الديمقراطية (، حرفياً "حكم الشعب") هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة - إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين - في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. و من أهم أسس الديمقراطية الالتزام بالمسؤولية واحترام النظام وترجيح كفة المعرفة على القوة والعنف. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلمياً وبصورة دورية. يعود منشأ ومهد الديمقراطية إلى اليونان القديم حيث كانت الديمقراطية الأثينية أول ديمقراطية نشأت في التاريخ البشري. مصطلح ديمقراطية مشتق من المصطلح الإغريقي ويعني "حكم الشعب" لنفسه، هو مصطلح قد تمت صياغته من شقين δῆμος ( ديموس ) "الشعب" و κράτος ( كراتوس ) "السلطة" أو "الحكم" في القرن الخامس قبل الميلاد للدلالة على النظم السياسية الموجودة آنذاك في ولايات المدن اليونانية ، وخاصة أثينا؛ والمصطلح مناقض ل أرستقراطية وتعني " حكم نخبة ". بينما يتناقض هذين التعريفين نظرياً، لكن الاختلاف بينهما قد طمس تاريخياً. فالنظام السياسي في أثينا القديمة، على سبيل المثال، مُنح حق ممارسة الديمقراطية لفئة النخبة من الرجال الأحرار واستُبعد العبيد والنساء من المشاركة السياسية. وفعلياً، في جميع الحكومات الديمقراطية على مر التاريخ القديم والحديث، تشكلت الممارسة الديمقراطية من فئة النخبة حتى مُنح حق العتق الكامل من العبودية لجميع المواطنين البالغين في معظم الديمقراطيات الحديثة من خلال حركات الاقتراع في القرنين التاسع عشر والعشرين. كما ذكر آنفا الديمقراطية تعني في الأصل حكم الشعب لنفسه، لكن كثيراً ما يطلق اللفظ علَى الديمقراطية الليبرالية لأنها النظام السائد للديمقراطية في دول الغرب، وكذلك في العالم في القرن الحادي والعشرين، وبهذا يكون استخدام لفظ "الديمقراطية" لوصف الديمقراطية الليبرالية خلطاً شائعاً في استخدام المصطلح سواء في الغرب أو الشرق، فالديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم السياسي قائمٌ بالإجمال علَى التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثريّة بينما الليبرالية تؤكد على حماية حقوق الأفراد والأقليات وهذا نوع من تقييد الأغلبية في التعامل مع الأقليات والأفراد بخلاف الأنظمة الديمقراطية التي لا تشتمل على دستور يلزم مثل هذه الحماية والتي تدعى بالديمقراطيات اللاليبرالية، فهنالك تقارب بينهما في أمور وتباعد في اُخرى يظهر في العلاقة بين الديمقراطية والليبرالية كما قد تختلف العلاقة بين الديمقراطية والعلمانية باختلاف رأي الأغلبية. وتحت نظام الديمقراطية الليبرالية أو درجةٍ من درجاتهِ يعيش في بداية القرن الواحد والعشرين ما يزيد عن نصف سكّان الأرض في أوروبا والأمريكتين والهند وأنحاء أُخرَى. بينما يعيش معظمُ الباقي تحت أنظمةٍ تدّعي نَوعاً آخر من الديمقراطيّة (كالصين التي تدعي الديمقراطية الشعبية). فالديمقراطية تتناقض مع أشكال الحكم التي يمسك شخص واحد فيها بزمام السلطة، كما هو الحال في نظام الحكم الملكي،أو حيث يستحوذ على السلطة عدد قليل من الأفراد، كما هو الحال في الأوليغارشية. ومع ذلك، فإن تلك المتناقضات المورثة من الفلسفة الإغريقية، هي الآن أفكار غامضة لأن الحكومات المعاصرة قد تحتوي على عناصر من الديمقراطية والملكية وأوليغارشية مختلطة معاً. كارل بوبر يعرِّف الديمقراطية على النقيض من الديكتاتورية أو الاستبداد، وبالتالي فهي تركز على الفرص المتاحة للناس للسيطرة على قادتهم والإطاحة بهم دون الحاجة إلى ثورة. توجد عدة أشكال من الديمقراطية، ولكن هناك شكلان أساسيان، وكلاهما يهتم بكيفية تحقيق إرادة مجموع المواطنين المؤهلين لتلك الممارسة. إحدى نماذج الديمقراطية هي الديمقراطية المباشرة، التي يتمتع فيها كل المواطنين المؤهلين بالمشاركة المباشرة والفعالة في صنع القرار في تشكيل الحكومة. في معظم الديمقراطيات الحديثة، يظل مجموع المواطنين المؤهلين هم السلطة السيادية في صنع القرار ولكن تمارس السلطة السياسية بشكل غير مباشر من خلال ممثلين منتخبين، وهذا ما يسمى الديمقراطية التمثيلية. نشأ مفهوم الديمقراطية التمثيلية إلى حد كبير من الأفكار والمؤسسات التي وضعت خلال العصور الأوروبية الوسطى، وعصر الاصلاح، وعصر التنوير، والثورات الأمريكية والفرنسية. اشتقاق الكلمَة. أمّا لغويّاً، فالديمقراطيّة كلمةٌ مركبة مِن كلمتين: الأولى مشتقة من الكلمة اليونانية Δήμος أو Demos وتعني عامة الناس، والثانية Κρατία أو kratia وتعني حكم. وبهذا تكون الديمقراطية Demoacratia تَعني لغةً 'حكم الشعب' أو 'حكم الشعب لِنفسهِ'. مفاهيم وقِيَم الديمقراطية. الديمقراطية هي حُكمُ الأكثريّة لكن النوع الشائع منها (أي الديمقراطية الليبرالية) يوفر حمايةُ حقوق الأقليات والأفراد عن طريق تثبيت قوانين بهذا الخصوص بالدستور، ويتجلّى كلّ ركنٍ في عدَدٍ من المفاهيم والمبادِئ سوف نبسُطها تالياً. ويندرُ أن تحوذَ دولةٌ أو مجتمعٌ ما علَى هذه المفاهيم كلها كاملةً غير منقوصة، بل أنّ عدَداً من هذه المفاهيم خِلافِيّ لا يَلقَى إِجماعاً بَين دعاة الديمقراطية المتمرّسين. ومن المعروف أن الديمقراطية في دلالاتها الاشتقاقية تعني حكم الشعب نفسه بنفسه أو قد تعني حكم الأغلبية بعد عملية الانتخاب والتصويت والفرز والانتقاء. مبادئ تحكيم حكم الأكثرية ومفاهيمه. وهي مفاهيم ومبادِئ مصممةٌ حتَّى تحافظ الأكثريّة علَى قدرتها علَى الحكم الفعّال والاستقرار والسلم الأهلي والخارجي ولمنع الأقليّات من تعطيل الدولة وشلّها: مفهوم التوازن. تبدأُ فكرة التوازن من أنّ مصالح الأكثريّة قد تتعَأرضُ مع مصالح الأقليّات والأفراد بشكلٍ عام، وأنّهُ لا بد من تحقيق توازن دقيق ومستدام بينهما (ومن هنا فكرة الديمقراطية الليبرالية). وتتمدَّد هذه الفكرة لتشملَ التوازن بيَن السلطات التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائِيّة، وبين المناطق والقبائِل والأعراق (ومن هنا فكرة اللامركزيّة)، وبين السلطات الدينيّة والدنيوِيّة (ومن هنا فكرة العلمانية). مفهوم الشرعية السياسية والثقافة الديمقراطية. تعتمد كل أشكال الحكومات على شرعيتها السياسية، أي على مدى قبول الشعب بها، لانها من دون ذلك القبول لا تعدو كونها مجرد طرف في حرب أهلية، طالما ان سياساتها وقراراتها ستلقى معارضة ربما تكون مسلحة. وباستثناء من لديهم اعتراضات على مفهوم الدولة لاسلطوية والمتحررين (Libertarians) فإن معظم الناس مستعدون للقبول بحكوماتهم إذا دعت الضرورة. والفشل في تحقيق الشرعية السياسية في الدول الحديثة عادة ما يرتبط بالانفصالية والنزاعات العرقية والدينية أو بالاضطهاد وليس بالاختلافات السياسية، إلا أن ذلك لا ينفي وجود أمثلة على الاختلافات السياسية كالحرب الأهلية الإسبانية وفيها انقسم الإسبان إلى معسكرين سياسيَيْن متخاصمَيْن. تتطلب الديمقراطية وجود درجة عالية من الشرعية السياسية لأن العملية الانتخابية الدورية تقسم السكان إلى معسكرين "خاسر" و"رابح". لذا فإن الثقافة الديمقراطية الناجحة تتضمن قبول الحزب الخاسر ومؤيديه بحكم الناخبين وسماحهم بالانتقال السلمي للسلطة وبمفهوم "المعارضة الموالية" أو "المعارضة الوفيّة". فقد يختلف المتنافسون السياسيون ولكن لابد أن يعترف كل طرف للآخر بدوره الشرعي، ومن الناحية المثالية يشجع المجتمع على التسامح والكياسة في إدارة النقاش بين المواطنين. وهذا الشكل من أشكال الشرعية السياسية ينطوي بداهةً على أن كافة الأطراف تتشارك في القيم الأساسية الشائعة. وعلى الناخبين أن يعلموا بأن الحكومة الجديدة لن تتبع سياسات قد يجدونها بغيضة، لأن القيم المشتركة ناهيك عن الديمقراطية تضمن عدم حدوث ذلك. إن الانتخابات الحرة وحدها ليست كافية لكي يصبح بلد ما ديمقراطياً: فثقافة المؤسسات السياسية والخدمات المدنية فيه يجب أن تتغير أيضاً، وهي نقلة ثقافية يصعب تحقيقها خاصة في الدول التي اعتادت تاريخياً أن يكون انتقال السلطة فيها عبر العنف. وهناك العديد من الأمثلة المتنوعة كفرنسا الثورية وأوغندا الحالية وإيران التي استطاعت الاستمرار على نهج الديمقراطية بصورة محدودة حتى حدثت تغييرات ثقافية أوسع وفتحت المجال لظهور حكم الأغلبية. الديمقراطيات القديمة. إن مصطلح الديمقراطية بشكله الإغريقي القديم- تم نحته في أثينا القديمة في القرن الخامس قبل الميلاد والديمقراطية الأثينية عموماً يُنظر إليها على أنها من أولى الأمثلة التي تنطبق عليها المفاهيم المعاصرة للحكم الديمقراطي. كان نصف أو ربع سكان أثينا الذكور فقط لهم حق التصويت، ولكن هذا الحاجز لم يكن حاجزاً قومياً ولا علاقة له بالمكانة الاقتصادية فبغض النظر عن درجة فقرهم كان كل مواطني أثنيا أحرار في التصويت والتحدث في الجمعية العمومية. وكان مواطنو أثينا القديمة يتخذون قراراتهم مباشرة بدلاً من التصويت على اختيار نواب ينوبون عنهم في إتخاذها. وهذا الشكل من الحكم الديمقراطي الذي كان معمولاً به في أثينا القديمة يسمى بالديمقراطية المباشرة أو الديمقراطية النقية. وبمرور الزمن تغير معنى "الديمقراطية" وارتقى تعريفها الحديث كثيراً منذ القرن الثامن عشر مع ظهور الأنظمة "الديمقراطية" المتعاقبة في العديد من دول العالم. أولى أشكال الديمقراطية ظهرت في جمهوريات الهند القديمة والتي تواجدت في فترة القرن السادس قبل الميلاد وقبل ميلاد بوذا. وكانت تلك الجمهوريات تعرف بالـ ماها جاناباداس، ومن بين هذه الجمهوريات فايشالي التي كانت تحكم فيما يعرف اليوم ببيهار في الهند والتي تعتبر أول حكومة جمهورية في تاريخ البشرية. وبعد ذلك في عهد الإسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد كتب الإغريق عن دولتي ساباركايي وسامباستايي، اللتين كانت تحكمان فيما يعرف اليوم بباكستان وأفغانستان، "وفقًا للمؤرخين اليونانيين الذين كتبوا عنهما في حينه فإن شكل الحكومة فيهما كان ديمقراطياً ولم يكن ملكياً". تطوّر القيم الديمقراطية في العصور الوسطى. معظم الديمقراطيّات القديمة نمت في مُدنٍ صغيرة ذات ديانات محليّة أو ما يسمَّى ب المدينة-الدولة. وهكذا فإِنّ قيام الإِمبراطوريات والدول الكبرى مثل الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الهلينية-الرومانية والإمبراطورية الصينية والإمبراطورية العربية-الإسلامية والإمبراطورية المغولية في العصور الوسطى وفي معظم البلاد التي كانت تضمُّ الديمقراطيات الأولى قد قضى علَى هذه الدويلات الديمقراطية بل علَى فُرص قيامها أيضاً. لكنَّ هذا لا يعني أنَّ تطَوّراً بٱتجاهِ الديمقراطية لم يحصل في العصور الوسطى. ولكنّ معظم هذا التطوّر حصل علَى مُستوَى القِيَم وحقوق الأفراد الذي نتج عن قِيَم الليبرالية التي نشأت مع فلاسفة التنوير توماس هوبز وجون لوك وإيمانويل كانط قبل تحقيق تقدم ملموس في الديمقراطية وهو الذي أدى إلى ازدهار نموذج الديمقراطية الليبرالية دون غيرها من الديمقراطيات في الغرب. وقد ساهمت الدياناتُ الكبرَى كالمسيحية والبوذية والإسلام في تَوطيد قِيَمٍ وثقافاتٍ ساعدت علَى ازدهار الديمقراطية فيما بعد. ومن هذه القيم: الديمقراطيات الحديثة. لم يكن يوجد في عام 1900 نظام ديمقراطي ليبرالي واحد يضمن حق التصويت وفق المعايير الدولية، ولكن في العام 2000 كانت 120 دولة من دول العالم أو ما يوازي 60% من مجموعها تعد ديمقراطيات ليبرالية. استنادا على تقارير مؤسسة بيت الحرية فريدم هاوس وهي مؤسسة أمريكية يزيد عمرها عن 64 عاما، هدفها الذي يعبر عنه الاسم والشعار هو نشر "الحرية" في كل مكان، كانت هناك 25 دولة في عام 1900 أو ما يعادل 19% منها كانت تطبق "ممارسات ديمقراطية محدودة"، و 16 أو 8% من دول العالم اليوم. إن تقييم بيت الحرية في هذا المجال لا زال مثاراً للجدل فنيوزلندا مثلاً تطبق المعايير الدولية لحقوق التصويت منذ عام 1893 (رغم وجود بعض الجدل حول قيود معينة مفروضة على حقوق شعب الماوري في التصويت). ويتجاهل بيت الحرية بأن نيوزيلندا لم تكن دولة مستقلة تماماً. كما إن بعض الدول غيّرت أنظمة حكمها بعد عام 2000 كالنيبال مثلاً والتي صارت غير ديمقراطية بعد أن فرضت الحكومة قانون الطواريء عقب الهزائم التي لحقت بها في الحرب الأهلية النيبالية. موجات الديمقراطية في القرن العشرين. لم يتخذ توسع الديمقراطية في القرن العشرين شكل الانتقال البطيء في كل بلد على حدة، بل شكل "موجات ديمقراطية" متعاقبة، صاحب بعضها حروب وثورات. وفي بعض الدول تم فرض الديمقراطية من قبل قوى عسكرية خارجية. ويرى البعض ذلك تحريراً للشعوب. لقد انتجت الحرب العالمية الأولى الدول القومية في أوروبا والتي كان معظمها ديمقراطياً بالاسم فقط كمجمهورية فايمار مثلاً. في البداية لم يؤثر ظهور هذه الدول على الديمقراطيات التي كانت موجودة حينها كفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وسويسرا التي احتفظت بأشكال حكوماتها. إلا أن تصاعد مد الفاشية في ألمانيا النازية وإيطاليا موسوليني ونظام الجنرال فرانكو في إسبانيا ونظام أنطونيو دي أوليفيرا سالازار في البرتغال ساهمت كلها في تضييق نطاق الديمقراطية في ثلاثينيات القرن الماضي وأعطت الانطباع بانه "عصر الحكام الدكتاتوريين" بينما ظلت معظم الدول المستعمرة على حالها لقد تسببت الحرب العالمية الثانية بحدوث انتكاسة شديدة للتوجه الديمقراطي في أوروبا الشرقية. فاحتلال ألمانيا ودمقرطتها الناجحة من قبل قوة الحلفاء العليا خدمت كنموذج للنظرية التي تلت والخاصة بتغيير النظام، ولكن نصف أوروبا الشرقية أرغم على الدخول في الكتلة السوفيتية غير الديمقراطية. وتبع الحرب إزالة الاستعمار، ومرة أخرى سادت في معظم الدول المستقلة الحديثة دساتير لا تحمل من الديمقراطية سوى التسمية فقط. في العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية امتلكت معظم الدول الديمقراطية الغربية اقتصاديات السوق الحرة والتي نجم عنها دول الرفاهية وهو ما عكس إجماعاً عاماً بين الناخبين والأحزاب السياسية في تلك الدول أما في الخمسينات والستينات فقد كان النمو الاقتصادي مرتفعاً في الدول الغربية والشيوعية على حد سواء، ومن ثم تناقص ذلك النمو في الدول الشيوعية. وبحلول عام 1960 كانت الغالبية العظمى من الدول أنظمة ديمقراطية بالاسم فقط، وهكذا فإن غالبية سكان العالم كانت تعيش في دول شهدت انتخابات معيبة وأشكالاً أخرى من التحايل (وخاصة في الدول الشيوعية). لقد أسهمت الموجات المتعاقبة من الدمقرطة في تسجيل نقاط إضافية للديمقراطية الليبرالية للعديد من الشعوب. أما الضائقة الاقتصادية في ثمانينات القرن الماضي فقد ساهمت إلى جانب الامتعاض من قمع الأنظمة الشيوعية في انهيار الإتحاد السوفيتي وإنهاء الحرب الباردة ودمقرطة وتحرر دول الكتلة السوفيتية السابقة. وأكثر الديمقراطيات الجديدة نجاحاً كانت تلك القريبة جغرافياً وثقافياً من دول أوروبا الغربية، وهي الآن إما دول أعضاء أو مرشحة للانتماء إلى الإتحاد الأوروبي. معظم دول أمريكا الاتينية وجنوب شرق آسيا مثل تايوان وكوريا الجنوبية وبعض الدول العربية والأفريقية مثل لبنان والسلطة الفلسطينية – فقد تحركت نحو تحقيق المزيد من الديمقراطية الليبرالية خلال عقد التسعينات وعام 2000. إن عدد الأنظمة الديمقراطية الليبرالية الآن أكثر من أي وقت مضى وهو يتزايد منذ مدة دون توقف. ولهذا يتوقع البعض بأن هذا التوجه سيستمر في المستقبل إلى الحد الذي ستصبح فيه الدول الديمقراطية الليبرالية المقياس العالمي لشكل المجتمع البشري. وهذا التنبوء يمثل جوهر نظرية فرانسيس فوكوياما "نهاية التاريخ" التجربة الديمقراطية الأمريكية تأتي في مقدمة التجارب الديمقراطية في العصر الحديث، حيث بدأت مع قيام الثورة الأمريكية عام 1776 والتي وضعت نهاية للاستعمار البريطاني ولعقود من الاستبداد وضمنت المشاركة في الثروة والسلطة انطلاقا من مقولة "لاضرائب بدون تمثيل" كما تضمنت الثورة الكثير من القيم والمبادئ والمؤسسات مثل، إعلان الاستقلال، وثيقة الحقوق، الدستور. أشكال الحكم الديمقراطي. وبالإمكان تقسيم الديمقراطيات إلى ديمقراطيات ليبرالية (حرة) وغير ليبرالية (غير حرة). فالديمقراطية الليبرالية شكل من أشكال الديمقراطية تكون فيها السلطة الحاكمة خاضعة لسلطة القانون ومبدأ فصل السلطات، ويضمن دستور الدولة للمواطنين (وبالتالي للأقليات أيضا) حقوقاً لا يمكن انتهاكها. أما الديمقراطية غير الليبرالية (غير الحرة) فهي شكل من أشكال الديمقراطية لا توجد فيها حدود تحد من سلطات النواب المنتخبين ليحكموا كيفما شاؤوا. شروط أوّليّة. استنادا على كتابات استاذ العلوم السياسية الكندي تشارلس بلاتبيرغ في كتابه من التعددية إلى سياسات الوطنية From Pluralist to Patriotic Politics: Putting Practice First فإن هناك جدل فلسفي حول إمكانية وشرعية استخدام المعايير في تعريف الديمقراطية، ولكن مع هذا فيما يلي مجموعة منها والتي تعد حداً أدنى مقبولاً من المتطلبات الواجب توفرها في هيئة اتخاذ القرار لكي يصح اعتبارها ديمقراطية. الخلاف علَى تحديد الديمقراطية. الديمقراطية كشكل من أشكال الحكم هي اشتِراك الشعب في حكم نفسه، وعادة ما يكون ذلك عبر حكم الأغلبية عن طريق نظام للتصويت والتمثيل النيابي. ولكن بالحديث عن المجتمع الحر فإن الديمقراطية تعني حكم الشعب لنفسه بصورة منفردة من خلال حق الملكية الخاصة والحقوق والواجبات المدنية (الحريات والمسؤوليات الفردية) وهو ما يعني توسيع مفهوم توزيع السلطات من القمة إلى الأفراد المواطنين. والسيادة بالفعل في المجتمع الحر هي للشعب ومنه تنتقل إلى الحكومة وليس العكس. لأن مصطلح الديمقراطية يستخدم لوصف أشكال الحكم والمجتمع الحر بالتناوب، فغالباً ما يُساء فهمه لأن المرء يتوقع عادة أن تعطيه زخارف حكم الأغلبية كل مزايا المجتمع الحر. إذ في الوقت الذي يمكن فيه أن يكون للمجتمع الديمقراطي حكومة ديمقراطية فإن وجود حكومة ديمقراطية لا يعني بالضرورة وجود مجتمع ديمقراطي. لقد اكتسب مصطلح الديمقراطية إيحاءً إيجابياً جداً خلال النصف الثاني من القرن العشرين إلى حد دفع بالحكام الدكتاتوريين الشموليين للتشدق بدعم "الديمقراطية" وإجراء انتخابات معروفة النتائج سلفاً. وكل حكومات العالم تقريباً تدعي الديمقراطية. كما إن معظم الآيديولوجيات السياسية المعاصرة اشتملت ولو على دعم بالاسم لنوع من أنواع الديمقراطية بغض النظر عما تنادي به تلك الآيديولوجيات. وهكذا فإن هناك اختلافات مهمة بين عدة أنواع مهمة من الديمقراطية. تمنح بعض الأنظمة الانتخابية المقاعد البرلمانية وفق الأغلبية الإقليمية. فالحزب السياسي أو الفرد المرشح الذي يحصل على معظم الأصوات يفوز بالمقعد المخصص لذلك الإقليم. وهناك أنظمة انتخابية ديمقراطية أخرى، كالأشكال المتنوعة من التمثيل النسبي، التي تمنح المقاعد البرلمانية بناءَ نسبة الأصوات المنفردة التي يحصل عليها الحزب على المستوى الوطني. إحدى أبرز نقاط الخلاف بين هذين النظامين يكمن في الاختيار بين أن يكون لديك ممثل قادر على أن يمثل إقليما أو منطقة معينة من البلاد بشكل فاعل، وبين أن تكون كل أصوات المواطنين لها قيمتها في اختيار هذا الممثل بغض النظر عن مكان إقامتهم في البلد. بعض الدول كألمانيا ونيوزيلندا تعالج هذا النزاع بين شكلي التمثيل هذين بتخصيص نوعين من المقاعد البرلمانية الفيدرالية. النوع الأول من المقاعد يتم تخصيصه حسب الشعبية الإقليمية والباقي يتم تخصيصه للأحزاب بمنحها نسبة من المقاعد تساوي – أو ما يساوي تقريباً – الأصوات التي حصلت عليها على المستوى الوطني. ويدعى هذا بالنظام المختلط لتمثيل الأعضاء النسبي. المواطنون في ظل الديمقراطية لا يتمتعون بالحقوق فحسب، بل إن عليهم مسؤولية المشاركة في النظام السياسي، الذي يحمي بدوره حقوقهم وحرياتهم. تصورات حول الديمقراطية. تشيع بين منظّري علم السياسة أربعة تصورات متنافسة حول الديمقراطية: الديمقراطية الليبرالية (الحرة). في الاستخدام الشائع يتم الخلط خطأً بين الديمقراطية والديمقراطية الليبرالية (الحرة)، ولكن الديمقراطية الليبرالية هي بالتحديد شكل من أشكال الديمقراطية النيابية حيث السلطة السياسية للحكومة مقيدة بدستور يحمى بدوره حقوق وحريات الأفراد والأقليات (وتسمى كذلك الليبرالية الدستورية). ولهذا يضع الدستور قيوداً على ممارسة إرادة الأغلبية. أما الديمقراطية غير الليبرالية فهي التي لا يتم فيها احترام هذه الحقوق والحريات الفردية. ويجب أن نلاحظ بأن بعض الديمقراطيات الليبرالية لديها صلاحيات لأوقات الطواريء والتي تجعل هذه الأنظمة الليبرالية أقل ليبراليةً مؤقتاً إذا ما طُبقت تلك الصلاحيات (سواء كان من قبل الحكومة أو البرلمان أو عبر الاستفتاء). الديمقراطية الدينية. الإسلام. لا تنسجم الديمقراطية الغربية والديمقراطية الدينية أو الإسلامية في المبنى والأصول، فالديمقراطية الغربية هي تعبير عملي عن نظام الفكري الليبرالي، وفي جذورها وأصولها تستند إلى القول بأصالة الفرد وهدفها الأساس هو إعطاء الأصالة للإنسان بصفته كائناً غير مسؤول أمام الله. والمساعي المبذولة لخلق الانسجام بين الديمقراطية الإسلامية والغربية إن هي إلا نتيجة للاستضعاف الفكري. لأن الدين الإسلامي يمتلك منظومة سياسية اجتماعية حضارية كاملة، وبواسطتها يمكنه من قيادة البشرية إلى بر الأمان، من دون الاستناد إلى عوامل ذات صلة بالاستبداد أو بالديكتاتورية أو بالليبرالية وتقديس الفرد على حساب المجتمع، ولا بالجدلية التاريخية (الماركسية) القائمة على تقديس المجتمع وإلغاء الفرد... بل ينطلق الإسلام وفق رؤيته للكون والحياة، وعلى أساس أصوله المستمدة من القرآن وسنة محمد وصحبه وسيرتهم. رغم وجود الاختلاف الأصولي بين الديمقراطية الإسلامية والديمقراطية الحديثة، فإن هناك أوجها للتشابه في مرحلة الإجراء والعمل ، وهذا التشابه يسبب مقارنة بين الإسلام والديمقراطية، فليس من الموضوعية المقارنة بين جزء من نظام نظام آخر، فالجزء لا يمكن أن تتضح مفاهيمه إلا عبر موقعه من نسيج النظام الذي ينتمي إليه، ومن هنا ستكون المقارنة على النحو الشائع بين أوساط الكثير من المثقفين المسلمين وغيرهم مخلة بمفهومي الإسلام والديمقراطية وهذا من الأخطاء الشائعة بل تصح المقارنة عند المقارنة بين الإسلام والليبرالية كنظامين لرؤية الكون وكمصدرين للقيم، وتصح المقارنة أيضاً عندما يتم مقارنة جزء من نظام مع جزء يقابله من النظام الآخر. الديمقراطية الاشتراكية. يمكن القول بأن الديمقراطية الاشتراكية مشتقة من الأفكار الاشتراكية في غطاء تقدمي وتدريجي وديمقراطي ودستوري. العديد من الأحزاب الديمقراطية الاشتراكية في العالم تعد نسخاً متطورة من أحزاب الثورية التي توصلت - لأسباب أيديولوجية أو براغماتية – تبنت إستراتيجية التغيير التدريجي من خلال المؤسسات الموجودة أو من خلال سياسة العمل على تحقيق الإصلاحات الليبرالية قبل إحداث التغييرات الاجتماعية الأعمق، عوضاً عن التغيير الثوري المفاجيء. وهي، أي الديمقراطية الاشتراكية، قد تتضمن التقدمية. إلا أن معظم الأحزاب التي تسمي نفسها ديمقراطية اشتراكية لا تنادي بإلغاء الرأسمالية، بل تنادي بدلاً من ذلك بتقنينها بشكل كبير. وعلى العموم فإن السمات المميزة للديمقراطية الاشتراكية هي: وعلاوة على ذلك فبسبب الانجذاب الأيديولوجي أو لأسباب أخرى فإن غالبية الديمقراطيين الاشتراكيين يلتقون مع أنصار حماية البيئة وأنصار تعدد الثقافات والعلمانيين. المخالفون. يعارض لاسلطوية الدول الديمقراطية الموجودة في الواقع ومثل كافة أشكال الحكم الأخرى ويعتبرونها الفساد والقسرية فيها متأصلة. فعلى سبيل المثال رفض ألكسندر بيركمان (1870-1936 لاسلطوي من أصل روسي قدم إلى الولايات المتحدة وعاش فيها وكان عضواً بارزاً في حركة اللاسلطوية. وكان ينظم مع ئيما غولدمان اللاسلطوية حملات للحقوق المدنية ومعاداة الحرب الاعتراف بكومنولث بنسلفانيا بما يكفي للدفاع عن نفسه في محاكمته. معظم اللاسلطويين يفضلون نظاماً أقل هرمية وقسرية من الديمقراطية المباشرة من خلال الجمعيات الحرة. ولكن الكثير من الناس لا يعتبرون هذا النوع من المجتمعات تدخل ضمن نفس تصنيف أنظمة الحكم التي يجري مناقشتها في هذه المقالة. الكثيرين منا يتوقع أن يعمل المجتمع وفق مبدأ الإجماع. ولكن وكما هو متوقع فهناك بين اللاسلطويين أيضاً عدم اتفاق. والبعض منهم يتحدث عن الجمعيات وكأنها مجتمعات الديمقراطية المباشرة اللاسلطويين الفرديين يعادون الديمقراطية بصراحة. فكما قال بنيامين تكر (1854-1939 من مناصري اللاسلطوية الفردية الأمريكية في القرن التاسع عشر): "الحكم شيء شرير ولا أسوأ من وجود حكم الاغلبية، ماهي ورقة الاقتراع؟ هي ليست أكثر ولا أقل قطعة من الورق تمثل الحربة والهراوة والرصاصة إنها عمل إنقاذي للتأكد من الطرف الذي يحظى بالقوة والانحناء للمحتوم. إن صوت الأغلبية يحقن الدماء ولكنه لا يقل عشوائية عن القوة كمثل مرسوم أكثر الطغاة قساوة والمدعوم بأقوى الجيوش". بيير جوزيف برودون (1809-1865 فيلسوف واقتصادي اشتراكي فرنسي، وهو أول من سمى نفسه باللاسلطوي ويعتبر من أوائل المفكرين اللاسلطويين يقول: "الديمقراطية لا شيء ولكن طغيان الاغلبية يعتبر أسوأ أشكال الطغيان وذلك لانه لا يستند إلى سلطة الدين ولا على نبل العِرق ولا على حسنات الذكاء والغنى. إنه يستند على أرقام مجردة ويتخفى خلف اسم الناس". ومن المعادين للديمقراطية أيضاً اليمين المتطرف والجماعاتة الملكية كذلك كما كان شانها على الدوام. انتقادات شائعة ضد الديمقراطية. منتقدو الديمقراطية كشكل من أشكال الحكم يدعون بأنها تتميز بمساويء متأصلة بطبيعتها وكذلك في تطبيقها. وبعض هذه المساوئ موجودة في بعض أو كل أشكال الحكم الأخرى بينما بعضها الآخر قد يكونة خاصاً بالديمقراطية. محاسن الديمقراطية. من الانتقادات الموجهة إلى نقطة انخفاض الفقر والمجاعة في الدول الديمقراطية هي انه هناك دول مثل السويد وكندا تأتي بعد دول مثل تشيلي وإستونيا في سجل الحريات الاقتصادية ولكن معدلات إجمالي الناتج القومي للفرد فيهما أعلى من تلك الدول بكثير. ولكن مع هذا يبرز هنا سوء فهم في الموضوع، فالدراسات تشير إلى وجود تأثير للحريات الاقتصادية على مستوى نمو إجمالي الناتج القومي بالنسبة للفرد ما سيؤدي بالضرورة إلى ارتفاع معدلاته مع ازدياد الحريات الاقتصادية. كما يجب أن لا يفوتنا بأن السويد وكندا تاتي ضمن قائمة أكثر الدول رأسمالية حسب مؤشر الحريات الاقتصادية المشار اليه أعلاه، وذلك بسبب عوامل من قبيل سيادة القانون القوية ووجود حقوق الملكية الراسخة ووجود القليل من القيود على التجارة الحرة. وقد يقول المنتقدون بان مؤشر الحرية الاقتصادية والأساليب الأخرى المستخدمة لا تنفع في قياس درجة الرأسمالية وأن يفضلوا لذلك اختيار تعريف آخر. يجب أن لا يفوتنا ملاحظة أن هذه العلاقة التبادلية بين الديمقراطية والنمو والازدهار الاقتصادي ليست علاقة سبب ونتيجة – أو بمعنى آخر إذا ما وقع حدثان في وقت واحد كالديمقراطية وانعدام المجاعة، فهذا لا يعني بالضرورة بان أحدهما يعتبر سبباً لحدوث الآخر. ولكن مع ذلك فقد تجد مثل هذه النظرة من السببية في بعض الدراسات المتعلقة بمؤشر الحرية الاقتصادية والديمقراطية كما لاحظنا فيما سبق. وحتى لو كان النمو الاقتصادي قد حقق الدمقرطة في الماضي، فقد لا يحدث ذلك في المستقبل. فبعض الأدلة تشير إلى أن بعض الطغاة الأذكياء تعلموا أن يقطعوا الحبل الواصل بين النمو الاقتصادي والحرية متمتعين بذلك بفوائد النمو من دون التعرض لأخطار الحريات. يشير أمارتيا سن الاقتصادي البارز بانه لاتوجد هناك ديمقراطية عاملة عانت من مجاعة واسعة الانتشار، وهذا يشمل الديمقراطيات التي لم تكن مزدهرة جداً كالهند التي شهدت آخر مجاعة كبيرة في عام 1943 والعديد من كوارث المجاعة الأخرى قبل هذا التاريخ في أواخر القرن التاسع عشر وكلها في ظل الحكم البريطاني. ورغم ذلك ينسب البعض المجاعة التي حدثت في البنغال في عام 1943 إلى تأثيرات الحرب العالمية الثانية. فحكومة الهند كانت تزداد ديمقراطية بمرور السنين وحكومات أقاليمها صارت كلها حكومات ديمقراطية منذ صدور قانون حكومة الهند عام 1935. ديمقراطية حديثة. تبدأ البلاد الحديثة بتأسيس نظام ديموقراطيتها على أساس وضع دستور يناسبها، وهو ينظم العلاقات والمسؤوليات بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية، ويوجد التوازن بينها بحيث لا تستبد أحداها بأمور الدولة، ويضمن الدستور الحريات الأساسية للمواطن على أساس المسواة بين جمع الأشخاص والفئات والطبقات وبين المرأة والرجل. وبعد إنشاء نظام مؤسسات الدولة ينتخب رئيس الدولة طبقا لقوانين الدستور، فيحكم بواسطة المؤسسات الموجودة. ويمكن انتخاب الرئيس أما مباشرة من المواطنين أو يقوم أعضاء البرلمان بانتخاب رئيس الجمهورية وذلك يحدده الدستور. الدستور يحدد: 1. مدة خدمة الرئيس، أربع سنوات أو خمسة أو سواهما، قابلة للتمديد مرة واحدة، وليس من شأنه تغيير الدستور. 2. نظام واستقلال محكمة دستورية عليا، تراعي تمشي الرئيس والقوانين التي تصدرها الوزارة أو البرلمان مع قوانين الدستور. وترجع إليها الوزارة والبرلمان في حالة الخلاف على قانون جديد من القوانين المدنية، وقد يقوم رئيس الجمهورية باستشارتها أيضا في بعض الموضوعات، مثل النظام الاجتماعي والقانون الدولي. 3. استقلالية القضاء، وان يكون الجميع أمام القانون سواء، من الوزير إلى المواطن العادي. 4. استقلالية الصحافة، وتعددية وسائل الإعلام حتى لا تسيطر جهة على اعلام الجمهور. 5. أمور الحكم وتوفير العمل للشباب والإدارة الاقتصادية والمالية واستقلالية البنك المركزي وأمور الري والزراعة والصحة والتعليم، وأمور الجامعات ومراكز البحث العلمي الأساسي والتطبيقي ومراكز البحث العلمي في الزراعة والري وتعمير الصحراء وزراعتها من الأمور المتخصصة التي لا يمكن للجيش القيام بها وانما يقوم بها مختصون وزراء من أعضاء البرلمان. 6. يتشكل البرلمان من أعضاء أحزاب تم انتخابهم، عددهم يحدده الدستور، ويحدد عددا منهم لكل محافظة (محافظون منتخبون) لتمثيل الدولة بكاملها، على أن يكون عدد أعضاء البرلمان بحسب أغلبية الأصوات التي حصل الحزب عليها. يقوم البرلمان أو الحكومة بصياغة القوانين الجديدة ويقترع عليه في البرلمان. يمكن إذاعة جلسات البرلمان مباشرة في التلفزيون ليطلع المواطنون على مايجري فيه طالما لا تخص مواضيع أمن البلاد، ويمكن لأعضاء البرلمان استدعاء جلسة خاصة - يمكن أن تذاع في التلفزيون مباشرة - وتقوم بسؤال وزير مشتبه فيه. 7. أحزاب سياسية تقوم بإقناع الجمهور ببرنامج إصلاحاتها، وبحسب أغلبية أعضاء الحزب في البرلمان يمكن تكوين الحكومة من أعضاء البرلمان، وقد تكون حكومة تآلف بين حزبين أو ثلاثة للحصول على أكثر من نصف مقاعد البرلمان. 8. تحديد عدد الأحزاب بوضع نسبة أدنى (مثلا 5%) لدخول البرلمان، هذا يحفز الأحزاب أن تكون واضحة في مبادئها وواضحة في برنامجها وتحاول جذب جمهور إليها بالحوار والإقناع. تمويل الأحزاب من الدولة ويكون نصيب كل منها بحسب نسبة انتخابها من المواطنين. (زيادة عدد الأحزاب تضيع قدرة المعارضة في البرلمان)، وشفافية التبرعات التي يحصل عليها كل حزب سياسي من جهات مدنية. 9. البوليس "في خدمة الشعب" ويتبع وزارة الداخلية، ووزير الداخلية مسؤول عن عملها أمام البرلمان وأمام رئيس الوزراء. القبض على المشتبه به لا بد وأن يكون بأمر قضائي، ولمدة أيام قليلة تحت التحقيق. ويجب أبلاغ أهله وتعريفهم بمكان حجزه خلال 24 ساعة، وكذلك ان يمكن أهله زيارته لمنع سوء المعاملة في الحجز. و"من حق " المشتبه فيه الاتصال بمحامي يدافع عنه. تدريب أعضاء البوليس على سبل التعامل المهذب مع المواطنين بين الحين والحين في دورات تدريب. 10.تفعيل اتحادات العمال والنقابات واستقلاليتها بضمان الدستور، وحرية عمل جمعيات الرعاية، والجمعيات التطوعية، ونشاطات المجتمع المدني وغيرها، مثل اتحادات طلبة الجامعات ورابطة اتحادات طلبة الجامعات على مستوى الدولة. 11. الفن في تنفيذ الديموقراطية هو تأليف دستور ينظم العلاقات بين المؤسسات التنفيذية الكبيرة في الدولة بحيث تراقب بعضها البعض باستقلالية، ويكون لكل منها رقيبا يحاسبها على أساس منطوق الدستور. 12. الاهتمام بتدريس حقوق الفرد وتدريس العلاقات بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية في الدولة في المدارس، حتى يتكون نشأ يعرف ما له وما عليه في المجتمع الذي يعيش فيه، ويكون منهم من ينضم لأحزاب يستطيع من خلالها دعم العمل الحزبي وتعلم طرق الحوار ويكون فعالا مشاركا في إحداث التغيير والإصلاح والتقدم. تحويل فورييه هو عملية رياضية تستخدم لتحويل دالّة رياضية بمتغير حقيقي وذات قيم مركّبة إلى دالّة أخرى من نفس الطراز. وكثيرًا ما يطلق على هذه الدالة الجديدة لقب "التمثيل في نطاق التّردّد" للدالة الأصلية. والأمر شبيه بتدوين التآلف الموسيقي بواسطة النغمات التي يتكون منها ذلك التآلف. عمليًا، فإنّ التحويل يقوم بتحليل الدالّة الأصل إلى مركّباتها من الدوال التوافقية المركّبة. وإنّ تحويل فورييه ما هو إلاّ إحدى الأدوات الرياضية المتوفّرة في ضمن مجال تحليل فورييه. في تحويل فورييه الأصلي، والذي خصّصت له هذه الصفحة، فإنّ نطاق الدالة الأصليّة ونطاق الدالة الناتجة هما نطاقان مستمرّان وغير محدودين. قد يستخدم المصطلح تحوييل فورييه إمّا للإشارة إلى العملية الرياضيّة نفسها، أو للإشارة إلى الدالة الناتجة عن التحويل (فمثلاً، تكون الدالة formula_1 هي تحويل فورييه للدالة formula_2). مقدمة وتعريف. ليس هناك تعريف رياضي واحد ووحيد لتحويل فورييه. في هذه الصفحة سنعرف التحويل على أنّه عملية (كالضرب أو الجمع)، ولكنها عملية لدالّة وليس لعدد فتسمى وبالتحديد مؤثر. على هذه الدالة، formula_3 أن تكون قابلة للتكامل، وعندها يعرّف تحويل فورييه للدالة formula_4، على أنّه: يستخدم تحويل فورييه كثيرًا في تحليل الإشارات ومعرفة الترددات التي تضمّنها، وفي هذه الحالة يمثّل المتغيّر formula_8 "الزمن"، في حين يمثّل المتغيّر formula_2 "ترددًا زمنيًا" يقاس بوحدات الهرتس. إذا تحقٌقت بعض الشروط الرياضيّة، فبالإمكان إعادة بناء الدالة الأصلية، formula_10، من تحليل فورييه، formula_11، بواسطة تحويل فورييه معاكس: في هذه الحالة تدعى الدالتين formula_10 وformula_11 زوج فورييه. خواص. دالة "قابلة للتكامل" هي دالّة formula_16 تحقّق: لدالة كهذه هنالك تحويل فورييه. خواص أساسيّة. لنفرض أنّ الدوال formula_18 وformula_19 وformula_20 هي دوال قابلة للتكامل، ولندوّن تحويلات فورييه لكل منها بـformula_21 وformula_22 وformula_23 على التوالي. لتحويل فورييه الخواص الأساسيّة التالية: قائمة ببعض الدوال وتحويلات فورييه لها. لنفرض أنّ الدوال formula_44 وformula_18 وformula_19 هي دوال قابلة للتكامل، ولندوّن تحويلات فورييه لكل منها بـformula_47 وformula_48 وformula_49 على التوالي. القوائم التالية تشمل أهم الدوال المستخدمة بكثرة في تحويلات فورييه، وتحتوي كل منها على التحويلات وفق ثلاثة التعريفات الأكثر شيوعًا لتحويل فورييه، وتظهر تلك في السطر الأوّل من القائمة الأولى. تحويل فورييه المتقطع. وهي طريقة حساب تحويل فورييه في الحواسيب. ضريح إيتسوكوشيما أو إيتسوكوشيما-جينجا (باليابانية: 厳島神社 = Itsukushima-Jinja) هو ضريح شنتوي ياباني، يقع في جزيرة إيتسوكوشيما بالقرب من مدينة "ميياجيما" في محافظة هيروشيما. تم إدراج المعلم في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي سنة 1996 م، كما قامت الحكومة اليابانية بتصنيف العديد من المباني والملحقات التي يتضمنها الضريح ضمن الكنوز الوطنية. يعود تاريخ بناء الضريح إلى القرن السادس للميلاد (الـ6 م)، واتخذ شكله الحالي عندما تم قام "تائيرا نو كييوموري" (أحد القادة الكبار) بتجديده وتوسيعه عام 1168 م. تنتصب أغلب المباني فوق دعائم خشبية، حيث تحرم الأعراف على الزوار وضع قدمهم على أرض الجزيرة، أثناء الزيارة عليهم أولا أن يمروا بالقارب عبر الـ"توري" العائم، والقائم في مدخل الجزيرة، بعد أن يرسو القارب بالقرب من أحد المباني يمكن للزوار أن يكملوا بقية الزيارة. يعتبر الـ"توري" العائم في إيتسوكوشيما من المشاهد المفضلة لليابانيين، ويعتبر البعض منظر التوري مع "جبل ميسن" في الخلفية من أفضل ثلاث مشاهدات في اليابان على الإطلاق. تم بناءه لأول مرة عام 1168 م، ويرجع تاريخ التوري القائم حاليا إلى عام 1875 م. صُنع من خشب الكافور، يبلغ ارتفاعه 16 مترا، وينتصب على أربع قوائم لضمان استقراره فوق الماء. بسبب موقعها المطل على خليج البحر، غالبا ما تغمر المياه جزيرة "إيتسوكوشيما" أثناء موجات المد. لهذا السبب فإن أغلب المباني أقيمت على دعائم خشبية. لا يمكن للزائرين الوصول إلى التوري الكبير إلا بعد انحسار الماء (أثناء موجات الجزر). سنة 2004 م ضربت عاصفة بحرية المكان، وألحقت بالضريح أضرار كبيرة، تدمرت بعض الدعائم والسقوف في المباني الملحقة، ما أدى بالسلطات لأن تقوم بإغلاقه في وجه الزوار. أعيد فتحه مجددا في يوم رأس السنة عام 2005 م ولا تزال أشغال الترميم تتواصل. الحديقة أو الحدائق اليابانية (باليابانية: 日本庭園) هي البساتين التي يتم العناية بها في اليابان حسب الطرق التقليدية، وتقوم هذه الطرق على فن خاص يعود تاريخه إلى العهود القديمة. يمكن العثور على هذه الحدائق في بعض البيوت التقليدية اليابانية، في الحدائق العمومية، في المعابد البوذية والمزارات الشنتوية، وفي بعض القصور القديمة. تعتبر حدائق «زن» (مذهب بوذي) الأشهر على الإطلاق في اليابان والعالم. العناصر. تتألف الحدائق اليابانية من عدة عناصر وهذه أهمها: حديقة زن. حديقة زن أو الحديقة الجافة (باليابانية: karesansui == 枯山水 == الطبيعة الناشفة) وأهم ما يميزها هو غياب عنصر الماء، وغالبا ما تتخذ في معابد طائفة زن البوذية. تحاول هذه الحدائق محاكاة الطبيعة ولكن بطريقة تجريدية. يتم تعويض فقدان الماء بوجود الحصى ويتم فرشه بطريقة خاصة لمحاكاة حركة الماء في المحيطات والبحر وغيرها. تنتقى الصخور ذات الأشكال الغريبة وتوضع وسط بساط الحصى، كما تنتشر الطحالب والشجيرات في أرجاءها. تستعمل بعض الحدائق صخورا من نفس النوع للزينة، يتم استقدامها من أنحاء متفرقة من البلاد (اليابان). تنموا شجيرات البامبو، الصنوبر الياباني الأسود والقيقب، على حصيرة من السرخس أو الطحلب. تعتبر حديقة معبد «ريو-آن-جي» في «كيوتو» أشهر الأمثلة على هذا النوع من الحدائق. حديقة التلال. حديقة التلال (tsukiyama == 築山 == الجبل المركب): تحاول هذه الحدائق أن تحاكي الفردوس أو الجنة كما تصورها العقيدة البوذية، يتم وضع عناصرها بطريقة تجعل منظرها يبدوا طبيعيا للزائر، ويجب أن تتناغم الحديقة مع محيطها الطبيعي وتتوحد معه. تتواجد بعدة مساحات، الحدائق ذات المساحة الصغيرة يمكن تأملها منذ موقع معين، من على شرفة المعبد مثلا، بينما يمكن للزائر التجول في الحدائق الكبيرة بإتباع طريق معين، غالبا ما يتخذ شكلا دائريا. تعتبر حديقة «موتسو-جي» في «هيرا-إي زومي» أفضل مثال على هذا النوع من الحدائق. توجد بعض من هذه الحدائق في معبد جناح الفينيق «بيودوئن» بالقرب من «كيوتو» وفي أماكن متفرقة من اليابان. حديقة الشاي. حديقة الشاي (باليابانية: chaniwa == 茶庭): تعود هذه الحدائق إلى «فترة أزوشي موموياما». تم تشييدها خصيصا لمراسيم طقوس الشاي، وتضم جناحا ملحقا أو غرفة خاصة يتم فيها إقامة الشعائر الخاصة، وتتيح هذه الحدائق جوا مثاليا يسمح بالتحضير لطقوس الشاي، كما ترمز إلى تواصل هذه الطقوس مع العالم الخارجي. من أهم عناصرها: طريق الأحجار (tobi-ishi = 飛石): والتي تؤدي إلى المكان الذي يقدم فيه الشاي، الحوض الحجري (tsukuba = 蹲踞)، ويقوم قيه الزوار بالتطهر قبل دخول الملحق، بالإضافة إلى بعض الفوانيس الحجرية (tourou == 灯籠). حدائق يابانية شهيرة. في اليابان. تقوم وزارة التعليم اليابانية بتحديد أكثر الحدائق الوطنية جمالاً تحت قانون حماية الممتلكات الثقافية، وفي عام 2007 كان أكثر من نصف هذه الأماكن هي حدائق يابانية الخط العريض يشير إلى أن الموقع هو مواقع التراث العالمي: إلا أن هناك حديقتين لا تتبعان لوزارة التعليم اليابانية وهي التابعة للمتلكات الإمبراطورية، حيث يقوم بالإشراف عليها وكالة رعاية القصر الإمبراطوري وهي: تاريخ الحدائق في اليابان. يعتبر تصميم الحدائق أحد أهم الفنون اليابانية التي تم صقلها على مدى يتجاوز الألف عام ،حيث يمكن إنشاء الحدائق اليابانية بأشكال وأساليب عديدة مع اختلاف الهدف منها، ومن الأمثلة على ذلك حدائق التجوال والتي كانت وسيلة لترفية عن أمراء فترة إيدو، وحدائق الحجارة بهدف التأمل الديني من قبل رهبان الزن، ومن الجدير بالذكر إن عدد هائل من الحدائق تم العثور عليها في اليابان وبشكل خاص في كيوتو العاصمة السابقة لليابان. أنواع الحدائق. لقد تم بناء الحدائق على مر التاريخ في اليابان بشكل خاص من قبل الطبقة الأرستقراطية والرهبان والمحاربين والسياسيين والصناعيين للأغراض مختلفة، فمنها ما كان بهدف، المتعة وللاستجمام ومنها ما انشأ لأغراض دينية، فتطور الحدائق في اليابان تأثر بقوة بالملامح الدينية والثقافية للفترة التاريخية التي عاصرت إنشائها الأمر الذي انعكس على أنواع الحدائق المختلفة وتطورها، وبينما بعض أنواع هذه الحدائق اختفى واندثر عبر السنيين، إلا أن بعضها الأخر صمد وثبت حتى يومنا هذا. المراحل التي مرت بها الحدائق في اليابان:- اليابان المبكر (قبل 794). تشكلت في هذه الفترة إحدى أشكال الحدائق البدائية في اليابان التي كانت مخصصة لعبادة الآلهة في وسط الطبيعة. حيث كان يقوم الإنسان بإحاطة الموقع المنشود بالحصى، وحسب كتاب التاريخ للثقافة الصينية القادمة من«البر الصيني الرئيسي»، يمكن تمييز هذا الشكل من الحدائق المبكرة من مزارات الشينتوا القديمة من الحصى المحيطة بها، فعلى سبيل المثال في ضريح إيسه حيث تم إحاطة مبناه بمساحة واسعة من الحصى. كما أن اعتماد الثقافة الصينية والبوذية على نطاق واسع منذ القرن السادس كان له بالغ الأثر في تصميم الحدائق اليابانية، فخلال ذلك الوقت كان بناء الحدائق مقتصرا على القصور الإمبراطورية للاستجمام وتسلية الإمبراطور والطبقة الأرستقراطية، حيث كانت تقام الممرات المائية والبحيرات كنقطة مركزية، كما أنها احتوت على الكثير من العناصر البوذية والطاوية وحاولت أعادت إنتاج مناظر طبيعية شهيرة. لسوء الحظ أيا من هذه الحدائق لم يصمد حتى اليوم، إلا انه وبناء على تحقيقات علم الآثار في نارا، تم إعادة إنشاء حديقة القصر الشرقي في قصر هيجوا بشكل دقيق، وتم فتحها أمام العامة في العام 1990 حيث أنها تزود الزائرين بفكرة جيدة حول هذا النوع من الحدائق المبكر. فترة هييآن (794-1185). خلال فترة هييآن الهادئة نسبيا، انتقلت العاصمة إلي كيوتو حيث قامت الطبقة الأرستقراطية بقضاء الكثير من وقتها في الفنون، حيث بدؤوا ببناء حدائق بطراز «شيندن زوكوري» في قصورهم، حيث أن حدائق واسعة شيدت لإقامة الحفلات وفعاليات الاستجمام كالإبحار في القوارب وصيد السمك والأنشطة الترفيهية التقليدية. حدائق شيندن تم وصفها بالتفصيل في القصيدة الكلاسيكية (حكاية جينجي)، حيث استلهمت من الأفكار الصينية، ومن الملامح المميزة لهذه الحدائق بحيرة كبيرة تتوسطها عدد من الجزر متصلة مع بعضها البعض من خلال الجسور على شكل أقواس حيث يمكن للقوارب العبور من أسفلها، والساحات المرصوفة بالحصى أمام المبنى تستخدم لترفية، بينما واحدة أو أكثر من المقصوران تمتد داخل الماء، لكن لم يبق اليوم أي حديقة من هذا النوع، لكن بعض من هذه البحيرات وجدت مندمجة في الحدائق الحديثة كبحيرة اوساوا في معبد ديكاكو-جي في كيوتو فترة كامكورا وموروماشي (1192-1573). في بداية فترة كاماكورا تم سحب السلطة من الطبقة الارستقراطية المحيطة بالحاكم لتصبح بيد النخبة العسكرية والمحاربين بشكل كامل، الأحكام العسكرية طبقت على بوذيي الزن الجدد، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في تصميم الحدائق، حيث بنيت الحدائق مرفقة بالمعابد لمساعدة الرهبان في التأمل والتقدم الديني بدلا من الترفيهية والاستجمام. حيث أن الحدائق أصبحت أصغر، ابسط وأكثر اعتدالا، لكنها بقيت تحتفظ بنفس العناصر السابقة كالبحيرات والجزر والجسور والمساقط المائية، لكن التطور الأكثر بروزا نحو التقشف كان ظهور حدائق كارسانوسي الجافة والتي استخدمت فقط الحجارة والحصى والرمال دون الماء لإظهار عناصر الجمال. الكثير من الحدائق من هذه الفترة لا زالت ظاهرة للعيان في أيامنا هذه، خاصة في معابد الزن الأمامية في كيوتو، كمعبد ريون-جي، ومعبد دياتوكو-جي، ومعبد تنريو-جي وكوكيديرا، ومن الامثلة الأكثر قدما موجودة أيضا في كوكيديرا تشمل حدائق الزن المبكرة كسويزن-جي وكينشو-جي. فترة أزوتشي-موموياما (1573-1603). حدائق الشاي (تشانياوا) وقد ظهرت قبل هذا التاريخ بكثير لإقامة مراسم الشاي، لكنها وصلة لذروة تطورها في عهد ازوتشي-من فترة موموياما عندما استعاد الشاي المطور مكانته وطورت اشكالة وتم تعشيقه بروح الـ«وابي سابي» أي «الأغصان البسيطة»، على النحو الذي نعرفه اليوم. حدائق الشاي بسيطة وعملية، وتكون من ممر حجري يقود من مدخل الحديقة إلى منزل الشاي، الفانوس الحجري يزود الحديقة بالإضاءة والزينة، بينما حوض الاغتسال (تسوكوباي)يستخدم لطقوس التطهر، يمكن العثور على الكثير من حدائق الشاي في اليابان، مع أن الكثير منها مدمج في حدائق ذات تصاميم ضخمة. فترة إيدو (1603-1867). خلا فترة ايدو، تصميم الحدائق تخلى عن البساطة المميزة لفترة موروماشي، حيث أن الطبقة الحاكمة عادت لتمارس ولعها بالتبذير والمتع، فكنت النتيجة حدائق التجوال الضخمة(strolling gardens) بما تحويه من بحيرات وجزر ومرتفعات صناعية والتي يمكن الاستماع بها من زوايا عديدة على طول الممر الدائري من حولها، كما وتضمنت الكثير من حدائق التجوال حدائق الشاي في تكوينها. أسياد المناطق الإقطاعية انشئوا هذه الحدائق في كل من منازلهم الرئيسية في المدن وفي عزيهم الثانوية في البلدات، والتي كانت بحاجة لصيانة بشكل دائم في ايدو (طوكيو حاليا)، لذلك يمكننا العثور على هذه الحدائق بشكل نموذجي اليوم في قلاع البلدات السابقة وعدد قليل مبعثر حول طوكيو، ومن أكثر هذه الحدائق شهرة كينروكو-إن في كانازاوا ووحديقة كوراكو-إن في اوكاياما وحديقة ريتسورن كوين في تاكاماتسو وحديقة كاتسورا الإمبراطورية في كيوتا، وحديقة ريكوجين وکویشیکاوا كوركين في طوكيو. 7 العصرالحديث (1868حتى يومنا هذا). في فترة ميجي، دخلت اليابان عصر التجديد السريع والتغريب، حيث بنيت حدائق المدن على الطراز الغربي، السياسيون والصناعيين كانوا القوة وراء إنشاء حدائق التجوال الجديدة والتي تحوي عناصر الحدائق الغربية مثل طبقات الزهور والمروج الخضراء، الكثير من هذه الحدائق أنشئت في العاصمة طوكيو مثل حديقة تيين كيوسومي. بعض مصممي الحدائق الحديثة حاولوا ابتكار أنواع أكثر تقليدية من الحدائق اليابانية، من ذلك إنهم في كثير من الأحيان ضمنوا هذه الحدائق بعض الأفكار الجديدة، مثل حديقة الزن في معبد توفوكو-جي في كيوتا وحديقة الحجر خلف معبد كونغوبو-جي في كويا سان، والتي منذ العام 1930م تعتبر الحديقة الحديثة لمتحف فن الأراتشي قرب ماتسوي. السلطان محمود الأول بن مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل (1108 هـ / 1696م -1168 هـ/ 1754) عاش (2 أغسطس 1696 - 13 ديسمبر 1754) أحد سلاطين الدولة العثمانية. تولى الحكم بعد عمه أحمد الثالث عام 1143 هـ، وكان عمره آنذاك أربعة وثلاثين سنة. الحرب مع الفرس. قاتلت الدولة في عهده الصفويين فتغلبت على طهماسب وتخلى للعثمانيين عن تبريز، وهمدان، وإقليم لورستان ، لكن نادر شاه ، تمكن من عكس التفوق لمصلحة الإيرانيين و انتصر على العساكر العثمانية في أكثر من موقعة و حاول احتلال بغداد متغلبا على جيش الإمداد العثماني و انتهى الأمر بالصلح بين الطرفين. الحرب في أوروبا. قامت حروب بين الدولة العثمانية وروسيا في عهده، على إثرها احتلت روسيا بعض مناطق الدولة العثمانية. في عهده أيضا، انتصرت الدولة العثمانية على الصرب والنمسا، واستردت بلغراد والأفلاق وعددا من الأراضي ، وتعهدت روسيا بعدم بناء السفن في البحر الأسود. الإنجازات العسكرية السالفة جعلت العثمانيين يستعيدون شيئا من هيبتهم بعد معاهدة كارولوفتس التي وقعت في عهد مصطفى الثاني . كما تم عقد اتفاق في عهده مع السويد ضد روسيا عام 1153 هـ بوساطة السفير الفرنسي في الاستانة. الحرب بين فرنسا والنمسا. حدثت حرب طاحنة بين فرنسا والنمسا، كان سببها موت ملك النمسا شارل السادس. تولت بعده ماريا تيريزا مقاليد الحكم. حاولت فرنسا عبر سفيرها في إسطنبول إقحام الدولة العثمانية في حلف عسكري معها في هذه الحرب، بحيث يضرب العثمانيون شرقا والفرنسيون غربا مشتتين القوة النمساوية، وأبرز الفرنسيون أن نجاح هذا الحلف سيعني عودة أغلب الأراض التي فقدت منذ عهد السلطان سليمان القانوني بما فيها هنغاريا. لم توافق الخلافة العثمانية على هذا الحلف لعدم تبصر وزرائها بالسياسة الدولية من جهة ، و للرغبة بحقن دماء المسلمين من جهة ، والانشغال بعجلة الإصلاحات الداخلية. توفي محمود الأول عام 1168 هـ، وخلفه أخوه عثمان الثالث. السلطان عثمان الثالث بن مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. وهو أخو السلطان محمود الأول (1110 هـ -3/2 يناير 1699 - 1170 هـ 30 أكتوبر 1757) أحد سلاطين الدولة العثمانية. تولى الخلافة بعد موت أخيه السلطان محمود الأول، وكان عمره وقتئذ يزيد على السادسة والخمسين، وعين محمد راغب باشا مكانه، فكان عونًا له. يقال أن الخليفة عثمان الثالث كان يسير متنكرًا في الليل، ويطلع على أحوال الرعية فقتل الصدر الأعظم علي باشا لشكوى السكان من تصرفاته، وسار على عمل الإصلاح. كما أغلق خمارات اسطنبول و طرد الموسيقيين من القصر ومنع كل ما يخالف شريعة الله . أدى تصوفه بصورة غير مباشرة إلى مقاربة سلبية في العقل الجمعي الشرقي الإسلامي بين استحسان التغريب ومقولة أن العودة للجذور تخلف لأن الإسلام لايعارض العلم والتطور، ذلك لأن السلطان هو رأس الشرق كله وقدوته العليا كونه خليفة خلفاء رسول الله صلى الله عليه و سلم. توفى عام 1757م وهو في ال58 من العمر ولم ينجب أولاداً. حياته. ظل السلطان عثمان الثالث حبيسا طوال فترة حياته في جناح شمشرليك بقصر طوب قابي حتي عام 1754م حين أصبح سلطاناً جديداً للدولة العثمانية. أسرته. أبناؤه. - لم ينجب أي ابن. بناته. - لم ينجب أي ابنة. أعماله. اقتصاديا. كان هناك فائض في الميزانية خلال عهد السلطان عثمان الثالث، كما ضُربت عملة جديدة في عهده كُتب عليه "اسلام بول" أي المكان الذي ينتشر فيه الإسلام وهو الاسم الاخر لاسطنبول. إحلال الأمن. أما علي المستوي الداخلي للدولة العثمانية فلم تشهد قيام حروب خلال هذه الفترة. قام السلطان بالقضاء علي جميع اللصوص في الأناضول و الروملي، وأمر بتنفيذ عقوبات قاسية علي قطاع الطرق الذين يهاجمون الحجاج. تنظيمات. أصدر قراراً بمنع الهجرة إلي اسطنبول بسب اكتظاظ المدينة بالسكان ولكنه سمح عمليا الدخول للعمل والتجارة فقط. التزامه بالشرع. أصدر أوامر بمنع خروج النساء الي الشوارع بلباس غير موافق للشريعة الاسلامية كما طبقت هذه الأوامر علي الحرم السلطاني. البناء والتشييد. كان السلطان عثمان الثالث مهتما بالبناء وقد شيد حي الإحسانية بمنطقة اسكوادر كما أنشأ مسجد الإحسانية والكثير من المساجد الصغيرة التي مازلت موجودة إلي اليوم. كما استكمل انشاء مجمع مسجد نور الإسلام. وفي عهده تم انشاء أول منارة في المنطقة بعد أن اصطدمت سفينة بسب ضحالة المياه في ساحل اهركابي. هواياته. كانت هواية السلطان عثمان هي النجارة، وتميز السلطان عثمان بأنه كان فناناً وخطاطاً متميزاً وله الكثير من الأعمال في قصر طوب قابي. وفاته. في أكتوبر عام 1757م اشتد المرض علي السلطان عثمان الثالث علي نحو خطير قبل حضور "سلام الجمعة" وهو احتفال شعبي يُقام بعد صلاة الجمعة. توفي السلطان بعدها بيومين ويقال أنه توفي بمرض السرطان في يوم 30 أكتوبر عام 1757م في سن 58 عاماً، رحمه الله. السلطان مصطفى ابن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. (1129 هـ - 1187 هـ / 1717م - 1774م) أحد خلفاء الدولة العثمانية. تولى الحكم بعد ابن عمه عثمان الثالث وكان عمره حينذاك 42 عاما. الإصلاحات في عهده. قام الخليفة بتعيين الوزير راغب باشا صدرا أعظما وذلك لما يسر الله لهذا الرجل من معرفة بالبلاد وسعة في الاطلاع، كان الخليفة مصطفى يرى أن الخطر الداهم على الدولة يتمثل في قوة روسيا المتصاعدة، لذا فقد عمل على إصلاح الجيش العثماني وعقد اتفاقية عسكرية مع بروسيا لمساعدة العثمانيين عند الحاجة في حال اندلاع الحرب مع النمسا أو روسيا، واجتهد راغب باشا في توسيع التجارة البحرية والبرية كما فكر بحفر خليج يربط نهر دجلة بإسطنبول لدفع عجلة التبادل التجاري بين ولايات الدولة المختلفة ولمنع الغلاء والمجاعات في بعض الولايات إلا أن الموت عاجل راغب باشا وحكم على مشروعه بالتوقف، كما أنشأ راغب باشا مكتبة عمومية من مصاريفه الخاصة، وأقام مستشفيات عديدة لحماية الولايات الحدودية العثمانية من الأوبئة التي كانت منتشرة في شرق أوروبا في تلك الأيام. تمكن الخليفة مصطفى الثالث من الحصول على خدمات البارون دي توت المجري، فعمل ذلك الأخير على بناء القلاع على ضفتي الدرنديل وتسليحها بالمدافع الضخمة لصد أي هجوم بحري محتمل على الدرنديل وإسطنبول، وأسس ورشة في الأستانة لصب المدافع فيها ونظم فرق المدفعية بناء على النسق الحديث كما أسس مدارسا لتخريج ضباط المدفعية وأركان الحرب وضباط البحرية على دراية بأساليب الحرب الحديثة، وقد أنهت أول دفعة من ضباط البحرية دراستها بسرعة مثيرة للدهشة وأحرزوا نصرا على الأسطول الروسي الذي كان يحاصر جزيرة لمنوس لاتخاذها قاعدة لمحاصرة القسطنطينية بحرا. عرف المركز التعليمي الجديد الخاص بتخريج ضباط البحرية بجامعة إسطنبول التقنية İstanbul Teknik Üniversitesi ولا تزال هذه الجامعة قائمة حتى يومنا هذا وقد طرأ عليها كثير من التغيير وتحولت إلى جامعة مدنية وتعد من أفضل الجامعات الهندسية في الشرق الأوسط . من إصلاحاته أيضا أنه كان يتابع أمور الحرب مع روسيا بنفسه ويعد الخطط لذلك وكان ينزل أشد العقوبات بالقادة الذين يخالفون تعليماته العسكرية أو ينهزمون في الجبهات، حتى ينضبط الجند ويتعظ القادة. من آثار مصطفى الثالث أيضا أنه كان يبني المدارس ويشيد التكايا، كما أنشأ جامعا على قبر والدته على الضفة الشرقية من إسطنبول وأصلح جامع محمد الفاتح بعد أن زلزلت أركانه زلزلة شديدة. الحروب المستمرة مع روسيا. قامت الحرب بين روسيا والدولة العثمانية، وقد كانت الحرب سجالا بين الطرفين فتارة يغير خان القرم على إقليم سربيا الجديدة الروسي وتارة تكسب روسيا بعض المعارك مما جعلها تستولي على بعض المدن العثمانية في رومانيا، وثبت العثمانيون بعدها فأنزلوا الهزائم بالجيش الروسي على يد القائد عثمان باشا والذي قلده الخليفة فيما بعد لقب غازي على إنجازاته العسكرية في وجه الروس. واستعرت نيران الحرب في البحر بين الدولتين واصطدمت السفن العثمانية والروسية في أكثر من معركة، فاستفاد علي بك الكبير حاكم مصر من تواجد الأسطول الروسي في المنطقة فعقد حلفا مع روسيا وأعلن ثورته على الدولة العثمانية، وتمكن من التوغل في فلسطين ولبنان وسوريا وكان يحاذي البحر عند مسيره مما جعل الجيش العثماني ينحصر بين نيران السفن الروسية ونيران الجيش المصري وتسبب بهزيمته. قام محمد بك أبو الدهب -أحد مماليك مصر- بقلب حكم علي بك الكبير في مصر مما اضطر هذا الأخير إلى العودة مع 400 جندي من حلفائه الروس إلى مصر والتقى مع جيش أبو الدهب عند الصالحية في الشرقية، وكان النصر حليف الوالي المملوكي فأسر علي بك الكبير وأربعة من الضباط الروس، وتم تسليمهم جميعا إلى الأستانة. توفي في سنة 1187 هـ / 1774م، وتولى من بعده أخوه عبد الحميد الأول. السلطان عبد الحميد بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل . (1137 هـ / 1725م - 1203 هـ / 1789م) أحد خلفاء الدولة العثمانية. حكم من عام 1187 هـ حتى 1203 هـ. بقي محجوزا في قصره مدة حكم أخيه مصطفى الثالث حتى تولى الحكم بعد وفاته عام 1187 هـ. معاهدة قينارجة. في عهده جهزت روسيا لحملة عسكرية لاسترداد ماخسرته من هيبة في عهد مصطفى الثالث فهاجمت روسيا الجيوش العثمانية عند فارنا البلغارية وهزمتها، وتم الصلح بعد ذلك على استقلال تتار القرم وإقليم بسارابيا ومنطقة قوبان وإعطاء السفن الروسية حرية الملاحة في البحر الأسود والمتوسط وأن تدفع الدولة العثمانية غرامة لروسيا كل سنة وإعطاء روسيا حق حماية النصارى الأرثوذكس من رعايا الدولة العثمانية وتبني كنيسة في إسطنبول، وعرفت المعاهدة باسم معاهدة قينارجة. وكان هدف روسيا من هذه المعاهدة فتح الطريق لاحتلال بلاد القرم (سواحل أوكرانيا حاليًا وجنوبها)، وفعلا لم تنقض المعاهدة حتى بدأت روسيا تثير الفتن الداخلية وتختلق الذرائع للتدخل في شئون البلاد وانتهى الأمر بدخول 70 ألف عسكري روسي، فأصبحت القرم من بعد هذا جزءا من روسيا، وكان ذلك في 1774م. مما يجدر التنويه له هو تفرغ العساكر الروسية للدولة العثمانية تماما، وذلك بسبب الانتصارات التي حققتها روسيا على جيرانها حيث حيدت السويديين وعزلتهم في حدود بلادهم الطبيعية ولم تعد للسويد أية أراضي غير إسكندنافية، كما اقتسمت روسيا والنمسا وبروسيا مملكة بولندا، وكان هذا مما ابتلي به عبد الحميد الأول في عهده حيث أنه كان يجدر بالسلاطين العثمانيين ووزارائهم الذين سبقوه التنبه لخطر وصية بطرس الأكبر ووضع حد لها والتي تقضي بالتوسع على حساب إضعاف ممالك الثلاث المتاخمة لروسيا (السويد وبولندا والدولة العثمانية) حتى تتفرغ روسيا تماما لقضم الأراضي العثمانية وتحويل إسطنبول إلى عاصمة أرثوذكسية كما كانت أيام بيزنطة. ضياع بلاد القرم. خرقت روسيا معاهدة قينارجة باحتلالها لبلاد القرم، فجن جنون العثمانيين وأرادوا إعلان الحرب على روسيا لاسترجاع بلاد القرم، لكن فرنسا نصحت السلطان عبد الحميد بعدم الإقبال على إعلان الحرب بسبب استعداد روسيا المسبق لحرب العثمانيين ولعلم الفرنسيين عن معاهدة عسكرية سرية بين الملكة الروسية وإمبراطور النمسا لقتال العثمانيين في نفس الوقت في حال اندلاع أي حرب روسية عثمانية جديدة، لكن الملكة الروسية كاترينا استفزت مشاعر الخلافة مجددا في عام 1787م بزيارتها لأراضي القرم حيث كانت قد نصبت لها أقواس النصر المكتوب عليها (الطريق بيزنطة) والمقصود هنا هو طموح روسيا باستعادة ممتلكات الحضارة البيزنطية وإعادة السيطرة الأرثوذكسية على القسطنطينية فأعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا. ارتبكت القيادة العسكرية الروسية الغير مستعدة للحرب إلا أن ملكة روسيا كتبت إلى بوتمكين القائد الروسي للإسراع باحتلال إقليم أوزي المتاخم لبلاد القرم قبيل وصول جيش الخلافة وبالفعل دخلتها القوات الروسية، أما النمسا فقد أعدت العدة وأرسل الإمبراطور جوزيف الثاني جيشًا لانتزاع بلغراد فمني الجيش النمساوي بشر هزيمة وتعقبته العساكر العثمانية. وفاته. توفي عبد الحميد الأول عام 1203 هـ وخلفه ابن أخيه وهو سليم الثالث ابن مصطفى الثالث فاستغلت النمسا وروسيا وفاته لتجديد الحروب. السلطان مصطفى الرابع بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن.أرطغرل بن سليمان شاه بن قاي آلب (8 سبتمبر 1779 - 15 نوفمبر 1808) كان سلطان العثمانية بين عامي 1222هـ/1807 و1223هـ/1808. والده عبد الحميد الأول. وخلال فترة حكم الإصلاحي سليم الثالث، كان مصطفى مفضلاً لدى السلطان. وتولى الخلافة عام (1222هـ) بعد عزل ابن عمه سليم الثالث. عندما قامت ثورة الانكشارية على سليم الثالث، خدع مصطفى السلطان ودعم الانكشارية الذين خلعوا السلطان القديم، وجعلوا من مصطفى الحاكم الجديد، وكان من نتيجة ذلك أن تفرق عسكر النظام الجديد، ولكن ظل هناك تعاطف مع سليم الثالث. قام الخليفة الجديد بتثبيت من بقي حيا من الوزراء من بعد الأحداث الأخيرة في مواقعهم، كما افتتح مدرسة لتخريج مترجمين أكفاء. الحرب مع روسيا. عندما وصل خبر عزل السلطان سليم إلى الجبهة عم السرور في صفوف الانكشارية لتخلصهم من مشروع العساكر النظامية الجديدة، لكن الصدر الأعظم حلمي إبراهيم باشا لم يشاركهم سرورهم، ولم تبدو عليه بوادر الاستحسان، فقتلته عساكر الانكشارية، وعينوا غيره من من ترتضيه أهواؤهم، وكانت العاقبة وخيمة جدا، ولولا انشغال الروس بمحاربة نابليون في الغرب، وهزيمتهم القاسية بمعركة فريدلند، لمني الجيش العثماني بأكبر هزيمة في تاريخه. اجتمع القيصر الروسي ألكسندر الأول مع نابليون الأول بعد المعركة، واتفقا على الصلح، وأن على روسيا التوقف عن محاربة العثمانيين، وقبول الفرنسيين كوسيط بين الطرفين، مع إخلاء ولايتي الأفلاق والبغدان من قبل الروس. يذكر المؤرخ الفرنسي لافاليه أن الروس والفرنسيين اتفقوا سرا على تقسيم الولايات العثمانية الأوروبية بينهما في حال عدم قبول العثمانيين بالوساطة الفرنسية بحيث تحصل فرنسا على اليونان وألبانيا والبوسنة ومقدونيا، وروسيا على بلغاريا والأفلاق والبغدان، بينما يتم ترضية النمسا بإقليم صربيا. ويظهر جليا غدر نابليون بالعثمانيين، بعد أن كانت وعوده لسليم الثالث بالدعم بكافة أشكاله السبب الرئيس لدخول الدولة حربا برية مع روسيا وبحرية مع إنكلترا. قبل العثمانيون بالتوسط الفرنسي، وحصلت هدنة مؤقتة بين الطرفين. محاسبة الثائرين. اختلف الثائرون الذين كانوا قد أطاحوا بحكومة السلطان سليم في الأستانة. وفي عام 1808 انطلق جيش بقيادة مصطفى باشا البيرقدار إلى إسطنبول لإعادة سليم الثالث للحكم، وإعدام الثائرين، مؤيدا من قبل الصدر الأعظم الجديد وغالبية الوزراء، وبالفعل نجح باختراق الأستانة، ومعاقبة رؤوس الثورة، ولم يكاشف البيرقدار أحدا برغبته في إعادة السلطان سليم للحكم، وتظاهر باستعداده للرحيل إلى بلاده روستجق في بلغاريا بعدما تم له ما كان قد أعلنه. عندما استمر جند البيرقدار بالتقدم، أمر مصطفى إعدام سليم الثالث وأخ آخر له هو محمود. الأمر الذي سيجعل من مصطفى الذكر الوحيد المتبقي من السلالة الحاكمة، ومنحيا بذلك أي منافس قانوني على العرش كما اعتقد. وقتل سليم وألقيت جثته أمام المنشقين، ولكن تم الإطاحة بمصطفى واستبداله بمحمود الذي نجا من الإعدام بالاختباء. وتم إعدام مصطفى في ذات العام بعد أن حكم ثلاثة عشر شهرا. عبد العزيز الأول (1830 - 1876) ابن السلطان محمود الثاني. هو خليفة المسلمين الرابع بعد المائة وسلطان العثمانيين الثاني والثلاثين والرابع والعشرين من آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. استوى على تخت المُلك بعد وفاة شقيقه عبد المجيد الأول في 25 يونيو 1861، ومكث في السلطة خمس عشرة عامًا حتى خلعه وزراؤه وسائر رجال الدولة في آخر مايو 1876 وتوفي بعدها بأربعة أيام وقيل انتحر وقيل أيضًا قد قتل. امتاز عهده بغنى الدولة بالرجال وبكثير من الإصلاحات التي تمت على يد صدريه محمد أمين عالي باشا وفؤاد باشا، الذين كسبا شهرة في التاريخ العثماني، ولم تبدأ مشاكل السلطنة بالتفاقم -والذي توّج بإعلان إفلاس الدولة عام 1875 - إلا بعد وفاتهما؛ كما أنه السلطان العثماني الوحيد الذي قام بزيارات خارجية سياسية إلى مصر وإلى كلٍ من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولم يشهد عهده أي حروب خارجية للدولة. بعد خلعه افتتح عبد العزيز قائمة سلاطين مخلوعين، فجميع خلفائه: مراد الخامس وعبد الحميد الثاني ومحمد السادس وعبد المجيد الثاني لم يبرحوا في العرش حتى وفاتهم بل تنازلوا طوعًا أو كرهًا ( ماعدا محمد الخامس)، وقد قيل أن الدولة العثمانية كانت تسير نحو نهايتها حتى عهد عبد العزيز بسرعة عربة يجرها حصانان، وبعد عبد العزيز بسرعة قطار بخاري. حياته المبكرة وتوليه الحكم. ولد عبد العزيز في 9 فبراير 1830 وقيل 18 فبراير ابنًا ثانيًا للسلطان محمود الثاني والسلطانة برتونيال؛ بعد وفاة والده محمود الثاني أصبح شقيقه الأكبر عبد المجيد سلطانًا في السابعة عشر من عمره، حينها كان عبد العزيز لم يتجاوز العاشرة. تزوج للمرة الأولى عام 1856 من الجورجية دورونيف قادين وأنجب منها ثلاثة أولاد على رأسهم يوسف عز الدين ولي عهد الدولة العثمانية خلال حكم محمد الخامس؛ وبعد توليه شؤون السلطنة تزوج للمرة الثانية في ديسمبر 1861 من آيداديل قادين ولم ينجب منها سوى طفل واحد؛ وبعد زواجه الثاني بخمس سنوات تزوج عام 1866 السلطانة حيرانة وأنجب منها طفلان وفي عام 1868 تزوج للمرة الرابعة السلطانة نسرين وأنجب منها ثلاثة أطفال، ثم في يوليو 1872 تزوج للمرة الخامسة من نيفين قادين أفندي وأنجب منها طفلًا واحدًا أيضًا، وأخيرًا تزوج السلطانة صافيناز وأنجب منها ثلاثة أطفال، وقد تزوجت صافيناز بعد وفاته السلطان عبد الحميد الثاني، وساق لها المؤرخون دورًا في سياسة الدولة خلال عهديهما. في 7 يونيو 1861 توجه في الموكب الملكي إلى ضريح أبو أيوب الأنصاري، وهناك تقلد السيف السلطاني وفق العادة المتوارثة مذ أن فتح العثمانيون القسطنطينية، ومنه سار لزيارة قبر السلطان محمد الثاني فاتح إسطنبول ثم قبر والده السلطان محمود الثاني، وكانت أولى فرماناته بإقرار الصدر الأعظم محمد أمين عالي باشا في مكانه، ثم استحدث وسامًا خاصًا أسماه "الوسام العثماني" يمنح لمن قدّم خدمات جليلة للدولة، وقدم وسامه في المرتبة على الوسام المجيدي الذي استحدثه أخوه. الثورات والقلاقل الأمنية. على عكس سلفيه محمود الثاني وعبد المجيد الأول وخلفيه مراد الخامس وعبد الحميد الثاني، لم تشهد الدولة العثمانية خلال عهد السلطان عبد العزيز حروبًا خارجية، ولعلّ معاهدة باريس المبرمة عام 1856 ضبطت إيقاع السياسة الخارجية لأوروبا وجنبتها حروبًا جديدة. كذلك فلم تشهد سلطنته فقدانًا لأراضي الدولة وتقلصًا في مساحتها، كما حصل في سائر عهود عصر انحلال الدولة، بل استطاع عبد العزيز الحفاظ على أملاك دولته، أما المناطق التي شهدت ثورات، فقد استطاعت الدولة العثمانية التعامل معها بالحزم والسياسة بحيث لم تؤد لفقدان أملاك وأراض. ثورة الجبل الأسود. منذ أن فتح العثمانيون الجبل الأسود الذي يقع إلى الشمال من ألبانيا لم يتمكنوا من فرض سيطرتهم سوى على المدن الكبرى فيه أما الجبال والقرى المحيطة ظلت شبه مستقلة وذات إدارة محلية بسبب وعورة المسالك وصعوبة المفارز، وكان الجبل قد أعلن عام 1853 ثورة ضد الباب العالي تمكن القائد العثماني عمر باشا من سحقها، وفي أعقاب حرب القرم ومؤتمر باريس لعام 1856 طالب حاكم الجبل المحلي الأمير دانييل الاعتراف باستقلال الجبل فلم يلق ذلك قبولاً لدى الدول الأوروبية التي نصحته بعقد سلام مع الدولة العثمانية والاعتراف بسيادتها مقابل منحه رتبة مشير مع مبلغ سنوي من المال وتوسيع حدود دولته لتشمل أجزاءً من الهرسك أيضًا، فقبل الأمير بعرض أوروبا. في عام 1860 توفي الأمير دانييل وآل الحكم لابن أخيه الأمير نيكولا الذي شجع حركات ثورية ضد الباب العالي في الهرسك وكذلك في الجبل الأسود وأخذ يجمع جيوشًا لإعلان التمرد، فأغار عمر باشا على أراضي الجبل وحاصرها من ثلاث جهات، ثم دخلت قواته الإمارة واضطر الأمير نيكولا إلى توقيع اتفاق استسلام في 30 أغسطس 1862، التي نصّت على بقاء نيكولا حاكمًا للجبل شرط السماح للعثمانيين بناء ما يحلو لهم من حصون لتأمين وضمان السيادة داخل أراضي الإمارة، لاحقًا سعت الإمبراطورية الروسية وفرنسا لدى الباب العالي للتنازل عن حق بناء الحصون والقلاع داخل أراضي الإمارة، فقبل السلطان عبد العزيز بذلك وأصدر فرمانًا في 2 مارس 1864، انسحب بموجبه الجيش العثماني وهدم القلاع التي كان قد شرع في استحداثها، وأنهى انسحابه في يونيو 1864. ثورة الصرب. فتح العثمانيون بلاد الصرب عام 1389 وظلوا يحكمونها حكمًا مباشرًا حتى سنة 1815، ثم أبرم عام 1830 اتفاق يقضي بتحويلها لإمارة مستقلة تحت سيادة الباب العالي، ثم جاءت معاهدة باريس في 30 مارس 1856 بعد حرب القرم لتنظم العلاقة بشكل أكبر، فنصت أنه من حق الدولة العثمانية أن يكون لها في بلاد الصرب ست قلاع بما فيها قلعة بلغراد عاصمة الإمارة، وفي أعقاب اندلاع ثورة الجبل الأسود حشد العثمانيون جيشًا شعبيًا غير مدرب تدريبًا جيدًا، بهدف ضبط الأمن في صربيا؛ ولكونه جيشًا غير مدرب فقد وقعت عدة مشاجرات بين أهالي الصرب و"الجيش الشعبي" تحولت إلى مواجهات دامية، بلغت ذروتها بعد مقتل جندي عثماني في 10 يونيو 1862، وما تبعه من قصف لبلغراد بالمدفعية لمدة أربع ساعات متواليات. تدخل قناصل الدول لإيقاف القصف، ثم وبنتيجة المشاورات اللاحقة بين القناصل والسلطان عبد العزيز، قبل السلطان عبد العزيز بتخفيض عدد القلاع من ستة إلى أربعة مع احتفاظه بقلعة بلغراد، وتعهد أيضًا بعدم السماح للقواد العثمانيين بالتدخل في الشؤون الداخلية للإدارة مطلقًا وأصدر فرمانًا بذلك في 6 سبتمبر 1862. غير أن اندلاع ثورة كريت وأحوال خزينة الدولة الناضبة مع ضغوط الدول الأوروبية، انتهت في مارس 1867 بقبول السلطان عبد العزيز لاتفاق جديد يقضي بتخلي الدولة عن القلاع الأربعة في بلاد الصرب وانجلاء كافة القوات العثمانية عنها، وبذلك لم يبقَ سوى لقب "ملك" على أمير الصرب، يفصلها عن الاستقلال الكامل في أعقاب هذا الفرمان. ثورة كريت. ثورة جزيرة كريت اندلعت أواخر 1866 لرغبة أهالي الجزيرة وهم في الغالب من اليونان الأرثوذكس الانضمام إلى مملكة اليونان، وقد حاولت المملكة المذكورة دعم الثائرين، إلا أن هذا الدعم ظل محدودًا في إطار تقاعس الدول الأوروبية عن الموافقة على سلخ الجزيرة من أملاك الدولة العثمانية. أرسل السلطان موفدًا شخصيًا إلى سكان الجزيرة اسمه كريدلي محمد باشا إلا أنه فشل في مهمة تقريب وجهات النظر بين الدولة والثوار، وفي أعقاب استقالة محمد رشدي باشا من الصدارة العظمى وإسنادها إلى محمد أمين عالي باشا في 11 فبراير 1867، أنهت الدولة مهام كريدلي باشا وأرسلت عوضًا عنه جيشًا كبيرًا بقيادة عمر باشا، الذي سطع نجمه في حرب القرم، كما أرسل الخديوي إسماعيل بناءً على طلب السلطان عبد العزيز جيشًا ليساعد في قمع التمرد، فقمع الجيشان المحتجين وأخمدا ثورتهم. بعد الحسم العسكري، أرسل السلطان صدره الأعظم عالي باشا شخصيًا كمندوب سياسي عنه في 14 أكتوبر 1867، وسعى إلى تهدئة خاطر الأعيان بمنحهم رتبًا ونياشين، وبعد أن استتب الأمن أوائل عام 1868 قفل عائدًا إلى إسطنبول. وبنتيجة هذه الثورة انعقد في عام 1869 مؤتمر خاص في باريس للدول الموقعة على اتفاق العام 1856 للتباحث بوضع الجزيرة، وبنتيجة المؤتمر أصدر السلطان في 19 سبتمبر 1869، فرمانًا يقضي بمنح الجزيرة امتيازات تجارية وإعفاءً من الضرائب لمدة سنتين، وإعفاءً من الخدمة العسكرية. حادثة سالونيك. في 5 مايو 1876 وصلت إلى سالونيك فتاة بلغارية أعتنقت الدين الإسلامي ،فلما بلغ الأمر مسيحيي المدينة قبضوا عليها وحاول بعض المسلمين استراجعها ففشلوا، وتحول الأمر إلى فوضى طائفية، اغتيل خلالها قنصلا فرنسا وألمانيا. غضبت أوروبا لمقتل قنصليها ورست سفن الأسطول الفرنسي قبالة سالونيك، وأمن الجند الألمان موكب جنازة حافل للقنصلين، ثم عقد وزراء خارجية روسيا والنمسا وألمانيا اجتماعًا في برلين وأصدروا بيانًا صدقت عليه فرنسا وإيطاليا، طالب خلاله المجتمعون بتعيين مجلس دولي لمراقبة تنفيذ فرمان سلطاني كان عبد العزيز قد أصدره في 12 ديسمبر 1875، ينصّ إلى إصلاح أحوال مسيحيي الدولة، وطالب البيان أيضًا باستكمال تنفيذ الفرمان خلال مدة لا تتجاوز الشهرين، وإلا فإن الدول التي أصدرت البيان ستضطر لاستعمال القوة بهدف تنفيذ أحكام الفرمان السلطاني. لم يقبل السلطان بهذا البيان واعتبره مجحفًا بحقوق دولته، ولعلمه أيضًا بوجود خلافات بين دول أوروبا حول الحرب وعدم تصديق إنكلترا على البيان، كما أنه قام بإعدام عدد من المسلمين بعد محاكمتهم بتهمة القتل العمد. احتجاجات طلاب المعاهد الشرعية في الآستانة. في أواخر أبريل 1876 خرجت مظاهرة حاشدة مؤلفة من طلبة العلوم الدينية ورجال الدين والمشايخ بعد أن تجمعت أمام جامع السلطان محمد الفاتح، وسارت زاحفة نحو مبنى وزارة الحربية ثم نحو الباب العالي نفسه، منادية بإسقاط الصدر الأعظم محمود نديم باشا وشيخ الإسلام حسن فهمي أفندي، وفشل رجال الشرطة في تفريق المتظاهرين لعدم علمهم المسبق بالتظاهرة، كما فشلوا في منعهم من الوصول إلى مبنى الباب العالي حيث يقيم السلطان شخصيًا. أما محمود نديم باشا وحسن فهمي أفندي فقد تورايا عن الأنظار ثم غادرا إسطنبول خوفًا من الشعب الهائج. قرر المتظاهرون الاعتصام أمام الباب العالي حتى تحقيق مطالبهم، وفي مساء ذلك اليوم عقد السلطان اجتماعًا شارك فيه والدته مع وزير الخارجية ومحافظ إسطنبول، وقاضي عسكر الروم إيلي واثنين من كبار علماء الشريعة للبحث في قضية المتظاهرين. أشارت والدة السلطان باستعمال القوة ضد المتظاهرين، وبضرورة إغلاق المعاهد الدينية وطرد طلابها خارج المدينة مع رفض قاطع لمطالبهم، غير أن بقية المجتمعين لم يستصوبوا رأيها، واقترحوا على السلطان أخذ الأمور باللين بعد أن شرحوا له الأخطار التي لا بدّ من وقوعها في حال تحولت الحركة إلى ثورة مسلحة في العاصمة، فوافق السلطان وجهة نظرهم، وقال بأنه يرضى بتحقيق مطالب المتظاهرين لمرة واحدة فقط. وأصدر فرمانًا بتعيين خير الله أفندي شيخًا للإسلام، ولم يعين مدحت باشا صدرًا أعظم - كما كان يطالب من يتظاهر - بل أسند الصدارة العظمى إلى محمد رشدي باشا، وقد تفرق الاعتصام في أعقاب ذلك، قبل مرور أربع وعشرين ساعة على بدايته. يذكر أن مدحت باشا كان قد نصح السلطان بالتنازل عن مبلغ خمسة ملايين ليرة عثمانية من ثروته الخاصة لإنفاقها على الإصلاحات الضرورية، والعزوف عن فكرة تولية ابنه يوسف عز الدين ولاية العهد، فلم يرضَ السلطان، وكان ذلك من مقدمات خلعه. وتكتسب هذه الحادثة أهمية خاصة لكونها قد وقعت قبل حادثة الخلع بأربعين يومًا فقط. الإصلاحات الداخلية. مجلة الأحكام العدلية. وصفت مجلة الأحكام العدلية بأنها "أبرز مؤلف قانوني إسلامي في تاريخ الإسلام"، وقد "دللت على ما لفقه الشريعة من مرونة وتقبل للمعاصرة وقابلية للتقنين"، ويمكن تشبيه المجلة بقانون الأحوال الشخصية أو القانون المدني حاليًا. ترأس اللجنة التي وضعت المجلة أحمد جودت باشا والذي استعان بعدد وافر من مشترعي ذلك العصر، وبعد عمل دؤوب دام سبعة أعوام انتهت اللجنة من وضع ستة عشر مجلدًا من القوانين المستنبطة من المذهب الحنفي، وصدرت عام 1867 لتنظيم مختلف أحوال الزواج والطلاق والإرث والبيع وغيرها، وشكلت أساسًا في تشريعات قوانين الأحوال الشخصية للمسلمين في عدد من الدول كسوريا ولبنان والعراق ومصر، كما أنها لا تزال مطبقة حتى اليوم في قطاع غزة. توحيد الأفلاق والبغدان. بموجب معاهدة باريس لعام 1856 فإن لكل من الأفلاق والبغدان إمارة وحكومة ومجلس نواب تحت سلطة الدولة العثمانية، وفي عام 1861 توحدت الإمارتين في إمارة واحدة بمآل العرش إلى الأمير جان ألكسندر الأول، وقد اعترف الباب العالي بهذا التوحيد رغم أنه يخالف اتفاق باريس، بحيث يكون لهما حكومة واحدة ومجلس نيابي واحد. ومن الإصلاحيات الهامة التي وقعت خلال سلطنة عبد العزيز فيما يخصّ الأفلاق والبغدان، قرار الأمير جان ألكسندر الأول ومعه الحكومة ومجلس النواب بأن تكون الأوقاف ملكًا للحكومة وتقوم بتمويل الكنائس والأديرة منها، ما أدى إلى معارضة شديدة من بطريركية الآستانة، ومع تفاقم الخلاف عرض السلطان عبد العزيز في 14 سبتمبر 1863 مشروع اتفاق ينصّ على دفع مبلغ 840,000 ليرة ذهبية لبطريركية الآستانة تكون فائدة المبلغ السنوية بمثابة تعويض عما ستخسره من أملاك، وبعد طول مفاوضات بين الأطراف المتنازعة رفع المبلغ إلى 1,500,000 ليرة ذهبية باقتراح من السلطان، ثم أصدر فرمانًا يجيز به تصرفات حكومة الأفلاق والبغدان في 16 ديسمبر 1863، وكذلك مجلس النواب الروماني، وبذلك استقلت الكنيسة في رومانيا استقلالاً إداريًا وماليًا، وقد أرسى الأمير سلسلة إصلاحات أخرى بيد أنه لم يستشر مجلس النواب في سن القوانين واستحداث الضرائب، فضغط الشعب عليه للاستقالة فقدمها عام 1866، وانتخب الأهالي شارل دي هوهنزولرن من بروسيا أميرًا للبلاد فصدّق السلطان على الانتخاب. فرمان الخديوية المصرية. كانت الدولة العثمانية قد اعترفت عام 1840 بمحمد علي واليًا على مصر وبأن تكون ولاية مصر محصورة بورثته، فرمان السلطان العثماني عبد المجيد الأول كان بضغط من دول الحلفاء إذ كان الباب العالي حينها يميل لخلع محمد علي من ولاية مصر برمتها ولذلك فإن فرمان منح مصر لمحمد علي وورثته جاء مقيدًا لتصرفاته من نواحي كثيرة كالجيش وعقد المعاهدات والإدارة المالية وغيرها. وبنتيجة العلاقة المميزة بين السلطان عبد العزيز وإسماعيل باشا مذ أن زار إسطنبول بعيد توليته عام 1861، صدر خلال عهد السلطان عبد العزيز ثلاثة فرمانات متعلقة بمصر الأول أولها عام 1866 حصرت خلالها وراثة البلاد بأكبر أولاد إسماعيل باشا، والثاني في 7 يوليو 1867 منح بها حاكم مصر لقب "خديوي" المشتق من اللغة الفارسية بمعنى "أمير" إلا أنه لم يستعمل في الدولة العثمانية إلا لحاكم مصر كدلالة على رفعة موقعه، وأخيرًا صدر فرمان شامل في 10 يونيو 1873، نظم مختلف نواحي الامتيازات، فأعاد التأكيد أن أكبر أولاد خديوي مصر هو من يرث العرش، فإن لم يوجد فأكبر إخوته الذكور ثم أكبر أولاد إخوته، ليعاد حصر المنصب من جديد بأكبر أولاد الخديوي الجديد. وأعلن في الفرمان ذاته عن إمكانية تعيين مجلس وصاية أو وصي على الخديوي إن كان قاصرًا، وحدد سن البلوغ بثمانية عشر سنة هجرية؛ كذلك فقد مُنحت مصر حكم سواكن ومصوع على البحر الأحمر، ومنحت حكومتها حق إصدار القوانين واللوائح التنفيذية لها حسب حاجة البلاد، وكذلك صلاحية سن الضرائب وتحديد الرسوم الجمركية واحتكار بعض أوجه التجارة وعقد المعاهدات الداخلية والخارجية، وسائر أوجه المعاملات المالية. ومقابل ذلك، نصّ الفرمان أن الدولة العثمانية تحصل سنويًا على 150,000 كيس ليرات ذهبية، وفي عام 1875 منحت مصر أيضًا حكم زيلو. وحين أراد الخديوي إسماعيل إبرام اتفاق شق قناة السويس بشروط مجحفة بحق المصريين - من ناحية أجور العمال وسيطرة الشركة على أراضي أطراف القناة وترعة مياه عذبة تشق من نهر النيل إلى القناة - رفض الباب العالي التصديق على الفرمان، وبعد أخذ ورد، اتفق على قبول مصر والشركة الفرنسية بشروط الباب العالي بشرط أن تدفع الحكومة المصرية 74 مليون فرنك للشركة المتعهدة تعويضًا عن خسائرها بتنفيذ شروط الباب العالي، وذلك بعد وساطة قام بها الإمبراطور نابليون الثالث. امتيازات الولاية التونسية. تمتعت تونس على الدوام بنوع من الاستقلال الذاتي بسبب بعدها عن الآستانة عاصمة الدولة، ومنذ أن احتلت فرنسا الجزائر عام 1830، كانت تتوثب الفرصة لاحتلال تونس أيضًا. في سبيل ذلك اقترح الصدر الأعظم محمد أمين عالي باشا على السلطان إصدار فرمان يقنن الحكم الذاتي لتونس، ويضيف عليه امتيازات أخرى بهدف تقوية عرى العلاقة معها وقطعًا للطريق أمام فرنسا، فصدر الفرمان في 24 أكتوبر 1871، ومن أبرز الامتيازات التي تم منحها: حصر ولاية العهد بورثة باي البلاد، والسماح للباي باستحداث المناصب والهيئات المدنية والعسكرية وفضّها وإدارتها كما يراه مناسبًا، وإصدار القوانين والتشريعات في بلاده "طبقًا لقواعد العدل"، واحتفظ السلطان لنفسه بالخطبة والسكة وببقاء الأعلام والسناجق والمراتب الحربية كما هي في سائر أنحاء الدولة، فضلاً عن إلزامية إرسال الجيش التونسي أيام الحرب للمشاركة في الدفاع عن الدولة، ومبلغ مالي يقتطع سنويًا. وعمومًا فإن بعد هذه الامتيازات بعشر سنوات، تحديدًا في مايو 1881 احتلت فرنسا تونس. تعديل معاهدة باريس. في 1870 هزمت بروسيا وروسيا وألمانيا فرنسا، وطالبت الإمبراطورية الروسية في أعقاب ذلك تعديل معاهدة باريس التي عقدت في أعقاب حرب القرم بحيث تزال الشروط التي اعتبرت مجحفة في حق روسيا، ولمناسبة ذلك انعقد الحلفاء في ألمانيا يوم 13 مارس 1871 وأقرّوا منع السفن الحربية غير العثمانية من المرور من البوغاز مع وجود استثناء بحيث يمكن للسلطان تقديم رخصة للسفن الحربية في غير أحوال الحرب، كما سمحت التعديلات بملاحة السفن التجارية دون قيود في البحر الأسود ومضائق الدردنيل. وقد صدّق السلطان على أعمال هذا المؤتمر ومقرراته. الإصلاحات القانونية. وفيرة هي القوانين الأخرى الإصلاحية التي صدرت بجهود السلطان عبد العزيز ومنذ بداية عهده، فقد أصدر في 4 فبراير 1862 قانون إنشاء البنك السلطاني العثماني، وفي 20 أغسطس نشر مجموعة من القوانين الناظمة للتجارة البحرية بعد أن كانت غير منظمة في السابق، وفي 1 أبريل 1864 أصدر قانون الأحوال الشخصية الخاص بالطائفة اليهودية في الدولة العثمانية، ثم في 8 نوفمبر 1864 أصدر قانون الولايات منح بموجبه مزيدًا من الصلاحيات على قاعدة اللامركزية الإدارية وحاول جاهدًا ضبط الفساد المستشري في أجهزة الحكم المحلية، وفي 16 يونيو 1867 أصدر القانون الناظم لتملك الأجانب للعقارات في الدولة العثمانية، وفي 2 أبريل 1868 أنشأ السلطان مجلس شورى الدولة "شوراي دولت" الذي تميز بطابع شبه دستوري، وشملت اختصاصاته إعداد مشاريع القوانين للدولة وإبداء الرأي للوزارات بالمسائل الخاصة بتطبيق القوانين، كما كان بمثابة محكمة ينظر بالقضايا الإدارية ويُحاكم الموظفين المتهمين بالانحراف. وقد وُصف هذا المجلس بأنه بداية انطلاق لمجلس النواب، إلى جانب استحداث محكمة عثمانية عليا هي الأولى من نوعها. وفي 1 يونيو 1868 أصدر أول قانون ناظم للجنسية العثمانية منذ قيام الدولة؛ وفي 4 أبريل 1869 أصدر قانونًا ناظمًا لعمل المحاكم النظامية، كما أصدر عام 1875 قانونًا بإعادة تنظيم القضاء ونقل المحاكم التجارية إلى اختصاص وزارة العدل. يذكر أنه أراد إلغاء وزارة الأوقاف وأصدر فرمانًا بذلك في 21 فبراير 1871 إلا أنه عاد وألغاه؛ ولعلّ أكبر حزمة قوانين إصلاحية صدرت عام 1874 وشكلت أساسًا للدستور العثماني الذي صدر لاحقًا خلال عهد عبد الحميد الثاني لفترة وجيزة ثم عطل، وقد نصّت قوانين عبد العزيز لعام 1874 على الفصل بين السلطة التنفيذية والقضائية واعتبار أموال جميع العثمانيين وناموسهم وأعراضهم مصونة، والتأكيد على المساواة بين جميع رعايا الدولة. كذلك فقد أنشأ أول سكة حديد في إسطنبول، وأدخل نظام الطوابع البريدية، بالإضافة إلى افتتاح مدرسة ثانوية جديدة عرفت باسم "غلطة سراي" 1868 ضمت مختلف قوميات ومذاهب الدولة العثمانية. أما على الصعيد الحربي فقد اهتمّ عبد العزيز بتحديث الأسطول البحري على وجه الخصوص، وربما يعود السبب في ذلك لما رآه من نظام وانضباط في البحرية البريطانية خلال زيارته بريطانيا، حتى غدا الأسطول العثماني ثالث أكبر أسطول في العالم بعد الإنكليزي والفرنسي. وعلى صعيد الجيش، فقد اشترى أسلحة حديثة من أوروبا، وجدد دار المدفعية المعروفة باسم "الطوبخانة" وأدخل نظامات وتنسيقات عديدة في الجيش. ولاية العهد. علاقته بالأميرين مراد وعبد الحميد. لم تكن علاقة السلطان عبد العزيز بالأمير مراد ولي عهده جيدة، صحيح أنه لم يقتل أولاد أخيه كما كانت عادة سلاطين آل عثمان الأوائل، بل اعتقلهم في قصر دولمة بهجة فقط، وشدد المراقبة عليهم. وفي زياراته الخارجية اصطحب معه ولي عهده الأمير مراد، الذي ذاع صيته في أوروبا لكونه متعلمًا يجيد الفرنسية والعزف على الآلات الموسيقية، حتى أن نابليون الثالث والإمبراطور غليوم قد احتفوا به أشد احتفاء ما سبب اغتياظ السلطان. وبعد عودته إلى إسطنبول ضاعف التضييق على الأمير مراد وشدد مراقبته ومنعه من التجول خارج القصر سيرًا، وسمح له من حين إلى آخر بالتنزه في مركبة مغلقة لا يراه فيها الناس بشرط أن يستحصل على أمر منه في كل مرة يود الخروج فيها، ثم عمد إلى تخفيض نفقاته فاضطر الأمير للجوء إلى المرابين. وقد كتب لأحد أصدقاءه: "إن الجهل منتشر ويا للأسف بين نسائنا انتشارًا شنيعًا، وربما ترتاب في صحة قولي لو شرحت لك ما يعتيرني من الحزن والانقباض والكره في أثناء وجودي في دائرة الحريم، إن الأوقات التي أقضيها هناك هي عبارة عن عذاب أليم بالنسبة لي وضجر عظيم يكاد يقتل النفس." على العكس من ذلك فإن علاقة السلطان بعبد الحميد كانت قوية للغاية وربما يعود السبب في ذلك لكون والدة السلطان عبد الحميد توفيت وهو صغير، فاعتنت به وربته والدة السلطان عبد العزيز بروتونيال خانم، ولذلك تمتع عبد الحميد بالحرية وبثقة السلطان، وظل يستقبله في قصره في أكثر الأوقات ويباحثه بمختلف شؤون الدولة. محاولة تغيير قواعد ولاية العهد. بحسب التقاليد العثمانية التي لم تمس منذ نشوء الدولة عام 1299، فإن العرش ينتقل إلى أكبر أفراد أسرة آل عثمان الذكور، ومنذ أن أصدر عبد العزيز الفرمان القاضي بتطبيق ولاية العهد بأكبر أولاد الخديوي إسماعيل وخلفاءه في مصر وحتى خلعه، وهو يحاول بدعم من صدره الأعظم محمود نديم باشا تحقيق القاعدة نفسها لتولية ابنه يوسف عز الدين الحكم، إلا أنّ الحركة قد ولدت معارضة قوية في أوساط علماء الدين وأيضًا أسرة آل عثمان، غير أن ما أعاق تطبيقها فعليًا هو الخلافات الروسية - البريطانية حول القضية. إذ كانت الإمبراطورية الروسية تعضد فكرة ولاية العهد ليوسف عز الدين أما بريطانيا فكانت تود المحافظة على قانون الوراثة كما هو، خصوصًا أن الأمير مراد مدعوم من قبل حركة "الأحرار العثمانيين" المطالبين بالإصلاح. وقد وصل التوتر لدرجة أن أرسلت بريطانيا أسطولها من البحر الأبيض المتوسط نحو الدردنيل بعد أن أشيع في الآستانة أن روسيا على وشك إرسال أربعين ألف جندي روسي من أوديسا لإرغام المعارضين على قبول ولاية العهد ليوسف عز الدين، وكان من بين مقدمات تولية يوسف عز الدين أنه ارتقى حتى رتبة مشير وهو لم يتجاوز العشرين من العمر. ويضع المؤرخون إصرار عبد العزيز على تعديل أصول الوراثة حتى أواخر أيام عهده سببًا رئيسيًا من أسباب خلعه. إفلاس الدولة. مع انخفاض واردات الدولة العثمانية المالية، وتزايد النفقات خاصة النفقات الحربية إبان الحروب مع محمد علي باشا في بلاد الشام، والحرب مع مملكة اليونان وحرب القرم، ومنذ عام 1854 وخلال عهد السلطان عبد المجيد الأول، أخذت الدولة العثمانية تقترض من الخارج، واستمرت في هذه السياسة خلال عهد السلطان عبد العزيز، تزامن ذلك مع انخفاض قيمة النقد العثماني وارتفاع عجز موازنة الدولة، حتى قدرت بخمسة وثلاثين مليون لدى بداية عبد العزيز لحكمه، حتى أخذت الدولة تعمد إلى الاستدانة لدفع أقساط قروضها السنوية. حاول عبد العزيز إصلاح الوضع باختصار نفقات بلاطه، وألغى نظام الحريم إلا أن الشق كان أوسع من أن يستطيع رتقه. ثم أصدر في 21 يناير 1862 فرمانًا يقضي باستحداث موازنة سنوية للدولة وفق القواعد المحاسبية الحديثة لمقابلة المصروفات بالإيرادات، ثم أصدر فرمانًا آخر في 17 يونيو 1862 يقضي بسحب سندات الديون ودفع 40% من قيمتها، وتوزيع سندات جديدة بقيمة 60% منها، وقد اقترضت الدولة العثمانية ثمانية ملايين جنيه استرليني لإتمام العملية، ثم اقترضت ثمانية ملايين أخرى من البنك العثماني بما يشبه الديون الداخلية لإتمام عملية الدفع. شكلت عملية تخفيض قيمة السندات بنسبة 40% مع اقتصاد السلطان بنفقات القصر ما يكفي من الأموال لسداد الفوائد المرتبة على القروض وبالتالي نجاحًا نسبيًا في حل الأزمة، لكن في ديسمبر 1865 استحقت السندات ولم يكن لدى الخزينة ما يكفي من الأموال لسداد الفوائد المترتبة، وقد حاولت الدولة الاقتراض من الخارج ففشلت، فاقترضت من البنك العثماني مقابل ضمانات الضرائب، وقسطت عملية الدفع كل ثلاثة أشهر وبذلك استقرت مالية الدولة مؤقتًا. غير أن الانتكاسة عادت مع استمرار الاقتراض، فمنذ حرب القرم وحتى إعلان الدولة لإفلاسها عام 1875، كانت الدولة قد أبرمت أحد عشر قرضًا أغلبهم في عهد عبد العزيز ولذلك وصف من قبل المؤرخين بالمبذر، وقد بلغت قيمة القروض 5300 مليون فرنك فرنسي لم تستلم الدولة منهم سوى 3012 مليون أي 57% من القيمة الاسمية، إذ حسمت البنوك الفرنسية والإنكليزية الفوائد سلفًا، لضعف الثقة بالاقتصاد العثماني. كما أن ما ساهم بتفاقم الأزمة رهن الدولة لإيراداتها الثابتة كضمان لسداد القروض فخصصت الأتاوة السنوية من مصر ضمانًا للقرض المبرم عام 1854 ومداخيل جمارك ولاية سوريا وأزمير ضمانًا للقرض المبرم عام 1855، وفي النهاية اعترف الصدر الأعظم محمود نديم باشا في 5 نوفمبر 1875 بإفلاس الدولة مع عجزها عن سداد القروض، فمنحها الدائنون قرضًا جديدًا طويل الأجل مقابل ضمان الضرائب غير المباشرة وضرائب الأغنام وأتاوة مصر. بلغ دخل الدولة مع نهاية عهد عبد العزيز عام 1867 380 مليون فرنك، يتحتم اقتطاع مبلغ 300 مليون فرنك أقساطًا للضرائب، ليتبقى 80 مليون فقط لكافة مصاريف الدولة لعام كامل، لذلك كانت الدولة مضطرة للعودة إلى الاستدانة بعد حل قضية إفلاسها الأول، فقعدت قرضًا بفائدة 24% عام 1876 قيمته ثلاثين مليون ليرة، واستمرت في هذه السياسة خلال عهد عبد الحميد الثاني، فأبرمت اثني عشر قرضًا وأعلنت إفلاسها مرتين عام 1879 و1881، وهو ما دفع السلطان لإصدار "مرسوم محرم" الذي وحّد ديون الدولة ونقل إدارتها من وزارة المالية العثمانية، إلى مجلس إدارة الدين العام العثماني المكون من أصحاب السندات في مصارف أوروبا. الزيارات الخارجية. درج سلاطين آل عثمان على قيادة الجيوش بأنفسهم، وظل معمولاً بهذا التقليد حتى عهد السلطان سليمان القانوني في القرن السادس عشر، ومنذ القرن السادس عشر حين أبطل سليم الثاني هذه العادة وحتى القرن التاسع عشر لم يغادر سلطان عثماني عاصمته الآستانة مطلقًا، باستثناء بعض السلاطين كمراد الرابع ومصطفى الثاني الذين خرجوا في حملات أو السلاطين الذين سكنوا أدرنة. وفي عهد السلطان عبد العزيز كُسر التقليد، فزار السلطان مصر عام 1863 ثم زار أوروبا عام 1867، وكان بذلك السلطان العثماني الوحيد الذي قام بجولات وزيارات خارجية ديبلوماسية. عندما تولى إسماعيل باشا شؤون ولاية مصر سافر إلى إسطنبول شخصيًا وعمل على نسج علاقات طيبة مع السلطان عبد العزيز حين قدّم له فروض الطاعة شخصيًا واقترح عليها خلال الزيارة زيارة السلطان لمصر، وكان آخر سلطان عثماني قد زارها هو سليم الأول عام 1517، فوعده السلطان بتحقيق طلبه. غادر السلطان إسطنبول عن طريق البحر في 3 أبريل 1863 على متن اليخت السلطاني "فيض جهاد" بعد أن أناب صدره الأعظم محمد أمين عالي باشا إدارة البلاد خلال غيابه، واصطحب معه فؤاد باشا وابنه يوسف عز الدين وولي عهده مراد الخامس وأخيه عبد الحميد الثاني. رست سفينة السلطان في الإسكندرية يوم 7 أبريل حيث استقبله إسماعيل باشا على متن اليخت الملكي في ميناء الإسكندرية، وفي 9 أبريل انتقل بالقطار قاطعًا دلتا النيل الخضراء حتى القاهرة حيث أقام في قصر الجوهرة داخل قلعة القاهرة، وقد أعجبه جدًا القطار كما أعجب بالمدن المصرية الغربية النسق، وعمومًا فإن مصر خلال عهد الخديوي إسماعيل كانت تحوي من المؤسسات الزراعية والصناعية والمؤسسات التجارية ومن وسائل النقل بما فيها القطار والطرقات المعبدة ما لم يكن موجودًا في إسطنبول نفسها، لذلك فقد كانت إحدى أهداف الزيارة محاولة الاقتباس من الإصلاح في مصر ومحاولة تطبيقه على سائر أنحاء الدولة. ومن الأمور التي زارها السلطان خلال إقامته شبرا والجيزة وقبر محمد علي باشا والأهرام في 14 أبريل وترأس حفل محمل الحج إلى مكة وختم الزيارة في 16 أبريل، وقد خلع على إسماعيل باشا سيف الشرف العثماني وعلى أمه أكبر وسام عثماني فأصبح اسمها "الوالدة باشا"، وقد قامت صداقة متينة بين السلطان وإسماعيل باشا توجت بصدور مرسوم الخديوية المصرية عام 1867. الصدور العظام في عهده. تعاقب في عهد السلطان عبد العزيز الذي قارب الخمس عشر عامًا اثني عشر وزارة رأسها ثمانية صدور عظام، أولهم محمد أمين عالي باشا، الذي أبقاه في منصبه مع وزارته المشكلة في عهد سلفه عبد المجيد الأول، ثم أقاله في نوفمبر 1861 وعين محمد فؤاد باشا صدرًا أعظم للمرة الأولى ثم استبدل يوسف كميل باشا به في يناير 1863، ثم أعيد محمد فؤاد باشا مرة ثانية للصدارة العظمى في يونيو 1863، وحاول العمل على إصلاح الدولة التي كانت على شفا الإفلاس لكنه فشل في ذلك واضطر للعودة إلى الاستدانة من بنوك الغرب. استمرّ محمد فؤاد باشا حتى يونيو 1866 حين وجه عبد العزيز منصب الصدارة إلى محمد رشدي باشا، وقد شهدت صدارته قلاقل الجبل الأسود والصرب وتوحيد الأفلاق والبغدان، وقد استقال بداعي السن في 11 فبراير 1867 فعين محمد أمين عالي باشا للمرة الثانية، وقد قمعت في عهده ثورة كريت وسافر بنفسه من إسطنبول إليها ليساهم في رأب الصدع بعد قمع العثمانيين لأهالي الجزيرة، وكذلك أصدر مجلة الأحكام العدلية وامتيازات الخديوية في حكم مصر، وقد توفي محمد أمين عالي باشا في سبتمبر 1871 بعد صدارة طيلة دامت أربع سنوات، فأعقبه فترة من الاضطرابات في إسناد المنصب فأسند أولاً إلى محمد نديم باشا، ثم أقيل عام 1872 وعين مدحت باشا لشهرين فقط بين يوليو وسبتمبر 1872 إذ كان السلطان معجبًا بقدرته على إدارة الأعمال، ولكن لما رآه شديد الاستقلال في رأيه ولا يقبل تدخلات الباب العالي، عزله ونفاه إلى سالونيك ووجه المنصب ثانية لمحمد رشدي باشا، وبعد أقل من ستة أشهر استبدل بأحمد أسعد باشا في فبراير 1873 إلا أنه أقيل سريعًا في مايو 1873، وخلفه حسين عوني باشا ثم عاد محمود باشا ثانية في أغسطس 1875، وفي عهده الثاني أشهرت الدولة إفلاسها وثار طلاب المعاهد الدينية في إسطنبول ضده، فعزله السلطان وعينّ محمد رشدي باشا للمرة الرابعة في 12 مايو، وهو آخر صدور عهد عبر العزيز، ففي 30 مايو 1867 خلع السلطان. آثاره العمرانية. رغم الضائقة المالية التي عاشتها الدولة العثمانية أيام عبد العزيز إلا أنه بنى عددًا من القصور والسرايات، فبنى سرايا بكلربكي على ضفة البوسفور في سفح تل بلفوري، وقد شيدت من الرخام الأبيض وكان لها رصيف على الشاطئ، وكذلك بنى قصر جراغان الكائن بين منطقة بشكطاش وأورفة كوري على شكل مستطيل قرب شاطئ البحر أيضًا وقد كلف إنشاؤه مليون ونصف مليون ليرة عثمانية، وقد تحولت إلى مقر لمجلسي الأعيان والمبعوثان العثماني وفيها قضى عبد العزيز ومراد الخامس وكمال أتاتورك أيامهم الأخيرة. كذلك فقد شيّد مسجد جامع في مالطة، واستحدث توسيعات في مجمع قصر يلدز فاستحدث فيه قصر شيت وقصر الجادر وبيوك الما بين، ووصله بجسر مع قصر جراغان. رغم ذلك فإن المقر الدائم لحكم عبد العزيز كان قصر دولمة بهجة والذي اتخذه سلفه عبد المجيد الأول مقرًا أيضًا وهو مبني على طراز عربي فهم وذو أثاث مكلف فهو يحوي ثريات ذات 250 شمعة ومرايا بطول 30 مترًا وقد كلفت هذه السرايا ثمانية ملايين ليرة عثمانية. ولم يسكن عبد العزيز في قصر الباب العالي إلا في الاستقبالات الخاصة بالأعياد وتكليف الوزراء وإذاعة القوانين التي كانت تتم من "غرفة الخرقة الشريفة" وسائر الاحتفالات الرسمية. نهاية السلطان. الإعداد لخلعه. على إثر مظاهرات طلاب المعاهد الشرعية في إسطنبول نشأ حزب من الوزراء وعلماء الدين وسائر كبار الموظفين من المدنيين والعسكريين، يطالب بخلع السلطان، وكان يتزعم هذا الحزب مدحت باشا بالاشتراك مع وزير الحربية حسين عوني باشا ذو السلطة الواسعة في الجيش، ولعل عدم إسناد السلطان منصب الصدر الأعظم لمدحت باشا - كما رام المتظاهرون - أبرز العوامل التي ساهمت في نشوء الحزب ثم نمّوه وتقويه، وعمومًا فإن بين 12 مايو و30 مايو انضم خليل باشا ودوريش باشا وزراء الدولة في الحكومة إلى الحزب المذكور. ولما أقيل محمود نديم باشا من الصدارة العظمى، رفع إلى السلطان مع كتاب استقالته نصيحة بنقل ثروته الخاصة إلى خارج الآستانة خوفًا من تكرر الاضطرابات الأمنية والاستيلاء عليها، ما أثار الاضطراب والريبة في نفس السلطان، حتى أنه عين محمود نديم باشا مسؤلاً عن نقل ثروته إلى روسيا بالتنسيق مع السفير الروسي إيغانتيف، وقد تمت العملية عن طريق بارجة حربية روسية لعدم الثقة بولاء البوارج العثمانية. وبينما كان السلطان مشغولاً بإخراج ثروته الخاصة، كان مدحت باشا وأعضاء حزبه يقنعون شيخ الإسلام خير الله أفندي بمحاسن خلع السلطان، وبعد مفاوضات لم تطل إذ دامت يومين فقط، قبل شيخ الإسلام إصدار فتوى خلع عبد العزيز، وأبلغ الصدر الأعظم قراره، فأعلن الصدر الأعظم انضمامه هو الآخر للحزب الرامي عزله "رغم أنه لم يمض على حلفانه يمين الإخلاص للسلطان سوى أيام"، في الوقت نفسه عمد الصدر الأعظم لإقناع السلطان بتعيين مدحت باشا وزيرًا للدولة بهدف التخلص من "معارض قوي" فأصدر السلطان فرمانًا بذلك، ثم طالبه بالتنازل عن جزء من ثروته لدفع رواتب الجيش المتأخرة لعجز الميزانية عن ذلك - وقال أنها مطالب محتجي الآستانة - فرفض السلطان، وفي اليوم التالي أبلغ الصدر الأعظم أنه ينوي إغلاق المعاهد الدينية ونفي طلابها خارج الآستانة، فاستصوب الصدر رأيه. فقرر الحزب المنادي بالخلع تقريب موعد تنفيذ العملية وحدد في 30 مايو واتفقوا مع سفيري إنجلترا والنمسا، وأعلم الأسطول الإنجليزي بالتدخل لإنقاذ قادة الانقلاب في حال حصل أي طارئ. خلع السلطان. مساء الاثنين 29 مايو 1876 توجه سليمان باشا رئيس المدرسة الحربية في الآستانة ومعه رديف باشا إلى ثكنات الجيش في كموش صوي وطاش قشلة كما توجه أحمد باشا إلى الأسطول العثماني، وأصدر سليمان باشا أمر احتلال طريق بشكطاش المؤدية والحدائق المحيطة بقصر دولمة بهجة، وفي الوقت نفسه أغلق الأسطول حركة القوارب في البحر قطعًا للمواصلات بين القصر والبحر، وبعد اشتباكات خفيفة مع مخافر الحرس السلطاني سلّم هؤلاء سلاحهم، وربما كان التهديد بقصف القصر من البحر عاملاً أساسيًا في ذلك. وعلى هذه الشاكلة غدا السلطان محاصرًا، ويذكر أن طلاب المدرسة الحربية الذي احتلوا الطريق إلى القصر وحدائقه لم يكونوا يعرفون ما يقومون بفعله إلى أن خطب فيهم سليمان باشا وبرر الفعل بتبذير السلطان وإطلاقه يد روسيا في شؤون الدولة. في الساعة الثالثة من فجر الثلاثاء، دخل سليمان باشا ومعه ثلة من الضباط إلى قصر جراغان حيث كان يقيم الأمير مراد ليخبروه بارتقائه العرش، ونقلوه إلى مبنى وزارة الحربية حيث كان الوزراء في انتظار "الخليفة الجديد"، وبعد وصوله وأمام الوزراء وكبار الضباط ونقيب الأشراف وشريف مكة قرأ شيخ الإسلام فتوى خلع السلطان، وبعد أن تمت قراءة الفتوى أطلقت المدفعية مائة طلقة وطلقة معروفة باسم "مدافع الجلوس" وسار المنادين في شوارع الآستانة يخبرون بحادثتي الخلع والارتقاء، وقيل أن سكان الآستانة قد ابتهجوا بهذا الانقلاب، ولم يأسف أحد على خلع السلطان لا في الداخل ولا في الخارج عدا قيصر روسيا وسفيره في الآستانة، وعمومًا فإن القول مبالغ فيه، إذ كان للسلطان أنصاره في الدولة. قتله أو انتحاره. قام رديف باشا بإبلاغ السلطان عبد العزيز نبأ خلعه بعد مبايعة مراد الخامس، وكان عبد العزيز قد استيقظ بعد أن سمع مدافع الجلوس، وقد اعتراه القلق لظلنه أن المدافع تطلق على "العدو" وأن حربًا قد نشبت في إسطنبول، ولم يبد عبد العزيز أي مقاومة بعد أن رأى الجند يحاصرون القصر، غير أن والدته قد انهلت على رديف باشا بقوارص الكلام. وقد غادر عبد العزيز القصر إلى قصر الباب العالي، بزورق يرافقه اثنين من أولاده هما يوسف عز الدين ومحمود جلال الدين، وتبعته زوارق أخرى تحمل أمه ونساءه وجواريه وخدمه، وفي أعقاب مغادرته القصر اتجه موكب مراد الخامس من مبنى وزارة الحربية إلى قصر دولمة بهجة. قضى السلطان في قصر الباب العالي ثلاثة أيام، ثم أرسل إلى مراد الخامس رسالة يطلب فيها نقله لقصر جراغان لكونه لا يحب قصر الباب العالي، فأجابه السلطان الجديد لطلبه. ويقول الكونت دي كيراتيري في كتابه "تاريخ السلطان مراد الخامس" أن السلطان قد منع من التجول خارج القصر الذي أحيط بثلاث صفوف من الجند، ولم يستطع النوم طوال الليلة الرابعة من بعد خلعه، فتلاشت قواه مع الفجر فأخذ يطيل التأمل والتفكير مع إطلاق شتائم بحق حسين عوني باشا، ثم غرق في النوم ولدى استيقاظه بدت علائم الارتياح على وجهه، وقد طلب قراءة الصحف التركية ثم طلب مقصًا ومرآة ليشذب لحيته كما كانت عادته، ثم طلب من الخدم ووالدته مغادرة الغرفة. وبحسب الرواية الأولى فإن السلطان إذاك قطع بالمقص عروق يده اليمنى فنزف الدم لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة قبل أن يخرّ السلطان على الأرض، فأحدث انقلاب جسمه صوتًا سمعه من كان في الطابق السفلي، وعندما قدم الخدم وأمناء القصر شاهدوا السلطان يتخبط ولم يكن قد لفظ أنفاسه بعد، ولكن وقبل وصول الأطباء كان قد مات. ترأس حسين عوني باشا التحقيق، وعاونه تسعة عشر طبيبًا بينهم أطباء السلطان وأطباء السفراء والقناصل، وبعد ساعتين من التحقيق أصدروا بيانًا جاء فيه أن سبب الموت هو الانتحار. الرواية الثانية تقول أن حسين عوني باشا ورديف باشا تخوفا من عودة السلطان المخلوع، فأرسلا أربع رجال إلى القصر، وهو نائم فثبتوه في مكانه، ثم قام أحدهم بأخذ مقص كان بالقرب منه وقطع عروق السلطان، ثم اتهم مدحت باشا خلال عهد عبد الحميد الثاني بذلك، وأمر السلطان بقتله فقتل في الطائف عام 1883. على أن حسين عوني باشا ومحمد رشدي باشا قد لقيا مصرعهما في 16 يونيو على يد أحد مرافقي الأمير يوسف عز الدين ابن السلطان المخلوع، بسبب تداول اسميهما في صحف الآستانة على أنهما متورطان في قتله، وقد دفن قرب والده السلطان محمود الثاني. إن حادثة موت السلطان عبد العزيز الأول تعد من النقاط الحاسمة في التاريخ العثماني، ولم يختلف المؤرخون في تفاصيل قضية كاختلافهم في دقائق وتفاصيل هذه الحادثة التي لا يزال تأكيدها بشكل قاطع غير ممكن، وحتى المؤلفات والوثائق التي نشرت بعد انهيار الدولة في ظل الجمهورية التركية والتي كان يؤمل أن تكشف الستار عما خفي في هذه القضية من أسرار لم تأت بجديد، وإن كانت أغلب الروايات تميل إلى رواية الانتحار. حتى أهل الآستانة وضعوا أغان وقصائد حزينة لما بلغهم مصرع السلطان عبد العزيز وتعاطفوا معه، ومن أبرز تلك القصائد التي تبنت رواية القتل، تلك التي نظمها كمال باشا ومطلعها: وقد عرّبها أديب إسحاق مع الحفاظ على وزنها لأصلي فكانت: أما الذي اعتقدوا أنه مات منتحرًا فقد ألفوا أغنية على لسان عبد العزيز يقول مطلعها: ""محنتي دنيا جكلمزطو برجان إيجون"، ومفادها: "إن محن الدنيا، لا يجب أن يتحملها إنسان حرصًا على نفسه."" المؤرخ والكاتب التركي "قدير مصراوغلو" ألف كتاباً بعنوان "سلطان عبد العزيز السلطان المظلوم" يدافع فيه عن سياسة السلطان في الحكم. مراد الخامس (21 سبتمبر 1840 - 29 أغسطس 1904) هو خليفة المسلمين الخامس بعد المائة، وسلطان العثمانيين الثالث والثلاثين والخامس والعشرين من آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة (30 مايو 1876 - 31 أغسطس 1876). هو أخ كلٍّ من: السلطان عبد الحميد الثاني والسلطان محمد الخامس والسلطان محمد السادس، استوى على تخت المُلك بعد خلع عمه عبد العزيز الأول في مايو 1876 وخلفه أخوه السلطان عبد الحميد الثاني، ومكث في السلطة ثلاثة أشهر فقط حين خلعه وزراءه وسائر رجال الدولة في آخر أغسطس 1876 بعد أن طرأ اختلال في قواه العقلية، وبويع أخوه الأصغر عبد الحميد الثاني بالخلافة، ونقل مراد الخامس إلى قصر جراغان حيث تابع حياته فيها كسلطان سابق حتى وفاته عام 1904. كان يحسب على التيار الإصلاحي الذي انتعش داخل الدولة بعد وصوله إلى الحكم خلال فترة حرجة سياسيًا واقتصاديًا في الدولة بعد إعلان إفلاسها، لعلّ انتحار أو اغتيال عمّه عبد العزيز أحد أبرز أحداث سلطنته القصيرة. حياته. نسبه. هو مراد الخامس بن عبد المجيد الأول بن محمود الثاني بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. حياته المبكرة. ولد السلطان مراد الخامس في 21 سبتمبر 1840 وعيّن له السلطان عبد المجيد الأول فريقًا بارزًا من كبار أساتذة الدولة لتعليمه، فكان أدهم باشا والذي تولى الصدارة العظمى لاحقًا أستاذه في اللغة الفرنسية، كما درس الأدب الفرنسي والأدب التركي على يد الأستاذ عمر أفندي والذي علمه أيضًا فنون البلاغة والخطابة في التركية، إلى جانب ميل مراد نحو الكتابة والتأليف بها. وكان له ميل أيضًا نحو الشعر والموسيقى التي تعلمها على يد غواتلي باشا ولومباردي بك وكلاهما إيطاليان، وللسلطان عدة مقطوعات على البيانو من تلحينه احتفظ بها غواتلي باشا ولكنها لم تنشر. يصنف السلطان مراد عمومًا أنه "رجل رومانسي" وبحسب بعض الشهادات أنه كان يصاب "بذهول وكآبة يستسلم فيها ساعات من الزمن إلى الحزن والتفكير". وخلال مرحلة شبابه اهتمّ بالعمارة والبناء إلى جانب اهتمامه بالأدبين الفرنسي والتركي والموسيقى، وأنفق مبالغ طائلة في بناء القصور، سيّما فصره في كوربغه لي دره، الذي هدمه وأعاد بناءه عدة مرات. ولاية العهد. بشكل عام، فإن الحياة المستقرة قد انقلبت بعد وفاة السلطان عبد المجيد واستلام عبد العزيز الأول الحكم، إذ لم تكن علاقة عبد العزيز بابن أخيه وولي عهده جيدة للغاية، ووضعه مع أشقاءه قيد الإقامة الجبرية في قصر طولمة بهجة، ثم نقله إلى قصر كوربغه لي دره وقطع علاقته بإسطنبول نهائيًا، وخلال زيارة السلطان عبد العزيز الأول إلى أوروبا اصطحب معه ابنه وابني أخيه مراد وعبد الحميد ضمن الحاشية المرافقة، وقد نال الأمير مراد شهرة في أوساط أوروبا لثقافته العالية وإجادته الفرنسية وقدرته على العزف على الآلات، حتى عبر نابليون الثالث والإمبراطور غليوم صراحة عن إعجابهم بولي العهد ما سبب "حنقًا وغضبًا" لدى عبد العزيز. بعد العودة إلى الدولة، شدد عبد العزيز مراقبة الأمير مراد ومنعه من الخروج سيرًا على الأقدام وسمح له بالتنزه في عربة مغلقة لايراه منها الناس، مع إذن مسبق في كل مرة يود الخروج فيها، ثم عمد إلى تخفيض مستحقاته المالية فاضطر الأمير إلى الاستدانة والاتجاه إلى المرابين. من أصدقاء الأمير مراد كان محامي فرنسي يقطن في أوغلي بك، ونقل عدد من المؤرخين أن الأمير طلب من المحامي أن يضع له هيكل دستور للدولة لاعتماده حين يصبح سلطانًا؛ كما نقل عن مذكراته خلال فترة ولاية العهد أنه كان يفكر في إلغاء وظيفة آغاوات الحريم ونشر المعارف بين طبقات النساء وإلغاء الأسر والرق، وأنه أراد بدء إصلاح الدولة من السلك التعليمي: السلطنة والملك. توليته. نشأ في الدولة نتيجة سوء إدارة السلطان عبد العزيز حزب من الوزراء وعلماء الدين وسائر كبار الموظفين من المدنيين والعسكريين، يطالب بخلعه بزعامة مدحت باشا بالاشتراك مع وزير الحربية حسين عوني باشا ذو السلطة الواسعة في الجيش، ولعل عدم إسناد السلطان منصب الصدر الأعظم لمدحت باشا كما طالب متظاهرو المعاهد الشرعيّة التي انطلقت أواخر أبريل العامل المباشر الأبرز الذي ساهم في نشوء الحزب ثم نمّوه وتقويه، وعمومًا فإن بين 12 مايو و30 مايو انضم خليل باشا ودوريش باشا وزراء الدولة في الحكومة إلى الحزب المذكور. ولما أقيل محمود نديم باشا من الصدارة العظمى، رفع إلى السلطان مع كتاب استقالته نصيحة بنقل ثروته الخاصة إلى خارج الآستانة خوفًا من تكرر الاضطرابات الأمنية والاستيلاء عليها، وهو ما تم فعلاً إذ وبالتنسيق مع السفير الروسي بالآستانة نقلت أجزاء من ثروات السلطان بقوارب نحو روسيا؛ وبينما كان السلطان مشغولاً بإخراج ثروته الخاصة، كان مدحت باشا وأعضاء حزبه يقنعون شيخ الإسلام خير الله أفندي بمحاسن خلع السلطان، وبعد مفاوضات لم تطل إذ دامت يومين فقط، قبل شيخ الإسلام المفوّض قانونًا خلع السلطان إصدار فتوى خلع عبد العزيز، وأبلغ الصدر الأعظم قراره، فأعلن الصدر الأعظم انضمامه هو الآخر للحزب الرامي عزله "رغم أنه لم يمض على حلفانه يمين الإخلاص للسلطان سوى أيام"، في الوقت نفسه عمد الصدر الأعظم لإقناع السلطان بتعيين مدحت باشا وزيرًا للدولة بهدف التخلص من "معارض قوي" فأصدر السلطان فرمانًا بذلك، ثم طالبه بالتنازل عن جزء من ثروته لدفع رواتب الجيش المتأخرة لعجز الميزانية عن ذلك - وقال أنها مطالب محتجي الآستانة - فرفض السلطان، وفي اليوم التالي أبلغ الصدر الأعظم أنه ينوي إغلاق المعاهد الدينية ونفي طلابها خارج الآستانة، فاستصوب الصدر رأيه. فقرر الحزب المنادي بالخلع تقريب موعد تنفيذ العملية وحدد في 30 مايو واتفقوا مع سفيري إنجلترا والنمسا، وأعلم الأسطول الإنجليزي بالتدخل لإنقاذ قادة الانقلاب في حال حصل أي طارئ. مساء الاثنين 29 مايو 1876 توجه سليمان باشا رئيس المدرسة الحربية في الآسانة ومعه رديف باشا إلى ثكنات الجيش في كموش صوي وطاش قشلة كما توجه أحمد باشا إلى الأسطول العثماني، وأصدر سليمان باشا أمر احتلال طريق بشكطاش المؤدية والحدائق المحيطة بقصر دولمة بهجة، وفي الوقت نفسه أغلق الأسطول حركة القوارب في البحر قطعًا للمواصلات بين القصر والبحر، وبعد اشتباكات خفيفة مع مخافر الحرس السلطاني سلّم هؤلاء سلاحهم، وربما كان التهديد بقصف القصر من البحر عاملاً أساسيًا في ذلك. وعلى هذه الشاكلة غدا اليلطان محاصرًا، ويذكر أن طلاب المدرسة الحربية الذي احتلوا الطريق إلى القصر وحدائقه لم يكونوا يعرفوا ما يقوموا بفعله إلى أن خطب فيهم سليمان باشا وبرر الفعل بتبذير السلطان وإطلاقه يد روسيا في شؤون الدولة. في الساعة الثالثة من فجر الثلاثاء، دخل سليمان باشا ومعه ثلة من الضباط إلى قصر جراغان حيث كان يقيم الأمير مراد ليخبروه بارتقائه العرش، ونقلوه إلى مبنى وزارة الحربية حيث كان الوزراء في انتظار "الخليفة الجديد"، وبعد وصوله وأمام الوزراء وكبار الضباط ونقيب الأشراف وشريف مكة قرأ شيخ الإسلام فتوى خلع السلطان، وبعد أن تمت قراءة الفتوى أطلقت المدفعية مائة طلقة وطلقة معروفة باسم "مدافع الجلوس" وسار المنادين في شوارع الآستانة يخبرون بحادثتي الخلع والارتقاء، وقيل أن سكان الآستانة قد ابتهجوا بهذا الانقلاب، ولم يأسف أحد على خلع السلطان لا في الداخل ولا في الخارج عدا قيصر روسيا وسفيره في الآستانة، وعمومًا فإن القول مبالغ فيه، إذ كان للسلطان أنصاره في الدولة. فرمان السلطان الأول وجهه إلى الصدر الأعظم محمد رشدي باشا بتثبيته في منصبه مع جميع الوزراء. ناقش السلطان في هذا الفرمان سياسته العامة التي كان يود انتاهجها في الدولة، فقال أنه يود تقييد إدارة الدولة بقوانين واضحة تناسب أصول المجتمع، ومنح الحرية بدون استثناء لجميع المواطنين وقال أن الدولة ستضمن لهم الترقي؛ كما منح السلطان من خزينته الخاصة ستين ألف كيس لدعم خزينة الدولة المتهالكة وكذلك تنازل عن عوائد بعض المصانع التي كانت تابعة مباشرة للباب العالي. السلطان أكد التزامه بالسلم الأهلي وبالمعاهدات الدولية والمواثيق التي تربطه مع "جميع الدول المتحابّة". وفاة عمه السلطان المخلوع. قام رديف باشا بإبلاغ السلطان عبد العزيز نبأ خلعه بعد مبايعة مراد الخامس، وكان عبد العزيز قد استيقظ بعد أن سمع مدافع الجلوس، وقد اعتراه القلق لظلنه أن المدافع تطلق على "العدو" وأن حربًا قد نشبت في إسطنبول، ولم يبد عبد العزيز أي مقاومة بعد أن رأى الجند يحاصرون القصر؛ وقد غادر عبد العزيز القصر إلى قصر الباب العالي، بزورق يرافقه اثنين من أولاده هما يوسف عز الدين ومحمود جلال الدين، وتبعته زوارق أخرى تحمل أمه ونساءه وجواريه وخدمه، وفي أعقاب مغادرته القصر اتجه موكب مراد الخامس من مبنى وزارة الحربية إلى قصر دولمة بهجة. قضى السلطان في قصر الباب العالي ثلاثة أيام، ثم أرسل إلى مراد الخامس رسالة يطلب فيها نقله لقصر جراغان لكونه لا يحب قصر الباب العالي، فأجابه السلطان الجديد لطلبه. ويقول الكونت دي كيراتيري في كتابه "تاريخ السلطان مراد الخامس" أن عبد العزيز أصيب بحالة من الذهول وكان يطيل التأمل والتفكير مع إطلاق شتائم بحق حسين عوني باشا؛ بعد أربع أيام من خلعه، وبحسب الرواية الأولى فإن السلطان قطع بمقص طلبه لتشذيب لحيته عروق يده اليمنى فنزف الدم لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة أدت لوفاته، وأكدت التحقيقات الرسميّة التي جرت أن سبب الوفاة هو الانتحار. الرواية الثانية تقول أن حسين عوني باشا ورديف باشا تخوفا من عودة السلطان المخلوع، فأرسلا أربع رجال إلى القصر، وهو نائم فثبتوه في مكانه، ثم قام أحدهم بأخذ مقص كان بالقرب منه وقطع عروق السلطان، ثم اتهم مدحت باشا خلال عهد عبد الحميد الثاني بذلك، وأمر السلطان بقتله فقتل في الطائف عام 1883. خلعه. في 16 يونيو 1876 قام "شركس حسن" (بالتركية: "Çerkess Hassan") أحد أعيان الشراكسة المقيمين في إسطنبول ومن المقربين من السلطان المخلوع عبد العزيز الأول بإطلاق النار على وزير الحربية حسين عوني باشا بعد أن أصدر الأخير قرارًا بنقله إلى بغداد لكونه من المقربين ليوسف عز الدين نجل عبد العزيز. كان حسن باشا قد رفض قرار النقل ثم عاد وقبل به غير أنه وقبل أن يسافر اتجه إلى منزل مدحت باشا حيث كان الوزراء في اجتماع، وطعن حسين عوني باشا وزير الحربية بعدة طعنات بالخنجر أردته قتيلاً، كما أطلق الرصاص على محمد راشد باشا وزير الخارجية فقتله، وأخيرًا تمكن أحمد باشا قيصرلي من جرح حسن باشا ثم اعتقاله من قبل حرس القصر، وحوكم في المساء ذاته محاكمة عسكرية وأُعدم في صباح اليوم التالي في اسطنبول، ولم يُبد خلال محاكمته أي أسف على قتله وزيري الحربية والخارجية واتهمها بقتل السلطان عبد العزيز. في أعقاب هذه الحادثة، بدأت إمارات التعب العصبي تظهر على السلطان، حتى وصلت درجة لم يعد معها يقوى على التمييز بين الوزراء، وأخذ يتهم نفسه بقتل عمّه السلطان عبد العزيز؛ واضطر الصدر الأعظم تأجيل مراسم تسلم السيف السلطاني في جامع أبو أيوب الأنصاري وهي عادة كل سلطان عثماني منذ فتح إسطنبول، كما أجل مراسم استقبال السفراء الأجانب لتقديم أوراق اعتمادهم وفق الأصول الدبلوماسيّة. في الأيام التالية، اشتدّ المرض على السلطان واستدعي له طبيب نمساوي خبير في الشؤون العصبيّة هو ليدزوروف، فأشار إلى استحالة شفائه من الانهيار العصبي الذي ألمّ به. فاوض الوزراء أخي السلطان عبد الحميد الثاني حول خلع أخيه وتقليده مهام السلطنة، لكنه آثر التريث عسى أن يشفى. غير أن حالته لم تتحسن، فاجتمع الوزراء والأعيان وشيخ الإسلام خير الله أفندي في 31 أغسطس وخلع في الجلسة السلطان مراد وبويع أخاه. وقد نقل السلطان مراد بعد الخلع إلى قصر جراغان حيث أقام حتى وفاته عام 1904، كان خلالها قيد الإقامة الجبريّة واعتزل الحياة العامة، بيد أنه تزوج خلالها خمس مرات. زوجاته. تزوج السلطان تسعة مرات، المرة الأولى في 2 يناير 1857 في إسطنبول من السلطانة إليريو الجورجية الأصل، وأنجب منها 12 ولدًا؛ وفي 4 فبراير 1859 السلطانة رفتار يديل الأذرية الأصل، وزواجه الثالث كان في 5 فبراير 1869 من السلطانة القوقازية ساهان؛ وكان زواجه الرابع في 8 يونيو 1874 في السلطانة الجورجية ميرفت وفي 2 نوفمبر 1877 من السلطانة الجورجية رزان هيسكي، وتزوج لاحقًا خمس زيجات أخرى السلطان مصطفى الثاني بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل. (1106 هـ -1115 هـ / 6 فبراير1664م - 28 ديسمبر 1703م) السلطان العثماني الثالث والعشرين، عاش بين عامي 1664 و1704 م، كان خطاطًا موهوبًا. تولى الحكم بعد وفاة عمه أحمد الثاني عام 1106 هـ وخلفه أخوه أحمد الثالث. وأعمامه: سليمان الثاني و أحمد الثاني,وأخوه: أحمد الثالث,وهو عم: عبد الحميد الأول ومصطفى الثالث ,وأولاده: محمود الأول و عثمان الثالث. التفوق العسكري على روسيا وبولونيا. كان الخليفة الجديد متصفا بالشجاعة والإقدام فأعلن بعد ثلاثة أيام فقط من توليه العرش العثماني رغبته بقيادة الجيوش بنفسه، وكان هذا العمل الحميد كثيرا ما يؤتي ثماره في العساكر العثمانية ويرفع من انضباطها ويسهل ترويضها، فاستعان بجيوش القوقاز (الشركس) لمحاربة مملكة بولونيا (بولندا) وانتصر عليها في عدة معارك حتى توقف عند حصن لمبرج المنيع وتجمد تقدم العثمانيين في تلك المنطقة، كما وجه قوته لإنهاء الحصار المضروب على مدينة آزوف من قبل بطرس الأكبر قيصر روسيا وكان القيصر الروسي يأمل أن يحصل على موطئ قدم أو منفذ إلى البحر الأسود ومنه إلى البحر المتوسط حيث المياه الدافئة. احتدام الصراع العسكري مع أوروبا. تدفقت الجيوش النمساوية والعثمانية إلى بلاد المجر ورومانيا، وهناك دار الصراع على أشده بين العدوين واستفاد العثمانيون من انشغال إمبراطورية النمسا بحرب مع فرنسا، فافتتح المسلمون حصن لبا وانتصر مصطفى الثاني على الجنرال فتراني وأسره في معركة لوجوس، فيما استطاعت الجيوش النمساوية إحراز الفوز في معركة بقرب بلغراد لكنه كان فوزا غير حاسما لم يوقف التقدم العثماني الذي واصل زحفه ليحقق نصرا آخر على حاكم ولاية الساكسون الذي قاد الجيوش النمساوية في موقعة أولاش. تولى الأمير أوجين السافوياني قيادة الجيوش النمساوية في هذه المرحلة فدأب يخطط و يجتهد لإيقاف سلسلة الانتصارات المجيدة التي جانبت الخليفة مصطفى الثاني، فارتأى أن لا يواجه العثمانيين مباشرة وأخذ يناور بجيوشه ويبتعد عن ملاقاة الانكشارية. وسقط في يده أسيراً أحد الباشوات العثمانيين الذي أخبره عن خط سير الجيش العثماني. فظفر أوجين بالجيش العثماني وهو يعبر نهر تيسا في بلاد المجر (هنغاريا)، فباغتهم وهم غير مستعدين لحماية مواقعهم، حيث أمر بهجوم سريع بتشكيل اتخذ شكل نصف قمر، فقتل الكثير من المسلمين ومات أكثرهم غرقا وقتل الصدر الأعظم محمد باشا على يد الانكشارية الكارهين له، ولولا تمركز الخليفة مصطفى الثاني على الضفة الأخرى أثناء العبور لسقط أسيرا في أيدي النمساويين، عرفت هذه المعركة بمعركة زينتا نسبة لبلدة صغيرة في يوغوسلافيا سابقا، وترتب على هذه المعركة احتلال البوسنة من قبل جيش امبراطور النمسا، وأصبح أوجين السافوياني بطلا في أوروبا، كما استغل الروس الفرصة فاحتلوا ميناء آزوف. تم تعيين حسين باشا كوبريللي صدرا أعظم وكان كمن سلفه من عائلة كوبريلي الشهيرة فأعاد تنظيم قواته وأجبر الأمير أوجين السافوياني على التقهقر وإخلاء البوسنة لمصلحة العثمانيين كما انتصرت البحرية العثمانية مرتين على جمهورية البندقية. عقدت معاهدة بين الدولة العثمانية والنمسا والبندقية وروسيا وبولونيا بجهود ملك فرنسا لويس الرابع عشر وذلك عام 1110 هـ وتسمت بمعاهدة كارلوفجة فقدت من خلالها الدولة العديد من المدن لصالح الدول الأخرى حيث سلمت بلاد المجر وإقليم ترانسيلفانيا للنمسا وتنازلت الخلافة عن ميناء آزوف لروسيا وأعطيت البندقية دلماسيا (تقع في كرواتيا) وجزءا من بلاد اليونان، كما أعيد إقليم بودوليا إلى بولونيا (بولندا) بالإضافة إلى أراض واسعة من أكرانيا الحالية، كما اتفقت النمسا على هدنة مع الخلافة العثمانية تدوم ل25 سنة. مما يجدر بالذكر أنه بعد كارلوفتس لم تعد هناك أى دولة تدفع جزية للدولة العثمانية وبدا واضحا وقوف الدول الأوروبية معا في وجه الدولة العثمانية واستعدادهم لتقسيمها فيما عرف بعد ذلك بالمسألة الشرقية. التراجع العثماني. كانت كارلوفتس إحدى أقسى المعاهدات في تاريخ العثمانيين، واعتبرت سطورها السوداء بداية انحسار المد الإسلامي في أوروبا وبداية مرحلة التفكك في الدولة العثمانية، وكان من الأسباب التي أدت إلى كارلوفجة ضعف الوازع الديني عند المسلمين وبرود همتهم الجهادية واستمرار ثورات الانكشارية وتقاعسهم عن أداء واجبهم و تعاقب الحملات الصليبية واشتدادها، واتحاد القوى الأوروبية على دولة الخلافة الوحيدة فكانت الحروب تشتعل على ثلاث أو أربع جبهات في نفس الوقت. أضف إلى ذلك انتشار الفساد بين قيادات الدولة ووجود قيادات عديمة الكفاءة كل همها السرقة والنهب. بذل الصدر الأعظم كل جهده في إصلاح الداخلية والجندية والمالية والتجديد لإعادة بناء الدولة إلى أن استقال حسين كوبريللى من الصدارة العظمى عام 1114 هـ وثارت الانكشارية على من خلفه واستبدل برامي محمد باشا الذي سار على خطى كوبريللي في الإصلاح وإبطال المنكر ومحاربة الرشوة والتضييق على المفسدين فثاروا عليه أيضًا وطلبوا من الخليفة أن يعزله فرفض. وكان الغضب واسعاً من السلطان وشيخ الإسلام فيض الله أفندى لأن الأخير إستأثر أقاربه بالمناصب العلمية والقضائية حتى لم يبق لغير عائلته مكاناً يرتقوا إليه. وكان كذلك أهل إسطنبول متبرمين من قضاء السلطان مصطفى معظم أوقاته في أدرنة على نهج أبيه السلطان محمد الرابع وتركه للعاصمة. على إثر ذلك تمرد صنف الانكشارية وذهب في جمع غفير من الأهالي إلى أدرنة وقتلوا شيخ الإسلام فيض الله أفندى. ثم طالبوا بعزل السلطان لعلمهم بأنه سيسعى للانتقام. فعزلوا الخليفة عام 1115 هـ وولوا أخاه أحمد الثالث مكانه وتوفي بعد أربعة أشهر وكان عند وفاته في التاسعة والثلاثين من عمره. مَدِينَةُ الْبَاحَةُ هِي عَاصِمة مَنطقَة البَاحَة ومقرَ الْإمَارَة، وَمنْ أهمْ مُدن السُّعودِية سياحيًا وزراعيًا، وَإليْهَا تُنسب الْمنْطَقَة ويترَكزُ الثقل الإِدَارِي وَالتجَارِي. توجدُ بها دَوائِرُ حُكومية وَمراكزُ تِجارِية كُبرَى، إضافةً إِلَى أَنَّ بها أسواقَا شعبيَة، أَهَمَّهَا: سوقُ الْخَمِيس. يَبلغُ عَدد سُكان البَاحة تقريبا 411,888 ألف نسمة يتوزعون على المدينة ومحافظاتها. يحيط بالمدينة غابات كثيرة، منها: غابة رغدان، وغابة الشهبة، ودار الجبل، والزرقاء التي زارها الشريف حسين، يحدها من الشمال محافظة القرى، ومن الغرب محافظة المندق، ومحافظة المخواة، ومن الجنوب محافظة بلجرشي، ومن الشرق محافظة العقيق. التسمية. الباحة في اللغة هي الساحة وفناء الدار، وباحة الطريق وسطه. ومن معانيها النخل الكثير الباسق والماء الكثير. مسمى المنطقة مستمد -أيضا- من خصائص وضعها وموقعها حيث يشير هذا الاسم لمنطقة واقعة بين سلسلة من الارتفاعات الشاهقة فهي تشبه المدن المعلقة لتربعها على شريط جبلي. الموقع والحدود. تقع في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية بين خطي طول 41/42 وخطي عرض 19/20 وتمثل موقعًا وسطاً بين مناطق سياحية؛ وهي من أجمل الأماكن السياحية في المملكة العربية السعودية. الجغرافيا. تضاريس المنطقة تنقسم إلى سهول منخفضة غربية وصولاً لساحل البحر الأحمر تعرف بتهامة، وجبال بركانية تعرف بـ (جبال السروات). تُغطى المناطق الجبلية بشكل شبه كلي بأشجار صنوبرية برية محلية تسمى العرعر، بالإضافة إلى أنواع عديدة من: الأحراش والغابات والأشجار المثمرة، منها: العنب، والتين الشوكي، والفركس، والطرنج، والمشمش، والكمثرى، والبطيخ الأسود، والتفاح، واللوز البجلي، وموز الصدر، والبوص، والحماط -وهو نوع من أنواع التين موطنه الجبال-، والرمان، واللوز الأخضر، والشبارق، والخوخ، والبشام، والبيلسان والعتم (شجر الزيتون البري)، والبحرزاف (الكافور)، والسدر، والطلح. تكثر بها أيضا النباتات والشجيرات الصغيرة والأزهار، منها: الكادي، والريحان، والحبق، والنيم، والياسمين، والورد الحجازي، والعقش (اللبلاب)، وتوت العليق، والعرفج، وغيرها. تنتشر على سفوحها مصاطب أو مدرجات زراعية التي زرع فيها سكان المنطقة نباتات المنطقة التي اعتمدوا عليها في غذائهم، مثل: الذرة البيضاء، والشعير، والقمح، والدخن، والسمسم، والعدس، والخضروات المحلية (كـالقرع العسلي، والدباء العربي، والثفاء، والبطاطس، والجزر، والطماطم، والفلفل). المناخ. يؤثر اختلاف التشكيلات التضاريسية في مناخ المنطقة، فقطاع الحجاز يتعرض لجبهات هوائية رطبة تأتي من السهل التهامي فتتكون السحب والضباب؛ وغالبًا ما يتعرض القسم الحجازي لسحب وضباب في فصل الشتاء بسبب هذه الكتل الهوائية القادمة من البحر الأحمر؛ بالإضافة إلى عواصف رعدية؛ وتدنى درجات الحرارة؛ تتعرض لأمطار غزيرة؛ فيما تمتاز بمناخ معتدل عليل في فصلي الربيع والصيف. أما قطاع تهامة فمناخه مختلف عن قطاع الحجاز، على الرغم من قرب المسافة بين القطاعين (25 كلم)؛ فتهامة سهول ساحلية متموجة ترتفع فيها درجة الحرارة صيفًا؛ ودافئة شتاء؛ ومعتدلة في فصل الربيع. عمومًا يعتبر مناخ منطقة الباحة ضمن نطاق الإقليم الجاف، إلا أن المناخ معتدل البرودة شتاء وعليل جميل في بقية فصول السنة. تتراوح نسبة الرطوبة في المنطقة بين 52% إلى 67%؛ والضغط الجوي بين 602 إلى 607؛ ويبلغ متوسط درجة الحرارة 23 الدرجة الكبرى و12 الدرجة الصغرى؛ بينما يتراوح معدل هطول الأمطار في قطاع الحجاز بين 229 ملم إلى 581 ملم وفي قطاع تهامة بين 100 ملم إلى 250 ملم سنويًا. السكان. بلغ عدد سكان مدينة الباحة وضواحيها أكثر من 411,888 ألف نسمة حسب إحصاء عام 1431 هـ، وينتشر السكان بالمدينة وبعض الضواحي المحيطة بها والقرى ويعملون بالدوائر الحكومية والسلك العسكري والبعض بالزراعة والتجارة والتعليم. الزراعة. تشتهر الباحة بالزراعة -وهي منطقة زراعية هامة-؛ وتشتهر أيضًا بزراعة بعض الفواكة الصيفية مثل: الخدمات. المواصلات. من أهم الطرق في مدينة الباحة: الرعاية الصحية. تتميز مدينة الباحة بوجود مستشفى الملك فهد المركزي والذي يعد من المستشفيات المرجعية بالمنطقة (ومن المقرر تحويله إلى مستشفى تخصصي)، كما يوجد مستشفى للنقاهة، بالإضافة إلى عدد من المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة حول ضواحي الباحة، منها: مستشفى بلجرشي العام، مستشفى محافظة القرى العام، مستشفى المندق العام، مستشفى غدران الخاص ببلجرشي، ومستشفى العقيق العام. الخدمات التعليمية. يوجد بالمدينة مدارس التعليم العامة؛ مدارس تحفيظ القرآن الكريم؛ التربية الخاصة؛ معاهد علمية؛ معاهد مهنية؛ معهد تجاري؛ كلية تقنية؛ كلية صحية؛ وكلية المجتمع التابعة لجامعة أم القرى؛ وجامعة الباحة للبنين والبنات -بدأت الدراسة بها عام 1428-؛ كما يوجد جامعة أهلية عالمية للعلوم وهي جامعة الباحة. الثقافة والرياضة. يعتبر نادي الباحة الأدبي، رافداً من روافد الثقافة وناشطاً على مستوى المملكة من حيث المشاركات المحلية والدولية. بالنسبة للرياضة، يوجد مدينة رياضية كاملة تعرف بمدينة الملك سعود الرياضية. أندية الباحة. يوجد بالباحة والمحافظات التابعة لها أكثر من نادي، تشمل: الاقتصاد. الزراعة. تعتبر الباحة أرض زراعية، وفيها الكثير من المحاصيل، أهمها: الرمان، واللوز، والعنب. التعدين. تحتضن قرى المدينة ثروات طبيعية متعددة من بينها الثروات المعدنية، ومنها المعادن الفلزية مثل: (الذهب، الفضة، النحاس، الزنك والحديد)؛ فضلا عن المعادن اللافلزية في الجبال الجرانيتية والحرات البركانية مثل: ((رمال السيليكا، والغرافيت، والفلسبار، وأحجار الزينة (الغرانيت والرخام)، والفوسفات، والبوكسيت والبازلت والعناصر الأرضية النادرة)). يعد «وادي بيدة» الواقع بين قرية وراخ وقرية معشوقة في ريف مدينة الباحة موقعا لخام الذهب، حيث قدرت كمية الاحتياطي في أحد مواقعه بحوالى مليون ونصف الطن من الخام المحتوي على 2.3% منه نحاس، و0.03% زنك، و2.85جم لكل طن واحد فضة و1.16جم لكل طن ذهب. في حين يضم شعيب الطير -وهو منجم آخر في وسط منطقة وادي بيدة- احتياطي 4 ملايين طن من الخام المحتوي على 3.46جم لكل طن واحد ذهب و0.55جم لكل طن فضة. الصناعة. يتوفر بالباحة القليل من المصانع كمصانع الإسفنج، ومصانع البلاستيك، ومصانع الأكسجين والغاز. في يوم 29 من شهر ذو الحجة من عام 1431 هـ تم توقيع العقد الأول لتطوير المدينة الصناعية الأولى بمدينة الباحة بمساحة مليون متر مربع كمرحلة أولى من أصل ثلاثة ملايين متر مربع. المشاريع. أوضح أمين منطقة الباحة بأن الأمانة تقوم بتنفيذ عدداً من المشاريع الخدمية، تشمل: السياحة. تتميز قرى المدينة بوجود العديد من الأماكن التاريخية إلى جانب العديد من الأسواق الشعبية والحرف اليدوية التي تميز بها المنطقة؛ حيث تنتشر الأثار والحصون والمباني والقرى التراثية المختلفة؛ بالإضافة إلى المنتزهات والغابات الكثيفة؛ ومن الأمثلة: 1-غابة رغدان: تقع على بعد 4كم ناحية الشمال الغربي لمدينة الباحة، وعلى حواف جرف يوفر مشاهد واسعة إلى أسفل الجرف، وأسفل الوادي؛ حيث تطل على طريق «العقبة» الذي يربط مدينة الباحة بمحافظة المخواة. المسار منها نحو الشمال يؤدي لغابة الزرائب المجاورة وأماكن أخرى، كغابة عمضان في جبال دوس البعيدة؛ مرورا بوديان؛ وسدود؛ وقرى؛ وارتفاعات؛ وتضاريس مختلفة على طول الطريق تتخللها مناطق للراحة والتوقف لالتقاط الصور؛ وإطعام الحيوانات البرية؛ والشراء من باعة العسل المتجولين؛ مع إمكانية رؤية بقايا بعض الحصون الأثرية على امتداد المرتفعات كـ(حصن الكامل). يمكن منها أيضا عبور مسار ثانية مؤدية لبعض الأبراج، والقلاع الحجرية الأخرى القديمة والمتماثِلة كـ(حصن سويد، حصن الحكمان، حصن الزوايح، وقلعة بخروش). 2-غابة الزرائب: تقع الغابة في الشمال الغربي لمدينة الباحة، وعلى بعد 10كم من وسط المدينة. الطريق منها نحو الشمال يؤدي لغابة خيرة المجاورة. 3-غابة خيرة: تقع غابة خيرة في الشمال الغربي من مدينة الباحة، وهي غابة كبيرة متفرعة تتمدد من جرف شاهق وترتبط ناحية الجنوب بغابة الزرائب. تكثر «بخيرة» المدرجات الزراعية التي تحفتظ بالكثير من المياه كمخزون بعد هطول الأمطار، وتزود به شلال خيرة أو ما يسمى ببئر القلت -وهو شلال ينحدر في بركة محاطة بالصخور-، حيث كانت في الماضي تشكل مصدر ماء رئيسي للسكان المحليين، وهي مغطاة تماما بأشجار العرعر والطلح وبعض شجر الزيتون البري، تتمدد الغابة نحو الغرب، والشرق، والشمال ويقطعها طريق مزفلت يربطها بغاية الزرائب. 4-غابة مهران: تبعد عن المدينة 2كم فقط جنوبا، وتقع على هاوية ومنحدر شديد في مرتفعات موتيلات الباحة (وهي عبارة عن قبب صغيرة على حافة جرف أو هاوية مرتفعة جدا يسكنها الزوار، يستطيع منها الفرد أن ينزل مشيا على الأقدام للأسفل بين أشجار الغابة ويصعد عند المساء). يوجد بجانبها أيضا بنحو 2كم فقط "منتزه سلطان بن سلمان" وهو منتزه صغير لكن يطل على الجرف بشكل واسع وتحيط به الجبال وتكثر فيه الحيوانات البرية كالكلاب البرية، والقرود، والطيور التي تقتاد على طعام زوار المتنزه. 5-قرية الملد: تقع قرية الملد جنوب مدينة الباحة 3كم على الطريق المؤدي إلى محافظة بلجرشي، وتتمركز القرية على تلال مطلة على وادي الملد، وهي من القرى القديمة جدا، وتشكل حصن صغير مع بيوت القرية القديمة المبينة من الحجز الطبيعي، حيث تتميز بوجود حصنين (برجي مراقبة) متجاورين، امتداد الطريق يؤدي إلى منتزه الغبر، ومنتجع تلفريك أثرب، والأخير يعد من أبرز المعالم لوجود العربات المعلقة "تلفريك جبل أثرب" التي تنقل الفرد من على ارتفاع يفوق 2.300متر إلى سهول تهامة المنخفضة والقريبة من البحر الأحمر. 6-قرية ذي عين: وهي قرية قديمة على قمة جبل أبيض، تشتهر بزراعة الموز، الليمون، الفلفل، الريحان، والكادي. يبيع بعض سكانها المحليين المنتجات اليدوية للزوار. يمكن الوصول إليها من مدينة الباحة ناحية الجنوب الغربي، باتجاه عقبة الباحة ذات الـ 34 نفقا التي يتخللها المناظر الطبيعية الخلابة، وصولاً إلى القصبة ذي عين التي تطل مباشرة على وادي راش بمبانيها المتراصة المتربعة على قمة جبل وإطلالتها على بستان أخضر من النخيل وأشجار الموز. بعد زيارة القرية يستطيع الفرد إكمال طريقه ذهابا إلى سوق "الثلاثاء"، والذي يقع في وسط محافظة المخواة، ويبعد عن القرية 10 كم، وهو أحد أكبر الأسواق الشعبية المحلية التي لا تزال محتفظ بهويتها التجارية القديمة. امتداد الطريق أيضا يؤدي إلى جبل شدا الأعلى وجبل شدا الأسفل؛ أرض لهواة تسلق الجبال ومحمية طبيعية للنمر العربي المهدد بالانقراض. 7-طريق الفيل: يبعد عن مركز مدينة الباحة 45دقيقة، شمال محافظة العقيق بجانب المطار الإقليمي. يعد طريق الفيل طريقا تاريخيا ارتبط بقصه تاريخية شهيرة وهي قصة أبرهة الأشرم الذي حاول هدم الكعبة. الطريق يوحي بالقوة التي استطاعت أن ترصف الحجارة ولمسافات طويلة لكي تسهل سير الفيلة، نظراً لطبيعة الأرض البركانية (الحرات) التي تعيق الحركة. الفنون الشعبية. من بين الفنون الشعبية التي تزخر بها منطقة الباحة بعيدًا عن فن العرضة، ولعب العديد من الفنون والأنماط الشعبية الأخرى، يوجد فن "المسحباني" -يعد بعد فن اللعب- الذي يمتاز برتمه الثقيل؛ والذي يؤدى من خلال صفين متقابلين يتم تشكيلها من قبل المشاركين في أداء هذا الفن بحيث يتم الأداء بحركة موحدة وقصائد (ثلاثية الأبيات أحياناً وثنائية أحياناً ورباعية)؛ وتعد كلماته ذات طابع سهل حيث تعد من الفنون التي لا تزال تحظى بمكانة جماهيرية كبيرة ونشبه إلى حد كبير في قصائدئها فن اللعب؛ حيث يؤدى من قبل الشاعر ثم يكرر الحضور آخر بيت في قصيدته الشعرية ويبدأ بالثناء على صاحب المجلس؛ ثم ينتقل كل شاعر بغرضه؛ ويغلب عليه كذلك طابع الغزل العفيف؛ إلا أنه لا يخلو من أداء بعض أغراض الشعر الأخرى. الحرف المحلية. توجد صناعات محلية، مثل: المأكولات الشعبية. لمنطقة الباحة مطبخها الخاص المتنوع بالمأكولات الشعبية، والتي تشتمل على العديد من العناصر الغذائية المفيدة والمتنوعة والمليئة بالفايتامينات، وهذه الأكلات عادة ما تزين بها موائد الطعام في كافة المناسبات العامة والخاصة، ومنها: الدغابيس، العيش، المثرية، التمرية والخبزة المقناة. الخبزة المقناة (بتشديد النون): تعتبر من أهم الأكلات الشعبية بالباحة وقراها، وهي وجبة أساسية في المنزل خصوصا في مواسم الأعياد، حيث تقدم كإهداء وتوزع مع المرق أحيانا لزوار القرية. وتقدم الخبزة مقطعة إلى أجزاء صغيرة يرافقها المرق أوالسمن أوالعسل ويفضل المرق. طريقة عمل الخبزة المقناة: تصنع من دقيق القمح (الدقيق الأسمر) حيث يتم عجنه بالماء مع القليل من الملح ويترك ليتخمر طبيعيا 6 ساعات أوأكثر. لاحقا يوقد مشب بالحطب ويوضع فوقه (الصلة/الصلاة) وهي عبارة عن صخرة دائرية الشكل بأحجام مختلفة مسطحة الوجهين لا يقل قطرها عن 30سم وسماكة لا تتجاوز 5سم وتوضع هذه الصلاة على الجمر ويزاد إشعال النار فوقها لمدة 20 دقيقة حتى تسخن بشكل كبير، بعد ذلك تنظف الصلاة من الجمر والرماد ويؤتى بعجينة الخبزة وتوضع فوق الصلاة ثم تشعل النار حولها ويستخدم في الغالب اليابس من جريد النخل واعواد وأوراق شجر الشث لاستغلال هذه النار في تنشيف سطح الخبزة ولمنع انسكابها ولرائحته العطرية، في حين يضاف الرماد كنوع من الغطاء البسيط للخبزة لمنع احتراقها وتترك لنصف ساعة تقريبا وتسحب الخبزة بعد تنظيفها مما علق بها من الرماد لتوزع للأكل. الطريقة الثانية والحديثة في المنزل هي أن توضع صينية بعد دهنها بالزيت على نار عالية وتترك لتسخن جيداً، تصب لاحقا العجينة وتساوى في الصينة دائريا (مع النار) ويدهن الوجه بصفار بيضة وتترك حتى يتضاعف حجمها، نخفف النار بعد تضخمها وتترك حتى تستوي الأعلى والأسفل وتحمر بالجوانب (قد تستغرق ثلاث ساعات ولا تقل عن ساعتين). وصلة خارجية. محافظات منطقة الباحة تحويل لابلاس عملية تجرى على الدوال الرياضية لتحويلها من مجال إلى آخر، وعادة يكون التحويل من مجال الزمن إلى مجال التردد، وهو شبيه بتحويل فوريي إلا أنه تم تطويرهما بشكل مستقل. وتحويل لابلاس مفيد في تحليل النظم الخطية (بخلاف تحويل فوريي الذي يستخدم عادة في تحليل الإشارات)، كما يستخدم لحل المعادلات التفاضلية لأنه يحولها إلى معادلات جبرية. وسمي التحويل بهذا الاسم نسبة إلى العالم الفرنسي لابلاس الذي عاش في القرن التاسع عشر. مقدمة. إذا اعتبرنا أن t الزمن ، وأن "s" عدد مركب يساوي : "s" = "σ" + "jω" فإن تحويل لابلاس الذي نرمز له هنا بالرمز L هو عملية تحويل إشارة أو دالة من دالة بمتغير هو الزمن إلى دالة بمتغير آخر هو التردد، أما الأصح هو أنها مؤثر يحول دالة بمتغير قيمته عدد حقيقي إلى دالة بمتغير قيمته (عدد مركب). تحويل الدالة من متغير في الزمن إلى دالة في متغير للمسافة مثلا مثال ذلك تحويل السرعة المتغيرة التي هي دالة في الزمن إلى دالة في المسافة تحويل درجة الحرارة من دالة في الزمن إلى دالة في درجة حرارة المصدر formula_1 و دالة التحويل L أي التي تحول دالة بمتغير هو الزمن إلى دالة بمتغير هو التردد يمكن حسابها على النحو الآتي: formula_2 و كما يوجد تحويل لابلاس فإنه يوجد تحويل لابلاس معاكس، ويُرمز له بالرمز formula_3 وهو يقوم بالتحويل العكسي لتحويل لابلاس أي من دالة بمتغير قيمته عدد مركب إلى دالة بمتغير قيمته عدد حقيقي، ويمكن حساب هذه العملية على النحو التالي: خصائص ونظريات. هناك مجموعة من الخصائص لتحويل لابلاس لابد من معرفتها لتسهيل استخدامه وبخاصة في تحليل النظم الخطية، من أهمها حالات التفاضل والتكامل. والجدول التالي يبين ملخصا لهذه الخصائص والنظريات: إذا كان هناك دالتين: ("f"("t" و ("g"("t" وكان تحويل لابلاس لهما هو: ("F"("s" و ("G"("s" وفيما يلي بيان تلك الخصائص والنظريات transform: أهمية وفوائد تحويل لابلاس. تسهيل حل المعادلات التفاضلية. فلنعتبر مثلا المعادلة التفاضلية التالية: formula_7 مع اعتبار قيمة (0)x أي أخذ ما يسمى بالشروط البدئية بعين الاعتبار: formula_8 وformula_9 إيجاد الحل مباشرة لهاته المعادلة التفاضلية (التي قد تكون مثلا معادلة جسم يقوم بحركة ما أي أنها نموذج عنه) قد يكون صعبا، فما العمل؟ الحل هو تحويل المعادلة عن طريق تحويل لابلاس فتصبح المعادلة كالتالي: formula_10 formula_11 formula_12 formula_13 formula_14 و بذلك كل ما تبقى فعله الآن هو حل المعادلة البسيطة وهي معادلة متعددة الحدود من الدرجة الثانية باستخدام تحويل لابلاس العكسي. طرق رياضياتية مساعدة. كثيرا ما نحتاج إلى استخدام طريقة إكمال المربع عند حساب تحويلات لابلاس العسكية، وذلك لوضع الدالة المراد تحويلها في صورة مربعة تناسب أحد الصور الموجودة بالجدول السابق. ولاية البحر الأحمر هي ولاية من ولايات السودان في شرق السودان. تعتبر ولاية البحر الأحمر المنفذ البحري الوحيد بساحل طوله 780 كلم ومن ثم يتربط نشاطها مع حركة الصادرات والواردات وحركة النقل جواً وبحراً. أنشئت الولاية في سنة 1994م. الموقع. ولاية البحر الأحمر تقع في شمال شرق السودان بين خطي عرض 17-23.2 شمالا خطى طول 33.3 – 38.5. تحد بولاية كسلا، الحدود الأرترية، وساحل البحر الأحمر من الشرق ومن الشمال جمهورية مصر العربية ومن الغرب ولاية نهر النيل. وعاصمة الولاية بورتسودان ومساحتها 212.800 كم². السكان. عدد السكان 1,895,104 نسمة. واللغة الرئيسية هي العربية. المحليات. محلية بورتسودان. أُنشئت محلية بورتسودان بموجب المادة 87 من دستور ولاية البحر الأحمر لسنة 2005م تعديل 2006م. محلية بورتسودان من أقدم المحليات بالولاية والتي كانت من قبل تسمى بلدية بورتسودان وتم إنشاؤها بموجب قانون البلديات لعام 1980م. الوحدات الإدارية بمحلية بورتسودان:- تم تعديل محلية بورتسودان بموجب أمر تأسيس رقم (1) لسنة 2006م والذي حدد فيه الحدود الجغرافية لمحلية بورتسودان بعد فصل محليتي سواكن وريفي القنب والأوليب. كما حددت السلطات والاختصاصات وفقاً لقانون الحكم المحلي لسنة 2003م تتعبر محلية بورتسودان من أهم المحليات في ولاية البحر الأحمر ذات الثقل السكاني وتقع فيها بورتسودان عاصمة الولاية وكبرى الموانئ السودانية وتتركز فيها الوزارات ودواوين الحكومة والمصالح ومن أهم المعالم الرئيسية بمحلية بورتسودان ميناء بورتسودان الشمالي والجنوبي وميناء الحاويات وصادر البترول بشائر (1) وبشائر (2) والإيثانول وصوامع الغلال وجامعة البحر الأحمر والمدينة الصناعية بالشاحنات والمخزون الإستراتيجي والمحجر الصحي ومصانع تعبئة الإسمنت ومطاحن الدقيق وشركات الملاحة البحرية ومكاتب التخليص الجمركي ورئاسة هيئة الموانئ البحرية ومنطقة الأسواق الحرة. ومن أهم المدن الرئيسية لمحلية بورتسودان هي مدينة بورتسودان. المدن الرئيسة. بورتسودان: مدينة ساحلية تقع شمال شرق السودان على الساحل الغربي للبحر الأحمر على ارتفاع مترين (6.6 قدم) فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم مسافة 675 كيلومتر ( 419 ميل ). وهي الميناء البحري الرئيسي في السودان وحاضرة ولاية البحر الأحمر السودانية يصل تعداد السكان فيها إلى 579,942 نسمة (تقديرات عام 2011 م). وهي واحدة من المدن الكبيرة بالسودان وبمنطقة البحر الأحمر، وتعتبر البوابة الشرقية للسودان. ، سواكن، طوكر، سنكات، قرورة، هيا- درديب حلايب الحرف السائدة: عمال الشحن والتفريغ بالموانئ، الزراعة، الرعي، صيد السمك، التجارة عدد المدارس بالولاية: 308 مدرسة أساس، 26 مدرسة ثانوية، 14 مدرسة للرحل ومدرسة واحدة للحالات الخاصة. التعليم. الجامعات الحكومية. جامعة البحر الأحمر وعدد كلياتها 9 (جامعة السودان المفتوحة)- عدد كلياتها 5 كليات (علوم إدارية - علوم حاسوب وتقنية معلومات - قانون - لغات - تربية)- في مستوى البكالريوس والدراسات العليا - لها مراكز متشرة في محليات الولاية المختلفة - وتتبع المنحى التكاملي للوسائط المتعددة. أهمية الولاية. تمثل الولاية بوابة السودان إلى الخارج عبر ميناء بورتسودان. بها منطقة للتجارة الحرة، تعتبر من أهم مناطق التجارة الحرة في أفريقيا، إضافة إلى ميناء بشائر لتصدير البترول وسواكن. ولاية البحيرات هي إحدى ولايات جنوب السودان وعاصمتها مدينة رمبيك ولاية الجزيرة هي إحدى ولايات السودان والتي تقع بين خطي طول 25 -32 و 18 -34 شرق وعرض 29 -15 و 36 -13 شمال. ولاية الجزيرة تتميز بموقعها الاستراتيجي في خارطة الوطن وتعد أكبر مصدر دخل للسودان (مشروع الجزيرة) أكبر مصدر غذائي واقتصادي في السودان. وتتميز بتوسطها للعديد من الولايات وتذخر بمواردها البشرية والطبيعية الهائلة وبنياتها التحتية وإرثها العظيم المتنوع في العديد من محاور البناء الوطني . ولاية الجزيرة هي أحد ولايات السودان . وعاصمتها ود مدني. أهم المدن: الحصاحيصا، المناقل ، رفاعة، الكاملين ، 24 القرشي ، أم القرى ، و ود مدني حاضرة الولاية . المناخ. الأمطار يتراوح المعدل بين 150-350ملم العام الأنهار (النيل الأزرق وروافده الرهد والدندر). : متوفرة في كل إنحاء الولاية. سطوع الشمس : 7,6-10,6 ساعة / اليوم. المتوسط السنوي لدرجة الحرارة 36.5 درجة مئوية . نسبة الرطوبة 70-180درجة مئوية وتنخفض في موسم الجفاف إلى 18-32 . الزراعة. الأراضي الصالحة للزراعة : 5.8 مليون فدان وهي تعادل 91.9 من جملة أراضي الولاية. المستثمر من الأراضي : 2.6 مليون فدان في القطاع المروي مليون فدان قطاع مطري 516 ألف فدان مشاريع نيلية واستثمارية . 424 ألف فدان مساحة الغابات 188 الف فدان المترات. تتميز الولاية بوجود أكبر مشروعين زراعيين قوميين في السودان حيث يمثل مشروع الجزيرة حوالي ثلث مساحة الولاية (2.1 مليون فدان) إذ يغطي 50% من المساحة المروية على مستوى السودان. كذلك تضم الولاية حوالي 60 من مساحة مشروع الرهد الذي يقع في الجانب الجنوبي الشرقي لمحافظة أم القرى والذي ستضاف إليه في المستقبل مساحة 300.000 فدان عند الانتهاء من ترعة الرهد إضافة إلى 44.000 فدان هي مساحة مشروع سكر الجنيد ومساحة تبلغ 93 ألف فدان هي مساحة مشاريع المترات والمشاريع النيلية و الجروف ومساحة 51.6 ألف فدان من مشروع سندس الزراعي والذي تبلغ مساحته 106 ألف فدان. تغطي الغابات مساحة 407 ألف فدان بأنواعها المختلفة داخل الولاية والمراعي الطبيعية في مساحة وقدرها 1.5 مليون فدان بمحافظات البطانة، أم القرى و هضبة المناقل إضافة إلى مخلفات الزراعة المطرية والمروية، تمتاز ولاية الجزيرة بامتلاكها لثروة حيوانية كبيرة تقدر بحوالي 2.6 مليون راس من الأبقار و الضان و الإبل و الماعز علاوة على امتلاكها على أجود السلالات المحلية من هذه الأنعام إضافة إلى وقوع الولاية ضمن المنطقة الخالية من الأمراض الوبائية مما يؤهلها لسد حاج الأسواق الخارجية من الحيوانات حسب النوع والجودة المطلوبة لهذه الأسواق. التعليم. ولايه الجزيرة من الولايات التي تحتوي علي عدد من المؤسسات التعليمية من جامعات ومعاهد عليا، مدارس ثانوية، مدارس ابتدائية ورياض اطفال.بداء التعليم النظامي بالولاية في عام 1903 وتبعهة التعليم الثانوي في عام 1940 بقيام مدرسة حنتوب الثانوية. بالولاية عدد 2190 مدرسة ابتدائية (مرحلة الاساس) حسب احصائية عام 2016 الصادرة من وزارة التربية والتعليم. السكان. يبلغ عدد سكان ولاية الجزيرة وفق إحصاء عام 1993 م(2,715,605) نسمة يمثلون 12,8% من جملة سكان السودان وتأتي الولاية في المرتبة الثانية بعد ولاية الخرطوم من حيث الكثافة السكانية في وقت تمثل فية الولاية 2,5% فقط في مساحة السودان الأمر الذي يجعل الولاية ذات كثافة سكانية عالية، وتعتبر المنطقة ذات كثافة جاذبة للسكان وتفد إليها أعداد كبيرة من خارج الولاية وذلك لتميز موقعها الذي يتوسط البلاد وكذلك ضمها لمشروع الجزيرة وغيرها من المشاريع الزراعية والصناعية. ويشير الإحصاء إلى أن 80,4% من السكان يقطنون الريف و19,1% يقطنون الحضر ويتركز سكان الريف بمشروع الجزيرة و المناقل. حاضرة الولاية. وَدْ مَدَنِي مدينة تقع في وسط السودان على ارتفاع 409 متر فوق سطح البحر، على ضفة النيل الأزرق الغربية بمشروع الجزيرة الزراعي الشهير، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بحوالي 186 كيلومتر ( 115 ميل ) جنوباً، وتعد إحدى المدن السودانية الكبيرة. يعود اسم مدينة وَدْ مَدَنِي إلى مؤسسها الفقيه محمد الأمين ابن الفقيه مدني السني، وكانت تكتب باللغة العربية إبان الحكم الثنائي «واد مدني»، ولفظ «واد» بالعامية المصرية يرادف لفظ «ود» (بفتح الواو) بالدارجة السودانية وكلاهما تحوير للفظ «ولد» بمعنى ابن. والابن المقصود هنا هو محمد الأمين ابن مدني، المتقدم ذكره. وتلقب ود مدني أيضاً، بمدني السُّني، ومدني الجزيرة، كما يطلق عليها اسم مدني، اختصاراً. اكتسبت ودمدنى أهميتها الاقتصادية بقيام مشروع الجزيرة الزراعي في عام 1925 م وتوسع النشاط الحكومي بها نسبة للتطور الاجتماعي والإنمائي الذي شمل مديرية النيل الأزرق قبل تحويلها في عام 1973 م إلى مديرية الجزيرة ثم إلى ولاية الجزيرة وبقيت ود مدني عاصمة لها. وسط الاستوائية ولاية من ولايات جنوب السودان، وعاصمتها مدينة جوبا التي هي أيضًا العاصمة الوطنية لجنوب السودان . مساحتها 43،033 كيلومتر مربع (16،615 ميل مربع). وهي أصغر الولايات الأصلية في جنوب السودان . كان اسمها السابق بحر الجبل ، والتي سميت على اسم أحد روافد النيل الأبيض والذي يعرف باسم بحر الجبل و يتدفق عبر الولاية. أعيد تسميتها في 1 أبريل 2005 ، إلى وسط الاستوائية وهو اسمها الحالي ، في أول جمعية تشريعية مؤقتة في ظل حكومة جنوب السودان. انفصلت الاستوائية الوسطى عن السودان في 9 يوليو 2011 مع جمهورية جنوب السودان التي هي جزء منها . في 2 أكتوبر 2015 ، قسمت الولاية إلى ثلاث ولايات: جوبك و تيريكيكا و نهر يي . أعيد تأسيس ولاية وسط الاستوائية بموجب اتفاق سلام وقع في 22 فبراير 2020. ولاية القضارف هي إحدى ولايات السودان وتقع في الجزء الشرقي اقليم كسلا سابقا منه بين خطي عرض 12 و17 درجة شمالاً، وخطي طول 34 و36 درجة شرقاً. تحدّها من الناحيتين الشمالية والغربية ولايتي الخرطوم والجزيرة ومن الناحية الشرقية ولاية كسلا والحدود السودانية الإثيوبية ومن الجنوب ولاية سنار. وتتميز بمساحاتها الزراعية الواسعة وتربتها الخصبة وتعتبر واحدة من أكبر مناطق الإنتاج الزراعي في السودان ومن أكبر مناطق إنتاج الذرة البيضاء والسمسم في العالم. العاصمة هي مدينة القضارف. التاريخ الإداري. يبدأ التاريخ الإداري للمنطقة المعروفة الآن بولاية القضارف في سنة 1937 م، عندما تم تأسيس مجلس إداري لها باسم مجلس ريفي القضارف الموحّد ثم أصبحت تتبع مديرية كسلا سابقاً، وتشكل المنطقة الجنوبية لمديرية كسلا، وفي عام 1951 م، تم تقسيم المنطقة إلى أربعة مجالس هي مجلس ريفي جنوب القضارف ومجلس ريفي شمال القضارف ومجلس ريفي قلع النحل ومجلس بلدي القضارف ثم أعيد تقسيمها بموجب قانون الحكم الشعبي المحلي لسـنة 1971 م، إلى ثمانية (8)مجالس حكم محلي هي: 1. مجلس مدينة القضارف، 2. مجلس ريفي كساب القريشة،3. مجلس ريفي دوكة باسندة، 4. مجلس ريفي الشواك، 5. مجلس ريفي شمال ووسط القضارف، 6. مجلس ريفي قلع النحل، 7. مجلس ريفي الحواتة، 8. مجلس ريفي المفازة. وأضيفت إليها لاحقاً بمقتضى القانون نفسه ثلاثة مجالس أخرى هي: مجلس ريفي الفاو، ومجلس ريفي ود الحليو، ومجلس ريفي القريشة. وفي سنة 1989 م، تم إنشاء محافظة القضارف التي كانت ضمت المنطقة الجنوبية لمديرية كسلا السابقة وما لبثت المنطقة وإن قسمت مجدداً في عام 1994 م، إلى ثلاث محافظات: محافظة القضارف، ومحافظة الرهد، ومحافظة القلابات، ضمن الولاية الشرقية. وفي العام نفسه أصبحت القضارف ولاية ضمت المحافظات الثلاثة، بالإضافة إلى محافظة رابعة هي محافظة الفشقة وبلغ عدد محلياتها 24 محلية تم تقليصها لاحقاً إلى ستة عشر (16) وهي محليات: 1. مدينة القضارف، 2. ريفي وسط القضارف، 3.ريفي الصباغ، 4.ريفي الشواك، 5.ريفي اللكدي، 6.ريفي بإسلام، 7.ريفي كساب، 8.ريفي القريشة، 9. ريفي دوكة، 10.ريفي باسندة، 11.ريفي باندغيو، 12. ريفي قلع النحل. 13. ريفي الحواتة، 14.ريفي المفازة، 15.ريفي الفاو، 16.ريفي ود الشاعر. وفي العام 2003 م، صدر مرسوم مؤقت للحكم المحلي تم بموجبه تقسيم الولاية إلى خمسة محليات وعلى رأسها معتمدين وهي كالآتي :محلية القضارف، محلية القلابات، محلية الفشقة، محلية الرهد، ومحلية الفاو. وفي نهاية عام 2005 م، مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، تم تقسيم محلية القضارف إلى محليتين هما محلية القضارف ومحلية البطانة، الأولى عاصمتها القضارف المدينة، والثانية عاصمتها الصباغ، وتم تقسيم محلية القلابات إلى محليتي القلابات الشرقية وعاصمتها دوكة، والقلابات الغربية وعاصمتها كساب. وفي عام 2007 م، وبعد توقيع اتفاق الشرق مع جبهة الشرق تم تقسيم محلية القضارف إلى أربع وحدات هي :بلدية القضارف، ومحلية القضارف وسط، ومحلية القريشة، وبذلك يصبح عدد محليات الولاية عشر محليات. ولاة الولاية. فبراير 1994 الي ديسمبر 1997 الشريف بدر ديسمبر 1994 الي يناير 2000- إبراهيم عبيد الله يناير 2000الي أكتوبر 2002- الامين دفع الله أكتوبر 2002 الي ابريل 2008 - عبد الرحمن احمد الخضر ابريل 2008 الي يناير 2010- الضوء عثمان حسن الفكي يونيو 2009 اغسطس 2009 ادريس نور محمد علي ( مكلف) يناير 2010 الي مايو 2010- مبارك منير هجو ( فتره انتقالية) مايو 2010 الي يوليو 2015 - كرم الله عباس يوليو 2016 الي اغسطس 2018- ميرغني صالح سيد احمد فبراير 2019 - علي محمد سالم السكان. تقطن ولاية القضارف مجموعات أثنية من داخل السودان تمثل مختلف قبائله، وأخرى ذات أصول من خارج السودان، كالإثيوبيين والأريتريين واليمنيين والصوماليين والتشاديين والأقباط المصريين والأرمن وأكراد وغيرهم. وقد تكونت هذه التركيبة الاجتماعية المتنوعة بسبب الهجرات التي حدثت إبان الحكم التركي وفترة الثورة المهدية ونتيجة للتطور الذي أحدثته الزراعة الآلية في الولاية. وقد اندمجت هذه المجموعات وتعايشت في مجتمع متعدد الثقافات. ويدين السكان بالإسلام والمسيحية على مختلف كنائسها مع وجود أعداد ممن يتبعون الهندوسية في مدينة القضارف. التضاريس. تقع الولاية من ناحية الجغرافية الطبيعية على سفوح الهضبة الإثيوبية وتنحدر نحوها الأنهار والوديان والخيران محمّلة بالمياه فضلاً عن تمتّع الولاية بأرض ذات تربة طينية خصبة والتي تتخللها بعض التلال. ويمكن التمييز بين ثلاثة مناطق تضاريسية هي: التربة. التربة السائدة في ولاية القضارف هي التربة الطينية السوداء (VERTISOLS) وتتميز بارتفاع نسبة حبيبات الطين التي تتراوح ما بين 45 و 80%. وهي تربة عالية الخصوبة ذات قدرة كبيرة على الاحتفاظ بالمياه، وإذا أُضيفت إليها مواد عضوية فإن إنتاجية المحاصيل المزروعة فيها ستكون عالية جداً. الموارد المائية. تمر عبر أراضي الولاية عدة أنهار ووديان وهي في طريقها نحو النيل وتشكل موردا مهماً من الموارد المائية فيها. والأنهار هي: نهر عطبرة وبإسلام، و نهر سيتيت و نهر الرهد. ولهذا الأخير عدة فروع في منطقة الفاو. ورغم غزارة الأمطار الموسمية بالولاية التي يصل متوسطها في بعض المناطق إلى 900 مليمتر في السنة، وتوافر أنهار ووديان بالولاية، إلا أن أجزاء كبيرة من الولاية تعاني من شح المياه في مواسم الجفاف. و وفقاً لدراسة أُجريت في عام 1992 م يحصل 25 % من سكان الولاية على المياه من محطات للمياه و17% مـن الحــفائر (بحيرات صناعية تتكون من تجميع مياه الأمطار) و 20% من الآبار السطحية و 6% من الأنهار والخيران و 23% من مصادر أخرى. وأشارت الدارسة إلى أن متوسط استهلاك الفرد اليومي من المياه يبلغ 9 لتر، وهو معدل أقل بـحوالي 50 % من المعدل الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو 20 لتر يومياً. النشاط الاقتصادي. الزراعة. تتميز الولاية بأرض شاسعة صالحة للزراعة، وبها أكبر مشاريع للزراعة المطرية الآلية بالسودان وهي الزراعة التي تستخدم الآلة في مختلف مراحل الإنتاج كالجرارات والحاصدات تعتمد على تساقطات الأمطار، وتوجد في الولاية صوامع لتخزين الغلال ذات السعة الكبيرة. كما يوجد بها أكبر سوق للمحاصيل خاصة محاصيل السمسم، والذرة البيضاء. تعتبر الولاية مركزاً استراتيجياً مهماً لتأمين الغذاء في السودان، ولهذا فإن الزراعة تشكل النشاط الاقتصادي الغالب وتعتمد على الري المطري، إلى جانب الخدمات المرتبطة بالزراعة والتجارة بما فيها تجارة الحدود مع إثيوبيا وإريتريا. وبإدخال الآلة في الزراعة في عام 1945 توسّعت الرقعة الزراعية حتى بلغت 71,621,33 كيلومتر، بينما بلغت مساحة الغابات 2,376,563 كيلومتر وتساهم بخمس إنتاج السودان من الصمغ العربي. وتتوزع المساحات الزراعية على المناطق التالية: أهم المشاريع الزراعية في الولاية هي: أهم المحاصيل: السمسم، الذرة، الدخن، الصمغ العربي، زهرة الشمس والمحاصيل البستانية مثل الليمون و البطيخ والخضروات كالطماطم والبامية والقرع وغيرها. الغابات. توجد في ولاية القضارف حوالي 11 غابة محجوزة تسود فيها أشجار الطلح وتنتج الصمغ العربي، إلى جانب 31 غابة أخرى محجوزة أيضاً وتسودها أشجار السنط. وتتراوح مساحات هذه الغابات من 100 إلى 800 فدان. الثروة الحيوانية. تقدّر الثروة الحيوانية في ولاية القضارف بحوالي 5 ملايين رأس من مختلف فصائل الماشية ويصل العدد إلى 7 ملايين رأس في موسم الأمطار عندما تتوافر المراعي الموسمية بالولاية ويفد إليها الرعاة بحيواناتهم من الولايات المجاورة سعياً وراء الكلأ والماء. الصناعة. تعتمد الصناعة في الولاية على المنتوجات الزراعية كالسمسم والفول السوداني وزهرة الشمس ولذلك نجد أهم الصناعات تتمثل في صناعة الزيوت و الصابون و الحلويات. وتتركز المصانع في مدينة القضارف. كنا توجد ورش لتركيب الجرارات والحاصدات وغيرها من الآلات الزراعية إلى جانب المخارط التي تقوم بتوفير بعض قطع الغيار وإصلاح أجزاء الآلات وتأهيلها للخدمة. مدن الولاية. أهم المدن والمحليات: التعليم. توجد في مدن الولاية وقراها العديد من المدارس على مختلف المراحل. وقد شهد التعليم تطورا كبيراً في العقود الأخيرة كانت جامعة القضارف أبرز معالمه. الرعاية الصحية. عدد المستشفيات في الولاية 22 مستشفى. مدينة القضارف الرقمية. تتميز ولاية القضارف بمدينة القضارف الرقمية وهي أول مدينة رقمية في السودان والحائزة على الجائزة الدولية المعلومات من أجل التنمية بالهند عام 2007 وعام 2008 وهي مؤسسة أول أكاديمية للمراكز الرقمية في أفريقيا والشرق الأوسط والثالثة عشر في العالم. ولكن إلى الآن لم تظهر لها نتائج ملموسة على أرض الواقع = وصلات خارجية = http://www.khbarbladi.com/sudan/w10.php خبار بلادي.. السودان.. ولاية القضارف] شمال كردفان هي إحدى ولايات السودان الوسطى. عاصمتها الأبيض. ومناخها من سافانا متوسطة إلى شبه صحراوي، الغطاء النباتي كثيف كلما اتجهنا جنوبا. والحرفة الرئيسية للسكان الزراعة المتنوعة والرعي. مساحتها تتجاوز ال700 كم²، وسكانها مسلمين من قبائل متنوعة مثل الجوامعة والبديرية والبقارة والحمر والشنابلة. كلمة كردفان في المصادر التاريخية على ثلاث صيغ: كردفال، كوردفان، كردفان، وأشهر الروايات المحلية قاطبة تعود إلى حاكم جبل كردفان الذي كان يدعى (كردم) أو(الكرد) والذي كان يغضب لأبسط الأسباب فيقال(الكرد فار) وفار تعني غضب وحُرِّف الاسم إلى كردفال أو كردفان كما تسمى اليوم.. والرواية الثانية ترجع الاسم إلى النوبة سكان المنطقة الأصليين فيقال إنها كلمة نوباوية تم تحريفها من الكلمة كلدوفان ( وتعنى أرض الرجال) جنوب كردفان هي ولاية سودانية تحدها من الشمال ولاية شمال كردفان ومن جهة الشمال الشرقي ولاية النيل الأبيض، وجمهورية جنوب السودان من جهة الجنوب. العاصمة: كادوقلي/ الفولة عاصمة ثانية (بموجب دستور الولاية) (تم إضافة (أبو جبيهة / كاودا) كعواصم سياسية إضافية) الموقع الجغرافي: تقع الولاية بين خطـــي طول (27.12 و 32.05) درجة شرقاً ودائرتي عرض (9.59 و 12.36 ) درجة شمالاً . الولايات المتاخمة: شمال كردفان- النيل الأبيض – أعالي النيل – جنوب دارفور. المساحة: 79470 كلم مربع. السكان: 1066117 نسمة. أهم المحاصيل: القطن، الكركديه، السمسم والدخن. تعداد الثروة الحيوانية: 17025000 رأس إبل / ضأن / ابقار. بالولاية 657 مدرسة أساس و62 مدرسة ثانوية. أهم المدن: أبو كرشولا رشاد، الدلنج، أبو جبيهة، تلودي وكادوقلي حاضرة الولاية. وتوجد أيضا جبال ومرتفعات مثل مرتفعات النوبة جنوب دارفور هي واحدة من ولايات السودان، وتعتير إحدى خمس ولايات ضمن دارفور الكبرى في غرب السودان. مساحتها 127,300 كم مربع تغطي حظيرة الردوم القومية 3.4 مليون فدان [ 10.4% من مساحة الولاية] والغابات 20.6 مليون فدان [63% مساحة الولاية].ويقدر عدد سكانها 2,700,000 لعام (2000). الموقع : تقع الولاية في الجزء الغربي من السودان بين خطي طول 15-32 و 45-27 شرقاً وخطي عرض 30-8 و13-13 شمالاً يحدها من الشمال ولاية شمال دارفور ومن الغرب ولاية وسط دارفور وفي الجنوب الغربي جمهورية إفريقيا الو سطي ومن الجنوب ولايتي غرب وشمال بحر الغزال ومن الشرق ولاية شرق دارفور . السكان والتركيبة السكانية. حسب نتائج  الإحصاء السكاني للعام 2008م بلغ تعداد سكان ولاية جنوب دارفور 4,069,300 نسمة بنسبة نمو سنوي تعادل (3.48%) حيث يسكن (75%) من جملة السكان بالريف و(20%) منهم بالمدن و(5%) رحل. ومتوسط حجم الأسرة (6.2) شخص. كما يقدر تعداد الأسر الزراعية بحوالي (435000) أسرة. و هي بالتالي الولاية الثانية من حيث عدد السكان بالبلاد. عاصمة الولاية. مدينة نيالا هى عاصمة الولاية. وأهم مدنها برام و الردوم و عدالفرسان و رهيد البردي وتلس وكاس وشعيرية وكل مدينة من هذه المدن تعتبر مركز ثقل لقبيلة، وغالبية سكان هذه الولاية من القبائل الزنجية التي تمارس الزراعة والتجارة أما العربية فنسبتها قليله (البقارة) يمارسون الرعي مع اشتراكهم في التقاليد مع باقي قبائل دارفور جلها . ويعمل سكان الولاية الرعي والزراعة والتجارة، وهي تعتبر من أغني ولايات دارفور الثلاث، بل بها مركز نيالا التجاري الذي جعل منها مقصد تجاري هام، وتمارس تجارة الحدود مع جيرانها عبر بوابات الحدود مع تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى. الطرق والمواصلات. تربطها بالعاصة الخرطوم خط سكة حديد ، وكذلك بها مطار جديد ويتعبر من المطارات الدولية ويستقبل رحلات خارجية . يربطها مع ولاية وسط وغرب دار فور طريق نيالا كاس زانجى المعبد طريق نيالا الفاشر المعبد يغطي 90٪ من المسافة بين نيالا والفاشر. التعليم. بها جامعة نيالا . نسبة الأمية بين السكان تتراوح بين 20- 45% . بها كلية نيالا التقنية تمنح درجة الدبلوم التقني في مجالات الهندسة المختلفة الصحة. أكبر مستشفيات بولايه جنوب دارفور هي : كما بعاصمة الولاية (مدينة نيالا) عدد من المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية: المستشفيات: المستوصفات: سنار ولاية سودانية تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد بين خطي عرض 12:5 و14:7 وخطي طول 32:58 شمالاً و 35:42 شرقاً في وسط الحزام الطيني. الموقع. تحد الولاية من ناحية الشمال ولاية الجزيرة ومن ناحية الجنوب ولاية النيل الأزرق ومن الشرق ولاية القضارف والحدود «السودانية - الأثيوبية» بينما تحدها ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل بدولة جنوب السودان من جهة الغرب وتقع حاضرة الولاية مدينة سنجة علي بعد 360 كيلومتر جنوب شرق ولاية الخرطوم. المساحـة. تبلغ المساحة الإجمالية لولاية سنار 40,680 كم². المناخ. تقع سنّار في الحزام السوداني المطير في منطقة السافانا الغنية، وهي بذلك تتميز بصيف حار ممطر يبلغ معدل الحرارة فيه أعلى درجاته في شهر أبريل/ نيسان ليسجل 41 درجة مئوية، وتهبط درجة الحرارة الدنيا إلى 17 درجة مئوية في شهر يناير / كانون الثاني. وتبدأ الأمطار في الهطول في شهر مارس/ آذار لتتوقف في نوفمبر/ تشرين الثاني مسجلة أعلى معدل لها في أغسطس، 172 مليمتر فيما يبلغ المعدل السنوي السنوي 512 مليمتر. نبذة تاريخية عن الولاية. تأسست مملكة سنار في عام 1504 وكانت تعرف أيضا “بمملكة الفونج” والسلطنة الزرقاء وكان لقب “السنانير” يطلق على رعاياها. وتعتبر”مملكة سنار” أول دولة عربية إسلامية قامت بالسودان بعد انتشار الإسلام واللغة العربية نتيجة لتزايد الوجود العربي والتصاهر بين العرب والنوبة. اهتم ملوك سنار بالعلم حيث أقاموا رواق السنارية في الأزهر بالقاهرة من أجل طلاب مملكة سنار المبتعثين إلى هناك، وشجعوا هجرة علماء الدين الإسلامي للهجرة الي السودان للدعوة ونشر العلم. وأنشأ أحد سلاطين مملكة سنار ويدعى “بادي الأحمر ” وقفا “بالمدينة المنورة” لاستقبال الزوار من مملكته للإقامة هناك عند زيارتهم للأراضي المقدسة ولا يزال جزء من أوقاف السودان هناك. و انتشرت أيضا الخلاوي التي تعرف أيضا “بالكتاتيب” في السودان لتحفيظ القرآن الكريم وعلوم العربية والحساب. أما أصل الفنج كما أورده المؤرخون على مختلف أشكالهم لا يزال موضع خلاف. ويقول المصدر نفسه فالفنج شعب أسود قدم من أعالي النيل الأزرق وسيطر على الجزء الجنوبي من الجزيرة ثم امتدت نفوذه على العرب الذين سبق لهم السيطرة على مملكتي علوة والمقرة في أعقاب هجرتهم في القرن الرابع عشر (1504م) أما معظمهم يسكنون الجزء الجنوبي الشرقي لمحافظة النيل الأزرق (التقسيم ما قبل 1974م). يذكر يوسف فضل في مقالته (لمحات من تاريخ مديرية النيل الازرق عن الحفريات التي تمت بمنطقة “سنجة” والتي أكدت وجود بعض المجموعات البدائية التي استوطنت المنطقة في “العصور السحيقة” من التاريخ ويقول: قد تمكن الأثريون من اكتشاف “جمجمة إنسان سنجة” وتفيد الحفريات أن هذا الانسان عاش في الفترة “المطيرة Fluvial “التي تعاصر نفس الفترة التي شهدت هطول امطار غزيرة شملت شرق أفريقيا حيث كانت الحياة تعتمد أساساً على الصيد في مجموعات، وكان عنصر” البوشمان” أكثر انتشاراً مما هو عليه الآن. وقد أثبتت الحفريات أيضا ظهور بعض الدلائل التي تدل على ان هذه المنطقة كانت امتدادا ً” لمملكة مروي ” القديمة وربما كانت المنطقة التي تمثل المركز الجنوبي” لإمبراطورية كوش” وورثها المرويون حيث أضافوا لها مراكز إدارية وحضارية أخرى . اختلف الباحثون كثيراً في تحديد أصل الفونج وقد أدرج بعض علماء اللغات والمقارنة والآثار نظرية أصل الفونج التي ترجع إلى منطقة الشلك على النيل الأبيض وهم من المجموعة النيلية بالسودان وتحديداً الأصول القديمة للشلك واحتمال آخر أنهم من بلاد برنو في غرب أفريقيا وآخرون ترجع نظرياتهم إلى الأصل الحبشي. أما عن الروايات السودانية وبعض المؤرخين والأهالي انفسهم يجمعون على أن الفونج من سلالة بني أمية الذين هربوا من قيد الدولة العباسية بعد سقوط دولتهم، وترجح هذه الرواية أنهم دخلوا السودان عن طريق الحبشة. السكان. وتعداد سكانها 130,122 نسمة حسب تقديرات عام 2020. يتركّز السكان بالولاية حول ضفاف النيل الأزرق ونسبة قليلة حول مناطق الإنتاج الزراعي، يتأثر توزيع السكان بالولاية بتوفير الخدمات الضرورية هذا فضلاً عن أوجه النشاط الاقتصادي المتعددة الأخرى ويتركز السكان بالولاية حول ضفاف النيل الأزرق والمدن ونسبة قليلة حول مناطق الإنتاج الزراعي. التعليم. الولاية بها عدد من المدارس الابتدائية والثانوية والجامعات. اقدم الجامعات هي جامعة سنار. الإدارة. تضم الولاية سبع محليات هي: المدن والمراكز الحضرية والريفية. أهم المدن: أهم المناطق الريفية. .. كما توجد مجموعة كبيرة جدا من القرى لم يتم ذكرها المواقع السياحية. توجد في الولاية محمية حظيرة الدندر القومية وتضم غابات تمتد حتى الحدود الإثيوبية مع السودان وتكثر بها أنواع عديدة من الحيوانات البرية التي تعيش في بيئتها الطبيعية. من بينها الفيلة والأسُود وحمر الوحش والغزلان والزراف والقرود وغيرها . الرعاية الصحية. تنتشر المستشفيات والمراكز الصحية في سنجة حاضرة الولاية وغيرها من مدن الولاية وأهما هي: واراب هي ولاية في جنوب السودان وعاصمتها مدينة واراب أو تودش، مساحتها 31.027 كم مربع، وهي جزء من منطقة بحر الغزال. تقع مدينة واراب على بعد حوالي 57 ميل شرق مدينة وأو. وهي عاصمة ولاية واراب. كل سكان ولاية واراب من قبيلة الدينكا ببطونها المختلفة. يمتهن سكان المنطقة الرعى والزراعة حيث يشتهر الدينكا بتربية الأبقار والتي تشكل مظهر اجتماعى وتقاس المكانة الاجتماعية للفرد أو الأسرة وسط القبيلة بمقدار ما عنده من ابقار. يربطها مع مدينة واو طريق برى (ردمية) يتفرع بالقرب من واراب (فرق سكة)ليربطها بالتونج وقوقريال. غرب كردفان ولاية سودانية سابقة ألغيت بناء على اتفاقية السلام الشامل وبعد انفصال دولة جنوب السودان عادت مرة أخرى في أول يناير 2013. الموقع. تقع ولاية غرب كردفان في الجزء الجنوبي الغربي لإقليم كردفان في السودان وذلك بين دائرة عرض 11 – 20 شمالًا وخط طول 32.22 - 30.27 شرقًا هذا الامتداد بين دوائر العرض جعل ولاية غرب كردفان تتمتع بإقليمين طبيعيين، الجزء الجنوبي ذو الأمطار الغزيرة والغطاء النباتي والشجري الكثيف والتربة الطينية، والجزء الشمالي ذو الأمطار المتوسطة وتتدرج إلى الخفيفة وتسود التربة الرملية ( تربة القوز ) في هذا الجانب المساحة. تبلغ مساحة الولاية 111373 ك م2 التقسيم الإداري والمحليات. عاصمتها مدينة الفولة. و تضم الولاية عدد 14 محلية وهي: العادات والتقاليد. تقطن في الولاية مجموعة من القبائل منها قبيلة المسيرية بفروعها المختلفه وقبيلة الحمر بفروعها والدينكا والفلاته والجوامعة والبديرية والصليحاب وبني فضل وغيرها هذا التنوع القبلي تبعه تنوعًا في العادات والتقاليد ومن تلك العادات والتقاليد السائده نجد :  1.الجودية: مجموعة من الأفراد غالبًا ما يكون على رأسهم الشيخ أو الشرتاية أو العمدة يقومون بإصلاح ذات البين بين طرفين مختلفين في أمر ما.  2.النفير: هي ظاهرة تشارك اجتماعي يجتمع فيها كل عناصر الحي أو الفريق أو القرية أو المدينة لمساعدة شخص ما نتيجة لظروف خاصه أو بناء مشروع جماعي (مرفق عام). 3.الفزع: هي ظاهرة اجتماعية يهرع فيها جميع سكان الفريق أو الحي أو القرية لنصرة أو مساعدة شخص سُرق منه شي أو شب حريق في داره أو ممتلكاته. -كما نجد أن هنالك بعض العادات قد إندثرت منها الشوبش والسيرة والزواج الجماعي ( زواج الكورة ). بالإضافة إلى أنه في جنوب الولاية توجد عادة الكجور وهي عبار عن نذر يقوم بذبحه شيخ الكجور طلبًا للأمطار. الثروات الموجوده بالولاية. تتميز الولاية بالعديد من الثروات منها:  1.الزراعية : تتميز بزراعة الحبوب مثل الفول السوداني والسمسم وحب البطيخ والذره والدخن بالإضافة للكركدي والقطن. 2.الحيوانية : يتميز جنوب الولاية بتربية الأبقار والماعز والضأن، أما شمال الولاية نجده يتميز بالإبل والضأن الحمري والماعز. 3.النفطية : تعتبر الولاية من الولايات الغنية بالثروة النفطية حيث توجد بها العديد من الحقول البترولية مثل حقل بليله والزرقة أم حديد وصرفايه كما توجد حقول يجري العمل فيها الآن، إضافة للذهب والنحاس والرخام. 4.الغابية : توجد بالولاية أهم المنتجات الغابية التي تُشكّل دعامة  اقتصاد السودان وهو الصمغ العربي إضافة إلى أشجار التبلدي والقضيم والقرض والنبق واللألوب. المناطق السياحية. يتميّز إقليم كردفان بطبيعة جميلة خاصة في فصل الخريف، وولاية غرب كردفان هي إحدي ولايات إقليم كردفان حيث يسودها المناخ المداري وتتساقط فيها الأمطار الغزيرة كل ذلك جعلها تتمتّع بغطاء نباتي كثيف جاذب للسياحة والإستمتاع. الجامعات الحكومية. جامعة غرب كردفان وعدد كلياتها 9 غرب دارفور هي ولاية سودانية تقع في أقصى غرب السودان تشكل واحداً من 18 ولاية في السودان وأحد الولايات الخمسة التي يتشكل منها إقليم دارفور، تبلع مساحة الولاية 79,460 كم مربع وعدد السكان فيها حوالي المليون نسمة. الجغرافيا. تبلغ مساحتها 1531682 كيلومتر مربع، تحدها من الشمال ولاية شمال دارفور ومن الشرق ولاية وسط دارفور ومن الغرب جمهورية تشاد. أهم المدن. العاصمة : مدينة الجنينة ولاية شرق الاستوائية هي إحدى ولايات جنوب السودان وعاصمتها بلدة كبويتا. الولاية الشمالية هي ولاية سودانية تقع في شمال البلاد. كانت تعرف سابقا باسم المديرية الشمالية أو محافظة الشمالية حتى سميت الولاية الشمالية عام 1994م بموجب قرار من رئيس الجمهورية. الموقع. تقع على خطيّ طول (10-32-50-25) شرقاً وخطيّ عرض 32-61 شمالاً تحدها من الشمال جمهورية مصر العربية وإلى عمق الصحراء عن الحدود الليبية ومن الشرق ولاية نهر النيل ومن الجنوب ولايتي الخرطوم وشمال كردفان ومن الجنوب الغربي ولاية شمال دارفور. يجري فيها النيل من الجنوب إلى الشمال بطول 650 كلم، تبلغ مساحتها حوالي 348.76 كم مربع، تعتبر الولاية الأولى من حيث المساحة. حاضرة الولاية. هي مدينة دنقلا وهي حاضرة وعاصمة منذ تأسيسها وحتى تاريخ اليوم، حيث أسسها المماليك الفارّين من مصر هرباً من بطش محمد علي باشا بعد مذبحة القلعة الشهيرة، وسموها دنقلا الأوردي، تمييزاً لها عن دنقلا العجوز والتي كانت حاضرة للممالك النوبية المسيحية، ودنقلا العجوز حاليّاً هي قرية صغيرة على ضفاف النيل وقد تم تغيير اسمها من دنقلا العجوز إلى الغدار وتوجد بها آثار تاريخية قديمة، أمّا حاضرة الولاية دنقلا فتكتب هكذا - دنقلا الأردي - كما في الأوراق الرسمية منذ زمن الحكم التركي المصري كما موجود في محكمة دنقلا الكبيرة، واستمرت عاصمة وحاضرة للولاية حيث كان يسكنها المفتش الإنجليزي في عهد الإستعمار، وكان سكنه في السراي الحالية بمدينة دنقلا - تم تحويلها إلى مدرسة ثانوية للبنات - ومكتبه في مبنى الولاية الحالي على ضفاف النيل، وما زالت في المدينة مقابرهم في مكان مخصوص إلى اليوم جوار مجمع المحاكم بالقرب من مقابر المسلمين (مقابر حاج منصور) بدنقلا العرضي، والأردي كلمة ليست عربية وليست نوبية ومعناها المعسكر أو الحامية، وقد تكون كلمة تركية . السكان. يتكون السكان من عناصر مختلفة (شايقية – بديرية – محس – دناقلة – حلفاويين – قراريش كبابيش -- هواوير– سكوت) أما سكان مدينة دنقلا العرضي الأصليين فيسمون بالفلاليح، وينقسمون إلى عوائل مترابطة ومتصاهرة مثل السناهير، الغندقلية، آل عبد ربه، السيسية، المناصير، الحميدية، الجاويشية، البصيلية، الباشكاتبية، الأفندية، النزهية، الكلاليق، العلاليم، العميرية، المقالدة، والخولية وغيرهم، وهم يتواجدون في مدينة دنقلا العرضي وبعضهم في مدينة أرقو، وبعضهم عرب مهاجرون من مصر وآخرون من الجزيرة العربية وينتمي أغلبهم إلى قبيلة الجعافرة المعروفة، وكثير منهم تنحدر أصولهم من صعيد مصر، ولا يتحدثون غير اللغة العربية، بينما يسكن الدناقلة الحدود المتاخمة لمدينة دنقلا العرضي من الشمال والجنوب، ثم البديرية من الغابة إلى كورتي في الضفة الغربية ومن الكرفاب إلى قرية حمور في الضفة الشرقية للنيل، والكبابيش والقراريش الذين ينتشرون في عدة مناطق من الولاية في دنقلا والدبة وحلفا منطقة أرض الحجر وغيرها من المناطق ومن ثم منطقة الشايقية، كما يسكن في الولاية قبائل عربية أخرى مثل الحوازمة والفارسية - وغيرهم - وهي قبائل عربية ما زالت تحتفظ بسحنتها ولسانها العربي وبعاداتها وتقاليدها العربية ولم تختلط بالقبائل النوبية الموجودة، كما يوجد في الولاية عدد من الأسر المسيحية الشهيرة والذين ينتمون إلى الطائفة القبطية خاصة في مدينة دنقلا العرضي وفي القولد، ويسكن في منطقة البان جديد شمال مدينة دنقلا العرضي قبائل وأسر عريقة ترجع أصولهم إلى قبائل جنوب السودان وقد استوطنوا المدينة منذ القدم ولا يمكن تحديد وقت هجرتهم للولاية حيث تم ذلك منذ زمن بعيد، وحالياً لا تربطهم صلات أو علاقات بمنطقة جنوب السودان وتزاوجوا واختلطوا مع السكان بالمنطقة وأصبحوا من نسيج المنطقة الاجتماعي الهام، وبذا تعتبر الولاية الشمالية نموذج للتعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوداني المختلفة من عرب وأقباط ونوبة وفلاليح ونيليون، ويظهر هذا جلياً في حاضرة الولاية مدينة دنقلا العرضي حالياً بعد أن توسعت المدينة وانتقلت إليها الأسر من جميع مكونات الولاية الإثنية من شايقية ومحس ودناقلة وسكوت وحلفاوية وعرب ومهاجرين من غرب السودان منطقة جبال النوبة بحثاً عن التعليم وفرص العمل. التقسيم الإداري. تنقسم الولاية إلى المحليات التالية: الجهاز القضائي. تم إنشاء الجهاز القضائي للولاية الشمالية في سبتمبر 1994م في إطار تنفيذ الحكم الولائي بالبلاد وتمتد حدوده الجغرافية في ذات حدود الولاية أي من حلفا شمالاً وحتى مرَوي جنوباً عدد المحاكم التابعة للجهاز القضائي للولاية الشمالية على النحو التالي:. كما تتكون إدارة الجهاز القضائي من الإدارات المختلفة من تلك الشئون الإدارية / شئون العاملين / الإحصاء القضائي / النقل والترحيل / مساعد المجلس العام للأراضي/ محاكم المدن والأرياف. ومساحة الولاية 348,765 وعاصمتها مدينة دنقلا. يقدر عدد سكان الولاية بحوالي 667 ألف نسمة (تقديرات عام 2008 م). يخترقها نهر النيل. تتكون الولاية من سبع محليات، وادي حلفا، دلقو، البرقيق، دنقلة، القولد، الدبة، مروي، ويوجد بالولاية سد مروي أكبر السدود بالسودان. ومطار دنقلا ومطار مروي. يسكنها منذ القدم قبائل المحس والسكوت والدناقلة والحلفاوين الناطقين باللغة النوبية القديمة وبعض القبائل الأخرى ذات الأصول العربية مثل البديرية والهواوير والطريفية والكبابيش والشايقية وهؤلاء من المجموعات الجعلية التي هاجرت حديثا واستقرت بالقرب أو بين النوبيين. تحتوي على عدة محليات ومدن أخرى مثل كرمة وحلفا القديمة وحلفا الجديدة، وعبري والقولد، الدبة، منصوركتي، كورتي، جلاس، نوري ومروي، وجزر مثل بدين وطمبس. مدن الولاية. وادي حلفا. من المدن التاريخية التي يعود عهدها إلى الحضارة النوبية القديمة، كانت تعج بالآثار النوبية والمسيحية كانت يوماً ما المقر الرئيسي للبريطانيين أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. قبل اتفاق الحكومتين السودانية والمصرية على إغراقها في 8 نوفمبر 1959 في تضحية نادرة قل ما عرف مثلها بين الأمم لتتمكن الحكومة المصرية من تشييد السد العالي، وتم نقل معبد بوهين ومعبدي سمنة شرق وغرب وكاتدرائية فرس منها إلى متحف السودان القومي بالخرطوم، كما تم تهجير سكانها النوبيين إلى منطقة حلفا الجديدة بالبطانة. وقد ترك هذا الحدث أثراً مؤلما على النوبيين على جانبي الوادي. عبري. تنطق بالنوبية إبري من المدن القديمة ومحاطة بالآثار التاريخية الهامة والمتنوعة بين الحضارة النوبية كمناطق (عدو) وصلب وصادنقا وغيرها والحضارة الإسلامية كمنطقة (سيدي عكاشة) وقبة الشيخ إدريس في كويكة. من أهم مدن الولاية مع حلفا ودنقلا ودلقو، وبها مجلس بلدي ومدارس ثانوية ومستشفى ومطار محلي وتعتبر حاضرة السكوت (أحد فروع النوبيين في السودان). كرمة. من المدن التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري ويعتقد بعض الباحثين السويسرييين أنها من أول التجمعات البشرية في التاريخ، وكانت من أهم عواصم الممالك النوبية القديمة. افتتح بها متحف كرمة للحضارة النوبية في 19 يناير 2008. الجدير بالذكر أن البروفيسور شارلس بونيه السويسري الجنسية والمتخصص في التاريخ والحضارات القديمة والمقيم بالمنطقة منذ أربعين عاماً هو المشرف على المتحف. مروي من المدن التاريخية التي يعود عهدها إلى الحضارة النوبية القديمة، ومحاطة بالآثار التاريخية الهامة والمتنوعة بين الحضارة ومن أهم المناطق الأثرية، جبل البركل ونوري والكرو. دنقلا. تسمى أيضا دنقلا العجوز من المدن التاريخية الهامة، وكانت عاصمة مملكة المقرة المسيحية وبها أيضا مسجد عبد الله بن أبي السرح أول المساجد في السودان المؤسس في عام 652 والموافق عام 31 هجري. عاصمة الولاية. اسمها دنقلا العرضي وتُسمى البندر أو بندر دنقلا وساكنيها هم سكان البندر وعند تقسيم السودان لمديريات في عهد حكومة جعفر النميري كانت هي عاصمة المديرية الشمالية، ثم عاصمة الإقليم الشمالي، ثم عاصمة الولاية الشمالية حسب التقسيم الإداري الحالي لجمهورية السودان، وهي مقر المفتش الإنجليزي المسئول عن المنطقة الشمالية من السودان في زمن الاستعمار الإنجليزي المصري للسودان، وتكتب هكذا- دنقلا الأوردي، بضم الهمزة وتسكين الواو والراء وكسر الدال. يرتبط تاريخ مدينة دنقلا العرضي بتاريخ سكانها الأصليين الذين هم الفلاليح أو فلاليح دنقلا كما يسمون ويطلق عليهم فلانجي باللهجة المحلية، وهم عرب أصولهم ترجع إلى جنوب مصر هاجروا للمدينة منذ زمن لا يمكن تحديده بدقة وعمروها وطبعوها بنكهتهم وميزوها بثقافتهم وما زالوا يقطنوتها إلى اليوم، وهم سكان البندر، وينقسمون إلى عوائل وأسر متصاهرة ومترابطة. أخطار بيئية. تواجه الولاية عددا من الأخطار البيئية منها التصحر والجرف الصحراوي وتهدد محصولها الرئيس حرائق النخيل. شمال دارفور هي ولاية سودانية تقع في غرب السودان عاصمتها مدينة الفاشر. الموقع. تقع ولاية شمال دارفور بين خطي عرض 12و20درجة شمال وخطي طول 24و27.6 درجة شرق وهي منطقه يسودها المناخ الحار شبه الجاف ومتوسط الأمطار السنوي فيها يتراوح بين 150 إلى 350ملم. مساحة ولاية شمال دارفور تبلغ 296الف كيلومتر مربع وهي تعادل 12% من مساحة السودان و57% من اجمالي مساحة دارفور الكبري وهي ذات تضاريس مختلفه، 65% من مساحة الولاية اراضي رملية و30% منها اراضي جبلية و5% منها اراضي طينية. ويقدر سكان ولاية شمال دارفور ب 2.113. 668 نسمة وترتبط أجزاء الولاية بطرق وعرة وغير معبدة عدا طريق الفاشر كبكابية وهو طريق معبد بردمية ترابية وطريق الفاشر نيالا بالردمية الترابية المتهالكة وهذه الطرق سالكة في كل المواسم أما بقية الطرق الرئيسية فهي طرق وعرة تعترضها الخيران والقيزان الرملية الصعبة. أهم المدن. الفاشر، كتم، كبكابية، مليط، الطينة، كرنوي، الكومه ام كدادة، امبرو، طويشة، كلمندو، سرف عمرة، طويلة كورما،(الدميرة). الجغرافية. تحتل ولاية شمال دافور أكثر من نصف مساحة الإقليم، وتبلغ 290.000 كيلو متر مربع يمتد في جزء منها سلسلة جبل مرة. يحدها من الشمال الولاية الشمالية ومن الشمال الشرقي ولاية شمال كردفان وليبيا من الشمال الغربي، ولاية غرب كردفان شرقاَ وولاية جنوب دارفور من الجنوب الشرقي، ولاية غرب دارفور وجمهورية تشاد غرباً. التعليم. توجد في الولاية جامعة واحدة فقط وهي جامعة الفاشر. أما في مجال الصحة، فهنالك ثماني مستشفيات في المدن الرئيسية وخمسة عشر مركزاً صحياً، وعدد من الشفخانات وتنتشر فيها المستشفيات البيطرية. الاقتصاد. تمتلك الولاية ثروة حيوانية كبيرة يبلغ عددها:1.354.980 رأس. وتنتج محاصيل زراعية: كالدخن، الذرة، الفول السوداني، التبغ. وبها ثروة معدنية لم يتم استغلالها بعد.ويمتلك هذه الولاية اغني ارضي زراعيه في السودان هي كبكابيه وما يسمي بالنقرة عند اهلها وليست مبالغه انها مدينة بين الرياض والوديان الخضراء وارضها غنيه جدا بالمعادن والنفط غرب بحر الغزال هي واحدة من ولايات جنوب السودان الـ10. تبلغ مساحتها 93,900 كم مربع وهي جزء من منطقة بحر الغزال، عاصمتها مدينة واو . تتكون من ثلاث مقاطعات واو و نهر الجور و راجا الإدارة. قسّمت غرب بحر الغزال، كما هو الحال في ولايات جنوب السودان التسع الأخرى، إلى مقاطعات؛ هناك ثلاث مقاطعات يرأس كل منها مفوّض: هرم خفرع هو أحد أهرامات الجيزة في مصر. بناه الملك خفرع رابع ملوك الأسرة الرابعة ابن الملك خوفو. تزوج من الأميرة مراس عنخ. حكم ست وعشرين سنة. بني الهرم الثاني من أهرام الجيزة، وهو أقل ارتفاعا من هرم أبيه (خوفو). كان ارتفاعه 143 مترا والآن 136 مترا. شيد فوق مساحة 215 مترا مربعا.وله مدخلان في الجهة الشمالية. وما زال يحتفظ بجزء من كسوته الخارجية عند القمة.عثر ضمن مجموعته الهرمية على تماثيل من حجر الشست في معبد الوادي الخاص ز من بينها تمثال من أجمل ما أنتجه فن النحت المصري، وهو موجود بالمتحف المصري، وينسب له نحت صخرة تمثال أبي الهول. يقع هرم خفرع جنوب غرب هرم أبيه خوفو. ويبلغ ارتفاعه 143,5 متراً وطول كل ضلع 215,5 متراً، وزاوية ميله 53,10ْ. يقع في مستوى سطح الأرض، والمدخل يؤدي إلى ممر هابط، سقفه من الجرانيت وزاوية انحداره 22ْ. وينتهي عند متراس يفضي إلى ممر أفقي، ثم ممر منحدر يؤدي إلى حجيرة يطلق عليها خطأ حجرة الدفن وهي فارغة منحوتة في الصخر، ويؤدي الدهليز إلى متراس آخر يرتفع إلى أعلى بممر أفقي ينتهي بحجرة الدفن، وهذه الحجرة سقفها جمالوني مشيد بالحجر الجيري، وتكاد تكون منتصف الهرم، أطلق خفرع على هرمه اسم(العظيم). الحجم. يبلغ طول قاعدة الهرم 215.5 متر (706 قدم) وترتفع حتى ارتفاع 136.4 متر (448 قدم) . وهي مصنوعة من كتل الحجر الجيري التي يزيد وزن كل منها عن 2 طن. يرتفع منحدر الهرم بزاوية 53 درجة 13 بوصة ، وهو أكثر انحدارًا من جاره هرم خوفو ، الذي تبلغ زاويته 51 درجة 50'24 ". يقع هرم خفرع على قاعدة صخرية أعلى 10 أمتار (33 قدم) أعلى من هرم خوفو ، مما يجعله يبدو أطول. التاريخ. من المحتمل أن الهرم قد تم فتحه وسرقته خلال الفترة الانتقالية الأولى. خلال الأسرة المصرية التاسعة عشر ، أخذ المشرف على بناء المعبد حجارة الغلاف من الهرم لبناء معبد في أون بناءً على أوامر رمسيس الثاني. سجل المؤرخ العربي ابن عبد السلام أن الهرم تم فتحه في 1372 م. على جدار حجرة الدفن ، هناك نقوش لغة عربية ربما يرجع تاريخها إلى نفس الوقت. من غير المعروف متى تم سرقة ما تبقى من حجارة الغلاف ؛ من المفترض أنها كانت لا تزال في مكانها بحلول عام 1646 ، عندما كتب جون جريفز ، أستاذ علم الفلك في جامعة أكسفورد في كتابه "Pyramidographia" ، أنه بينما لم تكن أحجارها كان السطح كبيرًا أو منتظمًا كما هو الحال في خوفو ، وكان السطح أملسًا وخاليًا من انتهاكات عدم المساواة ، باستثناء الجنوب. تم استكشاف الهرم لأول مرة في العصر الحديث بواسطة جوفاني باتيستا بلزوني في 2 مارس 1818 ، عندما تم العثور على المدخل الأصلي في الجانب الشمالي. كان بلزوني يأمل في العثور على دفن سليم لكن الغرفة كانت فارغة باستثناء تابوت مفتوح وغطائها مكسور على الأرض. تم إجراء أول استكشاف كامل من قبل جون شاي بيرينج في عام 1837. في عام 1853 ، قام أوجوست مارييت بحفر جزئي في معبد وادي خفرع ، وفي عام 1858 ، أثناء استكمال تطهيره ، تمكن من اكتشاف تمثال ديوريت لخفرع. البناء. مثل الهرم الأكبر ، تم استخدام نتوء صخري في القلب. بسبب منحدر الهضبة ، تم قطع الركن الشمالي الغربي 10 أمتار (33 قدمًا) من باطن الصخور وتم بناء الركن الجنوبي الشرقي. الهرم مبني من مسارات أفقية. الأحجار المستخدمة في القاع كبيرة جدًا ، ولكن مع ارتفاع الهرم ، تصبح الحجارة أصغر ، ويصبح سمكها 50 سم (20 بوصة) عند القمة. تكون الدورات قاسية وغير منتظمة في النصف الأول من ارتفاعها ، لكن هناك نطاقًا ضيقًا من البناء العادي واضحًا في الجزء الأوسط من الهرم. في الركن الشمالي الغربي للهرم ، تم تشكيل حجر الأساس في درجات. تغطي أحجار الغلاف الثلث العلوي من الهرم ، لكن الهرم وجزء من القمة مفقودة. تم صنع الطبقة السفلية لأحجار الغلاف من الجرانيت الوردي ولكن تم تغليف باقي الهرم بالحجر الجيري من طرة . يكشف الفحص الدقيق أن حواف زوايا أحجار الغلاف المتبقية ليست مستقيمة تمامًا ، ولكنها متداخلة ببضعة مليمترات. تقول إحدى النظريات أن هذا يرجع إلى الاستقرار من النشاط الزلزالي. تفترض نظرية بديلة أن المنحدر على الكتل قد تم قطعه للشكل قبل وضعه بسبب مساحة العمل المحدودة باتجاه قمة الهرم. داخلي. يؤدي مدخلان إلى حجرة الدفن ، أحدهما يوجد على ارتفاع 11.54 متر (37.9 قدم) أعلى وجه الهرم والآخر يوجد عند قاعدة الهرم. لا تتماشى هذه الممرات مع الخط المركزي للهرم ، ولكنها تقابلها جهة الشرق بمقدار 12 متر (39 قدم). الممر السفلي النازل محفور بالكامل من حجر الأساس ، ينزل ، ويمر أفقيًا ، ثم يصعد لينضم إلى الممر الأفقي المؤدي إلى حجرة الدفن. إحدى النظريات حول سبب وجود مدخلين هي أن الهرم كان من المفترض أن يكون أكبر بكثير مع تحول القاعدة الشمالية 30 متر (98 قدم) إلى الشمال مما يجعل هرم خفرع أكبر بكثير من هرم أبيه. هذا من شأنه أن يضع المدخل إلى الممر السفلي النازل داخل بناء الهرم. بينما يتم قطع حجر الأساس بعيدًا عن الهرم على الجانب الشمالي منه على الجانب الغربي ، فليس من الواضح أن هناك مساحة كافية على الهضبة لجدار السياج وشرفة الهرم. النظرية البديلة هي أنه ، كما هو الحال مع العديد من الأهرامات السابقة ، تم تغيير المخططات وتم نقل المدخل في منتصف الطريق خلال البناء. توجد غرفة فرعية ، مساوية في الطول لغرفة الملك في هرم خوفو ، التي تفتح إلى الغرب من الممر السفلي ، الغرض منها انه غير مؤكد. يمكن استخدامه لتخزين القرابين ، أو تخزين معدات الدفن ، أو قد يكون غرفة سرداب. الممر العلوي النازل مغطى بالجرانيت وينحدر للانضمام إلى الممر الأفقي المؤدي إلى حجرة الدفن. تم نحت حجرة الدفن من حفرة في الصخر. السقف مبني من عوارض جملونية من الحجر الجيري. الغرفة مستطيلة الشكل ، 14.15 متر × 5 متر (46.4 × 16.4 قدمًا) ، وموجهة بين الشرق والغرب. تم نحت تابوت خفرع من كتلة صلبة من الجرانيت وغرق جزئيًا في الأرض ، ووجد بلزوني فيه عظام حيوان ، ربما ثور. من المحتمل أن تحتوي حفرة أخرى في الأرضية على صندوق كانوبي ، وكان من الممكن أن يكون غطاءها أحد ألواح الرصيف. مجمع الهرم. هرم القمر الصناعي. على طول الخط المركزي للهرم على الجانب الجنوبي كان هناك هرم تابع للقمر الصناعي ، ولكن لم يبقَ شيء تقريبًا سوى بعض الكتل الأساسية ومخطط الأساس. يحتوي على مقطعين تنازليين ، ينتهي أحدهما بطريق مسدود مع مكان يحتوي على قطع أثاث طقسية. معابد خفرع. تعيش معابد مجمع خفرع في حالة أفضل بكثير من معابد خوفو ، وهذا ينطبق بشكل خاص على معبد الوادي ، الذي تم الحفاظ عليه بشكل كبير. يقع المعبد الجنائزي إلى الشرق من الهرم. على الرغم من أنها أصبحت الآن في حالة خراب إلى حد كبير ، إلا أن ما يكفي منها لفهم الخطة. إنه أكبر من المعابد السابقة وهو الأول الذي يضم جميع العناصر القياسية الخمسة للمعابد الجنائزية اللاحقة: قاعة مدخل ، محكمة ذات أعمدة ، خمسة محاريب لتماثيل الملك ، غرف تخزين الخمس ، وملاذ داخلي. كان هناك أكثر من 50 تمثالًا بالحجم الطبيعي لخفرع ، ولكن تمت إزالتها وإعادة تدويرها ، ربما بواسطة رمسيس الثاني. تم بناء المعبد من كتل جليدية جندل (آثار) (أكبرها يقدر بحوالي 400 طن ). يمتد الجسر بطول 494.6 متر (541 ياردة) إلى معبد الوادي ، وهو مشابه جدًا للمعبد الجنائزي. وهي مبنية من كتل مغليثية مغلفة بـ الجرانيت الأحمر. مربع الأعمدة للممر على شكل حرف T مصنوع من الجرانيت الصلب ، وتم رصف الأرضية بـ المرمر. تم بناء الجزء الخارجي من كتل ضخمة ، بعضها يزن أكثر من 100 طن. على الرغم من خلوه من أي زخرفة داخلية ، إلا أن هذا المعبد كان سيمتلئ بالرمزية: بابان يفتحان في دهليز وقاعة كبيرة ذات أعمدة ، حيث توجد مآخذ في الأرضية من شأنها أن تثبت 23 تماثيل خفرع. منذ ذلك الحين تم نهب هذه الأعمدة. تم الحفاظ على الجزء الداخلي ، المصنوع من الجرانيت لمعبد الوادي ، بشكل جيد. الجزء الخارجي المصنوع من الحجر الجيري أكثر مقاومة للعوامل الجوية. لم يشهد معبد أبو الهول أي ملك ، لكن أوجه التشابه البنيوية مع المعبد الجنائزي لخفرع تشير إليه باعتباره بانيها. عند الانفتاح على قاعة بها 24 عمودًا ، لكل منها تمثال خاص به ، ومقدسان وتصميم متماثل ، فمن الممكن ولكن غير متأكد ما إذا كان هذا المعبد يحتوي على أي رمزية مرتبطة بالخطة النهائية. هرم منقرع أو هرم منكاورع هو أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة في مصر. بناه الملك منقرع ابن الملك خفرع من الأسرة المصرية الرابعة. طول كل ضلع من أضلاعه 108.5 متراً وارتفاعه 65.5 متراً، والآن طوله 62 متراً بعد سقوط كسوته الخارجية. تبلغ زاوية ميله 51°20′25″ (سقد 5)، ومدخله جهة الشمال. يرتفع المدخل نحو 4 متر فوق سطح الأرض، ويؤدي لممر هابط طوله 31 متراً. وزاوية انحداره بسيطة نحو 17 درجة. بني من الحجر الجيري، ولكن منكاورع اختار أن يبنى الجزء الأسفل منه من الجرانيت التي كانت تُجلب من أسوان عن طريق نهر النيل. يصل ارتفاع التغطية بأحجار الجرانيت نحو 17 متر. وباقي التغطية تمت بأحجار طره البيضاء حتى ارتفاع 5.65 متر. في نهاية الممر المائل يوجد دهليز مبطن بالحجر، يؤدي إلى ممر أفقي فيه 3 متاريس وبعدها حجرة الدفن. عثر به على تابوت خشبي عليه اسم منقرع وبه مومياؤه. مومياء منقرع محفوظة الآن في المتحف البريطاني. وقد أطلق منقرع على هرمه اسم (المقدّس). وإلى الجنوب من هرم منقرع يوجد ثلاثة أهرمات خصصت للملكات تمتد باتجاه الشرق، غرب الهرم الأول خاص بالملكة خع مرر نبتي الثانية زوجة الملك منقرع. الحجم والبناء. كان هرم منقرع يبلغ ارتفاعه الأصلي 65.5 متر (215 قدم) ، وكان أصغر الأهرامات الثلاثة الرئيسية في مجمع أهرامات الجيزة. يبلغ ارتفاعه الآن 61 متر (200 قدم) وقاعدتها 108.5 متر (356 قدم). زاوية ميله حوالي 51 درجة 20-25 درجة مئوية. شيد من الحجر الجيري من طرة والجرانيت من أسوان. تم صنع الدورات الستة عشر الأولى من الخارج من الجرانيت الأحمر. تم تغليف الجزء العلوي بالطريقة العادية مع الحجر الجيري من طرة. ترك جزء من الجرانيت في الخام. تساعد المشاريع غير المكتملة مثل هذا الهرم علم الآثار في فهم الأساليب المستخدمة لبناء الأهرامات والمعابد. تقع جنوب هرم منقرع ثلاثة أهرامات تابعة ، ويصاحب كل منها معبد وبنية تحتية. أقصى الشرق هو أكبر هرم حقيقي. غلافه مصنوع جزئيًا من الجرانيت ، مثل الهرم الرئيسي ، ويُعتقد أنه اكتمل بسبب هرم الحجر الجيري الذي تم العثور عليه بالقرب منه. لم يتقدم أي من الاثنين الآخرين بعد بناء اللب الداخلي. قبل الوصول إلى حجرة الدفن الجرانيتية بفترة وجيزة ، يؤدي باب في الجدار الشمالي لقاعة المدخل عبر درج مكون من ست درجات إلى سلسلة من ستة متاجر مرتبة بأسنان مشط منحوتة في الصخر ووجهتها هي عادة ما يتم تفسيرها على أنها الغرف التي تم فيها الاحتفاظ بالجرار الكانوبية وتيجان مصر العليا ومصر السفلى. لذلك يبدو أن ثلاثة مشاريع اتبعت بعضها البعض في قبر الملك. أول حجم متواضع يتوافق مع الممر غير المكتمل. توسيع ثانٍ للمشروع الأولي مع غرفة انتظار وغرفة مسلفة وغرفة كبيرة تسبق حجرة الدفن التي سيتم التخلي عنها في النهاية. أخيرًا ، تم تضمين مشروع ثالث في الثاني من خلال مملة ممر تحت الأرض يؤدي مباشرة إلى حجرة الدفن الجرانيتية المجهزة بالمخازن لإيواء جنازة الملك. إذا بدا أن المشروع الأول قد تم التخلي عنه بالفعل ، فمن الممكن أن يكون الثاني والثالث قد تم التخطيط لهما وتنفيذهما في نفس الوقت مما يفسر أبعاد الغرفة المستطيلة الكبيرة التي من شأنها أن تكون بمثابة غرفة مناورة من أجل ترتيب الكتل. وعوارض من الجرانيت تغطي حجرة دفن الملك. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تطوير الشقق الجنائزية لهرم ملكي. سوف تتولى المقابر الملكية المعاصرة وتطور مكونات الشقق الجنائزية لهرم منقرع. يمكننا الاستشهاد بأمثلة لمقابر خنت كاوس و شبسسكاف وستحتفظ الأهرامات الملكية الأسرة المصرية الخامسة بالعناصر الإرشادية ، بما في ذلك غرفة الانتظار التي تسبق حجرة الأمشاط ، القبة مقسمة إلى غرفة انتظار وغرفة تابوت وغرف تخزين لم يتم توضيح دورها بعد اليوم. من ناحية أخرى ، لا تزال زخرفة غرفة الانتظار الأولى وتابوت منقرع فريدة من نوعها ولن نجد مثل هذه الزخارف المتقنة في الأهرامات الملكية قبل الأسرة المصرية السادسة ، بعد أكثر من قرن ونصف. بهذا المعنى ، فإن هرم منقرع هو استثناء ويمثل النموذج الأولي للأهرامات الكلاسيكية في العصور اللاحقة. غرف وممرات هرم منقرع مجمع المعبد. تم حفر معبد وادي منقرع بين عامي 1908 و 1910 بواسطة جورج أندرو ريزنر. وجد عددًا كبيرًا من التماثيل معظمها لمنقرع وحده وكعضو في مجموعة. تم نحت هذه جميعها في النمط الطبيعي للمملكة القديمة بدرجة عالية من التفاصيل. في الهيكل الجنائزي ، كانت الأساسات والقلب الداخلي مصنوعة من الحجر الجيري. بدأت الأرضيات بالجرانيت وأضيفت الواجهات الجرانيتية إلى بعض الجدران. تم بناء أساسات معبد الوادي من الحجر ولكن تم الانتهاء من كلا المعبدين بالطوب الخام. وقدر ريزنر أن بعض الكتل الحجرية المحلية في جدران المعبد الجنائزي تزن ما يصل إلى 220 طناً ، في حين أن أثقل الكتل الجرانيتية المستوردة من أسوان تزن أكثر من 30 طناً. من المفترض أن خليفة منقرع شبسسكاف أكمل بناء المعبد. نقش في المعبد الجنائزي جاء فيه "جعله (المعبد) نصب تذكاري لوالده ملك مصر العليا والسفلى". تشير الإضافات المعمارية اللاحقة واثنتان من مسلات من الأسرة المصرية السادسة إلى أنه تم الحفاظ على عبادة الملك (أو تم تجديدها بشكل دوري) لمدة قرنين من الزمان بعد وفاته. المعبد العالي يقع معبد منقرع الجنائزي شرق هرم الملك. وهو لا تجاور جانب الهرم. يتكون المعبد نفسه ، الواسع والمبني من الحجر الجيري ، من فناء كبير في الهواء الطلق يتيح الوصول إلى الغرف الداخلية والمحلات التي تضم عروض الطعام والمواد الدينية المخصصة للطقوس اليومية التي كانت تمارس هناك. على الجانب الشمالي ، كان هناك ممر يتيح الوصول إلى الجزء الخلفي من المعبد إلى المحيط والكنيسة التي تضم شاهدة جنائزية للملك ، وهي عنصر من عناصر العبادة التي تم إجراؤها في هذه الأماكن. تتكون هذه الكنيسة من فناء صغير في الهواء الطلق. وهي متصلة بالوجه الشرقي للهرم ، وقد تم تقليص واجهته ، وتحتوي على الشاهدة الجنائزية التي اختفت اليوم. أمام هذا الفناء كانت توجد غرفة انتظار مغطاة تتيح الوصول إلى مصلى ملحق يقع إلى الجنوب من الفناء. كان من الممكن الوصول إلى الكل ببساطة من محيط الهرم من خلال باب في الجدار الشمالي لغرفة الانتظار. في وقت لاحق تم توسيع الكل بإضافة غرفة انتظار جديدة تسبق الأولى وإتاحة الوصول إلى سلسلة من خمس غرف صغيرة أو مصليات ، وبالتالي مضاعفة الجهاز الأولي وربما تلبية متطلبات العبادة الملكية في السلالات التالية. تم اكتشاف تماثيل مرمرية مجزأة في هذا المعبد من قبل الذي نفذ من 1906 إلى 1924 تنقيب شامل عن الآثار في مصر في الموقع. تم الاحتفاظ بهذه القطع منذ ذلك الحين في متحف الفنون الجميلة في بوسطن ، وقد تم تجميع بعضها وإعادة بناء التمثال الذي يمثل تمثالًا عملاقًا للملك ، تم تصويره على أنه شاب يرتدي نمس فرعوني ويرتدون مئزر من الكتان الناعم ذي الثنيات. كشفت دراسة النصب عن مرحلتين من البناء وضع المخطط الأولي: الأولى في زمن منقرع ، ثم الثانية في عهد خليفته شبسسكاف الذي أكمل المجمع. جدران المعبد مبنية من كتل ضخمة من الحجر الجيري ، يزن بعضها أكثر من مائتي طن. كان الجزء الداخلي للمعبد مكسوًا بالجرانيت والأعمدة الداعمة للأسقف في الصالات الداخلية كانت أيضًا من الجرانيت الأحمر من أسوان. في هذه المرحلة الأولى من بناء المجمع ، كان لابد من تجهيز فناء المعبد بأروقة من أعمدة الجرانيت وجدرانه مغطاة بواجهة من نفس المادة مثل تلك الموجودة في الهرم. لذلك ، إذا كان مهندسو منقرع قد خططوا لتغطية المعبد الجنائزي والهرم بالكامل بالجرانيت ، فإن موت الملك ترك العمل غير مكتمل. خلفه الذي ورث العرش ، وفي الوقت نفسه ، كان مكلفًا بإكمال موقع بناء مجمع أهرامات والده ، قام بتعديل الخطة الأولية ثم استخدم مواد أقل تكلفة وأكثر عملية للإسراع بإنجازها. تمت إزالة الأروقة واستبدالها بغطاء من الطوب حيث تم تركيب الكوات على فترات منتظمة تقليدًا لزخرفة واجهة القصر. إنها تمثل الزخرفة الوحيدة للنصب التذكاري ، ولم يتم اكتشاف أي ارتياح في هذا المعبد. باتباع نفس التسلسل الزمني للبناء في البداية ، تم تصميم الجزء الحميم من المعبد على مخطط بسيط إلى حد ما ، يتكون من قاعة ذات أعمدة موزعة إلى الشمال والجنوب بواسطة ممرات غرف بسيطة تستخدم كمخازن. بعد وفاة الملك ، قام مهندسو شبسسكاف بتوسيع المخطط وتطوير ومضاعفة الممرات والغرف. بعد الكارثة التي ألحقت أضرارًا جسيمة بمجمع الهرم ، تم ترميم الجزء الغربي بالكامل من المعبد ومصلى العبادة في الأسرة المصرية السادسة. ربما حدث هذا الترميم في عهد بيبي الثاني لأنه تم العثور على شاهدة تحمل اسمه في المعبد الجنائزي ، مما يدل على أنه بعد أكثر من قرن ونصف من وفاة منقرع كان معبده لا يزال قيد الاستخدام وموضوعًا لبعض الاهتمام من قبل الملوك المصريين الحاكمين. المعبد الجنائزي لهرم منقرع الطريق. من الجسر الذي يبلغ طوله ستمائة وخمسة أمتار ، لم يتبق سوى الموقع الذي ربط المعبد في وادي مجمع الهرم المصري بالمعبد الجنائزي الملحق به محيط هرم الملك. كان الوصول إلى هذا الطريق عبر بابين. وضع أحدهما في الفناء الأمامي لمعبد الوادي والثاني إلى الجنوب من الغرف الداخلية الواقعة إلى الغرب من فناء المعبد نفسه. لقد سمحوا بالوصول إلى ممر يتجاوز المعبد على جانبه الجنوبي ويلحق بالمحور المركزي للمجمع في الخلف. لذلك يمكن للمواكب أن تأخذ الجسر مباشرة لتتسلق إلى الهرم ومعبدها الجنائزي ، أو بعد أن تقوم بطقوس التطهير للقرابين في الفناء الكبير لمعبد الوادي ، تمر عبر الغرف الغربية وتأخذ الممر. عموديًا على محور المعبد ، انضم إلى الجسر قبل وقت قصير من تفرعه باتجاه الجزء الخلفي من المعبد. ربما لم يكتمل هذا الجسر أبدًا بسبب الوفاة المبكرة للملك. في الواقع ، يبدو أن كل شيء يشير من الطلاء غير المكتمل للهرم ، من خلال مرحلتي بناء المعبد الجنائزي وحالة الطريق ، إلى أن منقرع لم يكن لديه وقت لإكماله مجمع جنازته. كان شبسسكاف خليفته هو الذي تعهد بإكمال المجموعة باستخدام الطوب اللبن للجدران التي تعلو الطريق. شكل ممرًا طويلًا ، ربما كان غطاءه مصنوعًا من نفس المواد وشكل قوسًا. يؤدي الممر الطويل مباشرة إلى الفناء الكبير المكشوف للمعبد العالي ، الموضوعة في محور النصب ، مروراً بممر تشير سماكة الأساسات والممرات الأولى إلى أن هذا الجزء قد تم تصميمه لدعم قوي. جدران قادرة على دعم ألواح السقف الكبيرة. المعبد السفلي. بالنسبة للمعبد الموجود في وادي منقرع ، خطط مهندسو الملك لبناء مبنى ضخم بهندسة معمارية من الحجر الجيري والجرانيت والتي كانت تهيمن على ميناء استقبال مجمع الجنازة. وفقًا لـ فيتو ماراجيوجليو و سيليست رينالدي الذين درسوا المعبد ولاحظوا الخطة ، في المشروع الأولي افتتح المعبد ببابين جانبيين يؤديان إلى دهليز بأربعة أعمدة يسبق قاعة ذات سقف مدعوم من أعمدة ، ينفتح جانبها الجنوبي على ممر يصل إلى جسر الهرم. ثم تذكر الخطة الكلية للمعبد في وادي هرم خفرع. ومع ذلك ، مثل باقي مجمع الأهرام ، فإن المعبد في وادي منقرع بالكاد تم رسمه. لم تكن أسس وقواعد النصب قد اكتملت في وقت وفاة الملك ، ثم تم الانتهاء منها بواسطة شبسسكاف شاهدة شبسسكاف تحمل صدر مرسوم من الملك لصالح تأسيس والده ، يشهد على أنه قد شرع بالفعل في إكمال الأعمال. والتي ، كما فعل للمعبد العلوي ، عدل المخطط و تستخدم الطوب لتسريع الانتهاء. ثم قام بترحيل المدخل المؤدي إلى الطريق إلى الجنوب وخلق فناءً كبيرًا بدلاً من الغرف ذات الأعمدة. في المقدمة ، كان لديه هيكل مسبق مبني بمدخل محوري يؤدي إلى غرفة أولى بسقف مدعوم بأربعة أعمدة ، ربما من الخشب. توزع هذه الغرفة إلى الشمال والجنوب بواسطة ممران سلسلة من المتاجر تهدف إلى الاحتفاظ بعروض الطعام المقدمة للمعبد. يفتح الممر الجنوبي على الممر المؤدي إلى الجسر متجاوزًا المعبد من جانبه الجنوبي ثم الغربي. يتيح الجزء الجديد من المعبد الوصول إلى الفناء الكبير بجدران مزينة بمنافذ في الواجهة الحجرية للجدران مثل المعبد الجنائزي للملك. يسبق هذا الفناء الجزء الغربي الأخير من المعبد ، حيث ترتفع الأرضية. يتكون من مجموعة من الغرف والمصليات والمخازن المخصصة لإيواء تماثيل العبادة وجميع المعدات اللازمة لأداء القرابين والطقوس اليومية ، وهذا الجزء الحميم من الحرم له ممر آخر يربط الطريق من خلال باب ثان في الجدار الجنوبي للمعبد. يمثل معبد الوادي حالة أخيرة تنطوي على تعديلات مهمة تتعلق بالاستخدام المطول للأماكن التي ربما أصبحت مكانًا مركزيًا للعبادة في المدينة والتي تم بناؤها أسفل الهضبة لإيواء الحرف المختلفة. تجمعت من أجل مواقع البناء الملكية التي تبع بعضها البعض منذ ما يقرب من قرن في الجيزة. تم تحويل الفناء الأمامي للمعبد إلى فناء أول يقع مدخله إلى الشمال بواسطة دهليز به أربعة أعمدة تنفتح باتجاه مدينة الكهنة التي كانت قد تطورت بالقرب من قبر الملكة خنت كاوس. من المحتمل أن تكون الملكة ، زوجة شبسسكاف ، قد نفذت أيضًا أعمال معبد منقرع في نفس الوقت الذي شيدت فيه معبدها قبر. في أعقاب الأضرار الناجمة عن كارثة طبيعية في منتصف الأسرة المصرية السادسة ، أعيد بناء المعبد على مخطط أبسط ، وعزله عن باقي مقابر الملك. ثم ، شيئًا فشيئًا ، تم غزوها من قبل المساكن في الفترة الانتقالية الأولى بسبب الإعفاء من الضرائب الذي تتمتع به المناطق المقدسة منذ المملكة القديمة. يتطور تكتل كامل داخل محيط المعبد ، مع منازل ممتلئة بإحكام مع بعضها البعض ، ومرفقات بها أفران وصوامع حبوب ، وشوارع ضيقة متعرجة حتى أسفل الرواق الغربي للمعبد الذي لا يزال في النشاط لفترة من الوقت. تم التخلي عن الكل أخيرًا قبل فترة قصيرة من المملكة الوسطى وتم تسليمه إلى عمال المحاجر الذين أخذوا ، من العصور القديمة ، المواد المفضلة ، بما في ذلك الحجر الجيري أو الجرانيت ، في حين وتلاشت العناصر الخشبية على مر القرون. الأهرامات التابعة. إلى الجنوب من هرم الملك ، توجد ثلاثة أهرامات تابعة تتراصف من الشرق إلى الغرب وتم تحديدها على التوالي في مخططات المقابر G3a و G3b و G3c. لكل منهم معبد صغير للعبادة يقع على وجههم الشرقي. الهرم الأول (G3a) هو هرم أملس المنحدر من 52 درجة 15 وقاعدة من أربعة وأربعين مترا. كان يبلغ ارتفاعه في البداية أكثر من ثمانية وعشرين متراً بقليل ، وكانت وجوهه الأربعة مغطاة بواجهة من الحجر الجيري الناعم لـطرة التي تم التقاطها منذ فترة طويلة. يوجد على وجهها الشمالي مدخل يفضي إلى منحدر يؤدي بعد عبور الهبوط إلى غرفة تحت الأرض حيث تم العثور على تابوت من الجرانيت. المعبد الجنائزي الذي يمكن الوصول إليه من الركن الشمالي الغربي لمجمع الهرم الصغير يتجه من الشرق إلى الغرب. يحتوي على فناء كبير في الهواء الطلق وجزء مغطى يضم سلسلة من الغرف المخصصة للعبادة مثل المعبد الجنائزي للملك ، والذي يبدو أنه نسخة صغيرة الحجم. تم تفسير هذه المجموعة بشكل مختلف. غالبًا ما يُعتبر هرم كا من مجمع الهرم المصري من منقرع ، ولكن اكتشاف التابوت الحجري في الغرفة تحت الأرض ووجود معبد للعبادة يميل على الوجه الشرقي للهرم الصغير هي مؤشرات جادة لتحديد مكان دفن الملكة. وفقًا لـ جورج أندرو ريزنر فهو مكان دفن الملكة خعمررنبتي الثانية. ومع ذلك ، يظل الجدل حول دور هذا الهرم مفتوحًا لأن دفنًا آخر تم اكتشافه في الجيزة يُنسب إلى الملكة. الهرمان الآخران عبارة عن أهرامات متدرجة ومعابدها ، وهي أضيق بسبب المساحة الصغيرة المتاحة بين كل نصب تذكاري ، وتواجه الشمال ، باتجاه هرم الملك. لكل منها أيضًا منحدر يمكن الوصول إليه من الوجوه الشمالية للأهرامات المؤدية إلى غرف صغيرة منحوتة في الصخر. كشفت أعمال التنقيب في الهرم G3b عن تابوت تم فيه اكتشاف بقايا جثة شابة. لم يتم اكتشاف أي نقش يسمح بالتعرف على مالكه ، ومن ناحية أخرى ، تم اكتشاف علامة على أحد ألواح التغطية خرطوشة من منقرع من غرفة الدفن ، يشهد على أن بناء هذا الهرم الصغير قد بدأ بالفعل في عهد الملك وكان جزءًا لا يتجزأ من مخطط المجمع. من المؤكد أن مظهره غير المكتمل كهرم متدرج يفسر بانقطاع الأعمال عند وفاة الملك. يعتبر الهرم الثالث بالقياس أيضًا هرم ملكة غير مكتمل. ومع ذلك ، فإن استكشافه لم يسفر عن أي تابوت. من ناحية أخرى ، فإنه يمثل جانبًا أكثر تدهورًا بسبب محاولة التدمير التي بدأت أثناء الحملة الفرنسية على مصر. سعياً لدراسة بناء الأهرامات عن طريق تفكيكها ، بدأ العلماء في ذلك الوقت هذا العمل عن طريق عبور النصب التذكاري مباشرة ، على أمل عبث اكتشاف غرفه السرية. توقفت أعمال التدمير هذه مع فشل حملة نابليون بونابرت التي هزها تدخل الأتراك والإنجليز. ظل هذان الهرمان الأخيران مجهولين حتى الآن. الأهرامات الثلاثة التابعة لمنقرع العمر والموقع. تاريخ بناء الهرم غير معروف ، لأن عهد منقرع لم يتم تحديده بدقة ، ولكن من المحتمل أن يكون قد اكتمل في القرن السادس والعشرون قبل الميلاد. يقع على بعد بضع مئات من الأمتار جنوب غرب جيرانه الأكبر ، هرم خفرع والهرم الأكبر في مجمع أهرامات الجيزة. تابوت. اكتشف ريتشارد ويليام هوارد فايس في 28 يوليو 1837 في الجزء العلوي غرفة الانتظار بقايا إنسان خشبي خشبي نعش منقوش باسم منقرع ويحتوي على عظام بشرية. يعتبر هذا الآن تابوتًا بديلاً من فترة الأسرة السادسة والعشرون. حدد التأريخ بالكربون المشع على العظام أن عمرها أقل من 2000 عام ، مما يشير إلى معالجة فاشلة شائعة جدًا بقايا من موقع آخر ، أو الوصول إلى الهرم خلال العصر الروماني. في عمق الهرم ، جاء فيز على بازلت تابوت ، وصف بأنه جميل وغني بالتفاصيل مع إسقاط جريء إفريز ، والذي كان يحتوي على عظام امرأة شابة. للأسف ، يقع هذا التابوت الحجري الآن في قاع البحر الأبيض المتوسط ، بعد أن غرقت في 13 أكتوبر 1838 ، على متن السفينة "بياتريس" ، وهي تشق طريقها بين مالطا و قرطاجنة ، في الطريق إلى بريطانيا العظمى. كانت واحدة من عدد قليل من توابيت المملكة المصرية القديمة التي نجت حتى العصر الحديث. تم نقل غطاء التابوت البشري المذكور أعلاه بنجاح إلى إنجلترا ويمكن رؤيته اليوم في المتحف البريطاني. محاولة هدم. في نهاية القرن الثاني عشر حاول الملك العزيز عثمان بن يوسف نجل ووريث صلاح الدين هدم الأهرامات بدءًا من هرم منقرع. ظل العمال الذين جندوا لهدم الهرم في عملهم لمدة ثمانية أشهر، لكنهم وجدوا أن التدمير يكاد يكون باهظ التكلفة مثل البناء. يمكنهم فقط إزالة حجر أو حجرين كل يوم. استخدم البعض إسفين ورافعات لتحريك الأحجار، بينما استخدم البعض الآخر الحبال لهدمها. عندما يسقط الحجر، فإنه يدفن نفسه في الرمال، مما يتطلب جهودًا غير عادية لتحريره. استخدمت الأوتاد لتقسيم الحجارة إلى عدة قطع، واستخدمت عربة لنقلها إلى أسفل الجرف، حيث تُركت. على الرغم من جهودهم، كان العمال قادرين فقط على إتلاف الهرم إلى حد ترك جرح رأسي كبير في وجهه الشمالي. خوفو ()، هو اسم الولادة للفرعون المصري القديم، الذي حكم في عهد الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة، حوالي 2580 قبل الميلاد. يعرف بالتساوي أيضًا بالاسم الهليني خوبوس أو شوبوس . الفرعون خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة، الذي تبع الفرعون سنفرو على العرش، والمُرجح أن يكون أبيه. ومن الثابت أن أمه كانت الملكة حتب حرس الموجود قبرها في مقابر الجيزة. يُعزى إليه بناء الهرم الأكبر على هضبة الجيزة لتكون مقبرة له، أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. ولكن لم يتم توثيق جوانب أخرى كثيرة من حكمه. أرسل البعثات إلى وادي المغارة بسيناء لإحضار الفيروز. حيث وجد اسمه وصورة تمثله وهو يهوي على رأس شخص بدبوس. له تمثال وحيد عثر عليه في أبيدوس من العاج، نقش اسمه على كرسي العرش. طول التمثال خمسة سنتيمترات؛ وهو الآن بالمتحف المصري. حكم طبقاً لبردية (تورين) حوالي ثلاث وعشرين سنة. في عهده بني الهرم الأكبر في الجيزة، وكان أعلى بناء حجري في العالم حتى بناء كتدرائية في عام 1350 ووصل ارتفاعها إلى 160 متر، ولكن هرم خوفو هو أضحم مبنى من صنع الإنسان حتى الآن. أطلق على الهرم اسم (آخت خوفو) بمعنى أفق خوفو، وشيد سنة 2650 ق.م. وقد اشرف على بنائه وزيره ومساعده الأول حم إيونو أو قد تنطق "هامون "وتمثاله موجود بمتحف رومر-بيليسوس]] بهيلدسهايم بشمال ألمانيا. أسمه وألقابه بالهيروغليفية. بدأ اسم حورس لفرعون في الظهور تاريخيا قبل عصر الأسرات في مصر، وظل هو اللقب الوحيد الذي يتقلده فرعون حتى الأسرة الثانية . ثم أتت عليه ألقاب أخرى بجانبه ابتداء من الأسرة الرابعة حتى أكتملوا فكان لفرعون خمسة ألقاب يتقلدها . منذ الأسرة الرابعة أصبح فرعون يتقلد خمسة ألقاب، يتقلدها عند اعتلائه العرش. تلك الألقاب هي : الاسم الشخصي، و اسم تتويج ، اسم حورس ، و اسم ذهبي و اسم نبتي (الاسم النبتي يحمل لقب ملك مصر العليا والسفلي). أصول خوفو. من الثوابت أن أم خوفو كانت الملكة حتب حرس ، وكان يعتقد أن والده الفرعون سنفرو. وكان لسنفرو أبناء أخرين عنخ حاف (والذي قد يكون في الحقيقة أبن لخوفو) ، و نفر معات و الأمير رع حتب ؛ وهم أخوات لخوفو ولكن من أم ثانية. في أوائل القرن العشرين كان يعتقد أن خوفو كان أحد الأمراء وتزوج من عائلة سنفرو . ولكن حفريات قام بها "سيورج رايزنر" , على هضبة الجيزة في عام 1925 أدت إلى اكتشاف مقبرة حتب حرس (G 7000x) شرق هرم خوفو، ووجدت في مقبرتها الكثير من الأثاث والقوارير والقرابين والأختام . ووجدت على بعض تلك الآثار اسم الفرعون سنفرو ، كما وجد ان حتب حرس كانت تلقب " موت نسوت " بمعنى "أم الملك" . بهذا يبدو أنها كانت زوجة سنفرو، وبالتالي فكان سنفرو وحتب حرس هما أبوي خوفو. شجرة العائلة. الملك سنفرو هو أبو الفرعون خوفو، وأبو الملك سنفرو هو الفرعون زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، وأم خوفو هي الملكة حتب حرس , حيث كان لقبها "أم ملك مصر العليا والسفلى". وابن الملك خوفو الملك خفرع الذي بنى الهرم الثاني ؛ وانجب خفرع الملك منكاورع أو منقرع. مدة حكمه. تختلف التقديرات في معرفة فترة حكمه بالضبط . مخطوطات بالهيروغليفية بإسم أمير البعثة </gallery> كما ذكر اسم خوفو في [[كاب (توضيح)|الكاب]] وفي [[إلفنتين|الفنتين]] وفي نحاجر هاتنوب . وفي [[وادي حمامات]] . كذلك وجد اسم خوفو في محاجر الديوريت بالقرب من [[أبو سمبل]] وله هنا لوحتين منصوبتين. [[ملف:Khufu Wadi Maghara LEFT.png|thumb|left|270px|لوحة للملك خوفو في [[وادي مغارة|وادي المغارة]] بسيناء.]] ويبين نقش على الصخر في [[وادي مغارة|وادي المغارة]] [[شبه جزيرة سيناء|بسيناء]] تشكيلا لخوفو كحامي المناجم .وقد عثر مؤخرا في عام 2011 بالقرب من [[وادي الجرف]] على [[البحر الأحمر]] آثار ميناء، تدل المخطوطات التي وجدت على أواني فخارية هناك أنها من عهد أوائل [[الأسرة المصرية الرابعة|الأسرة الرابعة]] ، أي هناك احتمال كبير أنها أسست في عهد خوفو. كذلك تمت في عهد خوفو بعثات تجارية إلى [[فينيقيون|فينيقيا]] وكانت ترسو البعثات البحرية في [[جبيل]] ([[لبنان|بلبنان]] حاليا) . وقد عثر فيها على شقفات أواني من الألبستر وعلى بلطة من النحاس تحمل اسم الفرعون خوفو . البلاط الملكي. [[ملف:Statue-of-Hemiun.jpg|تصغير|upright|تمثال [[حم إيونو]] من [[متحف رومر-بيليزيوس]] ، [[هيلدسهايم]]، [[ألمانيا]].]] الكثير من كبار موظفي الدولة من عهد خوفو معروفون من مقابرهم في منطقة [[أهرام الجيزة|أهرامات الجيزة]]. ويعرف أيضا أن الوظائف العليا كانت مخصصة لعائلة الملك . في عهد خوفو ظهرت رتبة الوزير بالمصرية القديمة [[تياتي]] ؛ وشغلها عدد من الوزراء، منهم :عنخاف" و "خوفوخايف الأول" و "من-خايف" ، ويحتمل أيضا كان [[كا وعب]] وزيرا لخوفو. وقد ذكر اسم كواب على تمثال من [[الأسرة المصرية التاسعة عشر|الأسرة التاسعة عشر]] على أنه كان وزيرا لخوفو. في غرب الهرم الأكبر -هرم خوفو- توجد مقابر كبار رجال الدولة الذين كانوا يعملون بصفة رئيسية في أعمال الهنة والبناء، وكبار الكتاب. وكان من أكبر المهندسين الذين قاموا ببناء هرم خوفو [[حم إيونو]] الذي كان ابن أخ خوفو. وكان متقلدا في نفس الوقت أعمال "الوزير" ، كما حمل لقب "ناظر جميع أعمال فرعون" . أي أنه كان المسؤول عن يناء هرم خوفو وما يحيط به من منشآت . بجانب حم إيونو تعرف أيضا أسماء مديرون في أعمال البناء مثل [[إيونو]] ، و كاإماخ و "كا-نفر" و "وب-إم-نوفرت. لم توجد دلائل على كون هؤلاء الموظفين الكبار ينتمون إلى العائلة الملكية . صحيح أن الواحد من منهم كان يحمل لقب "ابن الملك " أو "ابنة الملك" ولكنهم كانوا لا يحملون ألقابا أخرى مثل الأمراء والأميرات . وتوجد قبورهم أيضا في منطقة مقابر الجيزة. ويبدو أن لقب "ابن فرعون" كان لقبا رمزيا لا تعني بالتمام صلة قرابة للملك. أعمال البناء. الجيــــزة. هرم خوفو. يشتهر خوفو بأنه باني الهرم الأكبر في الجيزة، وهو أعلى هرم في العالم . وقد سمى خوفو هرمه "آخت خوفو" بمعنى "أفق خوفو " . ويعتبر الهرم الأكبر أحد السبعة عجائب الدنيا في العالم القديم، وهو الوحيد الذي تبقى منها . تبلغ طول جانب الهرم الأكبر 230 متر مربع الشكل ويبلغ ارتفاعه في الأصل 147 متر . ولكن عملت عوامل التعرية وسقطت قمته فأصبح ارتفاعه حاليا نحو 10 أمتار أقل . 2قام العمال المصريون القدماء برفع بقطع ونقل ورفع 5و2 مليون من الأحجار لبنائه، يزن كل منها نحو 2 طن .وكان العمال المصريون يقطعون الحجر الجيري من محجر قريب في هضبة الجيزة . ولبناء حجرة التابوت وما لها من سقف وتسقيفات تسمى "تسقيفات خفض الضغط" فقد استخدم المصري القديم لها أحجارا من الجرانيت. ونظرا لعدم وجود جرانيت في شمال مصر فقد أحضروه من محاجر أسوان ونقلوه على نهر النيل حتى الجيزة . وكمان ذلك يتطلب عملا إداريا على أعلى المستويات ؛ إذ وجب وصول الشحنات في وقت مناسب مع أعمال الإنشاء على هضبة الجيزة. ويقدر نحو 25.000 من العمال المتخصصين كانوا يعملون في أنشاء الهرم الأكبر، وكان المديرون يوفرون لهم الطعام والشراب والملبس ولأسرهم . وكانت أسرهم تعتيش مع العمال في مدينة أنشئت خصيصا لهم، بها مطاحن ومخابز، ومعامل لصناعة البيرة والنبيذ، ومذابح لإطعام العمال وأسرهم : بل عتر أيضا في منطقة الجيزة على موميوات لعمال كانو مصابين بكسور، ولكن عولجت الكسور وطابت، مما يدل على أن العمال الذين كانوا يعملون في بناء الأهرام كانت لهم رعاية صحية تحافظ على سلامتهم وعلاجهم عند الضرورة. كانت هناك تغطية للهرم الأكبر من الأحجار الطباشيرية البيضاء التي جانت تقطع في محاجر طره . وتوجد تلك المحاجر على الضفة الشرقية من النيل، فكان لازمنا نقل تلك الأحجار لتغطية الهرم الذي يبنى على الضفة الغربية . هنا أيضا كانت عملية النقل تتم عبر النيل . الأحجار البيضاء تلك أخذت جميعها خلال العصور الوسطى واستغلت في أعمال البناء وتشييد مدينة القاهرة الشابة. يوجد على الناحية الشمالية على الهرم المدخل الأساسي للهرم، وقد بني أسفله نفق خلال القرن التاسع بعد الميلاد بأمر من الخليفة المأمون بغرض الوصول إلى داخل الهرم . يوجد في الهرم الأكبر ثلاثة حجرات : الحجرة الأولى تحت الهرم مبنية في الأرضية الصخرية، والحجرة الثانية تسمى "غرفة الملكات " وهي عالية في قلب الهرم، والحجرة الثالثة ويوجد فيها تابوت خوفو وهذه تعلو حجرة الملكات ويوصل بينهما ما يسمى "الدهليز الكبير " . يبلغ مقاييس تابوت الجرانيت 2,28 × 0,98 × 1,05 متر. حجر التابوت وغطاؤه أحضرا من أسوان ووضعا في مكانهما أثناء أعمال البناء، لأن مقاييس الأنفاق أصغر من ذلك ووزن التابوت كبير . لم يعثر على مومياء في الهرم ولا عتاد ولا أثاث . فقد سرقت ما في الهرم ربما خلال العصور الوسطى، وربما حدثت السرقة خلال العهود الفرعونية. مجمع أهرامات الجيزة. يوجد على الناحية الشرقية للهرم المعبد الجنائزي ، ولا يوجد منه الآن سوي أحجار أساس المعبد . ولم يعثر على معبد الوادي الذي كان من المفروض أن يكون على مقربة على النيل مباشرة، حيث توجد الآن قرية في الموقع المرجح لوجوده . كما تم في عهد خوفو انشاء منطقتي قبور على الناحية الشرقية والناحية الغربية . يوجد على الناحية الشرقية ثلاثة اهرامات صغيرة للملكات زوجات خوفو. الهرم الجنوبي منها (G1c) كان مخصصا "للزوجة الكبرى" واسمها "حنوتسن " ، والهرم الأوسط (G1b) لزوجته "مريتيتس" ، وكان يعتقد أن الهرم الثالث الشمالي (G1a) كان مخصصا لطقوس دينية، إلى أن اكتشف عالم الآثار الألماني "راينر ستادلمان" علاقة بينه وبين المقبرة (G 7000x) لأم خوفو الملكة حتب حرس. وهرم رابع أصغر يعتبر أن كان للطقوس الدينية في عهد خوفو. توجد على الناحية الشرقية من الهرم الأكبر أيضا عدة مصطبات كبيرة، دفن فيها أقرباء خوفو، وعلى الأخص أبنائه وزوجاتهم .وأما المصطبات في الناحية الغربية فهي أصغر، وهي تخص الموظفين الكبار في الدولة . كما وسعت المنطقتان خلال الأسرات التالية لدفن كبار الدولة . عثر بجانب الهرم على سبعة حفرات بها مراكب شمس: حفرتين على كل من الناحيتين الشرقية والجنوبية من هرم خوفو، وواحدة بالقرب من المعبد الجنائزي و اتنثين بين أهرامات الملكات. وقد تم العثور على الحفرتين الجنوبيتين لمراكب الشمسفي عام 1954 ، واحتوت كل منهما على مركب شمس كاملة ولكن مفككة. تم بعد ذلك ترميم أحدهما وأعيد تركبها وهي معروضة الآن في متحف خاص بها بجوار الهرم الأكبر. وأما الثانية فبقيت في حفرتها مغلقة وقام باحثون يابانيون بدراستها عن طريق إرسال كاميرات ووسائل إنارة وتصوير في عامي 1995 و 1996. ومن المقرر ان تستخرج تلك المركب الثانية ويعاد تركيبها (طبقا لمعلومات عام 2008) . أبو الهول. يتفق أغلب علماء الآثار على ان أبا الهول من أعمال خفرع ، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع على ذلك من العصور القديمة . ويتكيء هذا الاعتقاد أساسا على قرب أبو الهول من معبد الوادي الخاص بهرم خفرع . ولكن عالم الآثار الألماني ستادلمان فهو يجد احتمالا أن يكون أبو الهول من أعمال خوفو بناء على تشابه وجه أبا الهول ووجه التمثال الوحيد الذي عثر عليه لخوفو. ويأخذ ستادلمان في الحسبان مقارنة الذقن ورباط الرأس وشكل الثعبان الذي يزين لباس رأس خوفو بأبي الهول مباني خارج الجيزة. أعمال الإنشاء التي قام بها خوفو خارج منطقة الجيزة قليلة . فقد وجد حجر جرانيت من عهد خوفو في تيدا بالقرب من بوتو. كما وجدت لوحات أخرى له في تانيس و بوباستيس . كما يذكر أحد النقوشات من عهد البطالمة في معبد دندرة (معبد هاتور) اسم خوفو كباني لمعبد قديم في ذلك المكان ولكن لم يبقى منه أثر آخر اليوم . تماثيله. تماثيل من أبيدوس. التمثال المجسم المعروف لخوفو يبلغ ارتفاعه 5و7 سنتيمتر من سن الفيل ، وقد عثر عليه باحث الآثار الأمريكي فلندرس بيتري في عام 1903 في أبيدوس جنوب مصر . هذا التمثال الصغير معروض الآن في المتحف المصري بالقاهرة. يبين التمثال الفرعون خوفو لابسا التاج الأحمر، تاج الوجه البحري. وكانت توجد عليه خرطوش يحمل اسم خوفو، لم تعد واضحة اليوم، كما يوجد على جانب العرش اليميني الذي يجلس عليه اسم حورس لخوفو، وهذا الأسم واضحا. يختلف علماء الآثار في تقدير عمر التمثال ؛ فقد اعتبر البعض أنه من عهد الأسرة الرابعة ولكن عالم الآثار المصري زاهي حواس يقدر عمره من عهد الأسرة السادسة والعشرين. تماثيل أخرى. يقرأ كثيرا أن التمثال العاج الصغير هو التمثال الوحيد لخوفو الذي عثر عليه، ولكن هذا ليس صحيحا . والصحيح فقط هو ان هذا التمثال الصغير هو الوحيد الذي يبين خوفو بالكامل وفي ثلاثة أبعاد، والذي يتأكد به العلماء بأنه للملك خوفو. وقد عثر على عدة رؤوس تماثيل وعلى عدة قواعد تماثيل يتأكد العلماء منها انها لخوفو وعثر عليها جميعا في منطقة الجيزة. واحدة منها في المتحف المصري ب تورينو تبلغ مقاييسها 3,3 × 4,5 × 2,6 سنتيمتر، وهي من الحجر الجيري وتبين القدم اليساري لخوفو وبجانبها خرطوش يحمل جزء الاسم "...فو" . أجزاء تماثيل يعتقد أنها لخوفو توجد منتشرة في متاحف عالمية كثيرة : النوبيون أهل النوبة، من الشعوب الأصيلة في أفريقيا يسكنون منطقة تمتد على ضفتي نهر النيل أقصى شمال السودان وأقصى جنوب مصر. كان وادي الخوىّ، جنوب الشلال الثالث عبارة عن حوض قديم للنيل طوله حوالي 123 كم تقريبا إلى الشرق من مجرى النيل الحالي. فمنذ الألفية الرابعة ق.م. كان حوضاً زراعياً غنياً أدّى لظهور مجتمعات العصر الحجري الحديث. اكتشف به جبانات كانت تجسيداً على الأرض للتنظيم الاجتماعي لمجتمعاتها إبان الألفية الثالثة ق.م.، شملت الحضارة النوبية الكوشية ثلاث ممالك أولها كرمة ثم نبتة، و آخرها مروي في وادي النيل القديم. اللغة. يتحدث أهل النوبة اللغة النوبية وتنقسم إلى قسمين أساسيين لغة نوبية نيلية ولغة نوبة الجبال، وتنقسم النوبية النيلية إلى قسمين هما الكنزية/الدنقلاوية والفادجية/المحسية. ويتحدث السكان الحاليون بجانب اللغة النوبية اللغة العربية بطلاقة مع لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية بحكم اختلاطهم بالسائحين والزوار الأجانب. يتم الاحتفاظ باللغة النوبية القديمة في نحو 100 ألف من الوثائق والمخطوطات التاريخية، ومعظمها ذات طابع ديني مسيحي، في أبجدية يُعتقد أنها تألفت بالاشتراك مع مجموعة متنوعة نسبياً من الأبجدية اليونانية، مع تمديد ثلاث من القبطية، وثلاثة فريدة من نوعها للنوبية القديمة مشتقة من اللغة المروية. وتتراوح هذه الوثائق في التاريخ من القرن 8 إلى 15 الميلادي. قراهم في السودان. أولاً: منطقة دنقلا دنقلا – مقاوادا – الغدار – لتي – كدا كول – عرب حاج – أمنتاقو – ناوا – زرايب – أم كرابيج – أم عقال – تمنار – الكاسورة – الدوم – السليم – أقدي – حامد نارتي – أنقوري – إيماني – السير – الترعة - كلتوس – تبو – كدركة – دبتود – موجراب – دار العوضة – السرارية – أباتة – كمنار – كودي – دبالا – أرقو – البرقيق – رومي البكري – القولد – دمبو – شابتود – الخندق-شيخ شريف – سالي – سوري – أوربي – تيتي – الصحابة – لبب – ود نميري – أقجا – مراغة – كابتود – جرادة – الزورات – كويه – دمبو – بركية – كمنية - حفير مشو – كومي – مقاصر – بنا – إرس – موسي نارتي – مروارتي – بونارتي – آرتي قاشا – كرمة البلد – وادي خليل – كرمة النزل – ثانيًا: منطقة المحس جزيرة بدين (سلنارتي – سقدان غرب – تشي – شبة) – سقدان شرق – كبرنارتي الشرقية (مدوق) – أبوفاطمة (أشكان) – تمبس – كبدي – سميت - تنقار- ساديق – إرو – حبراب – همبكول – مسيدة – فاد – أشاو – كباجا –فقو - تولا- تاجاب – جوقل – أملي – أردوان – ملجاب – نوري – مشكيلة – أمنكنجة - فريق – جدي – سبو – كوسي كوجة – دفوي – كجبار – كدين – كدرمة – كدة موسي – مشيرفة – أقتري – دلقو – سعدفنتي – سعدكورتي – أبوساره – كويمتو – واوا – ماريابود – كوكي – الترعة – سودلي – سيسي – هندكة – قرقود – تنري – كوية – عقولة – صلب – موقة – آرتي مري – شدة - نارارتي – سروج – مقجور – توندي . ثالثاً: منطقة السكوت وحلفا عبكة - جمي - ماريا – أشيمتو – أوشبا – حميد – نلوة – نلوتى – أبوراقة - قبة سليم– إرو – صواردا – عبود – كويكة – صاي – تبج – عبري – أرنتي – عمارة -آتب– جنس – مفركة – كوشة – فركة – سركمتو – دال – كولب – عكاشة – أمبوكول – ملك الناصر – دويشات – أتيري – سمنا – صرص – مرشد – أمكي. مجراب – دغيم – عنقاش – أرقين – حلفا – دبروسة – إشكيت – دبيرة – سيرينمتو – سيرينتنو – فرص. تواجدهم في مصر. تنقسم بلاد النوبة في مصر إلى ثلاث مناطق. منطقة الكنوز. قرشة - المضيق تنقسم لجزئين (كنوز - عرب ) من ناحية الشرق لطريق أسوان والسكة الحديد مرواو - ماريا - جرف حسين - كلابشة - أبوهور - المحرقة – السيالة - كشتمنة شرق (باشا) - كشتمنة غرب (باشا) - الدكة - دهميت - أمبركاب - دابود ومن ناحية الغرب لطريق أسوان والسكة الحديد قرشة - العلاقي - قورتة ثاني - قورتة أول - قورتة ثالث من ناحية الشرق لطريق أسوان والسكة الحديد . - منطقة العرب جزء من المضيق - وادي العرب - كروسكو -سنقاري السبوع - شاترومة - المالكي، من ناحية الشرق لطريق أسوان والسكة الحديد . منطقة التهجير الفديجات. الديوان - الدر وتنقالة - إبريم - قتة - الجنينة والشباك - مصمص - عنيبة - أرمنا - توشكي غرب - توشكي شرق - أبو سمبل - قسطل - بلانة أول - بلانة ثاني - بلانة ثالث - أدندان - توماس وعافية - من ناحية الشرق لطريق أسوان والسكة الحديد دار السلام بها خليط من الكنوز والفديجات شرق طريق أسوان الطويسة أغلب سكانها من دابود الحربياب ناحية الغرب لطريق أسوان. دارو الكنوز بها مجموعة من الكنوز ناحية الغرب لطريق أسوان أبو الريش بها مجموعة من الكنوز من ناحية الشرق لطريق أسوان الفوازة بها مجموعة نوبية هاجرت مع تعلية الخزان عام 1933م نجع أبو ضافر بأدفو بها فرع من قبيلة الحقناب الكنزية من قرشة غرب طريق أسوان والسكة الحديد . منطقة أسوان. قرية غرب أسوان وهي تعتبر أكبر قرية نوبية -الشلال - جزيرة أسوان (سوان آرتي)- عزبة العسكر والمساهمة - تنقار - جبل تقوق - بربر - المحتى - عزبة المنشية - جزيرة سهيل - غرب سهيل -خزان غرب- جزيرة هيسا - منشية النوبة- البيجه- عزبة الحدود- عزبة الدابودية - الكرور - أراشكول - الطيباب - المسي تود-والمناطق التي بها تجمعات نوبية مثل الحصايا- الجُزْيَّرة - جزيرة عواض - الشيخ هارون ـ السيل - الخزان- كيما-المحمودية - الصداقة. المناطق السكانية الواقعة في التقسيم الإداري السوداني. وادي حلفا. وادي حلفا أو حلفا القديمة وتقع في أقصى شمال السودان بالولاية الشمالية وهي من المدن القديمة وكانت مركز القوات الإنجليزية في السودان في فترة الاحتلال. ويتكلم أهلها اللغة النوبية وربما هذا هو تسميتها بحلفا التي تطلق على أسماء مدن عدة لدى الأمازيغ في شمال أفريقيا كما هو الحال بالنسبة لحي الحلفاوين في تونس مثلاً. كانت تزخر بالعديد من الآثار النوبية والفرعونية الهامة إلى أن تم إغراقها في مياه بحيرة السد العالي وتم نقل أهم آثارها إلى أبو سمبل ومتحف السودان القومي وهي معابد بوهين وسمنة شرق وسمنة غرب وكاتدرائية فرس. وتمتد حدودها الإدارية جنوبا حتى قرى دال وسركمتو في أقصى شمال السكوت. منطقة السكوت. السكوت مسمى نوبي ينطق (بكسر السين وسكون الكاف وضم الواو)، لمنطقة كبيرة تقع جنوب وادي حلفا وتمتد إلى مناطق المحس جنوبا به العديد من المعالم التاريخية القديمة والحديثة نسبيا وبه بعض الآثار الإسلامية، المدينة الوحيدة هي مدينة عبري ويوجد بالمنطقة أيضا مسجدي سيدي عكاشة وقبة الشيخ إدريس، ويتكلم سكان تلك المناطق اللغة النوبية المطابقة تقريبا للغة سكان حلفا. المحس. المحس من القبائل السودانية النوبية الكبيرة ويقطنون ديار المحس، وغالب ولايات السودان كالولاية الشمالية ونهر النيل وولاية الجزيرة والخرطوم والنيل الأبيض وأرجاء من البطانة وكسلا والبحر الأحمر والقضارف وكردفان وسكن المحس منذ القرن الخامس عشر جزيرة توتي الكبرى بولاية الخرطوم. وقد اشتهر المحس بنشر العلم الإسلامي والقرآن الكريم واشتهر شيوخهم أيام دولة الفونج ومنهم: إدريس ود الأرباب وأرباب العقائد الخشن، وخوجلي أبو الجاز، وإمام أبو جنزير. دنقلا. اللفظ دُنْقُلا مشتق من الدنقل (بضم حرف الدال وتسكين النون ورفع القاف) وهو الطوب الأحمر باللغات النوبية، وسميت كذلك لأن مبانيها كانت تبنى من الطوب الأحمر على خلاف ما جاورها من أمصار مشيدة بالطوب اللبن -الطوب النيء (أي طوب الطين المجفف بالشمس قبل حرقه) وهناك من يقول بأن دنقلا كلمة نوبية تتكون من مقطعين هما «دونقي» أي المال، و«لا» (النافية) أي انعدام المال، وبذلك يشير لفظ دنقي–لا إلى مكان «بلا مال». ثمة رواية ثالثة تذهب إلى أن الكلمة مركبة من لفظين هما «دا» بمعنى دار و«قُل» (بضم القاف) بمعنى قلب، أو مركز فيكون معنى الاسم «قلب الديار». وتنسب رواية رابعة الاسم إلى ملك نوبي حكم المنطقة يسمى دنقل. وتطلق الكلمة أيضاً على كل ما هو قوي وصلب ولهذا ينسب البعض اسم المدينة إلى صفة ملكها الدنقل أو، دو- إن - قل بالنوبية أي القوي المقيم في قلعة كبيرة على النيل، بل أن البعض يرى بأن دونقلا هو تحريف لكلمة دور القلاع (أو دار القلعة) نسبة إلى قلعة كبيرة في المكان كانت مطلة على النيل.