تسهل الانتقال نحو الجنوب والغرب كما شيدت مدينة جواب(رابيديوم) والبرواقية وشلالة العذاورة إذ شكلت نقاط مراقبة لمدينة المدية التي حوطت بأسوار ضخمة. لا يعرف بالضبط أصل تسمية الرومانية LAMBADIA التي أطلقت على مدينة المدية في عهد الاحتلال الروماني، فحسب بعض المؤرخين الفرنسيين قد عثر على أثار تعود إلى الحقبة وذلك أثناء حفر أساس بناء المستشفى العسكري فعثر الفرنسيون من عسكريين وبنائين على رفات أي هياكل عظمية قديمة مع تحف وزهرية عليها صورة امرأة وفخار ونقود من البرونز وفانوسة لونها رمادي وبعد العثور على هذه الأثار قام مترجم الجيش الفرنسي ويدعى فرعون طالب بوضع جرد واحصائية شاملة للأثار الرومانية الموجودة على أنقاض مدينة لمبدية التي عثر على جزء منها تحت أساس وأنقاض المستشفى الذي شرع الفرنسيون في بنائه بالمدية بعدما تمت لهم السيطرة على المدينة في عام 1856 وقد طلب فرعون هذا من المراسلين حسبما جاء في تقرير لـ 1856 والمنشور بالمجلة الإفريقية R.A بأن يقوم المراسلون المختصون في عين المكان في المدية بكل جهد من أجل العثور على النقش الحجري الذي أشار إليه الجنرال دوفيفيي le Général Duvivier ويتابع فرعون حديثه بنفس المقالة الصغيرة المنشورة بالمجلة الإفريقية عدد سنة 1856 : أنه من باب الاهتمام البالغ أن يتم العثور على أثر أثنين من شواهد القبور Deux épitaphes الذين تم اكتشافهما أثناء القيام بأعمال الحفر من أجل بناء المستشفى وقد تم وضع شواهد القبور هذه في دار الخزينة القديمة. و يشير فرعون ولا يعرف أصله بالضبط هل هو يهودي جزائري أم عربي ولكنه يشير أن هناك قطعة من الحجر منقوش تعود إلى العهد الروماني استعملت في قناة ماء المشتلة. و كانت لمبدية مدينة رومانية مثل باقي مدن موريطانية القيصرية في القرن الأول الميلادي وقد عرفت منطقة أو ناحية لمبدية ظهور مدن رومانية كثيرة في هذه الفترة بالذات فكانت مدينة أوزيا وهي سور الغزلان اليوم، مركزا عسكريا مهما تم تشييد مباني المدينة على سفح نجد مرتفع يقع بين نهرين وعن طريق هذا النجد يمكن الالتحاق بالغرب أو الجنوب بكل سهولة وكانت أوزيا هذه بلدية في البداية ثم جعل منها سبتيموس سواريوس مستعمرة. وأقام المستعمرون الرومان مدينة Rapidum وهي سور جواب اليوم ناحية شلالة العذاورة. بينما كانت تناراموزا Tharanamusa وهي تمثل مدينة البرواقية في القديم ولو أنها تبعد عن المدينة الحديثة بكيلومترين تقريبا وكانت تناراموزا موجودة في الموقع الذي بني فيه موقع سجن البرواقية، كما كانت لمبدية تحتل مكان المدية. و يحدد ستيفان قزال المؤرخ الفرنسي صاحب كتاب أفريقيا الشمالية في ثمانية مجلدات، في كتابه الأطلس الأثري للجزائر، المواقع الأثرية الرومانية لمنطقة المدية فيذكر في كتابه Atlas Archéologique في الورقة 14، أرقام 8-9-10 إشارات إلى مواقع أثرية رومانية في جهة تابلاط بالمنطقة الجبلية منها ولكن جرى فيما بعد بحث مركز لاكتشاف المواقع الأثرية الرومانية بشكل محدد ومعمق فقام بيتون Piton له شهادة في الحقوق وعضو الجمعية التاريخية لناحية سطيف بدارسة ميدانية مكنته من التعرف على بقايا الاحتلال الروماني في منطقة تابلاط. و قد وجدت آثار عديدة في أماكن مختلفة في المنطقة والتي كانت مرتبطة من الناحية الغربية ببن شاكو. و يشير بيتون أن الأثار الرومانية الهامة التي تم دراستها بالقرب من تابلاط من و جنوب غرب المدينة، وتبعد هذه الآثار بـ و عن وادي الحد ووادي اليسر، وتحتوي هذه الآثار الرومانية عن بناء مستطيل طوله عرضا و عرضا وتبدو الحيطان ظاهرة للعيان وهي مصنوعة من أحجار كبيرة الحجم مقياسها / على 60 سنتم وهناك مبنى آخر بجانب ذلك يجعلها نفترض وجود مراكز مراقبة رومانية وتموين ذات طابع عسكري، ترمي للحفاظ على مراقبة الاتصال وحراسة البلد. و توجد بقايا رومانية في شمال تلك الآثار الآنف ذكرها والتي كانت كمركز مراقبة حيث يوجد آثار بدون مخطط في مساحة مستطيلة مع قنوات للماء. وفي شمال شرق مدينة تابلاط على بعد و وجد في تلارزاق آثارا رومانية في مساحة تقدر بـ : 100 م2 تقريبا وهناك بقايا أحجار استعملت في البناء. و جاء ذكر مدينة لامبديا في رحلة د. شو الإنجليزي واعتمد على ما ذكره عنها بطليموس. و يذكر هاينريش فون مالتسان أن مدينة لامبديا كانت مدينة رومانية حصينة تحيطها أسوار ضخمة (و هناك بقايا أحجار ذلك العهد ما زالت ماثلة إلى اليوم) والتي وصفت أب لامبديا في مجلس قرطاجنة عام 464 ميلادية بأنها مقام الأسقف. و رغم التشابه في النطق بين لامبديا والمدية فيرجح أن يكون اسم المدية الحالي مشتق من اسم عربي مع العلم أن المدية الإسلامية جاء ذكرها في كتب التاريخ العربية فقد أوردها ابن خلدون و أبو عبيد البكري والحسن الوزان الذين زاروا مدينة المدية في العصر الحديث. وهناك بقايا رومانية في شلالة العذاورة تتمثل في مقبرة وآثار لحامية عسكرية بالجنوب الغربي للمدينة قرب منبع عين الشلالة. يعتقد بعض المؤرخين الفرنسيين أن الشلالة بنيت على أطلال محمية رومانية اندثرت إثر غزوات الوندال في القرن الأول بعد الميلاد. كانت تسمى في العهد الروماني (كاسترا كاتاراكتا)"Castra-Cataracta" أي حصن الشلالات. دلالات تاريخية في عام أمر الجنرال لويزل، قائد عمالة الجزائر القادة السامين لدوائر العمالة بكتابة تاريخ الإقليم الموضوع تحت قيادتهم. هذا هو أصل هذا العمل.اقتبسنا منه الجانب الخاص بمنطقة العذاورة دائرة أومال. لقد كانت الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة. تحتل الأطلال موقع السوق العربية الذي ينعقد في هذا المكان كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة). حيث توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر. اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة. المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق حرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد. تقع الشلالة على نفس خط طول (رابيدي) :بدون شك كانت توجد طريق رومانية تربط بين هاتين النقطتين، وبالفعل بالسير نحو الشمال باتجاه سور جواب نعثر على العديد من الأطلال لمنشآت رومانية نذكر من بينها أطلال واد المالح وواد قطيرينة.تكثر الأحجار المصقولة، وإلى الشمال من ذلك بقليل وإلى الغرب نجد الأطلال المسماة كرمة أولاد بوزيان بالقرب من منابع كثيرة.و نجد نقوشا وكتابة على القبور الخ... على بعد بضع كيلومترات إلى الغرب من هذه النقطة، في القوامز، نجد الكثير من الأحجار المصقولة.كما يوجد في المنحدرات الجنوبية لجبل آفول وجبل الشلالة بعض البقايا أقل أهمية. أخيرا، في سهل واد اللحم ورافده الرئيسي واد السبيسب نجد في بعض الأماكن المتفرقة توجد حجارة مصقولة، ولكن يبدو أنها بقايا لمنشآت قليلة الأهمية، مثل أبراج للمراقبة، بدون شك، لمراقبة طرق الصحراء. الفتح الإسلامي. لقد عرفت أولى جيوش الفتح الإسلامي طريقها إلى المدية منذ القرن السابع ميلادي بقيادة عقبة بن نافع الفهري، وأبي المهاجر دينار وموسى بن نصير مؤسسي مدينة القيروان بتونس. إن الموقع الإستراتيجي للمدية جعل منها قطبا هاما في الحياة السياسية والاقتصادية للعديد من الدول الإسلامية التي تعاقبت عليها، إذ أصبحت رستمية سنة 787 ميلادية إلى غاية 902 ميلادي، ليتولى الفاطميون الشيعة مقاليد الحكم بالمدية بعد أن طرد الرستميون الخوارج منها إثر تحالف الفاطميين مع قبيلة صنهاجة. دخلت المدية في القرن العاشر ميلادي تحت الحكم الصنهاجي بقيادة زيري بن مناد الذي عينه الخليفة الفاطمي الثاني أبو القاسم القيم حاكما على تيهرت، وفي سنة قام زيري بن مناد بجعل مدينة المدية تحت وصاية ابنه بولوغين الذي قام بتنفيذ أشغال التهيئة للمدينة بعد أن استقر نهائيا في منطقة آشير الواقعة جنوب شرق المدية ناحية شلالة العذاورة التي أصبحت عاصمة التيطري. بلغت مدينة آشير خلال الحكم الزيري درجة الذروة في الازدهار العلمي والاجتماعي، جذبت العلماء من كل جهة وقصدها الشعراء والرحالة من كامل الأمصار، كما شهدت الحياة الدينية والروحية إشعاعا فائقا. بعد وفاة بولوغين سنة 984 م، وتقلد ابنه المنصور زمام الحكم عززت منطقة آشير تطورها وازدهارها لتصبح مركز إشعاع في المغرب وبعد زوال الحكم الزيري في القرن الحادي عشر حلت محلها شعوب دول أخرى منها: الهلاليون والمرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين، ثم الحفصيون في القرن الثاني عشر تحت قيادة أبو زكريا الحفصي على رأس جيش كبير ومجهز قاصدا المدية. وفي القرن الثالث عشر ميلادي وقعت المدية تحت سلطة قبيلة مغراوة بقيادة عصمان بن ايغمراسن ملك تلمسان الزيانية بعد أن انتزعها من أولاد عزيز المرينيين. في مطلع القرن الخامس عشر ميلادي وبعد أن دب الضعف في الدولة الزيانية استغل السكان هذه الوضعية وانضموا إلى أمير تنس لمحاربة الزيانيين. العهد العثماني. امتد النفوذ العثماني بعد الانتصار الذي حققه الأخوين خير الدين وبابا عروج على حامد بن عبيد ملك التنس في منطقة المتيجة سنة 1517 م. انطلاقا من سنة أصبحت المدية عاصمة بايلك التيطري، تحت إمرة حسن باشا ابن خير الدين وقسمت إلى أربع أقاليم سميت قيادات: وما يقارب 17 بايا تداولوا على حكم بايلك التيطري منهم: احسن، رجب، شعبان، فرحات، عصمان، سفطة...الخ، وقد تأرجحت علاقاتهم مع السكان المحليين بين الاستقرار والرفض للوجود العثماني خاصة من قبل قبائل الجنوب. آخر البايات الذين حكموا بايلك التيطري هو الباي مصطفى بومزراق الذي دام حكمه مدة بين سنتي و1830 م، حيث قام هذا الأخير خلال فترة حكمه بغزو قبائل أولاد مختار بالجنوب وأولاد شعيب وأولاد فرج، عرف بومزراق بمهاراته العسكرية بحيث شارك بجيشه في معركة اسطاولي سنة 1830 م. بعد انهزام الداي حسين وسقوط العاصمة عاد إلى المدية ليفاجأ بتمرد داخلي اضطره إلى التنازل عن الكثير من سلطته ليتجنب العزل. الاحتلال الفرنسي. بعد سقوط مدينة الجزائر في يوليو 1830 م واقتحام القوات الفرنسية لمقر الداي حسين وإحكام قبضتها على المدن الساحلية، قرر المارشال كلوزيل حاكم الجزائر في المنتصف الثاني من شهر نوفمبر إرسال قوة عسكرية قوامها نحو 10.000 عسكري إلى المدية من أجل احتلالها ومعاقبة بومزراق وقادة الثورات الشعبية في هذه المنطقة، إلا أنهم جوبهوا بمقاومة عارمة جعلت جيش كلوزيل يعود أدراجه، أما ثاني محاولة لاحتلال المدية كانت في م بقيادة برتوزين إلا أنها باءت بالفشل لتأتي حملة ديميشال وتنسحب كسابقتيها تاركة آثار الهزيمة وراءها. في هذه الفترة برز في الغرب الجزائري نجم الأمير عبد القادر الذي تبادر إلى ذهنه توسيع دولته نحو الشرق فدخل سنة إلى مليانة ونصب أخاه محي الدين خليفة عليها، ثم واصل طريقه نحو المدية جاعلا منها قاعدة لانطلاق حملاته نحو شرق البلاد، وجعلها حصنا منيعا يحمي الناحية الغربية من دولته. عين الأمير عبد القادر محمد بن عيسى البركاني خليفة له بالمدية إلا أن الماريشال كلوزيل قام بغزو القبائل المناصرة للأمير سنة 1836 م، وفرض عليهم بايا جديدا هو محمد بن حسين، لكن أنصار الأمير انقلبوا عليه واسترجعوا مقاليد الحكم وبعثوا بالباي إلى وجدة في المغرب أين قتل بعد مدة قصيرة ليخلف من طرف الحاج مصطفى شقيق الأمير عبد القادر. في سنة قرر الحاكم العام فالي احتلال المدية من جديد وبعث بجيش عرمرم دارت بينه وبين الأمير عبد القادر معركة عند أسوار المدينة. هزيمة جيش الاحتلال أجبرته على إرسال قوات عسكرية أخرى تحت قيادة بيجو ليستولي أخيرا على مدينة المدية وإرغام الأمير على الانسحاب نحو الجنوب، لتقع تحت حكم إدارة مدنية سنة 1850 م. بحلول ثورة نوفمبر 1954 التي كان لها صدى واسع في أوساط سكان المدية ولبوا النداء والتحقوا بها، وخلال سبع سنوات ونصف شهدت المدية العديد من المعارك والعمليات العسكرية التحريرية التي دارت رحاها في كل بلديات الولاية حيث فاقت 1050 عملية عسكرية بين اشتباكات، عمليات فدائية وتخريبية، كمائن وهجمات، نفذت من طرف مجاهدي الولاية الرابعة التاريخية نذكر منها: معركتي بولقرون وموقورنو سنة 1958 م، معركة واد شرفة، معركة فورنة، معركة جبل اللوح، معركة أولاد سنان، معركة ثامودة ومعركة قرقور نا حية شلالة العذاورة معركة بن العكروت بثلاثة الدوائر التي قتل فيها 20 جندي فرنسي وتكبد المستعمر حساءر كبيرة...الخ. وقد استشهد في المدية ما يفوق 15 ألف شهيد من بين خيرة أبناء الجزائر. الامكانيات التاريخية والأثرية. مدينة أشير الإسلامية: تقع في الجنوب الشرقي لولاية المدية ببلدية الكاف الأخضر نا حية شلالة العذاورة وهي العاصمة القديمة للعائلة الملكية الزيرية، يعود تاريخ إنشاءها إلى سنة حيث بنيت من طرف زيري بن مناد واختارها لموقعها الذي يستجيب للمتطلبات العسكرية، هذا الموقع الاستراتيجي يسمح بالسيطرة على الجبال المحيطة والاستفادة من المياه التي عثر عليها في المنطقة. قام بزيارتها العديد من العلماء العرب سابقا منهم ابن خلدون وابن حوقل الإدريسي، كما حرص زيري بن مناد على إحضار أمهر الصناع والبنائين من المسيلة وسوق حمزة بالبويرة، وأمر بإحضار أبرع مهندس معماري لتصميم مخطط المدينة، وحسب ابن خلدون فإن إنشاء مدينة آشير مر بثلاث مراحل: الأساس، بناء الجدران وأخيرا بناء القصور والحمامات. آشير كانت قبلة لعلماء وشعراء مثل: أبو عبد الله الأشيري وأبو عمران الأشيري، كما كان للأعمال والآثار الفنية أثر معتبر في الحياة الثقافية داخل المدينة والمدن المحيطة بها. عرفت مدينة آشير الكثير من عمليات التنقيب والحفريات خاصة على مستوى قصر بنت السلطان في الجهة الشمالية للمدينة. صنف الموقع كمعلم تاريخي في الجريدة الرسمية رقم 07 في . آثار رابيديوم: تقع المدينة القديمة رابيديوم في شبه أخدود من الشرق إلى الغرب على الجهة الشمالية لجبل تيطري ناحية شلالة العذاورة وقد ظهرت لأول مرة في التاريخ عام عند تأسيس مركز عسكري روماني (السرية الرومانية للمشاة). رابيديوم تحمل اسم لاتيني معناه تأسيس مدينة في موقع أو منطقة عذراء أقيم بها مركز عسكري. وقد أصبحت مدينة بأتم معنى الكلمة مع اعتلاء العرش من طرف مختلف قياصرة روما، شهدت عدة تغييرات أثناء خضوعها لسلطة موريطانيا القيصرية، لكن أهميتها العسكرية أصبحت ضعيفة ابتداء من سنة 201 م. صنف الموقع كمعلم تاريخي في الجريدة الرسمية رقم 07 في . خربة السيوف: قبل أن نتحدث عن المدينة الرومانية المتواجدة بأولاد هلال لابد من الإشارة إلى أن كلمة خربة تعني عند علماء الآثار: الأطلال وبقايا المدن الرومانية. كانت خربة السيوف في العهد الروماني عبارة عن حصن عسكري تحول فيما بعد إلى مدينة توحي آثارها برقي وتطور الحياة فيها بالإضافة إلى كونها ممتازة الموقع من الناحية العسكرية الدفاعية وكانت محمية بأسوار ضخمة مغروسة في باطن الأرض وبأعمدة سميكة، تتواجد على طول محيطها أبراج لمراقبة الأنحاء المجاورة. تحتوي المدينة الرومانية بخربة السيوف على منابع مياه معدنية تفجرت من صخرة تظهر جليا بهذه المدينة التي تبلغ مساحتها 25 هكتار، تسرد الحجارة والأطلال المتناثرة على مساحتها تاريخ المنطقة وازدهارها في وقت مضى، فأرضها الخصبة وسهولها السخية لطالما كافأت أهاليها بوفرة إنتاجها وغلاتها علما بأنهم امتهنوا الفلاحة كنشاط رئيسي بعد أن كانوا جنودا في ظل حصن عسكري وكذلك كان الأمر بالنسبة للمدينة الرومانية بخربة السيوف التي كانت في الأصل عبارة عن حصن دفاع عسكري تحول فيما بعد إلى مدينة عاشت فيها عائلات الجنود وجاليات رومانية اختلطت بالبربر بعد سقوط قرطاج سنة 146 م. مدينة أوزيناديس: تتواجد المدينة الرومانية أوزيناديس أو أوزينازيس ببلدية سانق وتتربع على مساحة قدرها 09 هكتار. يرجع تأسيسها إلى سبتم سيفار، يؤكد ذلك كتابة اكتشفت في بلاط على أرضية من طرف قائد الجيش الفرنسي، تفيد بأن سبتم سيفار وشخصين آخرين أسسا هذه المدينة سنة 205 م، بنيت أوزيناديس بشكل مستطيل يحيط بها جدار سمكه متران. أما بجانب سور المدينة المحاذي للوادي الذي قامت على ضفافه، فما تزال آثار بعض الأعمدة، ركائز أبواب المدينة، رحى من الطين، أحواض مائية وتوابيت منحوتة بأشكال متنوعة قائمة. دار الأمير عبد القادر: تقع دار الأمير عبد القادر في وسط مدينة المدية، هذه التحفة الهندسية الرائعة ذات طابع عمراني مزيج بين الطابع المغربي والمشرقي حيث كانت مقر إقامة شتوية لباي التيطري، استعملها الأمير عبد القادر في فترة الاحتلال الفرنسي كمقر سياسي "خلافة ومقر عسكري " (قيادة الأركان). بنيت هذه الدار على يد باي بايلك التيطري مصطفى بومزراق على الأسس القديمة للبنايات الرومانية. أصبحت مدينة المدية عاصمة بايلك التيطري بعد تأسيس منطقة الجزائر في فترة العثمانيين، تزخر بمعالم أثرية خاصة منها المسجد المالكي، حوش الباي، ضريح الشيخ البركاني والد الشيخ بن عيسى البركاني خليفة الأمير عبد القادر. القصر العتيق: يقع القصر العتيق بمدينة قصر البخاري بوابة الصحراء، وقد شيده محمد البخاري التي تحمل اسمه، يعود تاريخ بناء القصر القديم إلى فترة إنشاء مدينة آشير الصنهاجية أي في غضون القرن العاشر الميلادي. يتميز القصر العتيق بإستراتيجية موقعه الذي حرص على أن تتوفر فيه كل شروط تشييد القصور أي المدن آنذاك، خاصة لكثرة الصراعات بين القبائل المختلفة في تلك الفترة، لذلك فقد راعى محمد البخاري على أن يكون ذو حصانة دفاعية حفاظا على سلامة وأمن ساكنيه، لذلك تم اختيار موضع القصر العتيق. نظرا لموقعه العالي وتوفره على منابع مياه عذبة وأراضي خصبة، أما سكانه فامتهنوا الحرف والصناعات التقليدية، إلى جانب تربية المواشي التي كانت مصدرا للتجارة والمبادلات الاقتصادية في القصر، مما جعله في غنى عن المساعدات الخارجية محققا بذلك أمن واستقرار أهله. خلال القرن السادس عشر استقر الأتراك بالقصر العتيق، فبنو به إقامات عديدة فاقت الأربعين منزلا، وبذلك أصبحت ملامح المعمار العربي التركي تطبع جزءا من طراز هندسته، إلى جانب اللمسات الأندلسية التي تختلف تماما عن الطابع العمراني السائد في تلك المنطقة والمستلهم من قصور الجنوب الجزائري. باب الأقواس: يعتبر أحد معالم المدينة العتيقة للمدية، يطلق اسم باب الأقواس على مجموعة القنوات المائية التي يعود تشييدها إلى الفترة الرومانية وهي بمثابة شرايين توصل المياه إلى مختلف أنحاء المدن، وقد استغلها زيري بن مناد عندما أعاد تشييد المدية، كما استفاد منها العثمانيون خلال فترة تواجدهم بها. منارة الجامع الأحمر: تعد المنارة من معالم الفترة العثمانية بالمدية، كانت منارة للجامع الأحمر الذي بناه الباشا مراد، وهي كل ما تبقى منه، يبلغ علوها 18 م، كما تتميز بشكلها الأسطواني ذو الأصول الشرقية التركية التي تمثل المذهب الحنفي. خان بن شيكاو: يقع هذا المعلم على بعد جنوب مدينة المدية بمنطقة بن شيكاو، يعود تاريخ بنائه في حدود سنة 1858 م، الذي يمثل مركزا لراحة المسافرين ومربطا للجياد القادمين من العاصمة نحو الجنوب. أصل كلمة خان شرقي ومعناه مكان يحمل مواصفات مميزة تضمن الراحة للنازلين به قبل استئناف رحلاتهم. متحف الفنون الشعبية بالمدية: يتواجد داخل بيت الأمير عبد القادر أحد المعالم التاريخية الهامة في منطقة المدية، المتحف هو عبارة عن قاعات عرض لمختلف المراحل التاريخية المعاصرة للتيطري مدعمة بمختلف الوسائل ذات علاقة بكل مرحلة كذلك تصاميم ودعائم فوتوغرافية، مع جهة مخصصة للشخصيات التي تركت بصماتها في المنطقة أمثال الأمير عبد القادر، الشيخ فضيل اسكندر، العلامة محمد بن شنب ووجوه بارزة للشخصيات الثقافية الوطنية أمثال محبوب باتي، محبوب إسطنبولي وحسن الحسني. كما يشمل المتحف على جناح هام أين نجد وسائل متنوعة وغنية من ملابس تقليدية، أواني منزلية، أدوات مهنية ذات علاقة بالتراث التقليدي المحلي. آثار الولاية. تملك الولاية رصيد أثري من الآثار التي ورثتها على حضارات غابرة. نواب ولاية المدية في المجلس الشعبي الوطني. يبلغ عدد النواب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية المدية 12 نائبا خلال الدورة التشريعية 2017م-2022م التي انطلقت بعد 4 ماي 2017م. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية المدية في الدورة التشريعية 2017م-2022م وفق الجنس حسب النسب التالية: التوزيع الحزبي. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية المدية في الدورة التشريعية 2017م-2022م حسب عدة قوائم حزبية: ولاية وهران هي ولاية تتواجد في الغرب الجزائري وعاصمتها هي مدينة وهران. يحدها من الشرق ولاية مستغانم، إلى الجنوب الشرقي من ولاية معسكر، والجنوب الغربي ولاية سيدي بلعباس ومن الغرب ولاية عين تموشنت. تقع ولاية وهران في غرب الجزائر وتنحصر بين خطي طول 0° و2° إلى غربه وخطي عرض 35°و 36° شمال خط الاستواء. وتتمتع الولاية بشواطئ رائعة وخلابة وجميلة أشهرها هو شاطئ مداغ الذي يتميز بطبيعته العذراء الخلابة. تاريخها. أثناء فترة الاستعمار الفرنسي، كانت عمالة وهران تضم جزءا كبيرا من الغرب الجزائري. وبعد استقلال الجزائر، أصبحت الجزائر مقسمة إلى 15 عمالة. وفي سنة 1974، تم استحداث تقسيمات جديدة مع تغيير التسمية من عمالة إلى ولاية، واستقر عددها حتى سنة 1983 على 31 ولاية. وفي سنة 1984، تم استحداث 16 ولاية جديدة (من 32-البيض إلى 48-غليزان) مع احتفاظ الولايات القديمة بترقيمها السابق (المستعمل حتى سنة 1983 م). ومع كل تقسيم جديد كانت مساحة ولاية وهران تتقلص لفائدة ولايات جديدة حتى بلغت ما هي عليه اليوم. الولاة. تعاقب العديد من الولاة على ولاية وهران منذ إنشائها في 16 ماي 1963م من خلال المرسوم التنفيذي رقم 63-189 الذي ينظم الإقليم الوطني الجزائري في إطار خمسة عشر ولاية. التقسيم الإداري. حسب تقسيم 1984، فإن ولاية وهران تضم 9 دوائر إدارية و 26 بلدية. المساجد. تحتوي هذه الولاية على العديد من المساجد التي تشرف عليها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية وهران تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. السكان. يقدر عدد سكان ولاية وهران لسنة 2009 بـ 1.584.607 نسمة. الهرم العمري. يوضح الهرم العمري بجلاء نسبة الكبيرة للشباب حيث % من السكان أقل من 20 سنة و% أقل من 30 سنة. كما يوضح تناقص عدد الولادات ابتداء من سنة 1993 قد يكون رغبة الأسر في التحكم بحجمها بسبب تدني المستوى المعيشي. التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: الرياضة. النوادي الرياضية المحترفة. تضم هذه الولاية العديد من النوادي الرياضية المحترفة. الموانئ. يضم ساحل ولاية وهران عدة موانئ بالإضافة إلى العديد من مرافئ الصيد البحري. الشواطئ. يتضمن ساحل هذه الولاية العديد من الشواطئ. نواب ولاية وهران في المجلس الشعبي الوطني. يبلغ عدد النواب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية وهران 19 نائبا خلال الدورة التشريعية 2017م-2022م التي انطلقت بعد 4 ماي 2017م. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية وهران في الدورة التشريعية 2017م-2022م وفق الجنس حسب النسب التالية: التوزيع الحزبي. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية وهران في الدورة التشريعية 2017م-2022م حسب عدة قوائم حزبية: ولاية معسكر أو ما تسمى بمدينة الأمير عبد القادر، هي إحدى ولايات الجزائر. يرجع تاريخها إلى عصور خلت، لكن في إطار تسميات متعددة فهي تندرج ضمن الوطن الراشدي المحاذي لقلعة بني راشد، لتصبح أم العساكر ثم تحولت التسمية إلى معسكر. حاليا ترتبط بما حولها من الولايات تاريخيا وثقافيا، سميت «مصر الصغرى» لكثرة العلماء والمعاهد العلمية، كما حاربت بعلمائها وطلبتها الاحتلال الإسباني، ثم الفرنسي. وأشهر أعلامها الأمير عبد القادر بن محي الدين الحسني الجزائري، وجده الأكبر سيدي عبد القادر بن أحمد المختار المكنى سيدي قادة، وسيدي أبي راس الناصري الحافظ المؤرخ، والعلامة محمد بن مومن مصطفى الرماصي، وسيدي بوسكرين أبو زكريا، وسيدي امحمد بن يحي، وسيدي علي بن سعد، وسيدي محي الدين، وسيدي السنوسي، وسيدي أحمد بن علي، وسيدي علي بوشنتوف، وسيدي عبد الرحيم بوشاقور بن أحمد العمراني البرجي، وسيدي عثمان بوكرارة و الحاج المختار بن عبد القادر عز الدين و غيرهم . مساحتها. تقدر مساحة ولاية معسكر بـ 5.135 كلم2 عدد سكانها. يبلغ عدد سكانها 800.000 نسمة موزعين على 47 بلدية بكـثافة سكانية تقدر بـ 169/كلم2 الموقع. تقع ولاية معسكر في شمال غرب الجزائر على بعد 361 كلم من العاصمة، فهي تربط مختلف ولايات الغرب والجنوب الغربي بحيث يمكن الوصول إليها عن طريق البر والجو والسكة الحديدية برا من الجزائر العاصمة عبر غليزان (الطريق الوطني رقم 04 والطريق الوطني رقم 07 (بلدية عين فارس))، من وهران عبر سيق (ط. و. 06) من سيدي بلعباس عبر بوحنيفية (الطريق الوطني رقم 17)، من مستغانم عبر المحمدية (الطريق الوطني رقم 17)، من سعيدة عبر (الطريق الوطني رقم 07). فهي بذلك تحتل موقعا إستراتجيا ممتازا، اقتصاديا وتجاريا. ويحدها من الشرق ولاية تيارت وولاية غليزان ومن الغرب سيدي بلعباس ومن شمال ولاية وهران وولاية مستغانم ومن الجنوب ولاية سعيدة. المناخ. يسود ولاية معسكر مناخ متوسطي (مناخ البحر الأبيض المتوسط)، وهو نصف جاف مناخ قاري بارد وممطر شتاء، وحار صفيا مع سقوط الثلوج ببعض المناطق التي يصل علوها عن سطح البحر إلى 800 متر، وذلك في جبال بني شقران عين فارس، عوف والبرج. كما تجدر بنا الإشارة إلي أن متوسط الأمطار المتساقطة هي في حدود 300 مم خلال السنة. أما بالنسبة للعشرية الأخيرة لم تتجاوز 240 مم. الغطاء النباتي والثروة الحيوانية. تتميز ولاية معسكر بكثرة السهول والغابات والجبال والوديان، التي أكسبتها حلة طبيعية متناسقة كفيلة بجعلها منطقة غنية بالمنتجات السياحية المناخية مثل التجوال في الطبيعة والتخييم والصيد البري والصيد في السدود والرياضة الجبلية، حيث تكسوا الولاية ثروة غابية تتربع على مساحة 95687 هكتار تتوزع على جبال بني شقران، جبال عين فارس جبال عوف، أهمها غابة "حسنة"(عين فارس) وغابة نسمط" (بدائرة هاشم) وغابة "اسطمبول" (بدائرة بوحنيفية)، وغابة "تيمكسي" (بدائرة وادي الأبطال)...إلخ. وبها محمية طبيعية تقع ببلدية "مقطع دوز" والتي تتربع على مساحة 19000 هكتار، بها عدة أنواع من الحيوانات منها: الوز الرمادي، البط، النحام، مما دفع بالمسؤولين إلى إنشاء مركز تربية طيور الصيد يتربع على مساحة 7500 هكتار، وتربى فيه الحيوانات مثل طيور الحجل والسمان والبطج والنحام الوردي. تتكون الثروة الغابية من: في معسكر هناك عدة غابات أشهرها ـ أشجار الأرز. ـ أشجار الكاليتوس. ـ أشجار الصنوبر. ـ أشجار البلوط. ـ أشجار الفلين. - بالإضافة إلى كثرة العنب ببلدية عين فارس. وتعيش بها عدة حيوانات وطيور منها: الخنزير البري، دجاج الأرض، الحجل، غزال الجبال، البط الأخضر، الأرانب. كما يتوسط بعض مدن الولاية حدائق غنية بنباتاتها، جميلة في تصميمها نذكر منها حديقة باستور بمعسكر، حديقة المحمدية...الخ. تضاف إلى هذه المعالم السدود منها سد "فرقوق" المحمدية، سد "أوزغت" (عين فكان)، سد "الشرفة" (سيق)، وسد بوحنيفية. التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: السياحة الحموية. تجاوزت سمعة بوحنيفية، مدينة الحمامات، الحدود الوطنية نظرا لنوعية مياهها الحموية العالية التي تشتهر باستعمالاتها العلاجية في العديد من الأمراض كما أنها مناسبة للاستعمال والراحة. الرومان هم أول من استغل الثروة الحموية للمدينة حيث بنو مدينتهم أكواسيرانس والتي هي اليوم عبارة عن أطلال. المياه الحموية لبوحنيفية غنية بغاز الكربون وهي تنقسم إلى ثلاثة أنواع (حسب المنبع): ـ مياه حموية إشعاعية كربوناتية كلسية، معدنية بدرجة حرارة تتراوح بين 63 و 70. ـ مياه حموية إشعاعية كربوناتية كلسية، معدنية بدرجة حرارة تتراوح بين 45 و 52 درجة. ـ مياه حموية كلور مكبرتة سودية منغنيزية بدرجة حرارة 20 درجة. تتميز هذه المياه بخاصية علاج أمراض المفاصل باختلافها وأمراض الجهاز التناسلي وأمراض الجهاز الهضمي ومشاكل صحية أخرى مثل البدانة، الأمراض الجلدية، الأمراض العصبية. كما يوجد بولاية معسكر منابع حموية أخرى مستعملة في حالتها الطبيعية مثل منبع عين الحمام ببوحنيفية ومنبع سيدي مبارك ببوهني (الطريق الوطني رقم رقم 04، الجزء الرابط بين سيق والمحمدية) وتتوفر المدينة الحموية على عدة تجهيزات فندقية وصحية وحمامات. تتوفر الولاية على عدد هام من المرافق وبينها 3 ملاعب لألعاب القوى ومضمارا جهويا للدراجات الهوائية وملاعب لكرة القدم أحدها جديد بمدينة سيق يتسع ل20 ألف متفرج إضافة إلى قاعات متعددة الرياضات بكل البلديات الكبيرة. مسبحا شبه أولمبي وبيت للشباب. والمضمار المغطى للدراجات الهوائية بمدينة معسكر "مكسبا هاما للولاية وللوطن باعتباره الوحيد من نوعه على المستوى الوطني حاليا". كما يوجد في ولاية معسكر نوادي رياضية عديدة في مختلف الرياضيات وهمها نادي غالي معسكر لكرة القدم. ولاية المسيلة قالك تاع مسيلة شيشة يقولولها تيو تاع ضباب1984. ولاية مسيلة هي نقطة وصل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. يحدها من الشمال كل من ولايتي برج بوعريريج و البويرة ومن الشمال الشرقي ولاية سطيف ومن الشمال الغربي ولاية المدية أما من الشرق ولاية باتنة من الغرب والجنوب الغربي ولاية الجلفة من الجنوب الشرقي ولاية بسكرة مناخها قاري وهي مركز وسط بين التل والصحراء. ومعظم الولاية مستوية يبلغ ارتفاعها من 200 ال فوق سطح البحر. تلقب بعاصمة الحضنة التي كانت عبارة عن مملكة بربرية مستقلة في عهد الرومان ولقبت بهذا الاسم لاحتضانها بين سلسلتي الأطلس التلي و الأطلس الصحراوي. التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: السياحة. مدينة بشيلقة الأثرية والتي لا تبعد عن مدينة المسيلة سوى ثلاثة كيلو متر، تعتبر منطقة أثرية بامتياز وهي محل دراسة وبحث من طرف الوزارة الوصية. الفلاحة. تعتبر الولاية فلاحية بالدرجة الأولى ويعتبر إقليم المعذر ببوسعادة عن مقر الولاية وبلدية المعاريف عن مقر الولاية من أكبر المناطق الفلاحية بولاية المسيلة والقطر الجزائري ككل حيث انه شهد دعما كبيرا أيام الثورة الزراعية وتحت رعاية سامية من الرئيس الراحل بومدين ومن أهم محاصيل هدا الإقليم الجزر واللفت والبطاطا والخس والقرنبيط ومن الفواكه المشمش والرمان والعنب والخوخ والتفاح كتجربة جديدة بالإضافة إلى أنواع أخرى. ويعتبر القمح و الشعير من أهم محاصيل ولاية المسيلة الزراعية بالإضافة إلى اصناف كثيرة من الفواكه كالمشمش بمنطقة مسيف والرمان بمنطقة تارمونت، وكذا تمتاز بمناطقها الرعوية حيث تشتهر بتربيتها للأغنام كما تشتهر بلدية مسيف الغنية بالمنتوجات الزراعية المتنوعة والتي تعتبر الرائدة في هذا الميدان حيث توجد بها أكبر مزرعة لشركة كوسيدار التي تتخصص في إنتاج القطن الخضر والفواكه وتبعد عن مقر الولاية بنحو 97 كلم. نواب ولاية المسيلة في المجلس الشعبي الوطني. يبلغ عدد النواب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية المسيلة 12 نواب خلال الدورة التشريعية 2017م-2022م التي انطلقت بعد 4 ماي 2017م. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية المسيلة في الدورة التشريعية 2017م-2022م وفق الجنس حسب النسب التالية: التوزيع الحزبي. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية المسيلة في الدورة التشريعية 2017م-2022م حسب عدة قوائم حزبية: شخصيات. = المصادر = ورقلة هي أحد أهم الولايات الجزائرية لامتدادها التاريخي فهي أحد أهم المدن في أول دولة إسلامية في المغرب العربي وكانت المدينة وقتها تسمى "واركلان" لتتغير لكنة نطقها بالبربرية الآن بـ"وارجن"أي بمعنى الرجل الحر قديما حيث جمع سكانها الذين عمرو مدينة واركلان أحد قصورها الصحراوية ثروة كبيرة من خلال الخط التجاري الذي نشطوه مع أفريقيا العميقة، وثانيا لأنها مصدر الثروة البترولية للجزائر وسميت مدينة ورقلة حديثا والتي سكنت منذ فجر التاريخ وشكلت العاصمة الإقليمية للجنوب الشرقي منذ الفترة العثمانية. سميت ولاية الواحات إبان الاستقلال وضمت جميع مدن الجنوب الشرقي من الأغواط شمالا إلى تمنراست جنوبا لتكتفي بعد التقسيم الإداري لعام 1984 بثلاث مدن كبرى هي ورقلة عاصمة الولاية و حاسي مسعود القطب الصناعي و تقرت التي تعتبر قطبا هاما من أقطاب الصناعة. تبعد عن العاصمة الجزائرية ب 820 كلم، ولا زالت آثارها القديمة والتاريخية راسخة في سكانها حيث تلمس الصبغة المتأصلة لثراتها بمجرد زيارة القصر العتيق الدي يتوسط المدينة المصنف ضمن الترات العالمي ومن خلال زيار قصورها الستة. المعطيات الجغرافية. حوض ورقلة. يقع حوض ورقلــة في الجنوب الشرقي للجزائر وهو جزء من المنخفض الصحراوي الكبير، يبلغ طوله 30 كلم، وعرضه يتراوح بين 12 و 18 كلم. وارتفاعه بين 103 و 150 م فوق مستوى سطح البحر، يمتد بين هضبتين، الأولى تحّده من الغرب، ارتفاعها 230م، والثانية من الشرق بارتفاع يناهز 160م. وهي متصلة برمال العرق الشرقي الكبير. ورقـلة واحة رائعة الجمال، تحيط بساتين النخيل بالمدينة القديمة (القصر العتيق)، تعتبر ورقلة هبة وادي مية بفضل مجاريه الباطنية التي توفّر مياه جوفية هائلة. و قد عرفت أهمية وادي مـيّة منذ القدم ولعل ابن خلدون كان يقصد وادي ميّة فيما كتبه : "'و ينبع مع النهر من فوهته نهر كبير ينحدر ذاهبا إلى بوده ثم بعدها إلى ثمطيت ويسمى لهذا العهد كـير، عليه قصورها ثم يمر إلى أن يصب في القفار ويروغ في قفارها ويغور في رمالها، قصر ذات نخل تسمى '"واركلان"" (تاريخ ابن خلدون ج6 ص 212-213) المناخ. مناخ منطقة ورقلة، صحراوي جاف، ودرجات الحرارة بها مرتفعة صيفا حيث تتجاوز (41°) في المتوسط، وتنخفض شتاء، ولا سيما أثناء الليل، فالمناخ هنا قاري يتميز بفوارق حرارية، (يومية وفصلية) معتبرة، تصل إلى حدود (30°)مئوية. مناخ ورقلة يتميز بندرة الأمطار (49 مم) في المتوسط وهي كغيرها من المناطق الصحراوية، تفتقر للغطاء النباتي الطبيعي، ولكنها بالمقابل غنية ببساتين النخيل، فهي واحة بديعة المناظر. تهب على ورقلة عواصف رمليــة موسمية بين شهري (فبراير و أفريل)، وتبلغ ذروتها في شهر مارس، وغالبا ما تتسبب في خسائر فادحة تصيب الزرع والماشية، ويبدأ الجو في التحسن ابتدأ من شهر سبتمبر عندما يتغير اتجاه الرياح، لتصبح شمالية شرقية، وهي معروفة محليا باسم (البحـري)، وهي غالبا ما تكون محملة بشيء من الرطوبة فتعمل على تلطيف الجو ولا سيما ليلا. ويرحب سكان المنطقة كثيرا بهذه الرياح فهي تساعد على تلقيح أشجار نخيلهم، كما يرحبون بالحرارة أثناء النهار لكونها عاملا أساسيا في نضج ثمارها. التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: صفحات من تاريخ ورقلة. عصور ما قبل التاريخ. يعتمد التاريخ البشري في عصور ما قبل التاريخ على وجه الخصوص، على علم الآثار وأبحاثه ومكتشفاته الأثرية، وكان نصيب منطقة ورقلة منه غير قليل حيث تم اكتشاف العديد من المخلفات الأثرية في عدد من المواقع أو الحقول الأثرية مثل : حقل حاسي مويلح، وعرق التوارق، عرق تسيرة، قارة كريمة وبرج ملالة وغيرها من المواقع الأثرية. وقد دلّت الحفريات على أن الإنسان ظهر في منطقة ورقلة في الحقبة الأولى من البلاستوسين، حيث مرت بالصحراء ظروف مناخية متقلبة جعلت من الصحراء القاحلة الآن، جنة خضراء، غنية بالبحيرات والأنهار لمئات الآلاف من السنين. ثم أعقبت ذلك موجة من الجفاف امتدت كذلك آلافا عديدة من السنين. لقد حدث هذا التعاقب خمس مرات خلال الحقبة المذكورة (البلاستوسين). وتستند معرفتنا عن العصر الحجري القديم الأوسط والحديث (من 50 إلى 35 ألف سنة) في منطقة ورقلة، على ما قدمته لنا بعض الحفريات المنهجية من معلومات وأدوات ترجع لهذه الفترة، وما عثر عليه، كان نتيجة لعمليات المسح الأولية (ملتقطات سطحية). ويدل الظهور المبكّر ووفرة الأدوات الحجرية الهلالية الدقيقة، وحجر الرحى في مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى، على أن الزراعة بدأت قبل أن تبدأ موجة الجفاف الحديثة التي أدت إلى ظهور الصحراء بشكلها وصورتها التي نعرفها اليوم. و هنا لا بد لنا من الاعتماد على أبحاث العلماء المختصين، الذين انكبوا على دراسة آثار الإنسان في هذه المنطقة فقد دلت الأبحاث التي أجريت في حوض رقلـة أن هذه المنطقة كانت عامرة بالسكان منذ أقدم العصور البشرية، استنادا إلى المخلفات التي عثروا عليها، من أدوات وأسلحة حجرية والتي يمكن تصنيفها إلى نفس المراحل العالمية. جذور سكان ورقلة التاريخية. إبان الألفية التاسعة قبل الميلاد، ظهر بالمنطقة الصحراوية، جنس من البشر قريبون أنتربولوجيا من سكان شمال أفريقيا الحاليين، ومن المحتمل أن هذا الإنسان الأول الذي أطلق عليه اسم " قفصي Capsien) ") نسبة لقفصة أو بالأحرى Capsa وهو الاسم القديم لقفصة الحالية في تونس. ويعتقد أن الحضارة القفصية La civilisation capsienne قادمة من بعيد، ولا يمكننا تحديد أصولها بدقة ويعتقد أنهم من أصل شرقي، شكلوا إحدى مكونات العرق الأمازيغي، انتشروا في البداية في الناحية الشرقية والوسطى، ثم امتدوا نحو الصحراء. هذه المنطقة التي أثريت بروافد بشرية أخرى قادمة من الجنوب فقد تم اكتشاف هياكل عظمية في مدافن وقبور، أثبت البحث العلمي المتقدم أنها لسكان زنوج نزحوا من الجنوب على أثر الجفاف الذي اجتاح الصحراء الكبرى منذ الألفية الثالثة. وظلت هذه الموجات البشرية تفد حتى الألفية الثانية. و لعل الغرامنتيون أسلافنا هم أول من عمّر هذه الأصقاع منذ ما يزيد عن سبعة آلاف سنة ولكن تاريخ ورقلة ارتباط بقبيلة بني وركلان البربرية. السياحة في ورقلة لعل الحضارات والأحداث التي تعاقبت على منطقة ورقلة قد أكسبتها ميزة سياحية فاصلة بما ظل من الشواهد والآثار والمعالم والتي منها قصر ورقلة(القصبة القديمة) وقصر تماسين وسدراته وكذلك لالة كريمة وبرج ملالة وقصر سيدي خويلد وقصر تقرت، قبر الملوك وبرج ديفيك وغيرها من المعالم السياحية والتاريخية كالمتاحف والبحيرات والحمامات والينابيع الطبيعية الاستشفائية، كما تزخر ورقلة بالمرافق السياحية والترفيهية كالفنادق والمطاعم والمخيمات السياحية والوكالات السياحية العمومية والخاصة. إلا أنها ما زالت بعيدة عن التطور السياحي الذي يجعلها رائدة في هاذا المجال وفي فترة ما بعد نزوح الرستميون ومعهم تبعائهم من تيهرت نزحوا في ورقلة بمنطقة تسمى سدراته وعمروا فيها وكان لها صيت كبير في البقاع المجاورة بسبب التجارة وعلمائها. وهي تبعد عن عاصمة الولاية 8 كلم وآثارها قائمة إلى الآن . وهم الآن يعتبرون من أقدم السكان بورقلة لأنهم السكان الدين بدأ التاريخ يشهد على أنهم قطنوا في هاته الولاية ..وهذا أيضا لا يعني أنهم السكان الأوائل بها . نواب ولاية ورقلة في المجلس الشعبي الوطني. يبلغ عدد النواب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية ورقلة 7 نواب خلال الدورة التشريعية 2017م-2022م التي انطلقت بعد 4 ماي 2017م. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية ورقلة في الدورة التشريعية 2017م-2022م وفق الجنس حسب النسب التالية: التوزيع الحزبي. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية ورقلة في الدورة التشريعية 2017م-2022م حسب عدة قوائم حزبية: ولاية البيض ولاية جزائرية وعاصمتها مدينة "البيض". استحدثت الولاية سنة 1984 في إطار التنظيم الجديد، بعد أن كانت جزءا من ولاية سعيدة. تحيط بها الجبال من الجنوب والشمال والشمال الشرقي عدد سكانها حوالي 300 ألف ساكن تضم 22 بلدية و08 دوائر تمتاز ببردها الشديد في الشتاء وحرها في الصيف تجمع بين كونها تطل على الصحراء وكونها تعتبر من مناطق الهضاب العليا التي تتميز بجو بارد جدا تصل درجات الدنيا إلى اقل من 9 درجات مئوية وتساقط كميات ثلوج تجعل من المنطقة تظهر بمنظر خلاب تعتمد على الرعي والزراعة وتزخر المنطقة بالأغنام والماشية ذات الجودة الرفيعة. الموقع. ولاية البيض جزء لا يتجزأ من منطقة السهوب والسهول المرتفعة في جنوب غرب الجزائر، تحدها عدة ولايات : مساحتها 71697 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 3 ٪ من التراب الوطني. المناطق. ولديها ثلاث مناطق رئيسية متميزة : بوقطب، الخيثر، توسمولين، كاف لحمر، الرقاصة، الشقيق بلدية البيض، بوعلام، سيدي اعمر، سيدي طيفور، سيدي سليمان، استيتن، الغاسول، كراكدة، اربوات، عين العراك، الشلالة، بوسمغون والمحرة التاريخ والآثار. منطقة البيض ضاربة في التاريخ فالحفريات الموجودة بالمنطقة تدل على أنها كانت مأهولة منذ أمد بعيد، ومن الأماكن التي تتواجد فيها الحفريات والنقوش الحجرية نذكر بلديات : بريزينة، بوسمغون، سيدي أعمر، آرباوات، بوعلام، الكراكدة، الغاسول، الشقيق. وأهم الحفريات ما اكتشفه الجيولوجي الفرنسي فلاموند flamland سنة 1898 المنشور من طرف الأكاديمية للبحث في الفنون الجميلة بباريس في 12/06/1899. ويأخذ هذا الاكتشاف أهمية بالغة كونه همزة وصل ما بين الحضارة المغاربية القديمة والحضارة الفرعونية متمثلا في رمز إله القوة "آمون". ومن القصور التي تشهد على البيض في عصر ما قبل الإسلام قصر بوسمغون، والذي يعود بناؤه إلى القرن الثالث الميلادي حسبما تشير إليه بعض الروايات الشعبية. وتبقى العديد من مبانيه قائمة ما سمح بترميمها. بعد انتشار الإسلام في المنطقة، أُضيف للقصر مسجد وزاوية هي الزاوية التيجانية. و يذكر أن قصر استيتن، الواقع جنوب جبل كسال أشهر جبال منطقة البيض، قد بني في فترة ما قبل انتشار الإسلام. أما قصر الشلالة فبُني في القرن التاسع هجري. بعد الإسلام خضعت المنطقة إلى الدولة الرستمية 776-908 ثم دولة الزيانيين ثم المرينيين. في عهد الاستعمار الفرنسي كانت تسمى مدينة البيض بـ : جيري فيل Geryville. عرفت المنطقة مقاومات شعبية أهمها ثورات أولاد سيدي الشيخ، لا سيما ثورة الشيخ بوعمامة. وبعد الاستقلال ضمت البيض إلى ولاية سعيدة وفي سنة 1984 مع التقسيم الإداري صارت البيض ولاية تحمل الرقم 32. التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: نواب ولاية البيض في المجلس الشعبي الوطني. يبلغ عدد النواب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية البيض 5 نواب خلال الدورة التشريعية 2017م-2022م التي انطلقت بعد 4 ماي 2017م. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية البيض في الدورة التشريعية 2017م-2022م وفق الجنس حسب النسب التالية: التوزيع الحزبي. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية البيض في الدورة التشريعية 2017م-2022م حسب عدة قوائم حزبية: وصلات أخرى. وصلات خارجية. = المصادر = ولاية إليزي (إليزي، بالتيفيناغ: ⵉⵍⵍⵉⵣⵉ و بالفرنسية: Illizi)، ولاية جزائرية صحراوية تقع في جنوب شرق البلاد وتبعد عن عاصمة البلاد بـ 1758 كم. مساحتها 284618 كلم2 أي ما يعادل 11% من مساحة الجزائر. يحد الولاية من الشرق تونس (بطول حدود يبلغ 25 كم) و ليبيا (950 كم)، ومن الشمال ولاية ورقلة ومن الغرب ولاية تمنراست ومن الجنوب ولاية جانت. أقرب البلديات لمقر الولاية هي بلدية عين أميناس على بعد 239 كم وأبعدها بلدية عمر إدريس على بعد 720 كم. أما أقرب مقار الولاية المحاذية فهي ورقلة على بعد 1050 كم. تتركز غالبية السكان في مدينة (جانت) الحدودية. في الولاية ثلاث مدن هي إليزي (عاصمة الولاية) و عين أميناس والمقاطعة الإدارية جانت وبعض الدوائر الصغرى تتميز بطيبة سكانه وجمال البلاد التي تحتوي على الجبال وكرمهم للضيف ويعتبر سكانها من من بني حسان. تمتلك ولاية إليزي موروثا ماديا وثقافيا يعتبر ثروة طبيعية وحضارية هو الحديقة الوطنية للطاسيلي التي تتواجد بالمنطقة بمساحة تقدر بـ80000 كلم²، والحديقة تتواجد في منطقة مناخية صحراوية على ارتفاع يتراوح بين 1400 م و 2000 م يوفر الظروف المناخية المفضلة. وهي مسجلة في قائمة التراث العالمي في اليونيسكو. تفع ولاية إليزي في أقصى الجنوب الشرقي للجزائر محتلة مساحة قدرها 9/1 تسع مساحة البلاد يحدها من الشمال ولاية ورقلة الجزائرية ومن الغرب ولاية تمنراست ومن الشرق غات والعوينات وشعبية نالوت الليبية ومن الجنوب إقليم أغاديز في النيجر طول الحدود 2600كم أما موقعها الفلكي فهو بين دائرتي عرض 26,15 و30,32 درجة شمالا خط الاستواء وبين خطي طول 5,40 و 9,58 درجة شرق خط غرينتش وهذا الموقع الفلكي أثر في جركة التيارات الهوائية وتوزيع المناخ والمناطق الحرارية في الولاية كما سيأتي بعد في المناخ. تبعد عاصمة الولاية مدينة إليزي 2000 كم عن العاصمة الجزائر و1050 عن ورقلة 720 عن برج عمر إدريس و 293 عن عين أمناس و412 عن جانت بها 3 دوائر و6 بلديات رسمت لولاية إثر التقسيم الإداري 1984 م يبلغ عدد سكانها 49000 نسمة موزعة على توزيع سكاني غير عادل بالمناطق الجنوبية أكبر تعداد سكاني منه في الشمال تمتد هضبة التاسيلي ناجر به جنوبا تتخلله أودية وادي إيليزي وإميهروا وجانت وغيرها وتعد منطقة التاسيلي والحظيرة الوطنية للتاسيلي مركزا فريدا ما دعى اليونيسكوا لتصنيفها كتراث عالمي عام 1982 يحوي على رسومات الإنسان البدائي عمر بعضها 8000 سنة أما المناطق الشمالية حمادة تنغرت والعرق الشرقي الكبير وبه يتدفق حوض غدامس النفطي 56 طن سنويا وتستورد هذا النفط من الجزائر وأما المناطق الوسطى فهي رعوية ومساحة شاسعة من الصحراء والكثبان والجبال ومرتفعات الأحجار . التسمية. اسم إليزي كلمة أمازيغية معناها المراهق. الجغرافيا. الموقع الجغرافي. تقع ولاية إليزي في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد، و يحدها كل من: التضاريس. لولاية إيليزي سلسلة تضاريسية ممتدة عبر جبال الطاسيلي ناجر جنوبا وحمادة التنغرت شمالا تنهمر من خلا لها أودية وسيول تتدفق أغلبها شمال الهضبة. تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 284618 كلم مربع وهي كتلة هضابية من الكثبان والهضاب تبلغ أعلى قمة بها حوالي ال 1559م. المناخ. الثدي فيروس التاريخ. لولاية إيليزي تاريخ متجدر عبر العصور والأجيال تمتد الفترة نذ ظهور الإنسان إلى ظهور الكتابة لما للمنطقة من واسطة تاريخية في هذا حيث تعد مرجع تاريخي برسوماتها التاريخية لمختلف الأحفاب الحجرية منذ ظهور الزرافة والأيل ومن ثم الجمل آخر العصور التي شهدها إنسان المنطقة ومن صيد الغزال إلى رعي البقر إلى امتطاء البيداء زخارف في حياة الإنسان إنسان المنطقة وعبر العصور. شكلت قبائل الإهن ملن محور سيطرة الإنسان على حياة القبائل في عهد التجارة والحرب وإمتدت الفترة من ما قبل القرن ال11 م فتحت سخاء الأسواق التجارية الطريق أمام دعوة الإسلام مطلع القرن ال11م إلى المنطقة فتشكل صراع على فلول الصحراء مركزه المذاهب الدينية وطرق الصوفية كالتيجانية والقادرية والسنوسية والشاذلية والرحمونية وغيرها الكثير ورغبة الطوارق في اكتساح أسواق تمبكتوا حيث سيطر إمنان على الحكم وأصبح اتباع النسب في الملك لأب هذه الفترة وتواصلت حتى القرن 16م أدى التذمر من إمنان لشق الساحة من مترمدي «أوراغن» الذين حولوا الحكم لأم كما كان قبل وإمتد الصراع حتى القرن العشرين 20 م. من القرن العشرين إلى منتصف القرن الماضي حيث سقطت إيليزي في يد الاحتلال الفرنسي 60 سنة أولها احتلال جانت في 1909 و"إهرير" 1911. التقسيم الإداري. تنقسم الولاية إلى 3 دوائر و6 بلديات التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: الاقتصاد. الصناعة. تعد الصناعة من أهم المقومات الاقتصادية في أي بؤرة ولكن تفتقر ولاية إيليزي للمصانع بمختلف أهدافها حيث تبدو الولاية وكأنها بؤرة سياحية وفقط متناسية الصناعة التي هي لبنة وأساس كل اقتصاد تنتشر في الولاية عدة صناعات تحويلية وإستخراجية ومعاشية وتجارية منها صناعة تقليدية وصناعة حديثة صناعة الحلي التقليدية : وهي وليدة الصنعة والابتكار والحاجة الماسة للإنسان تعد قديمة ومتواجدة بشكل رسمي في حياة الطوارق حيث يصنع الحرفيين الجلود من دباغتها وتشكيل الفرب والخيم والمتارس المختلفة إلى نسجها وصناعة الأحذية المختلفة ونجد صناعة النسيج من تشكيل الصوف وخرزه ومن صناعة الحلي التقليدية حلي النسوة والزينة في السلم والحرب والسيوف والرماح وكل ما يحتاجه الإنسان بحياته وأما الصناعة الحديثة فهي متركزة في الشمال حيث تنشط في استخراج النفط والغاز الطبيعي وتمييعه والبترول وتكريره واستخراج الخام وبيعه في السوق العالمية بسعر الذهب وذر أرباح تعود بالنفع على اقتصاد البلد ككل . المنشآت الاقتصادية. شبكة الطرق. تمتلك الولاية في مجال المنشآت القاعدية شبكة هامة من الطرق يبلغ طولها 3043 كلم، إضافــة إلى ثلاثة مطارات فاعلة، وتتشكل شبكة الطرقات من 1902 من الطرق الوطنية منها 1465 معبدة ومن هذه الأخيرة هناك 35 بالمائة في حالــــــة جيدة، و33 بالمائة في حالــــة متوسطة في حين توجد 32 بالمائة متدهورة (وقد ساهم في تدهورها الأمطـــار الطوفانية التـــــي اجتاحت الولاية في سنتي 2005 و 2006 وبالأخص على مستوى الطريق الوطني الرابط بين إيليزي وجانت)، أمـــــــــا فيما يخص الطرق الولائية فتبلغ 904 كلم، وبالنسبة للطرق البلدية فتوجد على مستوى الولاية 237 كلم. ولعـل من أهم خصائص هذه الشبكة هو أن حركة المرور بها ضئيلة إلا أن أغلب سالكيها من الوزن الثقيل أي شاحنات ومقطورات، حيث تمثل 60 بالمائة من مستعملي هذه الشبكة. وتسمح هذه الشبكة بفك العــزلة والوصــــول إلى المناطق الحدودية، إضافة إلى تقديم وتوفير خدمة لقطبي الاقتصاد الوطني (القطاع البترولي والقطاع السياحي)، أما فيما يخص هياكل الملاحة الجوية فيوجد بالولاية ثلاثة مطارات مطاران دوليان بكل من إن أمناس وجانت، ومطار واحد وطني بإيليزي القطاع الصحي. المؤسسات الصحية وتتمثل في مؤسستين استشفائيتين بكل من جانت وإيليزي وقدرة استيعابهما هي 120 سرير تقني و 176 سرير منظم، وكذا المؤسسات العمومية للصحة الجوارية بكل من إيليــزي وإن أمناس وجانت والدبداب، كما توجد 6 عيادات متعددة الخدمات و33 قاعة علاج و06 مصالح ولادة ووحدتي سكانيــــر ومــركز ولائي لحقن الدم وآخر خاص بالمراقبة الصحية بالحـــــدود ومحطــــة علم الأوبئة ودار لمرضى السكري ومركز للكشف التطوعي. التربية. تتوفر الولاية على 49 مدرسة ابتدائية، 11 إكمالية و 06 ثانويات. 04 مراكز التكوين المهني والإداري و02 (ملحقتين) للتكوين المهني. السياحة. مدينة جانت الواقعة في إليزي بها مناظر غروب الشمس جميلة، وفيها جبال الهقار التي توجد بها رسومات من العصر ما قبل التاريخ أشهرها "البقرة الباكية" وهي عبارة عن نقش على الصخرة العملاقة الواقعة بوادي تيغرغرت بمدينة جانت. عروس التاسيلي جبل صخري متوسط الحجم رسمت عليه بقرة باكية والمعنى المحدد من هذه الرسمة غير معلوم. في هذه المدينة رموز نادرة تعود إلى نحو خمسة آلاف سنة، وهذه المنطقة مزيج بين الصحراء و الجبال الصخرية وهي براكين خامدة. وتزخر ولاية إيليزي بقـــــدرات سياحية كبيرة نتيجة تعدد مناظرها (كثبان رملية في الشمال، منطقة مركزية لحمادات والطاسيلي جنوبا) وفولكلورها المحلي ونشاطاتها ذات الطابع الثقافي (الثقافة التارقية) ومواقعها ومعالمها وصناعاتها التقليدية التارقية. تزخر بلديتي جانت وبرج الحواس بالحظيرة الوطنية للطاسيلي المصنفة كتراث عالمي. تمتلك ولاية إليزي موروثا ماديا وثقافيا يعتبر ثروة طبيعية وحضارية هو الحديقة الوطنية للطاسيلي التي تتواجد بالمنطقة بمساحة تقدر بـ 80000 كلم²، والحديقة تتواجد في منطقة ذات مناخ صحراوي على ارتفـــاع يتراوح بين 1400 م و2200 م يوفر الظروف المناخية المفضلــــــــــة وهي مسجلة في قائمة التراث العالمي اليونيسكو (منظمة هيئة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة) منذ سنة 1982 التراث اللامادي. الرقص التقليدي منطقة إيليزي غنية بالتراث اللامادي والذي يتجسد في مختلف التعبيرات الثقافية أهمها السبيبا، إمزاد، تهمات، تندي... الصناعات التقليدية. تتميز بالغنى وهي متوارثة بين الأجيال، المادة الأولية هي الجلود، السعف والحطب. نواب ولاية إليزي في المجلس الشعبي الوطني. يبلغ عدد النواب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية إليزي 5 نواب خلال الدورة التشريعية 2017م-2022م التي انطلقت بعد 4 ماي 2017م. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية إليزي في الدورة التشريعية 2017م-2022م وفق الجنس حسب النسب التالية: التوزيع الحزبي. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية إليزي في الدورة التشريعية 2017م-2022م حسب عدة قوائم حزبية: الجُبنَةُ غذاء معروف مصنوع من الحليب. يصنع الجبن في بعض الدول من حليب الماعز أو حليب الغنم أو حليب البقر أو من أي نوع من أنواع حليب الحيوانات الأليفة اللبونة. قد يكون الحليب مبستراً أو غير مبستر مقشوط أو بكامل دسمه. قد يكون حامضاً أو حلواً. أصل الكلمة. الْجُبْنُ: ما جُمِّدَ من الحليبِ وصُنِع بطريقةٍ خاصة. لمحة تاريخية. الجبن طعام قديم، يقال إن جذوره تسبق التاريخ المسجل، تعود إلى أسلوب نقل الألبان في المثانة المأخوذة من معدة الحيوان المجتر، فهي المصدر الأصلي للمنفحة. ولا يوجد دليل حاسم يدل على موطن نشأة صناعة الجبن سواء كان في أوروبا أو في آسيا الوسطى أو في الشرق الأوسط أو في الصحراء الكبرى. ولقد انتشرت صناعة الجبن في أوروبا مع بدايات الميثيولوجيا الإغريقية ووفقًا لبلينيوس الأكبر، أصبحت صناعة الجبن مشروعًا متطورًا عند نشأة روما القديمة، عندما كانت الأجبان الأجنبية القيمة تنقل إلى روما لإرضاء أذواق الصفوة. إن ثقافة الشعوب مختلفة ففي كل بلد أو حتى قرية منبع من كنوز الطبيعة التي تأسر القلوب. كما أننا نشاهد مؤخرا عالم لم نشهد له مثيل اختلافات بل أصناف لم نشهدها قبل في الجبن مزج نكهات بل إضافات لم نكن نتوقعها. فمثلا إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، بولندا، هولندا، إنجلترا، وغيرها من الغرب تمتع بإذهال المشاهدين بما تصنعه بل بما تبتكره لتثبت وجودها في عالم الجبن الذي لا نهاية له. الكل يعلم بالمقولة الشهيرة التي وردت في عام 1546، حيث ذكر كتاب أمثال جون هيوود أن "القمر مصنوع من جبن أخضر." (ولا تشير كلمة الأخضر هنا إلى اللون، كما قد يتبادر إلى الذهن، بل تشير إلى دوام التجدد وعدم التقدم في العمر.) ولقد ترددت أشكال كثيرة لهذا الشعور على مدار فترة طويلة واستغلت وكالة ناسا هذه الخرافة في خدعة يوم كذبة إبريل عام 2006. وهناك قصة تروي اكتشاف الجبن قبل 1500 سنة هجري. حيث هناك أبحاث تقول بأن قطعة الدهون التي عثر عليها في معدة رجل الثلج، المومياء التي يبلغ عمرها خمسة آلاف عام، والتي تم اكتشافها في مقاطعة جنوب تيرول، من الممكن أن تكون قطعة جبن عتيقة بما يعني أنها قد تكون أقدم قطعة جبن في تاريخ البشرية، وسميت مومياء رجل الثلج باسم أوتزي على اسم جبال الألب في أوتزتال حيث عثر عليها في جبل جليدي في مرحلة الذوبان في عام 1991م، يذكر أنه عاش في الفترة ما بين عامي 3350 و 3100 قبل الميلاد، وتم العثور على القطعة الدهنية في معدة رجل الثلج – جنبا إلى جنب مع بقايا وجبة أخيرة تناولها قبل الوفاة. كما يذكر ان العلماء قاموا بتسجيل أقدم قطعة جبن إلى حوالي عام 1615 قبل الميلاد أيضًا، عقب اكتشاف جبن الكفير بين جثث محنطة في صحراء تكلماكان في الصين، أما إذا كان رجل الثلج كان قد أكل الجبن، فإن هذا من شأنه أن يعود بتاريخ الجبن إلى الوراء 1500 سنة أخرى. طريقة عمل الجبن. يكون الجبن بفعل أنزيم الرنين المسمى بالمنفحة. ويمكن استخلاص حوالي 16 كغم من الجبن من كل 100 كغم من الحليب. ويخلط مع الجبن بعض الأعشاب المنسمة والثوم البري ويحفظ في جلود الحيوانات ثم تدفن لفترة معينة لاستكمال تخمرها يسمى هذا النوع من الجبن جبن البشاري أو جبن بيزة تشتهر فيه قرى شمال العراق وشرق سوريا. الأنواع. هناك أنواع كثيرة من الأجبان ولكل بلد نوع من الجبن تختص بصنعه وتتميز به. ومن أشهر الأجبان في العالم الأجبان الفرنسية حيث هناك حوالي 370 نوع من الأجبان المختلفة، ويقال بأن شارل ديغول قال مازحاً كيف يمكنه حكم بلد فيه هذا العدد من أنواع الأجبان والأذواق. وهناك الجبن القاسي والجبن الطري اللين. من أنواع الجبن الصلبة الشيدار والايدام والجودا وتشتهر به سويسرا والبارميسان. وهناك الأجبان نصف الصلبة مثل الركفور والجور جنزولا. وهناك الأجبان الطرية النيف شاتل. وتتكاثر كائنات حية دقيقة في الجبن وخصوصاً أثناء عملية الإنضاج مما يعطيها نكهات مميزة. أنواع أوروبية. توجد في أوروبا مئات بل ربما آلاف الأنواع من الجبن، ومن أشهر الأنواع الأوروبية: الأكل والطبخ. هناك الشرش وهو منتوج جانبي في صناعة الجبن يحوي على الماء واللاكتوز والالييومين ومعادن قابلة للذوبان ودهون وبروتينيات. للشرش استخدامات كثيرة منها علف للحيوانات أو لتحضير حامض اللبنيك والجلسرين أو تصنع منه جبن كالبريموست. وفي بلاد الشام وتركيا يصنع اليوكرت أو العيران والذي يعتبر نوع من الجبان ويمكن تناوله سائلاً أو جافاً ويختلف قليلا من منطقة لأخرى. التغذية. بشكل عام للأجبان قيمة غذائية عالية فهي مصدر للبروتينات والدهون والأملاح والكالسيوم والفسفور والكبريت والحديد. حيث أن 30 جرام من جبنة الشيدر تحتوي على 7 جرامات من البروتينات و200 مليجرام من الكالسيوم. وهذا يتطلب تناول 200 جرام من الحليب للحصول على ذات القدر من البروتين أو تناول 150 جرام من الحليب للحصول على ذات الكمية التي توفرها الأجبان من الكالسيوم. بعض أنواع الأجبان تحتوي على سعرات حرارية ودهون أكثر من غيرها. مثلاً كل 30غ من الروكفور تحتوي على 105 وحدات حرارية و 8.69غ من الدهون. بينما كل 100غ من القريشة تحتوي على 100 وحدة حرارية و4غ من الدهون. لهذا السبب ينصح بتناول الأجبان القليلة الدهن كجبنة الماعز خاصة لللأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون في الدم (الكولسترول) أو مشاكل في القلب لأن الدهون المشبعة الموجودة في هذه الأجبان تساعد على ارتفاع نسبة الكولسترول مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب أو الجلطة. أمراض القلب. يحتوي الجبن كامل الدسم على نسبة عالية من الكولسترول والدهنيات المشبعة لذلك من الضروري تجنب تناولها ممن يعانون من أمراض القلب والكولسترول. أما الشخص السليم فينصح عادة بأن لا تتجاوز الكمية المستهلكة من الجبن كامل الدسم عن 57 جراما بالأسبوع. وعلى الرغم من ذلك لازال هناك نقاش حول مدى تأثير الجبن كامل الدسم على زيادة خطر النوبات القلبية حيث لوحظ قلة الحوادث المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية في سكان فرنسا واليونان الذين ترتفع لديهم كميات استهلاك الجبن إلى 400 جرام بالأسبوع أي أكثر من 20 كيلوجرام بالسنة. ولاية الطارف الواقعة بأقصى شمال شرق البلاد والمجاورة عنابة التي كانت تابعة لها لغاية يناير 1984 أصبحت ولاية رقم (36)، تسميتها ولاية خضرا وهي المشهورة بطبيعتها المعطاء ومناطقها الرطبة وبيئتها السخية، تتميز ولاية الطارف بطابعها الفلاحي وغاباتها الكثيفة وشواطئها الجميلة (حوالي 20 شاطئ)، وتتميز بعنبها الذي يعتبر من أجود أنواع العنب وطنيا، تتكون ولاية الطارف من (7 دوائر) و(24 بلدية) تتربع على مساحة غابية تقدر ب166 ألف هكتار، أي ما نسبته 54 بالمئة من المساحة الكلية للولاية، تتميز بالتنوع البيئي وكثافة المكونات الغابية والحيوانية، ما جعلها ثاني أكبر ولاية غابية في الجزائر، تبعد عن المطار الدولي (عنابة) حوالي (ساعة و 3د). الموقع. تقع في أقصى الشمال الشرقي للجزائر وهي حدودية مع تونس التي تحدها شرقا وفي الجهة الغربية تحدها ولاية عنابة، أما جنوبا فتحدها كل من ولايتي سوق اهراس وقالمة، في شمال الولاية البحر الأبيض المتوسط، تجتازها 4 محاور مواصلات وهي الطريقين الوطنيين 44 و 84 "أ" والرابطين بين عنابة، الطارف وولاية جندوبة بالجمهورية التونسية من جهة وكذا لطريقين الوطنيين 82 و 16 اللذين يضمنان سيولة الحركة مع ولاية سوق أهراس إلى جانب من الطريق السيار شرق غرب وهي في طور الإنهاء. المناخ. تمتاز ولاية الطارف على العموم بمناخ رطب ومعتدل، تطل على البحر الأبيض المتوسط وهذا ما يجعل التيارات البحرية الرطبة تتغلغل إلى المنطقة، حيت رطب حار في الجهة الشمالية ورطب بارد في الجهة الجنوبية، أما معدل سقوط الأمطار فهي تتراوح ما بين 900 إلى / سنويا. السكان. ينحدر سكان الطارف من أصول أمازيغية حيث عمرت المدينة القبائل البربرية منذ العصور الإنسانية الأولى، وعرفت القبائل الأولى المستقرة بالطارف ببابيرية نسبة إلى البربر، كما سكنتها أيضا قبائل موسولامي وكيرينا، ومن أبرز القبائل التي ينسب إليها اليوم سكانها المحليون نجد أمازيغ معربون. كانت منطقة القالة وضواحيها في القديم تدعى تونيزا وهي منطقة تابعه لمدينة هيبون وتونيزا تقع على بعد من القالة الجديدة غير ان أسم تونيزا أسم بربري حسب المؤرخ الروماني ماركوس مانار في كتابه الجغرافيا القديمة للدويلات البربرية وهناك مصادر أخرى نقرأ فيها أسم نالبوس ويرى المؤرخ الفرنسي أن تونيزا أسمها من أصل فينيقي لأنه عثر بنفسه على نقود في طبرقة بونيوس ميلا كتبت عليها أساطير بونيقية تمثل راس مغطى ومكلل الواجهة الاولى تحمل لفظة تبرك وفي الوراء لفظة تونيزا ويمكن ان تكون تونيزا الأسم القديم أو كانت إحدى الوكالات التجارية حيث كان نفوذها يمتد إلى كاب روزا الذي يسمى قديما رأس الوردي أي على طول الخليج الباتغ حوالي ونظرا لتوسعات ماسينيسا شرقا يبدوا انها كانت مركزا بحريا أي أنها أصبحت موانئ نوميدية تأسست كميناء صغير ومن بقايا بناياتها القديمة توجد حاليا أثار أكوام من الأسمنت المسلح في البحر وهناك قبور حفظت في الصخور بين البحر والرحاء القديمة الميناء كانت تونيزا حصنا منيعا للدفاع أكثر منه مدينة ومن بين الأثار التي وجدت فيها حزام برونزي مشلل بالذهب ومزين بقفاتل من الزجاج على الطراز البربري يرجع إلى القرن الخامس ق.م وهؤلاء كلهم وجدوا بضريح قرب تونيزا كذلك بالقرب منه معبد للألهة ديان الهة الزرع والحياة الرومانية وهي تقع في قمة جبل بالقرب من كاب روزا رأس الوردي بحيث لا تزال بعض الأثار إلى حد الآن شاهدة على ذلك وجد بقايا أصوار من الحجر المنحوت لا تزال تظهر عليها النوافذ المقوسة وبعض الصخور المنقوشة بكتابات لاتينية لا شك أنها مخلفات المعبد والأضرحة التي سبق ذكرها تونيزا منطقة أستراتيجية هامة تابعة لهيبو نظرا للمكانة المرموقة وغنى المنطقة بالثروات الطبيعية مما ساعد على أستقرار القبائل وربما كانت ملجا ضد الغزاة، أن أصل التسمية تونيزا لا فينيقية ولا بربرية حسب ما ذكره قزال لكن أعتقد ان التسمية ليبية محلية فتونيزا مثل كل الأسماء التي تبدا بحروف TRوالتي يبدو انها تطابق مع الصنف البربري. التقسيم الإداري. تحتوي ولاية الطارف على 7 دوائر و 24 بلدية، هي كالآتي : تعتبر القالة وهي مدينة ساحلية وحدودية مع تونس ثاني أكبر مدن ولاية الطارف. ذلك أنها تضم محمية القالة الوطنية وميناء للصيد البحري بالإضافة إلى عديد الشواطئ وأشهرها شاطئ المسيدا. كما تشتهر بخلجان المرجان والبحيرات كبحيرة طونغا وبحيرة فزارة المحمية بواسطة اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة. الولاة. تعاقب العديد من الولاة على ولاية الطارف منذ إنشائها في 04 فبراير 1984م من خلال المرسوم التنفيذي رقم 84-09 قائمة الولاة للولاية بالترتيب : التاريخ. فترة ما قبل التاريخ. كانت ولاية الطارف من بين مناطق أنتشار الثقافة إيبيروموريسية أو الأوشتاتيون (بالإنجليزية: Ibero-Maurusian) هي المنظر الثقافي لساحل شمال أفريقيا في الفترة بين العصر الحجري القديم العلوي والعصر الحجري الوسيط حوالي 20.000 إلى قبل الحاضر. التاريخ القديم. تتميز ولاية الطارف الواقعة في أقصى الشرق الجزائري، بثراء طبيعي كبير جعلها تحفة الخالق في كونه، وفضلا عن هذا فهي تتمتع بتاريخ عريق لاتزال معالمها الأثرية منتصبة وشاهدة على تعاقب حضارات مختلفة عليها، اذ يتواجد بها أكثر من 132 موقع لما قبل التاريخ تعود لحضارات مختلفة كالفينيقيين، البزنطيين، الوندال، الرومان وصولا إلى الفتحات الأسلامية والعثمانية والحقبة الأستعمارية، عن أبرز هذه المعالم الأثرية، قصر فاطمة، المتواجد في منطقة العيون، الذي تم تصنيفه كمعلم يرجع إلى الحقبة الرومانية وكذا الحصن الفرنسي الذي يشهد على الحقبة الفرنسية وبأن الطارف عرفت الأستعمار، هنالك أيضا قلعة الطاحونة التي تسبق هذه الفترة وتعود إلى الفترة العثمانية ومتواجدة ببلدية القالة، مؤكدا ان الفترة العثمانية عرفت بأنتشار القلاع التي كانت تحرس السواحل الجزائرية بصفة عامة، وتم مؤخرا أكتشاف العديد من المواقع الرومانية في أطار فرقة البحث بين وزارة الثقافة وجامعة تورنتو بإيطاليا حيث تم أكتشاف حوالي 300 موقع أثري يعود إلى الفترة القديمة يعني عبارة عن مواقع أثرية رومانية منتشرة من منطقة بوحجار إلى غاية العيون ومرورا بمنقطة البسباس وكذلك الشافية وبوثلجة، وبتواجد هذه المواقع تعتبر ولاية الطارف متحفا في الهواء الطلق نظرا لغناها بالمعالم الاثرية والحضارية. الأحتلال الفرنسي. من الناحية التاريخية، قد كانت مختلف جهات الولاية منطقة للتحدي ومواجهة بين جحافل القوات الفرنسية إبان ثورة التحرير الجزائرية، كما كانت الطارف منطقة عبور للعتاد العسكري لقوات جيش التحرير الوطني الجزائري، بسسب قربها من القاعدة الشرقية على الحدود التونسية مما ألتزم على الاحتلال الفرنسي للجزائر آنذاك إقامة خط شال وخط موريس، عبر بلديات : الشط، بن مهيدي، عصفور، زريزر، البسباس، الذرعان، الشيحاني (بالنسبة لخط موريس). السوارخ، العيون، رمل السوق، الطارف، الزيتونة، عين الكرمة، بوحجار (بالنسبة لخط شال). برج نام. يعتبر برج نام ودهليزه السفلي بمدينة الذرعان من بين المعالم التاريخية بولاية الطارف الشاهدة على بشاعة الأستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري سيما مجاهدي ومناضلي جيش وجبهة التحرير الوطنيين هذا المبنى الفاخر الذي تم تحويله سنة 1956 من قبل أحد المعمرين إبان الثورة إلى مركز للتعذيب، مرحلة الاستقلال. عرفت ولاية الطارف توسعا عمرانيا كبيرا خلال فترة الأستقلال مع نمو أقتصادي وأجتماعي كبير، حيث تمت ترقيتها إلى مقر ولاية سنة 1984، حققت إنجازات هائلة في ظرف وجيز والعديد من المنشآت الصحية والتربوية، وكذا إنجاز بنية تحتية هامة في جميع القطاعات، وأحتضانها للعديد من التظاهرات الثقافية والرياضية على المستوى الجهوي والوطني، علما أن المدينة تدرس مشاريع كبرى أخرى لإنجازها مثل مركب سياحي ضخم، ترامواي، تلفريك بالقالة، ملعب كرة قدم جديد، مركز رياضي بمقاييس عالمية. السكان. يبلغ عدد سكان هذه الولاية وتبلغ الكثافة 6655,544/كم²، الثروة الغابية. تمتد هذه المنطقة على مساحة قدرها 1632,75 كلم2 (62 ٪ من تراب الولاية و 32 ٪ من سكان الولاية)، كما تمتاز بجبالها الشامخة وغابتها الكثيفة التي تتوسع على وبمنحدراتها التي تفوق 12 ٪ جغرافية مورفولوجية ذات خصوصية وهي تتمثل في حيز الساحل شمالا والذي يختزن مناظر متنوعة وأمتدادات من المستنقعات إلى جانب غابات جميلة من الفلين، والصنوبر وأشجار البلوط، وفي المنطقة القارية جنوبا توجد 57 بالمائة من المساحة العامة للولاية وهي المتسمة بتضاريس وعرة تضم جهات هشة وناقصة تجهيز منها المنطقة الحدودية والمنطقة الخلفية للقالة وبوحجار، وبغض النظر عن طابعها المتجه خاصة نحو السياحة والفلاحة فإن هذه الولاية الخضراء تتوفر على ساحل جذاب بطول و 25 شاطئ وجداول جميلة منها 15 شاطيء مسموح السباحة فيها، ومن جهة أخرى، تختزل محمية القالة الوطنية ذات سلسلة من المنحدرات من أصناف مختلفة مكونة من تضاريس جبلية موشحة بشبكة هيدروغرافية مكونة خاصة من مناطق رطبة. المناطق الرطبة. ويعد مركب المناطق الرطبة التابعة للحظيرة الوطنية للقالة الوحيد في البحر الأبيض المتوسط الذي يضم فسيفساء من البنايات المائية (نظام بيئي خاص مستنقعات ومواقع أخرى) وهي مسجلة ضمن قائمة اتفاقية رامسار المتعلقة بمنطقة رطبة ذات الأهمية العالمية بالنظر لقيمتها البيئية والطبيعية. وقد تم إنشاء هذا الفضاء الموجه للحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية سنة 1983 على مساحة تتجاوز 80 ألف هكتار تحتضن ثلث الثروة النباتية للجزائر، ولذلك جرى تصنيف هذا التراث سنة 1990 من طرف منظمة اليونسكو بوصفها معالم طبيعية ثقافية دولية ومحيط حيوي. وقد جعل تنوع النبات والغابات والأحراش والمناطق الرطبة والطرق والمنحدرات من الحظيرة الوطنية للقالة ملجأ مثاليا لثروة حيوانية معتبرة ممثلة في 267 نوعا من 56 من الفقاريات و 211 من غير الفقاريات، ويتميز هذا الموقع الجدير بالبحث العلمي والثقافي والترفيهي خاصة ب38 نوعا من الثدييات من بينها أصنافا نادرة كما أنها تحتضن ثلث مجموع نباتات الجزائر، وتتوفر ولاية الطارف على 7 من بين 26 منطقة رطبة جزائرية ذات أهمية دولية وهي مشكلة من مستنقعات وبحيرات ذات جمال أخاذ وأهمية بيئية أكيدة، وتوفر المنطقة ملجأ لآلاف الطيور المهاجرة منها ايريماتور برأس أبيض والوز والبط ودجاج الماء وغيرها من الطيور. السدود. وتصل سعة القدرات المائية الإجمالية للولاية إلى 283,23 مليون متر مكعب مكونة من المياه الجوفية والسطحية ومنها مكعب موجهة لمياه الشرب بتخصيص يومي قدره 200 لتر في اليوم للفرد الواحد إلى جانب السقي بسعة 74,31 مليون متر مكعب و 22,36 مليون متر مكعب للصناعة بمنطقة عنابة، وإلى جانب السدود الثلاثة تنتظر الولاية إنجاز 3 منشآت جديدة للري بقدرة إجمالية قدرها 220 مليون متر مكعب فضلا عن تهيئة العديد من نقاط الماء مثل الحواجز المائية والآبار والخزانات. يوجد في الولاية أربعة سدود : منابع المياه المعدنية والحموية. ومن جهة أخرى أن الولاية تسجل كل موسم أصطياف إعدادا كبيرة من الزوار قصد أستغلال المواقع الطبيعية ومنابع المياه المعدنية التي تزخر بمياهها ذات القيمة العلاجية المؤكدة، فمنابع المياه المعدنية الخمسة المتواجدة بالبلديات الجبلية لولاية الطارف، بوقوس، بحيرة الطيور، حمام بني صالح، الزيتونة، بوحجار... وغيرها والتي تتراوح درجة حرارتها ما بين 37 و 63 درجة مؤهلة للأستغلال المثمن من خلال إقامة مشاريع الحمامات معدنية بهياكل سياحية وأخرى لعلاج مختلف أنواع الأمراض والالتهابات، خاصة المفاصل والأمراض الصدرية والتنفسية. الموانئ. يضم ساحل ولاية الطارف عدة موانئ بالإضافة إلى العديد من مرافئ الصيد البحري. مدرسة التكوين التقني للصيد البحري وتربية المائيات بالقالة. للشباب الراغبين في ممارسة مهنة الصيد البحري وتربية المائيات. التعليم. يوجد مراكز تعليمية على كافة المستويات من التعليم الابتدائي إلى غاية التعليم العالي أيضاً العديد من المدارس الخاصة. التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: التكوين المهني. يوجد 10 مراكز لتكوين المهني و 3 معاهد وطنية في تراب الولاية. الثقافة. المكتبات. من جهة أخرى، تفتخر ولاية الطارف بتجهيزها لـ22 مكتبة بلدية، ومكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الطارف (الشهيدة فرانسواز لويز المدعوة مبروكة بلقاسم) بعاصمة الولاية، منها مكتبات بلدية نموذجية على غرار مكتبة البسباس، الذرعان، شيحاني، بوثلجة وغيرها، فيما تعرف مكتبتين في طور الإنجاز ببلدية عين الكرمة وقاعة مطالعة بحمام بني صالح مما يشجع المقروئية على مستوى الولاية. الأسبوع الثقافي. الأسبوع الثقافي لولاية الطارف في إطار التبادل الثقافي ما بين الولايات وضمن المهرجانات الثقافية المحلية للفنون والثقافات الشعبية التي تأتي تدعيما للتبادل الثقافي والفني بين الولايات، حيث تكون ولاية الطارف ضيفة على 48 ولاية على مدار السنة. الحرف التقليدية. تتميز ولاية الطارف بالحلويات التقليدية، الأواني الفخارية، الألبسة التقليدية والعصرية، التحف الفنية والتذكارية، أفرشة الأسرة ومختلف المفروشات، صناعة الصابون من الأعشاب الطبية، ومختلف الاشغال اليدوية والحلي بالمرجان الفن والموسيقى. تزخر المنطقة بالعديد من أنماط الموسيقى مثل البدوي (القصبة) والعيساوة، كأحد طبوع الموسيقى الصوفية وبعض الآلات الموسيقية الخاصة بالمنطقة مثل مزمار القربة ومزمار القصبة والبندير، وغيرها، ويتكون الرقص البدوي من مجموعة راقصين من الرجال أو النساء يتقابلون وجها لوجه ويؤدون غناء مشتركاً مصحوباً بنغمات مزمار القصبة وأيقاعات البندير. السياحية. المتمثلة في الشريط الساحلي طوله ويحتوي على 05 مناطق للازدهار السياحي و 09 شواطئ محروسة، تمتاز ولاية الطارف، بعديد الثقافات حيث وبحكم أنها منطقة سياحية حيث يصل عدد السياح ببلدية القالة، وهي مدينة ساحلية وحدودية مع تونس ثاني أكبر مدن ولاية الطارف، ذلك أنها تضم "'الحظيرة الوطنية للقالة'" وميناء للصيد البحري بالإضافة إلى عديد الشواطئ وأشهرها شاطئ المسيدا، كما تشتهر بخلجان المرجان، بحيرة الطيور كبحيرة طونغا وبحيرة فزارة، بحيرة الأوبيرا، المحمية بواسطة اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة. ويوجد بها سد : سد بوقوس، تضم منطقة بوثلجة التي تعتبر متحفا حقيقيا في الهواء الطلق العديد من المواقع الأثرية والبقايا القديمة منتشرة تقريبا عبر كامل هذه الدائرة التي تبعد بحوالي عن مدينة الطارف مقر الولاية. غار المعاز وهو موقع أثري رائع وأخاذ باتجاه المحطة الحموية سيدي جاب الله ويعلو ب عن سطح البحر يروي عن منطقة ثرية بالتاريخ. وبسفح جبل بن فرج بحروكة ببلدية الشافية تشهد مدينة توليو عن آثار تعاقب عديد الحضارات على هذه المنطقة التي تقع بأقصى شمال شرق البلاد، ويتعلق الأمر بمدينة قديمة تعود للفترة الرومانية وتتربع على 36 ألف متر مربع وهو موقع يتكون من بقايا بنايات وكهوف ما تزال تشهد عن "ماضي تاريخي لم يكشف بعد عن كل أسراره" على حد تعبير رئيسة مصلحة التراث بمديرية الثقافة، وبنفس الموقع توجدمزارة سيدي شراف التي تضم شجرة زيتون عالية وكذا عديد الشواهد التي تدل على عديد النشاطات التي كانت تمارس. ومن بين البقايا الأثرية التي ماتزال محفوظة هناك "آثار للاستخلاص على الصخور وجدار سميك وأسفل صهريج به طلاء مائي ممتد نحو الأرض بالإضافة إلى نصب جنائزية. العديد من المواقع الأثرية قد تم إحصاؤها عبر ولاية الطارف على غرار تلك الموجودة بالزيتونة والبسباس وبوقوس أي ما مجموعه 60 مزرعة تضم معاصر تعود للفترة الرومانية وكانت تستعمل إلى غاية الفترة البيزنطية. ويضاف إلى هذا التراث الثري والمتنوع ثلاثين قبرا دائريا (دولمن) و 100 نصبا جنائزيا ما تزال تقاوم عوامل الطبيعة وتحكي للزائر تاريخ الشعوب التي تعاقبت على هذه المنطقة. تضم ولاية الطارف ثلاثة مواقع مصنفة على الصعيد الوطني تقع بكل من القالة على غرار معقل (باستيون) فرنسا والكنيسة وحضن مطحنة بالإضافة إلى 10 أخرى مصنفة على المستوى المحلي من بينها قصر لالة فاطمة بالعيون وبن سعيدان ببوقوس، فهي آثار تظهر من حين لآخر فيما لا تزال أخرى تحت التراب عبر إقليم هذه الولاية تضيف المصالح المكلفة بالتراث بمديرية الثقافة التي أبرزت الجهود المبذولة لإعادة تأهيل هذا التراث الهام. مشاريع السياحة. أنتعاش مشاريع السياحة حيث عرفت بعث مشروع القرية السياحية بالبطاح وأستفادت الولاية من 30 مشروع سياحيا بقيمة اجمالية قدرها 23 مليار تتظمن انجاز 10 قري سياحية وسبع أقامات سياحية وعشرة فنادق وبنغالوهات موزعين عبر عديد من مناطق الولاية لاسيما تلك الواقعة على شاطئ البحر القالة، الشط،البطاح هذه المشاريع بطاقة اجمالية 7177 سرير بأستحداث 2934 منصب شغل ووضعت السلطات الولائية الحجر الاساسي لثلاثة فنادق من أربعة نحوم جديدة بالقالة والطارف. حديقة الحيوانات البرابطية. للإشارة فإن حديقة الحيوانات البرابطية بالقالة، التي تحوي التماسيح المستقدمة من البرازيل، والأسود والنمور البيضاء النادرة واللاما والدببة البنية، تسجل كل نهاية أسبوع فقط زيارة قياسية من الزوار، تصل في الصيف إلى 10 آلاف زائر من الطلبة والعائلات والتلاميذ، بما فيهم من تونس ومن فرنسا وأيطاليا. القرية السياحية (أفريكانا). القرية السياحية التي تتربع على مساحة 2.5 هكتارات وتجمع 40 إقامة في شكل شاليهات خشبية من غرفتين وثلاث مجهزة بوسائل الإقامة العصرية المريحة، بعضها أكتمل في حين بقي بعضها الآخر في طور الأنجاز كون المشروع تم التفكير في أستغلاله بشكل جزئي خلال موسم الأصطياف الحالي ليوفر اليوم ما مجموعه 18 إقامة، من بينها 14 من ثلاث غرف وأربع من غرفتين، ومطاعم ومرافق على أختلاف أنواعها كمسبح ومسرح في الهواء وأجنحة للعب خاصة بالصغار. الولي الصالح سيدي جاب الله. حيث يرقد الولي الصالح سيدي جاب الله بجانب منبع حموي، هذه الشخصية الدينية المتصوفة دائرة بوثلجة وبلدية بحيرة الطيور التي يحتضن ترابها ضريح هذه الشخصية الدينية المتصوفة بجانبه المنبع الحموي الطبيعي. شواطئ ولاية الطارف. تعرف ولاية الطارف بشساعة شواطئها وهي ولاية حدودية ومن أهم شواطئها هي من الشرق إلى الغرب فن الطبخ. مطبخ الطارفي هو أسلوب الطّبخ المستمد من التقاليد العريقة للشّعب الجزائري، يعتبر جزء من المطبخ المتوسطي، وهو خلاصة ثقافات عديدة بربرية، عربية، تونسية بسبب قربها، الأطباق الأكثر شعبيّة وشهرة الكسكسي يعتبر الطبق الوطني التقليدي في الجزائربإضافة الي عدة اطباق محلية مثل ملوخية الشخشوخة الحنكليس. البنية التحتية. شبكة الطرق بالولاية. " الطرق الوطنية(كلم): 297.618 النقل. المحطة البرية الذرعان. المحطة البرية بالذرعان، تتربع على مساحة وهي مجهزة بكل الوسائل العصرية وتتوفر على كل المرافق الضرورية التي يحتاجها المسافرون، تتواجد على الطريق الوطني رقم 16 وتربط 4 ولايات شرقية بمحور الطريق السيار شرق غرب. النقل الحضري. مؤسسة للنقل الحضري تدعمت بها مؤخرا المدينة، وتعمل هذه المؤسسة على ضمان النقل بالخصوص على مستوى القطب الجامعي وعديد الأحياء ذات الكثافة السكانية. سيارات الأجرة. سيارات الأجرة أو تاكسي مواصلات عامة في المدينة مسجلة وذات لون أصفر موحد، تضمن النقل إلى أجميع مناطق المدينة. الصحة. ورغم الجهود المبذولة من جهة أخرى من أجل تنمية قطاع الصحة فإن الولاية تسجل عجزا في الهياكل الصحية (أسرة) ولاسيما في المنطقة الغربية التي يقطنها نصف السكان وذلك في انتظار استكمال إنجاز مستشفى 240 سريرا بالبسباس، وتوجد بالولاية حاليا 3 مستشفيات بقدرة إجمالية للاستقبال تصل إلى 494 سريرا إلى جانب 18 عيادة متعددة الخدمات تتوفر على 80 سريرا وكذا 88 قاعة علاج و 122 وكالة صيدلانية و 33 مخبرا للتحاليل الطبية، وبشأن مستوى التغطية الطبية بالولاية فإن المؤشرات المحلية تشير إلى وجود مستشفى واحد لكل أي ما يعادل 1,17 سرير لكل ألف نسمة وكذا عيادة متعددة الخدمات لكل وقاعة علاج واحدة ل5.009 شخص. يوجد في ولاية الطارف مستشفيات التالية : أقتصاد. ثلاث شركات وطنية واحدة مختصة في النجارة العامة بإنتاج سنوي قدره مربع من الخشب وأخرى تتمثل في مركز لتعبئة قارورات غاز البوتان بإنتاج 972.985 قارورة سنويا إلى جانب مركز للتجهيزات الخاصة بالمعوقين حركيا يضمن إنتاج 2.000 كرسي متحرك كل سنة، وإلى ذلك تضاف نحو 20 مؤسسة أقتصادية خاصة تنشط في الصناعة التحويلية مثل المنتجات الصيدلانية والصناعة الفلاحية الغذائية والمشروبات الغازية والمنتجات الالكترونية، ورغم عددها المحدود فإن هذه الوحدات الإنتاجية تساهم في عدد من الحالات في خلق مناصب شغل دائمة لفائدة السكان المحليين. وبشأن أهم الإنجازات الهامة بالطارف يسجل هنا تقدم أشغال بناء ميناء الصيد الجديد بالقالة بنسبة 90 بالمائة والذي سيسع 422 قاربا من شتى الأصناف، ومن جهة ثانية يجرى حاليا انجاز محطة تيرمو- كهربائية بكدية دراويش بقدرة 1.200 ميغاواط إلى جانب تحويل ميناء الصيد القديم للقالة إلى ميناء للترفيه فضلا عن مشروع أنبوب غاز المميع سردينيا، إيطاليا. حيث تمت الموافقة لحد الآن على 44 مشروعا أستثماريا على مساحة إجمالية تناهز80 هكتارا بغلاف مالي يتجاوز 850 مليار سنتيم، ستوفر 3 آلاف منصب شغل مباشر، منها مشاريع في الصناعات التحويلية والغذائية، إنجاز مذابح عصرية أمام العجز المسجل في هذا الجانب، ملبنات إنتاج الحليب ومشتقاته، الأعلاف وتغذية الحيوانات، مطاحن، غرف للتبريد، زيادة على أسترجاع وتوزيع كل الهياكل الفلاحية غير المستغلة والمهملة على مستوى الولاية من إسطبلات، مزارع وأقبية، على الفلاحين الراغبين في الأستثمار الفلاحي. الزراعة. زراعة الحبوب وتربية الأبقار وتربية النحل والدواجن، وتحتل الفلاحة بولاية الطارف مساحة إجمالية قدرها 84.031 هكتارا منها 74.173 صالحة للزراعة كما تقع أغلبية مساحاتها غرب الولاية وتحديدا بالبسباس والذرعان وبن مهيدي، ويساهم هذا القطاع في التنمية المحلية والاقتصادية بإنتاج معتبر من الحبوب وبمردود هام في إنتاج الطماطم الصناعية يقدر ب1,7 مليون قنطار من الطماطم الطازجة أي ما يعادل 130 ألف قنطار من الطماطم المصبرة في وقت تنتج 37 ألف خلية نحل سنويا ما يقارب 1.650 كلغ من العسل، وعلى العموم فإن الإنتاج النباتي يظل دائما موجها نحو زراعات العلف والخضار والزراعات الصناعية مع سيطرة زراعة الطماطم الصناعية.، وفضلا عن ثرائها في مجال الأراضي الفلاحية فإن ولاية الطارف تتميز بثروة حيوانية هامة تتكون أساسا من و من الغنم و 44.410 من رؤوس الماعز إلى جانب 576.500 من الدجاج و من الديك الرومي ما يضمن سنويا إنتاج من اللحوم الحمراء و من اللحوم البيضاء كما تنتج الولاية أزيد من نصف مليون هكتولتر من الحليب سنويا، وشهدت السنوات الأخيرة تنفيذ إجراءات عملية من أجل توسيع المساحات المزروعة عبر استصلاح الأراضي الهامشية وتقليص المساحات المنتظرة قصد تطوير تكثيف زراعات متنوعة ولاسيما منها البقول الجافة والزراعات داخل البيوت البلاستيكية وكذا الأشجار المثمرة بصفة عامة. إنتاج العسل بولاية الطارف. يسجل إنتاج العسل بولاية الطارف من إلى سنويا، حيث تضم الولاية نحو 50 ألف خلية نحل، حيث تعد ولاية الطارف من أهم الولايات في الجزائر لإنتاج العسل، وتبذل الجهود من طرف الدولة لترقية هذا النشاط الإيكولوجي مائة بالمائة والسماح ل940 مربيا للنحل بالمنطقة بتحسين إنتاجهم وتطوير المهنة والتحكم في تقنيات تربية النحل قبل الاستفادة من العائدات التي يحققها هذا النشاط، وتعد بلدية بوثلجة من أفضل البلديات في إنتاج العسل، وعلى عكس باقي أنواع تربية الحيوانات فإن تربية النحل تبقى مرهونة بالظروف الطبيعية إذ تتغذى النحلة من الطبيعة كما أنها تتطلب بيئة مكيفة تلبي حاجياتها على شعاع ثلاثة كيلومترات، ويمارس نشاط تربية النحل بشكل رئيسي بضواحي بوثلجة ولاسيما منها الشفية وبوغوس وبن مهيدي وذلك عبر آلاف هكتارات الصنوبر. الرياضة. يوجد في ولاية الطارف العديد من النوادي لكرة القدم منهم : أتفاقيات والتوأمة والصداقة. ولاية جندوبة، الإتفاق على مجموعة مقترحات تخص أشكال التعاون والشراكة من أجل تنمية المناطق الحدودية للبلدين الشقيقين للحد من مظاهر التهريب والجريمة العابرة للحدود. ولاية تندوف ولاية جزائرية تقع في الجنوب الغربي للبلاد. تبعد عن عاصمة البلاد بـ 1750كلم. وهي قريبة من الحدود الموريتانية والمغربية والصحراء الغربية، ولذلك فهي ذات أهمية إستراتيجية وتضم قواعد عسكرية جزائرية. ومنذ 1975 تضم المخيمات اللاجئين الصحراويين، تشرف عليها جبهة البوليساريو، حركة التحرير الوطنية الصحراوية. أصل التسمية. تندوف كلمة تين تعني المكان ودوف تعني الطواف وتينطوف : وهو مكان الطواف الذي يزوره الناس لأهمية التجارية والدينية. المناخ. مناخها صحراوي حار وجاف صيفا ومعتدل في الشتاء تتراوح درجة الحرارة بين 25° و30° درجة شتاء وما بين 35° و45° صيفا، كما تعرف بليلها البارد طيلة السنة ويحتوي الجو على نسبة 30 % من الرطوبة. التقسيم الإداري. تضم الولاية دائرة واحدة هي دائرة تندوف والتي تضم بلديتين هي: الحضيرة الطبيعية. تتربع الحضيرة على مساحة تقدر ب 168000 كلم مربع محور مركالة - بوعقبة الثروات الحيوانية. تتمثل في الغزلان، الإبل، الماعز، الضب، الضبع وقد انقرضت كل الحيوانات البرية خاصة بعد التطور العمراني الكبير الذي شهدته المدينة سنوات التسعينات. الثروات النباتية. تتمثل في أتيل الطلح، التمات، العلك. السياحة. هي السحر حين يُبدعه الخالق سبحانه، رغم قساوتها وقساوة المعيشة فيها إلا أنها تحفظ عادات العرب وأعرافهم وتأخذ بالألباب وتسحر الحواسّ وتُخدّرها، هي مدينة تندوف، هذه الولاية الساحرة ببريق رمالها، وبخضرة واحاتها المعروفة بكرم أهلها، ذات المساحة الشاسعة والقصور النادرة والمخطوطات النفيسة. قصور تاريخية وقصبات خالدة. عندما تعتزم القيام بجولة سياحية إلى ولاية تندوف، عليك الانطلاق من داخل المدينة حيث يتواجد أهم القصور التاريخية التي تتشكل من قصبات كما تداول ذلك من قبل السكان، وهي قصبة الرماضين وتوجد بها خزانة للمخطوطات النفيسة والوثائق التاريخية، وقصبة موساني العتيقة التي يوجد بها مقر زاوية محمد المختار بن بلعمش وهو أحد الوجوه التاريخية البارزة بالمنطقة، ويقابلها "المسجد العتيق" وضريح "الولي الصالح محمد المختار بن بلعمش"، إضافة إلى مجموعة من الدور التاريخية التي ما تزال شواهدها باقية إلى اليوم كدار الديماني بحي القصابي و"دار عيشة " بالرماضين وغيرها من الدور ذات الطابع الهندسي المميز للمنطقة، ومن جهة أخرى تتواجد أضرحة منتشرة عبر تراب المدينة كضريح سيد العرابي بحي القصابي، وقد عرفت تلك الأماكن السياحية داخل مدينة تندوف توافدا للعديد من زوار المنطقة كالسياح والمثقفين فضلا عن زيارتها من طرف تلامذة المدارس بغرض غرس مفاهيم التراث في أذهان الناشئة وتعريفهم بالآثار. دار البرتغيز أحد المعالم الأثرية النادرة والغريبة. يوجد في مدينة تندوف آثار على شكل هرمي بمنطقة واد أزام والمعروفة لدى أغلبية سكان الجهة بـ "دار البرتغيز"، وتعني الكلمة البرتغاليين، ويمثل أحد المعالم الأثرية النادرة والغريبة على حد سواء، وهي دار مربعة الشكل بها مجموعة من البيوت المفصلة بنفس الحجم والمقاس، وتوجد بقايا برجة مصنوعة من الصفائح الحجرية التي يمكن أن يكون الإنسان القديم الذي عمر بالمنطقة قد صنعها وشكلها، والذي امتاز بالقوة وضخامة الجسم. وتوجد إلى جانب ذلك، آثار مختلفة كالقلعة ذات الشكل الهرمي، والمداخل والأبواب المتعددة بضواحي واد الماء (أم لعشار)، وتحيط بالمكان نصب جنائزية، حيث تشير الحكايات المستقاة من الرحّل المتواجدين على ضفاف وحواشي الأودية، أنها قبور الهلاليين الذين كانوا يمتازون بطول القامة، كما توجد على جنبات القبور الدائرية التي ترتفع منها أعمدة حجرية يصل طول بعضها إلى مترين أو أزيد، إضافة إلى تواجد بقايا الجماجم والعظام البالية، تتحدث الحكاية الشعبية هناك عن وجود متاع وأوان قديمة قد دفنت مع أصحابها منذ عقود من الزمن. (أجفار) الأشكال الهرمية والنصب الجنائزية. يفضل البعض من سكان ولاية تندوف قضاء عطلهم خارج المدينة للتمتع بهواء المناطق السياحية بالمناطق النائية كمنطقة "أجفار"، وهي عبارة عن تنوع جغرافي في غاية الروعة، إضافة إلى المعالم الأثرية ذات الأشكال الهرمية والنصب الجنائزية المنتشرة عبر فضاء صحراء الولاية لاسيما بمناطق "لكحال" و"شنشان" على مسافة تزيد على 500 كلم، وهي أماكن مليئة بالرسومات الصخرية ونقوشات الحيوانات كالبقر والفيلة والتيس والإبل والطيور وغيرها، مع تواجد أشكال مختلفة من أدوات الصيد التقليدي القديم لآلاف السنين كالأحجار المدببة الرؤوس والأسهم الحجرية، كما تزخر منطقة الزمول من جهة أخرى بآثار سياحية كبيرة كالثكنة العسكرية من عهد الاستعمار التي كانت بمثابة السجن الاستعماري بقرية "حاسي منير"، فضلا على تواجد البحيرات المائية والسبخات والآثار المنتشرة بمنطقة "سطح القمر" و"قاع بحر" بهضبة "أم الطوابع"، وهي فضاءات قابلة لبعث عالم سياحي جديد بتندوف وتكريس حقيقي للثقافة السياحة. الصناعة التقليدية. أهم مسلك للتعريف بالتراث اللامادي تعتبر الصناعة التقليدية بتندوف أهم مسلك للتعريف بالتراث اللامادي الذي تزخر به المنطقة، وحقق فيه الحرفيون المحليون شأنا كبيرا بمهارة وإتقان مما جعل الصناعة الحرفية التندوفية تأخذ مكانة أساسية ضمن الثقافة السياحية لما يكثر عليها من طلب داخل وخارج الولاية من حيث اقتناء التحف الجلدية المزخرفة أو القلائد التقليدية وغيرها من مستلزمات الديكور التقليدي والهدايا. يبقى أن نشير إلى أن السياحة الشبانية تلعب أيضا دورا كبيرا في التعريف بالمناطق السياحية عبر الوطن وتروج للمشهد السياحي المحلي عبر الولايات وهو ما جسدته بيت الشباب بتندوف التي نظمت فيما مضى أسبوعا إعلاميا للسياحة الشبانية شاركت فيه بعض الولايات كالشلف والنعامة وتلمسان وعين الدفلى وبشار بالإضافة إلى الجمعيات المعنية بالموروث التراثي حيث مكن هذا الأسبوع من نشر وعرض المكونات السياحية للولايات المشاركة مما سمح لشباب تندوف من الاطلاع عن قرب على الثراء السياحي الوطني. الفن. "معروف سيدي بلال"..عندما تُحكى الثقافة بعذوبة الصوت ورهافة الحس، تظاهرة "معروف سيدي بلال" أكثر التظاهرات التراثية والثقافية التي تقام في ولاية تندوف شهرة، وتشارك فيها فرق ثقافية ورياضية قادمة من بلديات ولاية تندوف وولايات أخرى، وهو نشاط يتخلله ألعاب رياضية، وسباقات للإبل تعكس فعلا حقيقة عادات وتقاليد وكرم أهل ولاية تندوف، وتعكس أيضا الموروث الثقافي لأهل تندوف الذين يسعون للحفاظ عليه من خلال الاحتفال بمثل هذه المناسبات، وسميت التظاهرة (بمعروف سيدي بلال) نسبة إلى" بلال بن رباح"، وهي تقام سنويا في تندوف. ولعل أهم ما يميز هذه التظاهرة هو تلك الفرق التي تعزف على آلات موسيقية بألبستها التقليدية لتمتع الحضور بنغمات عذبة، منسجمة، إنها "القرقابو" التراثية الراقصة التي تعتبر من بين أهم الأنواع الموسيقية في المغرب العربي بل في القارة الإفريقية بأسرها. ونجد في الجزائر أن هذه الموسيقى منتشرة بكثرة في الجنوب الغربي، فهي إيقاع ضارب أعماقه في جذور التاريخ، من أصول زنجية متوارثة أبا عن جد، وكما نجد لكل موسيقى دلالتها؛ فالقرقابو أيضا لديه دلالته الخاصة، فهو يعبر عن المختلجات النفسية وعن استقلالية الذات، إضافة إلى أنه يرمز إلى روح التضامن والرحمة بين الأهالي، تتبع موسيقى القرقابو رقصات تتميز بطابع فلكوري يعبر عن طقوس روحية لمختلجات نفسية، ترمز إلى عناء العبودية في العصور الغابرة، كما تمد التظاهرة طابعا خاصا وحركية مميزة، ويسمى الغناء في رقصة القرقابو بـ "البرح"، وقد أدخلت على القرقابو العديد من النصوص الجديدة أقحمها أكاديميون ومبدعون في كل من الجزائر والمغرب، وتدعو هذه النصوص إلى الاتحاد والمحبة وفعل الخير. ويقود فرقة القرقابو رجل كبير في السن يدعى " المقدم"، وتستعمل في موسيقى القرقابو أدوات موسيقية تدعى "القمبري" و"القسطانيس" و"الطبل". ولتظاهرة "معروف سيدي بلال" مغزى اجتماعي، ثقافي، سياحي وديني من خلال ما تحمله من أبعاد، فهي تشكل محطة هامة لدعم الثقافة المحلية والحفاظ على التراث الثقافي الذي تزخر به ولاية تندوف، كما أنها أصبحت عادة حميدة يهب الجميع للتحضير لها وإقامتها، دافعهم في ذلك إيمانهم بأبعادها الإصلاحية والمتمثلة في التقارب والتآلف، فهي فرصة للاجتماع في ساحة واحدة والأكل من طبق واحد في مناسبة واحدة هي "معروف سيدي بلال". أما عن إيجابياتها بالنسبة للسياحة فهي تساهم بشكل مباشر في تعزيز السياحة في تندوف من خلال جلب الزائرين من الولايات المجاورة مثل بشار وبسكرة، إضافة إلى أن هذه التظاهرة هي من روافد السياحة الثقافية بالنسبة للمنطقة ذلك لأنها تساهم بشكل مباشر في جلب السياح الأجانب الذين يقدمون في كل مرة انطباعا حسنا عن التراث الثقافي بصفة عامة. التراث المادي. العمران، القصبات، المخطوطات. الزوايا مثل زاوية سيدي بلعمش. زاوية سيد أحمد الرقيبي... المورث الثقافي. يوجد في الولاية العديد من الفرق الفنية مثل : فرقة قنقة، فرقة قرقابو، فرقة المدح، فرقة السلام، فرقة النسور المسرحية. الأكلات الشعبية. البلغمان، الزميته، التشطار (اللحم اليابس)، الحساء، القلية، الدشيشة، السفة وأنواعها، اللبن، الزبدة، بنافة فوكوهي والمرقة. التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: البنية التحتية. الهياكل الأساسية للطرق: مخيمات تندوف. تقع المخيمات اللاجئين الصحراويين في الجنوب الشرقي لولاية تندوف الجزائرية هناك مدرسة 27 فبراير التي كانت في السابق عبارة عن مدرسة خاصة بتكوين النساء لتتحول مع مرور الزمن إلى مخيم صغير بحجم الدائرة أو أكثر قليل نواب ولاية تندوف في المجلس الشعبي الوطني. يبلغ عدد النواب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية تندوف 5 نواب خلال الدورة التشريعية 2017م-2022م التي انطلقت بعد 4 ماي 2017م. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية تندوف في الدورة التشريعية 2017م-2022م وفق الجنس حسب النسب التالية: التوزيع الحزبي. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية تندوف في الدورة التشريعية 2017م-2022م حسب عدة قوائم حزبية: ولاية تيسمسيلت، هي ولاية جزائرية، تقع في غرب البلاد في منطقة الهضاب العليا، كانت تنتمي إلى ولاية تيارت قبل عام 1985. تحمل رقم 38 في التقسيم الولائي الجزائري. عاصمتها تحمل نفس الاسم تيسمسيلت تقع على مسافة 220 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة وب 275 كلم شرق وهران. أصل التسمية. تنقسم تيسمسيلت إلى قسمين "تيسم": غروب و "سيلت": الشمس، بمعنى غروب الشمس، أو هنا تغرب الشمس المصطلح يرجع إلى اللهجة المستعملة من طرف سكان المنطقة قديما (الأمازيغ) ومنذ ذلك العهد تداولت التسمية على المنطقة بتيسمسيلت وللمتأمل متعة في ظاهرة غروب الشمس حقا. الجغرافيا. يحدها من الشمال كلا من ولايتي عين الدفلى والشلف، ومن الغرب ولاية غليزان، ومن الجنوب ولاية تيارت، ومن الشرق ولاية المدية. تتكون أراضي الولاية من مناطق جبلية والتي تمثل 65٪ من إجمالي مساحة الولاية، والباقي تشغلها المرتفعات وبدرجة أقل السهول. الولاية هي موطن الحديقة الوطنية ثنية الحد، المعروفة بغابات الأرز، وتغطي الغابات 20٪ من أراضي الولاية. التاريخ. كانت تيسمسيلت آهلة بالسكان منذ العصر الحجري القديم المتأخر، استمرت الحياة في المنطقة إلى غاية العهد الروماني حيث تمت السيطرة على الجهة الشرقية والجنوب الغربي من المنطقة، وفي سنوات 62-64 للهجرة دخل الإسلام إلى المنطقة خلال الحملة الثانية لعقبة بن نافع الفهري إذ استقبل السكان الدين الحنيف بترحاب شديد، ولقد حكمت المنطقة دول تاريخية عدة وهي الرستميية، ثم خضعت المنطقة للفاطميين بدءًا من سنة 298 للهجرة، وبعدهم الزيانيين في سنة 312 للهجرة، وبعدهم الموحدون في سنة 539 للهجرة، وبعدهم الحفصيون سنة 632 للهجرة، وفي مطلع القرن الثامن للهجرة الزيانيون، وبعدهم العثمانيون و لما دخل الاستعمار الفرنسي أرض الوطن تصدى له سكان الونشريس ضمن المقاومة الشعبية للأمير عبد القادر، غير أن قلعة الأمير بتازا لم تصمد طويلا كباقي قلاع الأمير حيث سقطت في يد العدو يوم 25 ماي 1841م الأمير عبد القادر استمر النضال السياسي والعسكري خلال مرحلة الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر إذ قدم الونشريس ما يفوق ثلاثة آلاف شهيد وعلى رأسهم البطل البطل الجيلالي بونعامة المواقع الأثرية. تعتبر ولاية تيسمسيلت من بين الولايات التي تزخر بمواقع أثرية جد هامة، تجسد مراحل تاريخية مختلفة، بدءا بماقبل التاريخ مرورا بالعصر القديم، انتهاء بالعصر الإسلامي نقتصر على ذكر أهم المواقع الأثرية الموجودة على تراب الولاية تلك المقترحة للتصنيف وذلك لأهميتها الأثرية البالغة وهي: موقع عين الصفا: يقع شرق بلدية تيسمسيلت على بعد 7 كلم على الطريق الوطني رقم 14، الرابط بين بلدية تيسمسيلت وثنية الحد يرجع تاريخ هذا الموقع إلى فترة ما قبل التاريخ وبالتحديد إلى العصر الحجري الحديث (النيوليتيك) و هو عبارة عن مغارة بها نقوش وزخارف مختلفة الأشكال، وكتابات ليبية بربرية. موقع عين تكرية: يقع بمنطقة خميستي، على مقربة من الطريق الوطني رقم 14، وهو من بين التحصينات العسكرية التي شيدها الرومان ضمن منظومة خط الدفاع (الليمس)، وقد كانت تعرف أثناء العهد الروماني باسم "كوليمناتة"، و هي تعود إلى القرن الثاني ميلادي وبالتالي، تعتبر أقدم منشأة عسكرية على تراب الولاية. موقع تازا: يقع ببلدية الأمير عبد القادر، ويعود إلى الفترة الإسلامية، وهون عبارة عن قلعة من قلاع الأمير، وقد أنشأها سنة 1838 م ونتيجة لأهمية هذا الموقع تجرى حفرية من قبل بحث جامعية، وقد أسفرت عن نتائج مهمة. الجيلالي بونعامة. سي محمد بونعامة المعروف بإسم الجيلالي من مواليد 6 أفريل 1926 بقلب الونشريس قضى سي محمد طفولته في هذه المنطقة الجبلية بين أحضان أسرة متواضعة، التحق بالمدرسة الابتدائية وطرد منها في سن مبكر ثم التحق بمنجم ليعمل به نظرا للحالة الاجتماعية الصعبة لعائلته. انخرط كعضو في حركة انتصار الحريات الديمقراطية حيث تقلد منصب مسؤولية قسم، وانخرط في المنظمة الخاصة وظل ينشط في المجال السياسي، تمكّن من حضور مؤتمر هونرو ببلجيكا، نظم إضراب عام لعمال المناجم عام 1951 والذي دام حوالي 5 أشهر عند اندلاع الثورة تمكّن سي محمد بفضل حيويته وصلابته من جعل منطقة الونشريس قلعة قوية لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني منذ 1955. في سنة 1956 حسب التنظيم الذي أقرّه مؤتمر الصومام أصبح سي محمد بونعامة يحمل رتبة ضابط أول عسكري وبدأ يكوّن وحدات تنطلق لمهاجمة مراكز العدو وضرب تجمعاته في كل حدود الولائية الرابعة في سنة 1957 ارتقى إلى رتبة رائد قائد المنطقة الثالثة حيث قام بالتنظيم السياسي والإداري والاجتماعي وجعل هذه المنطقة محرمة على المستعمر. في سنة 1958 عين بمجلس الولاية الرابعة كرائد عسكري إلى جانب سي محمد بوقرة وبعد استشهاد هذا الأخير واصل سي محمد وسي صالح تسيير إدارة الولاية وبعدما قاد الولاية الرابعة. اختار مدينة البليدة قلب متيجة مركزا لقيادة الولاية ومنها أصبح القائد يعدّ وينظّم العمليات العسكرية، وكان له الضلع الأكبر في تنظيم مظاهرات 11 ديسمبر 1960 اغتيال والديه، وتوقيف أخيه الأكبر وتهديم منزلهم لم يقلص من عزيمة الشهيد الذي سقط في ميدان الشرف في معركة وسط مدينة البليدة بتاريخ 08 أوت 1961 السياحة. أهم الفضاءات السياحية في ولاية تيسمسيلت هي: تعرف بعروس الونشريس – علوها حوالي 1786 متر أعلى قمة بها هي "رأس البراريت" تقع حوالي 02 كلم من ثنية الحد و 50 كلم من مدينة تيسمسيلت. تتربع على مساحة تقدر ب 500 هكتار- علوها 1983، حيث تغطيها ثلوج شتاء، توجد بها أنواع عديدة من الأشجار مثل البلوط، الأرز، الصنوبر، الفلين وثروة حيوانية نادرة مثل الذئب والثعلب و الخنزير وبعض الطيور الجارحة. موقع استراتيجي على علو 1230 متر، به محطة معدنية تتدفق مياهه من أعماق الصخور مستغلة منذ 1910 م، درجة حرارة مياهه 42°، تصلح لعلاج أمراض عديدة. الحمامات: حمام سيدي سليمان التقسيم الإداري. الدوائر. دوائر الولاية هي: البلديات. قُسمت ولاية تيسمسيلت إداريا إلى 22 بلدية بموجب القانون 84-09 المؤرخ في 04 فيفري عام 1984 : التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: اقتصاد المنطقة. تشتهر تيسمسيلت بطابعها الفلاحي لوجودها في منطقه الهضاب العليا أو التل كما تشتهر بطاقات سياحية لوجود مناظر طبيعيه خلابه نذكر منها جبال الونشريس وغابات المداد المحمية عالميا المصنفة حضيرة وطنية شهيرة بغابات الأرز إضافة إلى الأثار الرومانية في مدينة خميستي كوليم ناتا وقلعة الأمير عبد القادر الأثرية في مدينة تازه، كما تجدر الإشارة إلى وجود منابع حموية بمنطقة سيدي سليمان بأعالي جبال الونشريس. وصلات خارجية. = المصادر = ولاية الوادي أو ولاية وادي سوف، هي ولاية جزائرية انبثقت عن التقسيم الإداري لعام 1984. وتنقسم إلى منطقتين ذات أصول عرقية مختلفة: منطقة وادي سوف ومنطقة وادي ريغ، عاصمة الولاية هي مدينة الوادي. من أهم شخصياتها الشيخ محمد العدواني أول من سكن وادي سوف في منطقة تسمى اللجة سابقا والزقم حاليا ومن اعلام هذه المنطقة العصريين الشيخ محمد الأمين العمودي والأستاذ المؤرخ الدكتور أبو القاسم سعد الله والشيخ الطاهر تليلي. تقع ولاية الوادي شمال شرق الصحراء الجزائرية، تبعد عن عاصمة البلاد ب630 كلم ويحدها من الشرق الجمهورية التونسية، ومن الغرب كل من ولايات المغير وتقرت، ومن الشمال ولايات تبسة وخنشلة وبسكرة، ومن الجنوب ولاية ورقلة. تشتهر هذه الولاية بإنتاج التمور وخاصة من نوع دقلة نور والرطب أو ما يدعى بالمنقر. كما يعتبر الزيتون والبطاطا تجربة ناجحة في تنويع المحاصيل الفلاحية العالية الجودة بالمنطقة. دوائر الولاية: الرقيبة. الوادي. الدبيلة. قمار. البياضة.الرباح.حاسي خليفة.المقرن.جامعة.المغير.اميه ونسه.الطالب العربي. التاريخ. أصل التسمية. وادي سوف، مركبة من كلمتين "وادي" و"سوف"، ويعطي هذا الاسم عدة دلالات تتوافق مع طبيعة المنطقة وخصائصها الاجتماعية والتاريخية. - وتنسب إلى كلمة "السيوف" وأصلها كلمة سيف أي "السيف القاطع" وأطلقت على الكثبان الرملية ذات القمم الحادة الشبيهة بالسيف. - لها دلالة جغرافية لارتباطها ببعض الخصائص الطبيعية للمنطقة، ففي اللغة العربية نجد كلمة "السوفة والسائفة" وهي الأرض بين الرمل والجلد، وعندما تثير الريح الرمل تدعى "المسفسفة" وهذا ما جعل أهل سوف يطلقون على الرمل "السافي". - وقيل نسبة إلى "الصوف" لأن أهلها منذ القدم كانوا يلبسون الصوف، - وكذلك كلمة (سوف) في اللهجة الشاوية تعني واد وأول من ذكره بهذا الجمع "وادي سوف" هو الرحالة الأغواطي في حدود 1829، وانتشر على يد الفرنسيين بعد دخولهم للمنطقة. ما قبل التاريخ. وما يشهد على العصر الحجري في سوف وجود الصوان المسنون والأدوات المختلفة الأنواع والأحجام كرؤوس السهام المصنوعة بدقة ومن مختلف العصور. وفي 2000 ق.م أخذت المنطقة الهيئة التي نعرفها بها الآن من حيث المناخ باختفاء بعض النباتات والحيوانات ماعدا الجمل، الذي بقي يجوب المنطقة طولا وعرضا. الأمازيغ. إن ظهور الأمازيغ تحدد تاريخيا بنحو 2600 قبل الميلاد، حيث عاشوا في الشمال الأفريقي والحدود المتاخمة للصحراء، وقد كان يعيش في الجنوب الشرقي الليبيون الذين تحولوا بمرور الزمن إلى جيتولين، ويضيف إليهم المؤرخون قبائل الزيفون"Ziphones" والافوراس "Iforaces"وماسوفا "Massoufa"،إضافة إلى شعب الغرامانت الذي عاش في شمال شرق الصحراء حيث أسس مملكة "غراما" (غدامس) بداية من الأراضي الطرابلسية. وقد كان لقبيلة زناتة الانتشار الواسع في جنوب الصحراء المغربية، وهم معروفون بالبداوة والترحال يعتمدون في عيشهم على سكن الخيام واتخاذ الإبل، وقد شيد الزناتيون في سوف عدة مساكن منها الجردانية والبليدة وتكسبت القديمة، وبعد رحيلهم في بداية القرن بقيت بعض آثارهم ومنها التسميات مثل تغزوت، ودريميني وبعض أسماء التمور مثل تكرمست، تفازوين، تافرزايت وغيرهم. الفينيقيون والقرطاجيون. ينتسب الفنيقيون إلى موطنهم الأصلي فينيقيا ببلاد الشام، وكانوا أمة تمارس التجارة البحرية ووصلوا في ذلك إلى البحر الأبيض المتوسط، فانتشروا في شمال إفريقيا، وأسسوا به نحو 300 مركز تجاري و200 مدينة. وكانت تربط القرطاجيين علاقات تجارية برية مع بلاد السودان، وكان الطريق يمر بالعرق الشرقي الكبير في الناحية الشرقية من سوف، فكانت القوافل تنقل السلع الأفريقية مثل العاج والزمرد والذهب وريش النعام والعبيد، وكانت هذه القوافل خاضعة لمراقبة قبائل الغرامانت، فيقتطعون منها الضرائب، واتخذ التجار لأنفسهم وكلاء في غدامس، وهذا ما جعلهم يتعاملون مع سوف واستقر بعضهم في أرضها، فسكنوا الجردانية في الشمال الشرقي لسوف، وفي البليدة القديمة قرب سيف المنادي في الجهة الشمالية لسوف على مسافة يومين، وطالت إقامتهم في المنطقة وهم يمارسون الرعي والتجارة. الاحتلال الروماني. جاء في الصروف: "أتى الرومان إلى هذه الأرض(أرض الوادي) منذ دهر طويل لا نعلم أوله، وقاتلوا من فيها وأخرجوهم منها، فتفرقوا في إفريقيا وسكنوا الجردانية والبليدة، وجددوا ما تهدم منها وتعمقوا في أراضيها". وقد عثر على آثارهم في عدة مناطق مثل قمار والرقيبة وغرد الوصيف، كما توجد تحت كثبان الرمال في عميش (الواقعة على بعد جنوب شرق المنطقة) مكان يدعى زملة سندروس "ZemletSendrous" (نسبة إلى شجيرات السندروس وموطنها الأصلي شمال أفريقيا) التي يوجد بها آثار الرومان، كما أن بئر رومان (الواقع على بعد جنوب شرق سوف) بني من الحجارة المنحوتة، ومن تسميته يعتقد أنه حفره الرومان لتأمين قوافلهم في طريقها إلى غدامس. ومن أهم الدلائل المادية التي تبرهن على التواجد الروماني بسوف، القطع النقدية التي عثر عليها، احداها بها صورة الإمبراطور قسطنطين، وهي تثبت خضوع المنطقة لهم في القرن الرابع، وعثر على كثير من القطع في غرد الوصيف (جنوب غرب الوادي 40 كلم)، كما عثر في قمار على قطع تعود إلى عهد ماسنيسا، وإلى عهد الجمهورية الرومانية (نايرون) وأخرى للعهد النوميدي، يوغرطا ويوبا الثاني وهذا ما يدل على استقرار هذه الشعوب في منطقة وادي سوف. الاحتلال الوندالي. الوندال شعب ينحدر من السلالة الصقلية السلافبة، سكنوا جرمانيا ثم استقروا بإسبانيا سنة 409 م، ونزلوا بالشمال الأفريقي واحتلوا قرطاجنة سنة بقيادة ملكهم " جنسريق "، فقتلوا كثيرا من الرومان، وهدموا الصوامع والكنائس وأجلوا أصحابها من الرهبان إلى جهة الجنوب. واستقر بعضهم في أرض سوف، في منطقة سحبان الواقعة جنوب غرب الوادي بحوالي وفي جلهمة بين قمار وتغزوت. كانت سياسة " جنسريق " مع البربر قائمة على ارضائهم والتحكم فيهم بشتى الطرق، ولكن بعد وفاته لم يحسن خلفاؤه معاملة البربر، فأعلنوا الثورة عليهم. يقول المؤرخون أنه لا يستبعد مشاركة اللاجئين بالصحراء في هذه الثورات كرد فعل وانتقاما ممن قهرهم وشردهم. والجدير بالذكر أنه وإن لم يصل الوندال بأنفسهم للمنطقة فإن الفاررين والمطرودين واللاجئين كانت سوف خير مستقر لهم. الاحتلال البيزنطي. بعد إبادة الوندال واحتلال الأمبراطور البيزنطي "جستنيان" للجهات الشرقية من إفريقيا، أوجب الأمبراطور البيزنطي على السكان الذين كانوا يعتنقون المذهب الأرثوذكسي(كانت المسيحية سائدة في منطقة سوف في تلك الفترة) اعتناق المذهب الكاثوليكي. جاء في الصروف: "ومن الروم ذهب جماعة من الرهبان إلى جهة الجنوب ومنها أرض سوف فنزلوا عند من سبقوهم من الرومان بجلهمة وسحبان وبنوا أمكنة سواها للعزلة والعبادة والاستيطان"،وقد وجدت العديد من الأديرة بسحبان وجلهمة التي كانت مقر أسقفية. وقد شهدت منطقة سوف انتشار القطع النقدية البرونزية البيزنطية، ولم ينقطع أثرها إلا خلال الحرب العالمية الأولى بسبب تحويلها من طرف الصائغين. ورغم محاولة البيزنطيين إحكام سيطرتهم على السكان فإن قبائل نوميديا فجرت الثورة، وقد شارك فرسان سوف في المقاومة الشعبية ضد خط الدفاع البيزنطي الذي كان ممتدا من قفصة إلى تبسة ولامبيز. وقاد الثورات زعماء من البربر الذين أضعفوا الحكم البيزنطي فتهاوى بسهولة وسقط لما قدم الفاتحون المسلمون. الفتح الإسلامي. وصلت الفتح الإسلامي إلى أفريقيا في وقت مبكر، حيث وصل عقبة بن نافع (في ولايته الأولى 46 هـ) ففتح غدامس، وتوجه نحو إقليم الجريد ففتحه، والمسافة بين الجريد وسوف لا تتجاوز آنذاك، وهذا ما يفيد كما قال صاحب الصروف أن عقبة أو جنوده وصلوا إلى سوف وفتحوا قراها. يقول محمد العدواني في تاريخه أن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه أمر القريشيون من جيش عبقة بالرجوع إلى المدينة، فبقي منهم رجل يدعى عدوان من بني مخزوم القريشية، وتزوج من أمازيغية، وأنجبت له عدد كبير من الذكور 12 ذكرا وسكن في نواحي الشمال الشرقي لوادي سوف، ثم عمروا أرض سوف وسكنوا قرب بلدة الزقم في قريتين هما بني خضير والرقوبة. وفي ولايته الثانية (63 هـ) وصلت قواته إلى بلاد الزاب المحاذية لسوف، ولكنه قتل في تاهودة سنة 64 هـ (683 م). ولما ولي حسان بن النعمان الغساني، تصدى لقتال الكاهنة، ولكنه تراجع واستقر في برقة مدة خمس سنوات بداية من عام 78 هـ، وفي تلك المدة خربت الكاهنة البلاد المجاورة لها ومنها سوف، ظنا منها أن المسلمين قدموا إلى المكان طمعا في المدائن والذهب والفضة. وأعاد حسان الكرة وحارب الكاهنة وهزم جيوشها ولاحق فلولها إلى منطقة بئر العاتر وقضى عليها، لكنه في المقابل عقد لولديها على 12ألفا من البربر الذين أسلموا وبعث بهم إلى المغرب يجاهدون في سبيل الله وكان ذلك عام 84 هـ(703 م). وبذلك استحق حسان بن النعمان أن يلقب بالفاتح الحقيقي وناشر الإسلام في تلك الربوع. وكانت سوف يومئذ عامرة بالبربر الذين يعيشون حياة البدو الرحل، وكان العرب من بقايا الفاتحين الأوائل أو المهاجرين من المشرق يمرون بسوف ويستقرون لبعض الوقت، فيحدث التأثر بين الطرفين في الأخلاق والمعاملات. وقد مرت وادي سوف بمراحل متنوعة عاشت فيها تحت ظل الدويلات الإسلامية نذكر منها: الدولة الرستمية. وهي أول دولة قامت للمسلمين بالمغرب الأوسط بعد حركة الفتح الإسلامي (160 هـ - 776 م)، وقد امتد نفوذها إلى جنوب بلاد الجريد، وكانت سوف ضمن نفوذها، وتأثرت بسياستها، حيث بدأ انتشار المذهب الإباضي بصفة محدودة، وقد تزامن ذلك مع وجود دولة الأغالبة التي كانت تحيط بها الدولة الرستمية من جميع الجهات. الدولة الأغلبية. وقد تأسست عام 184 هـ (800 م)، وكانت رقعتها لا تتجاوز في الربع الأول من القرن 3 هـ الشمال التونسي وجزء صغير من الشمال الشرقي الجزائري. وقد نجح الأغالبة في تحطيم الحصار المضروب عليهم وذلك باحتلال المضيق الذي يربط تيهرت بطرابلس، ويمثل منطقة قفصة وبلاد الجريد، وفي عهد هذه الدولة أصاب البربر في سوف ضرر من سلطتها، ففر بعض الروم المسيحيين وأصحاب المذاهب الإسلامية المخالفة للأغالبة إلى الصحراء القبلية، وخاصة أتباع المذهب الشيعي. الدولة الفاطمية. أسسها عبيد الله المهدي سنة 297 هـ (910 م) بعد قضائها على الدولة الرستمية والأغلبية، ودانت لها بلاد المغرب كلية، ووقع اختيارهم على قبيلة صنهاجة لتكفيهم أمر زناتة، ولما أحس الخليفة الفاطمي في مصر بعصيان صنهاجة وتمردها على الخلافة الفاطمية، أرسل إليهم الأعراب من بني هلال وسليم. وكانت الصحراء المحاذية لسوف أحد المنافذ التي عبرت منها الحملات الهلالية، ودامت حركة الهجرة الهلالية نحو نصف قرن. وخلال تلك الفترة انتشرت القبائل العربية المهاجرة بمنطقة سوف. كما هاجر إليها كثير من قبائل زناتة وأقروا القرى، ومنها تكسبت القديمة. الدولة الموحدية. قامت هذه الدولة سنة 524 هـ (1130 م)، وكانت سوف في الحدود الجنوبية لهذه الدولة، فكثر عدد الوافدين على سوف من قسطيلية(الجريد)، والزاب، وورقلة ووادي ريغ بداية من سنة 530 هـ(1136 م). وفي سنة 600 هـ(1204 م) بدأ الانحطاط يدب في كيان الدولة الموحدية، فهاجرت قبيلة "بني عدوان" العربية واستقرت في الجردانية بعد إخراج بربر زناتة منها. وبعد تفكك الدولة الموحدية إلى ثلاث إمارات متنازعة وهي دولة بني حفص شرقا، وبني مرين غربا، وبني زيان بالمغرب الأوسط، ونتيجة للقلاقل، نشطت حركة الهجرة وأخذت القبائل تتوافد على سوف آتية من تونس ومنها قبيلة "طرود" التي لعبت دورا في الصراع بين الأمراء المتنازعين على الحكم، إلى أن سقطت على يد الأتراك سنة 981 هـ (1574 م). التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: الزراعة في وادي سوف. النخيل: تتميّز زراعة النخيل في المجتمع السوفي عن باقي المناطق الصحراوية بخصائص فريدة من نوعها، وخاصة دقلة نور التي كان لها الأهمية البالغة، وتحتل المرتبة الأولى من حيث النوعية بين نخيل الجزائر بأسرها، كما كانت من أهم الموارد الاقتصادية لسكان المنطقة منذ القديم. ويمكن تحقيق عملية زرع النخيل بالمراحل التالية : عملية انجاز الغوط أو الهود: وهو حفر حوض ذو امتدادات واسعة تبلغ مئات من الأمتار طولا وعرضا، وتصل أعماقه إلى 16 م، ولا يستطيع الفرد السوفي حفرها إلاّ عند تحليه بكثير من الصبر واستخدام الذكاء والفطنة رغم قلة الوسائل وبساطتها، مع اختيار المكان المناسب من استواء الأرض وقربها من الماء. رفع الرملة: وهي العملية الأساسية عند الشروع في إنجاز غوط جديد أو أثناء توسيع غوط قديم، ويستمر المالك للغوط في هذه العملية بنفسه أو استئجار عمال يُسمّون "الرّمّآلة"، ويستعملون في عملهم القفة والزنبيل والعبانة والمكرة. غراسة الغوط: عند الانتهاء من حفر الغوط، يُشرع في غرس"الحشّان" (وهي غرسة فتية يتراوح عمرها ما بين 3 إلى 6 سنوات) على مستوى يبعد عن الماء بحوالي مترين تقريبا، وبعد أيام من انتهاء العمل والإعداد والسقي تمتد جذور الحشانة في الماء عشرات السنتيمترات وحينئذ تستقر، ويتركها الفلاح تحت رعاية الله إذ تشرب النخلة دون أن يبذل أي عناء في سقيها. والجدير بالذكر أن زراعة النخيل كانت في ازدياد مستمر عبر السنين، فقد بلغ العدد 60 ألف نخلة عام 1860 م، وارتفع العدد إلى 154 ألف نخلة عام 1883 م، ووصل إلى 160 ألف نخلة عام 1887 م، وبلغ آخر القرن التاسع عشر إلى أزيد من 202 ألف نخلة عام 1900 ووصل سنة 1960 إلى حوالي 450 نخلة. ولكن يلاحظ نقص في سنة 1982 حيث بلغ عدد النخيل إلى 151 ألف نخلة فقط. خدمات رعاية الغواطين بوادي سوف: يتطلب النخيل المغروس أعمالا ضخمة ويومية لا تنقطع في أي وقت من السنة، وتتمثل هذه الخدمات في: مكافحة الرمال: وهي المعركة المستمرة بين الطبيعة والفلاح السوفي، وتقتضي الحكمة متابعة الرياح واتجاهاتها لتساعد الفلاح على حمل الرمال عوض دفن الغوط، وما يستخدمه في ذلك المضمار هو "الزرب"(ص)(وهو سور أو حاجز من جريد النخيل) أو الحواجز الحجرية. علف النخيل: وتسمى هذه العملية "العلْفان" وهي تزويد النخلة بالأسمدة اللازمة، والمواد العضوية الضرورية، وتبدأ العملية ب"العزق" وهو تهيئة الأرض لجعلها ميسرة لسيران الجذور بسهولة وراحة، ويستعمل في هذه العملية الأدوات الحديدية مثل العتلة والجهارة والمجرفة والمسحاة. وتتم عملية العلفان على ثلاث مراحل وتستمر سنوات عديدة. تلقيح النخيل: وهي عملية تلقيح ويستطيع الفلاح أن يقوم اليوم الواحد بتلقيح ما بين 30 إلى 40 نخلة أي ما يقارب 130 إلى 140 عرجون. والجدير بالذكر أن ثمار النخيل تمر بعدة مراحل عند نضجها وهي البْزير ثم البلح ثم البسر وأخيرا يتحول إلى تمر ناضج. جني التمور: ويبدأ هذا الموسم عند السوافة في منتصف شهر سبتمبر عند نضوج التمر، فتُعلن حالة الاستنفار القصوى في كل البيوت، ويكون شهر أكتوبر بأكمله شهر عمل وجد، تُقطع فيه العراجين بعد تسلق الشجرة، وتنزل بواسطة حبل حتى لا يصيبها الضرر، ثم تُأخذ إلى البيوت فيُخزن التمر المعد للاستهلاك الذاتي، بينما يوضع المعد للبيع في أكياس خاصة. أنواع التمور: تشتهر مدينة الوادي بالتمور الجيّدة وخاصة دقلة نور التي تعتبر مصدرا هاما للعملة الصعبة في البلاد، وهو محبوب في جميع أنحاء العالم، ويأتي تمر الغرس في الدرجة الثانية والذي يدخل في صناعة الحلوى. وما زال التمر إلى اليوم من أفضل المأكولات عند الفرد السوفي لاحتوائه على 48 مادة غذائية ومعدنية ودوائية، فيحتوي على مادة قابضة للرحم تساعد على الولادة وتساعد أيضا على منع النزيف بعد الولادة وهذه المادة تشبه مادة الأكسيتوسين (OXYTOCINE)، ويمكن إنتاج الكثير من الأدوية والمواد الكيماوية من التمور كالبنسلين والأرومايسين والعديد من المضادات الحيوية وفيتامين B12 وحامض الستريك الصناعي وحامض التارتريك وبعض الهرمونات، كما يحتوي التمر على حوالي 13 مادة معدنية، و6 أنواع من الفيتامينات، وحوالي 13 حمض فعال، و5 أنواع من السكاكر فضلا عن البروتينات والدهون، كما يعتبر التمر مصدرا أساسيا لدواء جديد يدعى (ديوستوانس) لمعالجة الروماتيزم وأمراض العيون، وكل هذه المواد تتوفر في كل أنواعه التي نذكر منها : دقلة نور، الغرس، فطيمي، دقلة بيضاء، تكرمست، حمراية، علي وراشت، تفرزايت، تاشرويت، تمرزيت، مسوحي، بوفقوس، تاوراخت، أضفار القط، تانسليط، صفراية، عمارية، تنسين، تافزوين، طانطابوشت، ورشتي، قطارة، الغدامسية، قصبي، اصباع عروس، فزاني، كبول فطيمي، ليتيّم، كسباية، تاسلويت، الشواكة، عبدالعزاز، الجايحة، الشهباء، الهتيلة، العجرونة، صبري، لولو، أم الفطوشة، الكركوبية، البلوطية، المفتولة... الزراعة المعاشية: كان الفلاح السوفي يهتم بزراعة النخيل بالدرجة الأولى وبصفة أساسية، ولكن يضيف إليها بعض المنتوجات الفلاحية التي يخصّصها للاستهلاك العائلي أو بيعها في الأسواق المحلية، وهي زراعة ثانوية ذات مردود ضعيف من الناحية الاقتصادية، ولكنها هامة لغذائه اليومي. ولأن الظروف المناخية كانت شديدة القساوة بسبب الجفاف والرياح الرملية وندرة الأمطار، فقد كانت هذه الزراعة تتطلب مجهودات كبيرة وسقي يومي ورعاية مستمرة، ومع ذلك تمكّن الفلاح من تخطي هذه الصعوبات. وقد وفّر كل الظروف المناسبة لزراعتها في الغواطين قرب النخيل في مكان يُدعى "الحرث" أو " الفلاحة" أو " الجنان" ويحاط بزرب من الجريد ولابد أن تتوفر عدة متطلبات لخدمة هذه الزراعة كالبئر والخُطّارة والماجن، والسواقي، والميزاب، وتتم الزراعة المعاشية في مختلف فصول السنة. ففي الشتاء ينتج الخردل والسنارية (الجزر) واللفت والبليدة والبصل. في فصل الربيع ينمو الخردل المؤخر والدنجال والفول والكابو.. في فصل الصيف تنمو الخضر مثل الطماطم والكابو والقرعة والكْرُمْ والمعدنوس والبرطلاق والفقوس والبطيخ والدلاع والفلفل. في فصل الخريف فينشغل الفلاح بقطع التمر، ولكن ذلك لا يمنعه من زرع بعض الخضروات من منتصف شهر سبتمبر إلى منتصف نوفمبر. وقد عرف الإنتاج الفلاحي اليوم تطورا ملحوظا بفضل السياسة القائمة على برامج التنمية الفلاحية والاستصلاح الزراعي وذلك ما ساعد على ظهور منتجات أخرى كالكوكاو والحبوب والزيتون والبطاطا التي اشتهرت ولاية الوادي في السنوات الأخيرة بإنتاجها، والذي يتميز بوفرته وجودته. ملاحظة: هذه إحصائيات سنة 2000. بعض ما قيل عن سوف والسوافة. "قال الرحالة المغربي العياشي سنة 1663 م:" "...سوف هي خط من النخيل مستعرض في وسط الرمل قد غلب على اكثره، وفيه بلاد عديدة وماؤها طيب غزير قريب من وجه الأرض. أخبرني أهل البلد أنهم إذا أرادوا غرس النخل بحثوا في الأرض قليلا حتى يصلون إلى الماء، فيغرسونها بحيث تكون أصولها في الماء ثم يردون عليها الرمل فلا تحتاج إلى السقي أبدا... وكثيرا ما يقتنون الكلاب للصيد... وجل معيشتهم منه (أي الصيد)ومن التمر، وتمرهم من أطيب ثمار تلك البلاد." رحلة العياشي المعروفة باسم "ماء الموائد". قال الشيخ العدواني على لسان الراوي صفوان: "...إذا احتجت إلى المنع فعليك بسوف، فقلت له: شكوا أهلها من قلة معاشها، فقال لي: لا تجمع الحرمة وتمام النعمة..." وقال في وموضع آخر "سوف مانعة الهارب" الشيخ محمد بن محمد بن عمر العدواني السوفي في تاريخه. قال الرحالة ابن الدين الأغواطي في رحلته سنة 1826 م: "... ولا يخضع سكان وادي سوف إلى حاكم... وهم يتكلمون العربية، وأهل سوف يتمتعون باستقلال كامل، ولم يطيعوا أبدا أي سلطان ومعظم تجارتهم مع غدامس ففيها يبيعون العبيد..." العلاقة المميزة لولاية وادي سوف مع هلال رمضان لولاية وادي سوف علاقة مميزة مع الهلال، حيث يمتلك السوافة قدرة عجيبة على رؤية الهلال مهما كانت الظروف المناخية والسياسية، وفي حوار حصري مع مراسلنا صرح عمي حمى السوفي عميد نقابة صيادي الهلال أنه ورث الحرفة على جده الذي نال وسام الاستحقاق بعشرين مشاهدة متتالية لهلال رمضان وثلاثين لهلال العيد، ويروي لنا عمي حمى قصة ظريفة حدثت له عندما شاهد هلال يغمز له وكأنه يطلب منه عدم الوشاية. و يعتبر الجزائريون ولاية وادي سوف الولاية المخلصة لهم خاصة في فصل الصيف حيث يضعون كل آمالهم ليلة الشك في السوافة الذين لم يخيبوا مشجعيهم هذه السنة أيضا. المرحومة المقدسة: تعتبر وادي سوف أرض المعجزات، حيث تم العثور على مرحومة (بطيخة) صفراء لونها تسر الناظرين وعليها اسم "محمد" و قد شكك مراقبون في صدق الرواية وطالبوا باجراء التحقيقات اللازمة نظرا للثورة التي يمكن أن يحدثها هذا الاكتشاف، وقد سارعت السلطات إلى فتح تحقيق في الموضوع وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الاسم لم يكتب بآداة حادة بل بآداة مدببة ما يضرب حجج المشككين في مقتل العلاقة المميزة لولاية وادي سوف مع هلال رمضان لولاية وادي سوف علاقة مميزة مع الهلال، حيث يمتلك السوافة قدرة عجيبة على رؤية الهلال مهما كانت الظروف المناخية والسياسية، وفي حوار حصري مع مراسلنا صرح عمي حمى السوفي عميد نقابة صيادي الهلال أنه ورث الحرفة على جده الذي نال وسام الاستحقاق بعشرين مشاهدة متتالية لهلال رمضان وثلاثين لهلال العيد، ويروي لنا عمي حمى قصة ظريفة حدثت له عندما شاهد هلال يغمز له وكأنه يطلب منه عدم الوشاية و يعتبر الجزائريون ولاية وادي سوف الولاية المخلصة لهم خاصة في فصل الصيف حيث يضعون كل آمالهم ليلة الشك في السوافة الذين لم يخيبوا مشجعيهم هذه السنة أيضا، وبعد اجراء التحاليل اللازمة تم تأكيد المعجزة قال الشيخ إبراهيم العوامر في كتابه الصروف سنة 1916 م: " في أواخر عام 1285 هـ/سنة 1869 م، وقع قحط كبير وغلاء مفرط قلّت فيه الحبوب واللحوم والألبان... فتضرر أصحاب المواشي والمزارع ضررا فادحا، ولكن أهل سوف كانوا أصحاب تمر لم يقع لهم ضرر كبير... وانهالت النمامشة عندئذ على أرض سوف فعمت جميع القرى لما حل بهم من الجوع، فرقّ أهل سوف لحالتهم وبسطوا لهم أيدي العطاء والإعانة، بل وبعضهم التزم بإطعام بعض العائلات تماما وصيّرها من جملة عياله، وبعضهم يخرج التمر يفرقها فيهم كما يفرق عليهم النقود والثياب والخضر والفواكه" إبراهيم العوامر - الصروف في تاريخ الصحراء وسوف ص 251. قال الشيخ محمد الساسي معامير السوفي سنة 1927: " ... وهاكم ما انتجته "صحراؤنا" الموات في زعمكهم من فحول الرجال: هذا الشيخ خليفة بن حسن من قمار، ناظم جواهر الإكليل في متن خليل، ونشأ بين أخرى ات المائة 12 وأوائل 13 هـ، حتى أن الأمة المصرية النبيلة والتي تعرف قيمة الرجال وما كتبوه أوفدت فيما سلف إلى قمار - على ما بلغنا - أديب منهم للبحث عن جواهره السالف لنشره حتى يكون طرفة لنا ولكم.." محمد الساسي معامير - التقويم الهجري ص 345 - 346. قال الشيخ حمزة بوكوشة في رحلته عن مدينة الوادي سنة 1932: "... ومنها تسورنا البروج المشيدة من بلدة الوادي بلد صحبت به الشبيبة والصبا ولبست ثوب العيش وهو جديد فإذا تمثل في الضميـر رأيــتـه وعليـــه أغصـان الشبــاب تميـد وبلدة الوادي هي أم بلدان سوف لوجود مركز الحكومة بها، وأنها حديثة العمارة بالنسبة للقرى التي حولها، وهي شديدة التمسك بالحجاب." حمزة بوكوشة -جولة من التلال إلى الرمال- في جريدة الوزير التونسية 1932. قال الشيخ أحمد بن الطاهر منصوري في دره المرصوف سنة 2000 : "لأهل الوادي قديما عادات جد حسنة في التضامن والتعارف والتكافل الاجتماعي... ومن عاداتهم في المواسم والأعياد أنهم يوزعون الطعام على بعضهم، ليذوق كل منهم من عشاء الآخر... ويا لها من عادات وتقاليد عربية إسلامية رائعة حقا، ليت الأجيال حافظت ولو على بعضها. وهذا وأن العادات والتقاليد في قرى سوف متشابهة في أغلب الأحوال" أحمد منصوري - الدر المرصوف في تاريخ سوف ص 90–91. وقال مفدي زكرياء عن وادي سوف في إلياذة الجزائر وقال الشاعرالكبير سعيد المثردي : قال الأستاذ أبو بكر مراد بعنوان سوف العمالقة: قال الشاعر السوري أحمد هويس: وقال في قصيدة أخرى: قال الشاعر السوري أحمد دوغان: قال الشيخ حمزة بوكوشة يناجي الوادي من بعيد: وفيها قال الشاعر سمير سطوف : نواب ولاية الوادي في المجلس الشعبي الوطني. يبلغ عدد النواب في المجلس الشعبي الوطني عن ولاية الوادي 8 نواب خلال الدورة التشريعية 2017م-2022م التي انطلقت بعد 4 ماي 2017م. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية الوادي في الدورة التشريعية 2017م-2022م وفق الجنس حسب النسب التالية: التوزيع الحزبي. يتوزع نواب البرلمان عن ولاية الوادي في الدورة التشريعية 2017م-2022م حسب عدة قوائم حزبية: التاريخ الجيولوجي لمنطق سوف. منذ أن تشكلت الأرض من تصلب الغبار الكوني منذ 4.5 مليار سنة وهي في تغير مستمر، فمظهر سطح الأرض في العصر الحاضر يختلف كثيرا عن مظهره في العصور القديمة، وذلك ناتج عن العمليات الطبيعية كالتجوية والحت والحركات التي تؤثر على القشرة الأرضية، وعلى الرغم من أن الحوادث التي طرأت على سطح الأرض لا تختلف بشكل جوهري عما يحدث في عصرنا الحالي فهي تغيرات صغيرة جدا لدرجة لا يمكن ملاحظتها خلال الأزمنة القصيرة إلا أنها خلال الأزمنة الطويلة المقدرة بملايين السنين تؤثر تأثيرات كبيرة وواضحة، حتى أنها تحول قعر المحيطات إلى جبال وتحول الجبال إلى سهول، فتغير صغير يؤدي إلى تأثيرات كبيرة عندما يستمر هذا التغير لملايين السنين، فمثلا لا يمكن الكشف عن عن ارتفاع مستوى البحر ارتفاعا طفيفا خلال مدة زمنية قصيرة، غير أن استمرار هذا الارتفاع خلال عدة ملايين من السنين يمكنه أن يغمر قارات بأكملها. لقد مرت منطقة سوف والمناطق الصحراوية بصفة عامة بتغيرات مناخية وجيولوجية هامة عبر التاريخ الطويل الذي يقاس بملايين السنين، فقبل 600 مليون سنة وخلال الحقبة الزمنية القديمة جدا والمعروفة بحقبة الحياة الخفية أو العهد ما قبل الكبري Précampien كانت المنطقة أو الأرض التي تتوضع عليها سوف حاليا تقبع تحت مياه المحيط، لذلك فإننا نجد اليوم وفي أعماق منخفضة جدا قد تتعدى تحت سطح التربة رسوبيات بحرية تعود إلى هذه الحقبة الزمنية القديمة. نتيجة للحركات التكتونية ارتفع مستوى القارات في المراحل الأخيرة من العصور البريكمبرية، مما أدى إلى انحسار وتراجع مياه المحيط وأصبحت الصخور والرسوبيات البريكمبرية معرضة لعوامل التعرية والحت التي أدت إلى تسويتها. بعد ذلك وخلال الزمن الأول (الباليوزوي) Paléozoiqu والذي يمثل الفترة الزمنية الممتدة بين ـ س إلى ـ س مرت المنطقة بعدة تغيرات، ففي بداية هذا العهد حدث ارتفاع مستوى البحار وتجاوزها على اليابسة، مما جعل المنطقة تقع من جديد تحت مياه البحار الضحلة، وقد ترسبت خلال هذه الفترة كميات كبيرة من الصخور الكلسية والرملية الغنية بالمستحاثات. وفي نهاية الباليوزوي تعرضت الرسوبيات إلى حركة تكتونية مولدة للجبال تعرف بالحركة الهرسينية Hercynian (نسبة إلى جبال هارز Harz في ألمانيا)، أدت هذه الحركة إلى ارتفاع الأرض وتراجع المياه وأصبحت المنطقة عبارة عن يابسة حيث هيمن مناخ شبه مداري مما ساعد على تطور غطاء نباتي كثيف وقد أسهمت أشجاره الضخمة إسهاما كبيرا في تشكيل غابات كثيفة تحولت فيما بعد إلى طبقات الفحم الحجري والبترول. خلال عصور العـهد الثاني (الميـزوزوي Mesozoique) والتي تمـتد مـن ـ س إلى ـ س عرفت المنطقة تغيرات جيولوجية هامة، فخلال المراحل الأولى من هذه الحقبة الزمنية ارتفع مستوى البحار من جديد وطغي على العديد من مناطق العالم، وغمرت البحار منطقة سوف من جديد، وبمرور الزمن ونتيجة للتغيرات الجيولوجية والحركات التكتونية بدأ انحسار البحار بالتدرج إلى أن انحسر نهائيا خلال منتصف العهد الثالث أي في بداية العهد السينوزوي Cénozoique فخلال هذه الفترة عرفت الأرض تصدعات وزلازل وحركات تكتونية أسهمت في رفع التضاريس مما أدى إلى انسحاب البحار إلى مواقعها الحالية تقريبا. على العموم، خلال المراحل الزمنية السابقة كانت الحياة على الكرة الأرضية بدائية جدا ممثلة ببعض الكائنات الحية البدائية، وحتى الأنواع النباتية التي كانت تنمو خلال تلك الأحقاب الجيولوجية كانت أنواعا بدائية انقرض معظمها، كما أن الجنس البشري لم يظهر خلال ذلك الزمن، حيث لم يجد العلماء الآثار أو المستحاثات التي تدل على وجود البشر في تلك الفترة الزمنية. أهم فترة زمنية مرت بها المنطقة خلال التاريخ الجيولوجي تتمثل في الحقبة الزمنية الأخيرة والتي تعرف بالزمن الرابع Ere Quaternaire والذي يبدأ منذ ـ 1.64 م س ويمتد إلى يومنا هذا، ففي هذه الحقبة أخذ توزع القارات والبحار شكله النهائي الحالي، كما ظهرت المجموعات الحيوانية والنباتية الحديثة، وأبرز الأحداث التي حصلت خلال هذا الزمن هي ظهور الإنسان على مسرح الحياة، هذا بالإضافة إلى التغيرات المناخية الهامة (فؤاد 1992). إن الرسوبيات الرملية والصخرية التي تغطي المنطقة حاليا قد نتجت وتكونت خلال هذا الزمن، وعليه فإن منطقة سوف الحالية ما هي إلا إقليم مناخي وجيومورفولوجي ونباتي تشكل خلال الزمن الرابع أي خلال المراحل الأخيرة من العهد السينوزوي Cénozoique. على الرغم من أن منطقة سوف الحالية عبارة عن منطقة صحراوية قاحلة وذات غطاء نباتي متواضع، إلا أنها لم تكن كذلك خلال المراحل الأولى من الزمن الرابع أي خلال عصور ما قبل التاريخ (حوالي قبل الميلاد)، ففي هذه العصور كانت سوف عبارة عن أرض رطبة تعرف نسبة عالية من الهطولات وتعج بالحياة الحيوانية والنباتية، وذلك لأن الظروف المناخية السائدة إبان تلك العصور تختلف جذريا عن المناخ الحاضر، ففي عصور ما قبل التاريخ حدثت مراحل جليدية (العصور الجليدية) أدت إلى توسع حجم القطبين المتجمدين وهو ما أثر على مناخ المناطق البعيدة عن القطبين تأثيرا كبيرا، فقد عرفت منطقة سوف في العصور الجليدية مناخا ممطرا رطبا شبيه جدا بمناخ المناطق الأوروبية الحالي وأدى ذلك إلى تطور الغطاء النباتي وازدهاره، وتوجد حاليا العديد من الشواهد والدلائل على الفترة الزمنية الرطبة التي مرت بها المنطقة وأهمها: وجود الكميات الهائلة من المياه الجوفية في خزانات ضخمة تحت أرض المنطقة، حيث تجمعت هذه المياه خلال تلك الفترات الرطبة والممطرة التي تزامنت مع العصور الجليدية، كما أن الشطوط المالحة المتواجدة حاليا مثل شط ملغيغ وشط مروانة وكذلك شط الجريد في الجنوب التونسي عرفت تحولات خلال الفترات المطيرة، فقد تحولت إلى بحيرات شاسعة نتيجة لارتفاع مستوى المياه، ويرى بعض الباحثين أن مجموعات من إنسان ما قبل التاريخ كانت تعيش على ضفاف هذه البحيرات وتتغذى على صيد الحيوانات. كذلك تعتبر مجاري الأنهار الجافة التي تتخلل العديد من المناطق الصحراوية دليلا على حقبة زمنية مطيرة عرفتها المنطقة، حيث أدت الهطولات المرتفعة إلى توسع مجاري الأنهار وهو ما يؤدي إلى ازدهار الحياة وتطور الغطاء النباتي. بالإضافة إلى ذلك توجد العديد من الآثار الحضارية الشاهدة على رطوبة مناخ الصحراء خلال العصور الجليدية ولعل أهمها الرسوم والنقوش الصخرية الموجودة في مناطق قاحلة مثل مناطق الطاسيلي والتي تمثل مشاهد من الحياة اليومية لإنسان تلك الحقبة بجانب قطعان من حيوانات متنوعة معظمها لا يعيش في الصحاري. سوف والاحتلال الفرنسي: في ديسمبر وصل العقيد الفرنسي"ديفو" بقواته الهائلة إلى وادي سوف مستطلعا الوضع العام، ثم رجع إلى تقرت ليعلن يوم على أن "علي باي بن فرحات" ممثل فرنسا وقايد على تقرت ووادي ريغ ووادي سوف. وعمل ديفو على مراقبة منطقة وادي سوف، وحاول إضفاء نوع من الاستقرار عليها عن طريق المراسيم والأوامر، وفرض الضرائب وحث السكان على العمل تحت أوامر "علي باي"، إلا أن المنطقة بقيت مجالا للاضطرابات، وبدأت تحركات رجال المقاومة الشعبية وخاصة سي النعيمي ومحمد بو علاق اليعقوبي وبن ناصر بن شهرة ومحمد بن عبد الله، وحينئذ عمل الفرنسيون على تحقيق نوع من الهدوء في المنطقة، فشيدوا عدة أبراج للمراقبة في الجهات الأربعة لسوف لتأمين القوافل والمحافظة على الأمن، ولكن المقاومة ظلت مشتعلة بوادي سوف وما جاورها وامتدت من عين صالح إلى ورقلة وتقرت وسوف وتبسة ونقرين وبلاد الجريد ونفطة التونسية. قاد هذه المقاومة محمد التومي بوشوشة، الذي استولى على ورقلة في ، وعيّن عليها بن ناصر بن شهرة آغا، وكانت ورقلة تابعة لعلي باي، فاتصل جماعة من شعانبة الوادي ببشوشة وأخبروه بأن "علي باي" أودع أمواله وعياله ببلدة قمار، التي هاجمها بوشوشة يوم فاحتمت عائلة على باي بالزاوية التجانية، وبعد مفاوضات مع أعيان الوادي، رجع بوشوشة وسلمت عائلة "علي باي"، لكن آغويته لم تسلم من سطوة بوشوشة الذي استولى على تقرت في وعيّن عليها بوشمال بن قوبي آغا، فصارت وادي سوف تابعة لسلطة بوشوشة. ولما تأكد للفرنسيين عجز "على باي" أعدوا جيشا بقيادة الجنرال "لاكروا فوبوا" الذي أعد خطة استطاع بها انتزاع ورقلة وتقرت من أنصار بوشوشة في يناير 1872 واتجه نحو سوف فأخضعها للسلطة الفرنسية وعيّن عليها حاكما من جنود الصبايحية يدعى"العربي المملوك". والجدير بالذكر أن وادي سوف ما بين 1837 - 1872 كانت ملجأ آمنا للمقاومين، تدعمهم بالمال والسلاح والرجال، ولما انتهت فترة السبعينات من القرن 19 بتصفية فلول المقاومة الشعبية بالجنوب، بدأ الفرنسيون يهيئون الظروف للاستقرار في الجنوب الجزائري، قريبا من الحدود التونسية التي كانت فرنسا بصدد التخطيط لاحتلالها، وتعتبر سوف أهم موقع يمكن استغلاله لتأمين ظهر الفرنسيين. وتمكنت فرنسا من فرض الحماية على تونس في وفي مقابل ذلك كُلف الضابط "ديبورتار" - الذي سبقت له المشاركة في احتلال تونس - بتأسيس أول مكتب عربي بالدبيلة القريبة من الحدود التونسية، فكانت المركز الأول للاستقرار الفرنسيين في سوف. ثم أخذت القوات الفرنسية في التزايد بالدبيلة واستمر إلى سنة 1887، وبعد ذلك بدأ العدد يتناقص لأن الإدارة الفرنسية بدأت الاستقرار بقوة في مدينة الوادي عاصمة الإقليم منذ سنة 1882، ويعتبر النقيب "فورجيس" (1886-1887) ثاني حاكم عسكري لملحقة الوادي، والذي خلف الضابط "جانين". واستعان الفرنسيون بالقياد وشيوخ القبائل لادارة شؤون السكان، وصارت الوادي ملحقة منذ 1885 تابعة لبسكرة ثم حُولت إلى دائرة تقرت عام 1893، وشهدت الملحقة بعد ذلك تغيرات مستمرة في حكامها العسكريين. وفي عام 1902 حدث تغيير في التقسيم الإداري بالجنوب فأصبحت سوف تابعة لإقليم الصحراء، وطُبق عليها الحكم العسكري الذي ضيق الحريات، إلا أن الوعي الوطني برز جليا في ثنايا الطرق الصوفية وخاصة الشيخ الهاشمي وابنه عبد العزيز الذي تأثر برحلاته إلى الزيتونة والمشرق العربي، وتحول من شيخ للزاوية إلى داعية للأفكار الاصلاحية في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكلفه ذلك النفي والتشريد من طرف السلطات الاستعمارية، ومهد ذلك لبروز الحركة الوطنية الاستقلالية بعد الحرب العالمية الثانية، والتي شرعت في بث الوعي الوطني وتجنيد المناضلين وجمع الأسلحة والتهيئة للثورة التحريرية. "جمع السلاح والتحضير للثورة:" بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بقيت مخلفاتها التي تتمثل في الأسلحة والذخائر، وقد تسرّب من ليبيا وتونس إلى وادي سوف بعضا منها، فأمر المستعمر أعوانه من شيوخ وقياد بجمعها بأي وسيلة، فجمع بعضها وبقي منها الكثير لدى السكان، ووصل ثمن الواحدة حوالي 1500 فرنك قديم، والعلبة الواحدة من الذخيرة ذات 6 رصاصات 20 فرنك قديم. عندئذ شرع محمد بلحاج الذي أسند إليه النظام السري بالوادي مهمة جمع السلاح عبر الصحراء فبدأ بجمع السلاح من مواطني الداخل وتخبئته، ثم بدأ السفر إلى البلدان المجاورة لجلب ما يمكن جمعه من الأسلحة. فمن قرية سناول شرق غدامس بليبيا اشترى محمد بلحاج كمية كبيرة من السلاح ومختلف أنواع الذخيرة، وعند عودته خبأها في غوط نخيل شرق الوادي بقرية الطريفاوي، كما سافر ثانية رفقة الخبير " محمد بن الصادق " وأتى بكمية وافرة من السلاح والذخيرة والنظارات الكاشفة للأبعاد، وفيها وصل سعر البندقية الواحدة أقل من 800 فرنك قديم، حتى أن الحمولة كانت ثقيلة فترك جزءا منها وأخذ عددا أكثر من الإبل لجلب الكمية المتبقية. ثم سافر مرة ثالثة رفقة العريف " بوغزالة بشير بن نصر " سنة وأتى بكمية لا بأس بها من السلاح والذخيرة. وفي الفترة ما بين و1953 م سافر " زواري أحمد الصادق " في أكثر من مرة إلى طرابلس وتونس وأتوا بكميات من السلاح حيث خبأ الكثير منها في غواطين النخيل حيث يقع الغوط الأول في نزلة الطلايبة جنوب شرق الوادي والثاني غوط عدائكة شرق تكسبت شمال الوادي "نقل السلاح نحو الشمال:" عند توتر الأوضاع وتفتيش المنازل، توقف " محمد بلحاج " عن السفر لجلب السلاح لفترة استغلها في تحويل السلاح نحو الشمال. وقد كانت هذه العملية صعبة وشاقة، واتخذوا في ذلك عدة وسائل منها ما نُقل بواسطة الإبل، حيث قدم إلى الوادي شخصان من زريبة الوادي ببسكرة يقودان قافلة من الإبل محملة بالشعير، وبعد بيعه حمّلوا السلاح والذخيرة، وأشرف على قيادة القافلة " محمد بلحاج " مرفوقا بـ "عبد القادر العمودي " و" بن موسى بشير" ومعهم عريف الطريق، وبعد وصول القافلة إلى زريبة الوادي وزريبة حامد - التي كانت المركز الاستراتيجي في عملية نقل السلاح إلى الأوراس - وبعد صعوبات في الطريق كاد الاستعمار أن يكشفها، وجدوا شخصان في انتظارهم، وكانت كلمة السر بينهم الاستظهار بنصف ورقة نقدية ذات 20 فرنك قديم يقدمها أحدهم للآخر ليقارنها مع النصف الذي بحوزته، وعند التأكد يسلّم السلاح. وقد تم الأمر كما خُطّط له، ورجع المجاهدون إلى الوادي بعد انتهاء مهمتهم بنجاح. وكما تواصلت عملية ترحيل السلاح والذخيرة على الإبل، نُقل السلاح أيضا بواسطة الشاحنات والحافلات حيث كانت شاحنة نقل الطليان المسافرين الرابطة بين الوادي وبسكرة، وكانت الأسلحة الصغيرة الحجم كالمسدسات والذخيرة توضع في صناديق التمر والشاي وأكياس دقلة نور، أما الصناديق فتُلف في ملاحف وتُغلّف بحصائر، وبتلك الأسلحة نفّذ المجاهدون في الأوراس أول عملياتهم الفدائية، وبها فجّروا الثورة التحررية يوم الفاتح من نوفمبر 1954م، بالإضافة إلى " مادة الديناميت " التي يصنع منها القنابل، فكان الشهيد ونيسي الأمين مُكلفا من طرف الحاكم العسكري بالوادي بتوزيع مادة التفجير الفلاحي في " حاسي خليفة " لاستعمالها في إزالة الطبقة الحجرية المتواجدة على سطح الماء عند علف النخيل، وكان ونيسي يُحوّل أكثر من 50% من المادة المذكورة إلى المكلفين بنقل السلاح للشمال ويستخدمها " مصطفى بن بولعيد " في شكل قنابل تقليدية إذ خُصص لها شاب يُدعى " عنتر " كسب خبرة عالية في حرب الهند الصينية، وهذه المادة استعملها المجاهدون في بداية الثورة لنسف معسكرات العدو وتحطيم طرقاته. معارك وادي سوف: وبالرغم من أن خصائص المنطقة غير صالحة نظريا لخوض المعارك، إلا أنها لم تتخلف عن الركب وكانت هناك معارك كبيرة ومشهورة مع العدو نذكر منها : معركة حاسي خليفة: - مكان المعركة: شرق حاسي خليفة. - التاريخ: 17 نوفمبر وهي أول معركة بالمنطقة. - عدد المجاهدين المشاركين: 13. - خسائر المجاهدين: جريح واحد قُبض عليه وهو " شعباني بلقاسم ". - خسائر العدو : 75 قتيل وكثير من الجرحى، كما استحوذ المجاهدون على عدد معتبر من الأسلحة. معركة صحن الرتم: - مكان المعركة: صحن الرتم بين الجديدة والمقرن شمالا. - التاريخ : م. - عدد المجاهدين المشاركين: 22. - خسائر المجاهدين: 8 شهداء وجريح واحد هو " محمد لخضر عمارة " وأُسر " المقدم مبروك ". - خسائر العدو: ضخمة معركة هود شيكة: - مكان المعركة: هود شيكة (غيطان نخيل يتكوّن من 200 نخلة وهو ملك لمُعمّر يدعى شيكة) بالجديدة، وقد استعمل فيها العدو الفرنسي الطيران والقومية واللفيف الأجنبي. - التاريخ : 8 - 9 - 10 أغسطس بقيادة الشهيد محمد لخضر عمارة المدعو " حمّ لخضر ". - عدد المجاهدين المشاركين : 32. - عدد المجاهدين المجندين في الطريق: 5. - عدد المجاهدين المجندين في المعركة: 8 من بينهم امرأة تدعى " ارحومة مريم ". - العدد الاجمالي للمجاهدين : 45. - خسائر المجاهدين: 31 شهيد ولم ينج من القتل إلاّ واحد هو " قريد عبد المالك " المدعو " الجنة ". - خسائر العدو : أكثر من 600 قتيل وكثير من الجرحى. معركة الدبيديبي: - مكان المعركة : الدبيديبي ببلدية العقلة. - التاريخ : . - عدد المجاهدين : 64. - خسائر المجاهدين: 39 شهيد وبعض الجرحى والأسرى. - خسائر العدو : ما يزيد على 70 قتيل وجريح وإسقاط طائرة. معركة هود سلطان: - مكان المعركة : نواحي تاغزوت، وقد استعمل فيها العدو الطيران. - التاريخ : . - عدد المجاهدين : 15. - خسائر المجاهدين : 8 شهداء. - خسائر العدو : 120 ما بين قتيل وجريح. معركة مجزرة رمضان 57: لقد أثمرت جهود القائد الطالب العربي في تنظيم الثورة بسوف، حيث نشط العمل الثوري إلى غاية 1957م، وأصبح للثورة شبكة من الخلايا لجمع المال وإمداد الثورة بالرجال والعتاد تحت إشراف الحاج البشير غربي إمام مسجد (عَمْرَ) بحاسي خليفة، وقد لفت هذا النشاط انتباه العدو، وتمكن السفاح " بريدو " وقائد لاصاص " لوكار" من كشف التنظيم المدني الذي كان يمول منطقة زايف والأوراس بالمؤونة والسلاح والمجاهدين، وشرعوا في الاعتقالات الفردية والجماعية، ومداهمة المنازل طيلة شهر رمضان. وتعرض المجاهدون للتعذيب والإستنطاق، فأحدث مجزرة رهيبة تجاوز ضحاياها 140 شهيدا من كل قرى سوف، وذلك يوم الاثنين أول رمضان 1377هـ الموافق لأول أبريل 1957م، وقد أثرت سلبا على العمل الثوري، والجدير بالذكر أنه لم يتم الإشارة لهذه الحادثة في تقارير السلطات الإستعمارية بالمنطقة. شهداء وادي سوف: كانت وادي سوف كمثيلاتها في كامل القطر الجزائري سباقة إلى العمل الثوري، بداية باحتضانها للحركة الوطنية ومرورها بالتحضير للثورة، فكانت معبرا للسلاح الذي قامت الثورة بواسطته بطرد العدو الغاصب الذي احتل الأرض واستباح العرض وحاول مسخ ثوابتها من دين ولغة، فلم تبخل وقدمت كل ما يمكن تقديمه من جهد وسلاح ورجال. وقد بلغت الحصيلة التقريبية لشهداء الوادي 768 شهيدا نذكر بعض أسماء القادة على سبيل المثال لا الحصر: اسم الشهيد تاريخ ومكان الولادة استشهد بتاريخ القائد الجيلاني بن عمر سنة 1926 بالعقلة 20 / 10 / 1955 في معركة الدبيديبي القائد محمد لخضر عمارة سنة 1930 بجديدة (الدبيلة) في معركة هود شكة القائد الطالب العربي قمودي سنة 1923 بالوادي 1957 القائد عبد الكريم هالي 1930 بقمار 1957 القائد سعيد عبد الحي 1927 بقمار 1957 وصلات خارجية. الموقع الرسمي ولاية الوادي تقع ولاية خنشلة في الشرق الشمالي الجزائري وبالتحديد في منطقة الاوراس, هي الولاية رقم 40 في التقسيم الإداري الجزائري ظهرت كولاية بعد تقسيم 1984 تتوسط كلا من الشرق ولاية تبسة، ومن الشمال ولاية أم البواقي ومن الغرب ولاية باتنة، ومن الجنوب ولاية بسكرة و ولاية الوادي (وادي سوف).يعتقد أن المدينة استمدت اسمها من اسم ابنة الملكة الأمازيغية ديهيا المعروفة عند العرب باسم الكاهنة. تشتهر ولاية خنشلة بتراثها الشاوي العريق الغني وتعد ولاية خنشلة معقل الثورة الأول ويذكر أن غالبية سكان ولاية خنشلة هم بربر أمازيغ. واللهجات المستعملة في الولاية هي الشاوية والعربية على الألسنة إلا أن نسبة المتحدثين بالشاوية في عاصمة الولاية قليل وهذا ما نجده معاكسا تماما للوضع في كل من بلدية أولاد رشاش (زوي) في الدرجة الأولى، تليها بلدية المحمل التي يحرص سكانها على التمسك بالثوابت القومية غير المناقضة للشريعة الإسلامية من لغة وتقاليد وعادات. تقع الولاية على علو 1200 متر عن سطح البحر، تتميز خنشلة بحماماتها المعدنية لدرجة أن الرومان المشهورين بحبهم للحمامات انذاك، أقاموا العديد منها بالمنطقة، ومن أشهرها حمام الصالحين ببلدية الحامة الذي يستمد مياهه من نبع درجة حرارته 76°مئوية، وحمام لكنيف الواقع ببلدية بغاي عاصمة الكاهنة. اليد العاملة في الولاية ارتفعت إلى نسبة 40% من عدد السكان الكلي. تتوزع كالآتي: 41 % في الزراعة، 10 % في الصناعة، 11 % في قطاع البناء، 38 % في قطاع الخدمات تبعد بحوالي 600 كلم عن العاصمة الجزائر، وتنقسم إلى 8 دوائر و21 بلدية. تاريخ الولاية. تتموقع ولاية خنشلة في قلب الاوراس، وتتميّز بتضاريسها الوعرة وبغزارة ثلوجها شتاء،والمناظر الخلّابة ربيعا وصيفا.يمتاز شعبها بالكرم والجودوالإيباء والأنفة. ويقطنها [الشاويّة] وهم ذوو أصول أمازيغيّة . خـنشـلة قـبل الاحتلال الـرّومـانـي : وجــدت بالـموقــع الذي تحتـلّه حـاليـا خــنشـلة مدينـة عـرفـت فـي العــصـور القديمـة باسم " مـاســكـولا " « MASCULA » وهـذا مـا يـفيـدنـا بـه دليـل رحـلة أنطـونـينـوس أوغوســطوس "itinerarium antonini augusti " وكـتابـات رجـال الكـنيسـة أمـثال اوبـطـاتـوس الميـلي والأسقف أوغوسـطـينـوس وتأكّـده نـقـيشـة عـثـر عـلـيها فـي النّـصف الـثّانـي من القـرن المـاضـي يـتـجّـلى مـن خـلالـها أن مـاسـكولا كـانت فـي القـرن الـرّابـع تـابـعـة لـمقـاطـعـة نـومـيـديّـة القـسـنـطـينـيّة "Provinciae Numidiae Constantinae ". كـما عـرفـت المديـنة ابتداء مـن الـرّبـع الأخـيـر للـقرن الـسادس باسم مـاسـكولا تيـبـريـا "Mascula Tiberia" هـذا اللّقـب الذي حـصلت عـلـيه مـابيـن سـنة 578 و 582 عـنـدمـا أعـيـد بـنـاء أسوارها خـلال الـثّـورة الّتي تـزعـّمـها الـموريـون بـقيـادة : نلـكهم قـاسمول "Gasmul ومـمّا تـجـدر الإشـارة إليـه أن التّـاريـخ القـديم لـخـنـشـلة " Mascula" ولاسـيما الفـتـرة الـسابـقة للاحتلال الـرّومـانـي لا يـزال مـجـهولًا،إلّا أنّ بعض الحوارات التي أجريت مع الدّكتور يحيا بوعزيز يؤكّد أنّ في تلك الفترة كانت خنشلة من أقوى الولايات النّوميدية حيث كانت تضمّ رجالا كبارا يوصفون آنذاك بالنّبلاء وهم عليّة القوم :أمراء جيوش وملّاك اقطاعيّين وهذا ما تدلّ عليه بعض النّقوش الحجريّة المكتشفة أخيرا حتّى أنّه في وقت من الأوقات كان يُخشى منها أن تنفصل لتكون دولة مستقلّة, كما أنّ أمراءها المعرفون في المنطقة بالرّيغة righat وهم أصلا منحدرون من قبائل الزناتة فكّروا عدّة مرّات بالخروج على مملكة النّوميديّين وكانت لهم مناوشات معها, إلّا أنّ حكمة بعض الأعيان حالت دون الانقسام لأن ثلث جيش نوميديا كان من قبائل الشاويّة المتعدّدة, ولا تزال سيرة الإنتماءالى الجيش أساسيّة ومقدّسة في أبنائهم إلى اليوم, وعلى سبيل الذكر يذكر بعض علماء التاريخ أنّ مملكة واد ريغ المقامة في ورقلة في العصور السّابقة ماهي إلّا محاولة لبعض الأمراء الرّيغة في إنشاء مملكة مستقلة تجمعهم كعرق واحد ولكن للأسف لم تعمر طويلا،والقليل من الأمراءالباقون توجّهوا إلى مدينة مزلوق (قرب مدينة سطيف حاليا وأسّسوا مدينة كبيرة ولكن تحت السّلطة النّوميديّة دائما ولم يشقّوا عصى الطّاعة, ثمّ اّتّجهوا جنوبا إلى قصر الأبطال من نفس الولاية ولم يذكر التّاريخ عن هذه العائلات إلا القليل في بعض الكتب التّركية والفرنسيّة, وذُكرت منها بعض الألقاب مثل لقب : رزايميّة والّذي في الأصل هو ريزاميه rizamihe ولقب : درمان وهو في الأصل دورغومان dorgouman،ومنها أيضا عائلة الأمراء المنقرضة والتي كانت تفرّ بجلدها من بلد إلى بلد, والّتي كان منها أمراء الجيوش.وأقسم الشّاوية بأن ينصّبوا قائدها ملكاعليهم إن أسّسوا مملكة، قائد هذه العائلة هو المسمّى فريدهان ألقاتهن al-leggathhen vridhanne ,وتلقّب هذه العائلة حاليًّا ب "لقاط" وهم ينتشرون بين سطيف وبرج بوعريريج أين انتهى فرار الأجداد بهم،-كما أنّ فرنسا إبّان سنوات تدميرها للجزائر. كان للجنرال سالان وهو أحد الانقلابيّين منجّم, يرافقه دوما كما هو حال السياسيّين، حذّره هذا الأخير بأنّ مجد نوميديا سيعود على يد ابن لفريدهان يسمّى باسم كاسمه, ولقب كلقبه, يضمّ كل شمال إفريقا بالقوّة, ملكه يدوم أربعين عاما, يُخضع فيها البحر الأبيض بأكمله. يظهر حين يكثر الدّم في الهضاب العليا، صفته كجدّه عصبي, يتعصّب لرأيه ويميل للمواجهة مع الخصوم, وفيّ لبلده وفاء منقطع النّظير, يدعمه جنرال مثلك يتهم بقتل النّاس وحكم البلاد من وراء السّتار يتقابلان لقدر معلوم, لأنّ بداية تمرّسهما في السياسة تكون من الشّرق من مملكة السّنوسيّين, سيكون له بمثابة الأب ويمكّنه ويعينه على الحكم، يرعاه كولد له ويترك البلاد بين يديه قبل أن يموت. سالان حينما سمع هذا الكلام قال ليتني كنت أنا هو - اقرؤوا مذكرات ابنت سالان-.ومع هذه الأطروحة أو الفرضيّة الّتي تتكلّم عن عودة الأمير القيصر البربري والّتي نتمنّا أن تكون صحيحة ونتمسك بها كأمل إلا أنّنا في حقيقة الواقع سرعان ما نصطدم بفراغ كبير في المادّة التّاريخيّة حول الفترة الفاصلة بين العصور القديمة وبداية الاحتلال الرّوماني، هذا الفراغ الّذي يعود إلى عدم اهتمام الكتّاب القدامى والباحثين بـهذه الـمرحـلة الـتّاريـخـيّـة الهـامّـة مـن تـاريـخـنا الـوطــني المعـروفـة بـعهـد الممـالـك المـسـتـقـلّـة حـيـن كـانت السـّيادة الـنّومـيديـة واللّـوريـة قـد فـرضـت تـواجـدهـا عـلى الـسّاحـة الدّولـيّة، بـحـيـث أنّ الكـتّاب القـدامى الّذيـن كـتـبوا عـن بـلاد المـغـرب القـديـم مـثل الباحـثـين اهتمّوا بالدّرجـة الأولـى بالأحـداث الّتي لـها عـلاقـة بالتـّاريـخ الـرّومـانـي.هـذا وارتكب الباحـثـون الّذيـن قـامـوا بالتّقنـينات فـي القـرن المـاضـي سـواء عـمدا (ربما خوفا من أن تشيع الأسطورة فتحيا فينا النخوة النوميدية)أو بـدون قصد، وكلاهما جـريـمة فـي حـقّ الـتّاريـخ المحـلّي،وذلك بإهـمالـهم لـكلّ مـا هـو غـير رومـانـي، مـمّا جـعـل البـقايا الأثـريـّة الدّالـة عـلى وجـود حـضارة محـلـيّة بالكـثـير مـن المـواقــع الأثـريّـة عـرضـة للنّهب والظّـياع.وتـسـبّب فـي وجـود هذه الحـلقـة المـفرغـة التي تـعانـي مـنها، وكـانت خـنشـلة مـثـلـها مـثل الكـثـير من المدن الجـزائـريّـة انتقلت مـباشـرة مـن العـصور الحجـريّـة إلـى العـهد الـرومـانـي، وهـذا يتــنـافـى تـماما مـع المنـطق الـتّاريـخي الـقائـم عـلى التّـواصـل الحـضاري للـشـّعوب. الاحتلال الروماني. يجد المؤرخ المتخصص في تاريخ بلاد المغرب القديم نفسه مجبرا أمام غياب المعطيات المادية والأدبية المتعلقة بتاريخ خنشلة في العهد النوميدي الا ما ورد ذكره في السابق وشح المعلومات حال دون التطرق لتلك المرحلة بئسهاب. أما المعطيات المتوفرة في الوقت الحاضر فهي تساعد نوعا ما على تسليط الضوء على التطورات التي عرفتها المدينة ابتداء من القرن الأول الميلادي بعد خضوعها للاحتلال الروماني. ولعل سؤال يتبادر الذهن في هذا السياق يكون حول تاريخ وكيفية احتلال ماسكولا أدرجت هذه الأخيرة ضمن برنامج الرومنة الإدارية للمدن يمنحها رتبة بلدية "Municipal" أم أن سلطات الاحتلال أقامت فيها البداية مركزا عسكريا لم يلبث أن تطور وتحول إلى مدينة مثلما حدث على سبيل المثال بسور الغزلان "Auzia " وعين تموشنت "Albulae" وغيرها. وما هي العوامل التي عجلت احتلالها ؟ حيـن نبحـث عـن العـوامـل التي عجـلت باحتلال مـاسكـولا نجـد أنها تكمن بالـدرجـة الأولى فـي الأهمية الإستراتيجية لمـوقعـهـا الجيـوسيـاسـي. فهـي بحكـم مـوقعهـا الجغـرافـي تسيـطر عـلى ممـر عـرضـه حـوالـي ثـلاثـون كـيلـومـتـر يفصـل جبـال الأوراس عـن النمـامشـة، يبعـد بيـن الممـرات الرئيسيـة المـؤديـة للصـحـراء بـاعتبـاره الطـريـق المبـاشـر الذي يـربـط منطقـة وادي سـوف بـقـسـنـطيـنـة عـبـر الـفـيـد ووادي العـرب، وبالتـالي هـو بمـثابـة حـلـقة وصل بـين الـشـمال والجـنوب. كـما أنـه طريـق تنقـلات الرحـل الـقادميـن من الجـنوب نحـو السـهـول الـعلـيـا الزراعيـة، هذه الـتنـقـلات الـتي قـد تســبب أحيـانا في النـزاعـات التـي تـظـهر بـيـن الـرحــل والـمزارعيـن مـثلـما تـسـهـل تحالـفـهم للـتـصـدي للـتوغـل الـرومـانـي نحـو أراضـيهـم ومـراعيـهـم وهـنا تـكـمـن خطورتــه هذه الخـطورة الـتي جـعلـت الـرومـان يـسـرعـون إلـى احتلاله حـتـى يـتســنى لـهـم مـراقـبــة تحركـات الرحـل وتجـنـب أي تحالـف قـد يـظهـر بيـنهـم وبـيـن المـزارعـيـن وفـي نـفـس الوقـت يـساعـدهـم عـلـى الـتـدخـل للـقضـاء علـى الاضطرابات التي تحـدثـها هـذه الـقـبائـل وتـمـنع انتشارها بالـمناطـق الـمجاورة لـها الـتي كانـت قـد خضعـت مـنذ وقـت مبـكـر للهيـمنـة الـرومانيـة ولا ننـســى الإغـراء الـمادي المتـمثــل فـي الأراضـي الـخـصبــة بنـوعـيـهـا الـزراعيـة والمـراعـي الـتــي تهافـت عليـهـا الرومـان والتـي أكتسحها الضـيـاع الكبـرى والمـزارع التـي أستحوذ علـيـهـا الرومـان والتـي تـدلـنـا عـليهـا المخـلـفـات المـاديــة والنـقـاش التـي وجـدت فـيهـا. أما فيما يتعلـق بـتاريـخ احتلالها فإن قلـة النقـاش التـي وجـدت بخنشلــة مقـارنـة بلامبيـز وتيمقـاد وعدم دقـتـها لا تساعد علـى تحـديـد تاريـخ دقيـق لاحتلالها ولا علـى إزالـة الغمـوض الذي يكتـنــف الـفتـرة السابـقـة لظهـور البلـديـة ففـي هـذا الصـدد يفـترض ماسـكولاي "Masqueray " أن ماسكـولا كانت فـي البدايـة مثـل جارتهـا عيـن الـزوي " Vazaiui " مركـزا عـسكريـا لـفيـلـق اللـوزيـتـانـيـيـن الســابـع. وهـذا الرأي تـوصـل إلـيه استنادا إلـى نقـيـشــة إلـى انـجاز هـذا الفـيـلق لبـعـض الأشـغال بـماسـكولا لا يـجـهل نـوعـها، غـيـر أنـه يـصـعـب معرفة حقيقة هـذا التـواجـد أن كـان دائـمـا أو مـؤقـتا، بل يـجـهل إن كـان هـذا الفـيـلق قـد عـسـكر فـعـلا بـهذا المـوقـع، فلعله كان معسكرا بإحـدى المـراكـز المجـاورة لـه خـلال فـتـرات يـجـهـل تـاريـخـها،كـما أن عـدم تـضـمـن النقيشـة أيـة إشـارة تـساعـد عـلة تأريـخـها لا تــسـمح بالتأكـد إن كـانت تـلك الأشـغال قـد أنـجـزت فـي تـلـك الفـتـرة أم بـعد ذلك إمـا فـي القـرن الـثانـي أو الـثالـث. ودائـما فـي هـذا السـياق، يـعتـقد كـانـيا " R.Cagnat " بـوجـود مـركـز عـسـكـري بـماسـكـولا، يـرجـعـه استنادا إلى النقـيشـة المسـجـلة فـي المـجـلد الـثامن مـن سـجـل الـنقـوش اللاتينية تـحـت رقـم 17725 إلـى الفـتـرة الـسابـقـة لـتـربـع فـيسـبا سيـانـوس عـلى عـرش الإمـبراطـوريـة، كـما تـسـتند عـلـيـها راشـت " M.Rachet " حـين تنـسـب تأسـيس مـاسـكولا لـسـنة 76 فــلاندري عـلى أي أسـاس تـم الاستناد عـلى هـذه النقـيشــة لتـحديد تـاريـخ تـأسـيس المديـنة طـالـما لـم يـعـثـر عـلـيها فـي خنشلة، بـل وجـدت بـخـمام الصـالحـين " Aquae Flavianae "، أـما بـخـصـوص الـنصـب الـجـنائـزي لـفــلافـيـوس بيتـوس " Flavieus Bitus " أحـد فـرسـان فـلق الــتراقـيـن الـثانـي، فـهو يـنـتمـي فـعـلا لـعـهد الأبـاطـرة الفـلافـييـن، لـكـنه حـسـب النقـيـشـة لـم يـسـتـقر بمـاسـكـولا إلا بـعـد تـسـريـحـة مـن الخـدمـة العـسـكـريـة، وهـذا مـا جـعـل لـوبـواك "Y.Le Bohecc" لا يعـتـبـره دلـيـلا مقـنعـا عـلى خـضـوع هـذه الأخيرة للاحتلال الرومـانـي فـي تـلـك الفـتـرة. إن افتقادنا للمـعـطـيات الـتي تـؤكـد أو تنـفـي وجـود مـركـز عـسكري بـهذا المـوقـع قـبل ظـهـور المديـنـة،يـجـعـلـنا نطرح احتمالين، أولـهـما يـؤيـد فـكـرة وجـوده، أمـا الـثانـي وهـو الاحتمال الأرجـح أن الـرومـان أسـسـوا فـعلا مـركـزا عـسـكـريـا بالمنـطقـة سـنة 76 لـكن لـم يـكن بـماسـكولا وإنـما بـحـمام الصـالحـيـن التي تبـعـد عـنـها بـحـوالـي : 03 كـلم، والتي أدرجـت فيـما بـعد ضـمـن إطارهـا الجـغـرافي، هـذا المـركـز الذي ربـما أدى فـيـه فـلافـيـوس بيـتـوس الخـدمـة العـسـكـريـة ولعـل مـا يدعـم هـذا الرأي هـو وجـود نقـيـشـة لـقائـد فـيـلق الـتراقـييـن الـثانـي بـهذا المـركـز، ولـما نفذت مـدة خـدمـة فـلافـيـوس بيـتـوس فـي صـفوف الجـيـش، انتقل هـو وغـيـره مـن الـجــند إلـى مـاسـكولا التي ربـما آنذاك قـريـة صـغـيـرة للـعـيـش فـيـها، ثـم تـوافـدت عـليـها عـناصـر بشـريـة من الضـواحـي، وما إن ـحـل القـرن الثانـي حـتـى كـانت القـريـة قـد تـطـورت وحـلـت مـحـلـها المديـنـة.، تعتبر مهد الثورة الجزائرية المجيدة.حيث يشهد لها التاريخ من خلال ابنائها الذين قدمو النفس والنفيس من أجل الوطن، وعلى راسهم اب الثورة عباس لغرور. التعليم الجامعي. تضم هذه الولاية العديد من الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي، منها: السياحة. من أهم السياحات في ولاية خنشلة : الزراعة. إن ولاية خنشلة التي تقع في منطقة الأوراس وذات امتداد سهبي قريب من الصحراء تتميز باقتصاد زراعي وغابي ورعوي وابرز المناطق الزراعية تقع في بلدية بغاي عاصمة الكاهنة في حين أن النشاطات الصناعية والخدماتية لا تساهم إلا بنسبة ضئيلة جدا في إحداث الثروة ومناصب شغل. وتقدر المساحة الزراعية الإجمالية بأزيد من 964.000 هكتار منها حوالي 232.000 هكتار صالحة للزراعة منها 30.000 هكتار كمساحة مسقية. وتتشكل الأملاك الغابية لولاية خنشلة من أزيد من 145.000 هكتار من الغابات أي بنسبة 15 بالمائة و 42.000 هكتار من الحلفاء. وتبذل حاليا جهود من أجل تجديد المساحات الغابية وتثمين القدرات الخاصة بالثروات الغابية ودفع نشاط إنتاج الحلفاء. الجبال. جبال الأوراس هي جبال عالية القمة تقع كل من ولاية خنشلة وباتنة في الجزائر وأعلى قمة بها هي قمة لال كلثوم في جبل شيلية يبلغ ارتفاعة حوالي 2328 م التي تقع في لاية خنشلة بالتحديد ببوحمامة تدير ها مديرية الغابات ولاية خنشلة كما يصنف جبل الاوراس من أكبر الجبال في المغرب. الاوراس ام الجزائر كان في الثورة معقل لثور والمجاهدين وتاريخ الجزائر الحديث والقديم مرتبط بهدا الإقليم.ففيه قبر ماسينسا وقصر الملكة دهيا(الكاهنة)ملكة الأمازيغ قبل الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا النقل و المواصلات.  تعتبر شبكة النقل البري عاملا مهما في ترقية السياحة بالمنطقة إذ تعتبر رابطا بين السائح و المواقع السياحية المراد زيارتها، و تحضى ولاية خنشلة بشبكة نقل لا بأس بها يبلغ إجمالي طولها 271 كلم طرق وطنية ، 457 كلم ولائية، 1160 كلم بلدية. 1/ الخطوط الوطنية :  تمر بالولاية عدد من الخطوط الوطنية و خاصة بإتجاه (العاصمة، باتنة، تبسة، أم البواقي، قسنطينة، عين البيضاء، عنابة) و تعتبر الطرق ذات أهمية كبيرة في تطوير اقتصاد الولاية. 2/ الخطوط المحلية:  في ولاية خنشلة شبكة طرق تربط بين مختلف البلديات و من أكثر الطرق كثافة (خنشلة – قايس)، (خنشلة – أولاد رشاش)، (خنشلة – عين الطويلة)، (خنشلة – الحامة)،(بوحمامة– قايس)، (يابوس– قايس)، (تاوزيانت– قايس). 3/أما فيما يتعلق بالنقل الجوي فلا نجد أي مطار على تراب الولاية.