محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا قوللي الألباني (بالتركية العثمانية: ؛ وبالتركية الحديثة: Kavalalı Mehmet Ali Paşa؛ وبالألبانية: Mehmet Ali Pasha)، الملقب بالعزيز أو عزيز مصر، هو مؤسس الأسرة العلوية وحاكم مصر ما بين عامي 1805 إلى 1848، ويشيع وصفه بأنه "مؤسس مصر الحديثة" وهي مقولة كان هو نفسه أول من روج لها واستمرت بعده بشكل منظم وملفت. استطاع أن يعتلي عرش مصر عام 1805 بعد أن بايعه أعيان البلاد ليكون واليًا عليها، بعد أن ثار الشعب على سلفه خورشيد باشا، ومكّنه ذكاؤه واستغلاله للظروف المحيطة به من أن يستمر في حكم مصر لكل تلك الفترة، ليكسر بذلك العادة العثمانية التي كانت لا تترك واليًا على مصر لأكثر من عامين. خاض محمد علي في بداية فترة حكمه حربًا داخلية ضد المماليك والإنجليز إلى أن خضعت له مصر بالكليّة، ثم خاض حروبًا بالوكالة عن الدولة العثمانية في جزيرة العرب ضد الوهابيين وضد الثوار اليونانيين الثائرين على الحكم العثماني في المورة، كما وسع دولته جنوبًا بضمه للسودان. وبعد ذلك تحول لمهاجمة الدولة العثمانية حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقط الدولة العثمانية، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي أوقفت محمد علي وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها. خلال فترة حكم محمد علي، استطاع أن ينهض بمصر عسكريًا وتعليميًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا، مما جعل من مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة، إلا أن حالتها تلك لم تستمر بسبب ضعف خلفائه وتفريطهم في ما حققه من مكاسب بالتدريج إلى أن سقطت دولته في 18 يونيو سنة 1953 م، بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر. نشأته وقدومه إلى مصر. ولد في مدينة قولة التابعة لمحافظة مقدونيا شمال اليونان عام 1769، لأسرة ألبانية. كان أبوه "إبراهيم آغا" رئيس الحرس المنوط بخفارة الطريق ببلده، وقيل أن أباه كان تاجر تبغ. كان لوالده سبعة عشر ولدًا لم يعش منهم سواه، وقد مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه "طوسون"، الذي مات أيضًا، فكفله حاكم قولة وصديق والده "الشوربجي إسماعيل" الذي أدرجه في سلك الجندية، فأبدى شجاعة وحسن نظر، فقربه الحاكم وزوجه من امرأة غنية وجميلة تدعى "أمينة هانم"، كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل ومن الإناث أنجبت له ابنتين. وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيش إلى مصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة الذي لم تكد تصل كتيبته ميناء أبو قير في مصر في ربيع عام 1801، حتى قرر أن يعود إلى بلده فأصبح هو قائد الكتيبة. ووفقًا لكثير ممن عاصروه، لم يكن يجيد سوى اللغة الألبانية، وإن كان قادرًا على التحدث بالتركية. بعد فشل الحملة الفرنسية على مصر، وانسحابها عام 1801، تحت ضغط الهجوم الإنجليزي على الثغور المصرية، الذي تواكب مع الزحف العثماني على بلاد الشام، إضافة إلى اضطراب الأوضاع في أوروبا في ذلك الوقت. شجع ذلك المماليك على العودة إلى ساحة الأحداث في مصر، إلا أنهم انقسموا إلى فريقين أحدهما إلى جانب القوات العثمانية العائدة لمصر بقيادة إبراهيم بك الكبير والآخر إلى جانب الإنجليز بقيادة محمد بك الألفي. ولم يمض وقت طويل حتى انسحب الإنجليز من مصر وفق معاهدة أميان. أفضى ذلك إلى فترة من الفوضى نتيجة الصراع بين العثمانيين الراغبين في أن يكون لهم سلطة فعلية لا شكلية على مصر، وعدم العودة للحالة التي كان عليها حكم مصر في أيدي المماليك، وبين المماليك الذين رأوا في ذلك سلبًا لحق أصيل من حقوقهم. شمل ذلك الصراع مجموعة من المؤامرات والاغتيالات في صفوف الطرفين، راح ضحيتها أكثر من والٍ من الولاة العثمانيين. خلال هذه الفترة من الفوضى، استخدم محمد علي قواته الألبانية للوقيعة بين الطرفين، وإيجاد مكان له على مسرح الأحداث، كما أظهر محمد علي التودد إلى كبار رجالات المصريين وعلمائهم ومجالستهم والصلاة ورائهم، وإظهار العطف والرعاية لمتاعب الشعب المصري وآلامه، مما أكسبه أيضًا ود المصريين. وفي مارس 1804، تم تعيين والٍ عثماني جديد يدعى "أحمد خورشيد باشا"، الذي استشعر خطورة محمد علي وفرقته الألبانية الذي استطاع أن يستفيد من الأحداث الجارية والصراع العثماني المملوكي، فتمكن من إجلاء المماليك إلى خارج القاهرة، فطلب من محمد علي بالتوجه إلى الصعيد لقتال المماليك، وأرسل إلى الآستانة طالبًا بأن تمده بجيش من "الدلاة". وما أن وصل هذا الجيش حتى عاث في القاهرة فسادًا مستوليا على الأموال والأمتعة ومعتديا على الأعراض، مما أثار غضب الشعب، وطالب زعماؤه الوالي خورشيد باشا بكبح جماح تلك القوات، إلا أنه فشل في ذلك، مما أشعل ثورة الشعب التي أدت إلى عزل الوالي، واختار زعماء الشعب بقيادة عمر مكرم -نقيب الأشراف- محمد علي ليجلس محله. وفي 9 يوليو 1805، وأمام حكم الأمر الواقع، أصدر السلطان العثماني سليم الثالث فرمانًا سلطانيًا بعزل خورشيد باشا من ولاية مصر، وتولية محمد علي على مصر. تولي العرش. خطر الألفي. بعد أن بايعه أعيان الشعب في دار المحكمة ليكون واليًا على مصر في 17 مايو سنة 1805م والذي أقره فيها الفرمان السلطاني الصادر في 9 يوليو من نفس العام، كان على محمد علي أن يواجه الخطر الأكبر المحدق به، ألا وهو المماليك بزعامة محمد بك الألفي الذي كان المفضل لدى الإنجليز منذ أن ساندهم عندما أخرجوا الفرنسيين من مصر. ولم يمض سوى 3 أشهر حتى قرر المماليك مهاجمة القاهرة، وراسلوا بعض رؤساء الجند لينضموا إليهم عند مهاجمة المدينة. علم محمد علي بما يدبر له، فطالب من رؤساء الجند مجاراتهم واستدراجهم لدخول المدينة. وفي يوم الاحتفال بوفاء النيل عام 1805، هاجم ألف من المماليك القاهرة، ليقعوا في الفخ الذي نصبه محمد علي لهم، وأوقع بهم خسائر فادحة، مما اضطرهم للانسحاب. حينئذ، استغل محمد علي الفرصة، وطاردهم حتى أجلاهم عن الجيزة، فتقهقروا إلى الصعيد الذي كان ما زال في أيديهم. وفي أوائل عام 1806م، أنفذ محمد علي جيشًا لمحاربة المماليك في الصعيد بقيادة حسن باشا قائد الفرقة الألبانية، الذي اشتبك مع قوات محمد بك الألفي الأكثر عددًا في الفيوم، وانهزمت قوات محمد علي مما أدى إلى انسحابها إلى جنوب الجيزة، ثم فرّت جنوبًا إلى بني سويف من أمام قوات محمد بك الألفي الزاحفة نحو الجيزة. تزامن ذلك مع زحف قوات إبراهيم بك الكبير وعثمان بك البرديسي من أسيوط لاحتلال المنيا، التي كانت بها حامية تابعة لمحمد علي، إلا أن قوات حسن باشا دعّمت الحامية وأوقفت زحف قوات المماليك إلى المنيا. في تلك الأثناء، صدر فرمان سلطاني بعزل محمد علي من ولاية مصر، وتوليته ولاية سلانيك. أظهر محمد على الامتثال للأمر واستعداده للرحيل، إلا أنه تحجج بأن الجند يرفضون رحيله قبل سداد الرواتب المتأخرة. وفي الوقت نفسه، لجأ إلى عمر مكرم نقيب الأشراف الذي كان له دور في توليته الحكم ليشفع له عند السلطان لإيقاف الفرمان. فأرسل علماء مصر وأشرافها رسالة للسلطان، يذكرون فيها محاسن محمد علي وما كان له من يد في دحر المماليك، ويلتمسون منه إبقائه واليًا على مصر. فقبلت الآستانة ذلك على أن يؤدي محمد علي 4,000 كيس، ويرسل ابنه إبراهيم رهينة في الآستانة إلى أن يدفع هذا الفرض. بعد أن توجه محمد بك الألفي إلى الجيزة، لم يهاجم القاهرة وإنما توجه إلى دمنهور بناءً على اتفاق سري بينه وبين حلفائه الإنجليز، ليتخذها مركزًا لتجميع قواته، فحاصرها إلا أن أهالي المدينة وحاميتها استبسلوا في الدفاع عنها. وعندما بلغ محمد علي أنباء حصار دمنهور، أرسل جزءًا من جيشه لمواجهة قوات محمد بك الألفي، فوصلت إلى الرحمانية في أواخر شهر يوليو من عام 1806، واشتبكوا مع قوات الألفي بالنجيلة وهي قرية بالقرب من الرحمانية، وتعرض جيش محمد علي للمرة الثانية للهزيمة، وانسحبوا إلى منوف. عاد الألفي لحصار دمنهور، إلا أنه لم يبلغ منها منالاً، فقد طال الحصار فتألّب عليه جنوده متذمرين، مما اضطره لفك الحصار والانسحاب إلى الصعيد. وسرعان ما جاءت محمد علي أنباء وفاة عثمان بك البرديسي أحد أمراء مماليك الصعيد، ثم أنباء وفاة الألفي أثناء انسحابه، فاغتبط لذلك. سرعان ما جرد جيشًا وتولى قيادته لمحاربة المماليك في الصعيد. استطاع جيش محمد علي أن يهزم المماليك في أسيوط، ويجليهم عنها، واتخذ منها مقرًا لمعسكره حيث جاءته أنباء الحملة الإنجليزية. حملة فريزر. في إطار الحرب الإنجليزية العثمانية، وجهت إنجلترا حملة من 5,000 جندي بقيادة الفريق أول فريزر، لاحتلال الإسكندرية لتأمين قاعدة عمليات ضد الدولة العثمانية في البحر المتوسط، كجزء من إستراتيجية أكبر ضد التحالف الفرنسي العثماني. أنزلت الحملة جنودها في شاطئ العجمي في 17 مارس سنة 1807، ثم زحفت القوات لاحتلال الإسكندرية، التي سلمها محافظ المدينة "أمين آغا" إلى القوات البريطانية دون مقاومة، فدخلوها في 21 مارس. وهناك بلغتهم أنباء وفاة حليفهم الألفي، فأرسل فريزر إلى خلفاء الألفي في قيادة المماليك ليوافوه بقواتهم إلى الإسكندرية. وفي الوقت ذاته، راسلهم محمد علي ليهادنهم، إلا أنهم خشوا أن يتهموا بالخيانة، فقرروا الانضمام لقوات محمد علي، وإن كانوا يضمرون أن يسوّفوا حتى تتضح نتائج الحملة ليقرروا مع من ينضموا. قرر فريزر احتلال رشيد والرحمانية، لقطع طريق التعزيزات التي قد تأتي إلى المدينة عبر نهر النيل. وفي 31 مارس، أرسل فريزر 1,500 جندي بقيادة اللواء "باتريك ويشوب" لاحتلال رشيد، فاتّفقت حامية المدينة بقيادة "علي بك السلانكلي" والأهالي على استدراج الإنجليز لدخول المدينة دون مقاومة، حتى ما أن دخلوا شوارعها الضيقة، حتى انهالت النار عليهم من الشبابيك وأسقف المنازل، وانسحب من نجا منهم إلى أبو قير والإسكندرية، بعد أن خسر الإنجليز في تلك الواقعة نحو 185 قتيل و300 جريح، إضافة إلى عدد من الأسرى. أرسلت الحامية الأسرى ورؤوس القتلى إلى القاهرة، وهو ما قوبل باحتفال كبير في القاهرة. ولأهمية المدينة، أرسل فريزر في 3 أبريل جيشًا آخر قوامه 2,500 جندي بقيادة الفريق أول ويليام ستيوارت، ليستأنف الزحف على المدينة، فضرب عليها في 7 أبريل حصارًا وضربها بالمدافع، وأرسل ستيوارت قوة فاحتلت قرية "الحمّاد" لتطويق رشيد، ومنع وصول الإمدادات للمدينة. وفي 12 أبريل، عاد محمد علي من الصعيد، واطلع على الأخبار وقرر إرسال جيش من 4,000 من المشاة و1,500 من الفرسان بقيادة نائبه "طبوز أوغلي"، لقتال الإنجليز. صمدت المدينة لمدة 13 يومًا، حتى وصل الجيش المصري في 20 أبريل، مما اضطر ستيوارت إلى الانسحاب. كما أرسل رسولاً إلى النقيب "ماكلويد" قائد القوة التي احتلّت الحمّاد يأمره بالانسحاب، إلا أنه لم يتمكن من الوصول. وفي اليوم التالي، حوصرت القوة المؤلفة من 733 جنديًا في الحمّاد. بعد مقاومة عنيفة، وقعت القوة بين قتيل وأسير. فعاد ستيوارت إلى الإسكندرية ببقية قواته، بعد أن فقد أكثر من 900 من رجاله بين قتيل وجريح وأسير. تابعت قوات محمد علي زحفها نحو الإسكندرية، وحاصروها. وفي 14 سبتمبر سنة 1807، تم عقد صلح بعد مفاوضات بين الطرفين، نص على وقف القتال في غضون 10 أيام، وإطلاق الأسرى الإنجليز، على أن تخلي القوات الإنجليزية المدينة، والتي رحلت إلى صقلية في 25 سبتمبر. وبذلك تخلص محمد علي من واحد من أكبر المخاطر التي كادت تطيح بحكمه في بدايته. التخلص من الزعامة الشعبية. على الرغم من المساعدات التي قدمتها الزعامة الشعبية بقيادة نقيب الأشراف عمر مكرم، لمحمد علي بدءً بالمناداة به واليًا، ثم التشفع له عند السلطان لإبقائه واليًا على مصر. وبالرغم من الوعود والمنهج الذي اتبعه محمد علي في بداية فترة حكمه مع الزعماء الشعبيين، بوعده بالحكم بالعدل ورضائه بأن تكون لهم سلطة رقابية عليه، إلا أن ذلك لم يدم. بمجرد أن بدء الوضع في الاستقرار النسبي داخليًا، بالتخلص من الألفي وفشل حملة فريزر وهزيمة المماليك وإقصائهم إلى جنوب الصعيد، حتى وجد محمد علي أنه لن تطلق يده في الحكم، حتى يزيح الزعماء الشعبيين. تزامن ذلك مع انقسام علماء الأزهر حول مسألة من يتولى الإشراف على أوقاف الأزهر بين مؤيدي الشيخ عبد الله الشرقاوي ومؤيدي الشيخ "محمد الأمير". وفي شهر يونيو من عام 1809، فرض محمد علي ضرائب جديدة على الشعب، فهاج الناس ولجأوا إلى عمر مكرم الذي وقف إلى جوار الشعب وتوعد بتحريك الشعب إلى ثورة عارمة ونقل الوشاة الأمر إلى محمد علي. استغل محمد علي محاولة عدد من المشايخ والعلماء للتقرب منه وغيرة بعض الأعيان من منزلة عمر مكرم بين الشعب كالشيخ محمد المهدي والشيخ محمد الدواخلي، فاستمالهم محمد علي بالمال ليوقعا بعمر مكرم. وكان محمد علي قد أعد حسابًا ليرسله إلى الدولة العثمانية يشتمل علي أوجه الصرف، ويثبت أنه صرف مبالغ معينة جباها من البلاد بناء علي أوامر قديمة وأراد يبرهن علي صدق رسالته، فطلب من زعماء المصريين أن يوقعوا علي ذلك الحساب كشهادة منهم على صدق ما جاء به. إلا أن عمر مكرم امتنع عن التوقيع وشكك في محتوياته. فأرسل يستدعي عمر مكرم إلى مقابلته، فامتنع عمر مكرم، قائلاً "إن كان ولا بد، فاجتمع به في بيت السادات." وجد محمد علي في ذلك إهانة له، فجمع جمعًا من العلماء والزعماء، وأعلن خلع عمر مكرم من نقابة الأشراف وتعيين الشيخ السادات، معللاً السبب أنه أدخل في دفتر الأشراف بعض الأقباط واليهود نظير بعض المال، وأنه كان متواطئًا مع المماليك حين هاجموا القاهرة يوم وفاء النيل عام 1805، ثم أمر بنفيه من القاهرة إلى دمياط. وبنفي عمر مكرم اختفت الزعامة الشعبية الحقيقية من الساحة السياسية، وحل محله مجموعة من المشايخ الذين كان محمد علي قادرًا على السيطرة عليهم إما بالمال أو بالاستقطاعات، وهم الذين سماهم الجبرتي "مشايخ الوقت". مذبحة القلعة. بالرغم من أن محمد علي استطاع هزيمة المماليك، وإبعادهم إلى جنوب الصعيد. إلا أنه ظل متوجسًا من خطورتهم، لذا لجأ إلى إستراتيجية بديلة وهي التظاهر بالمصالحة واستمالتهم بإغداق المال والمناصب والاستقطاعات عليهم، حتى يستدرجهم للعودة إلى القاهرة. كان ذلك بمثابة الطعم الذي ابتلعه الجانب الأكبر من المماليك، الذين استجابوا للدعوة مفضلين حياة الرغد والترف على الحياة القاسية والمطاردة من قبل محمد علي. إلا أن بعض زعماء المماليك مثل إبراهيم بك الكبير وعثمان بك حسن ورجالهم، لم يطمئنوا إلى هذا العرض، وفضلوا أن يبقوا في الصعيد. في ديسمبر من عام 1807، تلقّى محمد علي أمرًا سلطانيًا من السلطان العثماني مصطفى الرابع، بتجريد حملة لمحاربة الوهابيين الذين سيطروا على الحجاز، مما أفقد العثمانيين السيطرة على الحرمين الشريفين، وبالتالي هدد السلطة الدينية للعثمانيين. إلا أن محمد علي ظل يتحجج بعدم استقرار الأوضاع الداخلية في مصر، بسبب حروبه المستمرة مع المماليك. لكن بعد تظاهره بالمصالحة مع المماليك، لم يبق أمام محمد علي ما يمنعه من تجريد تلك الحملة، لذا قرر محمد علي أن يجرّد حملة بقيادة ابنه أحمد طوسون لقتال الوهابيين. كان في تجريد تلك الحملة ورحيل جزء كبير من قوات محمد علي خطر كبير على استقرار أوضاعه في مصر، فوجود المماليك بالقرب من القاهرة، قد يشجعهم على استغلال الفرصة لينقضوا على محمد علي وقواته. لذا لجأ محمد علي إلى الحيلة، فأعلن محمد على عن احتفال في القلعة بمناسبة إلباس ابنه طوسون خلعة قيادة الحملة على الوهابيين، وحدد له الأول من مارس سنة 1811، وأرسل يدعو الأعيان والعلماء والمماليك لحضور الاحتفال. لبى المماليك الدعوة، وما أن انتهى الاحتفال حتى دعاهم محمد علي إلى السير في موكب ابنه. تم الترتيب لجعل مكانهم في وسط الركب، وما أن وصل المماليك إلى طريق صخري منحدر يؤدي إلى باب العزب المقرر أن تخرج منه الحملة، حتى أغلق الباب فتكدست خيولهم بفعل الانحدار، ثم فوجئوا بسيل من الرصاص انطلق من الصخور على جانبي الطريق ومن خلفهم يستهدفهم. راح ضحية تلك المذبحة المعروفة بمذبحة القلعة كل من حضر من المماليك، وعددهم 470 مملوك، ولم ينج من المذبحة سوى مملوك واحد يدعى "أمين بك"، الذي استطاع أن يقفز من فوق سور القلعة. بعد ذلك أسرع الجنود بمهاجمة بيوت المماليك، والإجهاز على من بقي منهم، وسلب ونهب بيوتهم، بل امتد السلب والنهب إلى البيوت المجاورة، ولم تتوقف تلك الأعمال إلا بنزول محمد علي وكبار رجاله وأولاده في اليوم التالي، وقد قُدّر عدد من قتلوا في تلك الأحداث نحو 1000 مملوك. تعرض محمد علي للعديد من الانتقادات من المؤرخين الغربيين بسبب غدره بالمماليك في تلك المذبحة، بينما عدها البعض مثل محمد فريد إحدى أفعال محمد علي الحسنة التي خلّص بها مصر من شر المماليك. بتخلص محمد علي من معظم المماليك، انسحب المماليك الذين بقوا في الصعيد إلى دنقلة، وبذلك أصبح لمحمد علي كامل السيطرة على مصر. فترة خدمة السلطنة. الحرب الوهابية العثمانية. ظهر عجز الدولة العثمانية، منذ أوائل القرن التاسع عشر، في إخماد الثورات التي قامت في وجهها، فاستنجدت بولاتها لإخمادها، ومن هذه الثورات التي أقضّت مضاجع الدولة: الثورة اليونانية والحركة الوهّابية في شبه الجزيرة العربية. حقّقت الدعوة الوهّابية نجاحًا في نجد، واحتضنها أمير الدرعية محمد بن سعود بن محمد آل مقرن، وتجاوزتها إلى بعض أنحاء الحجاز واليمن وعسير وأطراف العراق والشام، واستولى الوهابيون على مكة والطائف والمدينة المنورة، حتى بدا خطرها واضحًا على الوجود العثماني في أماكن انتشارها، بل في المشرق العربي والعالم الإسلامي، وأدّت دورًا هامًا في تطور الفكر الإسلامي الحديث، حيث تُعدّ أول حركة إصلاحية سلفية في العصر الحديث، كما أنها أولى الحركات الإصلاحية التجديدية التي ظهرت في الدولة العثمانية. وشعرت الدولة العثمانية بخطورة تلك الحركة، وأدركت أن نجاحها سوف يؤدي إلى فصل الحجاز وخروجه من يدها، وبالتالي خروج الحرمين الشريفين، ما يفقدها الزعامة التي تتمتع بها في العالم الإسلامي بحكم إشرافها على هذين الحرمين، في وقت كانت قد بدأت تسعى فيه إلى التغلب على عوامل الضعف الداخلية، وتقوية الصلات بينها وبين أنحاء العالم الإسلامي بوصفها مركز الخلافة الإسلامية. شكّلت كل هذه العوامل حافزًا للدولة العثمانية للوقوف في وجه الدعوة الوهّابية ومواجهتها للحد من انتشارها، فحاولت في بادئ الأمر عن طريق ولاة بغداد ودمشق لكنها فشلت، فوقع اختيارها على محمد علي باشا، فأعدّ هذا حملة عسكرية بقيادة ابنه أحمد طوسون دخلت ينبع وبدر، إلا أنها انهزمت في معركة وادي الصفراء. لم يستثمر الوهّابيون انتصارهم في الصفراء، وقبعوا في معاقلهم، ما أعطى طوسون الفرصة لإعادة تنظيم صفوف قواته، كما طلب إمدادات من القاهرة، وأخذ يستميل القبائل الضاربة بين ينبع والمدينة المنورة بالمال والهدايا، ونجح في سياسته هذه التي مهّدت له السبيل لاستعادة المدينة المنورة ومكة والطائف، لكن الوهّابيين عادوا وانتصروا في تَرَبة والحناكية وقطعوا طرق المواصلات بين مكة والمدينة، وانتشرت الأمراض في صفوف الجيش المصري، وأصاب الجنود الإعياء نتيجة شدة القيظ وقلة المؤونة والماء، ما زاد موقف طوسون حرجًا، فرأى بعد تلك الخسائر، أن يلزم خطة الدفاع، وأرسل إلى والده يطلب المساعدة. قرر محمد علي باشا أن يسير بنفسه إلى الحجاز لمتابعة القتال والقضاء على الوهّابيين، وبسط نفوذ مصر في شبه الجزيرة العربية، فغادر مصر، في 26 أغسطس سنة 1812م، الموافق فيه 17 شعبان سنة 1227هـ، على رأس جيش آخر ونزل في جدة ثم غادرها إلى مكة وهاجم معاقل الوهّابيين، إلا أنه فشل في توسيع رقعة انتشاره، فأخلى القنفذة بعد أن كان قد دخلها، وانهزم ابنه طوسون في تَرَبة مرة أخرى. كان من الطبيعي بعد هذه الهزائم المتكررة ومناوشات الوهّابيين المستمرة لوحدات الجيش المصري، أن يطلب محمد علي باشا المدد من مصر، ولمّا وصلت المساعدات، وفيما كان يتأهب للزحف توفي خصمه سعود في 27 أبريل سنة 1814م، الموافق فيه 6 جمادى الأولى سنة 1229هـ، وخلفه في الإمارة ابنه عبد الله. ويبدو أن هذا الأمير لم يملك قدرات عسكرية تُمكنه من درء الخطر المصري ما أدى إلى تداعي الجبهة الوهّابية، فصبّت هذه الحادثة في مصلحة محمد علي باشا الذي تمكّن من التغلب على جيش وهّابي في بسل، وسيطر على تَرَبة ودخل ميناء القنفذة، في حين سيطر طوسون على القسم الشمالي من نجد. عند هذه المرحلة من تطوّر المشكلة الوهّابية، اضطر محمد علي باشا أن يغادر شبه الجزيرة العربية ويعود إلى مصر للقضاء على حركة تمرد استهدفت حكمه، وبعد القضاء على هذه الحركة استأنف حربه ضدّ الوهّابيين، فأرسل حملة عسكرية أخرى إلى شبه الجزيرة بقيادة ابنه إبراهيم باشا في 5 سبتمبر سنة 1816م، الموافق فيه 12 شوّال سنة 1231هـ. تمكّن إبراهيم باشا، بعد اصطدامات ضارية مع الوهّابيين، من الوصول إلى الدرعية وحاصرها، فاضطر عبد الله بن سعود إلى فتح باب المفاوضات، واتفق الطرفان على تسليم الدرعية إلى الجيش المصري، شرط عدم تعرضه للأهالي، وأن يُسافر عبد الله بن سعود إلى الآستانة لتقديم الولاء للسلطان، وأن يردّ الوهّابيون الكوكب الدري، وما بقي بحوزتهم من التحف والمجوهرات التي أخذوها حين استولوا على المدينة المنورة. وعمد إبراهيم باشا، بعد تسلمه الدرعية، إلى هدمها. وهكذا انتهت الحرب الوهّابية التي خاضها الجيش المصري في شبه الجزيرة العربية، وعاد إبراهيم باشا إلى مصر. ضم السودان. كانت الحملة التالية في حملات محمد علي هي الحملة التي جردها لضمّ السودان. كانت أهداف محمد علي غير المعلنة من تلك الحملة السعي وراء الذهب والماس الذي تناقل الناس أنه موجود في أصقاع السودان وخاصة سنار، ولاتخاذ جنود سودانيين في الجيش النظامي المصري لما عرف عنهم من صبر وشجاعة وطاعة، والتخلص من بقية جنود الفرق غير النظامية في الجيش المصري التي كانت تثير القلاقل ومصدر متاعب لمحمد علي. أما السبب الظاهري لتلك الحملة، فكان القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا إلى دنقلة. انطلقت الحملة المؤلفة من 4,000 جندي في مراكب نيلية في 20 يوليو سنة 1820، بقيادة إسماعيل باشا ثالث أبناء محمد علي. سارت الحملة جنوبًا، فانحدرت من أسوان إلى وادي حلفا إلى دنقلة، حيث واجهت المماليك وهزمتهم دون مقاومة تذكر. وفي 4 نوفمبر من نفس العام، واجهت جمعًا من السودانيين بأسلحة بدائية وهزمهم في كورتي. ثم واصل الجيش المصري الزحف، فاستولى على بربر في 10 مارس سنة 1821، ثم شندي الذي أعلن ملكها نمر استسلامه أمام الجيش الزاحف، ثم استولوا بعد ذلك على أم درمان، فاجتازوها وبالقرب منها أسسوا مدينة الخرطوم لتكون قاعدة عسكرية للقوات المصرية. وجه بعد ذلك إسماعيل باشا نسيبه محمد بك الدفتردار في حملة لضم كردفان. وفي شهر أبريل من عام 1821، اشتبكت قوات الدفتردار مع قوات محمد الفضل سلطان كردفان في بارا، فانتصر الدفتردار ودخل مدينة الأبيض، ليضم بذلك كردفان للأراضي الخاضعة للسلطة المصرية. سار إسماعيل ببقية جيشه لضم مملكة سنار، فاستولى على مدينة ود مدني، فقدم ملكها الملك "بادي" ولائه للجيش المصري، فدخل المصريون سنار في 12 يونيو 1821. وفي أثناء وجود الجيش في سنار انتشر المرض بين الجنود، فاضطر إسماعيل إلى طلب المدد من أبيه، فأمدّه بقوات بقيادة أخيه الأكبر إبراهيم باشا، واتفقا على تقسيم العمل بينهما، فكانت مهمة إسماعيل الزحف بجيشه على منطقة النيل الأزرق، بينما اتجه إبراهيم لضم بلاد الدنكا واستكشاف أعالي النيل. فواصل إسماعيل زحفه في منطقة النيل الأزرق حتى وصل إلى فازوغلي في شهر يناير من عام 1822. أما إبراهيم فأكرهه المرض على العودة إلى مصر. بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها المصريون على السودانيين، وما أن وصل إسماعيل باشا إلى شندي في ديسمبر من عام 1822، حتى أمر الملك نمر بالمثول أمامه وبدأ في تأنيبه واتهامه بإثارة القلاقل، ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة وألف من العبيد، فأظهر الملك نمر الامتثال ولم تمض أيام حتى دعا إسماعيل باشا وكبار رجاله إلى وليمة، وبعد أن أثقلهم بالطعام والشراب، أمر بإشعال النار في المكان، وأمر جنوده برمي كل من يحاول الهرب بالسهام والنبال، فمات إسماعيل ورجاله خنقًا وحرقًا. فلما بلغ محمد بك الدفتردار الخبر، زحف إلى شندي وأسرف في القتل والسبي، وتعقّب الملك نمر إلا أنه لم يدركه حيث فر إلى حدود الحبشة. بعد ذلك استقرت الأوضاع في السودان ودان لحكم محمد علي. حرب المورة. كانت بلاد اليونان، حتى أوائل القرن التاسع عشر، جزءًا من السلطنة العثمانية، وفي هذه الفترة ظهرت في البلاد بوادر الثورة ضد الحكم العثماني، بفعل أربعة عوامل: تطوّر المجتمع اليوناني بفعل الرخاء الاقتصادي الذي نجم عن الحروب النابليونية، وانتشار الأفكار الأوروبية وبخاصة أفكار الثورة الفرنسية، وردود الفعل الآيلة ضد المركزية العثمانية، والتدخل الأوروبي المباشر. وأخذت الحركات الثورية والجمعيات السياسية السريّة والعلنية تُشكل خطرًا على وحدة الدولة العثمانية بدءً من عام 1820، واتخذت مراكز لها في كل من روسيا والنمسا لتكون على اتصال وثيق بالحكومات الأوروبية من جهة، وبمنجاة من اضطهاد الحكّام العثمانيين من جهة أخرى. وكان بعض هذه الجمعيات، مثل "الجمعية الأخوية" (باليونانية: Φιλική Εταιρεία أو Εταιρεία των Φιλικών؛ نقحرة: فيلكي إيتريا)، يدعو إلى إحياء الإمبراطورية البيزنطية والاستيلاء على العاصمة الآستانة، وإخراج المسلمين من أوروبا ودفعهم إلى آسيا. وقد اتخذت الثورة في إقليم المورة بالذات طابعًا دينيًا، رافعة شعارًا هو: الإيمان والحرية والوطن. واجهت الدولة العثمانية مصاعب كبيرة في محاربة الثوّار، نظرًا لكثرة الجزر ولوعورة المسالك التي اشتهرت بها بلاد اليونان، بفعل معرفة اليونانيين كيفية الاستفادة منها إستراتيجيًا ضد القوّات العثمانية. وعندما تفاقم خطر الثورة، طلب السلطان محمود الثاني من محمد علي باشا أن يُرسل قواته إلى اليونان لإخضاع الثوّار. قبل محمد علي باشا القيام بهذا الدور بفعل أن الخطر موجه ضد دولة المسلمين العامّة، المتمثلة بالدولة العثمانية، وضد الإسلام ممثلاً في السلطان العثماني خليفة المسلمين، فأرسل حملة عسكرية بقيادة حسن باشا نزلت في جزيرة كريت وأخمدت الثورة فيها، كما أرسل حملة أخرى بقيادة ابنه إبراهيم باشا، لإخماد ثورة المورة، ونجح في تنفيذ إنزال على شواطئها بعد اصطدامات بحرية قاسية مع الأسطول اليوناني في عام 1825، وأنقذ الجيش العثماني المحاصر في ميناء كورون، كما حاصر ناڤارين، أهم مواقع شبه الجزيرة. وتمكّن إبراهيم باشا من دخول هذا الثغر، كما فتح كلاماتا وتريپولستا في شهر يونيو من عام 1825، وطارد الثوّار واستولى على معاقلهم، باستثناء مدينة نوپلي، عاصمة الحكومة الثورية، واستعد للقضاء على آخر معاقل للثوّار في هيدرا وأستبزيا وميناء نوپلي وميسولونغي. وما لبثت الأخيرة أن سقطت في يد الجيش المصري وكانت آخر معقل كبير للثوار. نتيجة لانتصار الجيش المصري، قام اليونانيون بتحريك الرأي العام الأوروبي لإنقاذ الثورة، فنهضت جماعة من أقطاب الشعراء والأدباء يثيرون الرأي العام في أوروبا بكتاباتهم، ويحثّون الدول الأوروبية على التدخل لصالح الثورة. وفعلاً دعت بريطانيا روسيا للتشاور، بغية الوصول إلى تفاهم حول مستقبل اليونان، وتكلّلت هذه المفاوضات بتوقيع پروتوكول سان بطرسبيرغ، الذي انضمت إليه فرنسا بعد مدة قصيرة، واتفقت الدول الثلاث على حث الباب العالي على عقد هدنة مع اليونانيين، ومنحهم قدرًا من الحكم الذاتي في إطار التبعية الاسمية للسلطان العثماني. لكن سقوط ميسولونغي قلب الأمور رأسًا على عقب، فاتجهت الدول الأوروبية وفي مقدمتها روسيا إلى العنف دعمًا للثوّار، فأرسلت سفنها إلى مياه اليونان لفرض مطالبها بالقوة، ومنع السفن العثمانية والمصرية من الوصول إلى شواطئ هذا البلد، وإرسال الإمدادات إلى الجيشين العثماني والمصري. وحاصرت أساطيل الحلفاء الأسطولين العثماني والمصري في ميناء ناڤارين وضربتهما، بدون سابق إنذار، ودمرتهما تمامًا في 20 أكتوبر سنة 1827م، الموافق فيه 29 ربيع الأول سنة 1243هـ. عند هذه النقطة من المشكلة اليونانية، كانت وجهات النظر العثمانية والمصرية متفقة على السياسة العامة، إلا أنه بعد تدخل الدول الأوروبية وانتصارها البحري في ناڤارين اختلفت وجهتيّ نظر الجانبين. فقد رأى محمد علي باشا أن لا فائدة تُرجى من مواصلة القتال، بعد أن فقد أسطوله وانقطعت طريق مواصلاته البحرية مع جيوشه في بلاد اليونان، وأن الحكمة تقضي بفصل السياسة المصرية عن السياسة العثمانية، وقد عجّل في سرعة اتخاذه قرار الانسحاب إرسال فرنسا قوة عسكرية أنزلتها في المورة، وتلقّيه مذكرة من الدول الأوروبية تصرّ فيها على فصل بلاد اليونان واستهداف مصر، إن هو استمر في اتباع السياسة العثمانية. لذا فضّل محمد علي عزل مصر عن المشكلة اليونانية، وترك أمرها للسلطان. وفي 7 سبتمبر سنة 1828م، الموافق فيه 26 صفر سنة 1244هـ، ابتدأ انسحاب الجنود المصرية من المورة على متن ما بقي من السفن، ولم يبق في اليونان غير ألف ومائتيّ جندي للمحافظة على بعض المواقع ريثما تستلمها الجنود العثمانية، إلا أن القوات الفرنسية قامت بهذه المهمة عوضًا عن القوات العثمانية. الحملة على الشام. أسبابها. خرج محمد علي باشا من الحرب اليونانية من دون أن يظفر بفتوح جديدة، ولم يُحقق أي استفادة من الاشتراك فيها، في حين انتهت الحرب مع الوهّابيين ببسط نفوذه على شبه الجزيرة العربية، وأتاح له دخول السودان ضم الجزء المتمم للأراضي المصرية، أما العمل الذي قام به بعد ذلك فكان مسرحه بلاد الشام. كان محمد علي يطمح من كل تلك المساعدات والخدمات التي قدمها للدولة العثمانية أن يمنحه السلطان ولاية من الولايات الكبرى، ولكن السلطان اكتفى بأن أقطع محمد علي جزيرة كريت تقديرًا لخدماته وتعويضًا عن بعض ما فقده في الحرب اليونانية، لكن هذا التعويض لم يكن ذا قيمة، إذ لم يكن من السهل أن تحكم مصر هذه الجزيرة وأن تستفيد منها لاشتهار أهلها بالعصيان والتمرّد، ورأى أن يضم بلاد الشام إلى مصر، يدفعه في ذلك عاملان: سياسي واقتصادي. أما العامل السياسي فهو اتخاذ بلاد الشام حاجزًا يقي مصر الضربات العثمانية في المستقبل من جهة، وإنشاء دولة عربية، أو قيام سلطنة إسلامية قوية، من جهة أخرى، كما أن بسط نفوذه على هذه البلاد سيُمكنه من تجنيد جيش من سكانها، فيزداد بذلك عدد أفراد جيشه. أما العامل الاقتصادي، فإنه أراد استغلال موارد بلاد الشام، من الخشب والفحم الحجري والنحاس والحديد التي كانت تفتقر إليها مصر، فضلاً عن أهميتها الاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي واتصالها بالأناضول، وعلاقاتها التجارية بأواسط آسيا حيث تمر قوافل التجارة، وبسبب موقعها على طريق الحج إلى البيت الحرام. والراجح أن محمد علي باشا كان يطمح إلى ضمّ بلاد الشام منذ عام 1810، ويأمل أن يصل إلى حكمها بموافقة السلطان، فطلب من محمود الثاني، في عام 1813، أثناء الحرب الوهّابية، أن يعهد إليه بحكم هذه البلاد بحجة أنه بحاجة إلى مدد منها يعاونه على القتال، فوعد السلطان محمد علي بأن يوليه عليها نظرًا لأن الحرب في شبه الجزيرة كان تؤرق مضجعه وكان يتطلّع إلى القضاء على الوهابيين بسرعة خوفًا من أن تؤدي دعوتهم إلى التفرقة بين المسلمين. ولمّا انتهت الحرب، عاد السلطان وأخلف وعده، إذ شعر أن وجود محمد علي في الشام خطرٌ على كيان السلطنة نفسها. مهّد محمد علي لتنفيذ خطته، بأن أخذ يوطد علاقاته بأقوى شخصين في المنطقة وهما: عبد الله باشا والي عكا، وبشير الثاني الشهابي أمير لبنان، وكلاهما مدين لمحمد علي بالبقاء في منصبه. أما عبد الله باشا فكان محمد علي قد ساعده لدى السلطان، إثر خلافه مع والي دمشق عام 1821، فرضي عنه السلطان وأقرّه على ولاية عكا، كما كان محمد علي قد أمدّه بالمال في معركته ضد والي دمشق. أما الأمير بشير فكان قد ناصر عبد الله باشا في ذاك الخلاف، وسار على رأس جيشه وحارب والي دمشق وهزمه. وما كادت الدولة العثمانية تطّلع على هزيمة والي دمشق حتى جرّد الباب العالي حملة عسكرية قوية اضطرت الأمير بشير إلى ترك البلاد، والسفر إلى مصر، حيث رحّب به محمد علي، واتفقا على التعاون معًا. ولمّا كان محمد علي على وفاق مع السلطان، فقد استطاع أن يسترضيه ويُلطف موقفه من الأمير بشير، وأن يُعيده إلى إمارته. ونشأت بين الأمير ومحمد علي علاقة وثيقة وصداقة متينة بعد أن جمعهما طموح مشابه، ألا وهو توسيع رقعة بلاد كل منهما، فتعاهدا على السير معًا في سياسة مشتركة. أخذت أهداف محمد علي تتبلور بدءًا من عام 1825 عندما صارح الفريق أول الفرنسي "بواييه" بأنه سوف يعمد، بعد أن ينتهي من حرب المورة، إلى وضع يده على بلاد الشام بما فيها ولاية عكا، ولن يقف بجيشه إلا على ضفاف دجلة والفرات، وفي بلاد اليمن والجزء الأوسط من شبه الجزيرة العربية. وتتوافق هذه الأفكار مع ما أشيع، نقلاً عنه وعن ولده إبراهيم باشا، بأنه سيكون المدافع عن حقوق الشعوب العربية التي تعيش تحت الحكم العثماني حياة التابع البائس المستضعف، وأضحت السيطرة على بلاد الشام، بدءًا من عام 1829، من الأمور الضرورية في سياسته الإستراتيجية. ورأى أحد القناصل البريطانيين، ويُدعى باركر، في عام 1832، أن جيش محمد علي منهمك في مشروع تحرير الشعوب العربية وجمعها في إمبراطورية عربية، وأن هدفه المباشر هو توطيد سلطته في بشالق عكا ودمشق، ثم التوسع بعد ذلك نحو حلب وبغداد عبر كل الولايات العربية. وربط معظم المؤرخين بين طلب محمد علي باشا من السلطان عام 1813، ليوليه بلاد الشام، من أجل القضاء على الوهّابيين في الحجاز، وبين حملته التي قام بها في عام 1831. ولو أن هذا الأمر كان صحيحًا لانتهز والي مصر فرصة نجاحه في إخضاع الوهّابيين ليزحف نحو بلاد الشام لضمّها، وبخاصة أن الباب العالي رفض له آنذاك طلبين: أولهما إعادة يوسف كنج إلى ولاية الشام، وإبعاد سليمان باشا عنها، وثانيهما منحه هذه الولاية. لكن من الواضح أن محمد علي عدّ أن رسالته هي إنقاذ الدولة العثمانية نفسها من خطر الخراب، وإحداث تغييرات جذرية، ونفخ حياة جديدة فيها. فقد كان مؤمنًا بوحدة العالم الإسلامي بزعامة السلطان شرط أن يُسارع إلى حماية المسلمين بعد كارثة ناڤارين، منبهًا إلى ضرورة تجديد السلطنة على قاعدة الدين الإسلامي. وسواء كان محمد علي يحلم بدولة عربية منفصلة عن الدولة العثمانية وتقوم على أنقاضها، أو كانت رسالته تقضي قيام سلطنة إسلامية قوية، فمما لا شك فيه أن تدخل الدول الأوروبية في هذ القضية حال بينه وبين أي تفاهم مع الباب العالي، من جهة، ومنعه من تحقيق أهدافه، من جهة أخرى. تُعد حروب محمد علي باشا في بلاد الشام حروبًا دفاعية وهجومية في آن معًا، أما كونها حروبًا دفاعية فلأن محمد علي باشا كان يعلم أن الدولة العثمانية لا تألُ جهدًا في السعي لاسترداد مركزها في مصر، وأن السلطان محمود الثاني لم يكن صافي النيّة، وأما كونها حروبًا هجومية فلأن هدفه كان أيضًا التوسع. ويبدو أن محمد علي باشا قد أخذ قرار التصدي للباب العالي ضمن خلفيّات عدّة. فقد آنس في جيشه القوة، ووجد أن الدولة العثمانية في حالة من التدهور والتفكك، وأنها محط أنظار ومؤامرات الدول الأوروبية. وهكذا وقع والي مصر أسير عاملين: أسير نفسه، إذ رأى أن الباب العالي ظلمه عندما منعه من ولاية الشام، على الرغم من أدائه خدمات جليلة للسلطنة، وأسير اعتقاده أنه أصلح ولاة الشام. مراحلها. مرّت الحروب في بلاد الشام بمرحلتين، انتهت المرحلة الأولى باتفاقية كوتاهية، عام 1833، ورسّخت السيطرة المصرية على الشام، في حين انتهت المرحلة الثانية باتفاقية لندن عام 1840، وقضت بانسحاب الجيش المصري. المرحلة الأولى. تكمن الأسباب المباشرة للحرب في النزاع الداخلي الذي حصل بين محمد علي باشا وعبد الله باشا والي عكا، فقد افتعل محمد علي خلافًا مع والي عكا إذ طالبه بإعادة المال الذي كان قد قدّمه إليه، وإعادة الفلاحين المصريين الفارّين من دفع الضرائب ومن الخدمة في الزراعة، ولمّا ماطل عبد الله باشا في تلبية طلب محمد علي، اتخذ هذه المماطلة ذريعة لاحتلال أراضي الشام. زحف الجيش المصري باتجاه فلسطين في 14 أكتوبر/تشرين الأول سنة 1831م، الموافق 7 جمادى الأولى سنة 1247هـ، تحت قيادة إبراهيم باشا بن محمد علي، وسيطر على مدنها من دون مقاومة تُذكر، باستثناء عكا التي ضرب عليها حصارًا مركزًا برًا وبحرًا حتى لا يأتيها المدد بحرًا فلا يقوى على فتحها، كما حصل لنابليون بونابرت من قبل حين حاصرها سنة 1799. وبينما كانت تقاوم حصار إبراهيم باشا، كان أبناء الأمير بشير، ومعهم جنود مصريون، يسيطرون على صور وصيدا وبيروت وجبيل. ولمّا استعصت عليهم طرابلس أسرع إبراهيم باشا لنجدة حلفائه، ولم تلبث أن سقطت في أيديهم. اضطربت الدولة العثمانية أمام زحف الجيش المصري، وعدّت ذلك عصيانًا وقامت للتصدي له. واصطدم جيش عثماني، بقيادة عثمان باشا والي حلب، بالجيش المصري في سهل الزرّاعة جنوبي حمص، إلا أنه انهزم أمامه. ثم عاد إبراهيم باشا إلى عكا لمواصلة حصارها، فدخلها عنوة في 28 مايو/أيار سنة 1832م، الموافق فيه 27 ذي الحجة سنة 1247هـ، وأسر عبد الله باشا وأرسله إلى مصر. وتابع القائد المصري زحفه باتجاه الشمال، بعد سيطرته على عكا، فدخل دمشق مع الأمير بشير وجيشه بعد أن قاتلا والي المدينة، ورحّب السكان به لأنهم كانوا أقرب إلى الرغبة في تغيير حكامهم بفعل مساوئ الولاة العثمانيين. جزع الباب العالي لسقوط عكا ودمشق وسيطرة المصريين على جنوب الشام، وخشي السلطان أن يتزعزع مركزه أمام انتصاراتهم، فحشد جيشًا آخر بقيادة السرعسكر حسين باشا ودفعه لوقف الجيش المصري، وإجبار المصريين على الانسحاب من بلاد الشام، وأصدر في الوقت نفسه فرمانًا أعلن فيه خيانة محمد علي باشا وابنه إبراهيم للسلطة الشرعيّة. اصطدم إبراهيم باشا بالجيش العثماني الجديد في معركة حمص وتغلّب عليه في 29 يونيو/حزيران سنة 1832م، الموافق 10 صفر سنة 1248هـ، وسيطر على حماة ودخل إثر ذلك مدينة حلب، وتأهب لاستئناف الزحف باتجاه الشمال. انسحب حسين باشا شمالاً، بعد خسارته، وتمركز في ممر بيلان وهو أحد الممرات الفاصلة بين بلاد الشام والأناضول، فلحقه إبراهيم باشا واصطدم به وتغلّب عليه، وطارد من بقي من جيشه حتى اضطرهم إلى مغادرة المنطقة عن طريق ميناء الإسكندرونة وسيطر على الممر، كما احتل ميناء إياس، شمالي الإسكندرونة، ودخل ولاية أضنة وطرسوس. وشجعت هزيمة العثمانيين إبراهيم باشا على مواصلة طريقه، فتقدم في داخل بلاد الأناضول حتى بلغ مدينة قونية، وكان العثمانيون قد تجمعوا ليدافعوا عن قلب السلطنة، ودارت فيها معركة قونية في 20 ديسمبر/كانون الأول سنة 1832م، الموافق 27 رجب سنة 1248هـ، ونجح القائد المصري في التغلّب عليهم وأسر قائدهم الصدر الأعظم محمد رشيد باشا. وبهذه الغلبة انفتحت الطريق أمامه إلى الآستانة، حتى خُيّل للعالم في ذلك الوقت أن نهاية السلطنة العثمانية أصبحت قريبة. عقب هزيمة قونية ساد القلق عاصمة الخلافة، وارتعدت فرائص السلطان الذي خشي من تقدم إبراهيم باشا نحو العاصمة، فاستنجد بالدول الأوروبية للوقوف في وجه الخطر المداهم، فلم ينجده إلا روسيا، إذ كانت بريطانيا منهمكة في شؤونها الداخلية وبالمسألة البلجيكية، وكانت فرنسا تؤيد محمد علي وتتعاون معه، وقد كان في جيشه عدد من القادة الفرنسيين، ووقفت كل من النمسا وبروسيا على الحياد. أرسلت روسيا عام 1833 أسطولاً بحريًا إلى الآستانة للدفاع عنها، ولم تكد بريطانيا وفرنسا تطلعان على وجود السفن الروسية في مياه الآستانة حتى هالهما الأمر، وشعرتا بالخطر الروسي عليهما، وخشيتا أن تستغل روسيا تداعي الدولة العثمانية لتقوّي مركزها في الممرات البحرية، فسارعتا إلى عرض مساعدتهما على السلطان فيما إذا تخلّى عن المساعدة الروسية. ولكن الروس رفضوا إجلاء سفنهم إلا بعد أن ينسحب المصريون من الأناضول. عندئذ نشط ممثلو بريطانيا وفرنسا في التوسط بين السلطان ومحمد علي، حتى تم تبادل الرسائل بينهما. واستخدمت فرنسا علاقاتها الوديّة مع مصر لإقناع محمد علي باشا بتسوية خلافه مع السلطان، وأن لا يتشدد في طلباته، وأن يكتفي من فتوحه بسناجق صيدا وطرابلس والقدس ونابلس. رفض محمد علي باشا وجهة النظر الفرنسية، وأصرّ على ضم بلاد الشام وولاية أضنة، وجعل جبال طوروس الحد الفاصل بين الدولة العثمانية وممتلكاته، وأمر ابنه بالتقدم في فتوحه بهدف الضغط على السلطان. وبذلت فرنسا جهودًا مضنية للتوفيق بين وجهتي النظر، العثمانية والمصرية، وهدّدت، في إحدى مراحل المفاوضات، بقطع العلاقة مع مصر. وأخيرًا توصل الجانبان إلى توقيع اتفاقية كوتاهيه، في 4 مايو/أيار سنة 1833م، الموافق فيه 14 ذي الحجة سنة 1248هـ، تنازل الباب العالي بموجبها عن كامل بلاد الشام، وأقرّ لمحمد علي باشا بولاية مصر وكريت وكامل سوريا الطبيعية (بما يشمل لبنان وفلسطين وأضنة)، وبولاية ابنه إبراهيم على جدّة. وقد تعهد محمد علي لقاء ذلك، بأن يؤدي للسلطان كل عام الأموال التي كان يؤديها عن الشام الولاة العثمانيون من قبل. وهكذا جلا إبراهيم باشا عن الأناضول، وانتهت المرحلة الأولى لحروب الشام، وبدا أن الأزمة قد انتهت أيضًا. المرحلة الثانية. لم تكن التسوية، التي تمّت في كوتاهية، إلا تسوية مؤقتة، إذ أن محمد علي باشا لم يوافق على عقدها إلا خشية من تهديد الدول الأوروبية بحرمانه من فتوحه، ومن جهته وافق السلطان محمود الثاني على عقدها مكرهًا تحت ضغط الأحداث العسكرية والسياسية، وهو عازم على استئناف القتال في ظروف أفضل لاستعادة نفوذه في بلاد الشام ومصر، ولمّا كان التفكير السياسي لكل طرف على هذا الشكل من التناقض، كان لا بد من استئناف الحرب لتقرير النتيجة النهائية. ونفّذ السلطان سياسة إستراتيجية من شقين: إنه راح يُحرّض سكان بلاد الشام ضد الحكم المصري من جهة، وقام بحشد القوات لضرب الجيوش المصرية وإرغامها على الخروج من البلاد، بمساعدة بريطانيا، من جهة أخرى. وأدرك محمد علي باشا، بعد التطورات السياسية، بأنّ مواقف الدول الأوروبية كانت لغير صالحه، وبأنّ خططه الانفصالية غير قابلة للتحقيق، لكنه لم يفقد الأمل باعتراف السلطنة بالحقوق الوراثية لعائلته في حكم المناطق التي كانت تحت إدارته، وحاول أن ينتهز الفرصة لإجراء محادثات جديدة، فأجرى مباحثات مع مبعوث السلطان، صارم أفندي، في مصر انتهت بالفشل بسبب التصلّب في المواقف. وهكذا تطورت الأمور السياسية نحو التأزم، وأضحت الحرب بين الجانبين أمرًا لا مفر منه، وجرت الاستعدادات الحربية في الآستانة بشكل نشط ومكثف، وتابعت الدول الأوروبية الميول العسكرية لدى السلطان باهتمام بالغ. استغل السلطان ثورة سكان بلاد الشام على الحكم المصري، ودفع بجيش في ربيع عام 1839، بقيادة حافظ باشا، إلى بلاد الشام، وكان ظهوره عند الحدود كافيًا لإيصال الأزمة إلى ذروتها، أما إبراهيم باشا فقد كان يترقب، تنفيذًا لرغبة أبيه في اجتناب كل ما يُظهره بمظهر المعتدي. وبعد أن احتشد الجمعان، أصدر السلطان أمره إلى حافظ باشا بمهاجمة إبراهيم باشا المتحصن في حلب. ويبدو أن محمد علي تملّكه الفرح لتحمّل السلطان وقائده مسؤولية البدء بالعمليات العسكرية المعادية، لذلك أمر ابنه بمهاجمة الجيش العثماني، وكان ذلك في 15 يونيو/حزيران سنة 1839م، الموافق 2 ربيع الآخر سنة 1255هـ. وفي معركة نسيب (الواقعة شرق عنتاب في الجزيرة الفراتية)، مُني الجيش العثماني بخسارة فادحة وكارثة حقيقية، إذ كاد الجيش أن يُفنى عن بكرة أبيه، وأسر المصريون نحوًا من خمسة عشر ألف جندي، وغنموا كميات هائلة من الأسلحة والمؤن. وتوفي السلطان محمود الثاني قبل أن يبلغه نبأ الهزيمة. خلف السلطان عبد المجيد الأول أباه السلطان محمود الثاني، وهو صبي لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وسرعان ما سارع إلى إجراء مفاوضات مع محمد علي. فاشترط محمد علي، لعقد الصلح، أن يكون الحكم في الشام ومصر حقًا وراثيًا في أسرته. وكاد السلطان عبد المجيد يقبل شروط محمد علي لو لم تصله مذكرة مشتركة من بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا، تطلب منه قطع المفاوضات مع محمد علي. وكانت الدول الأربع قد اتفقت على منع محمد علي، القوي، من أن يحلّ محل السلطنة العثمانية، الضعيفة، في المشرق العربي، الذي تمر فيه طريق بريطانيا إلى الهند. أما فرنسا فقد انفردت في سياستها الشرقية عن الدول الأربع، ورأت أن تستمر في تأييد محمد علي، على أمل أن تضمن لها مقامًا ممتازًا في المنطقة. ولم تلبث الدول الأربع أن عقدت عام 1840 مع الحكومة العثمانية مؤتمرًا في لندن بحث فيه المجتمعون ما دُعي "بالمسألة الشرقية"، وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة التحالف الرباعي. وفي هذه المعاهدة عرضت الدول الأوروبية الأربع على محمد علي ولاية مصر وراثيًا، وولاية عكا مدى حياته. واشترطت هذه الدول أن يُعلن محمد علي قبوله بهذا العرض خلال عشرة أيام، فإن لم يفعل تسحب الدول الأربع عرضها الخاص بولاية عكا. أما إذا لم يُجب في مدة عشرين يومًا فإن الدول الأربع تسحب عرضها كله، تاركةً للسلطان حرية حرمانه من ولاية مصر. كان محمد علي باشا من جهته مصممًا على التمسك بالبلاد التي فتحها وأقرّته عليها اتفاقية كوتاهيه، وأخذ يراهن على مساعدة فرنسا وعلى حرب أوروبية ينتظرها بين ساعة وأخرى، ولمّا أبلغته السلطنة العثمانية وقناصل الدول الأوروبية في مصر شروط المعاهدة، ترك الأيام العشرة تمر من دون أن يُصدر أي ردّ رسمي، فأبلغه قناصل الدول الأوروبية، في اليوم الحادي عشر، الإنذار الثاني، وأمهلوه عشرة أيام أخرى، كما أبلغوه أنه لم يعد له الحق في ولاية عكا. ومرّت الأيام العشرة الثانية من دون أن يقبل صراحة تنفيذ بنود الاتفاقية، فعدّ قناصل الدول الأوروبية أن ذلك يعني الرفض، عندئذ أصدر السلطان فرمانًا بخلعه من ولاية مصر. أمام هذا الأمر شرعت الدول الأوروبية باتخاذ إجراءات تمهيدية لتنفيذ تعهداتها، فأمرت بريطانيا أسطولها في البحر المتوسط أن يقطع المواصلات البرية والبحرية بين مصر والشام وضرب موانئ هذه البلاد، وأوعزت إلى سفيرها في الآستانة بإشعال نار الثورة ضد محمد علي في المدن والقرى الشاميّة، كما قطعت الدول الأوروبية الأربع علاقاتها بمصر. استقبل محمد علي باشا نبأ عزله بهدوء، وأعرب عن أمله بالتغلب على هذه المحنة، ثم جنح للسلم عندما ظهر أمير البحر البريطاني "نابييه" أمام الإسكندرية، مهددًا بلغة الحديد والنار، ورأى أن فرنسا غير قادرة على مقاومة أوروبا كلها، لذلك وقّع اتفاقية مع أمير البحر المذكور وعد فيها بالإذعان لرغبات الدول الكبرى والجلاء عن بلاد الشام بشرط ضمان ولايته الوراثية لمصر، لكن الدولة العثمانية رفضت هذا الشرط بإيعاز من بريطانيا. ساندت فرنسا محمد علي باشا في موقفه، وتشدّدت في ذلك حتى خيف من وقوع حرب أوروبية، عندئذ تدخلت كل من النمسا وبروسيا في هذه القضية وأجبرتا بريطانيا وروسيا على تبني وجهة نظر محمد علي باشا وفرنسا، فاجتاز والي مصر مأزق الخلع وإن أُرغم على الاكتفاء بولاية مصر في المستقبل، وفعلاً أصدر السلطان فرمانًا بجعل ولاية مصر وراثية لمحمد علي باشا، وانتهت بذلك الأزمة العثمانية - المصرية، وجلا المصريون عن الشام. بناء الدولة. اتجه محمد علي إلى بناء دولة عصرية على النسق الأوروبي في مصر، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين ومنهم بصفة خاصة السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في ثلاثينات القرن التاسع عشر وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي. عسكريًا. أدرك محمد علي أنه لتحقيق أهدافه التوسعية، كان لا بد له من تأسيس قوة عسكرية نظامية حديثة، تكون بمثابة الأداة التي تحقق له تلك الأهداف. قبل وفي بداية عهد محمد علي، كان الجيش مؤلفًا من فرق غير نظامية تميل بطبيعتها إلى الشغب والفوضى، معظمها من الأكراد والألبان والشراكسة، إضافة إلى تلك القوات جماعات من الأعراب الذين كان الولاة يلجأون إليهم كمرتزقة، وكانت أعمالها لا تتعدى أساليب حرب العصابات والكرّ والفرّ. رأى محمد على أن هذا الجيش لا يعتمد عليه، فبذل جهده في إنشاء جيش يضارع الجيوش الأجنبية في قتالها، وقرر أن يستبدل جنوده غير النظامية بجيش على النظام العسكري الحديث. الجيش. كانت محاولة محمد علي الأولى لتأسيس جيش نظامي عام 1815، عندما عاد من حرب الوهابيين، حيث قرر تدريب عدد من جنود الأرناؤوط الألبان التابعين لفرقة ابنه إسماعيل على النظم العسكرية الحديثة، في مكان خصصه لذلك في بولاق. لم يرق لهؤلاء الجنود ذلك، بسبب طبيعتهم التي تميل إلى الشغب والفوضى، فثاروا على محمد علي وهاجموا قصره ودار بينهم وبين الحرس قتال، استطاع خلاله حرس محمد علي السيطرة على الموقف، إلا أن محمد علي أيقن أنه لا يمكنه الاعتماد على مثل هؤلاء الجند، فأرجأ تنفيذ الفكرة. لجأ محمد علي مجددًا إلى الحيلة، ففي عام 1820، أنشأ محمد علي مدرسة حربية في أسوان، وألحق بها ألفًا من مماليكه ومماليك كبار أعوانه، ليتم تدريبهم على النظم العسكرية الحديثة على يد ضابط فرنسي يدعى جوزيف سيڤ جاء إلى مصر وعرض خدماته على محمد علي. وبعد ثلاث سنوات من التدريب، نجحت التجربة وتخرجت تلك المجموعة ليكون هؤلاء الضباط النواة التي بدأ بها الجيش النظامي المصري. بعد ذلك، كان أمام محمد علي مشكلة، أنه وبالتجربة ثبت أن الجنود الأتراك والأكراد والألبان والشراكسة لم يعودوا يصلحون ليكونوا عماد جيشه لعدم تقبلهم للاندراج في جيش نظامي، لذا تحجج بحاجته إليهم في تأمين الثغور، وأرسلهم إلى دمياط ورشيد ليخلي القاهرة، وليطمئنهم أرسل معهم بعض أبنائه كقادة لهم، ثم أرسل إلى ابنه إسماعيل ليمده بعشرين ألفًا من السودانيين ليتم تدريبهم على الجندية في معسكرات أعدها لهم في بني عدي، على أيدي الضباط الجدد. إلا أن التجربة فشلت لتفشي الأمراض بين الجنود السودانيين، لاختلاف المناخ، لذا لم يكن أمامه إلا الاعتماد على المصريين. قاوم الفلاحون في البداية تجنيدهم، لأنهم لم يروا مصلحة لهم فيه، واعتبروه عملاً من أعمال السخرة. ولكن وبمرور الوقت تجاوب الفلاحون مع الوضع الجديد، استشعروا تحت راية الجيش بالكرامة وبحياة مأمونة الملبس والمسكن لا يعانون فيها معاناتهم في الزراعة. وبحلول شهر يونيو من عام 1824، أصبح لدى محمد علي ست كتائب من الجند النظاميين، يتجاوز عددهم 25 ألف جندي، فأمر بانتقالهم إلى القاهرة. بذلك أصبح لمصر جيش نظامي بدأ يتزايد باطّراد حتى بلغ 169 ألف ضابط وجندي في إحصاء تم عام 1833، وإلى 236 ألف في إحصاء تم عام 1839. كما أنشأ محمد علي ديوانًا عرف بديوان الجهادية لتنظيم شؤون الجيش وتأمين احتياجاته من الذخائر والمؤن والأدوية، وتنظيم الرواتب. كانت أول مشاركات هذا الجيش في حرب المورة، التي أظهرت ما وصلت إليه العسكرية المصرية، وهو ما جعل لها شأنًا بين القوى العسكرية المعاصرة، وقد اعتمد عليه إبراهيم باشا في حملته على الشام والأناضول الأسطول. عندما شرع محمد علي في حرب الوهّابيين، اقتضت الحاجة إلى بناء سفن لنقل الجنود عبر البحر الأحمر، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور الجمال إلى السويس ليتم تجميعها هناك، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة. وبعد أن أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه. اعتمد محمد علي في البداية على شراء السفن من أوروبا، كما تعاقد على بناء سفن أخرى في موانئ أوروبا. ولكن بعد تدمير هذا الأسطول في معركة ناڤارين أمام أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا الأكثر تطوّرًا، لم ييأس محمد علي وأمر في عام 1829 ببناء "ترسانة الإسكندرية"، التي عهد في إدارتها إلى مهندس فرنسي اسمه سريزي. قامت الترسانة بمهمة إعادة بناء الأسطول على الأنماط الأوروبية الحديثة، وقد بلغ عدد السفن الحربية التي صنعت في تلك الترسانة حتى عام 1837، 28 سفينة حربية من بينها 10 سفن كبيرة كل منها مسلح بمائة مدفع، فاستغنت مصر عن شراء السفن من الخارج. ومن شدة اهتمام محمد على بهذه الترسانة كان يزورها باستمرار، وكان يستحث العمال على العمل، ويحضر حفلات تدشين السفن الجديدة. التعليم العسكري. توسّع محمد علي في التعليم العسكري في مصر، فبعد أن أمر ببناء مدرسة الضباط في أسوان ومدرسة الجند في بني عدي، أمر بتأسيس مدارس أخرى في فرشوط والنخيلة وجرجا. كما أسس مدرسة إعدادية حربية بقصر العيني لتجهيز التلاميذ لدخول المدارس الحربية، يدرس بها نحو 500 تلميذ، لكنها نقلت بعد ذلك إلى أبي زعبل حيث أصبحت تسع نحو 1200 تلميذ. أضاف محمد علي بعد ذلك، مدرسة للبيادة في الخانقاه، والتي نقلت إلى دمياط عام 1834، ثم إلى أبي زعبل عام 1841، ومدرسة للسواري بالجيزة عام 1831، وأخرى للمدفعية في طره عام 1831 أيضًا. كما أسس مدرسة لأركان الحرب في 15 أكتوبر سنة 1825 بالقرب من الخانقاه، ومدرسة للموسيقى العسكرية. وأنشأ أيضًا معسكر لتدريب جنود الأسطول على الأعمال البحرية في رأس التين. ولإعداد الضباط البحريين، أسس محمد علي مدرسة بحرية عملية على ظهر إحدى السفن الحربية، ولما اتسع نطاقها قسمت إلى فرقتين كل واحدة منها على سفينة. الصناعات العسكرية. رأى محمد علي أنه لكي يضمن الاستقلالية، وحتى لا يصبح تحت رحمة الدول الأجنبية، عليه إنشاء مصانع للأسلحة في مصر. كان مصنع الأسلحة والمدافع في القلعة باكورة هذا التفكير، والذي أسسه عام 1827، وكان ينتج بين 600 و650 بندقية، وبين 3 و4 مدافع في الشهر الواحد. كما كان ينتج سيوف الفرسان ورماحهم وحمائل السيوف واللجم والسروج. وفي عام 1831، أسس محمد علي مصنع آخر للبنادق في الحوض المرصود، كان ينتج 900 بندقية في الشهر الواحد، ثم مصنع ثالث في ضواحي القاهرة، وكانت المصانع الثلاثة تصنع في السنة 36,000 بندقية عدا الطبنجات والسيوف. كما أسس معملاً للكهرجالات في جزيرة الروضة بعيدًا عن العمران، وأضاف إليه معامل أخرى في الأشمونين وإهناسيا والبدرشين والفيوم والطرانة بلغ مجموع إنتاجها عام 1833، نحو 15,800 قنطار. تعليميًا. أدرك محمد علي أنه لكي تنهض دولته، يجب عليه أن يؤسس منظومة تعليمية، تكون العماد الذي يعتمد عليه لتوفير الكفاءات البشرية التي تدير هيئات دولته الحديثة وجيشها القوي. لذا فقد بدأ محمد علي بإرسال طائفة من الطلبة الأزهريين إلى أوروبا للدراسة في مجالات عدة، ليكونوا النواة لبدأ تلك النهضة العلمية. كما أسس المدارس الابتدائية والعليا، لإعداد أجيال متعاقبة من المتعلمين الذين تعتمد عليهم دولته الحديثة. البعثات العلمية. في عام 1813، ابتعث محمد علي أول البعثات التعليمية إلى أوروبا، وكانت وجهتها إلى إيطاليا، حيث أوفد عدد من الطلبة إلى ليفورنو وميلانو وفلورنسا وروما لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والهندسة والطباعة، ثم أتبعها ببعثات لفرنسا وإنجلترا. كانت البعثات الأولى صغيرة، حيث كان جملة من بعث خلالها لا يتعدى 28 طالبًا، ورغم ذلك فقد لمع منهم عثمان نور الدين الذي أصبح أميرالاي الأسطول المصري ونقولا مسابكي الذي أسس مطبعة بولاق بأمر من محمد علي عام 1821. إلا أن العصر الذهبي لتلك البعثات، كان مع بعثة عام 1826 التي تكونت من 44 طالبًا لدراسة العلوم العسكرية والإدارية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي والمعادن والكيمياء والهيدروليكا وصب المعادن وصناعة الأسلحة والطباعة والعمارة والترجمة. تبع تلك الحملة حملة ثانية عام 1828 إلى فرنسا، وثالثة عام 1829 إلى فرنسا وإنجلترا والنمسا، ورابعة تخصصت في العلوم الطبية فقط عام 1832. وشهد عام 1844، أكبر تلك البعثات العلمية والتي أرسلت إلى فرنسا، وعرفت باسم "بعثة الأنجال" لأنها ضمت 83 طالبًا بينهم اثنين من أبناء محمد علي واثنين من أحفاده. كان إجمالي عدد تلك البعثات تسع بعثات، ضمت 319 طالبًا وبلغ إجمالي ما أنفق عليهم 303,360 جنيه. كما أمر محمد علي بتوجيه ثلاث حملات بقيادة البكباشي سليم القبطان أعوام 1839، 1840، و1841 لاستكشاف منابع النيل. كان لتلك الحملات الفضل الكبير في استكشاف تلك المناطق ومعرفة أحوالها. المدارس العليا. أنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك "المدارس العليا"، بدأها عام 1816، بمدرسة للهندسة بالقلعة لتخريج مهندسين يتعهدون بأعمال العمران. وفي عام 1827، أنشأ مدرسة الطب في أبي زعبل بنصيحة من كلوت بك للوفاء باحتياجات الجيش من الأطباء، ومع الوقت خدم هؤلاء الأطباء عامة الشعب، ثم ألحق بها مدرسة للصيدلة، وأخرى للقابلات (الولادة) عام 1829. ثم أنشأت مدرسة المهندسخانة في بولاق للهندسة العسكرية، ومدرسة المعادن في مصر القديمة عام 1834، ومدرسة الألسن في الأزبكية عام 1836، ومدرسة الزراعة بنبروه عام ومدرسة المحاسبة في السيدة زينب عام 1837، ومدرسة الطب البيطري في رشيد ومدرسة الفنون والصنائع عام 1839، وقد بلغ مجموع طلاب المدارس العليا نحو 4,500 طالب. المدارس الابتدائية. لما تقدمت المدارس العليا واتسع نطاقها، قرر محمد علي إنشاء "ديوان المدارس" عام 1837، وعهد بإدارته إلى بعض أعضاء البعثات العائدين لمصر، لتنظيم التعليم بالمدارس. قرر هذا الديوان توسيع قاعدة التعليم في مصر، فوضع لائحة لنشر التعليم الابتدائي، نصت على ضرورة إنشاء 50 مدرسة ابتدائية، وهو ما وافق عليه محمد علي، وأمر بإنشائها على أن يكون 4 منها بالقاهرة وواحدة بالإسكندرية تضم كل منها 200 تلميذ، والباقي توزع على مختلف الأقاليم وتضم كل منها 100 تلميذ. اقتصاديًا. لكي يحقق محمد علي الاستقلال السياسي، كان في حاجة إلى إنماء ثروة البلاد وتقوية مركزها المالي، لذا عمد إلى تنشيط النواحي الاقتصادية لمصر، واستخدم لتحقيق ذلك عشرات الآلاف من العمال المصريين الذين عملوا في تلك المجالات بالسخرة. الصناعة. بني محمد علي قاعدة صناعية لمصر، وكانت دوافعه للقيام بذلك في المقام الأول توفير احتياجات الجيش، فأنشأ مصانع للغزل والنسيج ومصنعا للجوخ في بولاق ومصنعا للحبال اللازمة للسفن الحربية والتجارية ومصنعا للأقمشة الحريرية وآخر للصوف ومصنعا لنسيج الكتان ومصنع الطرابيش بفوه، ومعمل سبك الحديد ببولاق ومصنع ألواح النحاس التي كانت تبطن بها السفن، ومعامل لإنتاج السكر، ومصانع النيلة والصابون ودباغة الجلود برشيد ومصنعا للزجاج والصيني ومصنعا للشمع ومعاصر للزيوت. كما كان لإنشاء الترسانة البحرية دورًا كبيرًا في صناعة السفن التجارية. الزراعة. اهتم محمد علي بالزراعة، فاعتنى بالريّ وشق العديد من الترع وشيّد الجسور والقناطر. كما وسّع نطاق الزراعة، فخصص نحو 3,000 فدان لزراعة التوت للاستفادة منه في إنتاج الحرير الطبيعي، والزيتون لإنتاج الزيوت، كما غرس الأشجار لتلبية احتياجات بناء السفن وأعمال العمران. وفي عام 1821، أدخل زراعة صنف جديد من القطن يصلح لصناعة الملابس، بعد أن كان الصنف الشائع لا يصلح إلا للاستخدام في التنجيد. التجارة. بعد أن ازدادت حاصلات مصر الزراعية وخاصة القطن، اتسع نطاق تجارة مصر الخارجية. كما لعب إنشاء الأسطول التجاري وإصلاح ميناء الإسكندرية وتعبيد طريق السويس-القاهرة وتأمينه لتسيير القوافل، دورًا في إعادة حركة التجارة بين الهند وأوروبا عن طريق مصر، فنشطت حركة التجارة الخارجية نشاطًا عظيمًا، حتى بلغت قيمة الصادرات 2,196,000 جنيه والواردات 2,679,000 جنيه عام 1836. إداريًا. نظام الحكم. حكم محمد علي مصر حكمًا أوتوقراطيًا مع ميل لاستشارة بعض المقربين قبل إبرام الأمور، إلا أنه اختلف عن الحكم الاستبدادي للمماليك في أنه كان يخضع لنظام إداري بدلاً من الفوضى التي سادت عصر المماليك. فقد أسس محمد علي مجلسًا حكوميًا عرف باسم "الديوان العالي" مقره القلعة يترأسه نائب الوالي محمد علي، ويخضع لسلطة هذا الديوان دواوين تختص بشؤون الحربية والبحرية والتجارة والشؤون الخارجية والمدارس والأبنية والأشغال. كما أسس مجلسًا للمشورة يضم كبار رجال الدولة وعدد من الأعيان والعلماء، ينعقد كل عام ويختص بمناقشة مسائل الإدارة والتعليم والأشغال العمومية. وفي عام 1837، وضع محمد علي قانونًا أساسيًا عرف بقانون "السياستنامة"، يحدد فيه سلطات كل ديوان من الدواوين الحكومية. التقسيم الإداري. قسّم محمد علي مصر إلى سبع مديريات أربعة في الوجه البحري وهي الأولى ضمت البحيرة والقليوبية والجيزة والثانية المنوفية والغربية والثالثة الدقهلية والرابعة الشرقية، وواحدة في مصر الوسطى وشملت بني سويف والفيوم والمنيا، واثنتان في مصر العليا الأولى من جنوب المنيا إلى شمال قنا والثانية من قنا إلى وادي حلفا، إضافة إلى خمس محافظات وهي القاهرة والإسكندرية ورشيد ودمياط والسويس. النظام المالي. ألغى محمد علي نظام "الالتزام" الذي كان يسمح لبعض الأفراد الذين يسمون بالملتزمين بدفع حصص الضرائب على بعض القرى، ويخوّل لهم جمعها بمعرفتهم، مما كان يرهق المزارعين لأنهم عادةً ما كانوا يجبوا تلك الأموال بقيمة أكثر مما دفعوه. إلا أنه استبدل هذا النظام بنظام "الاحتكار" الذي جعل من محمد علي المالك الوحيد لأراضي القطر المصري، وبذلك ألغى الملكية الفردية للأراضي. كما أجهد محمد علي الشعب بالضرائب التي كان يفرضها على الشعب، كلما احتاج لتمويل أحد حملاته أو مشاريعه دون نظام محدد، شملت تلك الضرائب، الضرائب المفروضة على الأراضي والمزروعات والأفراد والماشية. وكما احتكر محمد علي الأراضي والزراعة، احتكر أيضًا الصناعة والتجارة، مما جعل منه المالك الوحيد لأراضي مصر، والتاجر الوحيد لمنتجاتها، والصانع الوحيد لمصنوعاتها. عمرانيًا. اهتم محمد علي ببعض النواحي العمرانية التي تخدم دولته الناشئة، فأسس المدن مثل الخرطوم وكسلا، وأقام القلاع للدفاع عن الثغور وعاصمة البلاد، كما شيّد فنارا لإرشاد السفن في رأس التين بالإسكندرية. وعني أيضًا ببناء القصور ودور الحكومة، وأنشأ دفترخانة لحفظ الوثائق الحكومية، ودار للآثار بعدما أصدر أمرًا بمنع خروج الآثار من مصر، وعبّد الطرق التجارية ونظّم حركة البريد وجعل له محطات لإراحة الجياد. اجتماعيًا. تدرّج المجتمع في عهد محمد علي إلى عدة طبقات اجتماعية أعلاها الطبقة الحاكمة التي ضمت أسرة محمد علي وكبار رجاله وموظفي الدولة من المتعلمين في المدارس والمبتعثين للخارج، ثم طبقة العلماء والأعيان فالمزارعين وعمال المصانع والعربان والرقيق من اليونانيين الذين أسروا في حرب المورة والجواري الشركسيات والحبشيات والسودانيات اللاتي كن يخدمن في بيوت الأثرياء. وقد ارتفع تعداد السكان في عهد محمد علي من 2,514,400 نسمة عام 1823، إلى 4,476,440 نسمة عام 1845. وكان محمد علي باشا متسامحًا واسع الأفق في الشؤون الدينية، فقرَّب إليه المسيحيين كما المسلمين، واستعان بهم في حكمه وأدخلهم في حاشيته. نهاية محمد علي باشا. سنواته الأخيرة. بعد انسحاب الجنود المصرية من بلاد الشام وفصل الأخيرة عن مصر وعودتها لربوع الدولة العثمانية بدعم دولي كبير، وبعدما تبيّن أن فرنسا ليست مستعدة لخوض حرب في سبيل مصر أو واليها، أصيب محمد علي باشا بحالة من جنون الارتياب، وأخذ يُصبح مشوش التفكير شيئًا فشيئًا، ويُعاني من صعوبة في التذكّر، ومن غير المؤكد إن كان هذا نتيجة جهده الذهني خلال حرب الشام، أو حالة طبيعية نتيجة تقدمه بالسن، أو كان تأثير نترات الفضة التي نصحه أطباؤه بتعاطيها منذ زمن لعلاج نفسه من مرض الزحار. ما زاد حالة محمد علي باشا سوءًا كانت المصائب التي حلّت بمصر وعليه شخصيًا في أواخر عمره، ففي سنة 1844 تبيّن لرئيس الديوان المالي شريف باشا، أن ديون الدولة المصرية قد بلغت 80 مليون فرنك، وأن المتأخرات الضريبية قد بلغت 14,081,500 قرشًا من الضريبة الإجمالية المقدرة بحوالي 75,227,500 قرش. وتخوّف الباشا من عرض الموضوع على محمد علي لما قد يكون له من وقع شديد عليه، فعرض المسألة على إبراهيم باشا الذي اقترح أن تقوم أحب شقيقاته إلى والده بنقل الخبر، إلا أن ذلك لم يكن له الأثر المرجو، فقد فاق غضب محمد علي ما توقعه الجميع، ولم يهدأ باله ويستكين خاطره إلا بعد مرور ستة أيام. بعد عام من هذه الحادثة، أصيب إبراهيم باشا بالسل، واشتد عليه داء المفاصل، وأخذ يبصق دمًا عند السعال، فزاد ذلك من هموم محمد علي وحزنه، فأرسل ولده إلى إيطاليا للعلاج، على الرغم من أنه أدرك في قرارة نفسه أن ولده في عداد الأموات، ويتضح ذلك جليًا مما قاله للسلطان عندما زار الآستانة في سنة 1846، حيث عبّر عن خوفه من ضياع إنجازاته بسبب عدم كفاءة أحفاده لتحمّل مسؤولية البلاد والعباد، فقال: بعد ذلك عاد محمد علي إلى مصر وبقي واليًا عليها حتى اشتدت عليه الشيخوخة، وبحلول عام 1848 كان قد أصيب بالخرف وأصبح توليه عرش الدولة أمرًا مستحيلاً، فعزله أبناؤه وتولّى إبراهيم باشا إدارة الدولة. وفاته. حكم إبراهيم باشا مصر طيلة 6 أشهر فقط، قبل أن يتمكن منه المرض وتوافيه المنيّة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1848، فخلفه ابن أخيه طوسون، عبّاس حلمي. وبحلول هذا الوقت كان محمد علي باشا يُعاني من المرض أيضًا، وكان قد بلغ من الخرف حدًا لا يمكنه أن يستوعب خبر وفاة ابنه إبراهيم، فلم يُبلّغ بذلك. عاش محمد علي بضعة شهور بعد وفاة ولده، وتوفي في قصر رأس التين بالإسكندرية بتاريخ 2 أغسطس سنة 1849م، الموافق فيه 13 رمضان سنة 1265هـ، فنُقل جثمانه إلى القاهرة حيث دُفن في الجامع الذي كان قد بناه قبل زمن في قلعة المدينة. كانت جنازة محمد علي باشا معتدلة الحضور والمراسم، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى الوالي عبّاس حلمي الذي طالما اختلف في الآراء والمشارب مع جدّه وعمّه إبراهيم، وكان يحمل له شيئًا من الضغينة. يقول القنصل البريطاني جون موراي، وهو من الأشخاص الذين شاركوا في تشييع محمد علي إلى مثواه الأخير: ... كان الحضور في الجنازة حضورًا هزيلاً غثًا؛ كثير من القناصل والسفراء لم يُدعوا للمشاركة، ولم تُغلق الحوانيت ولا الدوائر الحكومية.. باختصار، يسود انطباع عام مفاده أن عبّاس باشا هو الجدير باللوم، فقد قلل من شأن جدّه وذكراه اللامعة، ولم يحترم ذكراه حق الاحترام، وكيف لا يكون ذلك وقد سمح أن يُقام مأتم هذا الرجل على هذا الشكل البائس وأهمل العناية به أشد الإهمال. ...إن تعلّق وتبجيل جميع طبقات المجتمع المصري لاسم محمد علي لهو مأتم أعظم شأنًا وأكثر شرفًا من أي جنازة أخرى يُقدمها له خلفاؤه. يتحدث الأهالي الكبار ممن يتذكر عن الفوضى والظلم الذي غرقت به البلاد قبل وصوله؛ ويُقارن الشباب حكمه بحكم خلفه المتقلّب والمتذبذب؛ كل طبقات الشعب من ترك وعرب، لا تتردد في قول أن مصر المزدهرة المتحضرة ماتت مع محمد علي...في واقع الأمر يا سيدي، لا يمكننا ولا يمكن لأحد أن ينكر، أن محمد علي، على الرغم من كل أخطائه، كان رجلاً عظيم الشأن. إرثه. إن أكثر النظريات السائدة عند المؤرخين وفي الأوساط العامّة، هي تلك التي تقول أن محمد علي باشا هو "والد مصر الحديثة"، كونه كان الحاكم الأول عليها، والذي استطاع تجريد الباب العالي من سلطته الفعليّة على البلاد، منذ الفتح العثماني لمصر عام 1517. وعلى الرغم من أنه فشل في تحقيق الانفصال التام لمصر عن الدولة العثمانية، إلا أنه وضع أسس الدولة المصرية الحديثة، التي تبلورت بعد وفاته. فمن خلال بناءه لجيش كبير وقوي يُدافع عن بلاده ويوسع رقعتها، أنشأ بيروقراطية مركزية ونظامًا تعليميًا سمح بحصول حراك اجتماعي في المجتمع المصري، وقاعدة اقتصادية واسعة تستند إلى الزراعة والصناعات العسكرية. وقد كان من شأن جهوده وأعماله هذه أن توطّد حكم ذريته لمصر والسودان طيلة 150 عامًا تقريبًا، كانت مصر فيها دولة تتمتع باستقلال ذاتي قانوني في ظل الدولة العثمانية، ومن ثم في ظل الحماية البريطانية. يرى قسم آخر من الناس، أن محمد علي باشا لم يكن باني مصر الحديثة، وإنما هو أجنبي غازٍ مثله في ذلك مثل أي محتل آخر لأرض مصر، بدءًا من الفرس في عام 525 ق.م. وحجج أصحاب هذا الرأي تتمثل بعدّة نقاط، منها أن محمد علي لم يتكلم العربية أو يجعلها اللغة الرسمية في بلاطه، وإنما استعاض عنها بالتركية، كما أنه استغل ثروات مصر ومواردها البشرية لتحقيق مآربه الخاصة، وليس لتحقيق مصلحة البلاد وأهلها، وإنه أرهق المصريين بالضرائب وأعمال السخرة والتجنيد الإجباري. ومن أبرز المواضيع التي تجعل البعض يتحفّظ على عهد محمد علي باشا، قصة عزمه على هدم الهرم الأكبر واستخدام أحجاره الضخمة لبناء قناطر جديدة عند رأس دلتا النيل في منطقة شلقان، التي أصبحت فيما بعد القناطر الخيرية، والتي تراجع عنها بعد أن أقنعه المهندس الفرنسي لينان دو بلفون بعدم جدواها. على العموم تعتبر النظرة سالفة الذكر النظرة الأقل قبولاً عند المؤرخين وبالذات العرب منهم. زوجاته ومستولداته وأبناؤه. تزوّج محمد علي باشا امرأتين: كانت الأولى أمينة هانم وهي بنت علي باشا الشهير بمصرلي من أهالي قرية نصرتلي ورُزق منها خمسة أولاد، ثلاثة أنجال وبنتين وهم: إبراهيم باشا، أحمد طوسون باشا، إسماعيل باشا، توحيدة هانم، ونازلي هانم. أما امرأته الثانية فهي ماه دوران هانم، المعروفة باسم "أوقمش قادين"، ولم يرزق منها أولادًا. كذلك كان لمحمد علي عدد من المستولدات، وهنّ ما ملكته يمينه وفقًا للشريعة الإسلامية، كالجواري أو الإماء. أما مستولداته فهن: أم نعمان وقد رُزق منها نعمان بك، عين حياة قادين وقد رُزق منها محمد سعيد باشا، ممتاز قادين وقد رُزق منها حسين بك، ماهوش قادين وقد رُزق منها علي صديق بك، نام شاز قادين وقد رُزق منها محمد عبد الحليم، زيبة خديجة قادين وقد رُزق منها محمد علي باشا الصغير، شمس صفا قادين وقد رُزق منها بنتين: فاطمة هانم ورقية هانم، شمع نور قادين وقد رُزق منها زينب هانم. بالإضافة إلى نايلة قادين وكلفدان قادين وقمر قادين، اللواتي لم يُرزق منهن بأولاد. السلطان أحمد الثاني بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل.(1052 هـ/1643 - 1106 هـ/1695) الخليفة العثماني الحادي والعشرين. تولى الحكم عام 1106 هـ لمدة 4 أعوام حتى وفاته. كان خطاطا محترفا، فكان يكتب المصاحف بخطه. تولى الحكم بعد أخيه سليمان الثاني الذي يصغره بشهرين عام 1102 هـ. في أيامه توفي الصدر الأعظم كوبرلو مصطفى باشا وهو يجاهد ضد النمسا وهزم الجيش في معركة سلنكمان بعد إستشهاده، وتولى بعده عربجى باشا وكان ضعيفا وتوالت الهزائم على الدولة. فترة ولايته. هاجمت في أيامه البندقية بعض جزر بحر إيجة. تولى الحكم بعده ابن أخيه مصطفى الثاني بن محمد الرابع. أحمد الثاني و هواية الخط. تمتع السلطان أحمد الثاني بهواية الخط منذ صباه و كان مولعا بها. وفاته. عند وفاته لم يكن حياً من أولاده سوى الأمير إبراهيم، وهو من كان ولياً للعهد للسلطان أحمد الثالث حتى وفاته 1714م. السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل، (1083 هـ / 30 ديسمبر 1673م - 1149 هـ / 1 يوليو 1736م) السلطان الرابع والعشرون للدولة العثمانية (1703-1730). ولد عام 1083 هـ وتوفى عام 1149 هـ/ 1 يوليو 1736م. تولى الخلافة عام 1115 هـ وكان عمره اثنين وثلاثين سنة. وزع على الانكشارية الأعطيات الكثيرة في بداية حكمه وسار مع آرائهم حتى إذا تمكن اقتص من قادتهم. لم يفطن وزراؤه لإصلاحات بطرس الأكبر ملك روسيا وخطته للتوسع على حساب مملكتي السويد وبولندا والسلطنة العثمانية. العلاقات مع مملكتي السويد وروسيا. مني الملك السويدي شارل الثاني عشر بهزيمة قاسية على يد العساكر الروسية في موقعة بولتافا أجبرته على اللجوء إلى مدينة بندر العثمانية، وأخذ بتحريض السلطان على محاربة القيصرية الروسية، ولكن وزراء أحمد الثالث آثروا السلم، ولم يفطنوا إلى خطر بطرس الأكبر وخطته التوسعية الطموحة. بعد مدة من الزمن تم تولية بلطه جي محمد باشا أمور الوزارة، وكان ميالا لقتال الروس، وفعلا أعلن الحرب عليهم وقاد الجيوش بنفسه، وقد كان تعداد جيشه حوالي مئتي ألف مقاتل، وبعد مجموعة من المناورات العسكرية استطاع أن يحاصر الجيش الروسي الذي يقوده بطرس الأكبر بنفسه، ولو استمر الحصار لمدة أطول لأخذ بطرس الأكبر وقادته أسرى وانفرط عقد مملكته، ولكن وقع الطرفان معاهدة فلكزن، وبموجبها تنازلت روسيا عن بعض الأراضي، ويقال أن كاترينا (خليلة بطرس الأكبر وزوجته فيما بعد) قدمت رشوة إلى بلطه جي محمد باشا وكانت عبارة عن مجوهراتها وحليها في سبيل فك الحصار عن القيصر، ولقى هذا الرأي انتشارا في الأوساط العثمانية مما جعل الخليفة أحمد يعزله ويعين مكانه يوسف باشا الذي مال للسلم ووقع معاهدة جديدة مع روسيا بتدخل هولندا وبريطانيا اللتان تضررت تجارتهما بسبب الحرب الروسية العثمانية، وعرفت تلك المعاهد بمعاهدة أدرنة وفيها تنازلت روسيا عن كل أراضيها على البحر الأسود، مقابل إبطال الجزية السنوية التي تدفعها لأمراء القرم حتى لا يتعدوا على قوافلها التجارية. إن للدكتور إحسان حقي رأي مغاير لما كتبه عدد من المؤرخين عن حادثة بلطه جي محمد باشا حيث أنه لو كان بمقدوره أسر بطرس الأكبر لغنم مجوهرات خليلته لا بل كاترينا نفسها كسبية بعد النصر، فإما أنه كان يرى أن وضعه العسكري الحالي قد يتسبب بخسارته للفتوحات التي أحرزها إذا استمر بمحصارة القيصر الروسي أو أنه اجتهد فأخطأ، كما أن الجند ما كانت لتتركه يهنأ برشوة من دون أن يثوروا وهم لهم اليد الطولى في تعيين الوزراء والتسلط على السلاطين. توالت الأحداث والمعاهدات بين الطرفين حتى خرجت روسيا من كل الثغور والموانئ الموجودة على البحر الأسود، كما صرح الخليفة للتجار الروس بالمرور في أراضى الدولة العثمانية دون دفع أي شيء. الحرب مع النمسا والبندقية. الحرب على البندقية. أراد العثمانيون استعادة شبه جزيرة المورة (اليونان)، فدارت حرب بين العثمانيين وجمهورية البندقية، انتهت بانتزاع الجيوش العثمانية لأغلبية المورة، ولكن البنادقة مالبثوا أن استعانوا بإمبراطورية النمسا وقائدها العسكري الشهير آنذاك أوجين السافوياني. الحرب مع النمسا. دارت رحى الحرب بين العثمانيين والنمسا فانتصرت النمسا، وعقدت معاهدة بساروفتس، وأعطت للنمسا الكثير من الأجزاء التي تم الاستيلاء عليها كمدينة بلغراد وجزء كبير من بلاد الصرب وبقيت جزيرة المورة للعثمانيين وكما حظي البنادقة بثغور شاطئ دلماسيا، واتفقت الدولة العثمانية مع روسيا في نفس المعاهدة على الحد من نفوذ ملك بولندا على نبلاء البلاد وعدم جعل منصبه وراثيا، وهدف القيصر من هذا البند إلى إيجاد شيء من العداء بين البولنديين والعثمانيين في سعي متواصل لتحقيق سياسته الكبرى بالتوسع على حساب بولندا والسويد ودولة الخلافة. جدير بالذكر أن العثمانيين اختاروا الوقت الغير مناسب لدخولهم تلك الحرب وذلك لعدم انشغال النمسا بأية حروب مع فرنسا، وقدرتها على توجيه كامل جيوشها إلى المعارك، وضعف العلوم العسكرية العثمانية مقارنة بنظيرتها النمساوية. إصلاحاته. لقد كان نجاح التجربة العسكرية لبطرس الأول الروسي محور الحديث في مجالس كبار الوزراء العثمانيين، الذين كانوا يريدون نقل تجربته إلى الدولة العلية وتحديث الجيش على النظام الأوروبي الغربي، ووصل الأمر أن الخليفة نفسه قد تأثر بهذا الأمر، وكانت هذه الحادثة أول بذور رياح التغريب التي اشتدت مع الأيام حتى امتدت لتشمل كل مجالات الحياة في الدولة العلية في القرنين التاسع عشر والعشرين، وابتدأ عهد الصراع بين دعاة التغريب ودعاة الحفاظ على الموروث. عمل الداماد إبراهيم باشا (داماد تعني صهر الخليفة) الذي تولى الصدارة العظمى حديثا على الاهتمام بدراسة أسباب التقدم الغربي، فراح يرسل السفراء العثمانيين إلى الغرب وبخاصة إلى النمسا وفرنسا، ولم يكن مهام السفراء سياسية فقط بل التعرف على الطرق العسكرية الحديثة والسياسات الأوروبية والمصانع والمنجزات الحضارية، وكان من العادات الاجتماعية الجديدة التي وفدت على الدولة أن قام الأغنياء والخليفة نفسه ببناء القصور والإسراف في المال وإنشاء الحدائق كما في أوروبا. ظهر حب ورود التوليب في عهد أحمد الثالث وانتشر حبها بين الأغنياء والأعيان الذين أخذوا بالاستكثار من زراعتها وتهجين أنواع جديدة منها. في عهد الخليفة أحمد الثالث دخلت المطبعة وتأسست أول دار للطباعة في إسطنبول، كما نشطت حركة ترجمة الكتب إلى التركية، وتم انشاء مصنع خزف في قصر تكفور بإسطنبول ومصنع نسيج ومصنع لصناعة الورق في بابوا جنوب بحر مرمرة. كما طُبق الحجر الصحي لأول مرة في الدولة العثمانية، وتم انشاء وحدات لاطفاء الحرائق في إسطنبول تابعة لفيلق الانكشارية. الاتجاه إلى الشرق وعزل أحمد الثالث. احتلال أرمينيا والكرج. أراد العثمانيون تعويض ماخسروه في أوروبا، فاتجهوا شرقا نحو بلاد الفرس فاحتلوا أرمينيا والكرج (منطقة جورجيا) وغيرها مستغلين الخصومات في الصف الإيراني، وبسبب رغبة السلطان في عقد السلم بين الطرفين ثارت الانكشارية التي أرادت استمرار الحرب كي يستمروا في السلب والنهب وانتهت تلك الأحداث بعزلهم للسلطان أحمد الثالث من الحكم. عزل أحمد الثالث. تم عزل السلطان أحمد الثالث بفعل عدم التوافق مع الجيش الإنكشارية. وفاته. توفى السلطان أحمد الثالث عام 1149 هـ/ 1 يوليو 1736م. يعرّف الرتل (أو الطابور) وينطق () في علوم الحاسب بأنه بنية معطيات مجردة مكونة من مجموعة تحتوي على عدد من العناصر التي يتم الحفاظ على ترتيبها وفق قانون محدد، تسمح هذه المجموعة للمستخدم بإجراء مجموعة من العمليات على العناصر بما فيها إضافة عنصر جديد إلى مؤخرة المجموعة (تسمى هذه العملية إدراج وحذف العنصر الموجود في مقدمة المجموعة (تسمى هذه العملية سحب . تجعل هذه العمليات الرتل بنية معطيات يشار إليها عادةً باسم الداخل-أولاً-يخرج-أولاً أو اختصاراً (FIFO) ذلك أن ترتيب العناصر المدرجة يوافق تماماً ترتيب العناصر المسحوبة. يتوافق ترتيب إدراج وسحب العناصر بهذه الطريقة مع الكثير من الحالات التي يتطلب فيها إدخال عنصر جديد إخراج كافة العناصر السابقة قبل التمكن من الحصول عليه مرة أخرى. غالباً ما تضاف عمليات أخرى مثل عملية الاستراق أو المقدمة التي تعيد قيمة العنصر الموجود في مقدمة الرتل دون سحبه من الرتل. يعتبر الرتل مثالاً على بنى المعطيات الخطية، أو بمعنى أكثر تجريداً مجموعةً متسلسلة. يستخدم الرتل بكثرة في علوم الحاسب والنقل وبحوث العمليات التي عادةً ما تشتمل على وجود العديد من العناصر كالكائنات البيانية والأشخاص أو حتى الأحداث التي يتم تخزينها بغرض معالجتها لاحقاً. في هذه الحالات يستخدم الرتل كخابئ لهذه العناصر. تستخدم الأرتال بشكل شائع في البرامج الحاسوبية حيث يتم تحقيقها كبنى معطيات مجهزة بعمليات الإدراج والسحب المشار إليها سابقاً، تشتمل التحقيقات أيضاً على الخوابئ الدائرية والقوائم المتصلة . تحقيق الرتل. نظرياً يمتلك الرتل سعةً لانهائية. أي أنه بغض النظر عن عدد العناصر الموجودة ضمن الرتل يمكن دائماً إدراج عنصرٍ جديد. يمكن للرتل أن يكون فارغاً أيضاً، في هذه الحالة يصبح مستحيلاً سحب عنصر من الرتل ما لم يتم إدراجُ عنصرٍ جديد. عملياً تمتلك المصفوفات محددة الحجم سعةً محدودة ويجب مراعاة سعة المصفوفة عند استخدامها لتصميم رتل (عندما ملء المصفوفة بكافة العناصر فإن إدراج عنصر جديد سوف يسبب حدوث خطأ على سبيل المثال). عند استخدام المصفوفة محدودة الحجم لبناء الرتل يصبح من غير الضروري نسخ العناصر إلى مقدمة الرتل عند سحب العنصر الموجود في المقدمة. يمكن القيام بذلك عن طريق تحويل المصفوفة إلى دائرة مغلقة وتمكين مؤشري رأس المصفوفة ونهاية المصفوفة من التجوال الدائم ضمن الدائرة مما يزيل الحاجة إلى نقل العناصر ضمن المصفوفة. فإذا كان للمصفوفة الحجم n عندئذ فإن حساب أدلة المصفوفة باستخدام باقي القسمة modulo n يحول المصفوفة إلى دائرة مغلقة. تعتبر هذه الطريقة من أبسط طرق بناء الرتل في لغات البرمجة علية المستوى إذا ما قارناها بالطريقة التي تقتضي التحقق في كل مرة فيما إذا تجاوز دليل المصفوفة أحد حدود المصفوفة (بعض لغات البرمجة تقوم بالتحقق من ذلك تلقائياً). يجب تحديد حجم المصفوفة قبل تعريفها عموماً، إلا أن بعض التحقيقات تقوم بمضاعفة حجم المصفوفة عند إدراج عنصر جديد إلى المصفوفة الممتلئة. توجد العديد من التحقيقات الفعالة للأرتال، التحقيق الفعال هو الذي يتيح إجراء عمليتي الإدراج والسحب بتعقيد زمني قدره ، من هذه التحقيقات: تحقيق الرتل في لغات البرمجة. يمكن تحقيق الأرتال كبنى معطيات منفصلة أو على اعتبارها حالةً خاصة من الأرتال مضاعفة النهاية. على سبيل المثال تتيح لغتي البرمجة بيرل وروبي إمكانية دفع وإزالة عناصر من المصفوفة من كلا النهايتين بحيث يمكن هذه العمليات لمحاكاة عمليات الإدراج والسحب الخاصة بالرتل. توفر مكتبة القوالب المعيارية الخاصة بلغة سي++ القالب والذي يمكن استخدامه فقط مع عمليات الإدراج والسحب. كما توفر مكتبة لغة جافا ابتداءً من الإصدار J2SE5.0 الواجهة التي تعرض طرق الرتل (الإدراج والإزالة)، يحقق هذه الواجهة الصف والصف (ابتداءً من الإصدار J2SE 1.6). توفر لغة بي إتش بي الصف لهذا الغرض. ألاسكا هي إحدى ولايات إقليم المحيط الهادي والذي يضم بالإضافة لألاسكا أربع ولايات هي ولاية واشنطن، وولاية أوريجون، وولاية كاليفورنيا، وهاواي. وتعد ألاسكا أكبر ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية وتوازي مساحتها خُمس بقية الولايات، وأكثر من ضعف مساحة تكساس بقليل. حيث تبلغ مساحتها 1,518,776 كيلومتر مربع لكن حجمها الكبير يقابله تعداد سكاني ضئيل نسبيا مقارنة بالولايات الأخرى ففي تعداد السكان لعام 1990 كانت ألاسكا في المرتبة 49 من حيث عدد السكان في الولايات الأمريكية، وفقط ولاية وايومنغ كانت أقل منها سكانا، في إحصاء عام 1980 كان عدد السكان 400481 وفي إحصاء عام 2000 بلغ عدد سكان الولاية 626,932 نسمة. تتميز ألاسكا أنها ولاية منفصلة عن بقية أراضي الولايات المتحدة، فهي تقع شمال غرب كندا، ويفصلها عن ولاية واشنطن 500 ميل (800 كيلومتر) من الأراضي الكندية. اشترتها الولايات المتحدة من روسيا القيصرية سنة (1284 هـ -1867 م) بسبعة ملايين ومائتي ألف دولار وتم اعتمادها رسميا كولاية في 3 يناير 1959 حيث كان ترتيبها 49 في عدد الولايات آنذاك، لذلك غالبا ما يسمي الألاسكيون باقي الولايات بال48 السفلى. يعتقد أن كلمة ألاسكا نحتت من كلمة إلياسكا Alyeska، بمعنى الأرض الأكبر أو الأرض الأم في لغة شعب الألويت الإسكيمو. تحدها المقاطعتان الكنديتان يوكون وكولومبيا البريطانية من الشرق، خليج ألاسكا والمحيط الهادي من الجنوب، بحر بيرنغ، مضيق بيرنغ، وبحر تشوكشي من الغرب، المحيط المتجمد الشمالي وبحر بيوفورت من الشمال. جونو هي عاصمة ألاسكا، وآنكوريج هي أكبر مدينة فيها من حيث تعداد السكان. مدن سيتكا، جونو، وأنكوريج بالترتيب هي أكبر مدن الولايات المتحدة الأمريكية من حيث المساحة. أقصى نقطة في غرب ألاسكا تبعد عن الحدود الروسية 51 ميل (82 كيلومتر) فقط. أما جزيرة دايوميد الصغرى التابعة لألاسكا وتقع في بحر بيرنغ فهي فقط تبعد ميلين ونصف (4 كيلومتر) عن جزيرة دايوميد الكبرى والتي تتبع روسيا إدارياً. وبذلك تكون هاتان النقطتان أقرب ملتقى بين أمريكا الشمالية وآسيا. الجغرافيا. تملك ألاسكا خطا ساحليا أطول من الخطوط الساحلية لكل الولايات الأمريكية الأخرى مجتمعة. وهي الولاية الأمريكية الوحيدة غيرُ المتصلةِ بباقي الولاياتِ المتحدة في قارة أمريكا الشمالية لأن حوالي 500 كم من كولومبيا البريطانية (كندا) تفصلُ ولاية ألاسكا عن ولاية واشنطن. لذلك فإن ألاسكا هي ولاية تابعةٌ للولايات المتحدة مع أنها غير متصلة بها (أي أنها إقليم أوتوكلاف). فهي من الناحية التقنية جزءٌ من القارة الاميركية، ولكنها ليست مُدرجةً في الاستخدام الجغرافي العام في أغلب الأحيان. إذن فألاسكا ليست جزءا من "الولايات المتحدة المتصلة"، والتي غالبا ما يطلق عليها الولاياتُ "التاسعة وأربعون الأدنى". مدينةُ جانيو هي عاصمةُ الولاية، وتقعُ على البر الرئيسي لقارة أمريكا الشمالية، لكنها ليست متصلةً بريا بباقى شبكةِ الطرق الرئيسية في أمريكا الشمالية. الولاية محدودة ٌمن الشرق بإقليم يوكون وكولومبيا البريطانية (و اللتان هما منطقتان في كندا)، ومحدودةٌ من الجنوب بخليج ألاسكا والمحيط الهاديء، ومن الغرب ببحر بيرنغ ومضيق بيرنغ وبحر شاكشي، ومن الشمال بالمحيط المتجمد الشمالي. مياهُ آلاسكا الإقليمية على اتصالٍ مع المياه الإقليمية الروسية عن طريق مضيق بيرينغ، حيث المسافة بين الجزر الروسية والجزر الألاسكية صغيرة. ولأن الولايةَ تمتدُ في نصف الكرة الأرضية الشرقي، فهي تُمثل حرفيا الناحية الأقصى شرقا ًوالأقصى غرباً للولايات المتحدة، كما أنها أيضا الناحية الأقصى شمالاً. ألاسكا هي أكبرُ الولايات المتحدة من حيثُ مساحة الأرض، فمساحتها حوالي، فهي أكبرُ بكثير من ولاية تكساس، والتي هي ثاني أكبرُ ولاية أمريكية. وقد حدد الجيولوجيون ألاسكا كجزء من منطقة رانجيليا وهي منطقةٌ كبيرةٌ تتكون من العديد من الولايات والمقاطعات الكندية في شمال غرب المحيط الهادئ، وهي خاضعةٌ لشكل ٍ نشط ٍ من البناء القاري. ألاسكا أكبر حجما من كل دول العالم ذات السيادة ما عدا ثمانية عشرة دولة. لو أخذنا المياه الإقليمية في الحسبان، فإن ألاسكا أكبرُ من مجموع مساحة أكبرُ ثلاثةِ ولايات ٍ تليها في الحجم: ولايةٌ تكساس، وولاية كاليفورنيا، وولاية مونتانا. كما أنها أكبر من مجموع مساحة أصغر اثنين وعشرين ولايةً أمريكية. أحد المخططات لوصف الولاية جغرافيا هو وصف المناطق فيها: تهيمن محمية ألاسكا البحرية الوطنية للحياة الفطرية على الركن الشمالى الشرقي من ولاية ألاسكا، والتي تغطي أكثر من 70 ألف كم مربع.و يغطي احتياطي البترول الوطني جزءا كبيرا من شمال غرب ألاسكا، الذي هو نحو 90 ألف كم مربع. يعتبر القطب الشمالي أنأى بريات ألاسكا. فيبتعد موقع الاحتياطي الوطني للنفط في ألاسكا 190 كم عن أي مدينة أو قرية، ولذلك فهو النقطة الجغرافية الأخلى من السكان الدائمين على البر الرئيسى للولايات المتحدة. جزر الفئران هي جزر في غرب المنطقة الألوشية على مسافة أكثر من 320 كم من المستوطنتين الصغيرتين "أتو" و"أداك"، ولذلك فمنطقة جزر الفئران ربما تكون أكثر الأماكن وحدة في الولايات المتحدة أيضا. وقد فجرت الولايات المتحدة قنبلة نووية تحت الأرض هنا في عام 1971، على جزيرة أميتشكا. تمتلك ألاسكا عددا لا يحصى من الجزر، والذي يجعل لها ما يزيد عن 50 ألف كم من الخطوط الساحلية. فسلسلة جزر ألوشيان تمتد غربا من الطرف الجنوبي لشبه جزيرة ألاسكا. ويوجد بهذه الجزر الكثير من البراكين النشطة.فعلى سبيل المثال، جزيرة "يونيماك" هي موطن جبل "شيشالدين"، وهو بركانٌ يلتهبُ أحيانا مقرُهُ 3000 مترا فوق شمال المحيط الهادئ. هذا البركان هو من أكثر البراكين مثالية ً مخروطيةً على الأرض، فمخروطيته تفوق مثالية ما عليه جبل فوجي في اليابان. تمتد هذه السلسلة من البراكين إلى جبل سبار غرب مدينة أنكوريج على البر الرئيسي. فألاسكا تمتلك براكين أكثر من أي من الولايات الأمريكية الأخرى الخمسين. يحدث واحدٌ من أكبر تحركات المد والجزر في العالم في ذراع تيرناجين، وهو إلى الجنوب من مدينة أنكوريج مباشرة—فيمكن أن تكون الاختلافات في المد والجزر فيه أكثر من 10 أمتار.(وتقول مصادر عديدة أن تيرناجين لديها ثاني أكبر مد في أمريكا الشمالية، ولكن العديد من المناطق في كندا لديها تحركاتٌ أكبرُ من المد والجزر). لدى ألاسكا أكثر من ثلاثة ملايين بحيرة. ويغطي البيرمافروست (التربة التي تصل حرارتها للصفر المئوي أو 32 درجة على مقياس فهرنهايت) الأراضي الرطبة وأراضي المستنقعات، على مساحة ما يقارب 500 ألف كم مربع (ومعظمها في شمال وغرب وجنوب غرب الأرض المسطحة). أما المياه المجمدة فهي على شكل أنهار جليدية، وتغطي نحو أربعين ألف كم مربع من الأرض وثلاثة ألاف كم مربع من مناطق المد والجزر. يقع مجمع بيرنغ الجليدى بالقرب من الحدود الجنوبية الشرقية مع منطقة يوكون في كندا، ويشمل حوالي ستة ألاف كم مربع وحده. بامتلاكها أكثر من 100 ألف نهر جليدي، تمتلك ألاسكا نصف الأنهار الجليدية في العالم. يهرول خط التاريخ الدولي غربا إلى ال180 درجة للحفاظ على الولاية وقارة أمريكا الشمالية بأسرها في إطار نفس اليوم القانوني. وفقا لتقرير ٍمن مكتب الولايات المتحدة لإدارة الأراضي في تشرين الأول / أكتوبر 1999، تملك حكومة الولايات المتحدة الاتحادية حوالي 65 ٪ من ألاسكا وتديرها كأملاك عامة، بما في ذلك العديد من الغابات والمنتزهات الوطنية، ومحميات الحياة الفطرية الوطنية. ويدير مكتب إدارة الأراضي 87 مليون فدان (350,000 كيلومتر مربع) من هذه الأراضي، أو 23.8 ٪ من الولاية. كما تدير "خدمة الولايات المتحدة للأسماك والأحياء البرية" عمل "اللجنة الوطنية القطبية للحياة الفطرية". وهي أكبر محمية للحياة البرية في العالم، حيث تقع على مساحة 65 كم مربع. تملك ولاية ألاسكا 410 ألف كم مربع مما تبقى من مساحة الأرض، أما ال180 ألف كم مربع أخرى فهي مملوكة لإثني عشر مؤسسة إقليمية وعشرات الشركات المحلية التي أنشئت في إطار قانون تسوية مطالبات سكان ألاسكا الأصليين. وهكذا، وبطريقة غير مباشرة، تم تمليك 84000 من سكان ألاسكا الإسكيمو والأليوشيون والهنود الحمر تــُـسعَ مساحة الولاية. وتمتلك عدة جهات خاصة ما تبقى من الأرض، ويبلغ ذلك نحو واحد في المئة من الولاية. تنقسم ألاسكا إداريا إلى أقاليم إدارية بدلا من مقاطعات أو دوائر. وتقوم هذه الأقاليم بالمهمة نفسها، ولكن في حين تستخدم بعذ الولايات ثلاثة مستويات تـُـمَكنُ اللامركزية في نظام الإدارة (الولاية - المقاطعة - مجلس المدينة)، فإن ألاسكا تستخدم مستويين فقط وهما الولاية - الإقليم الإداري. ونظرا لانخفاض الكثافة السكانية فإن معظم الأراضي تقع في الإقليم غير المنظم والذي، كما يوحي الاسم، ليس لديه إدارة خاصة به، ولكنه يدار مباشرة من قبل حكومة الولاية. حاليا وفق تعداد عام 2000 (57.71 ٪ من ألاسكا في هذا الإقليم غير المنظم بعد) ويقطن فيه 13.05 ٪ من عدد السكان. ولخدمة الأغراض الإحصائية، قام مكتب تعداد الولايات المتحدة بتقسيم هذا الإقليم إلى مناطق تعداد. دمجت مدينة أنكوريج إدارة المدينة مع حكومة "إقليم منطقة أنكوريج الكبرى" في عام 1975 لتشكيل بلدية أنكوريج، والتي تحتوي على المدينة ومجتمعات مدن إيجلريفر وشوجياك، بيترز كريك، جيردوود، وبيرد، وانديان. تملك مدينة فيربانكس إقليما منفصلا (نورث ستار فيربانكس بورو) أو إقليم فيربانكس نورث ستار، كما تملك بلدية منفصلة هي بلدية مدينة فيربانكس. المناخ. المناخ في مدينة جانيو وفي جنوب شرق "يد المقلاة" هو مناخ يتناسب مع متوسط خطوط العرض والمناخ المحيطي (نسبة للمحيطات). تصنيف المناخ هو كوبين Cfb في الأجزاء الجنوبية وكوبين Cfc في الأجزاء الشمالية. وعلى أساس ٍسنوي، فإن يد المقلاة هي المنطقة الأكثر بللاً وحرارة ً في ولاية ألاسكا مع اعتدال درجات حرارتها في فصل الشتاء وارتفاع معدل هطول الأمطار فيها على مدار السنة. يصل جانيو في المتوسط ما يزيد على 50 بوصة من الأمطار سنويا، في حين أن مناطق أخرى قد تحصل على أكثر من 275 بوصة سنويا. وهذه أيضا هي المنطقةُ الوحيدةُ في ألاسكا التي يبلغ متوسط درجة الحرارة القصوى نهارا فيها ما يفوق درجة التجمد خلال أشهر الشتاء. مناخ مدينة أنكوريج وجنوب وسط ألاسكا هو مناخ متوسط بالنسبة لمعايير المناخ في ألاسكا وذلك لقرب المنطقة من ساحل البحر. وفي حين أن المنطقة تتلقى قدرا أقل من المطر مما يحصل في جنوب شرق ولاية ألاسكا، ولكنها تحصل على قدر أكبر من الثلوج، وتميل أيامها أن تكون أكثر صفاءً. وفي المتوسط، تتلقى مدينة أنكوريج 16 بوصة من الأمطار سنويا، ونحو 75 بوصة من الثلوج، على الرغم من وجود مناطق في جنوب المنطقة المركزية تتلقى قدرا أكبر بكثير من الثلوج. المناخ دون الشبه بمناخ القطب الشمالي (مقياس كوبين Dfc) نظرا إلى صيفها البارد القصير. مناخ ألاسكا الغربية ينبني في جزءٍ كبير ٍمنه على بحر بيرينغ وخليج ألاسكا. وهو مناخ ٌدونَ الشبهِ بالقطب الشمالي ومُحيطي في الجنوب الغربي، ومناخٌ دون الشبه بالقطب الشمالي وقاري عندما نبتعد إلى الشمال. درجة الحرارة معتدلة نوعا ما بالرغم من وجود المنطقة شمالا. هذه المنطقة بقدر كبير من التنوع في تهطال الأمطار. الجانب الشمالي من شبه جزيرة سيوارد عبارة عن صحراء فتهطال المطر فيها أقل من 10 بوصة من الأمطار سنويا، في حين أن بعض المواقع الموجودة بين ديلينجهام وبيثيل متوسط أمطارها نحو 100 بوصة من الأمطار سنويا. مناخ المناطق الداخلية من ألاسكا هو قطب شمالي ثانوي. بعض أعلى وأدنى درجات الحرارة في ألاسكا تحدث في أنحاء قريبة من منطقة فيربانكس. الصيف قد تصل درجات الحرارة فيه إلى 90 ° فهرنهايتية (الثلاثينات المنخفضة إلى الثلاثينات المتوسطة وفق المقياس السلسيوسي)، أما في الشتاء فيمكن أن تقل درجات الحرارة إلى -60 ° فهرنهايت (أي -52 درجة مئوية سلسيوسية). التهطال ضئيل في ألاسكا الداخلية، وكثيرا ما تكون أقل من 10 بوصات في السنة، ولكن مهما يهطل من أمطار في فصل الشتاء فتميل إلى البقاء في فصل الشتاء بأكمله. أعلى وأدنى درجة حرارة سجلت في ألاسكا تم تسجيلها في المناطق الداخلية. فكان أعلاها 100 ° فهرنهايت (38 مئوية) في فورت يوكون (التي ليست سوى 13 كم داخل الدائرة القطبية) في 27 يونيو 1915، وتتعادل إذا مع باهالا في هاواي حيث أدنى درجات الحرارة العالية في الولايات المتحدة الأمريكية. وأدنى درجة حرارة سُجــِـلت رسميا في ألاسكا هي -80 ° (-62 درجة مئوية) في بروسبكت كريك يوم 23 يناير لعام 1971، وهذا التسجيل يفوق درجة واحدة على أدنى درجة حرارة سجلت في قارة أمريكا الشمالية (في مدينة سناج في منطقة يوكون في كندا). المناخ في أقصى شمال ولاية ألاسكا هو قطبي شمالي(مقياس كوبين ET) وذلك مع فصول شتاء طويلة باردة جدا وفصول صيف قصيرة باردة. حتى في تموز / يوليو، كان متوسط درجة الحرارة المنخفضة في بارو 34 ° فهرنهايتية (1 درجة مئوية). هطول الأمطار خفيفٌ في هذا الجزء من ولاية ألاسكا، فالا لا يزيد متوسط التهطال في أماكن كثيرة ٍعن 10 بوصاتٍ في السنة، ومعظمها على شكل ثلج يبقى على الأرض تقريبا في كامل العام. التاريخ. أول اتصال تم بين أوروبا وألاسكا حدث في عام 1741، عندما قاد فيتوس بيرنغ حملة للقوات البحرية الروسية على متن السفينة سانت "بيتر." وبعد أن عاد الطاقم إلى روسيا وهم يحملون فراء قضاعة البحر (و الذي يعتبر أفضل أنواع الفراء في العالم) بدأت الجمعيات الصغيرة لتـُـجار الفراء في الإبحار من سواحل سيبيريا نحو جزر ألوشيان. تأسست أول مستوطنة أوروبية دائمة في عام 1784، ونفذت الشركة الروسية الأمريكية برنامجا استعماريا موسعا في أوائل إلى منتصف القرن الثامن عشر. كانت نيوأرشينجل على جزيرة كودياك أول عاصمة لألاسكا، ولكن مدينة سيتكا أصبحت عاصمة لقرن من الزمان في إطار حكم كلاً من روسيا والولايات المتحدة.لم يستعمر الروس ألاسكا أبدا ولم تكن المستعمرة مُربحة من الأصل.قام ويليام ه. سيوارد، وزير الخارجية الأمريكي، بالتفاوض على شراء ألاسكا في عام 1867 بسعر 7.2 مليون دولار. كان الجيش هو الذي يحكم ألاسكا لأعوام، وكان إقليماً غير رسمي للولايات المتحدة من عام 1884. و في 1890، أدى وجود الذهب في ألاسكا ومنطقة يوكون القريبة بجلب الآلاف من عمال المناجم والمستوطنين إلى ألاسكا. ومُنحت ألاسكا وضعاً إقليمياً رسمياً عام 1912. وفي هذا الوقت تم نقل العاصمة إلى جانيو. خلال الحرب العالمية الثانية، ركزت الحملة على ثلاثة جزر ألوشيانية خارجية وهي جزر أتو وأجاتو وكيسكا، والتي غزتها القوات اليابانية واحتلتها بين يونيو 1942 وأغسطس 1943. وأصبح ميناء أنألاسكا-داتش قاعدة هامة لسلاح الجو في الجيش الاميركي ولطاقم الغواصة البحرية الأمريكية. تضمن برنامج الولايات المتحدة للإعارة والإجارة طيران مقاتلات حربية عن طريق كندا إلى فيربانكس ومن ثم منطقة نوم. واستولى الطيارون الروس على هذه الطائرات واستخدموها لمكافحة الغزو الألماني على روسيا. وساهم بناء القواعد العسكرية في زيادة عدد السكان في بعض مدن ألاسكا. تمت الموافقة على قيام الولاية في عام 1958. وتم إعلان ألاسكا ولاية رسمية في 3 يناير 1959. في عام 1964، أدى "زلزال الجمعة الحزينة"واسع النطاق إلى قتل 131 شخصا وتدمير عدد من القرى، وذلك نتاجا أساسياً لموجات المد المسماة "تسونامي". وهذا هو ثاني أقوى زلزال سجل في تاريخ العالم، مع حجم لحظي يعادل 9.2. وكان أقوى بمئة مرة من زلزال سان فرانسيسكو عام 1989. ولحسن الحظ، فإن مركز الزلزال كان في منطقة غير مأهولة بالسكان أو كان الزلزال قد قتل آلافاً آخرين. أدى اكتشاف النفط في حقل برودو بأي عام 1968 والانتهاء من خط انابيب ترانس ألاسكا في عام 1977 إلى طفرة نفطية. في عام 1989، اصطدمت حاملة النفط "إكسون فالديز" بالشعب المرجانية في مضيق الأمير ويليام، مما أدى إلى سكب 11 مليون جالون أمريكي من النفط الخام على مدى أكثر من 1,100 ميل (1,600 كلم) من الخط الساحلي. واليوم، فإن المعركة دائرة بين فلسفات التنمية وفلسفات المحافظة، في إطار جدل في النقاش حول التنقيب عن النفط في المحمية الوطنية القطبية للحياة الفطرية. دراسات وإحصائيات سكانية. قدر مكتب التعداد بالولايات المتحدة، اعتبارا من 1 يوليو 2008، عدد سكان ألاسكا ب 686293 قاطن. وهو ما يمثل زيادة قدرها 59٬361، أو 9.5 في المائة، منذ آخر تعداد في عام 2000. ويشمل ذلك الزيادة الطبيعية منذ آخر تعداد لل60.994 شخص (أي ولادات تقدر ب86.062 ناقص وفيات تقدر ب 25.068)، ونظرا لانخفاض بسبب وجود صافي هجرة ل5.469 شخص إلى خارج الولاية. أدت الهجرة من خارج الولايات المتحدة إلى زيادة صافية قدرها 4,418 شخصا، والهجرة داخل البلد أنتجت نقصا صافيا يقدر ب 9.887 شخص. وفي عام 2000 وقعت ألاسكا في المرتبة الثامنة والأربعين من أصل الخمسين ولاية من حيث عدد السكان، سابقة بذلك تعداد ولايتي فيرمونت ووايومنغ (و واشنطن العاصمة). فهي إذا ولاية ذات كثافة سكانية ضئيلة، وهي واحدة من أكثر المناطق قليلة السكان في العالم، وذلك بوجود 1.0 شخص للميل المربع الواحد (0.42/km ²)، بينما الولاية التي تليها، وايومنغ، ففيها 5.1 أشخاص لكل ميل مربع الواحد (1.97 / كم ²). وهي أكبر الولايات المتحدة بحسب مساحة الأرض، كما أنها أغنى سادس ولاية (من حيث دخل الفرد). العرق والنسب. وفقا لتعداد الولايات المتحدة لعام 2000، كون الأمريكيون البيضُ 69.3 ٪ من سكان ألاسكا. بينما كون السود أو الأفارقة الاميركيون نسبة 3.5 ٪ من سكان ألاسكا. وبالإضافة إلى ذلك، هنود أمريكا هم أكبر مجموعات الأقليات في ألاسكا، ويكونون15.6 ٪ من سكان ألاسكا. ويكون الأمريكيون الآسيويون 4.0 ٪ من سكان ألاسكا. السكان التي أصولهم من جزر المحيط الهادئ يمثلون نسبة 0.5 ٪ من سكان ألاسكا. بعض الأفراد من الأعراق الأخرى يكونون 1.6 ٪ في حين أن الأفراد من عرقين أو أكثر يمثلون 5.4 ٪ من سكان الولاية. وبالإضافة إلى ذلك، فالسكان من أصل إسباني أو لاتيني يمثلون 4.1 ٪ من سكان ألاسكا. و من حيث النسب، فالألمانيون الأمريكيون هم أكبر مجموعة عرقية في ألاسكا، حيث يمثلون 16.6 ٪ من سكان ألاسكا، وهم الجماعة العرقية الوحيدة في الولاية الذين يفوق عددهم المئة ألفا. يُكون الأيرلندية الاميركية 10.8 ٪ في حين أن سكان ألاسكا الإنجليزيون الأمريكيون يمثلون 9.6 ٪ من سكان الولاية. النرويجيون الأميركيون يمثلون 4.2 ٪ من سكان ألاسكا والفرنسيون الأميركيون 3.2 في المئة من سكان الولاية. بناء على المسح الذي أجراه مكتب الإحصاءات الأمريكي لإحصاء الطوائف الأمريكية للفترة 2005-2007 فإن البيض الاميركيون يمثلون 68.5 ٪ من سكان ألاسكا. والسود أو الأمريكيون من أصل أفريقي يمثلون 3.8 ٪ من سكان ألاسكا. الهنود الحمر وسكان ألاسكا الأصليين يمثلون 13.4 ٪ من سكان ألاسكا؛ وهي ما زالت أكبر أقلية. الآسيويون الاميركيون يُـكونون 4.6 ٪ من سكان ألاسكا. والسكان من أصول في جزر المحيط الهادئ ما زالوا يمثلون 0.5 ٪ من سكان الولاية. بعض الأفراد من الأعراق الأخرى يكونون 1.9 ٪ من سكان ألاسكا بينما الأفراد الذين من عرقين أو أكثر يـُكونون 7.2 ٪ من سكان الولاية. والذين من أصل إسباني أو لاتيني هم 5.5 ٪ من سكان ألاسكا. و من حيث النسب، فإن الألمانيون الأمريكيون ما زالوا يمثلون أكبر مجموعة عرقية في ولاية ألاسكا، فهم 19.3 ٪ من السكان، ولا يزالون الجماعة العرقية الوحيدة في الولاية التي يفوق تعدادها المئة ألف عضو.يمثل الأيرلنديون الاميركيون 12.5 ٪ في حين أن سكان ألاسكا الإنجليزيون الأميركيين يمثلون 10.8 ٪ من سكان الولاية. ظل النرويجوين الأميركيون عند 4.2 ٪ والفرنسيون الأميركيون عند 3.6 ٪ من سكان الولاية. اللغات. وفقا لاستقصاء الطوائف الأمريكية 2005 -2007 فإن 84.7 ٪ من السكان فوق سن الخامسة يتكلمون الإنجليزية فقط في المنزل. وحوالي 3.5 ٪ يتحدثون الإسبانية في الداخل. وحوالي 2.2 ٪ يتكلمون لغة هندية أوروبية غير الإسبانية في المنازل، وحوالي 4.3 ٪ يتكلمون اللغة الآسيوية في المنزل. وحوالي 5.3 ٪ يتكلمون اللغات الأخرى. ما مجموعه 5.2 ٪ من سكان ألاسكا يتحدثون واحدة من إثني وعشرين لغة أصلية في ألاسكا، والتي تعرف محليا باسم "اللغات المحلية". تنتمي هذه اللغات إلى أسرتي لغات رئيسيتين : اللغات الأسكيمو - أليوتية واللغات النا-ديني. ولأن ألاسكا وطن هاتين الأسرتين من اللغات الرئيسية في أمريكا الشمالية لذلك وصفت ألاسكا بأنها مفترق طرق للقارة، وأن ذلك يقدم دليلا أن استقرار أمريكا الشمالية كان قريبا عبر جسر بيرينغ البري. الدين. تم تحديد ألاسكا، إلى جانب الولايات شمال غرب المحيط الهادئ ولايتا واشنطون وأوريغون أنهم أقل الولايات تدينا في الولايات المتحدة ووفقا للإحصاءات التي جمعتها رابطة محفوظات البيانات الدينية فلا يزيد أعضاء الطوائف الدينية عن حوالي 39 ٪ من سكان ألاسكا. فكان للبروتستانت الانجليكانيين 78070 عضوا، وللروم الكاثوليك 54359، ولعامة البروتستانت 37156. وبعد الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين، فإن أكبر الطوائف الدينية هي طائفة كنيسة يسوع المسيح لقديسي اليوم الأخير (المورمون / إل-دي-إس) فكان تعدادهم 29460. أما المعمدانيون الجنوبيون فكانوا 22959، بينما بلغ تعداد الأرثوذكس 20000. ويرجع العدد الكبير للسكان الأرثوذكس الشرقيون (و الذين يملكون 49 من الأبرشيات ويصل عدد أتباعهم إلى 50000) نتيجة للاستعمار الروسي المبكر والعمل التبشيري بين سكان ألاسكا الأصليين. أنشئت أول كنيسة أرثوذكسية روسية في كودياك في عام 1795. وساعد التزاوج مع سكان ألاسكا الأصليين المهاجرين الروس على الاندماج في المجتمع. ونتيجة لذلك، فإن المزيد والمزيد من الكنائس الأرثوذكسية الروسية ترسخت داخل ألاسكا. وتملك ألاسكا أيضا أكبر تعداد للكويكر (بالنسبة المئوية) في أي ولاية أمريكية. في عام 2003 كان هناك 3000 من اليهود في ألاسكا (و الذين بإمكان إتباعهم لتقاليد الميتزافا بإثارة مشاكل خاصة). ويشارك هندوس ألاسكا أماكن الاحتفالات مع أفراد الطوائف الدينية الأخرى بما فيهم السيخ والجاينز. الاقتصاد. ] بلغ الناتج الإجمالي للولاية في عام 2007 ما قيمته 44.9 مليار دولار، والخامس والأربعين على مستوى الدولة. وبلغ نصيب الفرد من الدخل الشخصي لعام 2007 $ 40042، وهو الخامس عشر على مستوى الدولة.تهيمن قطاعات النفط والغاز على الاقتصاد في ألاسكا، حيث أن أكثر من 80 ٪ من إيرادات الدولة تأتي من استخراج النفط. صادرات ألاسكا الرئيسية (باستثناء النفط والغاز الطبيعي) هي المأكولات البحرية، وفي مقدمتها سمك السلمون، سمك القد، والبولوك وسرطان البحر. لا تمثل الزراعة سوى جزء ضئيل من اقتصاد ألاسكا. فالإنتاج الزراعي هو أساسا للاستهلاك داخل الولاية، ويشمل مخزون الحضانة، ومنتجات الألبان والخضار والماشية. أما التصنيع فهو محدود فمعظم المواد الغذائية والسلع هي مستوردة من أماكن أخرى. يتم التوظيف في المقام الأول في قطاع الحكومة والصناعات مثل استخراج الموارد الطبيعية وقطاع النقل البحري والمواصلات. وتشكل القواعد العسكرية مكونا هاما للاقتصاد في كل من مدينة أنكوريج وفيربانكس. كما أن الإعانات الفيدرالية هي أيضا جزءٌ مهمٌ من الاقتصاد، وتسمح للولاية بالحفاظ على الضرائب المنخفضة. نواتج ألاسكا الصناعية هي النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم والذهب والمعادن النفيسة والزنك وغيرها من مستخرجات التعدين، كمل تأتي نواتج صناعية من معالجة المنتجات البحرية، والخشب والمنتجات الخشبية. هناك أيضا تزايد في قطاعي الخدمات والسياحة. وقد ساهم السياح في الاقتصاد المحلي عن طريق دعم السكن المؤجر. الطاقة. لدى ألاسكا الكثير من موارد الطاقة. فاحتياطيات النفط والغاز الرئيسية موجودة في منحدر ألاسكا الشمالي (ANS)، وأحواض منطقة فتحة كوك. ووفقا لإدارة معلومات الطاقة، فإن ألاسكا في المرتبة الثانية في البلاد في إنتاج النفط الخام. ويعد برودو بأي الكائن على منحدر ألاسكا الشمالي هو من أعلى حقول النفط في الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الشمالية عائدا نفطيا، وعادة ما ينتج 40000 برميل يوميا (64000 متر مكعب في اليوم). يضخ حوالي 2.1 مليون برميل (330000 متر مكعب) من النفط الخام عبر خط انابيب "ترانس ألاسكا" يوميا، أي أكثر من أي خط انابيب للنفط الخام في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرا هائلا من رواسب الفحم موجود في أحواض فحم ألاسكا القارية وشبه القارية والليجنيتية. تقدر دائرة الولايات المتحدة للمسح الجيولوجي أن هناك 85.4 تريليون قدم مكعب من هيدرات الغاز الطبيعي غير المكتشف، والقابل للاستخراج من الناحية الفنية على المنحدر الشمالي في ألاسكا. كما تقدم ألاسكا بعض أعلى إمكانات الطاقة الكهرمائية في البلاد من العديد من الأنهار. ومناطق كبيرة من سواحل ألاسكا توفر احتمالات الاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية كذلك. يعتمد اقتصاد ألاسكا اعتمادا كبيرا على الديزل الذي تتزايد تكلفته كوقود للتدفئة، والنقل، والطاقة الكهربائية والضوء. وعلى الرغم من وجود طاقة الرياح والطاقة الكهرمائية الوفيرة غير مستغلة، فإن المقترحات لإيجاد أنظمة طاقة على صعيد الولاية (مثلا بأجهزة كهربائية قليلة التكلفة المسماة interties) اعتبرت غير اقتصادية (في وقت التقرير، عام 2001) نتيجة لانخفاض أسعار الوقود(أقل من دولار 0.50/Gal)، وطول المسافات وضئالة عدد السكان. تكلفة جالون من الغاز في مناطق ألاسكا الحضرية اليوم عادة ما يكون قدرها أعلى بقيمة 0.30 - 0.60 دولار من المتوسط الوطني؛ والأسعار في المناطق الريفية بشكل عام هي أعلى بكثير ولكنها تتفاوت كثيرا تبعا لتكاليف النقل وذروات الاستخدام الموسمية، ومدى قرب البنية التحتية النفطية وعوامل أخرى كثيرة. تقدم ألاسكا 1 / 5 (20 ٪) من إجمالي إنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة الأمريكية. ويقدم برودو بأي (أكبر حقل نفط في اميركا الشمالية) ما يمثل 8 ٪ من الولايات المتحدة لإنتاج النفط المحلي. صندوق الدعم الدائم. صندوق ألاسكا للدعم الدائم هو تخصيصٌ مقننٌ تشريعيا تم تأسيسه في عام 1976 لإدارة الفائض من العائدات النفطية والذي جاء بعد تشييد شبكة خطوط الأنابيب عبر ألاسكا المسماة "ترانس ألاسكا". بدأ الصندوق بأصل رئيسي قيمته 734000 $، والذي نما ليصل إلى 40 مليار دولار نتيجة لعائدات النفط وبرامج الاستثمارات الرأسمالية. وابتداء من عام 1982، بدأ دفع العوائد من نمو الصندوق السنوي إلى المستحقين من سكان ألاسكا. تراوحت العوائد بين 331.29 دولار في عام 1984 إلى 3269.00 دولار في عام 2008 (والتي تضمنت ولمرة واحدة 1200 دولار تحت بند "الخصم من الموارد"). يقوم المجلس التشريعي للولاية بأخذ 8 في المئة من أصل الأرباح كل عام، فيرجع 3 في المئة إلى الأصل الرئيسي لمنع التضخم، وتوزع 5 في المئة الباقية على جميع المستحقين من سكان ألاسكا. لاستحقاق عائد من صندوق ألاسكا الدائم يجب أن يكون الفرد قد عاش في الولاية لمدة لا تقل عن 12 شهرا، ومع المحافظة على الإقامة المستمرة. تكاليف المعيشة. طالما كانت تكلفة السلع في ألاسكا أعلى مما هي عليه في الولايات المتجاورة. وقد تغير هذا الوضع بنسبة كبيرة في مدينة "أنكوريج" وإلى حد أقل في فيربانكس، حيث أن تكاليف المعيشة قد انخفضت إلى حد ما في السنوات الخمس الماضية. يحصل موظفو الحكومة الاتحادية، وخاصة عمال دائرة بريد الولايات المتحدة (خدمة البريد الأميركية) والعسكريون في الخدمة، على بدل غلاء معيشة، الذي عادة ما تكون نسبته 25 ٪ من الأجر الأساسي لأن التكاليف المعيشية ما زالت من أعلى المعدلات في البلاد رغم أنخفاضها في الفترة الأخيرة. و قد ساعد في خفض الأسعار استحداث ُ محلات التخزين كبيرة في أنكوريج وفيربانكس (كمحلات وول مارت في آذار / مارس 2004) وجانيو. ولكن مع ذلك، تعاني ألاسكا الريفية من شدة ارتفاع أسعار الغذاء والسلع الاستهلاكية، بالمقارنة مع بقية البلد نظرا لمحدودية البنية التحتية للنقل نسبيا. فكثير من سكان المناطق الريفية يأتون إلى هذه المدن لشراء الأغذية والسلع بالجملة من نوادي المخازن مثل كاستكو ونادى سام. وقد استخدم البعض عروض النقل المجاني لبعض تجار التجزئة على الإنترنت لشراء المواد بأسعار أرخص بكثير مما كان يمكن في مجتمعاتهم المحلية، هذا إذا كانت متاحة من الأصل. الزراعة. الزراعة في ألاسكا قليلة نسبيا بسبب المناخ الشمالي والتضاريس الحادة. ومعظم المزارع موجودة في وادي ماتانوسكا، وهو على مسافة 64 كم شمال شرق أنكوريج، أو على شبه جزيرة كيناي، والتي تبعد 97 كم جنوب غرب انكوريج. يحدُ موسم النمو القصير (100 يوم) من عدد المحاصيل التي يمكن زراعتها. ولكن أيام الصيف المشمسة تجعل مواسم الزراعة منتجة.المحاصيل الرئيسية هي البطاطا والجزر والخس، والكرنب. ويعرض المزارعون إنتاجهم في معرض ولاية ألاسكا. يستخدم فيه الشعار الزراعي"ألاسكا مزروعة". لدى ألاسكا وفرة من الأغذية البحرية، ومصايد أسماكها في بحر بيرنغ وشمال المحيط الهادئ بالدرجة الأولى، والمأكولات البحرية من المواد الغذائية القليلة التي غالبا ما تكون أرخص داخل الولاية عن خارجها. فكثير من سكان ألاسكا يقومون باصطياد الأسماك من الأنهار خلال موسم السلمون، لجمع كميات كبيرة من الغذاء للكفاف المعيشي، أو للترويح أو للإثنين معا. و نجد أن صيد الوعل والموس والغنم من أجل الرزق ما زال شائعا في الولاية، ولا سيما في المناطق النائية. مثال تقليدي للغذاء الوطني هو الأكوتاك، وهو بوظة الأسكيمو التي تتكون من دهون غزال الرنة وزيت الفقمة ولحم السمك المجفف والتوت المحلي. معظم المواد الغذائية في ألاسكا تـٌنقل إلى الولاية من "الخارج"، ولذا فإن تكاليف الشحن وتقديم الغذاء تجعل الطعام في المدن باهظ التكلفة نسبيا. يعتبر الصيد من أجل الرزق وجمع الغذاء نشاطين أساسيين في المناطق الريفية، لأن استيراد الغذاء باهظ التكاليف بشكل "يحرم" الاستيراد. فتكلفة استيراد المواد الغذائية للقرى تبدأ 0.07 دولار لكل رطل ويرتفع بسرعة ل0.50 دولار أو أكثر لكل رطل غذاء. تكلفة توصيل غالون من الحليب يزن 7 أرطال يكلف نحو 3.50 دولار في العديد من القرى، حيث نصيب الفرد من الدخل يمكن أن يكون 20000 دولار أو أقل سنويا. وتكلفة الوقود لآلات الثلج والقوارب التي تستهلك غالونين من الوقود لكل ساعة يمكن أن تزيد على 8.00 دولار. النقل. الطرق. لا تملك ألاسكا إلا القليل من الطرق الموصلة مقارنةً ببقية الولايات المتحدة. فشبكات الطرق تغطي مساحة صغيرة نسبيا من الولاية، وهي تربط وسط التجمعات السكانية بطريق ألاسكا السريع، وهو الطريق الرئيسي للخروج من الولاية عبر كندا. لا يمكن الوصول إلى عاصمة الولاية، جانيو، عن طريق البر، إلا بعبارة سيارات والذي أجج العديد من المناقشات على مدى عقود، عن نقل العاصمة إلى مدينة على شبكة الطرق، أو بناء طريق ٍ موصلٍ من هينز. ولا يملك الجزء الغربي من ولاية ألاسكا شبكة طرق تربط المجتمعات فيه مع بقية ألاسكا. إحدى السمات الفريدة لنظام طريق ألاسكا السريع هو نفق أنطون أندرسون التذكاري، وهو خط السكة الحديد النشط الذي تم تحديثه مؤخرا ليوفر طريقا ممهدا يربط بين مجتمع ويتير على مضيق الأمير ويليام لطريق سيوارد السريع نحو 80 كم جنوب شرق أنكوريج. وبطول 4 كم كان النفق أطول نفق في أمريكا الشمالية حتى عام 2007. وهذا النفق هو أطول جامع بين طريقٍ ونفقٍ للسكة الحديدية في أمريكا الشمالية. السكك الحديدية. بنيت سكك حديد ألاسكا حول عام 1915 ولعبت دورا رئيسيا في تطوير ألاسكا خلال القرن العشرين. حيث وفرت الهياكل الأساسية لربط النقل البحري في شمال المحيط الهادئ مع المسارات التي تمتد من سيوارد إلى ألاسكا الداخلية مرورا إلى أنكوريج وإلكاتنا ووازيلا وتالكيتنا ودينالي وفيربانكس (بنتوءات موصلة لويتيير) وبالمر والقطب الشمالي. تعرف المدن والبلدات والقرى التي تخدمها سكك حديد ألاسكا بأنها جزء من "حزام الحديد" (Railbelt).في السنوات الأخيرة، أدى التحسن المستمر لنظام الطرق السريعة الممهدة إلى التقليل من أهمية السكك الحديدية بالنسبة لاقتصاد ألاسكا. و السكك الحديدية، بالإضافة إلى شهرة ما تقدمه من جولة صيفية للركاب، تلعبُ دورا حيويا في التنمية في ألاسكا، حيث تقوم بالشحن إلى داخل ألاسكا ونقل الموارد الطبيعية جنوبا (مثل نقل الفحم من مناجم فحم أوزيبيلي والقريبة من هيلي إلى سيوارد، والحصى من وادي ماتانوسكا إلى أنكوريج). السكة الحديدية في ألاسكا هي واحدة من آخر أنظمة السكك الحديدية في أمريكا الشمالية التي تستخدم عربة الفرملة (Caboose) في الخدمة النظامية، فما زالت تــُـستخدم هذه الغربات في بعض القطارات الناقلة للحصى. كما أن الهيئة مستمرة ٌفي تطبيق نظام التوقف عند تحميل أو إنزال الركاب فقط، وذلك على بعض الخطوط فيه، وهو من آخر السكك التي تستخدم هذا النظام في البلاد. يظل جزء من السكة الحديدية يتعذر الوصول إليه برا (طوله حوالي 100 كم) في منطقة شمال تالكيتنا، فيوفر القطار وسيلة المواصلات الوحيدة للبيوت الريفية والكبائن في هذه المنطقة، وحتى بناء طريق باركز السريع في السبعينيات كان القطار هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى المنطقة على مدى الخط كله. في شمال جنوب ألاسكا، يمر ممر وايت وسكة حديد يوكون جزئيا من خلال الولاية، من سكاجواى شمالا إلى كندا (كولومبيا البريطانية، ومقاطعة يوكون) وذلك لعبور الحدود عند "قمة الممر الأبيض" (White Pass Summit). يـُــستخدم الخط الآن في الأغلب من قبل السياح، والذين يأتون غالبا على متن سفينة رحلات من سكاجواى. ظهر هذا الخط في مسلسل في عام 1983 لهيئة الإذاعة البريطانية اسمه "السكك الحديدية الصغيرة العظيمة". النقل البحري. لا تملك معظم المدن والبلدات والقرى في الولاية طريقا سريعا أو طريقة للوصول إليها برا؛ فتصبح وسائل الوصول الوحيدة عن طريق الجو أوالنهر أو البحر. و نظام عبارات ألاسكا المتطور والمملوك للولاية (المعروف باسم طريق ألاسكا البحري) يخدم مدن الجنوب الشرقي، وساحل الخليج وشبه جزيرة ألاسكا. كما يوفر هذا النظام خدمة عبارات تقوم بالنقل من بيلينغهام في ولاية واشنطن إلى برنس روبرت في كولومبيا البريطانية في كندا عبر الممر الداخلي في سكاجواى. تقدم "سلطة العبارات بين الجزر" وصلة بحرية مهمة للعديد من المجتمعات في منطقة جزيرة أمير ويلز في الجنوب الشرقي، وتعمل هذه الهئة بالتنسيق مع هيئة طريق ألاسكا البحري. بدأت السفن السياحية الكبيرة في السنوات الأخيرة بخلق سوق للسياحة الصيفية، وذلك لربطها شمال غرب المحيط الهادئ والجنوب الشرقي للولاية، وبدرجة أقل، ربط المدن الممتدة على ساحل الخليج الشمالي. فعدة مرات في كل صيف، يزيد تعداد سكان كيتشيكان زيادة حادة لبضع ساعات عندما تقوم سفينتان بالرسو وإنزال أكثر من ألف راكب في حين انتظار أربعة سفن أخرى الدور عند المرسى. النقل الجوي. المدن التي لا تـُـخدم برا ولا بحرا ولا من خلال الأنهار لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال الجو أو سيرا على الأقدام أو من خلال المزالج أو آلات الثلج، وذلك أدى إلى تحسين الخدمة الجوية للوصول إلى المناطق النائية - مما أصبح إبداعا للولاية. تخدم العديد من شركات الطيران الكبرى مدينة أنكوريج نفسها، وإلى حد أقل مدينة فيربانكس، بسبب محدودية الوصول السريع، يمسي النقل الجوي الأكثر كفاءة للمواصلات داخل وخارج الولاية. استكملت مدينة أنكوريج مؤخرا إعادة تصميم مطار تيد ستيفنز أنكوراج الدولي على نطاق واسع للمساعدة على استيعاب الطفرة في السياحة (ففي الفترة 2000-2001، وهي آخر سنة تتوفر عنها بيانات، تم عد 2.4 مليون قادم إلى ألاسكا. منهم 1.7 مليون عن طريق النقل الجوي ؛و من هؤلاء 1.4 مليون زائر). من الصعب تقديم الرحلات المنتظمة والصالحة تجاريا إلى معظم القرى والمدن داخل الولاية، لذلك فالرحلات المنتظمة تعتمد بشكل كبير على الدعم من قبل الحكومة الاتحادية من خلال برنامج الخدمة الجوية الضرورية. ألاسكا ايرلاينز (الخطوط الجوية الألاسكية) هي الشركة الرئيسية الوحيدة التي تقدم خدمة السفر داخل الولاية بطائرة خدمة نفاثة (في بعض الأحيان على متن طائرات من طراز بوينغ 737 - 400 ناقلة البضائع والركاب معا) وذلك من مدينة أنكوريج وفيربانكس إلى المحاور الإقليمية مثل بيثيل، ونوم ،و كوتزيبو وديلينجهام وكودياك، وغيرها من المجتمعات المحلية الكبيرة إضافة إلى المجتمعات الرئيسية القاطنة في جنوب شرق ألاسكا وشبه جزيرة ألاسكا. ومعظم ما تبقى من رحلات تجارية تأتي عروضه من شركات الطيران الصغيرة إقليمية مثل "إيرا أفياشن" و"بن إير" و"فرونتير فلاينج سيرفس".بينما تعتمد المدن والقرى الصغيرة على خدمات الطيران المجدولة أو المؤجرة باستخدام طائرات للطيران العام مثل طائرات سيسنا كارافان والتي هي أكثر الطائرات شعبية في الولاية. الكثير من هذه الخدمة يمكن إرجاعه إلى برنامج ألاسكا لالتفاف البريد والذي قام بدعم تسليم البريد بالجملة إلى مجتمعات ألاسكا الريفية.ويتطلب البرنامج أن يذهب 70 ٪ من الدعم إلى الناقلين الذين يقدمون خدمات لنقل الركاب. تمتلك كثير من المجتمعات خدمات طائرات الأجرة الصغيرة كخدمة هادسون آير وتاكسي كانتيشنا آير وتاكسي تالكيتنا آير. نبعت هذه العمليات من الطلب على النقل الخاص إلى المناطق النائية، ولكنها الآن توجه خدماتها إلى السياح بالدرجة الأولى.ولعل أكثر طائرات ألاسكا جوهرية هي طائرة الأدغال البحرية (Bush Seaplane). وتقع أكبر قاعدة لهذه الطائرات في منطقة ليكهود، بالقرب من مطار تيد ستيفنز أنكوراج الدولي، حيث تنطلق الرحلات إلى القرى النائية بلا مهبط للطائرات، حاملة الشحن والركاب والعديد من المواد من المحلات ونوادي المستودعات.لدى ألاسكا أكبر عدد من الطيارين لكل فرد من أي ولاية أخرى: فمما يقدر ب 663.661 من السكان، هناك 8,550 طيار، أي حوالي طيار من كل 78 شخص. وسائل النقل الأخرى. هناك وسيلة نقل أخرى في ألاسكا وهي المزلاج (الذي يجره كلاب).ففي العصور الحديثة (أي فيما بعد منتصف أواخر العشرينات) اعتبرت الزلاجة التي يجرها كلاب رياضة أكثر منها وسيلة للنقل.و تقام لها سباقات في مختلف نواحي الولاية، وأكثر تلك المسابقات شهرة سباق طريق إيديتارود للزلاجات الكلبية، وهو طريق طوله 1150 ميل (1850 كم) من مدينة أنكوريج إلى مدينة نوم (و بالرغم من تغير معيار الأميال من سنة إلى أخرى، تبقى المسافة الرسمية عند 1049 ميل).و يخلد السباق ذكرى هرولة سيرام (هرولة المصل) عام 1925 والذي انطلق فيه متزلجون وكلابٌ (كالكلبين توجو وبالتو) إلى مدينة نوم لإيصال دواء مهم إلى المجتمع المريض بالديفثيريا في نوم عندما فشلت كل وسائل النقل الأخرى. ويأتي المتزلجون من جميع أنحاء العالم إلى أنكوريج في شهر مارس للتنافس على المال والجوائز والسيط. و"سباق المصل" هو سباق مزالج آخر يتبع مسار 1925 بدقة أكبر، منطلقا من نينانا (جنوب غرب فيربانكس) إلى نوم.[30] اعترف الرئيس دوايت ايزنهاور في سيرته الذاتية أنه قد دفع للاعتراف بألاسكا لدخول الاتحاد كولاية جزئيا لأنه أراد فوزا أمريكيا في عام 1959 في بطولة العالم للزلاجة، والذي عقد في فنلندا. فقد كان الزلاجون من الاتحاد السوفييتي يفوزون في السباقات السابقة. في المناطق التي لا يخدمها طرق أو سكك حديدية فإن طريقة النقل الرئيسية في الصيف هي "المركبة لجميع الأراضي" أما في فصل الشتاء فتــُستخدم "آلة الثلج"، كما هو مشار إليها في ألاسكا. القانون والحكومة. حكومة الولاية. شأنها شأن سائر الولايات الأمريكية، تـُـحكمُ ألاسكا بوصفها جمهورية لها فروع الحكومة الثلاثة : السلطة التنفيذية وتتألف من حاكم ولاية ألاسكا والضباط الدستوريون المنتخبين من جهة مستقلة. السلطة التشريعية تتكون من مجلس نواب ألاسكا ومجلس شيوخ ألاسكا ؛ والسلطة القضائية التي تتألف من المحكمة كوكو العليا في ولاية ألاسكا بالإضافة إلى محاكم أدنى. توظف الحكومة ما يقارب 15000 موظف في أنحاء الولاية. و تتألف السلطة التشريعية في ألاسكا من 40 عضوا في مجلس النواب و20 عضوا في مجلس الشيوخ. يخدم أعضاء مجلس الشيوخ لمدة أربعة سنوات، ويخدم أعضاء مجلس النواب لسنتين.كما يخدم حاكم ألاسكا لمدد من 4 سنوات. يُنتخب نائب الحاكم بصورة مستقلة في الانتخابات التمهيدية، ولكن المرشح لنائب الحاكم والمرشح لمنصب الحاكم ينتخبان معا على نفس البطاقة. هناك أربعة مستويات لنظام محاكم ألاسكا: المحكمة العليا في ولاية ألاسكا، ومحكمة الاستئناف، والمحاكم العليا والمحاكم المحلية. تعد المحاكم العليا والمحلية محاكم قضائية.المحاكم العليا هي المحاكم ذات الولاية العامة، في حين أن المحاكم المحلية هي للاستماع إلى أنواع معينة من القضايا فقط، بما في ذلك قضايا الجنح وفي القضايا الجنائية والمدنية التي تصل قيمة الخصومة فيها إلى 100000 دولار. وتعد المحكمة العليا ومحكمة الاستئناف محاكم استئنافية.مطلوب من محكمة الاستئناف النظر في الطعون المقدمة في بعض قرارات المحاكم الأدنى، بما في ذلك ما يتعلق بالمحاكمات الجنائية، وجنوح الأحداث، والمثول أمام القضاء. تنظر المحكمة العليا في دعاوى الاستئناف المدنية وقد يتراءى لها النظر في استئنافات القضايا الجنائية. سياسة الولاية. على الرغم من دخول ألاسكا الاتحاد بميل ديمقراطي، فمنذ أوائل السبعينيات وتتسم ميولها بالجمهورية مع وجود اتجاهات تحررية قوية. فكثيرا ما عملت المجتمعات السياسية المحلية على قضايا ذات صلة باستخدام الأراضي وصيد الأسماك والسياحة والحقوق الفردية.كان سكان ألاسكا الأصليون ذوي نشاط في الشركات المحلية وذوي تنظيم داخل مجتمعاتهم وخارجها.وقد منحوا الملكية على مساحات كبيرة من الأراضي، والتي تحتاج إلى رعاية. ألاسكا هي الولاية الوحيدة حيث امتلاك أونصة أو أقل من المارويجوانا في البيت متوافق مع قانون الولاية، مع وجود القوانين الفيدرالية التي ما زالت تحظر ذلك. تملك الولاية حركة استقلال تؤيد التصويت لانفصال الولاية عن الاتحاد، وذلك مع حزب استقلال ألاسكا المصنف على أنه واحد من "أهم الأحزاب الثالثة العاملة على مستوى الولايات في القرن العشرين." كان معظم حكام ألاسكا من المحافظين الجمهوريين، ولكن البعض لم يكن دائما ينتخبُ تحت الشعار الجمهوري الرسمي. فعلى سبيل المثال، انتخب الحاكم الجمهوري والي هيكل انتخب لمنصبه لفترة ولاية ثانية في عام 1990 بعد خروجه من الحزب الجمهوري وانضمامه إلى حزب استقلال ألاسكا لفترة بما يكفي لإعادة انتخابه. وبعد ذلك انضم رسميا للحزب الجمهوري مرة أخرى في عام 1994. الضرائب. تعتمد ألاسكا على العائدات النفطية والإعانات الإتحادية بالدرجة الأولى لتمويل العمليات الحكومية. وهذا يتيح لها الحصول على أدنى عبء ضريبي للفرد في الولايات المتحدة، وبذلك فهي واحدة من خمسة ولايات فقط ليس فيها ضرائب على المبيعات، وواحدة من سبعة ولايات لا تأخذ ضريبة على الدخل، وإحدى ولايتين ليس فيها الإثنين. تقدم إدارة شعبة الإيرادات الضريبية تقارير دورية عن مصادر ايرادات الولاية. وتقدم الإدارة استعراضا سنويا لعملياتها، بما في ذلك قوانين الولاية الجديدة التي تؤثر مباشرة في شعبة الضرائب. في حين أن الولاية لا تفرض ضريبة للمبيعات، لكن 89 تجمع بلدي محلي يفرض ضريبة على المبيعات من 1 ٪ إلى 7.5 ٪، وعادة 3 ٪ إلى 5 ٪. أمثلة لبعض الضرائب الأخرى: ضرائب على الأسماك الطازجة، وعلى الفنادق والموتيلات ومساكن النوم والإفطار، والضرائب على الخمور والتبغ والقمار والضرائب على الاطارات وضرائب نقل الوقود. تقسم نسبة مئوية من الإيرادات المحصلة من ضرائب الولاية ومن رسوم التراخيص (مثل النفط ووقود الطيران، والهاتف التعاوني) مع البلديات في ألاسكا. تشهد فيربانكس إحدى أعلى معدلات الضرائب العقارية في الدولة، حيث لا يتم تقييم ضرائب مبيعات أو ضرائب على الدخل في بنك قطاع فيربانكس نورثستار (FNSB). تم التصويت على ضريبة المبيعات لبنك FNSB عدة مرات، ولكن لم يتم الموافقة عليها بعد، مما أدى بواضعي القانون إلى زيادة الضرائب بشكل كبير على السلع الأخرى، مثل الخمور والتبغ. في عام 2008 احتلت مؤسسة ضرائب ألاسكا المرتبة الرابعة في تصنيف الولايات الأكثر "ودية تجارية" في السياسات الضريبية. الولايات الأكثر "ودية" كانت: وايومنغ، نيفادا، وداكوتا الجنوبية. السياسة الاتحادية. فاز المرشح الجمهوري للرئاسة في كل الانتخابات النخبوية التي أجريت في ألاسكا منذ تأسيس الولاية ما عدا سنة 1964.فلم تـُدل أي ولاية بأصوات ٍ أقل لصالح المرشحين الديمقراطيين كما ولاية ألاسكا.أيدت ألاسكا المرشح الديمقراطي ليندون جونسون في انهيار عام 1964 رغم أن الانتخابات الرئاسية في 1960 و1960 كانت متقاربة بين الفريقين. هزم الجمهوري جون ماكين الديمقراطي باراك اوباما في انتخابات ولاية ألاسكا لعام 2008 ،و ذلك بمعدل 59.49 في المئة لجون ماكين مقابل 37.83 في المئة لباراك أوباما. وقد خاض ماكين الانتخابات مرشحا للرئاسة مع سارة بالين مرشحة لمنصب نائبة الرئيس، وكانت آنذاك حاكم ولاية ألاسكا وأول شخص من ألاسكا يُرشحُ على تذكرة الحزب الجمهوري الرئيسية.تعد معاقل الحزب الديمقراطي في ألاسكا هي: مناطق بوش النائية، ومدينة جانيو ومركز ووسط مدينة أنكوريج.أما معاقل الحزب الجمهوري فهي: مقاطعة ماتانوسكا- ساسيتنا، ومنطقة جنوب أنكوريج.ابتداء من عام 2004، اختار ما يزيد على نصف مجموع الناخبين المسجلين أن انتمائهم "غير حزبي" أو "غير معلن"، على الرغم من المحاولات الأخيرة لإغلاق الانتخابات التمهيدية. لأن سكانها ضئيل بالنسبة إلى غيرها من الولايات الأمريكية، فليس لألاسكا سوى عضو واحد في مجلس النواب الاميركي. ويشغل هذا المقعد الآن الجمهوري دون ينغ، والذي أعيد انتخابه للمرة التاسعة عشرة على التوالي في عام 2008. و يوم 19 نوفمبر 2008 ،هزم عمدة أنكوريج الديموقراطي مارك بيجيك السناتور الجمهوري تيد ستيفنز بعد وقت طويل من ولاية الأخير. أدين ستيفنز في سبع تهم جنائية لعدم إبلاغه عن هدايا في نماذج الوضع المالي لمجلس الشيوخ وذلك قبل أسبوع من الانتخابات.و لكن الإدانة نقضت في أبريل 2009 بعد ظهور أدلة لسؤ سلوك الادعاء العام. و شغل الجمهوري فرانك ميركاوسكي المقعد الآخر للولاية في مجلس الشيوخ.و لكنه بعد انتخابه حاكما في عام 2002، استقال من مجلس الشيوخ وعين ابنته ممثلة الولاية ليزا ميركاوسكي خلفا له. وردا على مبادرة اقتراع لاحقة، حاول المجلس التشريعي للولاية تعديل القانون للحد من طول التعيينات الحاكمية. فازت مدة ست سنوات كاملة في عام 2004. وفي عام 2006 هـُـزم فرانك ميركاوسكي في الانتخابات الجمهورية الأولية من قبل سارة بالين، والتي أصبحت مرشحة لمنصب نائب الرئيس في عام 2008. المدن والبلدات والأقاليم الإدارية. لا تنقسمُ ألاسكا إلى مقاطعاتٍ كما أغلبُ الولايات المتحدة، ولكنها مقسمةٌ إلى أقاليمَ إدارية. ففي ألاسكا 16 إقليما إداريا تحوي أكثرَ المناطق المأهولة بالسكان في الولاية. وتعمل هذه الأقاليمُ إلى حد ما على غرار المقاطعات في الولايات أخرى. ولكنها لا تُغطي كامل مساحة أرض الولاية(على عكس المقاطعات في الولايات الأخرى). يُشارُ إلى المناطق التي ليست جزءا من أي ٍمن الأقاليم بأنها من "الإقليم غير المنظم". لا يملك "الإقليم غير المنظم" حكومةً تلقائيةً، ولَكـِّـن مكتبَ الإحصاء الأميركي (بالتعاون مع الولاية) قَسَمَ "الإقليم غير المنظم" إلى 11 منطقة إحصائية لأغراض التحليل والعرض الإحصائي فقط. يُعدُ التسجيلُ الحي الآليةَ التي تستخدمها إدارةُ السجل العام في ألاسكا. فتــُـقسمُ الإدارةُ الولايةَ إلى 34 مقاطعةَ تسجيل ٍ تُدارُ مركزيا في إطار مُسجـِـل ِالولاية.و تَستخدمُ جميعُ مناطق التسجيل نفس معايير القبول وجدول الرسوم، وغيرها من المعايير لقبول الوثائق في السجلات العامة. أكبرُ مدن الولاية من حيث التعداد السكاني هي مدينة أنكوريج التي كان يقطنها 278700 نسمة في عام 2006، 225744 منهم في المنطقة الحضرية. ويُعَدُ أغنى مكان ٍ في ألاسكا بحسب نصيب الفرد من الدخل منطفة "كوف هاليبات" (حيث نصيب الفرد السنوي حوالي 89,895 $). وتــُعَدُ مُدُنُ سيتكا وجانيو وأنكوريج أكبر ثلاثة مدن في الولايات المتحدة بحسب مساحة الأرض. المدن التي يسكنها أكثر من 100,000 شخص البلدات التي يسكنها من 10,000-100,000 شخص البلدات التي يسكنها من 1,000-10,000 شخص البلدات الصغيرة لدى ألاسكا الكثير من البلدات الصغيرة، وخاصةً في "بوش ألاسكا"، وهو الجزء من الولاية الذي يتعذرُ الوصولُ إليه برا. التعليم. يدير قسم ألاسكا للتربية والتعليم والتنمية المبكرة العديدَ من المدارس المحلية في ألاسكا. وبالإضافة إلى ذلك، تدير الولاية العديد من المدارس الداخلية بما فيها مدرسة جبل إيدجكامب الثانوية في سيتكا، ومركز نينانا للحياة الطلابية في نينانا، ومدرسة غالينا الثانوية في غالينا. هناك أكثر من إثني عشر كلية وجامعة في ألاسكا. والجامعات المعتمدة في ألاسكا تشمل جامعة ألاسكا أنكوريج، وجامعة ألاسكا فيربانكس، جامعة جنوب شرق ألاسكا، وجامعة المحيط الهادئ الألسكية. تــُقدرُ نسبة السكان الذين حضروا أو يحضرون الجامعات بثلاثة وأربعين في المئة. تعاني ألاسكا من مشكلة "هجرة العقول". فكثير من الشباب، بما في ذلك معظم من حقق أعلى التحصيل الأكاديمي ،يتركون الولاية بعد التخرج من المدارس الثانوية، ولا يعودون بعد ذلك. وحاولت جامعة ألاسكا مكافحة ذلك من خلال تقديم منح جزئية لأربع سنوات دراسية لأعلى 10 ٪ من خريجي المدارس الثانوية في ألاسكا عبر برنامج علماء ألاسكا. الصحة العامة والسلامة العامة. عانى سكان ألاسكا من معاقرة وسوء استخدام الكحوليات. ولذلك فقد حظرت العديد من المجتمعات الريفية في ألاسكا استيرادها. وتتعلق هذه المشكلة مباشرة مع ارتفاع معدل متلازمة الكحول الجنينية، وكذلك المساهمة في ارتفاع معدل حالات الانتحار وحالات الحمل بين المراهقات. ومعدلات الانتحار لسكان الريف أعلى من المعدلات في الحضر. سوء المعاملة المنزلية وغيرها من جرائم العنف أيضا وصلت إلى مستويات مرتفعة في الولاية، وهذا في جزء منه مرتبط بسوء استخدام الكحول. الثقافة. إحدى مناسبات ألاسكا الشعبية السنوية سباق طريق إديتارود للزلاجة الكلبية والذي يبدأ في أنكوريج وينتهي في مدينة نوم، وبطولة العالم لفنون الثلج في فيربانكس، ومهرجان الطائر الطنان في كيتشيكان، واحتفال الحيتان في سيتكا، واحتفال جارنيت نهر ستيكين في رانجيل. ويظهر في نهر ستيكين أكبر تركيز للنسور الأمريكيا الصلعاء في موسم الربيع في العالم. يحتفل مركز ألاسكا للتراث الشعبي بالتراث الغني لإحدى عشرة من المجموعات الثقافية في ألاسكا. والغرض منها هو تعزيز احترام الذات عند هذه المجموعات، وتشجيع التبادل الثقافي بين جميع الثقافات. تعزز مؤسسة ألاسكا للفنون المحلية وتسوق الفنون المحلية في جميع المناطق والثقافات في الولاية، سواء على شبكة الإنترنت ؛ أو في معرضها في انكوراج ،و عنوانه 500 شارع غرب السادسة، وفي بيت ألاسكا نيويورك، 109 شارع ميرسر في سوهو. يقوم سكان ألاسكا الأصليين - الإنويت، وطبالو الأنيبياك واليوبيك - بتقديم عروض غير رسمية في بهو مركز ألاسكا الطبي المحلي في أنكوريج طوال ليالي الأسبوع. المكتبات. هناك أربعة مكتبات رئيسية في الولاية: مكتبة ولاية ألاسكا جانيو، ومكتبة إلمار راسموسين في فيربانكس ومكتبة لوساك في أنكوريج ومكتبة الكونسورتيام في أنكوريج. ألاسكا هي واحدة من ثلاثة ولايات (مع ولايتي ديليوير ورود ايلاند) التي ليس لديها مكتبة من مكتبات كارنيجي. الموسيقى. تأثرت الموسيقى في ألاسكا بالموسيقى التقليدية للسكان الأصليين كما بالموسيقى الفولكلورية التي جاء بها المهاجرون اللاحقون من روسيا وأوروبا. يشمل الموسيقيون البارزون في ألاسكا: المطرب جويل، وعازفة الفلوت الأليوتية التقليدية ماري يونجبلاد، والمغني وكاتب الأغاني الفولكلوري ليبي رودريك، وفرقة الميتال كريزي فيستس وفرقة باميوا. هناك العديد من المهرجانات الموسيقية التي أنشئت في ألاسكا، بما في ذلك مهرجان ألاسكا الشعبي، ومهرجان الفنون الصيفي في فيربانكس ومهرجان أنكوريج الشعبي، ومهرجان أثاباسكان القديم، ومهرجان سيتكا للجاز، ومهرجان الموسيقي الصيفي في سيتكا. وأبرز السمفونيات في ألاسكا هي أوركسترا أنكوريج السيمفونية، على الرغم من التواجد الملحوظ لفرقتي فيربانكس السيمفونية وجانيو السيمفونية. تعتبر أوبرا أنكوريج شركة الأوبرا الوحيدة المحترفة في الولاية، برغم وجود العديد من المتطوعين والمنظمات شبه المهنية في الولاية. النشيد الرسمي لولاية ألاسكا هو "علم ألاسكا"، والذي اعتـُـمدَ في عام 1955 ويحتفي بعلم ألاسكا. الأفلام التي صورت في ألاسكا. أول فيلم صور في ألاسكا كان في أعوام الأفلام الصامتة.فصدر فيلم "شيشاكوس" في عام 1924 من قبل شركة ألاسكا للصور المتحركة وكان هذا هو الفيلم الوحيد للشركة. من أبرز الأفلام التي صورت في ألاسكا هو فيلم شركة MGM الكلاسيكي الحاصل على جائزة الأوسكار "أسكيمو / مالا الرائعة" بطولة الممثل الألسكي راي مالا. بدأت رحلة في عام 1932 من ستوديوهات MGM في هوليود إلى ألاسكا لتصوير ما سمي "أكبر فيلم تم إنتاجه". لدى وصولهم إلى ولاية ألاسكا، أقام المنتجون "كامب هوليوود" في شمال غرب ولاية ألاسكا، وهو المعسكر الذي عاشوا فيه خلال فترة التصوير. لم يأل لويس ماير أي جهد لتوفير جميع احتياجاتهم خلال إقامتهم - حتى أنه أرسل معهم الطاهي الشهير من فندق روزفيلت (في جادة هوليوود) والذي كان موقع أول احتفال بالأوسكار. عندما عرض فيلم "أسكيمو" لاول مرة في مسرح أستور الشهير في تايمز سكوير في نيويورك، تلقى الاستوديو أكبر قدر من ردود الفعل في تاريخ الاستوديو حتى ذلك الوقت. حصل "أسكيمو" على مدح هائل من النقاد، وفي أطلق في جميع أنحاء العالم ؛ وأصبح بذلك بطلة راي نجما سينمائيا عالميا."أسكيمو" مهم من أجل ما يلي : الفوز بأول أوسكار لأفضل تحرير فيلم وذلك لتخليده ثقافة الإنوبيات على فيلم، وكونه أول فيلم تم تصويره باللغة الأم (انوبياك). تم تصوير فيلم الإثارة "الأرق"، بطولة آل باتشينو وروبن ويليامز في كندا ولكن أحداث قصته جُعلت في ألاسكا.و فيلم الرعب 30 يوما من الليل تدور قصته في بارو في ألاسكا ولكن تم تصويره في نيوزيلندا. فمعظم الأفلام والبرامج التلفزيونية التي قصتها في ألاسكا لا تصور هناك، فعلى سبيل المثال، التعرض الشمالي (Northern Exposure) والذي تدور قصته في المدينة الوهمية سيسيلي في ألاسكا، تم تصويره في الواقع في روزلين في واشنطن. صور فيلم ديزني (Never Cry Wolf)و لو جزئيا في ألاسكا.و فيلم عام 1991 "وايت فانغ"، بطولة إيثان هوك، تم تصويره حول وداخل مدينة هينز في ألاسكا. وصور فيلم جون سايلس لعام 1999 "ليمبو" في جانيو وهو بطولة ديفيد ستراثيرن وماري إليزابيث ماسترانطونيو وكريس كريستوفيرسون. أخرج شون بن فيلم "إلى داخل البرية" عام 2007 وكانت قصته وتصويره جزئيا في ألاسكا. الفيلم، الذي يستند إلى رواية تحمل نفس الاسم، يتابع مغامرات كريستوفر مكيندليس، الذي توفي في حافلة مهجورة نائية في ألاسكا في عام 1992. وهناك فيلم الكوميديا إلى الشمال نحو ألاسكا من بطولة جون وين والذي صور في بوينت موغو، كاليفورنيا، وقد غنى جوني هورتون أغنية الفيلم بنفس العنوان والتي احتلت صدارة قائمة أغاني الريف في تلك الفترة لخمسة أسابيع (وكانت أغنية أخرى له قد احتلت الصدارة في السنة السابقة وتدعى عندما يحل الربيع في ألاسكا (تصبح الحرارة 40 تحت الصفر) )) و أخذت لقطات كثيرة من فيلم (The proposal) من بطولة سانرا بولوك في مدينة سيتكا (Sitka) عام 2009. أمريكا الشمالية ؛ ؛ ؛ ؛ (بالبابيامنتو: Nort Amerika)؛ (الغرينلاندية: Amerika Avannarleq) أحد القارات التي تقع كاملة في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ولكنها تمتد لكل من نصف الكرة الأرضية الغربي والشرقي. وتعدّ أيضاً شبه القارة الشمالية للأمريكتين. ويحدها من: تغطي أمريكا الشمالية مساحة قدرها حوالي 24,709,000 كيلو متر مربع (9,540,000 ميل مربع)، أي حوالي 4.8% من كوكب الأرض أو نحو 16.5% من مساحة أراضيها. بلغ عدد سكانها في شهر يوليو 2008 بحوالي 529 مليون نسمة. وهي ثالث أكبر قارة مساحةً بعد آسيا وأفريقيا، والرابعة من حيث عدد السكان بعد آسيا وأفريقيا وأوروبا. أصل التسمية. أطلق على الأمريكتين هذا الاسم راسمي الخرائط الألمانيين مارتن فالدسميلر و وذلك نسبة إلى المستكشف الإيطالي أمريكو فسبوتشي. فسبوتشي هو من اكتشف أمريكا الجنوبية وذلك بين عامي 1497 و 1502، وهو أول أوروبي يشير إلى أن أمريكا لم تكن جزر الهند الشرقية، ولكنها أراضي مختلفة لم يعرفها الأوروبيين من قبل. صمم فالدسميلر عام 1507 خريطة العالم، وقد وضع كلمة "أميركا" على قارة أميركا الجنوبية، في وسط ما يعرف اليوم بالبرازيل. وأوضح أن المبرر للاسم في كتاب مقدمة علم الخرائط ("Cosmographiae Introductio")،: "ab Americo inventore... quasi Americi terram sive Americam" (من أمريكوس المكتشف... كما لو كانت أرض أمريكوس، وبالتالي أمريكا). بالنسبة لفالدسيمولر، لا أحد يعترض على تسمية أرض بعد اكتشافها. وقد استخدم الاسم اللاتيني لفيسبوتشي (أمريكوس فيسبوتشي)، ولكن في شكل المؤنث من "أمريكا"، أسوة بالقارتين "أوروبا" و"آسيا". لاحقاً، وعندما أضاف رسامو الخرائط الآخرين أمريكا الشمالية، ألحقوها بالاسم الأصلي كذلك. في 1538، استعمل جيراردوس مركاتور اسم أمريكا لكل نصف الكرة الأرضية الغربي على خرائطه. هناك بعض الجدل في أن الاتفاق كان استخدام اللقب لتسمية الاكتشافات ويستثنى في ذلك الملوك وبالتالي الاشتقاق من الاسم "أمريكو فسبوتشي" يمكن أن يكون مشكلة. اقترح ريكاردو بالما (1949) أن اشتقاق الاسم من جبال أمريكو "Amerrique" في أمريكا الوسطى، وكان فسبوتشي أول من اكتشف أمريكا الجنوبية وجبال أمريكو في أمريكا الوسطى، التي تربط اكتشافاته باكتشافات كريستوفر كولومبس. طرحت نظرية ألفريد هود عام 1908 وفيها أن تسمية القارات كانت بعد التاجر الويلزي، الذي يدعى من بريستول، الذي كان يمول رحلة جون كابوت الاستكشافية من إنجلترا إلى نيوفاوندلاند في عام 1497. تقدم الاعتقاد بأن مسمى أمريكا للبحارة الإسبانية المتعلق بالاسم القديم للقوطية أمريك 'Amairick'. ومعتقد آخر هو أن الاسم مأخوذ من لغة الأمريكان الأصليون. التعريف. تعترف الأمم المتحدة رسميا بأمريكا الشمالية أنها تشمل ثلاث مناطق هي: شمال أمريكا، أمريكا الوسطى، والكاريبي. وحدد ذلك رسميًا شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة. "أمريكا الشمالية"، كمصطلح متميز عن "شمال أمريكا"، الذي يستثني أمريكا الوسطى، والتي قد تشمل المكسيك. وفي سياق اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، يشمل المصطلح كندا والولايات المتحدة والمكسيك، وهي الدول الثلاث الموقعة على تلك المعاهدة. وكان يشار إلى أمريكا الشمالية تاريخيًا بأسماء أخرى. وغالبًا ما يشار إلى أمريكا الشمالية الإسبانية (إسبانيا الجديدة) باسم أمريكا الشمالية، وكان هذا أول اسم رسمي يُطلق على المكسيك. التاريخ. التاريخ الجيولوجي. تعدّ أمريكا الشمالية هي مصدر للكثير مما يعرفه البشر حول الفترات الزمنية الجيولوجية. كانت المنطقة الجغرافية التي أصبحت في الزمن الحالي الولايات المتحدة أكثر من أي بلد آخر حديث لمصادر تنوع الديناصورات المختلفة. ووفقاً لعالم المتحجرات والأحياء القديمة بيتر دودسون فإن السبب الرئيسي لهذا هو طبقات الأرض، المناخ والجغرافيا، الموارد البشرية، والتاريخ. وفي الحقبة الوسطى تعرضت الهضاب والتلال لعوامل التعرية في العديد من المناطق القاحلة التي في القارة. وأبرز ما في أواخر العصر الجوراسي هي أن الديناصور الحاملة نقلت الرواسب الأحفورية في أميركا الشمالية مما شكلت صخور موريسون الرسوبية التي في غرب الولايات المتحدة. ما قبل التاريخ. للعلماء عدة نظريات لأصول السكان الأوائل (هنود العصر الحجري) في أمريكا الشمالية. عند الأمريكان الأصليون في أمريكا الشمالية كثير أساطير الخلق، التي يؤكدون فيها أنهم كانوا موجودين على الأرض منذ إنشائها. كانت النظرية التقليدية هي أن الصيادين دخلوا جسر بيرينج البري بين شرق سيبيريا وألاسكا الحالية من 27000 إلى 14000 سنة مضت. ووجهة النظر هي أن السكان الأمريكيين الأوائل أبحروا من بيرنجيا منذ حوالي 13000 عام، وإستوطنوا للأمريكتين خلال نهاية العصر الجليدي الأخير، منذ حوالي 12500 عام. يرجع تاريخ أقدم النقوش الصخرية في أمريكا الشمالية من 15000 إلى 10000 سنة قبل الوقت الحاضر. وتشير البحوث الوراثية إلى حدوث موجات إضافية من الهجرة من آسيا عبر مضيق بيرينغ خلال العصر الهولوسيني. ما قبل كولومبوس. قبل الاتصال بالأوروبيين، تم تقسيم الشعوب الأصلية في أمريكا الشمالية إلى العديد من الأنظمة السياسية المختلفة، من مجموعات صغيرة من بضع إلى إمبراطوريات كبيرة. عاشوا في العديد من مناطق التي تصلح لزراعة، قامت المجتمعات بتكييف استراتيجياتها المعيشية مع أوطانها. وشهدت الفترة القديمة في الأمريكتين بيئة متغيرة تتميز بمناخ أكثر دفئًا وأكثر جفافاً واختفاء آخر الحيوانات الضخمة. وكانت غالبية المجموعات السكانية في ذلك الوقت لا تزال تنطلق بشكل كبير من الصيد. استمرت العديد من المجموعات في صيد الطرائد الكبيرة، لكن تقاليدهم في الصيد أصبحت أكثر تنوعًا. ظهرت حضارة أدنا (800 ق.م – 700 ق.م) في وادي نهر المسيسبي ثم ظهرت بعدها حضارة هوبول (400 ق.م – 400م) في الجانب الشرقي منه بجنوب شرق أمريكا الشمالية. وكلا الحضارتين كانتا متماثلتين. وشهد غرب الولايات المتحدة حضارة صناع السلال (100ق م –100م.). وكانت البيوت وقتها من غرفة واحدة من الطبن وبقايا الشجر. وكانوا يعيشون بالكهوف أو يدفنون موتاهم بها. وكانوا يعيشون علي صيد الغزلان والسناجب والأرانب أو الكلاب البرية. وكانوا يصنعون الحقائب والصنادل من ألياف النباتات. ثم بعد سنة 700ق.م. بنوا البيوت من الحجارة ونسجوا القطن. كما ظهرت حضارة النحاس وحضارة الصيادين بالبر والبحر ولاسيما حول البحيرات الكبري بكندا والولايات المتحدة الأمريكية. ظهرت بأمريكا الشمالية حضارة النحاس وحضارة الصيادين بالبر والبحر ولاسيما حول البحيرات الكبرى بكندا والولايات المتحدة الأمريكية. وكانوا بصنعون من النحاس آلاتهم بطرقه ساخنًا أو باردًا. لكنهم لم يعرفوا طريقة صهره ولا كيفية صبه في القوالب كما كان متبعاً في العالم القديم منذ سنة 1500 ق.م. وفي المنطقة القطبية الشمالية مارسوا صيد الأسماك والحيوانات. وحول نهر إلينوي ترك الهنود الشماليون آثارهم التي يرجع تاريخها ما بين سنة 3500 ق م و250م وهي عبارة عن سكاكين عظمية وأنسجة قطنية سميكة. وظهرت الزراعة أولاً في منطقتين في أمريكا الشمالية: وودلاندز الشرقية وأمريكا الوسطى. كانت المجموعات الثقافية في الجنوب في أمريكا الشمالية مسؤولة عن تدجين العديد من المحاصيل الشائعة المستخدمة الآن في جميع أنحاء العالم، مثل الطماطم والكوسا. ولعل الأهم من ذلك أنهم قاموا بتدجين أحد أهم المحاصيل الغذائية في العالم، وهو الذرة. ونتيجة لتطور الزراعة في الجنوب، تم إحراز العديد من التطورات الثقافية الهامة هناك. على سبيل المثال، طورت حضارة المايا نظامًا للكتابة، وبنت أهرامات ضخمة، وكان لها تقويم خاص. كانت ثقافة المايا لا تزال موجودة عندما وصل الأسبان إلى أمريكا الوسطى، لكن الهيمنة السياسية في المنطقة انتقلت شمالًا إلى إمبراطورية الأزتك. وفي جنوب غرب أمريكا الشمالية، كانت مجتمعات هوهوكام وبويبلو منخرطة في الإنتاج الزراعي مع الري بالقنوات المائية وحياة القرية المستقرة لمدة ألفي عام على الأقل قبل وصول الإسبان في أربعينيات القرن الخامس عشر. وعند وصول الأوروبيين إلى "العالم الجديد"، تغيرت ثقافة الشعوب الأصلية بشكل جذري. حيث انقرضت العديد من المجموعات اللغوية. لم تكن الأسماء والثقافات التي استخدمها السكان الأصليين هي نفسها تلك التي استخدموها قبل بضعة أجيال أو تلك المستخدمة اليوم. الإستعمار. خلال عصر الاستكشاف، استكشف الأوروبيون أمريكا الشمالية. عند وصولهم إلى "العالم الجديد"، انخفض عدد السكان الأمريكيين الأصليين بشكل كبير، بسبب الصراعات العنيفة مع الغزاة وإدخال الأمراض الأوروبية التي كان الأمريكيون الأصليون يفتقرون إلى المناعة ضدها. وتغيرت الثقافة الأصلية بشكل جذري وتغير انتمائهم إلى الجماعات السياسية والثقافية أيضًا. ماتت عدة مجموعات لغوية، وتغيرت مجموعات أخرى بسرعة كبيرة. في عام 1513، زار خوان بونس دي ليون، الذي رافق رحلة كولومبوس الثانية، وأطلق عليها اسم لا فلوريدا. وفي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، انتشرت حركات الاستقلال في جميع أنحاء القارة، مما أدى إلى تأسيس الدول الحديثة في المنطقة. وأعلنت المستعمرات البريطانية الثلاث عشرة الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي الشمالي استقلالها عام 1776، لتصبح الولايات المتحدة أول الدول المستقلة. ثم تم تشكيل كندا من توحيد المناطق الشمالية التي تسيطر عليها بريطانيا وفرنسا. أعلنت إسبانيا الجديدة، وهي منطقة امتدت من جنوب الولايات المتحدة الحديثة إلى أمريكا الوسطى، الاستقلال في عام 1810، لتصبح الإمبراطورية المكسيكية الأولى . وفي عام 1823، أصبحت غواتيمالا، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية المكسيكية، أول دولة مستقلة في أمريكا الوسطى، وغيرت اسمها رسميًا إلى المقاطعات المتحدة في أمريكا الوسطى. أدى أكثر من ثلاثة عقود من العمل في قناة بنما إلى ربط مياه المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ في عام 1913، مما جعل أمريكا الشمالية قارة منفصلة. الجغرافيا. تحتل أمريكا الشمالية الجزء الشمالي من اليابسة الذي يشار إليه عمومًا بالعالم الجديد، أو الأمريكتين، أو ببساطة أمريكا (والتي تعتبر، في العديد من البلدان، قارة واحدة مع أمريكا الشمالية كشبه قارة ). أمريكا الشمالية هي ثالث أكبر قارة من حيث المساحة بعد آسيا و أفريقيا. والاتصال البري الوحيد لأمريكا الشمالية بأمريكا الجنوبية في برزخ بنما وتم تحديد حدود القارة على طول الحدود بين كولومبيا وبنما، مما يضع كل بنما تقريبًا داخل أمريكا الشمالية.وبدلاً من ذلك، حدد بعض الجيولوجيين من الناحية الفيزيوجرافية حدها الجنوبي عند برزخ تيهوانتيبيك بالمكسيك. وتعتبر جزر الكاريبي، أو جزر الهند الغربية، جزءًا من أمريكا الشمالية. والساحل القاري طويل وغير منتظم. ويعتبر في خليج المكسيك أكبر مسطح مائي في القارة، يليه خليج هدسون.. هناك العديد من الجزر قبالة سواحل القارة.مثل: أرخبيل القطب الشمالي، وجزر البهاما، جزر تركس وكايكوس، وجزر الأنتيل الكبرى والصغرى، وجزر ألوشيان، والعديد من ألاف الجزر على ساحل كولومبيا البريطانية، ونيو فاوندلاند. وجزيرة جرينلاند. الغالبية العظمى من أمريكا الشمالية على لوحة أمريكا الشمالية. ولكن أجزاء من غرب المكسيك، بما في ذلك ولاية باجا كاليفورنيا، وكاليفورنيا، تقع على الحافة الشرقية لصفيحة المحيط الهادئ، على طول صدع سان أندرياس. والجزء الجنوبي من القارة، والكثير من جزر الهند الغربية على لوحة البحر الكاريبي، في حين أن صفيحتي خوان دي فوكا وكوكوس تشكلان حدود صفيحة أمريكا الشمالية الغربية. الجيولوجيا. لورنشيا هي عبارة عن كراتون تشكل النواة الجيولوجية لأمريكا الشمالية؛ تشكلت منذ ما يقارب 1.5 و 1.0 مليار سنة خلال دهر الطلائع. ومن أواخر عصر الحياة القديمة إلى العصور الوسطى المبكرة، انضمت أمريكا الشمالية إلى القارات الأخرى لتصبح جزءاً من قارة بانجيا، وكانت إحدى نتائج الإندماج مع بانجيا هي تكوين جبال الآبالاش التي تشكلت منذ حوالي 480 مليون سنة، مما يجعلها من بين أقدم سلاسل الجبال في العالم. وعندما بدأت بانجيا في الانقسام منذ حوالي 200 مليون سنة، أصبحت أمريكا الشمالية جزءًا من لوراسيا، وانفصلت عن لوراسيا كقارة خاصة بها خلال منتصف العصر الطباشيري. وبدأت جبال روكي وغيرها من سلاسل الجبال الغربية بالتشكل في هذا الوقت تقريبًا من في فترة ما بين 80 و 55 مليون سنة مضت. وتشكل برزخ بنما الذي يربط القارة مع أمريكا الجنوبية منذ ما يقرب من 12 إلى 15 مليون سنة مضت. جيولوجيا كندا. من الناحية الجيولوجية، تعد كندا واحدة من أقدم المناطق في العالم، حيث يتكون أكثر من نصف المنطقة من صخور ما قبل الكمبري التي كانت فوق مستوى سطح البحر منذ بداية عصر الحياة القديمة. الموارد المعدنية في كندا متنوعة وواسعة النطاق. ففي الدرع الكندي وفي الشمال هناك كميات كبيرة من الحديد والنيكل والزنك والنحاس والذهب والرصاص والموليبدينوم واليورانيوم. وفي جميع أنحاء الدرع توجد العديد من مدن للتعدين. أكبرها وأشهرها غريتر سودبوري، أونتاريو. جيولوجيا أمريكا الوسطى. أمريكا الوسطى نشطة جيولوجيًا مع الانفجارات البركانية والزلازل التي تحدث من وقت لآخر. ففي عام 1976 تعرضت غواتيمالا لزلزال قوي أدى إلى مقتل 23000 شخص. وتعرضت ماناغوا، عاصمة نيكاراغوا، للدمار بسبب الزلازل في عامي 1931 و 1972، وقتل آخرها حوالي 5000 شخص؛ ودمرت ثلاثة زلازل السلفادور، واحد في عام 1986 واثنان في عام 2001 ؛ دمر زلزال واحد شمال ووسط كوستاريكا في عام 2009، مما أسفر عن مقتل 34 شخصًا على الأقل ؛ وفي هندوراس قتل زلزال قوي سبعة أشخاص في عام 2009. والانفجارات البركانية شائعة في المنطقة. ففي عام 1968، ثار بركان أرينال في كوستاريكا وقتل 87 شخصًا. المناخ. أمريكا الشمالية قارة كبيرة جدا حيث يقع جزئها الشمالي في الدائرة القطبية الشمالية، ويمر مدار السرطان على جنوبها. فجرينلاند، إلى جانب الدرع الكندي، عبارة عن تندرا بمتوسط درجات حرارة تتراوح من 10 إلى 20 درجة مئوية (50 إلى 68 درجة فهرنهايت)، لكن وسط جرينلاند يتكون من طبقة جليدية كبيرة جدًا. وتشع هذه التندرا في جميع أنحاء كندا، ولكن تنتهي حدودها بالقرب من جبال روكي، وفي نهاية الدرع الكندي، بالقرب من البحيرات العظمى. يوصف المناخ غرب البحيرات بأنه طقس معتدل بمتوسط هطول 20 بوصة (510 ملم). ويوصف المناخ في كاليفورنيا الساحلية بأنه متوسطي، حيث يتراوح متوسط درجات الحرارة في مدن مثل سان فرانسيسكو من 14 إلى 21 درجة مئوية (57 إلى 70 درجة فهرنهايت) على مدار العام. ويتميز المنطقة التي تمتد من الساحل الشرقي إلى شرق داكوتا الشمالية، وإلى كانساس، بمناخ قاري رطب، مع كمية كبيرة من الأمطار السنوية، مع أماكن مثل مدينة نيويورك بمتوسط 50 بوصة (1300 ملم). يبدأ المناخ شبه الإستوائي من الحدود الجنوبية للمناخ القاري الرطب إلى خليج المكسيك. وتحتوي هذه المنطقة على أكثر المدن رطوبة في الولايات المتحدة مثل موبايل، ألاباما. مع هطول سنوي يصل إلى 67 بوصة (1700 ملم). وتمتد من حدود المناخات القارية الرطبة وشبه الاستوائية، وتتجه غربًا إلى شلالات سييرا نيفادا، جنوبًا إلى الطرف الجنوبي من دورانجو، شمالًا إلى الحدود مع مناخ التندرا، مناخ السهوب هو المناخ الأكثر جفافاً في الولايات المتحدة ويكون مناخ وسط المكسيك وغواتيمالا، مناخ مداري. الديموغرافيا. اللغات. اللغات السائدة في أمريكا الشمالية هي الإنجليزية والإسبانية والفرنسية. وتنتشر اللغة الدنماركية في جرينلاند إلى جانب اللغة الجرينلاندية، ويتم التحدث باللغة الهولندية جنبًا إلى جنب مع اللغات المحلية في جزر الأنتيل الهولندية. يستخدم المصطلح الأنجلو أمريكا للإشارة إلى البلدان الناطقة بالإنجليزية في الأمريكتين: أي كندا (حيث تشارك الإنجليزية والفرنسية في المسئولية) والولايات المتحدة، ولكن أيضًا في بعض الأحيان بليز وأجزاء من المناطق المدارية، وخاصة الكومنولث الكاريبي. ويشير أمريكا اللاتينية إلى المناطق الأخرى في الأمريكتين (جنوب الولايات المتحدة بشكل عام) حيث اللغات الرومانسية المشتقة من اللاتينية والإسبانية والبرتغالية (ولكن لا يتم تضمين البلدان الناطقة بالفرنسية عادةً) ولعبت اللغة الفرنسية تاريخيًا دورًا مهمًا في أمريكا الشمالية وتحتفظ الآن بحضور مميز في بعض المناطق. ففي كندا اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية في مقاطعة كيبيك، حيث يتحدث بها 95٪ من الناس بها كلغتهم الأولى أو الثانية، وهي رسمية مشتركة مع اللغة الإنجليزية في مقاطعة نيو برونزويك. ومقاطعة أونتاريو (اللغة الرسمية هي اللغة الإنجليزية، ولكن هناك ما يقدر بنحو 600,000 الفرنسية أونتاريو)، مقاطعة مانيتوبا، وجزر الهند الغربية الفرنسية وسان بيير وميكلون، وكذلك ولاية لويزيانا الأمريكية، حيث تعد اللغة الفرنسية هي أيضًا لغة رسمية. وتم تضمين هايتي في هذه المجموعة على أساس الارتباط التاريخي لكن الهايتيين يتحدثون لغة الكريول والفرنسية. و يتم التحدث باللغة الفرنسية في سانت لوسيا ودومينيكا إلى جانب اللغة الإنجليزية. ويتم التحدث بعدد كبير من لغات السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، حيث يتحدث 372,000 شخصًا في الولايات المتحدة إحدى لغات السكان الأصليين، وحوالي 225,000 في كندا وحوالي 6 ملايين في المكسيك. وفي الولايات المتحدة وكندا، هناك ما يقرب من 150 لغة أصلية باقية من 300 لغة تم التحدث بها قبل الاتصال الأوروبي. الأديان. المسيحية هي أكبر ديانة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وفقًا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2012، يعتبر 77 ٪ من سكان الدول الثلاثة أنفسهم مسيحيين. والمسيحية هي أيضًا الديانة السائدة في 23 منطقة تابعة لأمريكا الشمالية. ويوجد في الولايات المتحدة أكبر عدد من المسيحيين في العالم، مع ما يقرب من 247 مليون مسيحي (70٪)، والمكسيك لديها ثاني أكبر عدد من الكاثوليك في العالم، ولا تتفوق عليها سوى البرازيل. ووفقا لنفس الدراسة يشكل غير المنتمين لديانة نحو 17٪ من سكان كندا والولايات المتحدة. ويشكل الذين لا دين لهم حوالي 24٪ من سكان الولايات المتحدة، و 24٪ من إجمالي سكان كندا. ولدى كندا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك 6 ملايين يهودي أو نحو 1.8٪، و3.8 مليون بوذي أو 1.1٪ و3.4 مليون مسلم أو 1.0٪. ويمكن العثور على أكبر عدد من اليهود في الولايات المتحدة (5.4 مليون)، كندا 375,000 والمكسيك 67,476. وتستضيف الولايات المتحدة أكبر عدد من المسلمين في أمريكا الشمالية بواقع 2.7 مليون أو 0.9٪، بينما تستضيف كندا حوالي مليون مسلم أو 3.2٪ من السكان. بينما في المكسيك كان هناك 3700 مسلم في البلاد. وفي عام 2012، قدرت يوتا سان دييغو ممارسي البوذية في الولايات المتحدة بـ 1.2 مليون شخص، 40٪ منهم يعيشون في جنوب كاليفورنيا. والديانة السائدة في أمريكا الوسطى هي المسيحية (96٪). ودخلت المسيحية مع بداية الاستعمار الإسباني لأمريكا الوسطى في القرن السادس عشر، أصبحت الكاثوليكية الرومانية هي الأكثر شعبية في المنطقة. ومنذ الستينيات، كانت هناك زيادة في الجماعات المسيحية الأخر، ولا سيما البروتستانتية. كما أن المسيحية هي الديانة السائدة في منطقة البحر الكاريبي (85٪). السكان. أمريكا الشمالية هي رابع قارة من حيث عدد السكان بعد آسيا وأفريقيا وأوروبا. وأكبر دولها من حيث عدد السكان هي الولايات المتحدة مع 332 مليون نسمة. ثم المكسيك ويبلغ عدد سكانها 128 مليون نسمة. ثم كندا ويبلغ عدد السكان 37.0 مليون. غالبية الدول الجزرية الكاريبية يبلغ عدد سكانها أقل من مليون نسمة، على الرغم من أن عدد سكان كل من كوبا وجمهورية الدومينيكان وهايتي وبورتوريكو (إقليم تابع للولايات المتحدة) وجامايكا وترينيداد وتوباغو يزيد عن مليون نسمة. ويبلغ عدد سكان جرينلاند 55,984 نسمة نظرًا لحجمها الهائل (2,166,000 كم2) لديها أدنى كثافة سكانية في العالم عند 0.026 نسمة / كم 2 (0.067 نسمة / ميل 2 ). وبينما تحتفظ الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بأكبر عدد من السكان، لا يقتصر عدد سكان المدن الكبيرة على تلك الدول. هناك أيضًا مدن كبيرة في منطقة البحر الكاريبي. وأكبر مدن في أمريكا الشمالية مكسيكو سيتي ونيويورك. وهما المدينتان الوحيدتان في القارة التي يتجاوز عدد سكانها ثمانية ملايين. تليها في الحجم لوس أنجلوس وتورنتو، وشيكاغو وهافانا وسانتو دومينغو ومونتريال. الأعراق. الأمريكان القدماء أو الأمريكان الأصليون أو الهنود الأمريكان أو الهنود الحمر هي أسماء تطلق على السكان الأصليين للأمريكيتين قبل عصر كريستوفر كولمبس وتطلق أيضاً على السلالات التي انحدرت عنهم. ويسمى هؤلاء أيضاً في كندا بالأمم الأولى. سمٌوا أولاً بالهنود لأن كريستوفر كولمبس ظن خطأ انه وصل إلى جزر الهند الشرقية عندما اكتشف العالم الجديد، ثم سموا فيما بعد بالهنود الحمر والهنود الأمريكيين تمييزاً لهم عن الهنود الآسيويين. تعدّ أمريكا الشمالية أكبر تجمع سكاني يوجد به تنوع عرقي من جنسيات مختلفة. تحتوي القارة على ما يعادل 63.4% من السكان ذو البشرة البيضاء، 12.6% من السكان ذو البشرة الداكنة، 16.3% من العرق اللاتيني القادم من أمريكا الجنوبية، و 4.8% من سكانها من أصل شرق آسيوي. 5.8% من سكان أمريكا الشمالية غير مصنفي الجنسية لتنوع جنسياتهم واختلافها. القطاعات الاقتصادية. تعدّ كندا والولايات المتحدة هما الأكثر ثراء والدول الأكثر المتقدمة في القارة، تليهما المكسيك، والبلدان الصناعية الجديدة. إن بلدان أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي على مختلف المستويات من التنمية الاقتصادية والبشرية. على سبيل المثال، دول الكاريبي الصغيرة(الجزر) مثل بربادوس، وترينيداد وتوباغو، وأنتيغوا وبربودا لديها أعلى ناتج المحلي الإجمالي (PPP) للفرد الواحد من سكان المكسيك بسبب صغر مساحات هذه الدول، وبنما وكوستاريكا لديها أعلى مؤشر التنمية البشرية والناتج المحلي الإجمالي من بقية دول أمريكا الوسطى. وتم تقدير نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا الشمالية في أكتوبر 2016 من قبل صندوق النقد الدولي ليكون 41,830 دولارًا أمريكيًا، مما يجعلها أغنى قارة في العالم. وتمتلك كندا والمكسيك والولايات المتحدة أنظمة اقتصادية قوية ومتنوية. وتمتلك الولايات المتحدة أكبر اقتصاد بين البلدان الثلاثة وفي العالم. في عام 2016، كان نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي في الولايات المتحدة 57,466 دولار أمريكي ووفقًا للبنك الدولي، هو الاقتصاد الأكثر تطورًا من الناحية التكنولوجية بين الثلاثة. ويشكل قطاع الخدمات في الولايات المتحدة 77٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد (المقدّر في 2010)، وتشكل الصناعة 22٪ والزراعة 1.2٪. ويعد الاقتصاد الأمريكي أيضًا أسرع الاقتصادات نموًا في أمريكا الشمالية والأمريكتين ككل، مع أعلى نصيب للفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الأمريكتين أيضًا. وتظهر كندا نموًا كبيرًا في قطاعات الخدمات والتعدين والتصنيع. ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الكندي قُدِّر بـ 44,656 دولارًا أمريكيًا وكان يحتل المركز الحادي عشر من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي في عام 2014. ويشكل قطاع الخدمات الكندي 78٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد (المقدّر في عام 2010) ، وتشكل الصناعة 20٪ وتشكل الزراعة 2٪. يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في المكسيك 16,111 دولارًا أمريكيًا، واعتبارًا من عام 2014 كان اقتصاد المكسيك الرابع عشر من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي في العالم. مصادر الدخل الرئيسية هي النفط والصادرات الصناعية والسلع المصنعة والإلكترونيات والصناعات الثقيلة والسيارات والبناء والأغذية والخدمات المصرفية والمالية. تتجمع جميع دول أمريكا الشمالية في ثلاثة منظمات إقتصادية رئيسية. هذه المناطق هي اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، والجماعة الكاريبية، والسوق المشتركة لأمريكا الوسطى. وبالإضافة إلى التكتلات التجارية الأكبر، هناك اتفاقية التجارة الحرة بين كندا وكوستاريكا من بين العديد من علاقات التجارة الحرة الأخرى. تشكل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية واحدة من أكبر أربع تكتلات تجارية في العالم. وتم تأسيسها في عام 1994 من أجل التجانس الاقتصادي وإزالة حواجز التجارة والاستثمار الأجنبي بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك. في حين أن كندا والولايات المتحدة أجرت بالفعل أكبر علاقة تجارية ثنائية في العالم، وسمحت العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة بالفعل بالتجارة دون الضرائب والتعريفات الجمركية الوطنية، وسمحت الاتفاقية للمكسيك بتجربة مماثلة معفاة من الرسوم الجمركية. سمحت اتفاقية التجارة الحرة بإلغاء التعريفات الجمركية التي كانت سارية في السابق على التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك.وزاد من حجم التجارة بشكل مطرد سنويًا وفي عام 2010، وصلت التجارة بين الدول الثلاثة إلى زيادة تاريخية بلغت 24.3٪ أو 791 مليار دولار أمريكي. والناتج المحلي الإجمالي للكتلة التجارية هو الأكبر في العالم حيث يبلغ 17.617 تريليون دولار أمريكي. ويُعزى ذلك جزئيًا إلى حقيقة أن اقتصاد الولايات المتحدة هو أكبر اقتصاد وطني في العالم. بلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للبلاد حوالي 14.7 تريليون دولار في عام 2010. تعد دول نافتا أيضًا من أكبر الشركاء التجاريين لبعضها البعض. حيث تعد الولايات المتحدة هي أكبر شريك تجاري لكندا والمكسيك. بينما تعد كندا والمكسيك ثالث أكبر شريك تجاري للآخر. دخلت الكتلة التجارية الكاريبية حيذ التنفيذ في اتفاق في عام 1973 عندما وقعت عليها 15 دولة كاريبية. واعتبارًا من عام 2000، بلغ حجم تجارة الجماعة الكاريبية 96 مليار دولار أمريكي. سمحت الجماعة الكاريبية أيضًا بإنشاء جواز سفر مشترك للدول المنتسبة. وحدث تكامل اقتصادي بين دول أمريكا الوسطى في ظل توقيع اتفاقية السوق المشتركة لأمريكا الوسطى في عام 1961؛ كانت هذه المحاولة الأولى لإشراك دول هذه المنطقة في تعاون مالي أقوى. تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الوسطى من قبل خمس دول في أمريكا الوسطى وجمهورية الدومينيكان والولايات المتحدة. النقطة المحورية للمنظومة هي إنشاء منطقة تجارة حرة مماثلة لتلك الموجودة في نافتا. الزراعة. الزراعة مهمة جدا في أمريكا الوسطى ودول الكاريبي. في غرب كندا، في مقاطعات ساسكاتشيوان وألبرتا، كولومبيا البريطانية، ومانيتوبا، يزرع القمح ومختلف المنتجات الزراعية الرئيسية الأخرى. وتعد منطقة وسط المكسيك أحد أهم المناطق الزاعية في أمريكا الشمالية حيث تنتج العديد من الفواكة الاستوائية والخضروات القارة من القارات الرئيسية في الإنتاج الزراعي وأكبر الزراعات هي الذرة والقمح والشعير والرز في الولايات المتحدة حيث ينتشر زراعة الذرة في السهول والمرتفعات الممتدة من غرب كارولينا الشمالية إلى جبال روكي وأما كندا فيعد زراعة القمح من أهم الزراعات في البلد حيث ينتشر في جنوب البلد وفي الشرق والمكسيك يشتهر بانتاج البقوليات والحبوب وبالنسبة لزراعة الفواكه فنتج القارة ملايين الأطنان من الفواكه كالحمضيات والعنب والتفاح والزيتون وغيره من الفواكه إضافتاً إلى التمر الذي يزرع في فلوريدا والموز في أمريكا الوسطى وبالأخص في كوستاريكا وجزر هاواي وعلى العموم يتميز القارة بزيادة الغلة الزراعية للارض اي زيادة كمية الإنتاج في الأرض بسبب اتباع الوسائل الحديثة في الزراعة كالاسمدة الكيميائية وتحسين الحبوب والري الحديث وغيره من وسائل الإنتاج الحديثة وأما بالنسبة للثروة الحيوانية فيعد الأبقار والخنازير والغنم أبرز منتجات القارة، إذ يحتل حوالي 95% من الثروة الحيوانية ما عدا السمك الذي يتم صيده ويشتهر القارة بكثير من المصايد وكثرة الصيد البحري. التصنيع. وقد شهد الصناعات بكافة انواعه نمواً كبيرا بعد الحرب العالمية الثانية بعد تراجع كل من أوروبا والاتحاد السوفيتي واليابان وأكبر القطاعات الصناعية تطوراً، هي التصنيع العسكري، وصناعة السيارات، وتصفية وتصنيع المنتجات النفطية، بالإضافة إلى التعليب وصناعة الحديد والصلب والسفن وغيره من الصناعات الثقيلة، حيث كانت القارة تأتي في مقدمة القارات بعد أوروبا في التطور الصناعي. وأما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي أكثر البلدان تطوراً صناعيا.. السياحة. السياحة هي في غاية الأهمية بالنسبة لاقتصادات منطقة البحر الكاريبي، حيث أنها تحتوي على العديد من الشواطئ، وتتمتع بمناخ دافئ. التزحلق على الجليد في كندا والولايات المتحدة مهم أيضاً. السياحة في المتنزهات الوطنية والمعالم الطبيعية، مثل جبل رشمور وغراند كانيون في الولايات المتحدة، وشلالات نياغارا وبحيرة الركام في كندا، والمساهمة في الاقتصاد في هذه المناطق. الطلاق هو انفصال زوجين عن بعضهما بطريقة منبثقة من الدين الذي يدينان به، ويتبع ذلك إجراءات رسمية وقانونية. وقد يتم باتفاق الطرفين، أو بإرادة أحدهما، وهو موجود لدى العديد من ثقافات العالم. لكنه غير موجود لدى أتباع الكنيسة الكاثوليكية وتعتبر أشهر قضية طلاق في التاريخ؛ طلب هنري الثامن ملك إنجلترا الطلاق من كاثرين أراغون عام 1534؛ مما أدى إلى تأسيس الكنيسة الأنجليكانية وذلك بعدما رفض البابا ترخيص طلاقه تعريفه. لغة هو : التخلية والإرسال. واصطلاحاً: حل عقد النكاح أو بعضه. أسباب الطلاق. أبرز أسباب الطلاق حسب إستبيان أجري في المملكة المتحدة (بريطانيا) كان: وفي إستبيان آخر في الولايات المتحدة لم يشمل السبب الأساسي بل كان للمشاركين أن يختاروا أكثر من سبب، كان أكثر المسببات هو انعدام الالتزام في العلاقة بنسبة 73% ويليه كثرة الجدل والخيانة بنسبة 56% ثم 55% على التوالي. أما في البلاد العربية فبحسب الباحث محمد رضا بجامعة عين شمس يعد تدخل الأهل سبباً مهماً للطلاق في جمهورية مصر العربية ذات المعدل العالي في نسب الطلاق (يقارب 170 ألف حالة طلاق في عام 2014) وكذلك الخيانة الزوجية، والجفاف العاطفي ، وعدم الإنجاب ، والإدمان. مع ذلك يعد الطلاق بالنسبة للكثير من النساء ضرورياً بسبب العنف والخيانة الزوجية وأي سبب قد يجعل من الواضح أن انهاء العلاقة الزوجية سيكون أفضل للطرفين والأطفال؛ ولكن هناك عراقيل بوجه القيام بتلك الخطوة عند الحاجة إليها؛ تتمثل في أسباب كثيرة مثل الخوف ونظرة المجتمع. الطلاق عند المسلمين. يؤمن المسلمون بأن الشرع يبيح للرجل أن يطلق زوجته طلقتين رجعيتين بمعنى أن يجوز له أن يرجعها ويردها إلى عصمته بعدهما خلال فترة العدة التي حددها الشرع بثلاث حيضات والطهر منهن فيما يسمى بثلاثة قروء وهذا لغير الحامل، أما الحامل فعدتها أن تضع حملها وتلد وشرع الدين هذه الفترة لاستبراء الرحم من الحمل، فإن مضت عدة المرأة ولم يراجعها زوجها فقد بانت منه بينونة صغري أي لا يستطيع الرجل أن يعيد زوجته إلى عصمته إلا بعقد جديد ومهر جديد أيضاً، والسابق كله في نطاق الطلقتين الرجعيتين. فإن طلق الرجل زوجته للمرة الثالثة فقد بانت منه بينونة كبرى أي أنه لا يجوز له ردها مطلقاً لا أثناء العدة ولا بعدها، ولكن في حالة أن تزوجت المرأة من رجل أخر وعاشرها معاشرة الأزواج ثم طلقها لسبب ما - بغير تدبير ولا تخطيط وإلا كان حراماً - وبانت منه فهنا وهنا فقط يجوز للزوج الأول أن يعقد عليها عقداً جديداً وكأنه يتزوجها لأول مرة. حكم الطلاق. والطلاق جائز بالكتاب والسنة والإجماع عند الحاجة إليه. فمن الكتاب قوله تعالى: ومن السنة: وأما الإجماع: فقد اتفقت كلمة العلماء على مشروعيته من غير نكير. يختلف حكمه من شخص لآخر: 1. فالأصل فيه الكراهية إلا عند الحاجة إليه، 2. ويباح للحاجة كسوء خلق المرأة، وحصول الضرر بمعاشرتها. 3. ويستحب للضرر، كأن تتضرر المرأة باستدامة النكاح فيستحب لإزالة الضرر عنها. 4. ويجب للإيلاء. 5. ويحرم إذا كان طلاقاً بدعياً، كأن يطلقها في فترة الحيض فهو محرم. حكمة مشروعية الطلاق. شرع الله الطلاق في حالة مخصوصة للتخلص من المكاره الدينية والدنيوية، ولم يشرعه إلا في حالة الضرورة والعجز عن إقامة المصالح بينهما لتباين الأخلاق أو تنافر الطباع، أو لضرر يترتب على استبقائها في عصمته، بأن علم أن المُقام معها سبب فساد دينه ودنياه، فتكون المصلحة في الطلاق واستيفاء مقاصد النكاح من امرأة أخرى. وكما يكون الطلاق للتخلص من المكاره يكون كذلك لمجرد تأديب الزوجة إذا استعصت على الزوج وأخلت بحقوق الزوجية، وتعين الطلاق علاجاً لها، فإذا أوقع عليها الطلاق الرجعي، وذاقت ألم الفرقة، فالظاهر أنها تتأدب وتتوب وتعود إلى الموافقة والصلاح. و يكون الطلاق بلفظ "أنتِ طالق" أو أي لفظ آخر يؤدي إلى نفس المعنى. ويختلف حكم التعريض بالخِطبة للمعتدة (أي المرأة التي في عدتها) باختلاف حالتها رجعية كانت أو بائنا بطلاق أو موت ولكلٍّ حكمٌ، ولا يجوز التصريح بها على الإطلاق. وبطريقة أخرى كثيراً ما يحدث بين الزوجين من الأسباب والدواعي، ما يجعل الطلاق ضرورة لازمة، ووسيلة متعينة لتحقيق الخير، والاستقرار العائلي والاجتماعي لكل منهما، فقد يتزوج الرجل المرأة، ثم يتبين أن بينهما تبايناً في الأخلاق، وتنافراً في الطباع، فيرى كل من الزوجين نفسه غريباً عن الآخر، نافراً منه، وقد يطّلع أحدهما من صاحبه بعد الزواج على ما لا يحب، ولا يرضى من سلوك شخصي، أو عيب خفي، وقد يظهر أن المرأة عقيم لا يتحقق معها أسمى مقاصد الزواج، وهو لا يرغب بالتعدد، أو لا يستطيعه، إلى غير ذلك من الأسباب والدواعي، التي لا تتوفر معها المحبة بين الزوجين ولا يتحقق معها التعاون على شؤون الحياة، والقيام بحقوق الزوجية كما أمر الله؛ فيكون الطلاق لذلك أمراً لا بد منه للخلاص من رابطة الزوجية التي أصبحت لا تحقق المقصود منها، والتي لو أُلزم الزوجان بالبقاء عليها، لأكلت الضغينة قلبيهما، ولكاد كل منهما لصاحبه، وسعى للخلاص منه بما يتهيأ له من وسائل، وقد يكون ذلك سبباً في انحراف كل منهما، ومنفذاً لكثير من الشرور والآثام. لهذا شُرع الطلاق وسيلة للقضاء على تلك المفاسد، وللتخلص من تلك الشرور، وليستبدل كل منهما بزوجه زوجاً آخر، قد يجد معه ما افتقده مع الأول، فيتحقق مراد الله. ولا يلجأ إليه إلا بعد إفراغ الجهد باستعمال جميع الوسائل الممكنة في رفع الشقاق وإزالة الموانع والأضرار، لأن النكاح نعمة جليلة ينبغي أن يُحَاَفَظ عليها ما أمكن. باب الرجعة. و معنى الرجعة: إعادة الزوجة المطلقة إلى ما كانت عليه بغير عقد. ولا تحتاج الرجعة إلى ولي ولا مهر ولا إشهاد، ولا رضى المرأة ولا علمها بالرجعة. و شروط الرجعة : 1. أن يكون الطلاق غير بائن، فلا رجعة في الطلاق البائن. 2. أن تكون المرأة في زمن العدة فيحق له مراجعتها فيها، فإذا انقضت العدة فهي بائن بينونة صغرى، لا تحل له إلا بنكاح جديد. والمرأة المطلقة طلقة واحدة أو اثنتين لا تخرج من بيتها، حكمة مشروعية الرجعة. شرعت الرجعة تحقيقاً لمعنى التدارك ودفعاً لما يتوقع من البينونة التي تعقب العدة، لأن الإنسان قد يطلق امرأته لمجرد التأديب أو على ظن أنه المصلحة ثم يندم، وذلك ما أشار إليه قوله تعالى: . فيحتاج إلى التدارك، فلو لم تشرع الرجعة لا يمكنه التدارك لأنه قد لا توافقه على تجديد النكاح، ولا يمكنه الصبر عنها فيقع في الندم. حكم المحلل (نكاح التحليل). هو حرام بدليل الحديث الشريف أخبرنا عمرو بن منصور قال حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن عبد الله قال وبالتفصيل إذا طلق الرجل امرأته الطلقة الثالثة فلا تحل له حتى تنكح زوجاً غيره، لقول الله : . ويشترط في هذا النكاح الذي يحله لزوجها الأول أن يكون نكاحاً صحيحا، فالنكاح المؤقت (نكاح المتعة) أو النكاح من أجل أن يحلها لزوجها الأول ثم يطلقها (نكاح التحليل) كلاهما محرم وباطل في قول عامة أهل العلم، ولا تحل به المرأة لزوجها الأول. انظر : "المغني" (10/49-55). وقد صحت الأحاديث عن الرسول بتحريم نكاح التحليل. والْمُحَلِّلَ هو من تزوجها ليحلها لزوجها الأول. وَالْمُحَلَّلَ له هو زوجها الأول. وروى ابن ماجة (1936) عن عقبة بن عامر أن النبي قال : وروى عبد الرزاق (6/265) عن عمر بن الخطاب أنه قال وهو يخطب الناس : . وسواء في ذلك إذا صرح بقصده عند العقد واشترطوا عليه أنه متى أحلها لزوجها طلقها، أو لم يشترطوا ذلك وإنما نواه في نفسه فقط. روى الحاكم عن نافع أن رجلا قال لابن عمر : وسئل الإمام أحمد عن الرجل يتزوج المرأة، وفي نفسه أن يحلها لزوجها الأول، ولم تعلم المرأة بذلك. فقال : وعلى هذا، فلا يجوز الزواج بإمرأة بنية إحلالها لزوجها الأول، وفعل ذلك من كبائر الذنوب، ولا يكون النكاح صحيحاً، بل زنى، والعياذ بالله. الطلاق عند المسيحيين. في الديانة المسيحية لا يجوز الطلاق إلا لعلة الزنى وفقًا لما ورد في إنجيل متى الأصحاح الخامس الآية رقم 31-32 «وقيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق وأما أنا فأقول لكم إن من طلق امرأته إلا لعلّة الزنى يجعلها تزني ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني». تاريخيًا كانت القوانين الغربية تمنع الطلاق ولم يتغير ذلك الا مع بداية فصل الدين عن الدولة واستحداث الزواج المدني. في القرن العشرين بدأت الدول ذات الغالبية الكاثوليكية في تشريع الطلاق قانونيًا منها إيطاليا (1970)، البرتغال (1975)، البرازيل (1977)، إسبانيا (1981)، الأرجنتين (1987)، جمهورية إيرلندا (1996)، التشيلي (2004) وكانت مالطا اخر الدول في العالم الغربي التي تمنع الطلاق وذلك حتى عام 2011. اليوم تبيح كافة الدول ذات الغالبية المسيحية الطلاق بإستثناء الفلبين والفاتيكان. توري (بـاليابانية: 鳥居 = مجثم الطيور، سمي بذلك لأن الطيور كانت تحط فوقه): هو هيكل -من الخشب في الأغلب- على شكل بوابة، يتم عن طريقه تحديد المداخل إلى المزارات الشنتوية، يفصل بين عالم الـ"كامي" المقدس والعالم الدنيوي المدنس. تتألف هذه الأروقة المفتوحة من عمودين منتصبين يحملان عارضتين أفقيتين، يتم في بعض الأحيان إضافة لوحة خشبية تحمل بعض الكتابات بين العارضتين. تستعمل عدة مواد في صنع الـ"توري"، إلا أن الخشب يبقى المادة المفضلة، ويتم طلاءها في الغالب باللونين الأحمر-البرتقالي والأسود. عادة ما يقوم بعض الأغنياء، عندما يحالفهم النجاح بتقديمها كهبة للمزار الذي يفضلونه. راجع: جينجا (بـاليابانية: 神社) هو المكان الذي ينتصب فيه المزار الخاص بإحدى الـكامي (أو الآلهة حسب العقيدة الشنتوية في اليابان)، عدا المباني يشمل المكان المحيط الطبيعي الذي يقع القرب منه. يتم في هذه الأمكنة عبادة وتبجيل الكامي. عادة ما يتم وضع الأشياء أو الموجودات المقدسة (الكامي) التي يتم عبادتها في إحدى الغرف الداخلية للبناء الرئيس، وفي مكان منعزل وبعيد عن الأنظار. يقوم الناس بزيارة المزارات حتى يبدوا مدى احترامهم للكامي، وطلبا للتوفيق في أمورهم اليومية. غالبا ما تتم الزيارة في المناسبات الخاصة: العام الجديد، بداية فصل الربيع (سيتسوبون)، دخول الأولاد سن معينة (شيتشي غو سان) وغيرها من المناسبات الأخرى. التاريخ. تم بناء أولى المزارات الشنتوية لإحياء بعض الطقوس الاحتفالية كبداية موسم حصاد الأرز أو ماتسوري (祭り = matsuri)، تم تشييدها لتضل قائمة لفترة معينة من الزمن (حتى انتهاء الاحتفالات)، وكان أغلبها يقع في الجبال والكهوف. كان يعتقد أن الكامي لن تلبث أن تغادر المكان. تم في فترة لاحقة تشييد بناءات دائمة وتعرف محليا باسم شادن (社殿 = shaden)، وصارت هذه مقر الإقامة الدائمة للكامي. يعتقد البعض إن هذه البناءات الدائمة دخيلة على الشنتوية، وأنها جاءت عن طريق التأثيرات البوذية. لا تزال بعض المزارات من العهد الأول قائمة (من بينها مزار إيسه)، وتتضمن في الغالب مكان لإقامة شعائر الصلاة، كما يخصص للكامي مساحة معينة من المزار، يحضر على الزوار أن يقتربوا منه. الأقسام والهياكل المختلفة. توجد داخل المزار عدة مباني وأقسام تعطي له طابعه الخاص. وهذه قائمة بأهمها: تتواجد العديد من الأبنية الأخرى داخل المزار، على غرار البيت المخصص للكاهن. ويحضر تواجد المدافن أو المقابر داخل المكان المقدس، يعتبر اليابانيون الموت مدنس لطهارة المكان، وغالبا ما تقام الشعائر الخاصة بالموت في المعابد البوذية. مع مرور الزمن اندمجت هندسة المزارات الشنتوية والمعابد البوذية، ويغلب عليها التأثر بالطابع الآسيوي الصيني. على أنه لا تزال بعض المزارات القليلة تحتفظ بطابعها الياباني الأصلي، على غرار مزار إيسه وهو أهم المزارات الشنتوية في البلاد على الإطلاق. البرولوغ (Prolog) هي لغة برمجة منطقية. الاسم مأخوذ من الفرنسية "programmation en logique" (برمجة المنطق)، تم اختراع اللغة بواسطة ألين كولميرايور حوالي العام 1972. كانت محاولة لجعل لغة البرمجة قادرة على استخدام عبارات منطقية بدل أن تكون تعليمات محددة تلقن إلى الحاسوب. صممت اللغة أساسًا لتستخدم في عمل برامج معالجة اللغات الطبيعية. تستخدم لغة البرولوغ في العديد من برامج الذكاء الاصطناعي وبرامج معالجة اللغات الطبيعية. عبارات وقواعد اللغة تعتبر بسيطة جداً وواضحة (يتم كتابة البرنامج بالكامل باستخدام الحقائق والقواعد). العديد من الباحثين الذين يقودون تطبيقات حديثة للبرولوغ التي جاءت نتيجة استخدام نسخات مختلفة من البرولوغ كنواة في مشاريع أنظمة حاسوب الجيل الخامس (fifth generation computer systems اختصارًا FGCS). الحقائق Facts. تختلف طريقة البرمجة في برولوغ عن اللغات التقليدية. في بورلوغ يتم كتابة الحقائق (Facts) والقواعد (Rules) في قاعدة بيانات، ثم يتم كتابة إستفسارت queries من قاعدة البيانات. الحقية عبارة عن سند (predicate) (الوحدة الأساسية للبرولوغ). يتكون السند من رأس (head) وعدد من الوسائط (arguments). مثال cat(tom). في هذا المثال نقول ببساطة أن هناك توم 'tom' وهو قط 'cat'،بتعبير أدق 'cat' هو رأس (head) السند و'tom' هو وسيطة (argument). هنا عدد من الإستفسارات التي يمكن سؤالها بناء على هذه الحقيقة: هل توم قط (is tom a cat)؟ ?- cat(tom). yes. ببساطة هنا نسأل إذا توم قط ويجيبنا برولوغ بنعم (yes). ما هي الأشياء التي هي قط (what things are cats)؟ ?- cat(X). X = tom; non القواعد Rules. أن النوع الثاني من العبارت في برلوغ هي القواعد: father(X,Y) :- parent(X,Y),male(X). أنواع المعلومات Data types. لا تحتوي لغة البرولوغ على أنواع معلومات (Data types) تقليدية كلغات البرمجة التقليدية الأخرى. ولكن على عناصر تركيبية (lexical elements). الذرات Atoms. يعرف النص الثابت في برولوغ بمعنى الذرات Atoms. الذرة عبارة عن سلسلة من الحروف، الأرقام ورمز الشارحة-السفلية (_) (underscores) على أن يبدأ النص بحرف إنجليزي صغير (lower-case). عادة، إذا كان هناك رمز ليس بحرف أو رقم فأنه يوضع بين (علامة التنصيص الأحادية) (مثال '+' يعتبر ذرة، في حين + يعتبر معامل)asxaxascsadcvsdcddddd الأرقام. معظم نسخ البرلوغ لاتميز بين الأعداد الصحيحة والأعداد الحقيقية. المتغيرات Variables. يعبر المتغيرات Variables عن نص يتكون من الحروف، الأرقام ورمز شرطة-السفلية (_) على أن يبدأ النص بحرف إنجليزي كبير (upper-case). على عكس اللغات القولية (imperative programming languages) في بيئة البرولوغ المتغير ليس مكان في الذاكرة (مستوعب) يمكن تخزين القيم فيه. تصرف المتغيرات يتبع النمط لإيجاد القيمة. أماتيراسو (بالـيابانية: 天照) أو أماتيراسو أو مي كامي (天照大神) أيضا، هي آلهة (أو كامي) الشمس حسب العقيدة الشنتوية في اليابان. يروي كتاب الـ"كوجيكي" (وقائع الأحداث القديمة) قصتها وكيف خرجت من العين اليسرى لـ"إيزاناغي" (أحد الإلهين اللذين أنجبا العالم وأرخبيل اليابان). وحسب هذه الأساطير فإن لها الفضل في إدخال زراعة والقمح وتربية دودة الحرير. أثناء "فترة مييجي" وحتى الآن الرواية الرسمية تقول إنَّ الإمبراطور -وجميع أباطرة اليابان- ينحدرون من صلب آلهة الشمس أماتيراسو. فترة مييجي هي الفترة الأولى من تاريخ اليابان المعاصر (1868-1912 م). أطلق عليها اسم مييجي (明治) والذي يعني الحكومة المستنيرة، تلميحا للحكومة الجديد التي تولت شؤون البلاد ـ رسميا منذ يوم الـ8 أكتوبر 1868 م ـ، كان هذا الاسم أيضا اللقب الرسمي للإمبراطور موتسوهيتو (睦仁)، والمعروف بـمييجي تينو (明治天皇). اعتلى موتسوهيتو العرش الإمبراطوري بعد وفاة والده في يناير من سنة 1867 م. بعدها بأشهر- يوم 19 نوفمبر من سنة 1867 م - قدم يوشينوبو ع(1837-1913 م)، آخر الشوغونات من أسرة الـتوكوغاوا استقالته للإمبراطور، كان ذلك الحدث نهاية فترة إيدو. بعد وفاة الإمبراطور ميجي عام عام 1912 اعتلى الإمبراطور تايشو العرش وبدأت فترة تايشو من التاريخ الياباني. نهاية الشوغونية وإقرار النظام الجديد. قاد رجال من المعاقل الغربية الحركة الداعية لاسترجاع الحق الإمبراطوري، من بينهم برز كل من كيدو تاكايوشي وإيتو هيروبومي من معقل تشوشو، وسائيغو تاكاموري وأوكوبو توشيميتشي من معقل ساتسوما، انضم إلى هذا التحالف إيواكورا تومومي (1825-1883) والذي كان يمثل رجال البلاط الإمبراطوري في كيوتو. جند هؤلاء قواتهم وبدؤوا حملتهم لإخضاع البلاد. استنفذ الشوغون كل الحلول المتاحة لإقناع الأطراف بإنهاء الصراع، وأمام إصرار القوات الموالية للإمبراطور على الزحف على العاصمة الشوغونية إيدو، لم يجد الأخير بد من الانسحاب من الساحة السياسية، فتخلى عن كل صلاحياته للإمبراطور. بعد استقالة الشوغون شكل أطراف التحالف المنتصر حكومة وطنية، أعلنت هذه في يوم الـ3 من يناير لسنة 1868 م استعراش الإمبراطور بصفة رسمية، وتقلده حكم البلاد. رغم هذا الإعلان بقي على هذه الحكومة إخضاع القوات المتمردة والتي لا زالت متمسكة بالنظام القديم (من أنصار التوكوغاوا)، خاضت قوات الطرفين معارك عرفت أحداثها باسم حرب بوشين، أفضت الأخيرة إلى انتصار قوات الإمبراطور وتعزيز موقفها. كرست عملية إعادة الإمبراطور إلى الحكم (الاستعراش) دوره الرمزي في أعلى هرم السلطة فيما كانت السلطات الفعلية بين يدي الحكومة والتي جاء أفرادها من طبقة (محاربون من عائلات متواضعة) لم تكن لتلعب هذا الدور القيادي أثناء النظام القديم. كان طموح هؤلاء أن يجعلوا من اليابان قوة اقتصادية وعسكرية، وأن تكون بلادهم ندا للقوى الغربية. حددوا من البداية أهدافهم، أولا تزويد اليابان بمؤسسات عصرية، بجيش قوي وصناعة متقدمة. ثانيا: تعديل كل الاتفاقيات الغير عادلة في نظرهم والتي وقعت مع مختلف القوى الغربية. ينحدر أغلب هؤلاء الإصلاحيين من معقلين اثنين: تشوشو (長州) وساتسوما (薩摩)، استحوذوا على أغلب المناصب الحساسة في الدولة. كان أغلبهم في العقد الثالث من العمر (تراوحت أعمارهم بين 27 و41 سنة) عند بداية الإصلاحات (1868 م). استمر هذان المعقلان في تزويد الحكومة والبلاد برجال السياسة والحكم حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. الإصلاحات الإدارية وترسيم حدود البلاد. قام الإمبراطور مييجي وحكومته سنة 1868 م بإعلان إلغاء مناصب الشوغون، الولي سيشو وكبير المستشارين كانباكو. سنة 1871 م تم إلغاء المعاقل الإقطاعية، وإعادة تقسيم البلاد إلى محافظات إدارية كين، تسلم إدارتها بعض من كبار الزعماء الإقطاعيين السابقين الـدائي-ميو وكذا بعض من رجال الساموراي ممن علقت مهامهم السابقة. استقرت الحكومة في إيدو منذ 1868 م، كانت هذه المدينة مقر شوغونات التوكوغاوا منذ تولى إيئه-ياسو الحكم سنة 1603 م. في شهر مايو من سنة 1869 م قررت الحكومة تغيير اسمها إلى طوكيو أو العاصمة الشرقية، وأصبحت بذلك العاصمة الرسمية لليابان. أخذت الحكومة تولي اهتماما متزايدا لمسألة الحدود القطرية، وبالأخص تلك المشتركة مع روسيا والصين. سنة 1869 م بسطت اليابان ولأول مرة سيادتها على كامل جزيرة إزو (والتي عرفت لاحقا باسم هوكايدو)، ثم ضمت تشيشيما (أو جزر الكوريل) سنة 1875 م في مقابل التخلي عن ساخالين لصالح روسيا. في أقصى الجنوب تم ضم كل من جزر أوغاساوار (1876 م) ثم ريوكيو (أوكيناوا وملحقاتها) سنة 1879 م. القضاء على مظاهر النظام الإقطاعي. في شهر أبريل من سنة 1868 م تم إصدار فرمان (مرسوم) إمبراطوري، قام بإعداد مجمل مواده كيدو تاكايوشي، نص على إعادة تنظيم عملية الحكم بطريقة ديمقراطية، ضمان الرخاء والسعادة للجميع، إبطال الأعراف والعادات القديمة، والعمل على نشر المعارف الغربية وتطبيقها في كل الميادين. كانت البداية الأولى في نهج هذه الإصلاحات هو الإعلان عن تشكيل حكومة مؤقتة موسعة. شملت أولى الإصلاحات بنية المجتمع الياباني، فتم سنة 1871 م إلغاء الطبقية (كان المجتمع مقسما إلى أربع طبقات)، أصبح المجال مفتوحا أمام الجميع للتقلد المناصب في الدولة واحتراف أي من المهن المعروفة بدون أية قيود. أبطلت المنحة التي كان يتقاضاها رجال الساموراي، كما تم تجريدهم من أسلحتهم. كان أغلب هؤلاء الرجال يحوزون على نصيب كبير من الثقافة، فتحولوا إلى مهن أخرى كالتعليم، الإدارة أو الصناعة. في مقابل ذلك تم إعفائهم من التزاماتهم العسكرية، ولسد الاحتياجات الجديد تم إعلان التجنيد الإلزامي في البلاد منذ سنة 1872 م. بعد القيام بعملية جرد للأراضي والممتلكات عبر كامل البلاد، تم تطبيق ضريبة عقارية في العام الموالي (1873 م). تبعت هذه الإصلاحات الاجتماعية موجة من الاستياءات، عمت هذه أوساط الفلاحين والذي أخذوا على الحكومة تسرعها في عملية تقييم الأراضي، كما شملت رجال الساموراي والذين لم يرق لهم فقدان المكاسب والمزايا التي كانوا يتمتعون بها. لاحقا قاد أحد الإصلاحيين وهو سائيغو تاكاموري إحدى الانتفاضات، جمع من حوله رجالات الساموراي من الناقمين على النظام، انتهت هذه الانتفاضة عام 1877 م على يد القوات الإمبراطورية. الإصلاحات. للإسراع في الإصلاحات، قام إيواكورا تومومي (من كبار مستشاري الإمبراطور) بقيادة بعثة إلى الولايات المتحدة وأوروبا (عرفت بـبعثة إيواكورا). ما بين سنوات 1871 و1873 م زار زعماء الإصلاحيين العديد من البلدان الغربية فتفقدوا مؤسساتها واطلعوا على أحدث ما توصلت إليه في عالم التقنية. تركت هذه الرحلة عميق الأثر في نفوس هؤلاء اليابانيين. بدأت الحكومة في جلب العديد من الخبراء والمهندسين -بلغ عددهم حوالي الـ3000 حتى سنة 1890 م- من مختلف البلدان الغربية للمساعدة في تحديث البلاد. قام البريطانيين بالتكفل بتحديث القوات البحرية، فيما تولى الفرنسيين أمر القوات البرية. كما أسهم خبراء ألمان في وضع الأسس للنظام التعليمي الجديد. من بين الميادين التي شملتها الإصلاحات في المرحلة الأولى: التعليم، الحقوق، العلوم، والنظام السياسي. اتبع اليابانيون سياسة صارمة في التعامل مع هؤلاء الأجانب، فرغم أنه كان يُعمل بنصحائهم وإرشاداتهم إلا أنه كان يمنع عليهم تقلد أي منصب في الدوائر الحكومة أو غيرها، كانوا يعملون وأعين الحكومة ترصدهم. كانت بعثة 1871 م قد استبقت العديد من اليابانيين في البلدان الغربية لإكمال دراساتهم. مع بدء هؤلاء في العودة واستكمال تشييد وتحديث المنشآت والمؤسسات الوطنية استوفت اليابان حاجتها للخبرات فتوقف استقدامهم حوالي عام 1890 م. مع مطلع عام 1870 م، تم طرح وجهات نظر مختلفة حول التوجهات الكبرى التي يتوجب على السياسة اليابانية السير عليها. كان البعض (وأغلبهم من المعاقل الغربية، على غرار الساتسوما التشوشو) يرى وجوب الأخذ بالشعار المحلي: بلاد ثرية بجيشها القوي، بينما يرى آخرون ومن بينهم إيواكورا تومومي عدم خوض المغامرة العسكرية، والتركيز على قطاعي التعليم والصناعة. انتصر أصحاب الرأي الثاني، مما أغضب سائيغو تاكاموري، فقاد مجموعة من المتمردين على السلطة منذ سنة 1874 م، بينما فضل زعيم آخر وهو إيتاكاغي تائيسوكي (板垣 退助) ع(1837-1919 م) طرقا أكثر سلمية، فأسس حركة معارضة هي: الحركة من أجل حقوق وحريات الشعب والتي أصبحت فيما ومنذ 1881 م تعرف باسم الحزب الليبرالي (自由党). أصبح التعليم إجباريا على الجميع، صبيانا وبنات، ومنذ 1868 م. استحدث اليابانيون سنة 1872 م نظاما تعليميا جديدا مستوحى من النظامين الفرنسي والأمريكي، وفتحت أول جامعة أبوابها عام 1877 م.بالموازاة مع ذلك تم ترجمت العديد من الأعمال الأدبية العالمية (الفرنسية والإنكليزية) وتدريسها ضمن المناهج الرسمية. قامت الحكومة بتأميم جميع الشركات التي كانت تابعة للشوغون وأعوانه من الـدائي-ميو (الزعماء الكبار)، تم جلب العديد من المهندسين الأجانب، وبالأخص من بريطانيا (رائدة الصناعة في أوروبا)، ساعد هؤلاء في إنجاز أولى المنشآت الصناعية. جاءت نتائج هذه السياسية سريعة جدا: تم مد أول خط سكك حديدية سنة 1871 م بين طوكيو ويوكوهاما. منذ 1870 م بدأ استعمال التلغراف ينتشر عبر البلاد، تلته الإنارة بالغاز فيما بدأ الخطوط الحديدة تتمدد أكثر فأكثر؛ منذ 1880 م حلت الإنارة الكهرباء، خطوط الترام (عربات النقل الحضرية) والتصوير الضوئي؛ وأخير ومنذ 1890 الهاتف. نشطت الساحة الفكرية في اليابان، ساهم العديد من المثقفين في نقل الفكر الغربي ومداركه إلى أبناء البلد، فكان دورهم أساسيا في الدفع بالنظام التعليمي إلى الأمام. من بين أهم أعلام هذه الفترة: فوكوزاوا يوشيكي، فوتاباتيي شيميي، تسوأوبوشي شويو، موري أوغائي وغيرهم. الإصلاحات الاقتصادية. مع ازدهار حركة الترجمة، برزت سنوات 1870-1880 م إلى الساحة السياسة مجموعة من المثقفين المتأثرين بالأفكار الغربية الداعية للحقوق المدنية للمواطن، استجابة لضغوطات هؤلاء وعدت الحكومة العمل على قيام بكتابة دستور وطني للبلاد بحلول عام 1875 م، يكفل حماية هذه الحقوق. قام أوكوما شيغه-نوبو (大隈重信) بالشروع في كتابة مسودة أولى، كانت النصوص التي قام بتحريرها مستوحاة من النظم والقوانين البريطانية.، إلا أن أزمة اقتصادية عرفتها البلاد أجبرته على الاستقالة من الحكومة. بعد استبعاده، قام الأخير سنة 1882 م بتأسيس حزبه الخاص: الحزب التقدمي. كانت الشركات الكبرى في البلاد تابعة للدولة، إلا أن الأزمة الاقتصادية أجبرت الحكومة على مراجعة سياسيتها، فقررت الأخيرة عام 1882 م خوصصة هذه الشركات، كما تم إنشاء أول بنك وطني ياباني على نمط كبرى المصارف الأوربية (كان قد تم اتخاذ أول عملية وطنية: الين عام 1870 م). بمساعدة الحكومة، تحولت العديد من العائلات التي كانت تمتهن التجارة إلى النشاطات الصناعية، على غرار ميتسوئي (三井)، أو البعض ممن كان من الرجال الساموراي السابقين كإيوازاكي والذي أسس شركة ميتسوبيشي. كانت تلك أولى الخطوات في طريق تحديث الاقتصاد الياباني. استغلت هذه العوائل الصناعية الكبيرة (ميتسوبيشي (三菱)، ميتسوئي (三井)، سوميتومو (住友)...) والمقربة من مراكز القرار فترة الخوصصة، فكونوا ثروات هائلة وأسسوا إمبراطوريات اقتصادية ومالية (بعضها لا زال قائما إلى يومنا هذا)، قامت بعد ذلك تجمعات اقتصادية كبرى (تحالف عدة عائلات كبرى) فريدة من نوعها في العالم أطلق عليها اسم زائي-باتسو (أو زاي-باتسو). كتابة الدستور. عام 1885 م تم إنشاء مجلس وزاري، قام الإمبراطور بتسمية أعضائه. شرع المجلس برئاسة إيتو هيروبومي في التحضير لنص دستور جديد، كان مواده مستوحاة هذه المرة من الدستور الألماني. ترأس الأخير اللجنة الخاصة التي كانت تسهر على احترام النصوص الدستورية. وأخيرا تم في يوم الـ11 من فبراير من عام 1889 م، اعتماد أول دستور رسمي للبلاد. خول الدستور صلاحيات واسعة للإمبراطور (أو الجماعة التي تحكم فعليا وباسمه)، وأصبح مقامه مقدسا: يجمع عدة سلطات في آن واحد، رأس السلطة التنفيذية، يقود الجيوش الوطنية، يعلن عن الحرب أو يقرر السلام، يستطيع تعديل القوانين حتى بعد التصويت عليها كما يصدر مراسيم بدون مشورة أحد. تم استحداث غرفتين برلمانيتين، واحدة للنواب وعددهم 463 والأخرى للشيوخ وعددهم 363، يتمثل دورهم في مناقشة القوانين والتصويت على الميزانية التي يطرحها المجلس الوزاري. كان انتخاب نواب البرلمان مقصورا على فئة معينة من المواطنين: كل من يدفع ضريبة مباشرة سنوية لا تقل عن 15 ينا (العملة المحلية). كان عدد الناخبين المؤهلين حوالي 450.000 شخص. يضمن الدستور لليابانيين حرية التنقل، التفكير والانضمام في جمعيات، المساواة في الفرص عند التقدم للحصول على أي من الأعمال أو المناصب، وكذا الحق في أحكام عادلة عند المقاضاة. عام 1890 م تم إقرار مرسوم إمبراطوري، يتضمن إدماج عبادة الإمبراطور والآلهات الشنتوية ضمن المناهج الدراسية الوطنية. بداية التوسع والاستعمار. بدأ العمل بالدستور وبدأت أولى المشاكل تظهر. كان على الحكومات المتعاقبة مواجهة معارضة نشطة وقوية، والتي تتكون في الأغلب من أعضاء سابقين من الحكومة، ثم تراكمت مشاكل داخلية متعددة. كل هذا حمل الحكومة على تغيير توجهاتها السياسية الكبرى، كان للعسكريين والذين شكلوا بدورهم جماعة مستقلة داخل دوائر الحكم دورا مهما في هذا التحول، من الآن فصاعدا وجهت اليابان نظرها إلى الخارج واختارت أن تنتهج سياسة توسعية واستعمارية. الحرب الصينية-اليابانية. متذرعة بالأحداث التي وقعت في كوريا، والتي أعقبتها إرسال الصين لقوات عسكرية، أرسلت اليابان بدورها ما يقرب من الـ80 ألف شخص إلى شبه الجزيرة الكورية، استطاعت هذه القوات وفي ظرف وجيز السيطرة على البلاد. اندلعت بعض الاشتباكات بين الجيشين الياباني والصيني، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى حرب حقيقية الحرب الصينية-اليابانية، رجحت أحداث هذه الحرب كفة اليابان وأكدت تفوقه العسكري، فكان أن طالبت الحكومة الصينية بإعلان الهدنة في شهر يناير من عام 1895 م. أفضت المحادثات إلى التوقيع على معاهدة شيمونوسيكي يوم 17 أبريل 1895 م والتي كرست انتصار اليابان. ضمت الأخيرة على إثرها جزيرة فورموز (تايوان اليوم)، أرخبيل البيسكادوريس (بنتشو اليوم) وشبه جزيرة لياودونغ. إلا أنه وأمام تدخل القوى الغربية (روسيا ألمانيا وفرنسا) استعادت الصين هذه الأخيرة. الحرب الروسية -اليابانية. كانت روسيا بدورها تتقدم على نفس الجبهة مع اليابان، وكانت لهما نفس المطامع. وقعت الدولتان في أول الأمر اتفاقا تم بموجبه إعلان كوريا منطقة محايدة، إلا أنه وبعد انتفاضة الأهالي في الصين (1898 م) أخذت روسيا تختلق الذرائع لتبرير احتلاها لمنشوريا وتقدم قواتها إلى كوريا. كانت اليابان قد قطعت شوطا كبيرا في تطوير صناعتها العسكرية وتحديث جيشها، عمل اليابانيون على الظهور بمظهر مخلص الشعوب الآسيوية من القوى الغربية. بعد توقيعها لاتفاقية تحالف مع بريطانيا عام 1902 م، رأت الحكومة اليابانية أن الفرصة مواتية للتحرك. قدمت اليابان طلبا رسميا لروسيا حتى تسحب قواتها المتمركزة في منشوريا، رغم طول المفاوضات وإصرار اليابانيين رفض الروس. بدأت القوات اليابانية بمهاجمة ميناء بورت آرثر في منشوريا، والذي كانت تحت سيطرة القوات الروسية، ثم أعلنت الحكومة اليابانية رسميا الحرب على روسيا يوم الـ10 من شهر فبراير من عام 1904 م. دحر الأسطول الياباني القوات البحرية الروسية في أول مواجهة بينها في تسوشيما. على البر رغم تقدمها إلا القوات اليابانية تكبدت خسائر فادحة. لم يتردد الطرفان المتصارعان في قبول عرض الوساطة التي طرحه الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت، انتهت الحرب مع توقيع اتفاقية بورتسمث (في نيو هامبشير -الولايات المتحدة الأمريكية-). دامت الحرب أكثر مما كان مخططا له، وكانت حصيلة الخسائر المادية والإنسانية مرتفعة. خرج اليابان منتصرا من هذه الحرب. بموجب اتفاقية بورتسمث والتي تم توقيعها في الـ5 سبتمبر 1905 م، قامت روسيا بسحب قواتها المتواجدة في كوريا، ضمت اليابان جنوب شبه جزيرة ساخالين، كما أنتقلت إليها العديد من الحقوق الروسية في الصين على غرار الامتيازات التجارية في شبه جزيرة لياودونغ، مد خط سكة الحديد في جنوب منشوريا واستغلال مناجم الفحم في فوشون. رغم هذه التنازلات لم تتحصل اليابان على أية تعويضات عن الخسائر التي لحقتها، اعتبر بعض اليابانيين هذا الأمر بمثابة إهانة لهم، فقامت على إثر ذلك موجة من الاحتجاجات الشعبية. بعد الحرب الروسية-اليابانية، قام العسكريون في اليابان -والذين أصبحوا يسيطرون على الحكومة- بمنح إيتو هيروبومي (رئيس الحكومة) صلاحيات واسعة. بعد مقتله سنة 1909 م (على يد أحد القوميين الكوريين)، قرر هؤلاء العسكريين ضم شبه الجزيرة الكورية إلى اليابان، فأصبحت اليابان اللاعب الأول على الساحة الشرق آسيوي، ودام هذا الوضع حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. الحرب العالمية الثانية. قامت القوات اليابانية بغزو الصين قبل أندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدى بالولايات المتحدة وحلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان، وعلى إثره، قررت "اليابان" ضرب ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار وبدون إعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها. كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر وبالتحديد، ماليزيا، وإندونيسيا، والفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق. بالحرب العالمية الثانية على دحر وهزيمة ألمانيا النازية، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف ومن ضمنها أستراليا، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال دوجلاس مكارثر بالهجوم ومحاولة استرجاع غينيا الجديدة، وجزر سليمان، وبريطانيا الجديدة، [وإيرلندا الجديدة،] والفلبين. وتنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية وحرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، واشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان. استيلاء الحلفاء على جزيرتي إيوجيما وأوكيناوا اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقّة. وإعلان الاتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 ومن ثمّة مهاجمة منشوريا جاءت هزيمة اليابان في أغسطس 1945 بعد أن أسقطت قنبلة ذرية على هيروشيما أودت بحياة أكثر من 200 ألف نسمة، وفي قنبلة أخرى في 9 أغسطس على ناغاساكي، مما دفع اليابان بإعلان الاستسلام في 15 أغسطس. الهزيمة والاحتلال. استسلمت اليابان لقوات الاحتلال في 14 أغسطس 1945 عندما أعلمت الحكومة اليابانية قوات الحلفاء قبول إعلان بوتسدام. وفي اليوم التالي أعلن الإمبراطور هيروهيتو استسلام اليابان الغير مشروط على المذياع لأول مرة يسمع فيه الشعب الياباني صوت إمبراطورهم وهو اليوم الذي يعتبر آخر يوم في الحرب العالمية الثانية. في ذات اليوم قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان بتعيين الجنرال دوغلاس ماكارثر كقائد أعلى لقوات التحالف للإشراف على احتلال اليابان. كانت قوى التحالف قد اتفقت على تقسيم اليابان فيم بينها مثلما حدث في احتلال ألمانيا، إلا أنه في النهاية منح القائد الأعلى لقوات التحالف حكماً مباشرا على جزر اليابان الرئيسية. تم نزع سلاح اليابان ووضع دستور اليابان الجديد عام 1947 الذي منع اليابان من الاشتراك في أي حرب مع دولة أجنبية. نارا (بـاليابانية: 奈良) هي مدينة في اليابان، تقع على جزيرة "هونشو". عاصمة محافظة نارا ويبلغ عدد سكانها (2001) حوالي 366,397 نسمة. كانت "نارا" أول عاصمة دائمة للـيابان (راجع: فترة نارا). ومن أهم المعالم فيها تودائي-جي، وهو أكبر وأقدم الأبنية الخشبية المحفوظة في العالم. التاريخ. كانت نارا عاصمة اليابان في فترة ما بين 710 إلى 748 الأمر الذي جعلها تحمل اسم " فترة نارا " كفترة من فترات التاريخ الياباني . عُرفت معابد نارا بشكل جماعي بـ " نانتو شيشي ديجي " والتي استمرت قوية وذات هيبة حتى بعد انتقال العاصمة من نارا إلى كيوتو في عام 794 . في عام 2010 احتفلت نارا بمرور 1300 سنة على ذكرى صعودها لتكون عاصمة الامبراطورية اليابانية . توأمة. لنارا (نارا) اتفاقيات توأمة مع كل من: تودائي-جي (ياليابانية: 東大寺): من أهم المعابد البوذبة في اليابان، يقع في مدينة نارا. وقد تم بناؤه ح 800 م (أثناء فترة نارا). استوحي تصميمه من المعابد الصينية المعاصرة للفترة، ويعتبر هيكله الخشبي من الخصائص التي تجعله معلماً فريدا من نوعه، فهو أكبر وأقدم البناءات الخشبية المحفوظة في العالم. بني المعبد حول تمثال كبير طوله 16.20 متراً لبوذا (أو لدايبوتسو)، التمثال الأصلي لم يتبق منه إلا بعض الأجزاء البسيطة. وهذه بعض أبعاد التمثال الحالي: تم تصنيف المعلم منذ عام 1988 م ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي العالمي. سادو (باليابانية: 茶道 = طريق الشاي) أو طقوس الشاي هي مجموعة من الطقوس والشعائر التي يتم القيام بها أثناء تقديم الشاي. تأثرت هذه الشعائر بمذهب زن البوذي الياباني. يعتبر القيام بهذه الطقوس اليوم من الهوايات المحببة في اليابان وعبر العالم. يقوم بعض من اليابانيين المهتمين بثقافتهم بتلقي دروس خصوصية في الـ"سادو". يتم القيام بالطقوس الخاصة بتقديم الشاي في غرفة خاصة ذات طابع تقليدي ياباني، وتتواجد هذه الغرف في بعض المعاهد الثقافية كما يقوم بعض الأشخاص بتخصيص غرفة خاصة في بيوتهم لهذا الغرض. تتألف الطقوس من عدة شعائر يتوجب على الذي يؤديها حفظها عن ظهر قلب. يتم فيها وصف كل الحركات التي يجب القيام بها، ويشمل ذلك الحركات الدقيقة لليد. يقوم المضيف بتحضير الشاي، ويقدمه لاحقا للضيف. ويستعمل الشاي الأخضر المسمى ماتشا (抹茶)، ويتخذ هذا النوع على شكل مسحوق أخضر يستخرج من أوراق الشاي المجففة. تاريخ طقس الشاي. يعود تاريخ شرب الشاي في اليابان إلى القرن التاسع. ولكن مسحوق الشاي الأخضر أو الماتشا لم يدخل إلى اليابان سوى في القرن الثاني عشر حيث أحضره راهب بوذي اسمه إيساي وهو عائد من الصين. وكان الشاي الأخضر يستخدم في البداية في الشعائر الدينية في الأديرة البوذية. وفي القرن الثالث عشر بدأ المحاربين اليابانيين (الساموراي) تحضير وشرب الماتشا عندما بدؤوا في اعتناق عقيدة الزن البوذية. وبدأت القيم والسمات الجمالية الخاصة بطقس الشاي تتطور شيئا فشيئا، خاصة "الوابي" أي النقاء الهادئ أو الساكن. في القرن السادس عشر قام سين نو ريكو (1522-1591) بتطوير فكرة سيده عن "الإيتشي جو" و"الإيتشي إيه" وهي فلسفة تعلم أن كل لقاء يجب أن يعتبر عزيزا حيث أنه لن يتكرر مرة أخرى. وقام أيضا بتكميل "الوابي تشا" (شاي في كوخ متواضع مسقف بالقش) وأسس الأربعة قواعد التي ما زالت تعتبر أساسية لطقس الشاي حتى اليوم وهي التناغم (وا) والاحترام (كيه) والنقاء (سيه) والسكون (جاكو). أنواع الطقوس. يوجد نوعين أساسيين من الطقوس، وهما "مقاعد التاتامي" و"الريو-ريه". في طقس "مقاعد التاتامي" يتم تحضير الشاي والناس جلوس على التاتامي (حصيرة يابانية). وفي "الريو-ريه" (القوس الواقف)، يتم تحضير الشاي على منضدة مخصوصة. ويجلس الضيوف على نفس المنضدة أو منضدة منفصلة. ويشير الاسم إلى عادة الانحناء بحيث تكون أول وآخر مرة عند مدخل غرفة طقس الشاي. زِنْ (باليابانية: 禅) هي طائفة من الماهايانا البوذية يابانية، تفَرَّعت عن فرقة "تشان" البوذية الصينية، يطلق اللفظ أيضا على مذهب هذه الطائفة. يتميز أتباع هذا المذهب بممارسة التأمل في وضعية الجلوس -زازن- كما يشتهرون بكثرة تداولهم للأقوال المأثورة والعِبر (كوآن). يرجع أصل كلمة زن إلى النُطق باليابانية للحرف الصيني "تشان" (chán = 禪/禅)، وهذه الكلمة الأخيرة هي نفسها ترجمة للكلمة السنسكريتية "ذيانا" وتعني استغراق التفكير أو التأمل (التعبد المطلق بالمعنى الحرفي). تهدف تعاليم مذهب زن العودة إلى الأصول الأولى للبوذية، وخوض التجربة الشخصية التي عاشها بوذا التاريخي وتكتسي وضعية الجلوس أهمية خاصة لدى أتباع هذا المذهب، فعن طريق اتباع هذه الوضعية تَوَصَّل بوذا إلى حالة الاستنارة أو (اليقظة). تطور فرقة تشان في الصين. تأسست وتطورت فرقة "تشان" في الصين في القرن الـ7 للميلاد، يفسرها البعض على أنها ردة فعل داخلية في أوساط المجتمع الصيني ضد البوذية التقليدية، أثرت تعاليم المدرستين الطاوية والكونفشيوسية بشكل بالغ على أتباع هذه الفرقة. اقتبسَ المذهب الجديد المبادئ والتعاليم التي أقرتها المدارس الأخرى التي سبقته، تُركز هذه التعاليم على أهمية النفس، انبثقت من هذه العناصر المختلفة الفكرة الرئيسية لمذهب "تشان": إن توصل الإنسان إلى حالة الاستنارة، يعني أنه استطاع أن يُدرك ويتحسس طبيعة بوذا الكامنة في نفسه، بغض النظر عن المكان والزمان الذين يتواجد فيهما. كان أفراد الطائفة الأولى لمذهب تشان من رجال العلم الذين رفضوا التقيد بالنصوص المكتوبة، كانوا يريدون أن يخوضوا تجربة شخصية، على غرار ما فعل الراهب "هان تشان"، حين ذهب يسير في الجبال وقد أخذ يعلق أبيات من الشعر على أغصان الأشجار. رغم نشأة مذهب تشان في الصين وتأثره بمعتقداتها، إلا أنه يدعي الرجوع إلى أصول البوذية التاريخية، جاعلا هدفه الأسمى التوصل إلى الوضعية التي اتخذها بوذا في اللحظة التي بلغ فيها الاستنارة. يستمد مذهب "تشان" شرعيته عن طريق تداول تعاليمه بطريقة شفوية وعبر سلسلة وهمية من الرجال ترجع حتى زمن بوذا، ودائما حسب هذه السلسلة فإن الراهب الهندي "بوذيدارما" والذي عاش في القرن الـ6 للميلاد، كان أول أئمة هذا المذهب في بلاد الصين. دخول تعاليم تشان إلى اليابان. انشطر أئمة "تشان" في الصين إلى قسمين رئيسيين، ادعى أحدهما أن الاستنارة (اليقظة) طبيعة فجائية، بينما يقول الآخر أنها تأتي بالتدريج. من بين كل المدارس التي تأسست في الصين، وبالأخص في الجنوب، استطاعت اثنتان الوصول إلى اليابان أثناء فترة كاماكورا: أولاهما "لينشي" والتي أسست في القرن الـ9 للميلاد، وتتلخص تعاليمها في دراسة الـ"كُوان"، ثاني هذه المدارس هي "صاودونغ" والتي أسسها "ليانغجي" في نفس الفترة، وتتلخص تعاليمها في ممارسة التأمل في وضعية الجلوس. يعود تاريخ مذهب تشان في اليابان إلى القرن السابع للميلاد. كان الراهب "دوشو" (629-700 م) قد عاد إلى البلاد بعد أن أمضى فترة في الصين، قام بتأسيس مدرسة "هوسو"، إلا أن تعاليمه لم تعرف طريقها إلى الانتشار. بعدها قام "سائيشو" بإدخال تعاليم تشان مجددا، ومنها ممارسة التأمل في وضعية الجلوس. وكانت طائفة "تندائي" الأكثر تأثر بهذا المذهب الجديد. العصر الذهبي أثناء فترة كاماكورا. مع نهاية فترة هييآن بدأت بعض الأفكار الدينية الجديدة تنتشر في اليابان، تأثرت هذه الأفكار بحالة الهوس والقلق التي سادت أتباعها بعد أن دخل العالم في فترة "نهاية القانون". يقسم التفكير البوذي الزمن إلى ثلاثة فترات: أثناء الفترة الأولى والتي تلت وفاة بوذا، يَعي الرِجال كامل تعاليمه؛ أثناء الفترة الثانية، يصبح عسيرا عليهم تفهم هذه التعاليم؛ وأخيرا ومع بداية الفترة الأخيرة، أي منذ 1052 م، يصبح الرجال عاجزين تماما على إدراك مبادئ البوذية. في مثل هذه الظروف يصبح من غير المفيد على الرجال دراسة تعاليم بوذا أو أساتذة المدارس الكبرى السابقة، إذ أنه يستحيل على الإنسان أن يتوصل إلى نتيجة باستخدام قواه الشخصية (جيريكي)، والحل الوحيد أمامه هو أن يسلم نفسه إلى بوذا و"قوى الآخر" (تاريكي). تطورت أثناء فترة كاماكورا مدارس بوذية جديدة، على غرار الأميدية (اللفظ مشتق من كلمة أميدا) وأتباعها من رهبان "غنكو" و"شينران"، والذين أولوا اهتماما بالغا بمبدأ الإيمان بآميدا. المبادئ والتطور. يرفض أتباع "زن" الفكرة القائلة بوجوب أن يُسلم الإنسان نفسه لقوى الآخر، كما يعارضون مفهوم الازدواجية بين الحالة الطبيعية للأشياء، وطبيعة بوذا في ذوات الأشياء، ويقولون أنها تتواجد في كل واحد. على الإنسان أن يكون مدركا لطبيعة بوذا في نفسه حتى يتوصل إلى حالة الاستنارة (التيقظ) أثناء دورة حياته الحالية وداخل جسده المادي. تطورت هذه التعاليم بعد أن عاد الراهبين "إيسائي" (1168-1215 م) و"دوغن" من رحلتهما إلى الصين. قام أحد أتباع الأول وهو "ميوزن" (1184-125 م) بتأسيس طائفة "رنزائي"، والتي اعتمدت تعاليم مدرسة "لينشي" الصينية، فيما قام الثاني بتأسيس مدرسة "سوتو"، والتي تبنت بدورها تعاليم مدرسة "صاودونغ" الصينية. على عكس مذهب الأميدية والذي توجه نحو الطبقات الشعبية، وانفتح على الممارسات الدنيوية، يتطلب زن من أتباعه تخصيص جل وقتهم لتطبيق تعاليمه، أحيا أتباعه بذلك التقاليد الرهبانية: إذا أن أسلوب حياة الرهبنة كان الوحيد الذي يتناسب مع متطلبات هذا المذهب. زن رِنزائي ومدرسة سوتو. انتشرت تعاليم "زن رنزائي" على حساب الطوائف الأخرى في اليابان، ومن أهم الأسباب في ذلك، تأثير أتباعه على رجال السياسة أثناء فترة كاماكورا. أنجبت طائفة رنزائي عدة مدارس، ومن أهمها مدرسة سوتو، والتي أسسها "دوغن". دوغن. التحق "دوغن" في سنوات شبابه الأولى بكل المدارس البوذية التي كانت موجودة في عصره، على غرار مدرسة "دير كينين-جي" والذي أسسه "إيسائي". في سنة 1233 م، شّد "دوغن" ومعه أحد مُريديه "ميوزن" الرحال إلى الصين، درس لمدة ثلاثة سنوات في أحد أديرة التابعة لمدرسة "صاودونغ، توصل إلى حالة الاستنارة وأصبح بإمكانه العودة إلى اليابان لالقاء الدروس بدوره. عند عودته اتخذ لنفسه مكانا بالقرب من "كيوتو" وأخذ يجمع من حوله الأتباع. التعاليم. يعتبر أتباع زن من خصوم المذاهب الداعية إلى التقيد المطلق بالنصوص -والتي أطلقوا عليها تسمية الحروف الميتة، رغم أن دوغن يقر بأهمية هذه الدراسة، إلا أنه يرى أن جعلها غاية وليس وسيلة يؤدي في النهاية إلى نتائج عقيمة، بدل النصوص أراد الأخير أن يرسخ بين مريديه أهمية "الكلمة الحية"، أو تناقل التعاليم بالطريقة الشفوية، وقد قام لهذا الغرض، وفي نفس السنة التي توفي فيها، بكتابة أحد أهم مؤلفاته (كنوز عين دراما الأصيلة) باللغة اليابانية، فيما كان معاصروه يستعملون اللغة الصينية عند تطرقهم للمواضيع الدينية. كانت تعاليم "دوغن" قاسية جدا، يخضع الرهبان إلى قوانين صارمة، يتوجب عليهم من خلالها ممارسة التأمل بلا انقطاع، يقول دوغن أن إبداء الشخص رغبته في أن يصبح مستنيرا أو حتى التفكير في ذلك هو أمر عقيم مثله مثل دراسة نصوص الـ"سوترا" الهندوسية. يجب على الشخص ألا يفكر إلا في اللحظة الآنية، وأن يهمل كل الأشياء التي يعتقد أنها ستساعده في ممارسة التأمل. لا تؤدي الممارسة بذاتها إلى الاستنارة، ذلك أن الأشخاص يملك كل منهم طبيعة بوذا في أنفسهم، يتوجب عليهم فقط الممارسة حتى يصبحوا قادرين على الإحساس بهذا الطبيعة. المعلم. يولي أتباع مدرسة سوتو أهمية كبيرة لطريقة تناقل التعاليم. بما أن زن هو مجموعة من الممارسات، فإن الشخص الذي مر بهذا الطريق -الأستاذ- يستطيع أن يرشد الأتباع الجدد في تجربتهم ويعرف مدى تقدمهم في الطريق. روحيا يقوم الأستاذ باستعمال النصوص الميتة (الكتابات القديمة) والكلمة الحية (التعاليم الشفوية)، حتى يتقدم بأتباعه ويريهم في كل مرة محدوديتهم وعيوبهم. بدنيا يقوم الأستاذ بالسهر على نوعية التمارين التي تطبق وكذا مدى استقامة الوضعية التي يتم اتخاذها أثناء ممارسة التأمل. تعاليم دوغن بعد وفاته. أعاد "دوغن" إحياء التقاليد التي أقامها رهبان مدرسة "تشان" الصينية: نظرا لمعارفه الواسعة فقد أدرك "دوغن" محدودية النصوص، ومدى أهمية التجربة الشخصية الفريدة. على غرار ما فعله سلفه قطع علاقته مع المجتمع حتى يعيد صلته بالطبيعة. كانت التعاليم التي تركها متشددة جدا، ولعله السبب في إحجام أتباعه في الأخذ بها، إذ سرعان ما تخلو عنها بعد وفاته. توجب الانتظار حتى القرن الـ20 للميلاد لإعادة اكتشافها مجددا. تأثير زن رنزائي. أثناء فترة كاماكورا، كان الرهبان البوذيين من طائفة الزن، شغوفين جدا بالتعرف على الثقافة الصينية. كان "دوغن" يرفض أن تكون للأشياء أبعاد فنية، الأهم بالنسبة له هو الفعل الذي يؤدي إلى خلق هذه الأشياء، وهو نفس الفعل الذي يؤدي في النهاية إلى الاستنارة. قام الأخير بجلب العديد من الخزفيين، والنجارين من الصين، فيما قام كل من "إيسائي" و"ميوزن" عند عودتهما إلى اليابان بدعوة ممثلين عن كل المدارس الفنية الصينية. بعد تلك الفترة انتشرت الفكرة الصينية للجمالية الفنية -والتي سادت أثناء فترة أسرة "سونغ"- في كامل أرجاء اليابان بعد أن اختلطت بتعاليم زن. كان ذلك بفضل العلاقة الوطيدة بين رهبان طائفة "رنزائي" وقادة اليابان، وبالأخص الهوجو ثم الأشيكاغا من بعدهم أثناء فترة موروماتشي. عن طريق تبينهم للقوانين الأخلاقية الكونفشيوسية، والتي أحضرها معه من الصين الراهب "إيسائي"، ثم دمجها مع تعاليم زن، وضع أئمة هذا المذهب خطابا جديدا حتى يستقطبوا إليهم أفراد طبقة المحاربين، كان هؤلاء يستهويهم مذهب زن نظرا لبساطته الظاهرية من جهة وتشدده الصارم من جهة أخرى. كينكاكو-جي (باليابانية: 金閣寺 = معبد السرادق الذهبي) هو معبد زن بوذي، يقع بالقرب من كيوتو، ويعد أشهر المعالم السياحية في اليابان. يعتبر البناء وحديقته التي حافظت على تصميمها الأصلي، من أبرز الشواهد على عمارة فترة موروماتشي (1336-1573 م)، ورمزا للحركة التي قام بها الشوغون "يوشي-ميتسو" لصالح الآداب والفنون. بدأت أعمال تشييده سنة 1397 م في حي "كيتاياما" -إحدى ضواحي كيوتو-، ليكون مقرا لإقامة ثاني الشوغونات من أسرة أشيكاغا، "أشيكاغا يوشي-ميتسو" ع(1358-1408 م)، بعد وفاة الأخير تم تحويله إلى معبد بوذي. يحتضن المعبد بعض الآثار لبوذا، وتم وضع رقائق من الذهب على جدرانه، وهو سبب تسميته. قام أحد الرهبان بإضرام نيران أتت على المعبد بكامله سنة 1950 م. يعود تاريخ البناء الحالي إلى سنة 1955 م. تاريخ. في عام 1394 م قام الشوغون "أشيكاغا يوشي-ميتسو"، بالتنحى عن الحكم لصالح ابنه "أشيكاغا يوشي-موتشي" ع(1386-1428 م)، بعدها بأربع سنوات (1398 م) قرر أن يستقر في الإقامة التي قام ببنائها السنة التي قبلها: كينكاكو-جي. ظل "يوشي-ميتسو" مقيما فيها حتى وفاته سنة 1408 م، أصبح المكان ووفقا لوصيته معبدا لطائفة "رن-زائي" من أتباع مذهب زن البوذي، وأصبح يسمى "روكوأون-جي" (Rokuonji = 鹿苑寺 = معبد حديقة الظباء). تعرض المعبد لعمليات تخريب عديدة على مر التاريخ، وتمت إعادة ترميمه مرات عدة. إلا أن أشد الأحداث التي مرت عليه كان بطلها أحد الرهبان البوذيين، فقد قام الأخير بإضرام النار في المعبد عام 1950 م، أتت النيران على كامل المبنى، وأصبح الحدث مترسخا في الذاكرة المحلية عندما قام الروائي الياباني "ماشيما يوكي-أو" (1925-1970 م) بكتابة روايته كينكاكو-جي (Kinkaku-ji، 1956). أعيد بناء السرادق الذهبي مرة أخرى، إلا أنه فقد أكثر أربعة أخماس مساحته الأصلية، عدا البناء الرئيسي اندثرت آثار المباني الملحقة، فقط الحديقة حافظت على رونقها الأصلي. هندسة المبنى. تم بناء الطوابق الثلاثة للمبنى بطرز مختلفة: تم طلاء الأسقف بالورنيش، ووضعت رقائق ذهبية رفيعة على جدرانه الخارجية، وتنعكس الأضواء التي تحدثها هذه على صفحة الماء في البحيرة المحيطة بالمكان، ويعتبر منظر المعبد وهو يعكس أشعة الشمس من المناظر المشهورة في اليابان، ، وقد ألهم العديد من رجال الأدب والفن. غينكاكو-جي (باليابانية: 銀閣寺 = معبد السرادق الفضي) هو معبد زن بوذي. يقع على سفح جبال "هيغاشي-ياما" بالقرب من كيوتو، ويعد من أهم المعالم السياحية في المدينة. قام الشوغون "أشيكاغا يوشي-ماسا" عام 1482 م، وبعد نهاية حروب أونين، بتشييد بعض المباني لتكون مقرا دائما لإقامته. بعدها بسنوات تم تشييد السرادق الفضي في نفس المكان، واتبع في تصميمه هندسة السرادق الذهبي (كينكاكو-جي). كان يخطط للقيام بطلي جدرانه بماء الفضة، إلا أن الظروف حالت دون تنفيذها. بعد وفاة "يوشي-ماسا" عام 1490 م، تم تحوبل المبنى إلى معبد بوذي. ضريح توشوغو في نيكو (باليابانية: 日光東照宮 = Nikkō Tōshōgū) من الأضرحة الشنتوية المشهورة في اليابان، شيد تخليدا للقائد "توكوغاوا إيئه-ياسو"، مؤسس سلالة التوكوغاوا، والتي حكمت بلاد اليابان طيلة 250 سنة كاملة. خصص الضريح لأرواح كل من "إيئه-ياسو" وكذا اثنين من كبار القادة التاريخيين في اليابان: "تويوتومي هيده-يوشي" و"ميناموتو نو يوريتومو". يقع الضريح بالقرب من نيكو، إحدى المدن الواقعة وسط شمالي جزيرة هونشو، وكانت المنطقة في لسابق معقلا لعشيرة التوكوغاوا. يضمن الضريح حول عشرة مباني رئيسية، وأهم ما يميزه عن باقي الضريحات هو كثرة الزخارف والنقوش، ويمكن تقسيمها حسب وظيفتها الشنتوية أو البوذية. يتواجد الضريح داخل إحدى أجمل الغابات في المنطقة. كان الموقع في أول أمره عبارة عن نصب تذكاري بسيط، تمت توسعته أثناء عهد حكم أحد الشوغونات من أحفاد "إيئه-ياسو" في النصف الأول من القرن السابع عشر (الـ17 م)، وألحقت به العديد من المباني الجديدة. تم استعمال العديد من القطع الخشبية المنقوشة كما استخدمت رقائق مذهب لزخرفة مبانيه، لم تعهد هذه الطريقة من قبل في اليابان، لذا يعتبر الضريح فريد من نوعه. قامت منظمة اليونسكو بإدراج هذا المعلم في قائمة التراث الثقافي العالمي. لوحة المفاتيح أو المِزْرَار هي لوحة أساسية تتكون من أزرار لإدخال البيانات إلى جهاز الحاسوب عن طريق أزرار. وتكتب هذه الأزرار أحرف أو أرقام أو رموز. في الستينيات من القرن العشرين في وقت مبكر، تظهر لوحة مفاتيح الحاسوب الأولى في نفس الوقت الذي أنظمة التشغيل الأولى المستخدمة في سطر الأوامر. لكي لا نخلط بين المستخدمين، وكانوا مصدر إلهام لوحات المفاتيح TTY والآلات الكاتبة، والتي تم تقسيمها إلى أربع فئات: كرات محطات (الطباعة باللمس يدور كرة تحمل تطبع شخصيات مختلفة)، مع أو بدون التخزين المؤقت من سطر من النص قبل إرساله (مثل IBM 2741)؛ أجهزة نوع المبرقة، مع أو بدون قارئ الشريط لكمة (على سبيل المثال ASR33، KSR33) شاشات المرتبطة مخزن الذاكرة المؤقت. لوحات المفاتيح إلى جانب عرض "ملء الشاشة" (ملء الشاشة) مع المناطق القابلة للبرمجة (مثل سلسلة 327x IBM). في أواخر السّبعينات، تم تخصيص لوحات المفاتيح إلى البلاد من قبل كبرى الشركات المصنعة والشركات المحلية (يكلف كما حرق ROM وفحص بعض مفاتيح). في أواخر السبعينات وأوائل الثّمانينات، هو مبني على لوحة المفاتيح في حالة الحاسوب الشخصية الذي يحتوي على وحدة المعالجة المركزية، كل مصنع بوضع تصميم مفتاح خاص به. في عام 1981، وأجهزة الحاسوب IBM يأتي مع لوحة المفاتيح 88 مفتاح [الذي؟] من نوعية ميكانيكية ممتازة، ولكن التخطيط زر أمر غير عملي. ويخضع تكوين معظم الأوروبيين تكنولوجيا المعلومات ومكتب لوحة المفاتيح 105 مفاتيح من قبل معيار ISO 9995. وقد بدأ هذا المعيار في عام 1984 من قبل الجمعية الفرنسية للتوحيد القياسي (AFNOR) تحت إشراف برنارد Vaucelle، بناء على طلب من الان Souloumiac2. تتم عملية استكمال داخل المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) تحت إشراف إيف Neuville3 اقتراح توزيع مفاتيح، بما في ذلك كتلة الأبجدي والمناطق كتلة منطقية: التشكيل، وخطابات معلمة، وعلامات الترقيم، الرقمي، والحساب الحاسوب. أدت دراسة أجريت بتمويل من وزارة الصناعة الفرنسي والوكالة الوطنية لتحسين ظروف العمل إلى تحسن كبير في مكتب وحاسوب لوحات المفاتيح. تم اعتماد توصيات تقرير إيف Neuville3 في اجتماع للISO في برلين، وأخذت على الفور من قبل جميع شركات تصنيع أجهزة الحاسوب المتوافقة. العديد من المتغيرات لوحة المفاتيح موجودة: لوحات المفاتيح الهاتف. لوحة المفاتيح عصا التحكم شكل. الشاشات التي تعمل باللمس. لوحات المفاتيح الأمثل لإدخال الأرقام. الدواسات لإدخال النص سهلة؛ إلخ تستخدم في صناعة مجموعة واسعة من النماذج على جهاز الحاسوب وأدوات الآلات ساعد: هذه عادة ما تكون لوحات المفاتيح الكبيرة مرتبة في مصفوفة وبرمجتها لأداء مهام محدد تخطيط لوحة المفاتيح. قبل اختراع الحاسوب كانت توجد الآلة الكاتبة وتم أخذ الكثير من الحروف من تخطيط الآلة الكاتبة إلى لوحة مفاتيح الحاسب الآلي. حيث أن صحفي وكاتب يدعي كروستوفر شولز هو مخترع الآلة الكاتبة في عام 1874 وبعد عده محاولات وإخفاقات كثيرة في تصميم لوحة المفاتيح نجح هذا التصميم وباعه لأحد الشركات. في البداية كان التخطيط مرتب أبجدياً ثم تبعا لنصحية أحد زملاء كروستوفر حاول أن يضع الحروف الأكثر استخداما في الصف الأساسي أعاد تخطيط لوحة المفاتيح تبعاً للحروف الأكثر استخداماً وشيوعاً ويطلق علي هذا التخطيط اسم QWERTY وهو اسم أول ستة حروف في لوحة المفاتيح. و يوجد تخطيط آخر هام وهو Dvorak Simplified Keyboard. أنواعها. برنامج. برنامج يظهر لوحة المفاتيح على الشاشة ليحاكي الوحة المفاتيح الحقيقية في إدخال البيانات، يتم التحكم به بالفأرة أو شاشة اللمس. تستخدم في الأجهزة المحمولة والهواتف قابل للطي. لوحة المفاتيح مصنع من البلاستيك المرن أو السيليكون ليسمح بطيه، وغالباً ما يكون مقاوماً للسوائل. تخطيط لوحة المفاتيح العربية. يستخدم تخطيط لوحة المفاتيح العربية من أجل كتابة الحروف العربية، حيث يخصص لكل حرف مفتاح على لوحة المفاتيح، بالإضافة إلى استخدام مفتاح الأعلى Shift من أجل الحصول على الرموز الخاصة، أشكال همزة الألف، وحركات التشكيل. ت: تفعيل أو إلغاء تفعيل الجزأ العددي للوحة المفاتيح ن: خاص بالغة الأجنبية للكتابة بخط lowercase أوuppercase التشكيلات البديلة للوحة المفاتيح للغات الأخرى. تستخدم تشكيلات بديلة للوحة المفاتيح للسماح للمستخدمين بالكتابة بلغات بديلة على مستوى كامل النظام. وهي تعمل بحيث أن أحد محددات بيئة العمل يحمل قيمة تشكيلة لوحة المفاتيح للغة البديلة ويقوم النظام بناء عليها بترجمة ضربات المفاتيح ذات القيمة الثابتة إلى رموز أخرى تحددها تشكيلة لوحة المفاتيح، فعلى سبيل المثال، عند تغيير تشكيلة لوحة المفاتيح من الإنجليزية إلى العربية، فإن الضرب على مفتاح A الإنجليزي، ينتج في كلا الحالتين (في حال الوجود ضمن إعداد التشكيلة الإنجليزية أو العربية) ذات القيمة المدخلة للحاسوب، ولكن النظام يقوم بترجمة هذا المدخل إلى القيمة المناظرة في اللغة العربية والتي هي الحرف ش. تقوم بعض البرامج القديمة والتي صممت للعمل بلغات بديلة دون أن تكون البيئة ذاتها داعمة لتلك اللغات بأخذ هذا العمل على عاتقها، حيث يقوم البرنامج نفسه بترجمة القيم المدخلة إلى تلك المناظرة في اللغة المطلوبة. لوحة المفاتيح العربية عبر متصفح الشابكة. هذه اللوحة مصممة بإحدى لغات البرمجة المتوافقة مع متصفح الشابكات وهي تقدم الفرصة للذين يملكون لوحة مفاتيح غير عربية الكتابة باللغة العربية عن طريق الفأرة أو عن طريق لوحة مفاتيح للأبجدية الاتنية بحيث يستبدل الحرف من اللوحة الغير عربية إلى حرف عربي.